روايات

رواية أشواك الورد الفصل السابع 7 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الفصل السابع 7 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الجزء السابع

رواية أشواك الورد البارت السابع

أشواك الورد
أشواك الورد

رواية أشواك الورد الحلقة السابعة

المستشفى ….
أخذت “ورد” تنتفض بإرتجاف شديد فى نومها وكأنها ترى كابوساً يطبق أنفاسها … إستفاقت فجأه مفزوعه لتتأكد أنها مازالت بالمستشفى بعيداً عن “حسام” … وأن كل ما رأته ما كان إلا حُلماً لا أكثر …
تمتلكتها نوبه بكاء أخرى حتى أنهكت قواها وبدأت تلك النوبه تضمحل حتى هدأت نفسها قليلاً لكنها لم تكن قادره على إيقاف سيل الدموع الذى مازال ينهمر من زرقاوتيها المتورمتين …
تذكرت ذاك اليوم الذى جلست به برفقه والدها وهو يسألها بحماس عن رأيها بزواجها من “حسام” فصغيرته عروس الآن ..
(( ابو محمد: ها يا “ورد” إيه رأيك …؟؟؟
ورد: بس أنا مشفتش “حسام” ده خالص يا بابا ….
ابو محمد: والله يا بنتى شكله راجل محترم .. هو عايش فى أستراليا بقاله كتير وعامل شغل كويس ليه مركزة زى ما أم “حسام” بتقول …
ورد: إللى تشوفه يا بابا … أنا بثق فى رأيك دايماً ….
ابو محمد: على خيرة الله .. هو كمان جهز هنا شقه وحينزل أجازة نعمل الفرح وتسافروا سوا …
ورد: إن شاء الله …))
عادت “ورد” إلى الواقع لترى نتيجه تسرعها بقرار الزواج دون أن تعرفه أو تعرف عنه شيئاً فقط لأنها تريد البُعد عن زوجه أبيها وظنت أن ولدها الذى كان رافضاً لزواج والدته من والدها أفضل من والدته ومن العيش معها تحت سقف واحد …
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى …..
لم تمرر “ناهد” طلاق “حسام” و “ورد” بتلك السهولة بل ظلت تؤنب زوجها على تسرعه بحكمه على ولدها و الإشتراط عليه بطلاقهما فقد حاولت “ناهد” لشهور طويله التمهيد وإقناع زوجها بقبول هذا الزواج الذى لا مثيل له …
ام حسام: مبسوط إنت دلوقتى يا أبو “محمد” … يعنى كده تفرق ما بينهم عشان غلطه صغيره …؟؟
لم يكترث “عبد المقصود” لثرثرتها التى ظلت لساعات وأجابها بهدوئه الشديد ولا مبالاه أثارت حنقها للغايه …
ابو محمد: من جهه مبسوط أنا مبسوط جداً .. وأنتى عارفه ومتأكده إنها مش غلطه صغيره .. ونقفل بقى كلام فى الموضوع ده عشان ميحصلش بينا مشاكل أكتر من كده …
إبتلعت “ناهد” لسانها بغيظ فلن تسمح لنفسها بخسارة كل شئ ولن تتسبب بأزمه تقع بينها وبين “عبد المقصود” الآن لتلتزم الصمت بغيظ شديد وهى تردف مجبرة …
ام حسام : حاضر يا أبو محمد … حاضر … حتعمل إيه فى المحضر …؟؟؟
ابو محمد: بكره الصبح وأنا رايح المستشفى لـ”ورد” حعدى على القسم و أتنازل عنه .. وأبقى أنا كده وفيت بوعدى ..
إتجه نحو غرفته تاركاً إياها تحترق من بركان غضبها المستعر بداخلها فقد أتت الدنيا بعكس ما كانت تريده وتدبر له على الإطلاق ….
دارت حول نفسها عدة مرات تريد التنفيس عن هذا الغضب لتتصل بولدها تخبره بما حدث بينها وبين “عبد المقصود” منذ قليل …
حسام: أيوة يا ماما … إيه الأخبار …؟!!
