رواية أسير عينيها الفصل السادس والخمسون 56 بقلم دينا جمال
رواية أسير عينيها الجزء السادس والخمسون
رواية أسير عينيها البارت السادس والخمسون
رواية أسير عينيها الحلقة السادسة والخمسون
سقط علي الفراش جسده يرتجف كأن إعصار ضربه يرتجف يتشنج عينياه شاردتين يتحركان في جميع الاتجاهات رغما عنه قبض علي كف يدها بعنف يهمس بصوت خرج من بين شفتيه : ا..ل..حق..نة
جذبت يدها من يده بصعوبة تبحث بين حقائبهم الي أن وجدت تلك العلبة أسرعت تعد تلك الإبرة وهي ترتجف خوفا تنظر له كل لحظة لتجد جسده مازال يرتجف بعنف ….هرولت ناحيته قبضت علي ذراعه تحاول تثبيته …حقنت تلك المادة في وريده بصعوبة ليبدأ جسده يهدأ تدريجيا القت تلك الإبرة ارضا تحاوطه بذراعيها كالام حينما تخشي علي طفلها من الخطر
بدأت ارتجافه جسده تهدأ شيء فشيء الي ان توقفت تماما…..مد يده يربط علي ظهرها برفق يهتف بصوت منهك : انا كويس يا حبيبتي ما تخافيش
قالها بعدما شعر بارتجافة جسدها ودموعها التي بللت قميصه من كثرتها ……..ضمها اكثر لصدره يدفن رأسها داخل صدره يربط علي شعرها برفق وصدره يعلو ويهبط بسرعة بعد تلك النوبة الشرسة ……وجدها فجاءة تبتعد عنه جلست علي الفراش تصرخ بغضب : ما اخدتش الدوا صح
جلست علي الفراش يطرق رأسه بحرج كأنه طفل مذنب همس بحرج : نسيت
قبضت علي تلابيب ملابسه تصيح بغضب من خوفها : يعني ايه نسيت من أمتي وانت بتنسي الدوا بتاعك دا أنا مدياك العلبة قبل وقولتلك بدل المرة عشرة ما تنساش تاخد العلاج يا خالد ……مين فينا بقي اللي بيتدلع بقي
ابتسم بسعادة حينما شعر بخوفها الكبير عليه
دني برأسه مقبلا يديها الممسكة بتلابيب ملابسه يهتف بابتسامة حب صادقة: بحبك
توهجت وجنتيها خجلا لتقطب جبينها بغضب سريعا محاولة عدم التأثر بعاطفته الجياشة التي تلقيها رغما عنها في طفوان عشقه عبست بضيق تهتف بغيظ : بقولك ايه احنا دلوقتي بنتخانق ما تقولش كلام حلو واحنا بنتخانق
سلط عينيه علي زرقتيها يهتف ببطئ : ب..ح..ب..ك
اخفضت عينيها خجلا لتفر من امامه سريعا بخجل سمعت ضحكاته تدوي خلفها …..اتجهت ناحية طاولة الطعام جلست عليها لتجده يأتي بعد لحظات غمز لها بعبث لتشيح بوجهها خجلا ….جلس بجانبها يتناول الطعام لتشرد في أول مرة رأت فيها خالد بتلك الحالة
Flash back
نزلت من علي الفراش ارتدت خفها المنزلي الناعم وضعت يدها علي بطنها المنتفخ تربط عليه برفق نزلت علي سلم البيت ببطئ متجهه الي غرفة مكتبه وجدته كما هو منذ ساعات ينكب علي كومة كبيرة من الأوراق التي لا تنتهي
تخصرت تهتف بضيق : معقولة يا خالد بقالك يجي 7 ساعات قاعد في المكتب
رفع نظره مت علي الأوراق يبتسم بتعب عينيه مرهقة للغاية هتف بعتاب : ايه اللي نزلك من علي السرير
ابتسمت بانتصار : الدكتورة قالت انتي بقيتي في السابع اتمشي كتير عشان الولادة تبقي سهلة
ابتسم بتعب ليربط علي ذلك الكرسي الأسود بجانبه …..اتجهت ناحيته جلست علي ذلك الكرسي المريح لينحي بجذعه يخرج ذلك المسند الصغير من أسفل الكرسي حتي تمد قدميها عليه… ربط علي بطنها برفق : هتعودي لوليتا علي السهر من دلوقتي
لينا : لوليتا زعلانة منك عشان سايبها لوحدها كل دا
ابتسم بارهاق: معلش يا حبيبتي كان ورايا شغل كتير ، يلا بقي نطلع فوق عشان ما تبرديش
هزت رأسها إيجاباقامت امامه تمشي حينما فجاءة سمعت صوت ارتطام قوي بالأرض نظرت للخلف بذعر لتصرخ بفزع حينما وجدته ملقي ارضا يرتجف بشدة يجز بأسنانه على لسانه حتي كاد يدمي لسانه عيناه شاردتان تتحركان بسرعة
ظلت تصرخ وتصرخ لا تعرف ماذا تفعل ، توقف عقلها عن التفكير للحظات وسرعان ما استعادت رباطة جأشها وامسكت هاتف مكتب خالد واتصلت بجاسم تخبره ما حدث وهي تبكي
لينا صارخة: بابا الحقني خالد بيموت
جاسم ؛ بجد ….قصدي أنا جايلك حالا
لينا باكية: بسرعة يا بابا ارجوك
اغلقت الخط وذهبت اليه وجدت ارتجافة جسده بدأت تهدأ ولكنه ما زال يجز علي لسانه بعنف ، فمزقت قطعة من فستانها ووضعتها بين أسنانه ليصطك عليها تمسد علي شعره برفق
لينا باكية: اهدا يا خالد، اهدا يا حبيبي
بدأ جسده يهدئ تماما حتي فقد الوعي بعد تلك النوبة الشرسة
بدأ بكائها يزداد وهي تحاول افاقته ولكن دون فائدة
دخل جاسم مسرعا بالمفتاح الذي معه وخلفه الطبيب ، فسمع صوتها قادما من غرفة المكتب
ما ان رأته لينا صرخت : بابا الحقني خالد بيموت
اسنده جاسم والطبيب ووضعوه علي الاريكة الكبيرة التي في الغرفة وبدأ الطبيب يفحصه وهي تبكي وجاسم بجانبها يحاول تهدئتها
انهي الطبيب الفحص
جاسم: خير يا دكتور
الطبيب: ما تقلقوش دي نوبة تشنجات عصبية واضح انه بيتعب اعصابه كتير ، ياخد الدوا دا يوميا بانتظام والا النوبة دي هتاهجمه تاني
لينا باكية: يعني ما فيش خطر على حياته
الطبيب: لا لا ما تقلقيش ، هو بس ياخد الدوا وهيبقي كويس ،هو بس ياخد الدوا بانتظام وانا هكتبلك اسم حقنة يأخدها لو جتله النوبة دي فجاءة تاني
كتب الطبيب الدوا علي الروشتة اخذه منه جاسم وودعه
وعاد للينا وجدها جاثية بجانبه تمسد علي شعره بحنان ودموعها تنساب من عينيها …نظر لخالد بغيظ علي الرغم من تلك الألم البداية علي وجهها من اثار الحمل الا انها تجلس بجانبه بتلك الطريقة
بدأ خالد يفتح عينيه ببطء يشعر بألم قوي يجتاح جسده تاوه بألم ينظر حوله باستفهام : ااااه ، ايه الي حصل
ابتسم جاسم باصفرار: حمد لله على السلامة
نظر له مستفهما : هو ايه الي حصل
جاسم : ما اعرفش ابقي اسأل لينا…..وجه كلامه لابنته يهتف بحنو : عايزة حاجة يا حبيبتي
هزت رأسها نفيا وهي لا تحيد بنظرها عن ذلك المسطح أمامها ليتنهد جاسم بغيظ ليذهب ويتركهم
ولف وجهه ناحيتها فوجدها بحالتها تلك
هتف بحدة وهو يقوم سريعا: انتي ايه الي مقعدك كدة قومي غلط عليكي القعدة دي
امسك يدها يجذبها برفق لتجلس بجانبه
ربط علي شعرها برفق : انا اسف يا حبيبتي اني خضيتك موضوع التشنجات دا كان بطل يجيلي من مدة كبيرة مش عارف ايه الي رجعه تاني
ظلت صامته تنظر له بألم لف ذراعه حول كتفيها : ساكتة ليه يا حبيبتي
نظرت له بعيون دامعة خائفة وهي تتذكر كيف كان قبل قليل ولم تنطق
ضمها إلى صدره يمسد علي شعرها بحنان
خالد: ما تخافيش يا حبيبتي والله انا كويس اهدي خلاص
ظل يمسد علي شعرها الي ان هدأت بعض الشئ فابتعدت عنه ببطي لاحظ كم فستانها الممزق ليسألها بدهشة: مين الي قطع فستانك
ردت بتلقائية : انا
خالد: ليه
اخبرته بما فعلت
ليبتسم بامتنان: ضحيتي بفستانك عشاني
بسطت كف يدها علي وجهه تهمس بحب : انا مستعدة اضحي بحياتي عشانك
هتف سريعا: بعد الشر عليكي يا حبيبتي
همست بذعر : خالد انا خايفة اوي ……خايفة انك تمشي من الدنيا دي وتسبني انا مش هستحمل ….. الموت عندي اهون من الفكرة دي …… انت مش هتسبني صح انا مش هقدر اعيش من غيرك
ابتسم لها بحنان قرص وجنتها برفق ليقول بمرح ليخفف من حدة التوتر السائدة : ما تقوليش كدة يا حبيبتي ان شاء هتموتي انتي الاول
لكزته في صدره بغيظ : يا رخم
خالد ضاحكا : ايوة كدة فكي بقي ….ربنا يجعل يومي قبل يومك يا حبيبتي
نظرت له بحزن وهزت راسها نفيا …كادت أن تتكلم عندما وضع اصبعه علي شفتيها
همس بصوت عذب: هشششش ، عارفة احلي حاجة فيكي ايه ……. انك بتحلي اي شيء عنيكي تيجي فيه قمر دا ايه الي تتساوي بيه
ثم رفع يدها وقبلها
خالد: يلا بقي قومي انتي تعبتي النهاردة ولازم تنامي
قامت معه وهي ممسكة بيده بشدة ولكنه فجاءة انحني بجذعه وحملها بين ذراعيه
لينا: نزلني يا خالد انت لسه تعبان
خالد بثقة: انتي فكراني عجزت ولا ايه ، لا يا ماما دا انا لسه في عز شبابي …. اااه يا عصوصي
ضحكت ضحكات عالية ، فحملها الي اعلي ووضعها علي الفراش وضمها بين ذراعيه كل منها يشعر بالأمان في حضن الاخر فاستسلما للنوم
فاقت من شرودها عندما وضع يده على كتفها
خالد: بقالي ساعة بنادي عليكي
لينا: هااا، معلش كنت سرحانة شوية
خالد: وسرحانة في ايه بقي ان شاء الله
لينا بابتسامة صفراء: في حبيبي
ابتسم بثقة : اللي هو أنا طبعا
ابتسمت بخبث تهتف بمكر ؛ هو أنت بس اللي حبيبي
امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف يهتف بتوعد : نعم يا اختي !!!
ابتسمت ببلاهة تهتف سريعل ؛ أنا قصدي أنك حبيبي وقلبي وروحي وعمري مش حبيبي بس
ترك ملابسها يهتف بغرور : ناس تخاف ما تخشيش
_________________________
ميكانيكي!!!!!
شهقت بفزع لطمت بيدها على صدرها
محمد: ايوة يا عمتي ، انا عرفت انه أجر شقة صغيرة في السيدة زينب واجر ورشة الميكانيكي الي قدام البيت عنده وبيشتغل فيها هو وواحد من العمال الي كانوا شغالين في الشركة
زينب باكية بحرقة:، منك لله يا رفعت علي المرمطة الي ابني فيها ، بسببك انت والمخفية بنتك
محمود بحدة: انا مش فاهم هو ابوك اتجنن يا محمد
محمد غاضبا: مش ابويا ، انا مستحيل يكون ابويا الراجل دا
زينب باكية: انا عايزة اشوف ابني يا محمد
محمود: انت عارف عنوان الشقة
محمد: ايوة يا عمي
محمود: خلاص بكرة الصبح نروحله
________________________
في صباح اليوم التالي
استيقظ وبدل ملابسه كاد أن ينزل
لينا: خالد استني
خالد: خير يا حبيبتي
همست بحرج : احم ، ما فيش فلوس وعايزين نجيب حاجات للبيت
خالد: الفلوس تحت مخدة السرير
قبل وجنتها وخرج من البيت مغلقا الباب خلفه
فوجد إسلام أمامه
إسلام: صباح الخير يا باشا
خالد: صباح النور ..يلا عشان نشوف شغلنا
نزلا الي أسفل وفتحا الورشة
خلع قميصه وبدأ يصلح تلك السيارة التي أجلها
نزل أسفل تلك السيارة ليصلحها …….
علي صعيد آخر
جاءت سيارة محمد ومعه محمود وزينب
ووقفا امام البيت ونزلا من السيارة
محمد: هو دا البيت
ثم اشار ناحية الورشة المفتوحة وتقريبا دي الورشة
رشدي: اي خدمة يا بهوات ، انتوا مين
محمد: الرائد محمد محفوظ مكافحة المخدرات
شحب وجه رشدي خوفا فرت الدماء من عروقه بلع ريقه يهتف بتلجلج : خير يا باشا
محمد: مالكش دعوة انت خليك فى حالك
هز رشدي رأسه إيجابا بخوف وعاد الي قهوته
تقدم محمد ومعه والدي خالد من الورشة
محمد بصوت عالي: السلام عليكم
إسلام: وعليكم السلام مين حضرتكوا
وقبل ان يجيب محمد خرج خالد من اسفل السيارة بعدما سمع ذلك الصوت المألوف له
فشهقت زينب بفزع وضعت يدها علي فمها من الصدمة
قام خالد ووقف امامهم ينظر لهم بهدوء: وعليكم السلام ، خير
اقترب محمد ليعانق صديقه فابتعد خالد عنه يهتف بابتسامة صغيرة: بلاش عشان ما تتوسخش
جذبه من ملابسه يعانقه : انت انضف مني والله يا خالد
ربت علي ظهر صديقه بامتنان
محمود: ايه يا ابني الي راميك علي المرمطة دي ما بيتك موجود
خالد: عايزني اعيش عالة عليك يا ولدي
ثم نظر ناحية والدته بابتسامة صغيرة… ازيك يا امي ، عاملة ايه
زينب باكية: مش كويسة طول ما انت في الحالة دي
خالد مبتسما: مالها الحالة دي ما انا زي الفل اهو
زينب: لأ يا خالد مش كويس ، بقي العقيد خالد السويسي يشتغل ميكانيكي
محمود بضيق: واخرتها يا خالد
خالد: مش انا الي يتلوي دراعه يا حج
محمود: طب يا ابني ارجع معانا بيتك، دا بيتك يا خالد ، شيل فكرة انك هتعيش عالة دي … طب بص تعالا اشتغل معايا في المصنع
شردت عينيه يهتف بغموض : صدقني أنا خايف عليكوا ……خليني بعيد أحسن اتفضلوا يلا معايا نطلع شقتي
وجه كلامه الي إسلام الذي يقف يعقد حاجبيه باستفهام لا يفهم شيء مما يدور حوله
خالد: اسلام خلي بالك من الورشة علي ما أجي
هز رأسه إيجابا: حاضر يا باشا
خرج من الورشة بصحبة محمد ووالديه راقبهم رشدي باستغراب
رشدي في نفسه : ايه علاقة الظابط بالواد المهندس ومين الراجل والست دوول
بس شكلهم اغنيا اوي دي كفاية العربية الي ركبنها
تقدمهم خالد الي شقته ودق الباب
لينا من الداخل: مين
خالد: انا خالد يا لينا افتحي
فتحت الباب سريعا ولكن خالد رده بجسده عندما رأى ما ترتديه
خالد: معايا ناس
هزت رأسها إيجابا ودخلت الي غرفتها سريعا
دخل خالد اولا ثم افسح المجال لعائلته
خالد: اتفضلوا البيت بيتكوا ، معلش لو مش قد المقام
اطل الحزن من عيني زينب وهي تري هذه الحالة المتدنية للشقة التي يسكن فيها ابنها
خالد: دادة رحمة يا دادة
رحمة : ايوة يا ابني
خالد: معلش حطي الغدا للضيوف وشوفيهم يشربوا ايه
هزت رحمة رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة
نظر لهم يعتذر: خمس دقايق وجاي
تركهم ودخل الي غرفته الصغيرة فوجد صغيرته تطعم صغيرتها بزجاجة الحليب
لينا: مين الضيوف الي معاك
داعب وجنة طفلته الصغيرة : دول والدي ووالدتي ومحمد
ابتسمت بسعادة: ماما زينب دي وحشتني اوي
خالد: طب يلا قومي غيري هدومك وانا هاخد لوليتا معايا علي ما تخلصي
هزت رأسها إيجابا ، فاخذ خالد الصغيرة وخرج من الغرفة
محمد مبتسما: اهلا أهلا ست لوليتا بنفسها هات بنت اخويا ياض
ابتسم خالد واعطاها برفق لمحمد الذي جلس يداعبها وهي تضحك
محمد مبتسما: بقولك ايه يا لوليتا ، ايه رأيك لما تتكبري تتجوزيني
نظرت له الصغيرة باندهاش وهي تلعب بيديها في الهواء ، الي ان ارتطمت يدها بوجه محمد كصفعة دون قصد
تحسس وجنته يهتف بألم: لاء بنت خالد بصحيح
خالد ضاحكا: احسن بتعاكس بنتي قدامي يا حيوان
محمد: انت عارف انا لو عندي ولد
خالد: كنت هتعمل ايه يعني
محمد: ولا اي حاجة خالص
تعالت ضحكات الجميع ….خرجت لينا وهي ترتدي فستان ازرق طويل بلون عينيها وحجاب ابيض
ذهبت واحتضنت زينب وجلست بجانبها: ماما زينب حضرتك وحشتيني اوي
زينب مبتسمة: وانتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي أوي ، مش عايزة تيجي تنوري بيتك بقي انتي وجوزك
ابتسمت تهمس بخجل: الي يشوفه خالد يا ماما انا معاه مكان ما يروح
محمد غامزا: ايوة يا عم
بسط خالد يده في وجه محمد : اعطيله خمسة
تعالت ضحكاتهم مرة اخري الي ان جاءت رحمة ووضعت المشروبات
خالد بجد: قولي أخبار الشغل ايه
تنهد محمد بحزن : ماشي الحال ، بس انا مش عارف اشتغل من غيرك
خالد ضاحكا: انت ليه محسسني اننا واخدين بعض عن حب
محمد ضاحكا: والله انت رخم ، غور يالا
ابتسم بثقة : ما تقلقش يا ابني أنا راجع مش خالد السويسي اللي بتكسر بالسهولة دي …..اخبار البت لوجين ايه
محمد مبتسما: كويسة هبقي اجبهالك معايا المرة الجاية
هتف بضيق يهز رأسه نفيا؛ لاء يا محمد ما تجيبهاش هنا
تركهم وخرج الي الشرفة نظر له الجميع بحزن
محمود: طول عمره دماغه ناشفة
زينب: لينا حبيبتي ، انتي عارفة ان خالد بيحبك اوي صح
هزت لينا رأسها إيجابا لتكمل زينب بإلحاح
زينب: حاولي تقنعيه يا بنتي انه يرجع بيته عشان خاطري يا حبيبتي
حركت رأسها ايجابا: حاضر يا ماما هحاول
خرج محمد يقف بجانبه
خالد: ما تجبهاش يا محمد ، المكان دا
نظر محمد له بحزن : حاضر يا خالد ، انا اسف يا صاحبي
خالد: انت عبيط ياض بتعتذرلي ليه ، انت ذنبك ايه في الي حصل
محمد:، ذنبي اني ابنه يا خالد
خالد: لا تزر وازرة وزر اخري يا صاحبي
محمد : طب يا ابني اسمع كلام عم محمود وروح اشتغل معاه في المصنع
نظر له خالد بهتف بجد: أنا خايف عليه صدقني
قطب جبينه باستفهام يهتف بفضول : من ايه
خالد بجد: من اللي ورا رفعت ….رفعت طرف الخيط مش هو اللي مخطط لكل دا
رد محمد سريعا : أنا بردوا شاكك في جاسم
هز رأسه نفيا بهدوء : ولا جاسم …انا ما انكرش اني شاكك فيه بس دي مش دماغ جاسم ….دي دماغ اعلي حد بيلف الحبل حواليا …..شخص عارف كل معلومة عني ….حاططني دايما تحت عينيه……فاكر المخزن اللي لينا كانت مخطوفة فيه
هز محمد رأسه إيجابا باهتمام ليكمل خالد: فاكر لما قولتلك أنا شوفت راجل لابس اسود واقف جنب المخزن ….أنا لسه فاكر شوية ملامح منه …. الراجل دا شوفته يوم ما سبت الفيلا كان واقف بعيد بيتكلم في التليفون تعبيرات كانت بتقول أن هو بيبلغ حد تاني اللي بيحصل
اتسعت عيني محمد بدهشة؛ دا كدة يبقي الموضوع كبير اوي ….بس تفتكر مين الشخص دا
هز رأسه نفيا يهتف بضيق: مش عارف بس مصيري هعرفه ….صحيح أنا بكلم سراج بقالي كام يوم موبيله مقفول عايزك توصله بأي طريقه
محمد بجد : تمام
قاطع كلامهم مجئ رحمة تخبرهم ان الطعام قد اعد
جلس خالد ومحمود ومحمد علي تلك الطاولة الصغيرة، بينما ذهبت زينب ولينا ورحمة الي غرفة لينا ووضعوا الطعام علي صينية علي الفراش
زينب: قوليلي يا حبيبتي ، عاملين ايه
لينا: الحمد لله يا ماما احنا كويسين
زينب: طب بذمتك عارفة تعيشي في المكان دا
بس جاوبي بصراحة
هزت رأسها نفيا : بس انا مستحيل ابعد عن خالد ،انا معاه مكان ما يروح زي ما قولت لحضرتك
زينب: حاولي يا بنتي عشان خاطري تقنعيه يرجع بيته
هزت رأسها إيجابا ، ففتحت زينب حقيبتها واخرجت حفنة نقود
زينب: خدي دول يا حبيبتي
شخصت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا سريعا : لا لا ما اقدرش
زينب: اسمعي الكلام ، عمك محمود كان عايز يديهم لخالد بس انتي عارفة خالد عنيد ومش هيرضي ياخدهم ، خديهم يا حبيبتي وخليهم معاكي واصرفي منهم من غير ما خالد يعرف
همست باضطراب: ماما زينب أرجوكي قدري موقفي خالد لو عرف ان انا اخدت من حضرتك فلوس ، هيقلب الدنيا ، وبعدين احنا الحمد لله لسه معانا فلوس ، خالد شايلهم علي جنب
زينب: كام يعني
لينا: 8 الالف جنية
زينب: ودول هيكفوا ايه ولا ايه ايجار الشقة دي ولا مصاريف البيت ولا الكهربا ولا علاج الاعصاب بتاع خالد ولا لبن لوليتا ولا علاج منع الحمل بتاعك ، دوول ما يكفوش شهرين علي بعض ، اسمعي الكلام بقي وخدي الفلوس ، عشان خاطري يا بنتي خليني ابقي مطمنة عليكوا
فتحت زينب يد لينا ووضعت بداخلها النقود نظرت لينا الي رحمة نظرة متوترة خائفة فردت عليها رحمة بنفس النظرة فكلتاهما يعرفن ان ردة فعل خالد ان عرف ستكون سيئة للغاية
ربطت زينب علي يدها لتطمئنها
اخذت لينا النقود واخفتها في احدي الحقائب الكبيرة
بعد مرور بعض الوقت، قام محمود وزينب ومحمد وودعوا خالد ورحلوا
وتوالت بعدها الايام دون جديد ، مر اكثر من اسبوعين ، تعرف فيهم خالد علي طه والد اسلام وتوطدت علاقة لينا بسعاد وبدور وخصوصا خالد الذي اعتبرها تعويضا عن ابنته الراحلة واحبها كابنته وأصبح يأتي لها بالحلوى كل يوم هي ولوليتا الصغيرة
في أحد الأيام نزل خالد لورشته مع إسلام كالعادة ، وذهبت والده إسلام الي لينا ومعها الصغيرة بدور
لينا مبتسمة: اهلا و سهلا يا طنط اتفضلي
دخلت سعاد ومعها بدور
لينا مبتسمة: اهلا أهلا ببدر البدور كلهم
بدور : ابلة لينا ، فين النونة ، فين بابا خالد
لينا مبتسمة: بابا خالد في الورشة تحت والنونة نايمة
جلست سعاد وبدأت تثرثر كعادة الست المصرية الأصيلة مع رحمة ولينا تشارك بكلمات قليلة كعادتها الي ان استيقظت الصغيرة ، فذهبت لينا واخذتها من مهدها وعادت اليهم فبدأت بدور الصغيرة تلاعبها والصغيرة تضحك ولينا تنظر لهم بابتسامة
الي ان دق باب المنزل ، ذهبت لينا وهي تحمل الصغيرة فوجدت امرأة … اصابتها بالذعر ، عجوز بشرتها سوداء مجعدة تتشتح بالسواد من رأسها الي اخمص قدميها ، نظرة عينيها خبيثة ماكرة
لينا بصوت متردد : مممين حضرتك
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)