روايات

رواية أسير عينيها الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها الجزء التاسع والخمسون

رواية أسير عينيها البارت التاسع والخمسون

جنون عاشق (أسير عينيها 2)
جنون عاشق (أسير عينيها 2)

رواية أسير عينيها الحلقة التاسعة والخمسون

وقفت سعاد امامه تنظر له بغضب تهتف بضيق : كل قوي في الاقوي منه
تركته وخرجت صافعة الباب خلفها ليوجهه هو نظره الي رحمة عينيه متسعتين بدهشة
لتضحك رحمة رغما عنها تهتف من بين ضحكاتها معلش يا ابني اصل بتحب مراتك وبتعتبرها زي بنتها….. يعني ممكن تعتبرها حماتك التانية
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه صغيرته دائما تحظي بحب الجميع يكفي قلبها البرئ سجيتها النقية ….اتجه ناحية المطبخ ليكمل
إعداد الغداء وضعه على الطاولة ليدخل الي غرفتها….. قطب جبينه بقلق حينما وجدها تبدل الملابس للصغيرة بيد واحدة ….هتف فجاءة بقلق : هي ايديكي التانية وجعاكي اوي كدة
شهقت بخوف : هااااااا…..حرام عليك يا خالد خضتني
هتف بحدة: ردي عليا ايديكي التانية وجعاكي اوي كدة
هزت رأسها نفيا بابتسامة شاحبة: لاء يا حبيبي هي بس شادة عليا شوية …. تعالا لو سمحت غير للوليتا معايا
تقدم منها يأخذ الصغيرة بدل يبدل لها ملابسها برفق حملها علي ذراعه ليأخذ لينا متجهين الي طاولة الطعام
خالد مبتسما: ها يا ستي دوقي وقوليلي ايه رأيك
امسكت المعلقة تأكل القليل لتتسع ابتسامتها : تحفة بجد
ابتسم بفخر كأنه صنع انجازا عظيما : الحمد لله انه عجبك
نظرت رحمة لهم بسعادة تهتف في نفسها برجاء: ربنا يهدي سركوا يا رب
انتهيا من تناول الطعام فوضعت رحمة الاطباق في حوض الغسيل
وفي المساء صعد إسلام وأعطي لخالد مفاتيح الورشة
________________________
في صباح اليوم التالي
بدأ يستيقظ علي صوت آنات منخفضة وصوت بكاء ضعيف
قاوم شعوره بالنوم فتح عينيه بصعوبة ينظر حوله باستفهام
ليجد أن الصوت قادما من جانبه نظر ناحيتها
ليجد الدموع تغرق وجهها تقبض بيدها علي ذراعها الاخر
انتفض بفزع يوقظها بلهفة : لينا…..لينا ، اصحي يا لينا ، لينا مالك يا حبيبتي
فتحت عينيها الملتهبة من البكاء تحدثت بصوت مختنق مبحوح من شدة البكاء : دراعي بيوجعني أوي
هتف سريعا: طب قومي يلا هنروح للمستشفى ولا للدكتور
اسندها الي ان جلست علي الفراش احضر لها احد فساتينها يلبساه اياه فوق ملابسها لف حجابها بعشوائية يتحرك بجنون وهز يصيح بحدة : رحمة يا دادة …..يا رحمة
دخلت تهرول بلهفة : خير يا ابني
خالد: بسرعة لبسي لوليتا والبسي هنروح المستشفي
رحمة بلهفة : ليه في ايه مالك يا بنتي
هتف بحدة من خوفه: انتي لسه هترغي يلا
رحمة : حاضر ،حاضر
اخذت رحمة الصغيرة تبدل لها ملابسها ، بينما ذهب خالد يبدل ملابسه سريعا
خالد: يلا يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا …..امسك يدها جذبها برفق حتي وقفت ليحاوط جسدها بذراعه يسند رأسها علي صدره يتحرك بها بلهفة …خرج من الغرفة يهتف سريعا: خلصتي يا دادة
خرجت رحمة تحمل الصغيرة
رحمة: ايوة يا ابني خلاص
خالد: طب يلا بينا
فتحا باب الشقة ليجدا إسلام كاد أن يدق الباب
هتف بقلق ما أن رآها : خالد باشا ….مالها كفا الله الشر
دس يده في جيبه يخرج ميدالية المفاتيح يهتف سريعا : مش وقته خالص….خد افتح واشتغل علي ما اجي
قاطعهم صوت سعاد وهي تفتح الباب تهتف سريعا : واد يا اسلام ما تنساش ….بترت جملتها حينما رأت لينا في تلك الحالة لتلطم بيدها علي صدرها شاهقة بخوف : يالهوي مالك يا بنتي …..نظرت ناحية خالد تصيح بحدة : أنت عملت ايه في البت
تجاهلها ليتحرك معها لينزل همس برفق : يلا يا حبيبتي
سمع صوت سعاد تهتف من خلفه سريعا : يلا فين أنا جاية معاكوا ….بت يا بدور ناوليني العباية السمرا من جوا
دخلت سعاد سريعا وارتدت عباءة السوق السوداء ولفت طرحتها بإهمال ثم لحقتهم سريعا
فتح الباب الخلفي اجلسها ليجلس بجانبه ليجد من يدفعه بعنف يهتف بحدة : اوعي يا بابا من طريقي
نظر لها شرزا يتوعد لاسلام بداخله ليتجه يركب جوار السائق بينما جلست سعاد بين لينا ورحمة التي تحمل الصغيرة
رآهم ذلك الرجل اللذي كان يجلس في قهوة رشدي ليخرج هاتفه سريعا
الرجل : ايوة يا باشا ، خالد باشا نزل ومعاه لينا هانم ، والهانم كان شكلها معيط
جاسم بحدة : كنت فين كل دا يا زفت
الرجل : يا باشا انا طلع عيني علي ما عرفت العنوان بتاعهم
جاسم غاضبا: طب أطلع وراهم واعرفلي هما راحوا فين وتبلغني علي طول
الرجل : حاضر يا باشا
اوقف ذلك الرجل سيارة أجرة وأخبر السائق أن ينطلق خلف تلك السيارة
في سيارة الاجرة
احتضنت سعاد لينا تربت علي ظهرها بحنان
سعاد: بس يا قلب أمك بس يا حبيبتي…..لتنظر ناحية خالد بضيق تهتف برجاء … منه لله الي كان السبب
لتوجه كلامها للسائق …. اطلع يا اسطي علي مستوصف ………
انطلق السائق الي حيث وجهتهم بعد قليل وقف امام مستشفي صغيرة ، قديمة
سعاد: ايوة هنا اقف يا اسطي