ألقت “ناهد” نظرة بإتجاه غرفتهما أولاً لتطمئن أن “عبد المقصود” لا يستمع إليها ثم أجابت بخفوت شديد …
ام حسام: أيوه يا “حسام” … خلاص إطمن .. بكره حيروح ويتنازل …
حسام: متأكده يا ماما …؟؟
ام حسام: لا متقلقش .. الراجل ده مبيكدبش … حيروح متخافش … بس بقولك إيه إنت لازم تصلح إللى إنت عملته ده …
بحيرة شديده وضيق تملك نفسه أجابها …
حسام : إزاى بس …؟؟
ام حسام: مش عارفه … عموماً كام يوم بس تطلع “ورد” من المستشفى وأكون لقيت حل .. مش لازم نخسر كل حاجه دى لوحدها معاها فلوس على قلبها قد كدة … ده غير نصيبها فى ورثها من أبوها ده … يعنى حاجه متتسابش …
لمعت عيناه ببريق طامع وقد عادت وتيره الهدوء لنفسه مستمتعاً بما سيصل إليه إذا إستطاع إصلاح ما أفسده مع “ورد” ليجيبها بإيجاب شديد …
حسام : و أنا معاكى ..
ام حسام: خلاص يبقى إتفقا .. يومين تلاته كده ونشوف حنعمل إيه … يلا سلام بقى دلوقتى أحسن حد يسمعنا …
أنهت مكالمتها لتدلف إلى داخل غرفتها بعد أن إرتسمت إبتسامه مزيفه على محياها تشعره بها أن هذه المشكله لم تغير بينهم شئ ، فهى لا تريد خسارة كل شئ ….
____________________________________
اليوم التالى ….
أقبل “يوسف” من صلاه الفجر كعادته ليقابل “دعاء” التى تنتظره منذ خروجه من المسجد محضره له طعام الإفطار على الطاوله …
نظر نحوها “يوسف” بإستراب شديد فليس من عادتها أن تستيقظ مبكراً إلى هذا الحد ، وما زاد تعجبه هو نشاطها الزائد وتحضير الفطور وإنتظاره بتلك الإبتسامه العريضه ليدرك بفطنته أن هناك شئ ما خلف كل هذا الإهتمام …
يوسف : هو إيه الرضا ده على الصبح …؟؟
دعاء: والله لو عملتلكم إيه مش عاجب برضه …!!!
يوسف: لا يا ستى .. أنتى كلك بركه … بس هو الأكل ده كله لله فى لله كده …؟!!
لم تجد بُد سوى أن تخبره بما تريده صراحة فلا داعى للإلتفاف حول الأمر كثيراً …
دعاء: أصل …. اااا … بص بقى … من غير لف ولا دوران .. نفسى أروح رحله إسكندريه دى .. ميرضكش يبقى كل علاقتى بيها صور من النت والتليفزيون وعمرى ما شفتها …!!!
يوسف بجديه: طب وماما يا “دعاء” … حتسيبيها كده طول اليوم لوحدها … ما إنتى عارفه هى مش بتقدر تقف على رجليها من التعب ….
رغم شقاوتها ومعارضتها الدائمه له بمزاح إلا أنها لا ترفض له أمر ولابد أن تنصاع لرأيه حتى لو كان ذلك ضد رغبتها …
نكست عيناها بتعاسه وتملل وهى تردف بإنصياع وهدوء ..
دعاء : حاضر يا “يوسف” .. إللى تشوفه ….
لم يتعامل معها يوماً كأخ أكبر بل كان يشعر أنها إبنته ليمسك بمرفقها بحنو ليطيب خاطرها بوعد حقيقى …
يوسف: معلش .. و أوعدك حعوضك بخروجه حلوة قريب …
إبتسمت “دعاء” بحزن فقد كانت بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله مع أصدقائها بالجامعه لكنها لن ترد له أمر وحاولت تغيير مجرى حديثهم قائله بهدوء ….
دعاء: طب أفطر بقى قبل ما الأكل يبرد وأنا حـ….
قاطع حديثهم حين أتت والدتهم تتكئ إلى عصاها ببطء …
ام يوسف: خليها تروح يا “يوسف” … وأنا متخفش عليا حنرتب أنا وهى كل حاجه قبل ما تروح وهو يوم واحد وحترجع فى نفس اليوم … متحرمهاش عشانى …
تهللت أسارير “دعاء” من الفرحه وهى تقفز بطفوليه نحو والدتها لتعانق والدتها بإنفعال وفرحه شديده قائله ..
د
عاء : حبيبتى حبيبتى يا ست الكل … ربنا يخليكى لينا يا رب .. إلهى تحجى وتفرحى بيا …
ضحكت أم “يوسف” لرد فعل “دعاء” خفيف الظل ، بينما شعر “يوسف” بالقلق تجاه والدته فكيف يتركاها إثنيهما طوال اليوم بدون رعايتهما لها وهى لا تستطيع التحرك بهذا الشكل …
يوسف بقلق: بس يا ماما … أنتى متقدريش … تـ…
ام يوسف: متقلقش …حنرتبها إحنا مع بعض .. متخفش بقى …
يوسف: خلاص إللى تشوفوه … حفطر أنا بقى وألحق أروح الشغل عشان متأخرش …
____________________________________
المستشفى …
سأزيل الشوك من طريق الورد ، سأحمى غاليتى الناعمه من تلك الأيادي الخشنه وذلك هو أول طريقى ، أن تنتهى تلك الزيجه وتتحرر “ورد” من ذلك الخطأ …
مر “عبد المقصود” أولاً بقسم الشرطه للتنازل عن المحضر الذى قدمه بالمستشفى ضد “حسام” بعد أن أمسك وثيقه طلاق “ورد” الرسميه بيديه …
ثم إتجه بعد ذلك إلى المستشفى ليلقى نظره على غاليته المسكينه …
فتح باب غرفتها ليجدها نائمه بسكينه ، كم يتألم قلبه لما أصابها ، تلك الفتاه التى لم تعنف يوماً أصبحت هشه محطمه بسبب هذا المتجبر الوحشى …
ضم “عبد المقصود” شفاهه بتحسر ثم توجه لمكتب “سماح” ليطمئن عن علاجها النفسى …
ابو محمد: صباح الخير يا دكتوره ..
سماح: صباح الخير يا أبو محمد …
ابو محمد: أخبار “ورد” إيه النهارده أنا عديت عليها لقيتها نايمه ….
سماح: إحنا بدأنا معاها العلاج النفسى بجلسه بسيطه كده والحمد لله كانت كويسه جداً … بس إمبارح بالليل تعبت بكوابيس فإضطرينا نديها حبايه منومه كعلاج مؤقت عشان تستغرق فى النوم شويه بس برضه زى ما قلت لحضرتك خليها فى المستشفى على الأقل إسبوعين تاخد جلسات مكثفه للعلاج النفسى .. وبعدين تخرج ونبقى نكمل باقى الجلسات بجدول محدد ..
ابو محمد: أه طبعاً .. إللى فيه مصلحه “ورد” حعمله على طول .. أنا حتى خليت “حسام” يطلقها عشان متحسش إنها فى ضغط …
سماح: إللى عرفته إن جوازها من “حسام” كان فجأه وملحقتش تتعرف بيه صح …؟!!!
ابو محمد: أيوه مظبوط …
أومأت “سماح” رأسها بتفهم فيبدو أن والد “ورد” إتخذ خطوة سليمه تماماً فى علاجها النفسى لتشيد بهذا التصرف المصيب …
سماح: كويس أوى … أظن إن موضوع الطلاق ده حيريحها كتير جداً … وحيساعد فى علاجها النفسى بصورة كبيرة …
ابو محمد: أنا قلت كده برضه .. وجاى مخصوص أبلغها بالخبر ده …
سماح: تمام .. ممكن حضرتك تبلغها أول ما تفوق وأنا إن شاء الله معادى معاها بعد الضهر عشان جلسه النهارده …
بحفاوة شديد شكر “عبد المقصود” مجهود “سماح” مع ابنته فيبدو أن جروح “ورد” النفسيه عميقه للغايه وستسبب لها ضرراً بالغاً ووجود “سماح” معها ربما يجعلها تتخطى تلك الأزمة وتعود كسابق عهدها …
ابو محمد: شكرا لحضرتك يا دكتوره على إللى بتعمليه مع “ورد” …
سماح: بعيداً عن الطب أنا فعلاً حبيتها و إرتحت لها زى ما تكون أختى الصغيره ..
ابو محمد: ربنا يجعله فى ميزان حسناتك يا رب … حروح انا اطمن عليها يمكن تكون صحيت …
____________________________________
غرفه ورد …
بدأت تستفق من نومتها المتعبه طوال الليل لتجد والدها يجلس إلى جوارها فى حنان منتظر إستيقاظها ليبتسم لها بمحبه ..كم شعرت بالهدوء والراحه عند رؤيته ، وجوده فقط سنداً لها ولروحها ، عيناه المرهقتان مصابيح تضئ طريقها الممتلئ بالأشواك لكن يكفيها وجوده لتشعر بالطمأنينه والأمان ….
دنا “عبد المقصود” من جبهتها ليطبع قبله حانيه إهتز لها قلبها المتألم أغمضت عينيها تلتمس من حنانه قوة لتكمل دربها فعلاجه بقربها يسكن ألامها و يتغلغل بها بصورة أقوى من أى علاج بالأدوية والمسكنات التى تتناولها ..
ابو محمد: عامله إيه النهارده حبيبتى ..؟؟؟
أجابته “ورد” رغم إعيائها الشديد …
ورد : الحمد لله يا بابا …
إبتسم “عبد المقصود” إبتسامه حزينه على حال إبنته ثم أردف يزف لها خبر طلاقها فربما يسعدها ما فعل …
ابو محمد: عندى ليكى خبر حيفرحك أوى ….
ورد : خير إن شاء الله …
ابو محمد: “حسام” طلقك .. وورقه الطلاق أهى …
تعمقت نحوه بنظرة ثابته وتهدجت أنفاسها بغير تصديق لتضئ عينيها ببريق حياة مرة أخرى …
لم تصدق “ورد” نفسها ، لم تظن أنها حين تستمع إلى خبر طلاقها ستكون بمثل تلك السعاده …
ترقرقت دمعه بزرقاوتيها لكنها دموع مختلفه تماماً فقد كانت دموع من شدة فرحتها بخلاصها من هذا الشخص المنفر المتوحش ..
نعم لم تعرفه جيداً لكنها فى ليله واحده رأت فيه كل الصفات التى تكرهها على الإطلاق ….
شعر “عبد المقصود” بالسعادة لرؤيه إبتسامتها تعلو شفتيها المجروحه ، شعر بأنه أعاد إلي صغيرته الحياة مرة أخرى ….
أخذ يتحدث معها بموضوعات عده محاولاً إخراجها من حاله الحزن والإنكسار التى أصابتها فى تلك الليله اللعينه …
إنتهى الوقت سريعاً وإنتهت زيارته لها وأخبرها أنها ستبقى بالمستشفى أسبوعين آخرين حتى تسترد عافيتها ثم يعودان بعد ذلك إلى بيتهما مره أخرى …
إرتاحت “ورد” لخبر بقاءها بالمستشفى فهى لا تود مقابله زوجه والدها فى هذا الوقت أبداً .. فهى تفضل الإبتعاد عنها قدر الإمكان فالطالما لم ترتاح لها لكنها كانت رغبه والدها للزواج من هذه السيده ولم تعارضه “ورد” فربما تسعده هذه المرأه ….
____________________________________
فرنسا ….
مكتب لامار …..
دلفت “لامار” إلى مكتبها الجديد ترتدى تنورة سوداء أنيقه وكنزه حريريه بيضاء برباط من العنق مميز للغايه أكسبها رقى وعمليه شديدين …
ألقت تحيه الصباح على مساعدتها الجديده “ليزا” بفرنسيه طليقه …
لامار : صباح الخير “ليزا” …
ليزا : صباح الخير مادموازيل(آنسه) “لامار” ….
لامار : هل هناك أى ميعاد اليوم …؟؟
ليزا: نعم .. هناك موعد واحد فقط …
لامار : حسناً …. فعندى اليوم موعد على الغذاء ولا أريد أن أتأخر …
ليزا : حسناً ….
دلفت “لامار” إلى داخل غرفه مكتبها الخاصه لتنهى بعض الأوراق قبل إنصرافها لموعد الغذاء الذى ترتبط به ..
بعد قليل دلفت “ليزا” لمكتب “لامار” لتخبرها بوصول صاحب الموعد الذى أخبرتها بخصوصه …..
ليزا: مادموازيل (آنسه) “لامار” …مسيو (أستاذ) “آدم” وصل هل أدخله إليكِ ….؟؟
لامار: حسناً ….
دلف إلى داخل مكتبها شاب متوسط الطول أبيض البشرة ذو أنف مدبب وعينان بنيتان وشعر يماثلهما تماماً …
تقدم بعمليه نحو مكتب “لامار” يمد يده مصافحاً إياها قائلاً بفرنسيه تتمتع بلكنه غريبه نوعاً أرجعت “لامار” ذلك ربما لنشأته بضيعه ما بعيداً عن باريس …
آدم: صباح الخير مادموازيل(آنسه) … أنا “آدم” من شركه (النجوم الزرقاء) للعطور …
إستكملت “لامار” حديثها معه بالفرنسيه مشيرة له بالجلوس أولاً …
لامار : أهلاً .. تفضل بالجلوس …
آدم: يسعدنا أننا نتعامل سوياً مع شركتكم للتسويق والتصدير .. فلقد سمعنا عن علاقاتكم الرائعه التى سوف تساعد شركتنا فى تسويق العطور …
لامار : تأكد أنكم لن تندموا بالتعامل معنا مسيو (أستاذ) “آدم” ….
