رواية أسير عينيها الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دينا جمال
رواية أسير عينيها الجزء الخامس والعشرون
رواية أسير عينيها البارت الخامس والعشرون
رواية أسير عينيها الحلقة الخامسة والعشرون
صرخة ذبيحة خرجت من اعماق قلبه الممزق حزنا علي صغيرته فقد بعدها الوعي عله فقط يكن حلما ما حدث ليس بأمر هين
اخر ما سمعه هو صراخ صديقه باسمه بفزع وبعدها لم يشعر بشئ سوي الظلام ، ذلك الظلام الذي أصبح جزء من روحه بعدما حدث أقسم علي الانتقام مهما كلفه الثمن
____________________________
أوشكت الشمس علي السطوع والي الآن لم يعد عرفت كل شئ شعرت بالشفقة عليه وبالغضب منه ضحية وجاني ظالم ومظلوم
تقف في شرفة غرفتها تتطلع الي الحديقة بترقب تنتظر وصوله علي احر من الجمر
اجفلت عندما سمعت رنين هاتفها بلهفة التقطته لتجد رقم غريب غير مدون عندها
فتحت الخط لتسمع صوت باكي : ليينا
انقبض قلبها بقلق من ولماذا يبكي يبكي هل يعقل أن حدث له شئ
هتفت سريعا : انت مين
محمد باكيا: أنا محمد يا لينا
اتسعت عينيها بفزع صديقه المقرب ويبكي لابد أن سوءا قد أصابه
لينا بلهفة: محمد هو خالد كويس
محمد باكيا: خالد محتاجلك أوي يا لينا
ادمعت عينيها فزعا : هو فين وأنا اجيله
اخبرها محمد بالعنوان لتبدأ سريعا بتبديل ثيابها
كانت تركض بجنون حاول الحارس منعها
الحارس: ممنوع يا هانم
دون تردد رفعت يدها تصفعه
صرخت بشراسة في وجهه : افتح الزفتة والا قسما بالله هيبقي آخر يوم ليك علي وش الدنيا
صغيرة قصيرة ضئيلة أمام ذلك الحارس الضحم ولكن شراستها الغريبة تلك جعلت الحارس يسرع بفتح البوابة الحديدة
اوقفت أول سيارة اجري قابلتها دقات قلبها تصم اذنيها برودة تعصف بكيانها رسمت مخيلتها الكثير من المشاهد المفزعة التي من الممكن أن تكون حدثت له هربت الدماء من عروقها من الخوف
اخيراااا بعد أن شعرت أن الطريق يعاندها ولا يريد أن ينتهي وصلت الي تلك المستشفي دست يدها في حقيبتها واخرجت العديد من العملات النقدية لتعطيهم للسائق
دخلت راكضة الي المستشفى تسأل كل من يقابلها تركض في أرجاء المستشفى هنا وهناك الي وقعت عينيه عليه واقفا امام احدي الغرف يبكي
وقف امامه وهي تلهث دقات قلبها علي وشك تحطيم قفصها الصدري
لينا بلهفة : محمد خالد ماله هو فين وأنت بتعيط ليه
هز رأسه نفيا تنفجر من عينيه سيول من الدموع
محمد باكيا: خالد اتكسر يا لينا ، سما ماتت
شخصت عينيها بفزع وضعت يدها علي فمها تمنع شهقاتها من الخروج هزت رأسها نفيا بعنف
ابتسمت ابتسامة متوترة بفزع : انت بتهزر صح قولي أنك بتهزر
محمد باكيا: يا رتني بهزر
لو أن رصاصة اخترقت قلبها الآن ربما لكانت أخف ألما من ذلك الألم الذي احتل قلبها وهو يخبرها بانهياره بذلك الشكل
لينا ببكاء : هو فين
محمد باكيا: جاله انهيار عصبي والدكاترة نقلوه الاوضة دي
لينا: طب هو تقرير الطب الشرعي قال ايه خلي خالد وصل للحالة دي
محمد باكيا : اغتصاب
شخصت عينيها فزعا من تلك الكلمة : اغتصاب
ازاي اغتصاب دي طفلة
محمد ضاحكا بمرارة: ما بقاش فيه فرق يا لينا البني آدمين بقوا العن من الشياطين اغتصبوا طفلة وبعد كدة استئصلوا أعضائها الداخلية كلها
هوي قلبها فزعا سمعت صرخة قوية تأتي من خلفها التفت خلفها لتجد رحاب يبدو أنها استمعت لجملة محمد الاخيرة وجدها ارضا فاقدة للوعي وذلك الرجل الطاعن في السن ينوح كالطفل وهو يحاول إيقاظها
أسرع الممرضات واحد الاطباء بنقلها الي احدي الغرف نظرت لها بأسي بالتأكيد قلبها ممزق مما حدث لابنتها وجدت قدميها تتحرك دون وعي منها الي أن دخلت الي تلك الغرفة ساكن لم تعتد عليه بهذا السكون قميصه ملطخ بالدماء ملامح وجهه منهكة جعل الحزن ملامحه تبدو أكبر سنا انهمرت دموعها بحزن على حالته جلست على حافة فراشه تمسد علي خصلات شعره برفق عندما لاحظت تشنج عضلات وجهه بفزع يبدو أنه يصارع كابوس بشع
ليبدأ في الصراخ وهو نائم: ابعدوا عنها سما سما ما تخافيش يا سما أبعدوا عنها سماااااا
لينا باكية: خالد اهدا يا حبيبي دا كابوس اهدا يا خالد دا كابوس
فتح عينيه مرة واحدة انتفض فزعا من علي فراشه ينظر حوله بضياع
خالد صارخا: سمااا
لينا باكية: اهدا يا خالد عشان خاطري
كانت حالته لا يرثي لها شعره اشعث وكذلك لحيته عينيه حمراء ملتهبة من شدة بكائه ملامح وجهه خائفة فزعة عينيها شاردة تنظر في جميع الانحاء يبحث عن شئ ما
خالد صارخا بفزع : سما ، سما يا لينا بنتي فين
هزت رأسها نفيا بألم : وحد الله يا خالد قدر الله وما شاء فعل
اتسعت عينيه بفزع للحظات ظل ساكنا جامدا دون حراك وعلي حين غرة القي برأسه بين ذراعيها ينتحب كالطفل الصغير
صرخت ذبيحة تخرج من بين ثنايا روحه المحطمة
خالد بنحيب: اااااااااااااه
سما ماتت يا لينا بنتي ماتت بنتي ماتت دبحوها يا لينا
لفت ذراعيها حول رأسه تضمه لها بقوة
لينا باكية: وحد الله يا خالد انت طول عمرك قوي ما ينفعش تضعف دلوقتي لازم تجيب حق بنتك والا هتسيب حقها يضيع
انتفض من بين ذراعيها يهز رأسه نفيا بعنف عينيه متسعتين تلك المرة رأت اعصار غضب يعصف في عينيه : لا طبعا ورحمة بنتي لهدفعهم تمن الي عملوه دا غالي اوي هخليهم يتمنوا الموت الف مرة في الدقيقة اندهيلي محمد
هزت رأسها إيجابا لتهرول لخارج الغرفة لتعود بعد دقائق ومحمد خلفها
محمد بحزن: حمد علي سلامتك يا خالد
صرخ في وجهه بغضب : إنت واقف عندك بتعمل ايه المنطقة الي لقيتوا فيها سما تمشطوها حتة حتة تقلبوا الدنيا بقي تتشقلبوا المهم في خلال 24 ساعة يكون الي عمل كدا قدامي تجيبهملي علي العزبة القديمة
محمد سريعا: حاضر يا خالد
ازدرق ريقه بتوتر يهتف بحذر : أنا طلعت تصريح الدفن
صرخ قلبه جعزا سيدفن ابنته الصغيرة التي لم تكمل ثمان أعوام ليته يستطيع أن يتنازل لها عن عمره كله يذهب هو وتبقي هي
صرخ في وجه صديقه بحدة : انا مش هدفن بنتي غير لما اخد حقها
محمد سريعا: حاضر يا خالد اوعدك اقل من 24 ساعة وهيبقوا تحت رجلك
رحل محمد لينظر لها هاتفا بجمود : يلا عشان اوصلك
لينا بقلق : إنت هتخرج يا خالد إنت لسه تعبان
خالد صارخا بحدة: أنا مش هقعد دقيقة واحدة والكلاب الي نهشوا لحم بنتي عايشين علي وش الدنيا ، يلاااااا
هزت رأسها إيجابا سريعا: حاضر حاضر
خرجت معه الي خارج المستشفى اوقف سيارة اجرة ليركبا علي الأريكة الخلفية
وجه نظرة الي النافدة يتطلع الي الشوارع المارة بجانبه بخواء بينما سلطت هي نظراتها عليه تشعر بعذابه هي جزء منه تشعر بما يشعر بداخلها شئ يتألم يصرخ يبكي به ليتها تستطع أن تفعل له شئ لتهون عنه
رأته وهو يحارب دموعه ليمنعها من الهطول لاول مرة تشعر بالضعف والخوف فقبضت علي كف يده
التف لها لتري في عينيه اسوء نظرة يمكن أن تكون رأتها تقسم أن نظراته الغاضبة أهون عليها من نظرة الذل التي استحوذت علي مقلتيه
وصلت السيارة الي باب الفيلا
خالد: يلا انزلي
امسكت كف يده برجاء : عشان خاطري خليني معاك
هو بالفعل كان يحتاج الي وجودها بجانبه ليهز رأسه إيجابا دون تردد
نظر الي السائق يهتف بجمود : اطلع علي ……
السائق: ايوة يا باشا بس المكان دا بعيد أوي ة
اخرج الكثير من الاوراق النقدية القاهم علي الكرسي بجانبه
خالد بخواء : كدة كفاية ولا عايز تاني
سال لعاب السائق طمعا من ذلك المبلغ بجانبه
السائق سريعا: دا كدة كفاية اوي إنت تؤمر يا باشا لو عايز تروح آخر الدنيا اوديك
انطلقت السيارة الي وجههتها الجديدة نظر إليها هاتفا ببرود عكس ذلك الألم الصارخ في عينيه : نامي شوية لسه الطريق طويل أوي
_____________________________
يقف في ذلك الشارع الذي وجدوا فيه جثمان الصغيرة
احد العساكر : محمد باشا دا الراجل الي اتصل بالبوليس لما شاف الجثة
توجه محمد بسؤاله الي ذلك الرجل: إنت شوفت ايه بالظبط
الرجل : والله العظيم يا ابني أنا كنت نازل أصلي الفجر لفت انتباهي حاجة متمددة كدة تحت عمود النور قربت اشوف ايه دي لقيتها جثة العيلة الصغيرة دي بسرعة اتصلت بالنجدة وبلغتهم
محمد: ما كنش في حد في الشارع غيرك؟
الرجل : ما حدش يا ابني بقي بينزل يصلي الفجر ما كنش في حد في الشارع خالص
محمد: ماشي يا حج هناخد اقوالك وتمشي
وقف في منتصف الشارع يكاد يصرخ لا دليل لم يراهم احد كيف سيجدهم رفع رأسه الي السماء يدعو يااااااااااارب
توجهت انظاره الي المحل المقابل له لتتسع عينيه ركض الي المحل يهتف بحدة : فين صاحب المحل دا
خرج رجل في منتصف الاربعين اليه : إنت مين
محمد: أنا الرائد محمد محفوظ
صاحب المحل: خير يا باشا
محمد: الكاميرا الي قدام المحل عندك دي شغالة مش كدة
صاحب : ايوة يا باشا المحل بيفضل شغال لحد الساعة 12 بليل ولما بنروح بنسيب الكاميرات شغالة عشان لو لقدر الله المحل اتسرق يبقي معانا دليل علي الي سرقه
بدأ محمد يشاهد مقاطع الفيديو التي التقطتها الكاميرا أحداث عادية أناس تمشي هنا وهناك الي ان بدأ الشارع يخلو من المارة بدأ يسرع مقطع الفيديو ليوقفه فجاءة ينظر الي ما يحدث سيارة ملاكي سوداء دون أرقامها سريعا
وقفت في ذلك الشارع خرج منها رجل يحمل جثة سما ليقيها ارضا تحت عمود الإنارة ومن ثم يفر هاربا
