رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الفصل الثامن 8 بقلم أية محمد
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الجزء الثامن
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) البارت الثامن
رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) الحلقة الثامنة
….أقتربي …..فأستمعي ماذا يهمس القلب ؟ …..
_عارفة أنك دلوقتي بتتألم لغيابي عنك ومتأكدة أنك بتحارب عشان تكون موجود جانب أولادنا واثقة أن ربنا هينجيهم من الموت ،عارفة أن اللي أنت فيه دا صعب أوي بس محدش ييختار نهاية لعمره بس اللي أنا متأكدة منه أن وصول الرسايل دي بيك هيكون بعد موتي وزي ما عهدت نفسي لو قومت على رجلي من جديد هحرقها بنفسي ….عايزاك تتأكد من حقيقة واحدة يا “عدي” أني بحبك ، أنت دايماً كنت فى دعواتي وهتفضل أغلى أمنياتي …..
…”رحمة” …
طوي الورقة بين يديه والألم يتربع بين كفوف العينان فيجعله كخيمة من الآنين ،أحتضن كلماتها بين يديه مستنداً برأسه على الحائط من خلفه فكأنها ظهرت بالوقت الصحيح ،أغلق عيناه بقوة يستجمع قوته …نعم هو بحاجة لها ليكمل دربه المتناثر بأشواك فقدانها ،يعلم جيداً بالمعاناة التى عليها أجتيازها ولكنه سيحتملها لأجل صغيرته ، نهض عن الأرض وبداخله أصرار بأن يستكمل طريقه لأجلها ….
************
تخفي القمر بين ستاره الأسود المخيف على أرجاء القصر بأكمله كأنه يشهد على وعد قطعه “عدي الجارحي” بأصرار ليمضي لأجل صغيرته ،سطعت الشمس بنورها الساطع لتنير العالم بأكمله .
بقصر “الجارحي” ..
الهدوء سائد على طاولة الطعام العملاقة رغم أنها بالعادة تعج بالحديث في عدم وجود “ياسين الجارحي” ! ….
تطلع “رائد” لأبناء العم بحزن يتسلل بين مقلتيه لرؤيتهم هكذا ، المرح أصبح مدفون فلم يعد له وجود ! …
نهض “عمر” يلملم أغراضه قائلاٍ بهدوء
_أنا هنزل المستشفي عندي جراحه كمان ساعة .
إبتسم له “رائد” بخفة
_خد بالك من نفسك ..
أكتفي ببسمة بسيطة له ثم غادر بصمت ،زفر “جاسم” بملل_وبعدين يا شباب هنفضل ساكتين كدا كتير ؟ ..
أستدار “معتز” بأهتمام
_والمفروض نعمل أيه ؟ ..”عدي” عنيد جداً ومش هيسمع لحد ولا هينسى “رحمة” بسهولة
همس “أحمد” بحزن
_ربنا يرحمها
فرغ فاهه بصدمة وهو يتأمل ذاك الوسيم ذو العينين المذهبة يهبط الدرج بطالته المعهودة بالكبرياء والثبات ،نظاراته السوداء التي تلزم عيناه كأنها فى تأهب لأخفاء سحرهم الخاص ،هتف “حازم” وعيناه تراقب الدرج بعدم تصديق
_شباب
أنتبهوا له جميعاً فراقبوا ما يتطلع له ليكون الذهول البادي على وجوههم حينما أقترب منهم “عدي” بملامح تنم عن الثبات ،جلس على المقعد المقابل “لاحمد” كعادته ،شرع بتناول الطعام بضيق من نظراتهم المسلطة عليه فوضع الملعقة من يديه قائلاٍ بلهجة تحمل السخرية
_شايفين شبح ؟..
“جاسم ” بأبتسامة واسعة
_أهلا برجوعك يا وحش
“حازم” بمرح
_رجوع مين يابا دا فى الأيام العادية مقعدش القعده دي !…الحكاية دي مطمنش ..
رمقه “أحمد” بنظرة نارية
_أنت تخرس خالص
ثم أستدار بوجهه “لعدي” بسعادة حقيقة سطعت بصوته بعدما وضع يديه على يد “عدي” _هو دا اللي نعرفه عنك يا “عدي” أنك أقوي من كل شيء ..
ظهرت شبح بسمة بسيطة على وجهه فغمر الصمت القاعة مجدداً …
************
بمكتب القصر ..
تطلع له بأنصات حتى أنهى حديثه ليشير له بأستغراب :_بس يا عمي اللي بتقوله دا صعب فلنفترض أنه حقيقة تأكدها أصعب بكتير من الشك ! ..
إبتسم “ياسين الجارحي” والهدوء يسود على ملامحه فأستند على المقعد واضعاً ذراعيه أسفل رأسه ،عيناه هائمة بسقف الغرفة بتلذذ لما يستمع إليه من وجهات نظر إبن رفيقه …
ترقبه “ياسين” بذهول فكاد أن يجن من فكرة فهم ما يجول بخاطره ،تحل بالصمت طويلاٍ إلي أن قرر قطعه بكلماته المبسطة بعد أن نهض ليرتدي جاكيته_ النقاش معاك ممتع ، ثم أشار له بيديه_ اللي طلبته تعمله لأني مبثقش فى حد غيرك فاهمني يا “ياسين” ..
أشار له بتفهم ولحق به للخارج ، وقف محله يتأمل طاولة الطعام ببسمة ثقة متخفية لرؤية “عدي” يجتاز ما به بقوة ،أقترب منه فنهضوا جميعاً حتى “عدي” وقاراً له …
تراقبه قليلاٍ ثم قال بغموض_المتوقع
طالت النظرات بين الأب وإبنه والجميع بحالة من الأستغراب لما يحدث بينهما فقطع الأجواء صوت الخادم قائلاٍ وعيناه أرضاً _سيادة العميد وصل يا بيه وبيقول أن فى معاد مع حضرتك ..
أشار له “ياسين” بهدوء _أستقبله وشوفه يشرب أيه ؟
_اللي تؤمر بيه يا بيه ..
كلمات مصرحه قالها الخادم وهو يهم بالرحيل بينما سادت نظرات “عدي” بالأستغراب فقال والذهول يصاحبه _العميد ! …
تطلع له بعينان تنبعان بالثبات_ عندك مانع من وجوده ؟
أشار له نافياً ثم لحق به ليرى ماذا هناك؟ .
وضع كوب القهوة على الطاولة ثم نهض ما أن رأى “ياسين الجارحي” قائلاٍ بعملية مصافحاً إياه _البقاء لله يا “ياسين” بيه
أشار له بتفهم _مشكور
ثم أقترب من “عدي” قائلاٍ والحزن يرافقه _شد حيلك يا “عدي” ..
أكتفى ببسمة صغيرة ولكنها تحمل آنين لآهات كثيرة …
أشار “ياسين” للمقعد فجلس العميد وملامح وجهه غامضة للغاية ما بين التردد بالحديث والصمت لا يعلم من أين يبدأ بحديثه فقال بأرتباك ونظراته مسلطة على “عدي”_أنا عارف أنك فى ظروف صعبة يا “عدي” وخاصة بعد وفاة زوجتك بس صدقني الوضع اللي أحنا فيه يمس أمن المركز بأكمله ..
ضيق عيناه بذهول _أيه اللي حصل يا فندم ؟ ..
أجابه والحقد يلوج به_بيحاولوا يستهدفوا كل اللي ليه دخل بالقضية حتى “مازن” حياته معرضة للخطر وخاصة بعد ما رفض يصرح أنك أنت اللي مسكتها فاكر أن بكدا بيكون بيحميك بس للأسف أنتوا الأتنين معرضين للخطر دا
صاح “ياسين” بغضب _مين الكلاب دول
أستدار بوجهه بأهتمام _منظمة أرهابية ملفها مفتوح من سنة تقريباً والغريب فيها أنهم عارفين تحركات الشرطة خطوة بخطوة …والقضية كل شوية بتتقعد أكتر لحد ما “عدي” مسكها وبدأ بطرف الخيط لكن للأسف موت زوجته وقف حاجات كتير أوي ..
صاح ببعض الغضب وعيناه على ولده _موت زوجته مش عائق أدام الأبرياء ضحايا لمجرمين زي دول
ثم رفع عيناه على “عدي” الذي بادله النظرات لفهم ما يود قوله ، طال الصمت لثواني معدودة حتى قطعه “عدي” حينما وقف عن مقعده قائلاٍ بعزم _بكره الصبح هكون على مكتبي يا فندم وأوعدك أن فى خلال 5أيام هيكون زعيمهم على مكتب حضرتك والا مستهلش أكون فرد من عيلة “الجارحي”…
وتوجه للأعلى والدماء تكاد تنفجر من عروقه ، إبتسم العميد بأعجاب_كنت متأكد من رد فعله ..
تطلع له “ياسين” بأهتمام وقد تلونت عيناه بغضب كاد بالفتك به_أنا قبلت أساعدك من البداية تحت شرط واحد وأنت للأسف معملتش بيه ..
وضع عيناه أرضاً بخجل بعد قطع عدد من الوعود_بعتذر من حضرتك يا “ياسين” بيه بس الخطوة الأخيرة مكنتش محسوبة خالص ..
رمقه بنظرة نارية _مفيش عندي أخطاء وأنت عارف ….أنا جازفت بأكتر شيء ممكن يأثر على البيت اللي أنت فيه دا ومش ذنبي أن حضرتك معاك فريق غبي ..
أشار له بخيبة أمل _أنا معترف فعلا بغلطي بس المرادي أوعد حضرتك بأن الأمور هتكون بخير
أشار بعيناه الغامضة _أتمنى دا
نهض عن مقعده وهو يهم بالخروج _أن شاء الله عن أذن حضرتك ..
بقي ثابتٍ محله ليشير بيديه للخادم الذي لبي طلبه المفهوم فأوصل العميد للباب ، هبط “يحيي” فتعجب لوجود العميد بمثل ذاك الوقت فأقترب ليجلس جوار “ياسين” بأستغراب_العميد بيعمل أيه هنا ؟ .
تطلع له قليلا ثم قال _بيعزي “عدي” ..
ثم زفر ليستند برأسه على الأريكة بشرود طال لدقائق ،راقبه “يحيي” جيداً فقال بتعجب_مالك ؟
إبتسم بسخرية _ياااه كلمة صغيرة بس شايلة جواها كتير أوى ..
ضيق عيناه بعدم فهم فأكمل “ياسين” بنظرات نارية _محتاج أكون هادي وأنا بتعامل مع كل مشكلة على حداها سواء خاصة بيا أو بالأولاد الحاجه الوحيدة اللي فى زيادة هى عدد الأعداء للعيلة دي ولازم أحس بالخوف اللي لأول مرة بحس بيه لأنه الموضوع ميخصنيش لوحدي يخص كل ركن فى القصر دا ..
إبتسم “يحيي” قائلاٍ بلهجة تحمل بعض المشاكسة لأخراجه مما هو به_مش حابب تطلع معاش وتستريح بقى ؟
إبتسم بسخرية _معتقدش بس أوعدك افكر ..
تعالت ضحكات “يحيي” ليقطعها سريعاً حينما قبض على جانبه بألم فأسرع إليه بقلق _نفس الوجع ؟
أجابه بأرتباك _لا أنا بس لسه مفطرتش
ضيق عيناه بشك وهو يراه يهرب من نظراته فنهض مسرعاً قائلاٍ بأبتسامة مخادعه وهو يلوح له _هفطر فى المقى هنزل مع “أحمد” و”جاسم” أخلص شوية أوراق وراجع على طول ..
قاطعه “احمد” الذي أقترب منهم قائلا بأحترام _أحنا جاهزين يا عمي ..
رفع يديه على كتفيه ببسمة صغيرة _وأنا جاهز يا حبيبي ..
ولحق به ليختفي طيفه تدريجياً تحت نظرات “ياسين” الغامضة …
***********
بالأعلى …وخاصة بغرفة “عمر” …
سكنت الصغيرة بين ذراعيها فقربتها لصدرها بحنان ؛فزفرت “شروق” بضيق_نفسي أعرف هى بتسكت معاكِ أنتِ ليه ؟
تعالت ضحكات “دينا” قائلة بصعوبة بالحديث _لما تولدي هنبقى نشرحلك ..
أنقبض قلبها فرفعت “اسيل” يدها على كتفيها بمرح _أنتِ مكبرة الموضوع على فكرة ..
وضعت “مليكة” يدها على بطنها المنتفخة هى الأخرى بتذكر لما حدث فلمع الدمع بعيناها فأسرعت “تالين” بتغير الأجواء _هما حابين يفضلوا شبه الكرنب كدا مش فى دماغهم حد يلطش المزز منهم دا “حازم” بيقولي أن “ياسين” أول ما بيدخل الأجتماع الرجالة بيبصله قبل الستات ..
أنتبهت له “مليكة” والغيرة تسري بعيناها ،فأكملت “تالين” ببسمة مكر_ولا “معتز” “حازم” بيقول بيطلب بالأسم من ال…
قطعتها “شروق” بحدة _مين اللي بيطلبه وفين وليه ؟؟
تعالت ضحكات “آية” بعدم تصديق لما يحدث حتى “نور” إبتسمت وعيناها هائمة بالصغيرة بين يدها …
**********
بغرفة “مروج” ..
بقيت جوارها طويلاٍ والقلق ينهش قلبها ،مسدت على شعرها بحنان بعدما رأت شحوب وجهها ،هوت دمعة خائنه من عيناها فأزاحتها برجفة سرت بيديها ،أقترب منها “عز” بنفاذ صبر
_تاني يا “يارا”
تمسكت بيديه المحتضنه لكتفيها بدموع _غصب عني يا “عز” مش قادرة أشوف بنتي كدا
جذبها برفق لتقف أمام عيناه ليقربها لصدره بحنان _فترة وهتعدى بأذن الله وبعدين أنتِ مشفتيش فرحتها لما الدكتور قالها أنها حامل ..
رفعت عيناها إليه بضيق_قولتله ؟
تطلع لها بثبات _لازم يعرف يا “يارا” مش زوجها وبعدين أنتِ ليه محسساني انه ضربها بالنار دا ظابط ودا شغله مش شايف أنه أذنب يعني ! ..
قطع حديثهم طرقات باب الغرفة التي أعلنت عن وصوله ففور أن أخبره “عز” حتى ترك عمله وأسرع إليها بفرحة بدت بعيناه ،ولج للداخل فاشار له بأبتسامة بسيطة _تعال يا حبيبي ..
أقترب “مازن” منهما وعيناه مشتته بالنظر على وجه معشوقته فبعد أن رأها نائمة طال بالنظر إليها شوقاً فهو يعلم جيداً بأنه ربما لا تسنح له الفرصة لذلك …
لاحظ “عز” نظراته الحاملة لهمسات مزجت بين الآنين والعشق فجذب يديها قائلاٍ بلطف _خاليك معاها شوية ..
كادت “يارا” بالأعتراض ولكنها أنصاعت خلف معشوقها بصمت ، أقترب منها ببطيء فكان يقدم قدماً وينتظر رد فعل منها فأقترب أكثر حينمت تأكد من غفلتها ، مرر أنامله على وجهها بأشتياق ثم همس بألم
_وحشتيني ..
ثم إبتسم بسخرية وهو يجذب المقعد ليكون على مقربة منها
_أخر حاجة كنت أتوقعها أني أكون بعيد باللحظة دي ! …
طبع قبلة علي يدها بحنين
_كنت أتمنى أكون جانبك وأشاركك فرحتك يا “مروج”
ثم رفع يديه بخفة على موضع جنينها _ مكنتش أتوقع أن جزء من شغلي هيكون السبب فى بعدي عنك ..
تمردت خصلة من شعرها الأسود على عيناها فأزاحها برفق ،شعرت بأنفاس تقترب من وجهها فتلفحها كالنسمة الممزوجة بين البرودة والحنين ،بدت ملامحها بالأنزعاج ففتحت عيناها لتنصدم من رؤياه ..
صعقت للغاية فتراجعت للخلف بفزع وهى تراه أمامها! ،رؤية وجهه أصبح الأروع لها بعدما كان المحبب لديها ،رفعت يدها على عيناها لتصرخ بقوة وجنون :_أبعد عني …أخرج من هنا …
شعر ببرودة تتسلل لجسده لتجعل دقات قلبه كلوح الثليج …ليدور سؤالا بخاطره هل تلك الفتاة معشوقته!! ، ربما شعر الآن بأختراق خنجر بقلبه فلم يعد يقوى الوقوف ..
ولج “معتز” للداخل سريعاً ؛ فركضت إليه لتختبئ خلف ظهره ،شددت يدها الضعيفة على كتفيه فنقلت رجفتها إليه قائلة بصوت مرتجف _خليه يخرج يا “معتز “…
دمعات عيناها كالسهام المصوبة بحرافية إليه ،حاول “معتز” أن يهدئها قليلا ولكنه فشل …..
لم يعد يحتمل رؤيتها هكذا فرفض البقاء بعد أن أشار “لمعتز” بأنه سيغادر وبالفعل غادر الغرفة بصمت وآلآمه تكاد تكتظ من عيناه …
:_قولتلك هتتعب فى الأول …
قالها “عدي” وهو يقترب منه بعيناه الغامضة ليرفع عيناه له بآنين صادح
_كنت فاكر حبنا أقوي من كدا
إبتسم بتهكم :_والمعني ؟ ..
زفر بألم ليطول صمته فيقطعه بعزيمة
_مش هستسلم يا “عدي” هحارب عشانها ..عشان حبي ليها وإبني اللي فى بطنها مستحيل هسيب دا كله لمجرد سوء فهم ! ..
أقترب منه بخطاه الثابت ليرفع يديه على كتفيه بأبتسامته الفتاكة
_دا وسام عيلة” الجارحي” اللي للأسف الشديد أنت بقيت منها ..
تعالت ضحكاتهم الرجولية ليسودها الوعد بعدم أفتراق العشق مجدداً ولكن هل سيسطيع أن يتحدى زمان وجهها بحقيقة بشعة كهذة ؟ …وخاصة بعد أن نصب الفخ للأيقاع به؟! ..
غادر “مازن” وبداخله فجوة تتسع شيئاً فشيء فكادت أن تسلب أنفاسه ولكنه بحاجة لأن يستمد قواه ليعافر من جديد ….
*************
بغرفة “ياسين الجارحي” ..
ولجت للداخل فوجدته يتمدد على الفراش بشرود كأنه يضع مخطط هائل لحرباً ما ، أقتربت منه بأستغراب _أنت هنا يا حبيبي أفتكرتك بالشركة ! ..
لم يستمع لها فكان يغمره الفكر للغاية ،أقتربت منه بأستغراب فأغلق عيناه ببسمة سرت على وجهه حينما تسللت رائحتها له ،وضعت يدها على كتفيه بلهفة _”ياسين” أنت كويس؟ ..
فتح عيناه ببطيء كأنه تعمد سحر عيناها بما يمتلكه قائلاٍ بصوتٍ كعزف الجيثارة _بعدي المرحلة دي بكتير لما بسمع صوتك بيردد أسمي
رفعت يدها سريعاً وهمت بالوقوف قائلة بخجل وضيق
_دا وقت مناسب للكلام دا !
جذبها لتجلس أمام عيناه ليحرر شعرها من خلف حجابها المحتشم_حبي ليكِ مالوش وقت ولا مناسبة معينة ..
حاولت التهرب بعيناها بعيداً عنه فحاولت جاهدة أن تتذكر ما كانت تود قوله ،فركت يدها بأرتباك فتأملها ببسمة تسلية _أممم نسيتي اللي كنتِ هتقوليه تقريباً للمرة المليون …
تطلعت له بغضب فأبتسم قائلاٍ بمكر_أتعودت على كدا عموماً أنا جانبك أفتكري براحتك ..
وشدد من أحتضانه لها فأبتسمت بعشق خاص له قائلة بخجل _أكيد لازم أفتكر لأني اللي بعوزه منك بيكون مهم ..
إبتسم هو الأخر فحمل هاتفه بتعجب بعد أن على بصوت هاتفه فألتقطه ليقرأ ما به فألتقط جاكيته يرتديه بهدوء ثم توجه للخروج قائلاٍ ببسمته الساحرة_أفتكري براحتك ..أنا تحت فى المكتب
وتركها وهبط لمكتبه بعد أستلامه لتلك الرسالة الهامة من كبير الحرس …
***********
بغرفة “نور” ..
بقيت بمفردها تغني الأناشيد للصغيرة بسعادة تملأ قلبها فقطعها صوت طرقات خافته على باب الغرفة ،سمحت للطارق بالولوج فدلف “عدي” وعيناه أرضاً _كنت حابب أشوف على “رحمة”
إبتسمت بسعادة _”عدي” ! …أتفضل ..
أنصاع له وترك باب الغرفة مفتوح على مصراعيه ثم ولج ليجلس على المقعد المقرب له ،وضعت “نور” الصغيرة بين يديه فأبتسم بحنان ليطبع عدد من القبلات على وجهها ،أنكمشت ملامح الصغيرة لذقنه النامية بعض الشيء رغم أنها تزداده جمالا ، همس لها بحنان _هتخلص منها عشانك
قضى دقائق معدودة وهى بين ذراعيه فكم أراد أن يظل جوارها هكذا ولكن لا ينبغي له التواجد هنا كما عُلم ، نهض قائلاٍ بحرج
_ مش عارف أشكرك ازاي على أهتمامك بيها ؟
تطلعت له بحزن
_ايه اللي بتقوله دا يا “عدي” “رحمة” مكنتش صديقة وبس دى كانت أختي وحبيبتي
بدت أنها طعنت قلبه بنجاح فأغلق عيناه بقوة يحتمل تذكارها ،شعرت به فأبدلت الحديث ببسمة جميلة
_وبعدين أنت قولتلي أني أختك وزي “مليكة” نسيت ولا أيه ؟
إبتسم بسمة جانبية بدى كم من وسامة تزف به
_أكيد يا “نور” ربنا يعلم بمعزتكم كلكم عندي زي “مليكة” ..
ووضع الصغيرة بين يديها
_عندي مشوار مهم وكدا أتاخرت
أخذتها منه ببسمة رقيقة وهى تداعبها بحنان ،ألقي نظرة أخيرة عليها ثم غادر بعد أن لمعت عيناه بغموض كأنه يسترد لقبه الغائب للعودة لشيء من الماضي ! …
*********
بمكتب القصر ..
إبتسم بسخرية _وأنت متوقع أني أخاف مثلا! ..
اجابه كبير الحرس وعيناه أرضاً _ العفو يا فندم بس دي الحقيقة حياة حضرتك فى خطر كبير ممكن يبعت حد يقتلك فى أ….
قطعت باقي كلماته حينما صفع “ياسين” مكتبه بقوة_ما عاش ولا كان اللي يكون تهديد ليا الحيوان دا همحيه من على وش الأرض فى ظرف 24 ساعه ..
صوت تحطيم غزا الغرفة بأكملها ،أستدار “ياسين” ليجدها أمام عيناه ،أطباق الحلوى تحيط الأرض بقطع متناثرة ،عيناها مغمورة بالدامع والصدمة فعلم بأنها أستمعت لحديثه …
***********
بالمشفى ..
إبتسم بخفة _يااه داحنا بقينا عال العال
إبتسمت العجوز بتلهف
_بجد يا ابني يعني هتكتبلي على خروج
ضيق “عمر” عيناه بحزن طفولي
_ كدا عايزة تخرجي وتسبينا كدا أنانية على فكرة يعني عشان بيتك ينور المستشفي تضلم !
تعالت ضحكاتها بلمعة سرت بعيناها بعد عودة الضوء بهما
_الله يجزيك يا ابني
إبتسم قائلاٍ بجدية
_ هكتبلك على الدوا دا والممرضة هتصرفهولك بس لازم تاخديه يا أمي مهم جدا
تطلعت له بأمتنان _ربنا يسعد قلبك يا حبيبي وما توقع فى حوجة أبداً
قبل رأسها برضا_تسلمي يا ست الكل …
وأشار للممرضة بأن تظل لجوارها ،أستدار ليغادر الغرفة الخاصة بالمرضي فتصنم محله مردداً بذهول _”عدي” !
كان يستند على باب الغرفة بجسده الممشق ويتابع ما يفعله أخيه فأنتظر حتى أنهى الكشف وبداخله فخر لما يراه من سعادة ورضا المرضي به فعلم الآن لما أراد تلك المهنة ..
أقترب منه “عمر” سريعاً برعب _فى حاجة حصلت فى القصر ؟ ..
طب ماما كويسة ؟ ..
صمته جعله يخمن أكثر فقال وهو يتفحصه بنظرة شاملة
_أنت كويس فيك حاجه ؟! ..
رفع يديه على رأسه بملل لما يستمع إليه ليشير له قائلاٍ بغضب
_هو أنا لازم يكون فى حاجة عشان أجيلك ! ..
_أه .
قالها بفم يكاد يصل للأرض من هول الصدمة ليكمل بذهول وقد أستدل على دلائل
_المستشفي دي معمولة من خمس سنين مشفتش فيها وشك لا من بعيد ولا من قريب فأكيد لازم أشك أن فى شيء مش طبيعي ! ..
تأمله بنظرات صادقة وخجل يكمن بداخله كأنه لا يعلم من أين يبدأ الحديث؟!
_على فكرة أنا كنت حاسس بيك وأنت جانبي طول الجراحه
قطعه بألم نابع بالصدق _كنت مرعوب عليك يا “عدي” أنت عندي كل حياتي مش اخويا بس ..
رفع يديه على كتفيه بندم على ما فعله بالأمس فلم يتمكن من النوم لذا أتي للأعتذار
_متزعلش مني يا “عمر” أنا مكنتش فى واعيي بجد
إبتسم بفخر وغرور فما يستمع له يخلد بالتاريخ
_عيب يا جدع وأنا أسيبك فى ظروف زي دي أحنا مع بعض فى كل الأحوال دا أذا كنا جايين من بطن واحدة وأستحملتك 9 شهور وأنت مرمي جانبي مش هستحملك الأيام دي ..
تحاولت نظرات “عدي” للغضب الجامح فأبتلع ريقه بخوف
_ولا كأني أتكلمت أعتبرني نسمة هوا عليلة …
لم تتبادل ملامحه فجذب دفتر الكشف قائلاٍ برعب مصطنع
_بيقولك عيب تمد أيدك على مؤظف شريف أثناء تأدية عمله النزيه
إبتسم “عدي” قائلاٍ بنفاذ صبر _مفيش فايدة فيك
إبتسم بفرحة لرؤيته يجتاذ أصعب مرحلة فأشار له “عدي” بعدما قرأ رسالة هاتفه بغموض
_لازم أمشي سلام ..
أشار له ومازال بحالة عدم تصديق لزيارته أما “عدي” فخطى أول خطوات صنعها بنفسه لخوض معركة ما حدد الموعد بذاته ليكون له التوقيع …
هبط للكافيه الخاص بالمشفى وعيناه محفورة بنظرات سائدة بين الغموض والثقة بذاته ، بقى قليلاٍ هكذا يتراقبها وهى تحمل أكواب القهوة من المقهي وتتقدم للطاولة التى تخص أفراد الشرطة ،أرتدى نظارته السوداء ثم أقترب منها ببطيء لتصطدم به فهوت الأكواب أرضاً ؛ فصرخت بغضب دون النظر إليه _أنت أعمى ! ..
ونهضت بغضب زاح بعدما رأت من يقف أمام عيناها ، طالة خاطفة للأنفاس بجسد ممشوق وصدراً قوي ،خصلات شعره البني متناثرة علي نظارته السوداء التى تخفى ملامح عيناه بحرافية ، عطره الأخاذ ذو الرائحة المختلفة كأنه خصص له …
بقي ثابتٍ محله يتأملها بنظرة واثقة من علمه بما يجول بخاطرها ! ..
اسرع إليها الشرطي فصاح بغضب دون رؤية وجهه
_مش تفتح يا ح…
بترت كلماته حينما أستدار بوجهها بعد أن أزاح نظارته بغضب لتحل لعنته قلبها ،أرتجف الشرطي فوقف يأدي التحية بأحترام …
أشار له “عدي” فوقف بسكون وهى بهالة من الأحلام أذاً هذا هو الوحش الثائر “عدي الجارحي” الرئيس الخاص بتلك المهمة التى كلفت بها مع مجموعة من الظباط ! ..
لا تعلم بعد بمكره الذي سيفتك بالجميع فربما هناك لقب خفي جوار لقبه المنسوب ! …
…..من هنا نسلك طريقاً أخر بالراوية لنكون على أول سطورها لنجمع عاشقة وعاشق قرر خوض معركة مختلفة من نوعها ولكن ماذا لو كشف لغزاً ما مرتبط “بياسين الجارحي” ؟!!!!!! …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسياد العشق (أحفاد الجارحي 4) )