آدم : معى بعض الكتالوجات لعرضها عليك ..
فتح “آدم” حقيبته ليخرج الكتالوجات التى تبرز منتجاتهم من العطور حين وجد أوراقاً فقط ولم يجد الكتالوجات فعلى ما يبدو أنه قد نسي وضعهم بالحقيبه معه قبل خروجه من الشركه …
تمتم “آدم” بلهجه مصريه دون وعى منه ظناً أن “لامار” فرنسيه لا تدرك اللغه العربيه …
آدم: يا نهار إسود على دماغى … أقولها إيه دى دلوقتى …؟؟
قهقهت “لامار” بضحك هستيرى بصوت عالٍ للغايه ثم أردفت بلهجتها المصريه الخالصه …
لامار : بالراحه كده على نفسك … إنت مصرى …؟؟؟ مش تقول يا راجل …!!!
إندهش “آدم” للغايه بل صدم من نطقها بالعاميه المصريه ليهتف بأعين متسعه …
آدم: إنتى مصريه ….؟؟!!!
أجابته “لامار” بفخر وإعتزاز شديدين ..
لامار : مصريه بنت مصريه … بنت مصرى …
آدم : غريبه … كنت فاكر إنك فرنسيه …. و إيه إللى جابك فرنسا ….؟؟
لامار: أنا عايشه هنا بقالى أكتر من 20 سنه … والدى الدبلوماسى المعروف “نشأت يحيي” سفير فى السفاره المصريه هنا …
آدم: أنا إتشرفت بيكى جداً والله ..
هدأت “لامار” من ضحكتها لتكتفى بإبتسامه خفيفه وهى تردف بلطافه …
لامار : نكمل بالمصرى أسهل بقى ..
أجابها “آدم” ممازحاً إياها ..
آدم: يبقى كتر خيرك والله …
لامار : أنا من حبى لمصر عندى إستعداد أنى أعمل شغل مع كل المصريين هنا .. وإن شاء الله حتنبسط أوى من الشغل معانا ..
آدم: ده شئ أنا متأكد منه .. أينعم إنتوا لسه شركه جديده بس سمعت عن شبكه العلاقات إللى عند حضرتك .. ودى حاجه تخلينى متفائل جداً بالتعاون معاكى …
لامار: أكيد إن شاء الله … أنا كمان حنزل مصر قريب أعمل شغل هناك مع شركه جديده …
آدم: أكيد حيبقى شغل ممتاز … وعموماً أنا سعيد جداً بمعرفتك وسعيد جداً بالشغل معاكى وإن شاء الله بكره حجيب لك الكتالوجات عشان نتفق على طريقه الشغل والتسويق إللى حضرتك تشوفيها مناسبه ….
لامار : تمام …
____________________________________
المستشفى ….
لجلسه أخرى جمعت بين “سماح” و”ورد” وإستماع بإهتمام لكل ما تتفوه به “ورد” عقبت عنه “سماح” بسؤال متحير …
سماح: وأنتى إنبسطتى من خبر الطلاق ده …؟؟!!!
هنا وبدون أدنى تفكير أجابتها “ورد” إجابه قاطعه لم تتردد بها للحظه واحده …
ورد: أكيد … ده يمكن أكتر خبر فرحنى فعلاً .. أنى حبعد عن الشخص ده ومش حشوفه تانى .. أنا مش عايزة أشوفه تانى ابدااااااااا …
كانت كل كلمه تخرج من فم “ورد” يحمل آسى وحزن شديد ، دون إدراك ما مرت به تستطيع رؤيه تحطمها وألمها فحاولت “سماح” وضع بعض التفاؤل بالمستقبل أمام أعين تلك المحبطه المنكسره …
سماح: بكره إن شاء الله تتجوزى وتفرحى مع الأحسن منه ….