نزل خالد وحاسب السائق لينزل البقية من بعده ذهب ناحية لينا ليسندها فوجد سعاد تدفعه بحدة تهتف بضيق : اوعي يا اخويا
اخذ نفسا عميقا يهتف في نفسه بغيظ: اهدي أهدي اهدي ، ست كبيرة قد والدتك معقول هتمد ايدك علي ست كبيرة
دخلوا جميعا الي تلك المستشفي فاوقفت سعاد احدي الممرضات
سعاد: والنبي يا اختي …..كشف العضم فين أحسن يا حبة عيني البت دراعها ورام خالص …لتنظر ناحية خالد شرزا مرة اخري .. منه لله الي كان السبب
خالد في نفسه: ماشي يا اسلام والله لطلع عليك الي امك بتعمله فيا
الممرضة : الف سلامة يا حجة ….هتلاقيها عندك تالت اوضة علي اليمين
سعاد: توشكري يا اختي
وصلوا الي الغرفة ليحجز كشفين واحد للينا وواحد لرحمة
جلسوا على تلك الكراسي القديمة امام حجرة الكشف وسعاد مازالت محتضنة لينا التي تبكي من الألم
خرجت احدي الممرضات من الغرفة
الممرضة : يلا الكشف اللي بعده
ابتسم باصفرار : يا ريت حضرتك تخليكي وانا هدخل معاها
مصت شفتيها بضيق: لا اخويا انا مش هسيب بنتي خليك أنت لو عايز
اسنتدت لينا ودخلت الي الغرفة ليدخل
فوجد طبيب شاب يبدو في منتصف العشرينات رآه يقترب منها حتي يفحص ذراعها فزمجر بغضب: عارف لو لمست ايدها هقطع ايدك
نظر له الطبيب بذهول يبلع لعابه بخوف من صوته الغاضب ….ليهتف بضيق : أنت ازاي تكلمني بالطريقة دي انت مجنون
ابتسم بشر : لو عايز تشوف الجنان اللي علي أصوله قرب ناحيتها ….نظر للممرضة يهتف بحدة : انا عايزة دكتورة ست
الممرضة : ما فيش هنا غير دكتور حاتم
هتف بحدة: مش شغلي تغطسي تحت سابع ارض وتجبيلي دكتورة ست
حاتم بضيق : انت بتتنك علي ايه يا بتاع انت تبقي مين أنت عشان تتكلم معانا كدة
اخرج خالد محفظته واخرج منه شئ ليضعه علي المكتب امام حاتم
التقط الطبيب الكارت لتجحظ عينيه بخوف بلغ ريقه بخوف : العقيد خالد السويسي ….. أنا آسف جدا جدا يا افندم
خالد غاضبا: خمس دقايق والاقي دكتورة ست قدامي فهمين
حاتم سريعا : حاضر يا افندم حاضر
وجه كلامه للمرضة بسرعة شوفي دكتورة سناء جت ولا لسه
الممرضة سريعا: حاضر يا دكتور
خرجت تهرول من الغرفة
نظر خالد لحاتم يهتف ببرود ؛ اطلع برة
حاتم : حااضر يا افندم
خرج الطبيب من الغرفة مسرعا
تقدم من فراشها الطبي جثي علي ركبتيه بحانبها يلتقط كف يدها السليم يقبل باطنه بحنان : أنا آسف ….انتي عارفة اني بحبك اوي وما كنتش اقصد آذيكي
ابتسمت ابتسامة شاحبة لتهتف بضعف : عارفة يا حبيبي انا كمان بحبك اوي
مالت سعاد علي اذن رحمة تمص شفتيها بضيق : مسم ، شايفة يا اختي الواد وجبروته عرف يأكل بعقل البت الغلبانة حلاوة
همست رحمة بصوت خفيض: صدقيني لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد يحب لينا ولا يخاف عليها قد خالد باشا
لوت سعاد شفتيها بتهكم: اه وماله يا اختي بأمارة ما هو مورم دراعها من الضرب
التفتوا جميعا ناحية الباب حينما دخلت تلك الطبيبة …تهتف بابتسامة ودودة : السلام عليكم
رد الجميع: وعليكم السلام
كاد أن يتكلم ولكن سبقته سعاد كالعادةتهتف بلهفة: والنبي يا دكتورة تشوفي البنية أحسن يا حبة عيني دراعها وارم خالص
لتنظر ناحية خالد بضيق للمرة الثالة تمص شفتيها بتهكم لله الي كان السبب
هتف بسخرية: في اتنين واقفين برة لسه ما قولتهمش منه لله الي كان السبب
اقتربت سناء من لينا وبدأت بفحص ذراعها …اجرت أشعة علي ذراعها
نظرت للأشعة تهتف بجد : التواء بس شديد شوية ….الحمد لله انها جت علي اد كدة لو الضغط كان زاد شوية كمان كان حصل كسر حاليا لازم ما تحركش دراعها خالص لمدة أسبوع وبعد كدة لو هتحركه تبقي حركة خفيفة خالص …. وأنا هكتبلها مسكنات ومضاد حيوي واشوفها تاني بعد أسبوع
ما أن أنهت الطبيبة كلامها وجدوا باب الغرفة ينفتح بعنف ليدخل ذلك الرجل سريعا
هتفت بصدمة : بابا
أسرع جاسم يعانق ابنته بشوق لتتململ بين ذراعيه بألم: دراعي يا بابا
ابتعد عنها سريعا ينظر لها بقلق: ماله دراعك يا حبيبتي ، ايه الي حصل
ابتسما بارتباك: ابدا يا بابا دا انا اتخبطت في الباب
جاسم بحدة: بقي دي خبطة باب بتكذبي عليا يا لينا ، انطقي ايه الي حصل
كاد أن يرد ولكن كالعادة سبقته سعاد تهتف بضيق : اسأل جوز بنتك ….. الي كان مخلي صريخها واصل لآخر الشارع
احمرت عيني جاسم بغضب ليهب ناحية خالد يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه بغضب : عملت ايه في بنتي يا حيوان
هبت من علي الفراش تهرول ناحيتهم تهتف بلهفة: بابا صدقني خالد مالوش دعوة اسمعني بس ، أرجوك عشان خاطري ابعد عنه
ابتعد جاسم عنه يرمقه بغضب
ليتوجه ناحيه لينا يحملها بين ذراعيه متجها الي باب الغرفة
ليستوقفه خالد هاتفا بحدة : أنت واخدها ورايح علي فين
نظر له بازدراء يهتف بتهكم : هوديها مستشفي عدلة بدل المستشفى الزبالة اللي انت جايبها فيها دي
وبدون كلمة اخري اخذها وغادر …..كانت تنظر له برجاء الا يتركها ليشيح بوجهه بعيدا حتي لا تري نظرة الانكسار التي كست عينيه
نظرت ناحية والدها تهتف برجاء : بابا ….
قاطعها يهتف بحدة : ولا كلمة يا بنت ، انا وافقت علي كل الجنان الي بتعمليه ، لكن ما توصلش لدرجة انه يضربك ، وكمان جايبك مستشفي معفنة
وضعها في سيارته ليستقل كرسي القيادة منطلقا الي احدي المستشفيات الكبري
في المستوصف
خالد: يلا يا رحمة ….خلي الدكتورة تكشف علي رجلك عشان نمشي
رحمة: مافيش داعي يا ابني……….
قاطعها هاتفا بحدة: انا قولت يلا
فزعت الصغيرة من صوت والدها الغاضب فأخذها من رحمة متجها للخارج: هستناكوا برة علي ما تخلصوا
تركهم وخرج من الغرفة جلس علي احد الكراسي وأجلس صغيرته علي قدمه يكلمها بشرود
خالد: تفتكري ماما هترجع تاني انا عارف اني اذيتها جامد اوى بس غصب عني يا لوليتا والله
انا ما بعرفش اسيطر علي نفسي
ظل يتحدث مع صغيرته الي ان خرجت رحمة وسعاد من الغرفة
سعاد: احنا هنروح نجيب الدوا من صيدلية المستشفي ، وقفلنا انت تاكسي
هز رأسه إيجابا ليتركهم ويخرج من المستشفي
في سيارة جاسم
هتفت بضيق بابا انا عايزة أرجع لخالد
زفر بحدة: بردوا عايزاه بعد الي عملوا فيكي دا كان هيكسر دراعك
ردت بتلقائية: انا السبب انا الي غلطت وهو اتعصب وأنت عارفه لما بيتعصب
هتف بذهول: وايه الي جابرك علي كدة
لينا: عشان بحبه
صرخ بغضب: يا ادي بحبه يبهدل ويمرمط فيكي وبردوا بحبه هو ساحرلك
اشاحت بوجهها بعيدا ناحية النافذة تهتف بعند: ماليش دعوة انا عايزة أرجع لخالد ولوليتا
تنهد بيأس: ماشي يا لينا نروح لدكتور الأول وبعدين ارجعك ليهم
أوقف السيارة امام احدي المستشفيات الكبري نزل منها وانزل لينا برفق ما ان دخلا وجدت طاقم طبي كامل في انتظارها كان قد تعاقد جاسم معه لعمل فحص شامل للينا
كم رغبت وجوده في تلك اللحظات حتي تقبض على يده …. حتي تسمعه وهو يصيح بغضب في الاطباء طالبا كعادته بطبيبة لا طبيب قضوا حوالي ثلاث ساعات بين الفحص والاشاعات
دخل جاسم مكتب كبير الأطباء المسؤول عن الحالة
جاسم بقلق : ها يا مختار طمني حالتها عاملة ايه
خلع ذلك الطبيب ذو الخامسة والخمسون عاما نظارته الطبية يهتق بهدوء: بصراحة يا جاسم الحالة مش مطمئنة ابدا التقرير بيقول ان عندها التواء في دراعها دا أمره بسيط وعلاجه سهل لكن الصعب ان لينا عندها حالة ضعف شامل
جسمها ما بيستفدش من الاكل اصلا والفيتامينات بتعمل معها مفعول بسيط لازم تاخد بالك لازم تغذية كويسة وانا هكتبلها فيتامينات اقوي من الي بتاخدها بس لازم تاخدها بانتظام
جاسم بحزن: ماشي يا مختار ، عن اذنك
مختار: اتفضل وما تنساش يا جاسم الحمل غلط عليها جدا الفترة دي ممكن بعد الشر يموتها
هز جاسم رأسه إيجابا بحزن ليخرج من الغرفة متجها إليها
لينا بضيق: بابا انا عايزة امشي
جاسم بحزم : لينا انتي هترجعي معايا الفيلا
لينا سريعا: لا يا بابا عشان خاطري بلاش انا مقدرش اعيش بعيد عن خالد ولوليتا
جاسم غاضبا: انسي خالد بقي شوية وفكري في نفسك وفي صحتك الي بتروح
لينا بعند : بابا انا كويسة وهمشي من هنا وهرجع لخالد تاني ، عشان خاطري يا بابا
مسد علي حجابها بحنان: يا لينا يا حبيبتي انتي تعبانة وجسمك ضعيف مش هتقدري علي العيشة الي انتي عايشة فيها دي
امسكت يده تهتف برجاء : عشان خاطري يا بابا أنا ما اقدرش اعيش من غير خالد
جز علي اسنانه بغيظ زفر بضيق يهتف بهدوء : حبيبتي جسمك ضعيف أوي ومحتاجه رعاية وتغذية
لينا بعند: انا محتاجة خالد وبس
اغمض جاسم عينيه دقائق يفكر ليبتسم بخبث يهتف في نفسه : ماشي يا لينا أنا هخليه هو اللي يقولك امشي مش عايزك
جاسم مبتسما: ماشي ، يا ستي قومي هرجعك لخالد
خرجت معه من المستشفي متجهين الي تلك الحارة
علي صعيد آخر
وصل خالد مع البقية الي المنزل دخلت سعاد الي شقتها ، بينما دخل هو ورحمة والصغيرة الي شقته
خالد: دادة ، لوليتا شكلها جعانة
رحمة : طب هاتها يا ابني ، وانا هأكلها
خالد بشرود : تفتكري هترجع
رحمة مبتسمة: هترجع انا عارفة بنتي كويس
ابتسم بحزن ، اخذت رحمة الصغيرة وذهبت الي الداخل بينما ظل يجوب صالة المنزل الصغيرة ذهابا وايابا الي ان رن هاتفه فوجده اسلام
خالد بضيق: عايز ايه يا اسلام
إسلام بارتباك : هو حضرتك مش هتيجي الورشة
خالد بضيق: شوية وجاي …عشان هطلع اللي الست والدتك عملته فيا عليك
اغلق الخط يتجول في شقته حوله كالليث الحبيس
خالد في نفسه بقلق: مش هتيجي … لالا مش معقول لينا مش ممكن تبعد عني ، انا عارف اني اذيتها ارجعيلي يا حبيبتي وانا اوعدك اني عمري ما همد ايدي عليكي تاني ابدا ، يارب رجعهالي يا رب
ظل علي تلك الحالة الي أن سمع دقات علي باب المنزل فذهب ناحية الباب سريعا وفتحه فاستطاع اخيرا ان يتنفس من جديد عندما رآها تقف امام الباب وابتسامتها تزين شفتيها ولكن ما جعل تلك الغصة تنقبض في قلبه عندما وجد ذراعها الأيسر معلق علي حمالة الذراع
ابتسمت بمرح مش هتدخلني ولا ايه
خالد مبتسما: يا خبر دا انتي تدخلي وانا اغور في ستين داهية
لينا مبتسمة: بعد الشر ، علي فكرة انا زعلانة منك
غمزها بوقاحة: طب ادخلي وانا هصالحك
لينا بغيظ: قليل الادب
تجاوزته ودخلت الي المنزل
كاد أن يغلق الباب عندما سمع ذلك الصوت يهتف: ايه يا جوز بنتي مش هتدخلني ولا ايه
خالد: لا ازاي اتفضل يا حمايا
دلف جاسم الي يتطلع حوله باشمئزاز ليهتف بقرف: ايه القرف دا ، بقي بنتي انا عايشة في الارف دا
هتفت تبرر سريعا: مالها بس يا بابا الشقة هي بس صغيرة شوية لكن………
جاسم مقاطعا بغضب: لكن ايه وزفت ايه دي خرابة مش شقة بقي لينا جاسم الشريف تعيش في المكان الزبالة دا ، وأنت ازاي تجيبهم المكان دا آخرة عندك دا ايه أنا عايز اعرف هستني لما بنتي ترجعلي جثة من اهمالك والظروف الزفت الي انت معيشها فيها
خالد غاضبا: جاسم باشا خد بالك من كلامك ما تنساش انك بتتكلم مع العقيد ………
جاسم مقاطعا بغضب: سابقا ، العقيد خالد السويسي سابقا أنت مش واخد بالك انك موقوف عن العمل ولا ايه ، ودلوقتي انت مجرد ميكانيكي ساكن في حارة شعبية يعني ما تلقش ببنتي
لينا مقاطعة بغضب: بابا لو سمحت كفاية
جاسم غاضبا: لاء مش كفاية خليه يقوف لنفسه من جنون العظمة الي راكبه ، ويعرف انك مستحمله القرف والهم دا عشانه وفي الاخر البيه بيمد ايده عليكي وكان هيكسرلك دراعك
لينا غاضبة: لو سمحت يا بابا ما تدخلش بيني وبين جوزي
خالد بحدة: لينا ما تنسيش انك بتتكلمي مع والدك
ثم نظر ناحية جاسم يهتف يخفي خلفه طيات من الحزن والانكسار ، أنت عايز ايه يا عمي من الآخر
جاسم : هقولك ، ادخلي يا لينا ارتاحي شوية
لينا: حاضر بس ما تتخانقوش تاني
جاسم: ماشي يا ستي مش هنتخانق تاني
هزت رأسها إيجابا ثم تركتهم ودخلت الي غرفتها
خالد: عايز ايه يا حمايا
اعطي جاسم ملف الفحوصات الخاص بلينا
جاسم: اقرا
اخذ منه الملف وفتحه يتفحصه بعينه لتتسارع انفاسه بخوف …نظر لجاسم بخوف : مش حقيقي
جاسم بمسكنة مصطنعة: لا حقيقي …لينا تعبانة اوي يا خالد ، ابوس ايدك يا ابني انت الوحيد الي تقدر تقنعها تيجي معايا ، سيب لوليتا الصغيرة تيجي معانا عشان لينا توافق انها تيجي معايا ، لينا محتاجة رعاية يا خالد مش انت دايما بتقول انك بتحبها وبتخاف عليها سيبهالي يا ابني لو بتحبها سيبهالي
ازدرد غصه مريرة في حلقه اغمض عينيه يحاول التقاط انفاسه السيطرة على دموعه فهو لن يسمح لها بالانحدار امامه ابدا
هز رأسه إيجابا ترك جاسم ودخل الي غرفته فوجد لينا متسطحة علي الفراش
خالد بضيق: انتي قاعدة عندك بتعملي ايه
عقدت حاجبيها باستفهام : قصدك ايه يا خالد
اولاها ظهره يهتف بجمود : قصدي تمشي انا مش عايزك
اتسعت عينيها بذهول : خالد انت بتهزر صح
خالد: شكلي دلوقتي بيهزر ، امشي يا لينا انا مش عايزك
ادمعت عينيها بحزن : بس انا عيزاك ، انا بحبك
مسح تلك الدمعة الهاربة قبل ان تراها يهتف بسخرية: حب ، اغبي كلمة سمعتها في حياتي شعارات هبلة اتمسكت بيها والنتيجة اهي من العقيد خالد السويسي لحتة ميكانيكي
كل دا بسببك لو كنت اتجوزت مايا ما كنش كل دا حصل ، امشي يا لينا ابعدي عني بقي ولو عايزة بنتك خديها
قامت من فراشها متجهه اليه وقفت امامه مباشرة تنظر له بذهول ليتهرب بعينيه …لحظات لتتسع عينيه بذهول حينما سمعها تضحك بقوة وكأنها قد جنت …..
~~الفصل الثالث عشر الجزء 2~~
قامت من فراشها متجهه اليه وقفت امامه مباشرة تنظر له بذهول ليتهرب بعينيه …لحظات لتتسع عينيه بذهول حينما سمعها تضحك بقوة وكأنها قد جنت
اتسعت عينيه بدهشة هتف بتعجب : انتي بتضحكي
صفقت بيديها بحماس تهتف من بين ضحكاتها : هايل يا فنان الشوت اللي بعده
قطب جبينه بدهشة: انتي بتقولي
حمحت لتقلد والدها : ابوس ايدك يا ابني انت الوحيد الي تقدر تقنعها تيجي معايا ، سيب لوليتا الصغيرة تيجي معانا عشان لينا توافق انها تيجي معايا
قرص اذنها بغيظ: انتي كنتي بتتصنتي علينا
ابتعدت عنه تفرك اذنها بألم: يا عم ودني ….لاء طبعا أنا سمعتكوا بالصدفة موبايلك كان بيرن وكنت خارجة اديهولك فسمعتكوا …اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بحزم: وأعرف بقي كويس يا خالد ، انا مستحيل اسيبك حتي لو انت الي قولتلي كدة فاهم
خالد: لينا اسمع……..
قاطعته هاتفه بحدة : بس خلاص الكلام انتهي ، انا هفضل جنبك لحد اخر نفس في عمري فاهم ولا لاء
اتسعت عينيه بدهشة: انت ازاي تتكلمي معايا كدة
ابتسمت باصفرار: يا عم روح ، دي طنط سعاد بعترت برستجيك خالص
جز علي أسنانه بغيظ : ماشي يا اسلام وحياة امك لوريك
قاطعهم صوت دقات علي باب الغرفة دخل جاسم ينظر لخالد بضيق يهتف بتأفف : هااا
تحدثت هي بحزم : بابا أنا سمعت كل حاجة …وبردوا هفضل مع خالد
هتف بحدة: حتي لو هتموتي
لينا : طول ما انا جنب خالد هفضل عايشة
نظر لها بحدة :براحتك يا لينا ….أنا ماشي
لينا : استني يا بابا اتغدي معانا
جاسم بضيق: متشكر
خالد سريعا: استني بس يا عمي
لم يعرهم جاسم انتباها ….. تركهم وخرج من المنزل غاضبا صافعا الباب خلفه
قوست شفتيها بضيق: بابا زعل
جلس بجانبها يربط علي شعرها برفق يتنهد بتعب : كان المفروض تروحي معاه
نظرت في عينيه تهتف بدلال: بذمتك إنت تقدر تقعد في مكان لوليتا مش فيه
هز رأسه نفيا يبتسم بحنان رغم ما به من هموم
ليجدها تهمس بأسي : أنا السبب مش كدة
التف برأسه ناحيتها يهتف باستفهام : سبب في ايه؟
ابتسمت بألم: لو كنت اتجوزت مايا ما كنش حصلك كل دا….ما كنتش سمعت الكلام المهين دا من بابا
هز رأسه نفيا يهتف بجد : أنا ما اتجوزتش مايا عشان ما ينفعش اتجوزها …..ما ينفعش اكسر قلبك ….كدة هبقي بكسر روحي …..قولتلك قبل كدة انتي مش مراتي انتي حتة مني ….اي وجع فيكي أنا أول واحد بيحس فيه …..انا عارف اني بقسي عليكي كتير بس دا بيبقي غصب عني ….صاحبك علي عيبه بقي …ما بعرفش اتحكم في أعصابي
وضعت رأسها علي كتفه ليدني برأسه مقبلا قمه رأسها همست بصوت مضطرب : هو أنت رافض أننا نروح نقعد عند والدك……. يعني انا شايفه انه عادي لو رحنا عنده
نظر لها بحدة….رفعت نظرها تبتسم بتوتر تهتف سريعا: صدقني انا مش قصدي حاجة انا بس بسأل
هتف ببرود: أنا مش هروح اعيش عن والدي …..أنا آه بحبك ومستعد انفذلك اي طلب انتي عايزاه بس الا دا ……أنا مش مستعد استغني عن كرامتي حتي لو عشان خاطرك
رددت بدهشة : كرامتك !!!!!
هتف بحدة: : اومال تسميه ايه اني اروح اقعد في بيت والدي وانا عاطل عن العمل ، انا لو سمعت كلامك ورحنا قعدنا عند والدي مش هيبقا ليا عين ابص فى عين حد ، يرضيكي اعيش وعنيا مكسورة في الارض
هتفت سريعا: لاء طبعا يا حبيبي ….انا اسفة ، بس ماما زينب ………..
قاطعها بجمود: خلاص يا لينا كفاية كلام في الموضوع دا لحد هنا…..انا تعبان وعايز انام
مدد جسده على الفراش يغمض عينيه
لتضع راسها علي ذراعه همست بصوت خفيض: أنا آسفة
لم تجد منه ردة فعل سوي الصمت
لتهمس بإلحاح: لودي عشان خاطري مش هعرف انام وأنت زعلان مني
قال بهدوء وهو يغمض عينيه:، نامي يا لينا مش زعلان
قوست شفتيها بحزن: لا زعلان عشان ما خدتنيش في حضنك ولا قولتي تصبحي علي خير يا حبيبتي ، انا اسفة …..مش هقول حاجه تضايقك تاني ابدا
فتح عينيه …..ابتسم لها بحنان يضهما لصدره
: خلاص يا ستي ، مش زعلان ، انا اقدر بردوا أزعل من لوليتا
حمد لله مر هذا اليوم أخيرا…….في صباح اليوم التالي
فتحت عينيها لتجد نفسها بين ذراعيه …يستند بذقنه علي رأسها …..حاولت التملص والقيام لتجده يتحدث بصوت ناعس اجش: صباح الفل يا عروستي
لينا بغيظ : بطل تقولي يا عروستي
خالد مبتسما: خلاص يا ستي صباح الفل يا لعبتي
لكزته في صدره بغيظ : رخم…..قولتلك انا مش لعبتك وبطل تقولي الاسم السخيف دا…. انا مش لعبتك مش لعبتك
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بثقة
: كلامك مش هيغير حاجه ، انتي لعبتي ملكي بتاعتي….. تنفذي كلامي بالحرف …..مهما عملت ما تقدريش تبعدي عني ، موتي هو الحاجة الوحيدة الي هتخلصك مني
نظرت له بخوف من نبرة التملك الواضحة في صوته همست بتلجلج : خالد أنت بتخوفني ،وبعدين انت بنفسك قولتي امبارح امشي
ضحك عاليا كانت ضحكته تهكمية مخيفة … نظر لها بثقة : انا واثق انك كنتي هترفضي قولتلك انتي ما تقدريش تبعدي عني … حبي فيكي زي الإدمان ما تقدريش ما تخديش جرعتك منه
قطبت جبينها بضيق: المفروض ان دا كلام حلو بيتقال علي الصبح ، اوعي بقي انا زعلانة منك ما تتكلمش معايا تاني
خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش هقولك كلام حلو
لينا بضيق: مش عايزة منك حاجة اوعي بقي سبني أقوم
خالد مبتسما بحنان: خلاص بقي يا أحلي لوليتا في عمري كله
لينا: أيوة ايوة كل بعقلي حلاوة علي رأي طنط سعاد
خالد بضيق: ليه السيرة دي علي الصبح انا قايم رايح الورشة
لينا: مش هتفطر
خالد بضيق: ماليش نفس
قام من الفراش متجها لخارج الغرفة لتبتسم بخبث…… امسكت ذراعها وصاحت بألم
لينا بألم: اااه
التفت اليها سريعا وقد سيطر الخوف علي قسمات وجهه: مالك يا حبيبتي ايه الي واجعك
لينا ببكاء مصطنع: دراعي ، دراعي بيوجعني أوي
خالد بقلق: طب فين العلاج بتاعك
لينا باكية: مش عارفة ، مش عايزة علاج انا مش بحبه
قام يبحث في انحاء الغرفة كالمجنون عن حقيبة الدواء الصغيرة
يهتف بلهفة: لوليتا مش عايز دلع ، هو راح فين العلاج
اخيرا وجد الحقيبة فتنهد براحة : الحمد لله الدوا أهو
احضر زجاجة المياه وذهب وجلس أمامها
خالد: خدي يا حبيبتي
اشاحت بوجهها بعيدا بضيق طفولي: مش عايزة
خالد: وبعدين بقي في لعب العيال دا ، خدي الدوا
لينا بعناد: لاء يعني ل………..
ابتلعت باقي جملتها عندما دس قرص الدواء في فمها ، ثم اعطاها الماء فشربت قليلا
لينا بضيق: علي فكرة انت بقيت بتتعامل معايا بقسوة جامد
خالد مبتسما بحنان: لوليتا حبيبي ورايا شغل وانتي عنيدة اوي ، خالد عمره ما يقسي علي لوليتا ، دا انتي بنتي قبل ما تكوني مراتي وحبيبتي وروحي وعمري كله أنا من غيرك ميت
سحقا لابتسامته الحنونة الساحرة الي اغنام تلك الكلمات العذبة التي تغرق روحها كطوفان من السعادة ليخلصها من غضبها وحزنها ، هل كانت غاضبة منه بالفعل، هي حقا لا تتذكر ذلك
قبل جبينها ………..ابتعد عنها متجها الي تلك الحقائب فتلك الغرفة لم يكن بها دولاب للملابس
هتف بحيرة وهو يبحث بين الملابس : هو القميص الاسود بتاعي فين
لينا : هتلاقيه عندك في الشنطة الكبيرة اللي علي اليمين
امسك تلك الحقيبة يفتحها يبحث بين محتوياتها ليعثر اخيرا علي ذلك القميص المنشود …..التقطه ليقطب جبينه باستفهام حينما رأي ما تحته ….مد يده يأخذ ما وجد ليلتفت إليها قاطبا جبينه باستفهام : فلوس ايه دي يا لينا!!!!!!!
فرت الدماء من عروقها خوفا….. نظرت للنقود التي في يده بفزع : مممما اعرفش
ذهب وجلس امامها …..ينظر لها بحدة كأنها متهم عنده … وضع النقود امامها ….يهتف بهدوء مرعب: فلوس ايه دي يا لينا، ومين اللي ادهالك
جف حلقها من الخوف فبللت شفتيها بلسانها تحاول التماسك: ممما اعرفش
ظل صامتا بضع دقائق ينظر لها نظرات حادة قاسية باردة مخترقة جعلت ناقوس الخطر يقرع في قلبها ……طال صمته وقست نظراته أصبحت كالسهام التي تخترق روحها بلا رحمة
وفجاءة وجدته يمد يده ناحيه وجهها ….يقبض علي فكها بعنف يهتف من بين اسنانه بتوعد : المرة اللي فاتت كسرت دراعك المرة دي هكسر رقبتك لو ما نطقيش وقولتي جبتي الفلوس دي ازاي ومن مين
انسابت دموعها من زرقتهيها خوفا حتي بللت يده
خالد غاضبا: بطلي عياط واتكلمي
ردت بارتجاف من بين شهقاتها وبكاءها : من مامتك
ابعد قبضة يده ينظر لها بدهشة قاطبا حاجبيه باستفهام : امي ، ليه وامتي
لينا باكية: لما كانت هنا ،والله قولتلها انك هتزعق بس هي فضلت تتحايل عليا عشان اخدهم ، والله ما صرفتش منهم حاجة
بدأت بالنحيب حاولت رفع يديها لتخفي وجهها بين كفيها لتصرخ بألم بسبب يدها اليسري المصابة
اخفاها سريعا في صدره….. حاولت الابتعاد عنه ليحكم ذراعيه حولها ظلت تبكي تجهش في البكاء وهو صامت تماما ينظر امامه بشرود
تحدث بعد صمت طويل بنبرة جامدة : كان المفروض تقوليلي
هتفت بنبرة باكية خائفة : أنا اصلا ما صرفتش منهم ….وما كنتش عايزة اخدهم منها بس هي فضلت تتحايل عليا ….فأنا اتكسفت اكسفها
خالد: كان المفروض تقوليلي بعد ما يمشوا علي طول …..انا مش غلطان انتي اللي غلطانة
همست بأسي : دايما أنا اللي غلطانة
سطح جسدها علي الفراش يربط علي شعرها برفق …..نظرت له بحزن ….عينيها حمراء ممتلئة بالدموع كانت تنظر بألم عتاب حزن خوف
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لها بندم دون كلام….. يمسد علي شعرها لتغمض عينيها رغما عنها ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها حينما كانت تغوص في بئر النوم
دني برأسه مقبلا جبينها تنهد بحزن يهمس بندم: مهما عملت بردوا بأذيكي ….أعمل ايه بس ما تستهليش كدة ابدا ما تستهليش شيطان زيي ….أعمل ايه بس صدقيني مش عارف اعمل ايه
قام ليخرج حينما وجد كف يدها الصغير ممسكا بيده سمعها تهمس بصوت خفيض : أرجع خالد بتاع زمان
التفت لها يهمس بجمود : يا ريت اقدر……جذبت يده فعاد يجلس بجانبها دني برأسه مقبلا جبينها يهمس بحنان: ما تخبيش عليا حاجة تاني انتي أنا ما ببقاش قصدي آذيكي لسه قايلك صاحبك علي عيبه
ابتسمت بخجل: بس إنت مش صاحبي انت حبيبي وروحي واغلي حاجة في دنيتي
بلع لعابه بصعوبة يتنهد بحرارة: احم…. طب أنا قايم رايح الورشة احسن في شيطان بيزن جنبي ….وما تزعليش بقي مش كل شوية هقعد اصالح
جلست علي الفراش تتخصر بضيق: يا سلام يعني مزعلني وكمان مش عايز تصالحني
بحث حوله ليحد دفتر رسوماتها قطع منه ورق بيضاء يصنع لها مركب صغير وهي تجلس تراقبه باهتمام الي أن انتهي فامسك إصبع الروج الخاص بها كتب علي سطح المركب من الجانب شئ ما ثم أعطاه لها ليقبل جبينها ويخرج من الغرفة
أمسكت المركب الصغير لتجده كتب عليها ( اتفلقي وبجانبها وجه ضاحك 😂)
ابتسمت رغما عنها تهتف بغيظ : يا رخم
في الورشة
كان منهمك في العمل في احدي السيارات عندما وقفت امام ورشته سيارة سبورت حمراء
نزلت منها مايا ترتدي جيب سوداء قصيرة وقميص احمر دون أكمام
وترفع شعرها ذيل حصان وترتدي نظارة شمس سوادء ، تضع ميكاج صارخ …..اوقفت سيارتها امام ورشته نزلت منها تهتف بدلال : هاي خالد
التفت لها بحدة حينما سمع صوتها يقطب جبينه بغضب: انتي ايه الي جابك هنا
هتفت بدلال: وحشتني
حمحم إسلام بحرج: احم …..استأذن انا يا باشا هجيب سجاير
هز خالد رأسه إيجابا فخرج اسلام من الورشة
اشارت مايا الي تلك الورشة تهتف بتقزز: مش كفاية عند بقي عاجبك العيشة المقرفة دي ما وحشكش شغلك … مكتبك….بيتك عاجبك القرف دا
ضحك ساخرا: والله انتي القرف الوحيد الي انا شايفه
هتفت بتملك وهي تنظر له بجراءة : أنت ليا يا خالد ، مش انا الي اعوز حاجة ومش اخدها
ضحك بتهكم : في المشمش يا حلوة
وقفت سيارة مرسيدس سوداء نزل منها محمد قطب حاجبيه بغضب هو الآخر عندما رأي تلك الصفراء ذهب ناحيتها بغضب وامسك مرفقها بعنف: انتي بتعملي ايه هنا
خالد ساخرا: جاية تعرض نفسها عليا
غلت الدماء في عروق محمد بعد تلك الجملة فصفع مايا علي وجهها بغضب
وضعت يدها على خدها تنظر لهم بحقد: انت بتضربني ، والله لقول لبابا يا محمد انا هخليه يوريك
ثم نظرت ناحية خالد ، وانت هتبقي ليا يعني ليا
نفضت يده وذهبت ناحيه سيارتها وركبتها وانطلقت بسرعة
محمد غاضبا: ورحمة امي لأربيها
خالد ساخرا: علي اساس ان رفعت هيخليك تقربلها
تنهد محمد بضيق ، فهو لا يعرف الحل لتلك المدللة الفاسدة وما يزيد حنقه ان والده يساندها في افعالها
خالد: هون علي نفسك يا صاحبي
محمد: تعبت منها ومن عمايلها امبارح جايبها من ديسكو من حضن راجل بترقص معاه ورفعت كل الي طالع عليه بنتي الي فضلت محروم منها مالكش دعوة بيها اومال لو كانت بنته فعلا كان عمل فينا ايه خلينا في المهم ايه الحاجة المهمة الي كنت عايزني فيها
خالد: طب اقعد الاول أستريح ، تشرب ايه
محمد : شاي
خالد بصوت عالي: يا عطا ، واد يا عطا
عطا : ايوة جاااااي ، خير يا أسطى
خالد: اتنين شاي سكر برة
عطا : عنيا يا أسطى
ثم صاح بصوت عالي ، انتين شاي سكر برة للباشمهندس
محمد: ها يا سيدي كنت عايزني في ايه
اخرج خالد النقود من جيبه
خالد: ادي الفلوس دي لعمتك
محمد: فلوس ايه دي
خالد: عمتك ادتهم للينا من ورايا ، كمساعدة ليا
محمد : طب ما تاخدهم يا ابني ، هي عمتي دي مش والدتك
خالد: لو خدتهم مش هعرف ارفع عيني في عينيها بعد كدة ، هحس ان عيني اتكسرت يا محمد ، انا بس عايزك توصلهم ، انا كنت هروح انا بس ما اقدرش اسيب لينا
محمد: ليه مالها خير
تهرب خالد بنظرات عينيه من صديقه وعبث بشعره بأحراجليهتف محمد سريعا : خد هنا ياض طالما عملت كدة يبقي نيلت الدنيا هببت ايه
همس بحرج: ما قدرتش اتحكم في غضبي
محمد غاضبا: كالعادة يعني ، هببت ايه
قص خالد ما حدث كاملا لمحمد
محمد بضيق: والله لينا دي طيبة وغلبانة ، ربنا يكون في عونها مستحملة طور
خالد غاضبا: ما تتلم ياض
محمد بحدة : انت بردوا الي اتلم ، كسرت دراع البت عشان نزلت الشارع ، هي نزلت شارع الهرم …..بس والله انا فرحان فيك علي الي عملته فيك الست دي
خالد بضيق: دي بعترت برستيچي خالص ، كل شوية منه لله الي كان السبب ، قالتها للشارع كله واحنا ماشيين لاء وتبصلي وترجع تعيد الكلمة
محمد ضاحكا: أحسن
خالد غاضبا: غور ياض من وشي
محمد ضاحكا: خلاص يا عم ماشي ، انا هستأذن بقي عشان ورايا شغل
خالد: ماشي يا صاحبي مع السلامة
محمد: سلام ، خلي بالك من نفسك ، وبراحة علي مراتك شوية اهدي مش كدة
هز رأسه إيجابا ، فسلم عليه محمد وغادر
صعد إسلام الي شقته ليطمئن علي والدته وبدور ، ولكن عندما اقترب من الطابق الذي به منزله ، سمع أحدهم يتكلم بصوت منخفض
مشي بهدوء وحذر ناحية الصوت ، فوجد رشدي يقف امام شقة خالد
رشدي بصوت منخفض: اتقي شري يا بت الناس وافتحي الباب
لينا: مش هفتح وامشي بقي بدل ما اقول لخالد
رشدي ضاحكا: لو كنتي عايزة تقوليله كنتي قوليتله من زمان
لينا غاضبة: أنت اغبي بني آدم في الدنيا خالد لو عرف هيقتلك
رشدي ضاحكا: خايفة عليا يا قمر
لينا غاضبة: انا خايفة علي خالد ، انت تتحرق ، الهي تولع …. امشي بقي
رشدي: ماشي يا جميل انا ماشي بس راجعلك تاني
انسحب إسلام سريعا قبل ان يراه رشدي وخرج من العمارة وعاد الي الورشة
إسلام: آه يا ابن الكلب ، دا خالد باشا لو عرف هيقتلك ….. وحياة امي لوريك اما اشوف اخرتها معاك يا رشدي الكلب
عاد إسلام الي العمل ولم يخبر خالد بشيء
مر أسبوع تحسن فيه ذراع لينا
وظل اسلام يراقب رشدي فيه ، لاحظ انه يصعد إلى اعلي بعد نزول رحمة وسعاد الي السوق فكان يصعد خلفه ويتحجج لخالد بأنه ذاهب للاطمئنان على اخته الصغيرة
فيجد رشدي وافق امام باب شقة خالد غاضبا …..يحاول فتح الباب ويهدد لينا ويطلب منها فتح الباب ولينا تترجاه ان يذهب دائما
سارت الايام علي هذا المنوال الي ان جاء ذلك اليوم المشؤوم ، انتهي خالد من عمله في الورشة باكرا ، فذهب واشتري للينا هدية ثم ذهب الي شقته مسرعا
خالد مبتسما: لوليتا حبيبتي انتي فين
خرجت لينا من غرفتها مبتسمة: انا اهو يا حبيبي
خالد مبتسما: وحشتيني جدا جدا
لينا مبتسمة: وانت كمان
نظرت ناحية الحقيبة التي في يده
لينا مبتسمة: عشاني
هز رأسه إيجابا : تعالي اوريهالك جوة
ثم صاح بصوت عالي ، رحمة خلي بالك من لوليتا
رحمة : حاضر يا ابني
اخذ يدها ودخل الي غرفتها واغلق الباب بالمفتاح
خالد مبتسما: وحشتيني
لينا: ما انا معاك اهو ، قولي بقي ايه الي في الكيس دا
فتح خالد الحقيبة واخرج فستان اسود بحمالتين عرضتين مفتوح حتي ربع ظهره
التقطته لينا بسعادة : الله دا جميل اوي ….لتهمس بعتاب : بس ليه جبته دا شكله غالي
هتف بجد : بلاش الكلام دا وبعدين أنا بقالي كتير ما جبتلكيش هدية
ابتسمت بسعادة : والله ما قصدي …..بس هو جميل اوي بس مفتوح اوي هلبسه ازاي
هتف بحماس: بإذن الله يومين كدة وهبقي اشتيرلك عليه جاكت عليه ……بس دلوقتي قيسيه عشان اشوفه هيبقي مظبوط عليكي ولا لاء
همست بخجل: طب اخرج برة
ضحك بخبث: خمس دقايق وهتلاقيني فوق دماغك
لينا بخجل: يوووه بقي بطل قلة ادب واخرج
خالد ضاحكا: خلاص خارج اهو
خرج خالد من الغرفة واغلق الباب خلفه
لتمسك هاتفها تفتح ملفات الموسيقي تشغل احدي الاغاني الصاخبة
في الخارج كان جالسا علي احد الكراسي حينما
وجد جرس منزله يرن فتح الباب فوجد رشدي يقف امام الباب
خالد باستفهام : معلم رشدي خير يا معلم
رشدي: ايه يا هندسة مش هتقولي اتفضل
خالد: لاء ازاي اتفضل ، اتفضل
دخل رشدي واغلق الباب
خالد مبتسما: خير يا معلم
رشدي مبتسما: ابدا يا هندسة انا كنت جاي اخد الإيجار
لا يعلم كيف نسي تماما أن يعطي لرشدي الإيجار وهو في الورشة مع انه قد اخذه في الصباح قبل ان ينزل
وضع خالد يده في جيبه واخرج النقود
خالد: اتفضل يا معلم والله كنت واخدهم معايا بس نسيت اديهولك تحت
رشدي: ؛ ولا يهمك يا هندسة
في الداخل
لفت حول نفسها في المرآه تتهادي علي صوت الموسيقي العالية التي تصدح من هاتفها خرجت بحماس من الغرفة تلتف حول نفسها تهتف بسعادة: ايييه رأيك يا خالد
اتسعت عينيها بذعر حينما وجدت ذلك الرجل يجلس أمامها يلتهم الظاهر من جسدها بوحشية لتسمعه يزمجر بغضب : خشي جوة
لتفر هاربة الي غرفتها
ليقبض علي تلابيب جلباب رشدي يزمجر بغضب : عينك يا رشدي ….دي حرمة بيتي
ليهتف رشدي سريعا : حد الله يا باشمهندس مش أنا اللي ابص لحرمة بيت ….أنا راجل متجوز بدل الوحدة تلاتة يعني عندي اللي يكفيني وزيادة …ابعد يد خالد عنه متجها الي باب الشقة يهتف بخبث : ربي مراتك يا باشمهندس
ليخرج صافعا الباب خلفه ……..دخل غرفته غاضبا مرة اخري يبدو ان تلك الغرفة ملعونة فهي تري فقط دموع تلك المسكينة وصراختها
لينا باكية: والله يا خالد ما………
قاطعها صارخا بغضب : مش عايز اسمع ولا كلمة طلعالي بمنظرك دا يا هانم ، بتعملي عرض لجسم سيداتك
بكت بفزع: والله العظيم يا خالد…….
ابتسم بشر: هشششش ، انا وعدتك اني مش هضربك تاني ، بس انتي غلطتي ولازم تتعاقبي عشان ما ترجعيش تعملي كدة تاني
نزع قميصه بعنف يلقيه بعيدا يقترب منها ببطء وهي تتراجع للخلف برعب وهي تهز رأسها نفيا بخوف تبكي بذعر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسير عينيها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى