رواية أسير عينيها الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم دينا جمال
رواية أسير عينيها الجزء الثامن والأربعون
رواية أسير عينيها البارت الثامن والأربعون
رواية أسير عينيها الحلقة الثامنة والأربعون
بعد عدة أيام، لم تكن هناك احداث مهمة تذكر حياة هادئة لطيفة
كانت جالسة علي فراشها الوثير في منزلهم تمد قدميها المتورمتين أمامها ، تنظر له باستفهام منذ مكالمة صديقة وهو يتحرك هنا وهناك علي عجل
وجدته يتجه ناحية دولاب ملابسه يخرج منه حلته العسكرية السوداء ، ينظفها من الغبار فهو نادارا ما يرتديها
سألته بتعجب : اول مرة تلبس رسمي أنت دايما بتروح كاجول
رأت لمعة الحزن التي اضيئت في عينيه هتف بابتسامة حزينة: النهاردة هيكرموا روح الشهيد زيدان الحديدي
عضت على شفتيها باحراج تهمس بصوت منخفض ؛ الله يرحمه…….أنا آسفة
وضع ما في يده علي طرف الفراش ليتجه ناحيته جاثيا علي ركبتيه بجانب فراشها اخرج زفيرا طويلا يحمل ما في صدره من هموم ليهتف بألم: وحشني اوي يا لينا زيدان ما كنش بس صاحبي دا كان أكتر من اخويا مات بين ايديا مات وهو ييقولي ما تعيطش ياض ما احنا مسيرنا هنتقابل تاني وساعتها مش هتخلص مني ابدا
مدت كف يدها تمسح دموعه برفق تهمس بحزن : ربنا يرحمه ويخليك ليا
القي رأسه بين ذراعيها لتضم رأسه بحنان تمسد علي شعره برفق ، سمعته بهتف بنبرة متحشرجة باكية : الموت خد مني اعز الناس يا لينا أنا عارف اني قاسي عليكي بس أنا والله خايف عليكي مش هستحمل اخسرك انتي كمان
هتفت بمرح لتهدأ تلك الحدة السائدة: خلاص بقي والله هعيط أنا كمان وأنت عارفني لما بعيط ما بسكتش
ضحك رغما عنه ليبتعد عنها لاثما جبينها بحنان ليلتقط تلك الحلة شرع في خلع ملابسه لتصرخ فيه بخجل بعد أن اخفت وجهها بين كفيها : أنت بتعمل ايه !!!
بلع ضحكته بصعوبة ليردف ببراءة مصطنعة: بغير هدومي !!
صرخت بخجل: في الحمام يا بابا مش هنا….. قليل الأدب
ضحك عاليا بخبث ليلتقط حلته متجها الي المرحاض تتبعه ضحكاته الخبيثة المرحة ابعدت يديها ببطئ عن وجهها تتأكد أنه ليس في الغرفة تنفست الصعداء حينما وجدت الغرفة فارغة لتبتسم ببلاهة تتمتم بصوت منخفض : وقح
اندثرت ابتسامتها حينما وجدته يخرج من المرحاض بعدما بدل ملابسه ذاهبا الي مرآه الزينة يسرح شعره
سألته بدهشة: معلش أنا عندي سؤال
رد بهدوء: اسألي يا حبيبتي
اشارت الي ما يرتدي بذهول : هو إنت هتخرج كدا !!
هز رأسه إيجابا دون كلام لتصرخ فجاءة : نعممممم يا اخويا هتخرج بالمنظر دا
نظر الي نفسه بدهشة ليسألها : مالوا منظري البدلة فيها حاجة غلط
لينا صارخة بغيظ: عاااااا ما تغظنيش يا ابن السويسي ، بقولك ايه أنت مش هتخرج طول ما أنت عامل فيها توم كروز كدا في نفسك
ضحك عاليا بمرح ليردف من بين ضحكاته : يا شيخة خضتيني افتكرت في مشكلة
جزت علي أسنانها بغيظ: خالد أنا مش بهزر مش هتخرج من البيت باللبس دا
تجهمت ملامحه فجاءة ليهتف بحدة : لينا…. مش أنا اللي الراجل اللي مراته تمشي كلمتها عليه مش عشان مدلعك تسوقي فيها
تقوس فهما بحزن حسنا هي الآن علي وشك البكاء ، تنهد بضيق ليتجه ناحيتها جلس أمامها هاتفا برفق: يا لينا يا حبيبتي في حفلة تكريم في الإدارة لازم ابقي رايح لابس رسمي
نظرت له بأعين متسعة ببراءة تسبل عينيها بدلال يعرف تلك النظرة جيدا ليهتف بجد : انسي يا ماما مش هخدك معايا ، كفاية تنطيط بقي أنا كنت حاطط ايدي علي قلبي يوم الخطوبة
امسك ذراعه تهتف برجاء به بعض الدلال: عشان خاطري يا خالد عشان خاطري عشان خاطري ، أنا والله كويسة خالص
نزع ذراعها من يدها متجها الي مرآه الزينة يمشط شعره هاتفا بجد : لاء يعني لاء
هتفت برجاء : والله أنا كويسة دا حتي أول يوم ما احسش فيه بتعب
تحدث بقلق : يا خوفي ليكون دا الهدوء اللذي يسبق العاصفة
ربعت ذراعيها بضيق : علي فكرة انت بتتلكك عايز تفهمني أن أصحابك مش واخدين مراتتهم معاهم
زفر بضيق ليتحدث بحدة : أنا مالي ومالهم واخدين ولا مش واخدين كل واحد حر فاسكتي بقي وبطلي زن عشان مش هاخدك يعني مش هاخدك
ابتسمت بخبث مقررة استعمال آخر سلاح معها ، لتهتف سريعا بغباء : طب يا رب اموت لو ما خدتني معاك
التفت إليها ……عينيه حمراء مشتعلة علي وشك الانفجار من شدة غضبه صدره يعلو ويهبط بسرعة تشعر بانفاسه اللاهبة تلفح جسدها وهو مازال يقف مكانه ، بلعت ريقها بخوف تعرف أنها حمقاء لقولها تلك الجملة
اتسعت عينيها بفزع حينما وجدته يتقدم منه نظرة عينيه لا تبشر بالخير أبدا ، تهدجت أنفاسها خوفا حينما جلس أمامها مباشرة
هتف من بين أسنانه بهدوء مرعب: أنا قولت ايه قبل كدة
تحدثت بصوت مرتجف من الخوف : ما اجبش سيرة الموت ابدا
صاح غاضبا وهو يقبض علي يده يشد عليها بغيظ : واللي الهانم قالته دا اسمه ايه
انتفضت للخلف بخوف دقات قلبها تصم اذنيها بلعت ريقها الجاف تهمس بخوف :ااااا …..ااانا آسفة ممش هقول كدة تاني
ابتسم بشر : ما فيش تاني عشان المرة الجاية اللي هتفكري تقولي فيها الكلام دا هقطعلك لسانك ، اظن واضح
هزت رأسها ايجابا سريعا ليهتف بضيق : قومي يلا البسي
قام متجها الي خارج الغرفة صافعا الباب خلفه بحدة لتتنهد براحة واضعة يدها علي بروز بطنها هاتفة بامتنان : لولاكي كان ابوكي اداني علقة محترمة اما اقوم البس بسرعة
ارتدت فستان ازرق فاتح واسع وحذاء ابيض ارضي وحجاب يجمع ما بين اللونين دون مكياج حتي لا يثور مرة اخري يكفي ما فعلته لليوم ، بعد عدة دقائق كانت تجلس علي الكرسي بجانبه في سيارته
لينا بدلال : لووودي
هتف بضيق: بقولك ايه انتي تخرسي خالص أنا مش طايق اسمع صوتك لولا اللي في بطنك كنت اديتك بوكس ولدك
مطت شفتيها بضيق مصطنع تهتف بدلال: مش ههون عليك ، وبعدين علي فكرة دي هرمونات الحمل والمفروض تستحملني
اوقف سيارته فجاءة يصيح بغيظ : دا أنا طلع عين اهلي تسع تشهر مع هرمونات الحمل بتصحيني كل يوم في عز النوم عايزة قصب يا خالد عايزة رومان يا خالد …..فاكرة لما قولتيلي عايزة رنجة يا خالد وكل دا وما اعترضتش لكن اللي بتعمليه دا قلة أدب ودلع
عقدت ذراعيها بلامبلاة تهتف : هو فاضل كتير علي ما نوصل
هز رأسه نفيا بيأس ….مجنونة بلهاء غبية ولكنه يعشقها !!!!
اعاد تشغيل سيارته يهتف علي مضض : قدامنا ساعة وزيادة لسه الطريق طويل
هتفت بحماس وهي تخرج هاتفها من حقيبتها: حلو اتفرج علي المسلسل علي ما نوصل
فتحت هاتفها وبدأت تشاهد ذلك المسلسل بهيام شديد ، تنتهد بوله كلما ظهر البطل
لينا بهيام : هيييييييح
شخصت عينيه بدهشة يردد بذهول : هيييح ، انتي بتتفرجي علي ايه
لينا بهيام : علي بوراك
جز علي أسنانه بغيظ: بوراك تاني يفرق عني ايه الواد دا علي رأي الكبير ها يفرق عني ايه ، عينيه بني الحمد لله عينيا بني ، عنده دقن
عندي دقن عنده عضلات عندي عضلات واضعافه يفرق عني ايه بقي
لينا بهيام : كفاية انه تركي
خالد بغيظ: ومالي المصري ما تشجعي صناعة بلدك بلاش عقدة الخواجة
هزت رأسها نفيا بخبث: لاء بردوا ما فيش زي بوراك
رمقها بنظرات غاضبة مشتعلة يتمتم بغيظ: ادي آخرة اللي يعمل لمراته باقة والله لالغيها يا جزمة
ادرار محرك السيارة منطلقا الي وجهته يغني بحماس: هيوقفوك هيحاولوا يياسوك و يحبطوك و يكسروك…………خليك دايما جامد .. جرب حاول عاند………هايقطموك .. و تملي يفشلوك و يبكتوك و يزهقوك……وما تزعلش دة عادي كله كلام ع الفاضي……لو غرقوك عوم لو وقعوك قوم صدقني في يوم…….بعزيمة و ارادة تقف تاني كالعادة
نظرت له بدهشة للحظات لتنفجر في الضحك حتي بكت من كثرة الضحك
لينا ضاحكة : والله انت مسخرة …..نظر لها بطرف عينيه ليشيح عينيه بغرور لتغلق هاتفها لفت وجهها ناحيته تهتف بابتسامة عاشقة : بحبك وبتفرج علي المسلسل دا بس عشان اغيظك بحب غيرتك عليا ، اصل أنا بحبك أوي
تنهد بهيام لينظر لها بشغف كاد أن يتحدث عندما صرخت بفزع : حاااسب يا خالد
التفت للطريق سريعا قابضا علي المقود لينحرف بالسيارة يمينا سريعا قبل أن تصطدم بالسيارة المعاكسة لها حمد لله استطاع أن يوقف السيارة علي جنب الطريق
نظر لها بلهفة: انتي كويسة
هزت رأسها ايجابا: الحمد لله ، أنت كويس ؟
خالد: تمام الحمد لله
نزل من السيارة ليجد سائق السيارة الاخري يقترب منه يصيح بحدة : مش تحاسب يا استاذ انت ….ايه دا خالد باشا
خالد مبتسما: دكتور عصام …. انت كويس
عصام مبتسما بود : الحمد لله ……كنت هتقلبنا يا راجل
خالد بجد: معلش الحمد لله عدت لو عربيتك حصل فيها اي حاجة اي مستعد ادفعلك اي تعويض إنت عايزة
عصام: لاء الحمد لله جت سليمة
خالد: طب عن إذنك يا دكتور عصام عشان مستعجل
عصام : آه طبعا اتفضل
اتجه كل من خالد وعصام الي سيارتهم انطلق خالد الي وجهته ، بينما عصام جلس في سيارته لتهتف سمية بخوف: الحمد لله جت سليمة دا أنا قلبي كان هيوقف من الخضة
عصام مبتسما: الحمد لله يا حبيبتي قدر ولطف
Flash back
آخر ما توقفنا عنده هو دخول سمية في غيبوبة مجهولة المدي بعد زواجها من عصام ذلك العاشق التعيس اللذي احب لينا من طرف واحد ، ولم يدرك قيمة ما في يده الا حينما شعر أنه ضاع منه في اللحظات التي كانت ترقد سمية امامه علي الفراش في المستشفي ساكنة بلا حراك شعر وقتها بأنه يقف داخل متاهة كبيرة فقد نورها المرشد له
شهر اثنين ثلاثة مروا وهي ترفض الدنيا ثلاثة اشهر لم يتحرك فيهم من جانبها ممسكا بيدها ليل نهار ، يعتذر ويبكي يهمس بمئات من رسائل العشق ، يرجوها أن تعود
الي أن جاء ذلك اليوم كان نائما يضع رأسه علي حافة فراشها ممسكا بيدها يتمتم بمئات من كلمات الاعتذار وهو نائم ليشعر بيد ناعمة تغوص بين ثنايا شعره تربط عليه برفق
فتح عينيه بلهفة ليجدها جالسة علي الفراش تنظر له بابتسامتها الدافئة
ليهتف بلهفة : انتي هنا فعلا
هزت رأسها ايجابا بابتسامة دافئة لتجده يصفع نفسه بقوة : أنا مش بحلم انتي هنا فعلا ……. جذبها لصدره يضمها له بقوة يهتف بسعادة : انتي هنا فعلا ، الحمد لله يا رب أنا آسف يا سمية والله العظيم أنا بحبك ، أنا حمار وغبي كنت هضيعك من ايدي انااا….
قاطعته بحب : أنا كمان بحبك يا عصام كنت حاسة بيك وبكل كلمة بتقولها بس ما كنتش عارفة أرجع والحمد لله أهو رجعت ومسمحاك وبحبك
ضمها لصدره يتنهد براحة يحمد لله آلاف المرات أنها عادت اليه من جديد
Back
فاق من شروده علي صوتها تهتف علي عجل ؛ يلا يا عصام هنتأخر علي بابا وهيزعل لو اتأخرنا علي عزومة الغدا
حرك رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة ليعيد تشغيل سيارته متجها الي منزل حماه العزيز
_________________________
اخيرا وبعد طول انتظار وصل الي وجهته نزل من السيارة ليساعدها علي النزول متجها بها الي تلك القاعة الكبيرة التي سيقام فيها حفل التكريم ، قابله صديقه علي باب القاعة
محمد : ايه يا عم التأخير دا ، أنا كنت لسه هتصل بيك
خالد: اديني جيت أهو ، هما بدأوا
محمد سريعا؛ لا بس هيبدأوا دلوقتي يلا خش بسرعة
جلس علي مقعده وسط الحضور ليجلسها بجانبه وبجانبهم محمد وزوجته
تعلقت عيني خالد بصورة زيدان التي علقت ووضع عليها شريط أسود ليمر في عقله تلك الضحكات السعيدة
« خالد ضاحكا: يلا يازيدان اجري
محمد ضاحكا: الحرررررررية
فتح خالد ذراعيه يهتف بسعادة : لاء أنا مش مصدق اخيرا خلصنا من المعجنة وخدنا اجازة
زيدان ضاحكا: يا ابني اعقل أنت وهو شوية دي مناظر ظباط دي »
« زيدان بقلق وهو يجوب الممر امام غرفة العمليات : هما طولوا جوا اوي كدة ليه ، كل دا بتولد
خالد ضاحكا: ما هو ابن زيدان لازم يبقي رخم زيه
زيدان بغيظ : اشوفك واقف وقفتي دي يا ابن السويسي
خالد مبتسما بثقة : مش أنا يا بابا
زيدان؛ بكرة نشوف مصيرها لينا ترجع وتتجوزوا وساعتها هتقف نفس وقفتي ، بقولك ايه ياض إنت لو خلفت بنت هتجوزها لابني أنا بقولك أهو »
« خالد مبتسما: بسم الله ما شاء الله ، عيل رخم زي أبوه
زيدان بخبث : بقي كدة طب والله لاسميه خالد عشان يبقي خالد الرخم »
« خالد باكيا : زيدان هتبقي كويس خليك بس معايا
زيدان مبتسما بشحوب : ما تعيطش ياض من امتي وحد فينا بيعيط ما احنا مسيرنا هنتقابل تاني وساعتها مش هتخلص مني ابدا
خالد صارخا؛ اسعاف بسرعة
زيدان بضعف: خلي بالك من خالد الصغير وما تنساش لو خلفت بنت هتبقي مرات ابني
خالد باكيا: ما تقولش كدة انت هتعيش يا زيدان
زيدان مبتسما بشحوب : خلاص يا خالد كل واحد فينا عارف ليه ميعاده ، هتوحشني يا صاحبي ، أشهد أن لا إله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله
ليغمض بعدها عينيه ويسكن جسده تماما
خالد صارخا : زيدااان »
انتفض في جلسته وصوت صراخه باسم صديقه يدوي في عقله
لينا بقلق : خالد أنت كويس
هز رأسه إيجابا وهو يشيح بوجهه حتي لا تري دموعه العالقة بعينيه
بدأ حفل التكريم بالعديد من الاغاني الوطنية
ومن بعد ذلك كلمة فخر واعتزاز لروح الشهيد زيدان ، وجائزة التكريم التي تسلمتها زوجته
لينتهي الحفل ، خرج الجميع وتبقي هو وقف أمام صورة صديقه ينظر لها بأعين دامعة ليرفع يده يؤدي له التحية
خالد: هنتقابل يا صاحبي
خرج من القاعة ليجد لينا تقف جوار رانيا زوجة محمد لتأتي وبجانبهم لوجين زوجة زيدان ، التي ما أن رآها خالد اسرع يعانقها لتدفن الاخيرة رأسها في صدره تبكي بحرقة
خالد بحزن: ربنا يرحمه يا حبيبتي
بينما تنظر لينا له بأعين شاخصة مذهولة ، دني خالد علي ركبتيه يداعب خصلات شعر الصغير بحنان : عامل ايه يا زيزو
زيدان الصغير : الحمد لله يا خالو
خالد بحزم : اجمد كدة عيزينك بطل زي بابا
زيدان الصغير بحماس؛ أنا لما اكبر هبقي ظابط زي بابا
شعرت لينا بألم صرخ فجاءة في احشائها ، اتسعت عينيها بفزع حينما شعرت بانفجار داخلها
لينا صارخة بألم: الحقني يا خالد بووووولد
ركض سريعا ناحيتها حملها الي السيارة يركبها مسرعا ، انطلق سريعا
لينا صارخة : اااااااه مش قااااااادرة الحقني اااااااه يا ماااااماااااااا
خالد بارتباك : اهدي، اهدي يا حبيبتي قربنا نوصل
لينا صارخة: ما تقوليش يا حبيبتي يااااااااااا حيوووووواااااااان ، رايح تحضن في مرات صاحبك يا قليل الادب ااااااااااااااه
خالد ضاحكا؛ انتي في ايه ولا في ايه وبعدين يا غبية لوجين مرات زيدان تبقي تؤام محمد وأنا وهي ومحمد اخوات في الرضاعة ، يعني أنا كنت بحضن اختيييي يا ام دماغ شمال
لينا صارخة : وكمان ليك عين تتكلم ااااااااااااه مش قادرة هموووووووووت منك لله يا ابن زينب حسبي الله ونعم الوكيل فييييييييك
خالد بارتباك: اهدي خلاص والله قربنا نوصل
لينا صارخة: هو بمزاجي يا ابن الجزمة يا حيوااااان اااااااااه
اتسعت عينيه بصدمة: يا نهار ابوك أسود بتشتميني
لينا صارخة: مش أنت السبب مش مسمحاك اااااه مش قاااااااااادرة
استحمل
خالد سريعا وهو يقف بالسيارة : وصلنا خلاص
حملها سريعا بين ذراعيه دخل المستشفي يصرخ في الممرضين وهي تصرخ من الألم كانا ثنائي صراخ مشترك
اخذها الممرضات منه الي غرفة العمليات سريعا ، ليجد ممرضة تخرج سريعا: مين خالد
خالد بلهفة : ايوة أنا
الممرضة : طب اتفضل حضرتك معايا عشان هي تصرخ وتقول عايزة خالد
ذهب معها الي غرفة التعقيم ومن ثم غرفة العمليات
لينا باكية: خالد ااااااااااااه
هرول ناحيتها لتقبض علي كف يده بينما يمسد بيده الاخري علي رأسها هاتفا بحنان : أنا اهو ، أنا أهو ، اهدي …..اهدي خالص
لينا باكية : مش قادرة يا خالد اااااااااااه
وقف بجانبها يهدئها ، يمسح قطرات العرق عن جبينها لم يعترض حينما غرست اظافرها في لحم يده حتي انجرحت وبدأت قطرات دمائه تسيل فالمه لم يكن نقطة صغيرة في بحر ما تشعر به الآن
اخيرا توقفت صرخاتها لتظهر صرخات اخري صغيرة تقول بوضوح ها أنا قد أتيت
ادمعت عيني خالد فرحا عندما وضعت الممرضة تلك القطعة الصغيرة بين ذراعيه ، ضحك وبكي شعر بالسعادة والخوف وهو يحمل قطعة صغيرة منه بين ذراعيه ، كان نفس الشعور اللذي شعر به حين حمل والدتها حينما كانت صغيرة ولكن شعوره الآن مضاعف
اخذ الأطباء لينا لغرفة الافاقة بينما اخذ هو صغيرته يكبر في اذنيها بصوت منخفض عذب
ذهب مع الممرضة الي غرفة طبيبة الأطفال ليطمئن أن صحة صغيرته علي خير ما يرام عاد الي غرفتها ليجدها تحرك رأسها بألم
تهمس باسمه ،جلس بجانبها واضعا الصغيرة بين احضانها
خالد مبتسما: حمد لله على السلامة
ابتسمت بشحوب : الله يسلمك …….نظرت للصغيرة النائمة تهتف بابتسامة دافئة : جميلة اوي يا خالد
خالد مبتسما: طبعا طالعة لامها بس بنت الايه لو تفتح عينيها عايز اعرف لونهم ايه
ولم تكذب الصغيرة خبرا فتحت عينيها الصغيرتين تنظر لهما بدهشة للحظات لتبدأ في البكاء
خالد بغيظ:، خدت لون عينيا أنا ، بنت الفقرية
لينا مبتسمة: علي فكرة لون عينيها جميل كفاية أنها زي عينيك
وفي لحظات امتلئت الغرفة بحشد غفير من الناس
زينب بعتاب ؛ كدة يا ابني ما تقولناش إن مراتك ولدت لولا محمد الله يستره اتصل بابوك وقاله
خالد: والله غصب عني كنت متوتر وملبوخ وحالتي حالة ، الحمد لله أنها قامت بالسلامة
فريدة مبتسمة بسعادة: شوف يا جاسم عسولة خالص ربنا يخليهالكوا يا حبيبتي ، صحيح انتوا هتسموها ايه
خالد: لينا
زينب : يا ابني ما كفاية لينا واحدة سميها اسم تاني
حرك رأسه نفيا باصرار : معلش يا جماعة أنا مصر علي الاسم
زينب؛ اللي تشوفه يا ابني
بعد يوم طويل رحل الجميع كلا الي منزله ، خرجت لوجين من المستشفي بصحبة زيدان الصغير ركبت سيارتها متجهه الي منزل والدها لتجد سيارة تسد عليها الطريق
نزلت من سيارتها تنظر للفاعل بغضب لتجد رجل طويل القامة مفتول العضلات ذو نظرات حادة ثاقبة : لوجين رفعت محفوظ …..ارملة المقدم زيدان الحديدي
هزت رأسها ايجابا بدهشة ليمد الرجل يده ليصافحها مبتسما بخبث : معتز السروجي
__________________________
وضع صغيرته النائمة في مهدها الصغير برفق وضع عليها الغطاء مقبلا جبينها بحنان
ليعود الي فراش زوجته
لينا مبتسمة: مبسوط
ابتسم بسعادة: مبسوط دي كلمة قليلة علي اللي أنا حاسس بيه أنا طاير من الفرحة ، ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
وضعت رأسها علي صدره تهتف بسعادة؛ ويخليك ليا يا ابو لينا
في تلك الغرفة مرة أخري جلست تلك الفتاة في احد اركانها تضم ركبتيها لصدرها تبكي بألم ،اثار تعذيب حمراء تغطي جسدها نظرت ناحية نافذة غرفتها تهتف باكية: يااااارب ، ياااااارب ارحمني بقي يااااااارب
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)