مجرد ذكر فكرة الزواج أمامها وجدت نفسها تلقائياً تتذكر ليله زفافها ، تلك الليله التى كانت بالعمر كله ، ليله لن تنسى مطلقاً لتهتف بفزع رافضه برفض مطلق لإعادة ليله مثل تلك بحياتها مرة أخرى …
ورد : لأ … لأ طبعاً … إستحاله …. إنتى بتقولى إيه ..!!!!! ولا عمرى حكرر التجربه البشعه دى تانى …
ثم أضافت بنبره متألمه موجعه : أنا !!! … أنا أتجوز تانى .. وأعيش المأساه دى تانى … لا …. لا طبعاً …
سماح: بس مش كل الناس زى “حسام” … مش كل الناس وحشه كده … مش معنى إنك مريتى بتجربه سيئه مع شخصيه زى دة .. إن إنتى تحكمى على كل الناس بنفس المنطق …
علت عينا “ورد” نظرات يائسه للغايه وهى تردف بصوت مرتجف …
ورد : أنا خلاص معنديش القدرة أنى أتعامل مع إللى زيه …ولا مع غيره … أنا جوايا وجع وشرخ فى قلبى كبير … مقدرش حتى أحاول … مقدرش أعيد التجربه دى تانى …
شعرت “سماح” بأنها تضغط على “ورد” الآن بفكره تجربه جديده فتوقفت تماماً عن الحديث معها بتلك النقطه .. و بدأت تتحدث معها عن مواضيع أخرى حتى تستعيد “ورد” هدوئها قليلاً …
بعد وقت قليل مستكملات حديثهن ..
سماح: تفتكرى عشان والدك ترمى نفسك مع واحد متعرفيهوش بالشكل ده …؟؟
ورد: أنا مقتنعه إن بابا مكنش عايز غير مصلحتى بس “حسام” هو إللى طلع …. وحش ميتعاشرش … عايش فى الحرام …
بكت “ورد” مره أخرى لتذكرها هذه الليله المشؤمه فمازال لا يسيطر على تفكيرها سوى تلك الليله وما حدث بها ، تلك الليله التى تظن انها لن تنساها أبداً ..
فكلما تحدثن بأى موضوع تعود أدراجها وتفكيرها لتتحدث عما حدث فى هذه الليله وكأنها لن تنتهى ولن تخرج منها مرة أخرى ستبقى بقيه حياتها حبيسه تلك الليله فقط ….
ورد: مكنتش عايزاه يقرب منى غصب عنى .. كنت خايفه منه .. بس هو كان أقوى منى … ضربنى ووجعنى … حاول إنه … يعنى …
سماح: حاول إيه … إللى أعرفه إنه يعتبر مقربش منك … وإنك لسه عذراء زى ما إنتى …!!
بحياء شديد إكتسى وجه “ورد” بحمرة غير طبيعيه وهى تحاول إيصال فكرة ما حدث لـ”سماح” دون التلفظ بالمعنى الحرفي لما حدث بينهما ..
ورد: هو … يعنى … من الخمره إللى بيشربها بقى عاجز … لكن الإحساس نفسه أنه يقرب منى كده غصب عنى … كنت حاسه أنى بموت … إتمنيت فعلاً وقتها أنى أموت … بس الحمد لله ربنا أنقذنى منه …
رفعت “سماح” رأسها بتفاؤل لتتمسك بالعبارة الأخيرة التى تلفظت بها “ورد” ..
سماح: أيوه كده هى تجربه صعبه لكن لازم نبص للحاجات الكويسه إللى فيها .. إن أنتى لحد دلوقتى زى ما إنتى … وربنا أنقذك من بين إيديه … وكمان إتطلقتى منه … إعتبريه تجربه سيئه وخلصت خلاص …
ورد: خلصت …؟؟!! خلصت بعد ما خلصت على كل حاجه حلوة جوايا … إحساس بتتمناه أى بنت فى ليله فرحها … عمرى ما حفكر أنى أعيد الإحساس ده تانى .. مش عايزة …. مش عايزة أتجوز تانى ابدااا …
سماح : “حسام” ملقاش أى حاجه تانيه يدافع بيها عن عجزة ده إلا إنه يضربك وده دليل قوى على ضعفه لكن إنتى قويه … مش لازم تستسلمى للضعف إللى جواكى ده وتحاولى تكونى أقوى وأقوى متبقيش صيد سهل للحزن واليأس .. عموماً كده كويس أوى النهارده وبكرة إن شاء الله حجيلك تانى نتكلم سوا ….
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أشواك الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى