روايات

رواية أسير عينيها الفصل الثالث والستون 63 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الفصل الثالث والستون 63 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الجزء الثالث والستون

رواية أسير عينيها البارت الثالث والستون

جنون عاشق (أسير عينيها 2)
جنون عاشق (أسير عينيها 2)

رواية أسير عينيها الحلقة الثالثة والستون

كانت لازالت تقف تقبض علي تلك البطاقة بين يديها تنظر للاسم بأعين شاخصة مذهولة شعرت أن الأرض تميد من تحتها كادت أن تسقط حين التقطها سريعا بين ذراعيه يسند رأسها علي صدره يهتف بلوعه ؛ لينا….مالك يا حبيبتي
كانت تردد بذهول صوتها بالكاد يخرج من بين شفتيها: اختي….انتي اختي ….ازززاي
شدد علي احتضان جسدها بين ذراعيه حتي لا تسقط يهتف سريعا : يا حبيبتي ممكن يكون تشابه أسماء
قبضت بأظافرها علي كف يده تهز رأسها نفيا تنظر ناحية شمس التي تنظر لها بدهشة …نظرات ضائعة حائرة…لتترك يد خالد تمشي بخطي مترنحة ناحية تلك السيدة تهتف باكية : ازاي ….انتي تعرفي بابا ….اتجوزك ….طب ازاي…نظرت لها تلك السيدة بأسي كادت أن تتكلم حينما سمعوا صوتا يهتف بصدمة : روحية
التفتت خلفها سريعا لتجد جاسم يقف جوار راشد ينظر لتلك السيدة بذهول لتجلس ارضا علي ركبتيها تنظر لأبيها عينيها متسعتين بصدمة ….لتجد تلك السيدة تتحدث بسخرية : جاسم باشا عاش من شافك يا باشا لسه فاكر روحية …..البنت الغلبانة اللي جيت قولتلها أنك حبيتها ومش قادر تعيش من غيرها ….وكتبت عليها في السر …..وطلقتها غيابي من غير ما تشوفها لتتجه ناحية شمس تربط علي كتفها تهتف بحرقة : سبتني أنا وحامل في شهرين …..فاكر يا باشا طلقتني غيابي في المحكمة واختفيت وسيبت الدنيا تلطش في ست غلبانة حامل كل اللي معاها ورقة جواز وورقة طلاق وكام الف رمتهم ليها
ربطت علي كتف شمس مرة اخري تهتف بحرقة: بنتك يا باشا بنتك اللي شافت الويل والذل بنتك اللي لسه ما كملتش 20 سنة واتجوزت واتطلقت وشافت ذل وتعذيب يهد جبال ……منك لله يا جاسم أنت شيطان مستعد يدوس علي اي حد عشان خاطر مصلحته
صدح صوت راشد يهتف بحدة : اللي هتقوله الست دي صُح يا جاسم
نكس رأسه يجز على أسنانه بغيظ عليه إيجاد حل مناسب ليخرج من تلك الورطة ….رفع وجهه يهز رأسه إيجابا بخزي : صح يا راشد …..كنت لسه في أول حياتي وعلي طول كنت مسافر شغل ….شغل ….شغل …روحية كانت بنت الساعي وكانت بتساعده في تنضيف المكتب …….وعشان ما افتحش بابي للشيطان اتجوزتها علي سنة الله ورسوله والله يا راشد علي سنه الله ورسوله….طبعا في السر عشان فريدة ما تزعلش ….إنت عارف أنا بحب فريدة قد ايه …وبعد كدة حصلي لغبطة كتير في شغلي وعشان ما تفضلش متعلقة طلقتها وسيبتلها مبلغ تبدأ بيه حياتها …ما كنتش اعرف أنها حامل والله ما كنت اعرف ….هتف جملته الاخيرة بنحيب برع في تمثيله
ساد الصمت ينظر الجميع لبعضهم بصمت وكأن علي رؤوسهم الطير ….لتقم لينا تتجه ناحية والدته تمشي بخطي مترنحة قبضت علي تلابيب سترته تصيح وتبكي : لييييه ماما عملتلك ايه عشان تتجوز عليها ….الست الغلبانة دي ذنبها ايه …..وشمس انت ما تعرفش هي شافت ضرب وتعذيب من واحد حيوان ….حاول أن يتهجم عليا أنا كمان …..خالد كان عنده حق لما قالي ابوكي ما يهموش غير مصلحته وبس ….شيطان ايه اللي بتتكلم عنه ما فيش شيطان هنا غيرك
هتف بحدة: اخرسي …..رفع يده ليضربها ليجد ذلك المقبض يسحق كف يده زمجر من بين اسنانه بحدة : لا عاش ولا كان اللي يمد ايده علي مراتي حتي لو كنت إنت يا جاسم أبوها اسما
جذب جاسم يده من يد خالد يهتف بمسكنة برع في تمثيلها : خلاص بقيت أنا شرير الحكاية وأنت الطيب …..بتلوموا عليا عشان اتجوزت وما سلمتش وداني للشيطان عشان ما رضتش اعمل حاجة حرام ما رضتش اغضب ربنا …أنا عارف اني غلطت لما طلقتها غيابي بس والله ما كنت اعرف انها حامل ….. اكمل بحدة :وبعدين الاستاذ اللي بيتكلم ما إنت متجوز بدل المرة اتنين قبل بنتي وما حدش اتكلم وبنتك ما هي ماتت بسبب اهمالك والكل ساعتها بقي بيواسي فيك …..انما دلوقتي كلكوا نصبين ليا المحكمة كلكوا جايبين الغلط عليا ….نظر ناحية لينا يهتف بحزن ليستعطفها : حتي انتي يا لوليتا انتي مش عارفة بابا بيحبك قد ايه …..وبيحب ماما قد ايه …كنت لسه شاب طايش كنت بسافر بعيد عنكوا بالشهور كنت عايز احس ان في ونس في حياتي ….وطبعا ما كنش ينفع اخدكوا معايت لأنك ما كنتيش بترضي تبعدي عن خالد
وطبعا فريدة ما كنتش بتبعد عنك….امسك صدره من ناحية اليسار يصيح بألم: اااااااه …..اااااااه
لتصرخ لينا بفزع : بابا …..بابا انت كويس اسنده راشد وخالد الي تلك الأريكة يجلس عليها لتجلس لينا بجانبه ….وضعت رأسها علي صدره تنتحب بحرقة : بابا…انا آسفة….سامحني
ربط علي شعرها يهتف بصوت ضعيف منخفض: ما تعيطيش يا حبيبتي …انتي عارفة دموعك دي غالية عليا أوي
وضع يديه في جيبي بنطاله ينظر لحماه العزيز يثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف في نفسه : اوسكار يا جاسم ممثل درجة أولي
نظر جاسم ناحية روحية يهمس بحزن : روحية أنا آسف….أنا عارف إن آسفي مش هيغير حاجة …..بس انا مستعد اعوضك انتي وبنتي
هنا تحدثت شمس كانت نبرتها ساخرة مريرة : تعوضني …..تعوضني عن ايه ولا ايه …عن الأيام اللي كنت بنام فيها من غير أكل وأنت نايم في قصرك ….وعلي المدرسة اللي ما عرفتش أدخلها زيي زي اي بنت في سني عشان ما عناش فلوس حتي نشتري قلم وانت باعت بنتك تتعلم في امريكا…… تعوضني علي ايه علي إني اتجوزت وأنا عندي 18 سنة لواحد أكبر منك انت ….كان بيهري جسمي كل ليلة من الضرب شوفت ذل وعذاب وقهر عشان تيجي أنت بعد كل السنين دي تقولي هعوضك
لاء يا جاسم باشا أنا شمس حامد عبد النبي بنت الراجل الغلبان اللي كان بيشقي طول النهار في فرن العيش عشان يرجعلنا آخر الليل برغفين ناكلهم حاف فلوسك ما تلزمنيش مش هتعوضني علي اللي راح ……اتجهت ناحية خالد تقف بجانبه: أنا ما حستش بحنان الاب غير معاه قعدت عنده أسبوع كان بيعملني كأني بنته ….بينام علي الأرض عشان أنا أنام علي سريره جنب مراته اللي طلعت اختي…….نظرت ناحية لينا تبكي بألم: رغم كل اللي حصل انا مبسوطة اوي أنك اختي ….انا والله حبيتك أوي وكنت بتمني نبقي اخوات ….يا ريت ما اتمنيت الامنية دي
هب لينا تهرول ناحيتها تعانقها بحنان ليشتركان في وصلة بكاء ثنائية رائعة
جلس راشد علي احد المقاعد يشاهد ما يحدث بصمت ….يفكر داخله تلك الفتاة لا تعرف خالد ومع ذلك تشهد بأخلاقه وموقفه النبيل معها …بالإضافة من أنه منع جاسم من ان يضرب لينا هنا بدأ راشد يشك في كلام أخيه …قرر الآتي سيأخذهم معه بالفعل ولكنه لن يبعده عنها بل سيتحدث معه بعيدا عن جاسم والجميع ليتأكد من صحة كلام جاسم
ضرب بعصاه الخشبية أرض المنزل بحدة يهتف برزانة : بكفياكوا بكا عاد …اللي حصل حصل …نظر ناحية روحية : انتي يا ست ..توافقي ان جاسم يردك
هزت رأسها نفيا بقوة تهتف بحزم : لا يا حج مش بعد كل السنين دي أنا اللي يبعني ما اشتريهوش
سألها مرة اخري: متوكدة
هزت رأسها ايجابا بحزم ليكمل راشد بجد : يبقي خلاص ليكي عليا انك تخرجي من المكان دا وتقعدي في شقة كبيرة في حتة زينة ومبلغ كل شهر يكفيكوا وزيادة
هتفت سريعا : لا يا حج……
قاطعها بحزم : أنا ما عيزش حد يقاطعني واصل ….نظر ناحية شمس يهتف بحنو : اني عارف إن اللي عمله ابوكي واعر قوي في حقك واني مستعد اعملك كل اللي انتي عيزاه
هزت رأسها نفيا تهتف ببرود: أنا مش عايزة منكوا حاجة سيبوني في حالي …انا هعيش مع جوزي أن شاء الله في اوضة واحدة
هتف جاسم بدهشة: جوزك مين
حمحم اسلام بحرج : أنا يا افندم
طفقه جاسم بنظرات متفحصة : وأنت بتشتغل ايه
رد خالد بهدوء : بشمهندس إسلام كان بيتشغل عندي في الشركة
رد جاسم بحدة: يعني انت عاطل ما هي الشركة اتقفلت
وهنا هبت سعاد تدافع عن والدها كأي أم مصرية اصيلة : هو مين دا يا استاذ انت اللي عاطل أنا ابني الحمد لله بيشتعل وكسيب ويقدر يفتح بيت ويصرف عليه دا غير أدبه وأخلاقه دي الحتة كلها بتحلف بأخلاقه …لاء بقولك ايه …..احنا اللي مقعدنا هنا أن بناتك الاتنين اطيب من بعض …صحيح يا بت يا شمس أنا ما كنتش طيقاكي في الاول بس يا حبة عين امك قطعتي قلبي علي اللي حصلك …انتي من الساعة دي بنتي مش مرات ابني بس وأن ما شلتكيش الأرض اشيلك جوا حباب عينيا
بينما كان جاسم ينظر لها بصدمة فاهه منسدل بذهول من تلك السيدة …..ليجدوا ذلك الرجل المأذون يهتف بهدوء : يا جماعة لو مش هكتب الكتاب اقوم اروح
إسلام سريعا : هو مين دا اللي مش هيكتب دا أنا اصورلكوا قتيل هنا …يلا يا سيدنا الشيخ ابدا
المأذون: طب ممكن وكيل العروسة يتفضل …ليقم جاسم متجها اليهم وبالمثل فعل خالد
هتف جاسم ساخرا: اعتقد دي بنتي أنا
افسح له خالد المجال …ليجد شمس تهتف سريعا : أنا عايز خالد هو اللي يبقي وكيلي
اتجه جاسم ناحية لينا وشمس اللتان تجلسان علي الأرض متجاورتين يصيح بحدة: يا ادي خالد…خالد هو ايه ساحرلكوا
نظر ناحيته بأعين مشتعلة يتأجج الكره فيهما يتوعد له في نفسه ليذهب ناحية راشد يجلس بجانبه
جلس خالد جوار المأذون وضع يده في يده إسلام …لتبدأ إجراءات عقد القرآن التي انتهت بجملة المأذون؛ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
هب إسلام يعانق خالد بسعادة: أنا مش عارف اشكرك ازاي بجد شكرا
ضحك خالد بمرح …ليدفعه بعيدا عنه : اوعي يا عم أنت جاي تحضني أنا ليه …..روح احضن مراتك
اتجه إسلام ناحية شمس بلهفة ليجد لينا تعانقها بحنان …حمحم باحراج : ممكن مراتي
هتفت لينا بحزم : لاء ….مالكش دعوة باختي
ضحكت شمس بسعادة تختبئ بين ذراعي لينا كأنها طفلة صغيرة بين أحضان والدتها
نظر إسلام ناحية خالد يهتف بضيق: مش راضية تديهالي
ضحك بمرح ليتجه ناحيتهم : لوليتا سيبي شمس يلا عشان إسلام هياخدها ويخرجوا
نظرت ناحية إسلام تهتف بحزم : ما تتأخروش وخلي بالك منها
هز رأسه إيجابا بطاعة: حاضر يا حماتي
اخذ إسلام يد شمس يهتف بمرح : يلا يا بنتي نهرب بسرعة
اخذ يدها متجها الي باب الشقة ليجد جاسم يهتف من خلفهم بهدوء : شمس
التفت تنظر له ببرود …لتجده يمد يده لها بحفنة كبيرة من المال يهتف بهدوء: خلي دول معاكي وأن كان علي إسلام أنا مستعد اشوفله شغل في شركة هندسة كبيرة بمرتب كبير
كادت أن ترد حينما سبقها إسلام: متشكرين أوي يا جاسم باشا مراتي ما حدش يصرف عليها غيري وأن كان علي شغلي فقريب اوي الراجل دي ربنا هيرجعله حقه ……عن اذنك عرسان بقي وعايزين نحتفل
اخذ إسلام ذهب ورحل ….لينظر راشد لجاسم بغموض نظرات فهمها جيدا فهتف في نفسه: كدة كل حاجة باظت وراشد بقي متأكد اني كنت بضحك عليه …..اوووووف كل ما اعدلها تتعقد …اعمل ايه بس
استئذن الجميع ورحلوا واحدا تلو الاخري ليبقي خالد ولينا وجاسم وراشد
لينا بحزن : علي الرغم من اني سعيدة اني سعيدة من أن شمس طلعت اختي ….بس أنا زعلانة منك اوي يا بابا ….تتجوز علي ماما
جلس بجانبها بربط علي شعرها يهتف بحزن : أنا آسف يا لوليتا ….غلطة وكل الناس بتغلط ….بس عشان خاطري ما تجبيش سيرة لماما ….انتي عارفة أنا بحبها قد ايه مش هتسحمل اخسرها دا أنا اموت فيها
هتفت سريعا بخوف : بعد الشر عليك…..حاضر مش هقولها حاجة
ابتسم راشد بحنان: ايه يا ست لوليتا ما اتوحكيش عمك ولا ايه
هبت واقفة تهرول ناحيته تهتف بسعادة: ازاي بقي حضرتك وحشتني قوي قوي قوي
ضحك راشد عاليا : واااه عتتكلمي صعيدي
هزت رأسها ايجابا بابتسامة واسعة: خالد علمني شوية كلمات
عانقها راشد بحنان: اتوحشتك قوي يا قلب عمك
حمحم بضيق: احم احم نحن هنا
لينا بمرح : أنت مين
خالد: خالد محمود السويسي ،33 سنة ، أعزب
لينا غاضبة: أ ، ايه يا اخويا
خالد سريعا: أعول يا افندم ، متزوج واعول
لينا بضيق: بحسب
راشد ضاحكا: ما هتبطلوش نقار ابدا
لينا ضاحكة: ابدا، ابدا
راشد: طب يلا اجهزوا عشان عتيجوا معايا بكرة أسيوط
هتفت مستفهمة : ليه يا عمي
راشد : سبوع ماهر واد فرح وسامح قولت لازم يتعمل في بيت العيلة في أسيوط
خالد: ألف مبروك يا عمي أنا هبقي اكلم سامح اباركله بس سامحني مش هنقدر نسافر دلوقتي
راشد بضيق : اكدة يا خالد ، يعني أنا قاطع المسافر من اسيوط لحد اهنه عشان تقولي ما هينفعش
خالد: يا عمي اسمعني……..
راشد مقاطعا: ما هسمعش ، لهتيجوا معايا ، أما وعهد الله ما هتكلم معاكوا تاني واصل
لينا سريعا: ايه الي أنت بتقوله دا يا عمي
راشد : هو دا الي عندي يا بت يا اخوي ، قولت ايه يا ولدي
خالد: حاضر يا عمي اللي تشوفه
راشد : اكدة زين ، هعدي عليكوا الصبح تيجوا معايا
خالد: معلش يا عمي أنا وافقت اننا نسافر أسيوط ، بس أنا هسافر بفلوسي
هتف جاسم بحدة: هتسافر مواصلات ، لينا ولوليتا هيتسحملوا اربع ولا خمس ساعات في المواصلات
هتف ببرود يدس يديه في جيبي بنطاله : والله دول مراتي وبنتي وانا ادري واحد بمصلحتهم
جاسم بضيق: فريدة نفسها تشوف لينا لوليتا بتسأل عليهم في اليوم عشر مرات….انا قولتلها انكوا مسافرين بس هي مش مقتنعة ان سفركوا مطول أوي كدة
لينا: طب أنا عندي حل احسن ، بابا يأخذ لوليتا ودادة رحمة وأنا وأنت نسافر مواصلات
راشد: ما تيجوا معانا كلكوا يا بتي
لينا: أنت عارف خالد ودماغه الناشفة مش هيوافق
خالد: انتي بتتكلمي عليا قدامي على فكرة
لينا ضاحكة: اومال يعني اتكلم عليك من وراك وأخد ذنوب
خالد ضاحكا: لاء ازاي
جاسم: يعني آخر ما عندكوا ايه
لينا : زي ما قولت لحضرتك ، حضرتك هتاخد لوليتا ودادة رحمة وأنا وخالد هنيجي مع بعض
راشد: ماشي يا بتي
جاسم: هعدي عليكوا الصبح أخد لوليتا واتمني انكوا تغيروا رايكوا علي ما أجي وتيجوا كلكوا معايا
ودع خالد ولينا راشد وجاسم علي لقاء غدا
وذهبت لينا الي رحمة تخبرها ما حدث حتي تستعد ومن ثم ذهبت إلى غرفتها وبدأت تضب الحقائب
______________________
عند إسلام وشمس … أخذها إسلام الي مطعم صغير وطلب لهما طعاما
هتف برفق : ساكتة ليه
همست بخجل: هقول ايه
اسلام: اي حاجة سمعيني صوتك اكديلي أن أنا مش بحلم ….انتي عارفة أنا كنت عايز اقوم اصرخ من الفرحة لما قولتي لابوكي أنا هعيش مع جوزي أن شاء في اوضة …….أنا لحد دلوقتي مش مصدق انك بقيتي مراتي أنا عايز اقوم اصرخ واقول اخيرا بقت مراتي يا ناااااس نفسي تعرفي انا بحبك قد ايه
ادمعت عيني شمس بسعادة : كان نفسي اقولك ان أنا كمان بحبك اوي… بس الي حصلي…
إسلام مقاطعا: انسي يا شمس ، اوعدك اني هعمل كل الي اقدر عليه عشان اسعدك ، عشان تنسي كل الي حصل ، عشان تديني قلبك
ابتسمت بسعادة تهمس بخجل: أنا متشكرة اوي يا اسلامبجد مش عارفة اقولك ايه
تنهد بحرارة مبتسما بعشق: ما تقوليش حاجة كفاية اني شايفك قدام دا عندي بالدنيا وما فيها
انتهيا من طعامها فأخذها إسلام وتمشيا قليلا واشتري لها غزل البنات والآيس كريم يعاملها بحنان كأنها ابنته لا زوجته
إسلام مبتسما بحنان: مبسوطة
شمس بسعادة: أوي اوي أوي ربنا يخليك يا رب
اسلام مبتسما: ربنا يخليكي ليا واشوف دايما ضحكتك منورة وشك
عادا الي البيت في ساعة متأخرة ،…. ما ان صعدا الي العمارة توجهت شمس الي شقة خالد
إسلام: انتي رايحة فين
هتفت بتلقائية: هروح أنام عند لينا
اسلام ضاحكا: ازاي يعني …. مش كفايه منيمين الراجل أسبوع بحاله علي الأرض كفاية كده
ابتسمت ببلاهة : اومال هبات فين
إسلام: عندي طبعا …انتي مش مراتي يبقي تباتي معايا
ارتجف جسدها فزعا مر ببالها يوم زفافها من رشدي وكم الضرب الذي ضربه لها لتفقد الوعي وحينما استفاقت في اليوم التالي لتجد فستانها ممزقا واثار اعتداءات وحشية على جسدها
أمسك إسلام يدها وجذبها خلفه برفق الي ان دخل الي شقته ، بهدوء ومن ثم الي غرفته وجد فراش بدور فارغ …كما وجد عشاء فاخر في انتظارهم
إسلام مبتسما: ست الكل حضرلتنا العشا ، يلا عشان تاكلي
شمس: شكرا مش جعانة
إسلام: ولا أنا احنا اكلنا كتير اوي برة ،ذ احنا ننام أحسن
همست بخوف وهي تشير الي فراش بدور : هو أنا ينفع أنام هنا
هز إسلام رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة هاتفا برفق : طبعا ينفع ، ما تخافيش يا شمس ، أنا عمري ما هغصبك علي حاجة
ابتسمت بامتنان : أنا متشكرة أوي يا إسلام
إسلام مبتسما بسعادة: أنا اللي متشكر ، متشكر انك في حياتي يا شمس
ابتسمت بخجل فاكمل اسلام : أنا جبتلك يعني حاجات بسيطة كدة لحد ما ربنا يفرجها وهجبلك كل الي نفسك فيه ، هتلاقي الهدوم في الدولاب.. أنا هروح أغير في الحمام ، خدي راحتك
اخذ ملابسه وذهب إلى الحمام .وبدل ملابسه ، ثم عاد الي الغرفة ليجدها نائمة علي الفراش تتدثر بالغطاء حتي وجهها ذهب ناحيتها ورفع الغطاء عن وجهها مقبلا جبينها بحنان: تصبحي على جنة يا شمسي
نظرت له بحب وابتسمت بخجل: وأنت من أهلها
ذهب ناحية فراشه وتمدد عليه ينظر الي وجهها وهي نائمة حتي غلبه النوم … وصورتها مطبوعة أمام عينيه
في شقة خالد
تمدد على الفراش يهتف بألم: ااااه يا ضهري الواحد ضهره اتكسر من نومه الأرض
لينا بحزن: بس تصدق شمس هتوحشني اوي كنا بنفضل أنا وهي نتكلم كتير لحد ما ننام
خالد بضيق : أروح اناديهالك
هتفت بحماس: يا ريت
خالد ضاحكا: عشان إسلام يولع فيا أنا وانتي النهاردة فرحه يا أختي …صحيح فاكرة ليلة فرحنا
لينا: أنهي واحدة فيهم
خالد: التانية أكيد
لينا بضيق: لاء مش فاكرة ومش عايزة افتكر
خالد مستفهما : مالك اتضايقتي ليه
هتفت بضيق : يعني مش عارف كفاية انك طلقتني وكمان رايح تخطب واحدة تانية وكمان ضحكت عليا وقولتلي أنك هتتجوزها هي
همس بصوت منخفض: مسلسل النكد الحلقة الأولي
خالد: مش انتي الي طلبتي
هتفت بحدة: يا سلام وأنا رخيصة عندك اوي كدة ، أول ما اقولك طلقني تطلقني …طب طلقني يا خالد
رفع حاجبيه بدهشة: مالك يا لينا ، لا حول ولا قوة الا بالله ، في ايه يا بنتي
لينا بضيق: أنت شايفني مجنونة قدامك ، ما انت خلاص ما بقتش بتحبني
فغر فاهه بدهشة : مالك يا لوليتا أنتي اتجننتي وايه حكاية ما بتحبنيش دي ، اومال هحب مين يعني
لينا غاضبة: شوف أنت بقي
بسط راحة يده فوق جبينها يتحسس درجة حرارتها : مش سخنة الحمد لله
رمقته بضيق ثم اولته ظهرها تتمدد علي الفراش … ظل ينظر لها باستفهام من تحولها المفاجئ ، تذكر آخر مرة رآها في تلك الحالة عندما كانت تحمل في لوليتا لتتع عينيه بقلق
خالد: لينا ، لينا ملحقتيش تنامي قومي
جلست علي الفراش تهتف بضيق: نعم
خالد: انتي بتاخدي علاجك بانتظام
لينا: علاج ايه
خالد: بتاع منع الحمل
بلعت ريقها بتوتر فذلك الدواء قد نفذ من مدة ولم ترد إخباره حتي لا تحمله عبئا آخر فهي تعرف ذلك الدواء غالي للغاية هتفت سريعا: اه باخده
رفع حاجبه بشك: متأكدة
لينا بضيق: هو انت الي بتاخده ولا أنا ، ما قولت أه بخده
هتف بحدة: طب اتظبطي لاظبطك
نظرت له بحزن تلمع الدموع في عينيها لتتسطح علي الفراش توليه ظهرها ليتنهد بقلق يهتف في نفسه بخوف : استرها يا رب وما يطلعش اللي في بالي صح دي تبقي مصيبة
الفصل السابع عشر الجزء الثاني
في صباح اليوم التالي استقيظت مبكرا هي في الأساس لم تنم سوي بضع ساعات تشعر بقلق غير مبرر ذلك الخوف ينهش خلجات قلبها بعنف ………ودعت صغيرتها بعد أن أوصت رحمة عليها جيدا
جلست علي الاريكة في الصالة الصغيرة تنظر للفارغ بشرود هزت رأسها نفيا بعنف تحاول طرد كل الافكار السيئة من رأسها لتمسك هاتفها تتصل بوالدتها
فريدة بسعادة: لوليتا وحشتيني يا حبيبتي كل دا سفر للدرجة دي الغردقة حلوة اوي كدة
ابتسمت بقلق لترد سريعا : آه يا ماما كنا بنريح اعصابنا شوية من ضغط شغل خالد ….أنا بعتلك لوليتا لما عشان بابا قالي أنها وحشتك اوي
هتفت بسعادة ؛ آه في حضني أهي حبيبة تيتا دي كانت وحشاني بطريقة
ادمعت عينيها بقلق تهتف برجاء : ماما عشان خاطري خلي بالك منها
انقبض قلب فريدة قلقا : طبعا يا حبيبتي دي في عينيا….بس في ايه يا لينا مالك انتي كويسة يا حبيبتي
هتفت سريعا: ما فيش يا ماما اصلها اول مرة تبعد عني فقلقانة عليها
فريدة: ما تقلقيش يا ستي …دي اعز الولد وانا هشيلها جوا رموش عينيا …بس ما تتأخريش انتي بس عشان وحشتيني اوي
لينا : حاضر يا ماما….مع السلامة
فريدة: سلام يا حبيبتي
اغلقت الخط تتنهد بقلق ….اتجهت ناحية غرفة نومهما ……جلست جواره علي الفراش تنظر له بابتسامة حزينة قلقة مدت يدها تغوص في خصلات شعرها دنت برأسها تقبل جبينه لتجد تلك ابتسامة صغيرة ارتسمت علي شفتيه ….شهقت بصدمة؛ إنت صاحي
هتف بخبث وهو مازال يغلق عينيه: لا نايم كملي كملي
لكزته في صدره بضيق : طب قوم بقي ألبس عشان ما نتأخرش
ضحك بمرح ينتصف جالسا علي الفراش يبعثر شعره بنعاس يمط ذراعيه بكسل : هي الساعة كام
همست بابتسامة صغيرة: ثمانية ونص قوم يلا ألبس أنا جهزتلك الحمام وحضرتلك هدومك جوا
التقط كف يدها يقبله بامتنان : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي….ليكمل بمرح والجنونة ما تطلعش تاني
ابتسمت بقلق تفرك يديها بتوتر: بقولك يا خالد ممكن تتصل برشيد
قطب جبينه باستفهام: رشيد !!! ليه يعني
ابتسمت بارتباك : كنت عايزة اكلم شروق ومش معايا نمرتها
لم يزيده كلامها الا حيرة ليسألها مرة اخري : شروق ليه يعني
نفخت بضيق تهتف بحنق : هقولها حاجة يا خالد مش لازم كل حاجة يبقي ليها الف سؤال
اسودت عينيه من الغضب ليقبض علي مرفقها يهزها بعنف يهتف بحدة : نتظبط عشان ما اظبطكيش علي الصبح
نكست رأسها بحزن تهز رأسها ايجابا تتجمع الدموع في عينيها
ترك يدها يلتقط هاتفه يتصل برشيد وبعد الكثير من الترحيب….القي الهاتف أمامها علي الفراش يهتف ببرود : شروق علي الخط
خرج من الغرفة متجها للمرحاض تابعته بعينيها الي أن خرج لتلتقط الهاتف تهتف بلهفة: ايوة يا شروق
شروق بود : ايوة يا لينا كيفك يا حبيبتي
لينا : أنا كويسة ….شروق معلش أنا ليا عندك طلب
شروق : طبعا يا حبيبتي قولي
لينا: خلي بالك من لينا بنتي هي جيالكوا في السكة وحياة جاسر يا شروق خلي بالك منها
شروق سريعا: طبعا يا حبيبتي ما تقلقيش واصل بتك في عينيا
تنهدت بارتياح : متشكرة اوي يا شروق بجد مش عارفة اشكرك ازاي
شروق بود : ما تقوليش اكدة يا حبيبتي دا انتي زي اختي والله
بعد كثير من الشكر اغلقت الخط تزفر براحة خرجت من الغرفة بعدما بدلت ملابسها لتجده واقفا في صالة المنزل يرتدي بنطال اسود من خامة الجينز وقميص ازرق غامق
ابتسمت باتساع تهتف بإعجاب: ايه القمر دا متجوزة مز يا ناس
نظر لها بجانب عينيه ببرود يرفع حاجبه الأيسر بتهكم ……لتمط شفتيها بحزن اسبلت عينيها ببراءة كالطفلة الصغيرة ليضحك رغما عنه
اتجه ناحيتها يقرص وجنتها الصغيرة برفق : خلاص يا ستي مش زعلان
زمت شفتيها بضيق تشيح بوجهها بعيدا فها هي قد تذكرت موقف حدث منذ عدة أيام وآن الأوان حتي تبدأ وصلة النكد هتفت بضيق: اوعي بقي أنا اصلا اللي زعلانة منك
رفع حاجبيه بتعجب يهمس في نفسه : مجنونة والله مجنونة ….عقد ساعديه أمام صدره يهتف بتعجب : وزعلانة من ايه بقي إن شاء الله
اشهرت سبابتها أمام وجهه تهتف بضيق : مش نسيهالك أن الفلانتين عدي وما جبتليش حتي وردة
امسك اصبعها ينزله لأسفل يهتف بجد : نزلي دا بس أحسن اكسره …..وبعدين فلانتين ايه دا اللي بتتكلمي عنه ……..الفلانتين دا بتاع العيال التوتو اللي لمؤخذة بتسقط البناطيل وتمشي دباديب وتسشور شعرها احنا رجالة أوي لمؤاخدة بنجيب كحك في العيد الصغير وندبح في الكبير…..ويلا اخفي من وشي عشان هكلم الواد إسلام يجي ……يلااااا
فرت هاربة الي غرفتها ليعدل ياقة قميصه متمتا بفخر : الحمشنة حلوة ما فيش كلام
التقط هاتفه يطلب رقم إسلام رن الهاتف بعض الوقت قبل ان يجيب إسلام
خالد ضاحكا: معلش يا عريس صحيتك
إسلام بصوت ناعس : ولا يهمك يا باشا ، خير يا باشا
خالد: معلش تعالالي خمس دقايق عايز اقولك كام حاجة قبل ما أسافر
إسلام: حاضر يا باشا ، ثواني وهبقي قدام حضرتك
دقيقتان ودق إسلام باب المنزل ، فذهب خالد وفتح الباب
خالد: صباح الخير يا إسلام
اسلام: صباح الفل يا باشا
خالد: معلش ازعجتك ، بس أنا مسافر كام يوم ، اعطاه مفاتيح الورشة والشقة
خالد: دا مفتاح الورشة افتح واشتغل والي يطلع منها حلال عليك ، ودا مفتاح الشقة اقعد فيها أنت وشمس علي ما أجي
ابتسم باحراج: أنا متشكر أوي يا باشا أنا لو ليا أخ مش هيعمل معايا كدة
ربط علي كتفه بحزم: بس ياض بطل عبط ويلا أرجع لعروستك معلش خدناك منها
إسلام: ولا يهمك يا باشا عن اذنك
عاد إسلام لشقته فنادي خالد علي لينا : لوليتا يلا يا حبيبتي عشان منتأخرش
خرجت من غرفتها واتجهت ناحية الحقيبة لتحملها
ليتنهد بضيق: الهانم بتعمل ايه
هتفت بتلقائية: هشيل الشنطة
خالد: دا علي اساس انك متجوزة سوسن
ضحكت رغما عنها: خلاص….خلاص انا اسفة يا سوسن قصدي يا خالد
زمجر بتوعد : بقي كدة طب تعالي بقي
صرخت بفزع وبدل من ان تركض بعيدا ركضت ناحيته تختبئ في صدره تلف ذراعيها حول خصره تهتف بدلال : الحق يا بابا خالد عايز يضربني
ضحك عاليا يشدد من احتضانها : بتثبتيني انتي كدة … يلا يا عسل عشان متأخرين ولسه المشوار طويل
لينا: صحيح احنا هنروح ازاي
خالد: يلا ننزل وهشرحلك في السكة
نزلا الي اسفل ، فشبكت لينا يدها في يده
لينا: ها يا سيدي هنروح ازاي
خالد: بصي يا ستي …..هنركب ميكروباص لحد المترو ، وبعدين هنركب المترو وبعدين هنركب اتوبيس كبير لحد أسيوط … مشوار طويل ومتعب … ليتنهد بقلق : يا ريتك روحتي مع باباكي
ربطت علي يده تبتسم بحنان: طب ما انا رايحة مع بابا أهو
ابتسم بسعادة ….فهي تعرف جيدا كيف تثلج صدره بكلماتها الحانية : آه منك يا اوزعة….. ربنا يخليكي ليا يا احلي ضحكة في عمري
وصلا الي موقف للميكروبصات ليسأل عن السيارة التي ستذهب الي المترو دله أحدهم عليها فذهب مع لينا وركب في تلك السيارة علي كرسيين متجاورين
خالد مبتسما: أول مرة تركبي ميكروباص صح
هزت رأسها ايجابا تنظر حولها باستغراب كأنها فقط طفلة صغيرة: بصراحة آه ، شكله غريب شوية
ظلت السيارة واقفة لمدة طويلة بدون حركة
لتهتف بضيق: هو مش بيتحرك ليه
خالد: الميكروبصات ما بتتحركش قبل ما تحمل العدد كامل
لينا: والاتوبيسات كدة بردوا
خالد: لا يا حبيبتي ، الأتوبيسات بتتحرك بمواعيد
همست بقلق : يعني كدة ممكن يمشي وما نلحقوش
خالد: لاء ما تقلقيش احنا نازلين بدري وأن شاء الله هنلحقه
واخيرا اكتمل العدد وصعد السائق ، وكعادة سائق الميكروباص في قام بتشغيل اغاني شعبية ( مهرجنات ) بصوت عالي جدا
لينطلق بسرعة كبيرة
قبضت علي كف يده بخوف: هو بيسوق بسرعة ليه كدة
خالد مبتسما: حبيبتي ما يبقاش قلبك خفيف كدة ، دا كدة ماشي براحة عشان الشارع زحمة ، عارفة لو فاضي كنتي هتحسي انك بتطيري
لينا بضيق: والصوت دا مزعج أوي هو ليه معلي الصوت اوي كدة
خالد: زي ما تقولي كدة دا تقليد أساسي عند سواقين الميكروباصات…. لازم يشغلوا أغاني بصوت عالي جدا زي ما انتي سامعة دلوقتي
دق احدهم علي كتفه واعطاه عشرين جنية
الشخص : اربعة من عشرين
اخذ خالد النقود من الرجل ثم اخرج عشر جنيهات من جيبه واعطاها للرجل …ودق علي كتف الرجل الذي امامه
خالد: ستة من عشرين
فأعطاه…. الرجل خمسة جنيهات
نظرت له لينا ببلاهة لا تعي ما يحدث وخاصة عندما بدأت النقود تمطر من الخلف
اتنين من عشرة ، واحد من خمسة ، ثلاثة من عشرين
اخذ خالد منهم النقود ثم يقوم بجمعها وتفوقيها ويعطي منهم الباقي من النقود التي معه ، ثم يعطيهم للراجل الذي امامه فيعطيه باقي النقود…ابتسم رغما عنه حينما وجدها تنظر له وكأنه يفعل شيئا خارقا : بتبصيلي كدة ليه
هتفت ببلاهة : مش فاهمة حاجة أنت عرفت تحسب الحاجة دي ازاي .. وبعدين صحيح أنت ركبت البتاع دا قبل كدة
خالد: آه طبعا كتير …أيام ثانوي والكلية ، لحد ما اشتريت عربية
لينا: امممممم ، بس انا بردوا مش فاهمة حاجة يعني ايه 15 من 14
خالد ضاحكا : ايه 15 من 14 سمعتيها ازاي
لينا: ما هما اللي بيقولوا حاجات غريبة
خالد: أول وآخر مرة اركبك ميكروباص
لينا: ليه دا لطيف خالص ، بس الجو حر ومش عارفة افتح الشباك
فتح لها خالد فتحة صغيرة من الشباك ، فبدأ التراب في الشارع يدخل الي السيارة وخصوصا مع سرعتها الكبيرة
فبدأت لينا تسعل منه : اقفله ، اقفله
اغلق خالد الشباك سريعا يهتف بلهفة: انتي كويسة
استطاعت بصعوبة ان تسيطر على نوبة السعالهتفت بصوت لاهث : الحمد لله
التفت الفتاة التي كانت جالسة على الكرسي الامامي للينا
الفتاة : قوليلي لو سمحتي هي اللينسز الي في عنيكي دي جيباها منين
كتم خالد ضحكته… بينما نظرت لها لينا بذهول
لينا: لاء حضرتك دي عنيا مش لينزز
الفتاة : مستحيل طبعا …..ازاي يعني عينيكي ….أنا كل اللي عايزاه اسم المحل
هتفت بضيق: والله دي عنيا فعلا
الفتاة: هي انتي مصرية
لينا: آه حضرتك مصرية
الفتاة: تبقي مش عنيكي قوليلي بس اسم المحل اصل انا متقدملي عريس بكرة وعيزاه ينبهر بيا
لينا: والله حضرتك هو المفروض ينبهر بشخصيتك واخلاقك مش بعنيكي …..وآخر مرة هقولها لحضرتك والله دي عنيا
خالد بصوت عالي : علي جنب يا أسطى
ثم نظر للينا ، يلا عشان هننزل
هزت رأسها ايجابا ، اوقف السائق السيارة علي جنب الطريق ، فنزل منها خالد وساعد لينا علي النزول ، وما ان نزلا حتي انفجر خالد في الضحك
لينا بضيق: بتضحك حضرتك
خالد ضاحكا: ما شوفتيش نفسك وانتي متعصبة وخدودك حمرا وعماله تحلفي انها عنيكي وبردوا البت مش مصدقة
لوت شفتيها بضيق: دي كان ناقص تقولي اخلعيها عشان اصدق انها عنيكي….. خالد هو انا لون عنيا حلو أوي كدة
ابتسم بعشق: اومال أنا أسير عينيكي ازاي
توردت وجنتيها تهمس بخجل : هنروح فين دلوقتي
اشار خالد الي محطة مترو الأنفاق
خالد: هنركب المترو……طبعا دي اول مرة تركبيه
هزت لينا رأسها إيجابا
خالد ضاحكا: دا انتي هتشوفي العجب
دخلا الي محطة مترو الأنفاق وقطع خالد التذاكر وذهب ناحية ذلك القطار
خالد: بصي يا حبيبتي ، انتي هتركبي عربية السيدات
لينا: وأنت هتركب عربية الرجالة
خالد ضاحكا: هو الحقيقة ما فيش حاجة اسمها عربية رجالة ، العربيات التانية بتبقي مشتركة بين الرجالة والستات
لينا: طب ليه ما فيش عربيات للرجالة
هتف بأسي: احنا ضايع حقنا في البلد دي والله يلا المترو وصل
همست بقلق: خالد انا خايفة اركب لوحدي
هتف بحزم: لوليتا بلاش دلع ….صحيح احنا هننزل محطة …….. ، لما المحطة تيجي هتلاقي ناس كتير واقفة علي الباب …. اقفي معاهم وانزلي في المحطة
وصل القطار وقف خالد مع لينا امام كبينة السيدات…. وعندما انفتح الباب جحظت عينيها بصدمة وخوف عندما رأت تلك العربة المزدحمة
قبضت علي كف يده تهمس بخوف: خالد انا هركب هنالوحدي
نظر لها يتنهد بقلق فهو ايضا قلق من فكرة تركها بمفردها: تعالي هتركبي معايا وامري لله
وقف امام احدي العربات المشتركة لم تكن مزدحمة كعربة السيدات …..ولكن لم تكن بها أماكن فارغة ، امسك خالد يدها واوقفها عند الباب المغلق ووقف امامها مباشرة حتي يغطي جسدها الصغير بجسده
همست بضيق: خالد ابعد شوية
همس من بين أسنانه بحدة: هششش …ولا كلمة لحد ما ننزل ، مش عايز اسمع غير حاضر وبس
هتفت بصوت خفيض: حاضر
نزل احد الركاب فاصبح هناك مكانه فارغا فنادي أحد الركاب الجالسين علي خالد
الراكب : يا أستاذ في مكان فاضي اهو للأنسة
نظر ناحية المكان الفارغ ….فوجده بين رجلين
خالد: متشكر حضرتك اتفضل أنت
همست بصيق ليه يا خالد ، رجلي وجعتني من الوقفة
نظر لها نظرة حادة اخرستها
ظلت صامتة تنظر له باستفهام لا تفهم سبب ضيقه ولكنها لاحظت ان نظراته حادة غاضبة
بعد مدة قصيرة فرغ مكانين متجاورين فجلس خالد واجلس لينا بجانبه حتي اصبح مسند الكرسي الحديدي بأحد جانبيها وهو بالجانب الآخر
كانت تنظر حولها باستغراب كالطفلة التي تري مكان جديد لأول مرةلتسمعه يهمس بحدة: وشك في الأرض
هزت رأسها ايجابا سريعا….ظلت تنظر ارضا بضيق طفولي الي ان نزل المترو تحت الارض في الظلام فشهقت بخوف ليضغط علي يدها يهتف بحدة: صوتك ما يطلعش
لينا بصوت منخفض: أنا آسفة، انا بس اتخضيت
بدأت حركة المترو تزيد وألم بطنها تزيد بحدة فقبضت علي يده بألم …. واغمضت عينيها من قوة الألم ، عندما حاولت ان تضع يدها على معدتها ، جذب يدها بعنف وابقاها بجانبها لتهمس بألم: أنا آسفة
واخيرا انتهت وصلة العذاب ، ووصل القطار الي المحطة
خالد: يلا عشان ننزل
لينا بصوت منخفض: حاضر
نزلا من المترو ، فامسك خالد يدها وخرجا من المحطة بأكملها
خالد: ساكتة ليه
نظرت له لينا بضيق لتشيح بوجهها بعيدا
خالد مبتسما: اممممم ، دا انتي زعلانة بقي
لينا بضيق: ليه انت عملت حاجة تزعل
خالد مبتسما: لينا حبيبتي انا راجل شرقي واحنا في المترو ، عارفة يعني مترو يعني الف عين هتبصلك لو عملتي ولو حركة صغيرة وانتي عارفة انا ما بحبش حد يشوف الماستي
لينا: بردوا زعلانة منك
ابتسم بثقة : ما بتعرفيش اصلا تزعلي مني
لينا مبتسمة: اعمل ايه يعني بحبك ، وما اقدرش أزعل منك
هتف برفق: وأنا بموت فيكي ، تعالي يلا اجبلك أكل عشان انتي لسه ما فطرتيش
وقف امام محل ( سوبر ماركت) واشتري بعض المأكولات السريعة والشيبسي والعصير
ثم ذهبا الي الأتوبيس ……ركبا علي كرسيين متجاورين
خالد: عشر دقايق والاتوبيس هيطلع
لينا: هي المسافة بتاخد وقت اد ايه
خالد: اممم 3 ساعات ، او 3 ونص
لينا: كتير اوي
خالد مبتسما: كلي ونامي لحد ما نوصل وانا هصحيكي
اعطاها بعض الطعام فبدأت تأكل الي ان انتهت ، فأعطاها علبة عصير
لينا: لاء خلاص شبعت
خالد: لوليتا مش عايز دلع ، اشربي العصير عشان ما تدوخيش
لينا بضيق: حاضر
شربت العصير لتغمض عينيها ومن تعب الطريق والألم الحاد الذي عاد يغزو معدتها سقطت في بئر النوم بعض دقائق لتستيقظ سريعا حينما سمعت صوته يصرخ : عينيك يا ابن ال……
فتحت عينيها سريعا لتجده يمسك احد الرجال من تلابيب ملابسه يضربه دون توقف ….صرخت بفزع كادت أن تقم حينما سمعته يصرخ كعادته : اترزعي مكانك
بعد مدة طويلة نوعا ما استطاع بعض الركاب أن يخلصا ذلك الرجل من يده ….وعرفت هي من احدي السيدات أن ذلك الرجل كان ينظر لها بطريقة وقحة وهي نائمة …عاد يجلس بجانبها جذب رأسها يخبئها داخل صدره لتشد علي قميصه تحتمي به ….جحظت عينيها بذهول حينما سمعته يهتف بجد : انا هجبلك نقاب
ابعدت رأسها عن صدره : ليه
خالد: من غير ليه الي اقوله يتنفذ ، وإلا انسي انك هتخرجي من باب البيت تاني
تجمعت الدموع في عينيها تهمس بخوف: انا ذنبي ايه
زمجر بحدة: ذنبك انك جميلة جدا ، في زمن انعدم فيه الاخلاق
هتفت بنحيب: مش هلبس النقاب يا خالد
خالد غاضبا: هتلبسيه يا لينا …. يا إما مش هخليكي تشوفي حتي ابوكي
ابتعدت تحتمي في كرسيها بعيدا عنه
لينا باكية: انت ليه بتعمل كدة ، ليه بقيت قاسي عليا كدة
هتف غاضبا: انتي مش شايفة الي بيحصل كل مرة بنخرج انا وأنتي
لينا باكية؛ ودا ذنبي
خالد غاضبا: ولا ذنبي أن ألف عين تجرح في جسمك ، تجرح في شرفي انتي فاهمة
لينا باكية: لاء مش فاهمة ومش عايزة اتكلم معاك تاني
التوي جانب فمه بابتسامة واثقة: هترجعي بليل لحضني تاني انتي ما تقدريش تعيشي من غيري
اغمضت عينيها تصطنع النوم لتنهي ذلك النقاش المؤلم لتهرب تلك الدموع العالقة بعينيها نظر لها بحزن ليهتف في نفسه بأسي: هو ايه الي بيحصل انا بقيت بقسي عليها ليه كدة ، ليه بقيت انا السبب في دموعها دي لوليتا بنتي الي ما كنتش بتسكت عن العياط غير في حضني دلوقتي انا الي بعيطها
لاحظ انها ترتجف وهي نائمة ففتح حقيبته
واخرج منها سترة جلدية سوداء اللون يدثرها بها بدأ يمسد علي شعرها عندما لاحظ ان بعض الهمهات الغير مفهومة تخرج منها ، ولكن سرعان ما فهمها لينغرز خنجر مسموم داخل قلبه، فهي كانت تقول
( خالد ، خالد ، ياسمين خدت عروستي ، ليه يا خالد كسرتها دي عروستي …لتبدأ في البكاء وهي نائمة شخصت عينيه بصدمة يتذكر ذلك اليوم جيدا عندما اخذت ياسمين عروسة لينا المفضلة وكسرتها وحتي لا تحزن ظل يجوب المحلات لأكثر من خمس ساعات حتي وجد عروسة مشابها لها ، يقسم انه لم يكسرها ، يبدو ان قسوته حولت احلامها السعيدة الي كوابيس
همست بصوت مرتجف : برررردانة برررردانة
بسط راحة يده على جبهتها خشية ان تكون حرارتها مرتفعة ولكنه وجد جسدها بارد للغاية
خالد بقلق : لينا ، لينا حبيبتي انتي كويسة
ازدادت ارتجافة جسدها بشكل مخيف ليقم سريعا من مكانه متجها ناحية الأريكة الكبيرة في نهاية الاتوبيس يتحدث مع بعض الركاب
ليعود اليها بعد قليل حملها بين ذراعيه متجها بها الي تلك الاريكة يجلس مكان ذلك الركبين الذي بدل معهما الامكان اجلسها بالداخل ليجلس بجانبها يخبئ جسدها في صدره يشدد علي عناقهات يربط علي شعرها : انا آسف يا حبيبتي ، آخر مرة هعاملك بالطريقة دي
فتحت عينيها الباكية تهمس بخوف: مش هتخوفني منك تاني
خالد بحنان وهو يمسح دموع عينيها: اموت نفسي تحت رجليكي قبل ما أعمل كدة
لينا: بعد الشر عليك
قبل جبينها يضمها لصدرها مرة اخري
خالد: بحبك
ابتسمت بخجل: وأنا كمان
واخيرا وصل الاتوبيس الي أسيوط ونزلا منه
خالد مبتسما: اخيرا وصلنا
كان قد بلغ منها التعب مبلغه ابتسمت بشخوب تسأله: احنا هنركب حاجة تاني
خالد: تعبتي
لينا: اوي ، عايزة انام
عقد جبينه بشك ؛ مش ملاحظة انك بقيتي اليومين دول بتنامي كتير
رفعت كتفيها بلامبلاة: عادي ….أغمضت عينيها حينما غزت انفها تلك الرائحة الشهية: خالد انت مش شامم ريحة مانجة
خالد بدهشة: مانجا ، لينا انتي بتتوحمي ولا ايه
لينا: لاء طبعا
وضعت لينا يدها على معدتها واغمضت عينيها بألم
خالد بلهفة: مالك يا لينا
لينا: ما فيش بطني بتوجعني شوية
خالد: لينا احنا لازم نروح تكشفي
لينا : طب نستريح شوية يا خالد بجد تعبت
خالد: ماشي
شعرت فجاءة بأن هناك شئ دافئ يتحرك علي قدميها…لتهتف بفزع : الحقني يا خالد انا بنزف !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى