رواية أشواك الورد الفصل الثالث 3 بقلم قوت القلوب
رواية أشواك الورد الجزء الثالث
رواية أشواك الورد البارت الثالث
رواية أشواك الورد الحلقة الثالثة
* قتلتها ….!!! *
حسام …
أخذ “حسام” ينفعل بقوة وهو مازال يحادث والدته عبر الهاتف قائلاً …
حسام : بقولك موتها … محستش بنفسى وموتها … قتلتها … أنا رحت فى داهيه خلاص ..
نهضت “ناهد” من فراشها وهى تحذر ولدها من التصرف بأى تصرف مجنون قائله …
ام حسام : أنت عملت إيه يا مجنون إنت !!! … إستنى متعملش أى حاجه أنا جايه لك …
أنهت “ناهد” مكالمتها مع إبنها لترتدى ملابسها بسرعه لتلحق له وترى ماذا سيفعلان بتلك المصيبه التى وقعت برؤسهم …
أخذت تمام بسخط تلعن ولدها وتصرفاته الهوجاء قائله ..
أم حسام : إنت هببت إيه بس دلوقتى … يوووه يا “حسام” …
عاد “عبد المقصود” من المسجد ليفاجئ بـ”ناهد” ترتدى ملابسها على عجاله ليسترب بالأمر ، تقدم نحوها بضع خطوات بقلق وهو يتسائل بتعجب …
ابو محمد: إيه ده .. إنتى بتلبسى ليه دلوقتى من بدرى كده …؟!!
إرتبكت “ناهد” فور سماعها لصوت “عبد المقصود” فهى لا تدرى بم تخبره حقيقه لتحاول إصطناع إبتسامه واهيه وهى تردف …
ام حسام : مفيش أصل حسام إتصل … وعايزنى اروح .. ااا …
لم يكن “عبد المقصود” منتظراً لسماع أكثر من إسم “حسام” ليتوجس خوفاً على إبنته ويدب القلق بقلبه …
تحرك مسرعاً دون إنتظار سماع توضيحها تجاه الخارج لتهتف “ناهد” به …
ام حسام : إستنى يا أبو محمد .. خدنى معاك …
أسرعت “ناهد” بخطواتها لتلحق بزوجها قبل أن ينطلق بسيارته لتجلس إلى جواره لاهثه إثر ركضها خلفه للحاق به …
أسرع “عبد المقصود” محرماً سيارته متجهاً صوب شقه إبنته العروس التى لم يمر عليها سوى ساعات قليله بتلك الشقه …
إضطرابه بسبب تلك المكالمه التى كان توقيتها مسبباً للقلق والذعر بنفسه متيقناً بأن هناك خطأ ما لطلب “حسام” حضور أمه بعجاله بهذا الوقت ليتسائل “عبد المقصود” دون الإلتفات إليها بقلق شديد …
ابو محمد: إيه إللى حصل يا “ناهد”…؟؟
بكذب واضح تجلى على ملامحها الباهته ..
ام حسام : متخفش .. كل حاجه تمام …
ابو محمد: تمام إزاى إنتى مش شايفه وشك عامل إزاى …!!!!
ام حسام : عادى يعنى يا أبو محمد .. دلع عرايس بس …. حنعمل إيه ….
ضيق ” عبد المقصود” حاجبيه بشك غير مصدق لما تتفوه به زوجته …
ابو محمد: بيتدلعوا علينا ليله فرحهم …!!!
ام حسام : يوه .. أنا عارفه بقى ….
ابو محمد: ماشى … ربنا يستر …
صف “عبد المقصود” سيارته أمام البنايه التى تقع لها شقه “ورد” و “حسام” ، تلك البنايه الجديده كلياً خاليه من السكان فهى لم يسكن بها سواهما حتى الآن …
أسرع “عبد المقصود” صاعداً نحو شقتهم بصدر ناهج من سرعته التى يجتاز بها درجات السلم ولحقت به “ناهد” مباشرة ….
طرق الباب الذى سرعان ما فتح ووجد أمامه “حسام” وقد شحب وجهه متلوناً باللون الأصفر ، لكن ما أفزع “عبد المقصود” حقاً هو رؤيته لبعض قطرات الدماء تلوث قميصه الأبيض ….
جن جنون “عبد المقصود” لرؤيته لتلك القطرات الحمراء المخيفه ليدفع بـ”حسام” نحو الداخل صارخاً بصوت عالٍ ….
ابو محمد: بنتى فين !!!!!! … عملت إيه فى بنتى …؟!!!!!
ظن “حسام” أن أمه قد أبلغته بما حدثها به بمكالمته معها ليترجى “عبد المقصود” مرتعباً من رده فعله ….
حسام : والله ما كنت أقصد أقتلها …!!
ذُهل “عبد المقصود” ووقف مصدوماً للحظات مما سمعه للتو ليتشتت بصمت يحاول إستيعاب ما حدث لينقبض قلبه بقوة غير مصدقاً لما يتفوه به هذا الأحمق …
ابو محمد: إيه ….؟؟ إنت بتقول إيه …؟؟ قتلتها …؟؟!!!!!!!!!!!!
حسام : والله يا أبو محمد .. أنا بس …
أزاح “عبد المقصود” “حسام” من طريقه بقوة لا تتناسب مطلقاً مع ضعف بنيته صارخاً بلوعه …
أبو محمد: بنتى …!!!! بنتـــــــى …!!!!
دلف “عبد المقصود” إلى غرفه النوم ليجد “ورد” مسجيه أرضاً ، جسدها مغطى بالدماء السائله على الأرض من تحت رأسها بمشهد مروع …
تملكه الفزع لرؤيه إبنته بهذا المنظر البشع فقد تخيل أنه الآن يطمئن على إبنته بزواجها قبل أن يتوفاه الله …
لكن ما حدث أنه ألقاها لحتفها … ألقاها فى النار بيديه ….
دنا “عبد المقصود” من “ورد” محاولاً السيطره على نفسه بألا ينهار إلى جوارها وهى جثه هامده …
نادى بإسمها فى ضعف يترجى أن تنهض وتجيبه فهو لن يتحمل خسارتها أبداً …
أبو محمد : “ورد” …”ورد” .. ردى عليا يا بنتى … ردى عليا يا حبيبتى …
إنحنى “عبد المقصود” ليمسك برأسها ويسندها إلى صدره بيداه المرتعشتان ، ضمها بقهر وقد إنهمرت دموعه الموجعه لفراق إبنته الوحيده …
ابو محمد: ااااه يا بنتى … اه … النهارده كنت بزفك لفرحك ولا لقبرك …ردى عليا يا “ورد” … ردى عليا يا بنتى … لا مش حتروحى منى لا … لا مش حتروحى زى ما أمك راحت منى … قومى يا غاليه … أنا مقدرش أستحمل الدنيا من غيرك .. أنا مقدرش على فراقك زى ما فارقت أمك ….
وقفت “ناهد” من خلفه تحدثه بنبره مستهزئه غاضبه …
ام حسام : هو ده إللى مأثر فيك !!!! … أمها الغاليه … أما صحيح ناس تخاف متختشيش … ولما هى الغاليه … أنا أبقى إيه بقى إن شاء الله … هه ..!!!!! .. ما ترد عليا ؟!!!! … ما كفايه بقى إللى بتعملوه إنت وبنتك …!!!!
اقتربت “ناهد’ من “ورد” لتهزها بيدها بعنف وقد إعتلت قسماتها تعبيرات مشمئزه وهى تنهر “ورد” بقساوة ..
ام حسام: قومى .. قومى وبطلى تمثيل بقى ….. قومى يا هاه …. غاليه …!!!
أنهت جملتها الأخيره بسخريه و إستهزاء وهى تنظر إلى “عبد المقصود” ….
ام حسام : ما كفاياك دلع فيها بقى .. ما خلاص كبرت وبقت شحطه أهى .. الدور والباقى على أبنى “محمد” خليله شويه من دلعك وحنيتك دول ولا هو مالهوش نصيب يعنى …. !!! وإنتى يا “ورد” .. قومى يلا .. أنا متأكده إنك مفيكيش حاجه وبتستعبطى علينا ….
أوقفها “عبد المقصود” بضيق شديد يبعد يدها القاسيه عن ابنته …
ابو محمد: كفايه .. كفايه … مش شايفه نتيجه عمايل إبنك …. مش شايفه عمل فيها إيه … هى كانت عملت له إيه ..؟؟ ما تردى .. عملت له إيه..؟؟ أنا حوديها دلوقتى المستشفى .. وحساب ابنك ده معايا بعدين إما سجنته ………
المهم أطمن على بنتى الأول ….
ام حسام : أنت بتقول إيه .. إنت…أأ…..
وقبل أن تكمل حديثها أمسك “عبد المقصود” إسدال الصلاه الخاص بـ “ورد” ليغطيها به ثم حملها بصعوبه متجهاً بها إلى المستشفى …….
إقترب “حسام” من والدته بتخوف وعيناه تتابع “عبد المقصود” الذى حمل “ورد” وخرج مسرعاً بها ثم قال بفزع شديد …
حسام : إلحقى يا ماما ده حيبلغ عنى .. أنا كده رحت فى داهيه رسمى ..
ام حسام : إستنى بس أنا رايحه وراه المستشفى .. متقلقش محدش يقدر يأذيك وأمك عايشه على وش الدنيا …
حسام : انا خايف .. خايف أوى …
ام حسام : الله ..ما قلت لك متخفش … بس قولى .. إنت ضربتها أوى ليه كده .. هى عملت لك إيه ….؟؟؟؟
حسام :مكنتش فى وعيى .. شربت شويه ومدرتش بنفسى بعمل إيه …
ام حسام : يوووه …ما أنا قايلالك متشربش قدامها …أهى عملتلك فيه الشيخه “ورد” ..كنت شويه شويه وهاتلها الموضوع بالتدريج ….
حسام : إللى حصل بقى …
أرادت “ناهد” أن تتيقن من أن “عبد المقصود” وإبنته مازلا بقبضتها لتسأل ولدها أولاً ليطمئن قلبها …
ام حسام : ده كان قبل الدخله ولا بعدها …؟؟
إرتبك “حسام” من سؤال والدته وخشى أن يلحق بوصمه عار على رجولته ليجيبها بكذب …
حسام : هه … لا .. بعدها .. بعدها …
لتتسائل “ناهد” بسؤال متوارى له مغزى ….
ام حسام : طب إيه … ؟؟ طمنى …!!!!
حسام : كله تمام يا ماما .. إبنك راجل .. ده سؤال برضه .. إطمنى ..
رفعت “ناهد” كتفيها براحه وقد إرتسمت إبتسامه منتصره فوق شفتيها وهى تردف بثقه ….
ام حسام : طيب كويس … أهى كده راجعه لك راجعه لك … أمال إيه … يلا أنا رايحه المستشفى وألحق الراجل المجنون ده ليعمل حاجه …
حسام : ماشى .. أنا قاعد جنب التليفون .. طمنينى …
____________________________________
شقه يوسف …
خرجت “دعاء” أخت “يوسف” الوحيده ومازال النعاس يغلب جفونها تلقى تحيه الصباح على والدتها بصوت ناعس للغايه وهى تحك شعرها بفوضاويه تتمنى لو تنال بعضاً من النوم بعد ….
دعاء: صباح الخير يا ماما …
ام يوسف: صباح الخير يا بنتى … يلا حضرى الفطار عشان أخوكى ميتأخرش على الشغل ..
دعاء: حاضر ثوانى أهو …
يوسف بضحك: بلاش ثوانى من بتاعتك الله يكرمك .. عندى شغل مهم وكده مش حلحق ….
دعاء: والله أنا غلبت معاكم فى البيت ده … ممرمطنى كلكم ولا كأنى الخدامه إللى إشتريتوها .. وكل واحد فيكم هاتى يا “دعاء” … شيلى يا “دعاء”… حطى يا “دعاء” ..
لم تصمت “دعاء” إلا بعد أن أسرع “يوسف” تجاهها مهدداً لها بالضرب …
يوسف: هو الواحد مش حيسلم من لسانك ده .. يا ساتر أنتى إيه ..
بمزاح لطيف أجابته “دعاء” تحاول إستفزازه …
دعاء : أنا “دعاء”..
يوسف: أنتى تانى .. يلا حضرى الفطار …
دعاء :والله من غيرى البيت ده دمه تقيل ولا ليه أى لازمه …
يوسف بضحك: اللهم طولك يا روح .. يا بت روحى حتأخر كده ..
دعاء: أهو .. أهو … حنبتدى .. روحى يا “دعاء” هاتى يا “دعاء” ..ودى يا “دعاء”…
ركض “يوسف” خلف “دعاء” التى أسرعت بخوف مصطنع فور رؤيته يتجه نحوها …
ثم عاد مرة أخرى لوالدته ومازالت الإبتسامه تشق وجهه بسعاده …
يوسف: كِبرت أوى يا ماما …
ام يوسف: ربنا ما يحرمكم من بعض ولا من حنيتك عليها … ويفرحنى بيك يا رب
يوسف: آمين يا رب …
طلت دعاء برأسها من المطبخ …
دعاء : سامعاكم على فكرة … مش بقولكم .. متقدروش تستغنوا عنى أبداً …
ثم حركت حاجبيها لهم ضاحكه …
ضحك “يوسف” ووالدته على أخته “دعاء” فهى فرحه هذا البيت بالفعل ….
تناول يوسف إفطاره وتوجه نحو الشركه حتى لا يتأخر ….
ام يوسف: ربنا ينور لك طريقك يا إبنى يا رب …
عقبت “دعاء” مصطنعه الحزن قائله …
دعاء : طب وأنا طيب … أى حاجه طيب على الصبح .. ده أنا حبيبتك ..
ام يوسف بإبتسامه: إنتى … ربنا يهديكى … وينجحك و نخلص منك بقى ….
دعاء: مش عارفه الدعوة دى قالبه على تريقه ليه … بس ولا يهمك .. كل إللى منك حلو يا ست الكل …
ام يوسف: اااه … قومينى يا بنتى أدخل جوة رجليا خلاص مش مستحمله وجعها …
دعاء: تعالى .. إتسندى عليا …
ام يوسف: أيوه كده .. شايفه الأدب حلو إزاى …
دعاء : هو أنا نطقت .. اللهم طولك يا روح … بقولك يا عسل أنتى .. ما تجيبى قرشين أحسن أنا مقشفره على الآخر …
ام يوسف: يا بنت .. حسنى ألفاظك مش كده ..
دعاء: حاضر .. بس هاتى بقى أى حاجه .. أنا مفلسه على الآخر ..
ام يوسف: خدى .. ربنا يكرمك يا “يوسف” يا أبنى زى ما أنت مش مخلينا محتاجين حاجه ….
بإمتنان شديد عقبت “دعاء” وقد إنتبهت لشئ ما …
دعاء : آمين يا رب … إلا بقولك يا ماما .. ما إحنا ظروفنا بقت كويسه أوى الحمد لله ما تيجى نخطب لـ”يوسف” بقى ..
ام يوسف: أه والله يا بنتى … بس مش عارفه هو رأيه إيه فى الموضوع ده ..
دعاء: سيبيه عليا بس وأنا أول ما حيرجع حكلمه … يلا حبيبتى أنا رايحه الكليه مش عايزة حاجه أجيبهالك …
ام يوسف: لا يا بنتى ..أعوزك طيبه … خدى بالك من نفسك …
تركتها دعاء متوجهه لجامعتها فهى مازالت بعامها الأول وعليها الإهتمام بالدراسه والمذاكرة ..
ام يوسف: ربنا يفرحنى بيكم ويبارك لى فيكم .. ويعوضك خير يا “يوسف” على حرمانك وتعبك السنين إللى فاتت دى يا رب …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أشواك الورد)