اخذ محمد مقطع الفيديو وبدأ يوزع نشرة علي جميع أجهزة المرور بمواصفات السيارة
محمد صارخا في الهاتف: ايوة يا يوسف عربية ملاكي سودا نمرها (….) بسرعة تعرفلي خط سيرها اتصرف يا يوسف
بعد ساعات من البحث استطاعوا أن يصلوا الي آخر مكان مرت به تلك السيارة
يوسف: دا آخر مكان العربية عدت عليه كاميرات اشارة المرور قدرت تلقطتها ، في حاجة ممكن تساعدنا يا محمد
محمد بلهفة: ايه قول
يوسف: كاميرا المراقبة كانت بالجنب فكانت كاشفة جنب العربية اليمين بص علي الصورة كويس شباك العربية من ناحية اليمين كان مفتوح
واضح أن الي بيسوق ما كنش عارف الطريق كويس عشان كدة كان بيستخدم GPS الكاميرا لقطة الموقع الي المفروف العربية تقف عنده المشكلة أن الصورة مش باينة أوي
محمد: احنا لو عرفنا المكان دا فين يبقي الموضوع كدة انتهي بسرعة ودي الصورة دي لخبير يمكن يعرف يوضحها
يوسف سريعا: تمام اقل من ساعة وهبلغك بالنتيجة
__________________________
وصلت السيارة الي تلك العزبة البعيدة شبه المهجورة لا يوجد بها اي شكل من أشكال الحياة
فاقت فجاءة عندما توقف السيارة تهتف بخوف : خالد
سمعته يتكلم من جانبها: ما تخافيش أنا هنا قومي يلا عشان وصلنا
هزت رأسها إيجابا لتخرج من السيارة وهو من بعدها وجدت احد الرجال يقف علي باب تلك العزبة من الخارج
هتف الرجل سريعا ما أن رآه : العريس جوة يا باشا
هز رأسه إيجابا باقتضاب لياخذها ويدخلا الي ذلك المنزل العتيق
لينا : بيت مين دا يا خالد
تجاهل سؤالها ليصطحبها إلي احد المقاعد هاتفا باقتضاب : اقعدي هنا ومهما حصل ما تتخركيش من مكانك
تشبثت في ذراعه بقوة : إنت رايح فين
نزع ذراعه من يدها ببرود هاتفا بجملة واحدة : ما تتحركيش من مكانك
تحرك هو ليختفي في نقطة بعيدة في الظلام
نزل علي ذلك السلم المتهالك الي أن وصل الي تلك الحجرة الصغيرة فتح بابها ليدخل ناظرا للملقي امامه ارضا بسخرية
خالد: صباح الخير
أنور بخبث : صباح النور اخبارك ايه يا باشا أنا سمعت خير اللهم اجعله خير طراطيش كلام كدة من الكلاب بتوعك أن بنتك ماتت دي اعمار انت عارف بس حقيقي حقيقي أنا فرحان جدااااااا فيك وأنا شايفك بمنظرك دا مكسور
لكمة بقوة ليتراجع الاخير الي الخلف يسيل الدماء من فمه
أنور ضاحكا: اضرب اضرب كمان ، أعمل نفس الي أنا عملته في اختك أنا بقي ضربتها واغتصبتها كان نفسي تسمعها وهي بتصرخ
قلد صوت ياسمين ساخرا ، بابا الحقني يا بابا خالد يا خالد ارحمني يا أنور
هو من أشغل بركان غضبه هو من ايقظ المارد بداخله هو الجاني ليتحمل إذا كان إعصار ضرب تلك الغرفة افرغ شحنه غضبه وحزنه والمه عليه
وقف بجانب الملقي ارضا يلتقط انفاسه بصعوبة : طلقها
أنور ضاحكا: اطلقها تؤتؤتؤ أنا هستني لما أعرف أنها حامل واخليها تنزل الي في بطنها غضب عنها شوفت عدل ربنا يا باشا
مر امام عينيه ذلك المشهد
( الي في بطنك دا لازم ينزل وأنا أضمن منين اني ابني
لتصرخ تلك الفتاة في وجهه باكية والله العظيم ابنك أنا مراتك حرام عليك والي في بطني ابنك )
فاق علي صوت أنور يضحك عاليا : افتكرت مش كدة ، صحيح يا خالد أنا عرفت من سيما حبيبتي ان اسمها ايه اااه لينا عشق طفولتك بصراحة البت تستاهل حاجة كدة صاروخ اروبي ما تسلفهالي
نادي علي حرسه تلك المرة ما هذا الرجل الا يشعر لقد استنفذ طاقته في ضربه دخل الحرس مسرعين الي الغرفة
خالد بحدة: روقوه لحد ما يقول حقي برقابتي ويطلق
______________________
الله يخربيت شورتك المهببة كان لازم يعني ننقل المكان اديني كنت ماشي زي التاية ولولا ال جي بي اس ما كنتش عرفت أوصل
…… بحزم : ما خلاص بقي انتهينا أوامر شاكر نعمل ايه يعني المهم رميت البت فين
دسوقي : في شارع كدة كان فاضي
……. : ما حدش شافك
دسوقي بثقة: لاء ما تقلقش
………: اتأكدت إن الشارع ما فيهوش كاميرات مراقبة
دسوقي بتوتر : بيتهيألي ما فيهوش
صاح فيه بحدة : بيتهيئلك الله يخربيتك هتودينا في ستين داهية قوم بسرعة نغور من هنا منك لله يا زفت
علي فين والله ما انتوا قايمين : هتف بها محمد وهو يدخل من باب تلك الغرفة المهترئة بهدوء شديد موجها مسدسه الي رأس احد الرجلين
ليدخل بعده يوسف هاتفا بتهكم : ينفع تمشوا من غير ما نشرب الشاي دا حتي عيب في حقنا
نظر الي احد الرجلين هاتفا بصدمة: الله يخربيتك هو إنت دا إنت ليلتك أسود من سواد الليل ، قدامي يا حيلتها
حاول دسوقي الهرب فكان نصيبه رصاصة خرجت من مسدس محمد لتستقر في قدمه اليسري
محمد: لو اتحركت تاني هتبقي في دماغك ، قدامي يا حيلتها إنت وهو
_______________________
جالسا على أحد المقاعد لا تعرف هل هو نائم أم لاء ملامحه تنقبض بين الحين والآخر
فتح عينيه فجاءة ينظر لها بضياع
خالد بألم: تفتكري لو سما كانت اتربت في حضني كان هيحصلها كدة ، أنا حاسس ان قلبي بيتحرق تفتكري رحاب عاملة ايه دلوقتي دا الي اسمي ما شوفتهاش ولا مرة هاين عليا اصرخ من الوجع تفتكري هي عاملة ايه
اتجهت ناحيته جاثية علي ركبتيها أمام كرسيه ربطت علي يده بحنان؛ ربنا يصبرك ويصبرها
هوي ارضا بجابنعا يلقي برأسه علي كتفها ينتحب : أنا تعبان اوي يا لينا تعبان اوي ، انتي عارفة أنا بقول أنا ليه حاسس بالوجع أنا ما شوفتهاش ولا مرة غير في الصور يوم ما اتخطفت بس عارفة وأنا بدور عليها كان جوايا فرحة كبيرة اوي أن أنا عندي بنت احساس جميل اوي كنت مستعد ادفع فلوسي كلها بس هي ترجعلي ودلوقتي مستعد أدفع عمري كله بس اشوفها دقيقة واحدة
مسدت علي خصلات شعره برفق تشاركه حزنه ببكاء صامت
لينا باكية: ربنا يصبرك ويريح قلبك
رن هاتفه برقم محمد التقطه سريعا ليجده يقول : لقيناهم وشاكر الي ورا الحكاية
خالد: هاتهوملي علي العزبة
محمد بأسي : للأسف مش هينفع
خالد صارخا: قسما بالله يا محمد لو……
محمد مقاطعا بحدة: مش هينفع اجيبهملك عشان هما ماتوا اصلا
Flash back
اقتحم العساكر المكان وألقوا القبض على الرجلين
يوسف: بقولك ايه ما تحطهمش في البوكس خليهم معانا في العربية مش مطمن لهدوئهم دا
هز محمد رأسه إيجابا باقتناع ادخلهوما الي السيارة بعد أن قيدا ايديهم واقدامهم حتي لايكون أمامهم سبيل للهروب
وانطلقوا بالسيارة
يوسف: هتقول لخالد
نظر محمد من مرآه السيارة الاماميه للجالس يهتف بتوعد: تفتكر خالد هيعمل فيك بعد الي عملته في بنته
اتسعت عيني ذلك الرجل بفزع : خالد باشا يا ليلة طين هي دي بنته والله العظيم يا باشا ما اعرف
أنها بنته
محمد ضاحكا بسخرية: ابقي قوله بقي الكلمتين دول
يوسف بضيق : يا ادي الارف العجلة نامت
ركن يوسف السيارة علي جانب الطريق لينزل منها
يوسف بضيق: إنت يا عم محمد أنزل ساعدني هو يوم باين من أوله
نزل محمد من السيارة مغلقا إياها من الخارج بالريموت كنترول
بدأ يساعد صديقه الي أن سمعا صوت زامورررر عاللللي يأتي من خلفهم شاحنة كبيرة منحرفة عن الطريق يحاول سائقها السيطرة عليها جذب محمد يوسف سريعا بعيدا عن الشاحنة ليحدث
باااااك
محمد: العربية النص نقل هرست العربية الي كنا راكبين فيها وتقريبا كانت محملة بنزين ولا جاز العربيتين ولعوا في أقل من ثانية
خالد ضاحكا بمرارة : انت بتهزر مش كدة
محمد بذهول: والله العظيم دا الي حصل أنا لحد دلوقتي مش مصدق أنا حاسس اني كنت في فيلم
خالد: مين الراجل التاني
محمد: صالح الواد الي إنت مسكته واعترف علي شاكر
خالد ضاحكا بسخرية: دول كانوا مطبخينها بقي وأنا الي طلعت حمار صح
محمد بحدة: خالد ما فيش أبشع من الموتة الي هما ماتوها إنت مش متخيل منظر العربية كان عامل ازاي ولما ولعت كنت سامعهم بيصرخوا من جوة حق بنتك اتاخد تالت ومتلت يا ريت ترضي بدا
انسابت دموعه ألما: أنا جاي جهز كل حاجة
جاءه احد حراسه يهتف: طلق
خالد: ارموه قدام اي مستشفي
اخذها وعاد مرة أخري في سيارة حرسه كانت تود سؤاله عما حدث ولكن حالته لم تسمح بذلك
بعد ساعات وصلوا الي المستشفى
دخلا اليها فوجد محمد ينتظره
خالد بجمود: عملت ايه
محمد بأسي : احم أنا أجرت في الاوضة في المستشفي وغسلوها فيه
كم كان وقع تلك الكلمة صعب علي اذنه
خالد بألم: رحاب عاملة ايه
محمد: ومن ساعتها وهي فاقدة الوعي بس والدها
تم تكفين الصغيرة ووضعها في سيارة تكريم الانسان وذهبوا بها الي مقابر عائلة السويسي
ظل بجانب نعشها يقرأ لها القرآن بثبات وجمود
الي ان وصلوا الي المدافن حمل خالد كفن ابنته
ذراعيه وفتح له التربي باب القبر نزل بخطي مترددة الي داخل القبر ساعده التربي علي وضعها في اتجاه القبلة ، فك التربي الكفن من علي وجه سما ، فراي ابتسامة صغيرة مرسمة علي شفتيها الصغيرة ، شعر ان الدموه ستنفجر من عينيه فخرج من القبر سريعا وراقب التربي وهو يخرج ويغلق باب القبر علي ابنته لتبقي وحدها في هذا المكان المخيف الذي يرتعد منه الكبار قبل الصغار
محمد بحزن: شد حيلك يا خالد
هز رأسه إيجابا بشرود
محمد : يلا عشان تروح
خالد بضياع: روح انت
محمد بحدة: مش هينفع اسيبك لوحدك
لينا : خلاص يا محمد سيبه
تنهد بحزن ليهز رأسه إيجابا أعطاها مفتاح سيارة خالد: دي مفاتيح عربية خالد يوسف جابها برة
هزت رأسها إيجابا ليرحل محمد
وقفت لينا بجانبه تنظر الي عينيه الحزينة الشاردة
لينا : عيط يا خالد ما فيش انسان اقوي من الحزن عيط
وكأن كلامها هو اشارة بدأ انهياره جثى علي ركبتيه امام قبر ابنته يبكي ويجهش في بكاء مرير
جثت بجانبه تحتضنت رأسه بين ذراعيها
خالد باكيا: انا تعبت اوي انا مش وحش اوي كدة عشان كل دا يحصلي اخويا واختي يتأذوا بسببي وبنتي تموت بسببي انا بأذي كل الي حواليا انا الي مفروض اموت مش هي
لينا باكية : وحد الله يا خالد دا عمرها وكل حاجة مكتوب انها تحصل ما تحملش نفسك فوق طاقتها
ربط احدهم علي كتف خالد
( وحد الله يا ابني )
رفع خالد نظره اليه فوجده شيخ عجوز
خالد باستفهام: انت مين
الرجل: عبد من عباد الله يا ابني وحد الله يا ابني
خالد: لا إله الا الله
وقف ذلك الشيخ العجوز يدعو امام قبر سما وخالد يأمن خلفه الي ان انتهي
خالد: متشكر يا شيخنا
لينا : يلا يا خالد كفاية كدة
خالد: لاء انا مش هسيب بنتي هي اكيد خايفة دلوقتي
الرجل: ما تقلقش يا ابني بنت معاها الي ارحم منك ومن مامتها معاها ربنا يا ابني ربنا ارحم علي عباده من رحمة الام علي ابنها استهدي بالله يا ابني وقوم روح قعدتها هنا مش هتفديها
قام معها وركب سيارته وعاد إلى المنزل دخلا الي المنزل وبدون ان ينطق كلمة
واحدة صعد الي غرفته واوصد بابه بالمفتاح
زينب بحزن: هو عامل يا بنتي
لينا : ربنا يعينه ويقويه يا ماما
زينب: يا عيني يا ابني اكيد قلبه مفطور عليها من ساعة ما كلمتيني وقولتيلي وأنا قلبي بيتقطع عليه مع اني عمري ما شوفتها بس زعلت اوي لما عرفت انها ماتت ربنا يصبره ويصبر قلب مامتها
لينا : يا رب يا ماما ياسمين عامله ايه دلوقتي
تنهدت زينب بحزن: الحمد لله يا بنتي حالتها احسن بس لسه حابسة نفسها في اوضتها ومش عايزة تخرج منها ابدا
لينا: ربنا يصبرها عمي محمود هيرجع امتي من السفر
زينب: لسه يا بنتي عنده شغل كتير ومش عارف هيرجع امتي
لينا: يرجع بالسلامة معلش يا ماما خلي عنايات تحضر لخالد العشا بقالوا يومين تقريبا ما كلش لقمة واحدة
زينب: يا عيني يا ابني دقايق يا بنتي والاكل يكون جاهز
صعدت لينا الي غرفتها وبدلت ملابسها
ونزلت الي اسفل واخذت صينية الطعام وصعدت هي وزينب الي غرفته دقت الباب عدة مرات ولم يجب
لينا: خالد افتح يا خالد
سمعت صوته من خلف الباب
خالد بحدة: سبوني لوحدي
لينا: طب افتح خد الاكل
خالد بحدة: مش عايز حاجة امشوا من هنا
لينا: ماشي يا خالد تعالي ورايا يا ماما
دخلت لينا غرفتها خلفها زينب ذهبت لينا تجاه الشرفة وفتحتها
زينب بدهشة: هتعملي ايه يا لينا
لينا: بلكونة اوضة خالد جمب بلكونتي وهو قبل كدة دخل اوضتي منها
زينب: مش هتعرفي يا لينا ممكن تقعي يا بنتي
لينا: ما هو انا مش هسيبه من غير اكل
ذهبت ناحية الشرفة وصعدت عليها
لينا بفزع : هموت شهيدتك يا خالد، مش فاهمة عملها ازاي دي
لم يكن الفارق بسن الشرفتين كبير مالت بجسدها لتمسك بحافة الشرفة الاخري ولكن ما أن امسكتها حتي انزلقت قدمها من علي حافة شرفتها لتصبح معلقة علي شرفة غرفته وزينب تصرخ بفزع
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)