رواية أسرني صوته الفصل الأول 1 بقلم سماح نجيب
رواية أسرني صوته الجزء الأول
رواية أسرني صوته البارت الأول
رواية أسرني صوته الحلقة الأولى
إنتى يازفته ياللى إسمك زينه ، هتفضلى نايمه طول الليل والنهار كدا ، ولا ليل إيه بقى دا إنتى سهرانه طول الليل ونايمه بالنهار مخلفه خفاش ياربى ..
احمد : سيبيها مخموده يا امى ، دى بتقوم ببطنها ، دى مفجوعه بتقضى على الأخضر واليابس..
الام : بس إسكت إنت كمان ، مش نقصاك ، الإسم إنى مخلفه بنت ، المفروض تساعدني وتقوم بشغل البيت زى باقى البنات ، إنما دى زى قلتها أكل ومرعه وقله صنعه ..
: يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم ، إسطوانه كل يوم ، إييييه مابتزهقوش مابتملوش من الكلام ..
الام : يابجاحتك ياشيخه ، وليكى عين تتكلمى ، إنتى يابت إنتى أنا مش قايلالك إمبارح تتخمدى بدرى علشان تصحى بدى علشان عندنا شغل كتير فى البيت
زينه : طيب بوراحه بس يأمى ، هو الشغل هيطفش هى الشقه إشتكت ، يارب المواعين تموت ، يارب الغسيل يموت هو كمان ، أنا مش عارفه إحنا ليه مش بنجيب حاجات إستخدام المره الواحده ناكل ونرمى ونلبس ونرمى ، مالدنيا سهله وبسيطه اهى معقدنها لييه بس ياربى ، لازم ضهرنا يتقطم من الوقفه على الحوض والغساله ياربى ..
الام وهى بتجز على أسنانها : قومى من وشى السعادى علشان ماخلصش عليكى ، هو إنتى يامعفنه بتعملى حاجه اصلا ولا بتحطى إيدك فى شغل البيت ..
زينه بصدمه وهى بتبص لاحمد اخوها : ليه ياربى وعدتنى بأم مفتريه ، بقى أنا مش باعمل حاجه اومال مين لسه عامل من كام يوم مكرونه وبطاطس وبانيه ، يرضيك كدا ي ابو حميد ، الست دى مش حقانيه يخونك أكلى اللى باعمله كل يوم ..
احمد: ايوه أنا شاهد على كدا طبعا ..
الام : يلا يامعفنه منك له ، والأكل دا بتعمليه لمين يابت مش ليكى وللمعفن اخوكى دا ، وفى الاخر ادخل الاقى جبل مواعين والبوتاجاز واقع عليه نص الاكل والحلل محروقه والمطبخ يضرب يقلب ..
زينه : أنا الحق عليا إنى بأكلك إبنك بدل ماينزل يتشرد فى الشوارع وياكل من على العربيات ويتعب ويقرفنا معاه ، ولا يدخل يصحيكى من النوم ويقلقك ، شوفتى بقى إنك ظلمانى وإنى طيوبه وكيوته وقمر ..
احمد : دا أمر بالستر هههه..
الام : باااس ، إنتو إيه جبلات ، متخلفين ، بصى يابت إنتى من النهارده هتساعدينى فى شغل البيت وهتنامى وتقومى معانا ، مافيش سهر ، مافيش أكل بعد نص الليل ، مافيش تليفونات الراوتر هيتقفل من الساعه 12 ، فاهمه ولا لأ ؟
زينه : والله دا ظلم ظلم ..
احمد : طيب وأنا ذنبى إيه؟ أنا كمان أتحرم من الفون والأكل ، هو أنا اللى هاعمل شغل البيت ولا هى ..
الام : ماهو إنت اللى بتساعدها وبتتحجج بيك ، وبعدين تعالى هنا ، إنت بتقدر تصحى بدى إزاى لشغلك وإنت يعتبر صاحى طول الليل ، ولا تكونش بتروح تكمل نوم هناك فى الشغل..
احمد : أنا ، ابدا والله ، دا حتى المدير مبسوط من شغلى ودايما بيشكر فيا وفى نشاطى وتميزى..
زينه : قول ياخويا قول ، هو يعنى الكلام بفلوس ، ولا هنروح نسأل مديرك عن مستواك ..
احمد : بس يافاشله ، لا فالحه فى شغل البيت ولا فى شغل بره ..
زينه : على فكره بقى أنا اللى مش عايزه اشتغل ، أنا لو قولت ياشغل هالاقى الف وظيفه من الصبح بس هى النفس بقى ..
احمد : النفس ؟ ليه هو طبق محشى وعايز نفس علشان يتاكل ..
زينه : تصدق ياض أنا جوعت ، لما شافت نظراتهم إتراجعت وكملت إنت عارف إنى مش باحب ربطه شغل الحكومه وافضل طول اليوم مرزوعه على المكتب أنا عايزه شغل فيه حركه كدا وكل يوم تغيير مش روتين ممل وفوت علينا بكره ياسيد ..
الام وأحمد : أممم ، ودا هنجيبهولك منين بقى إن شاء الله ؟
زينه : أنا بافكر افتح مشروع أكل اون لاين ، هأعمل مكرونه وبطاطس وبانيه ومحاشى ومكرونه بشاميل والذى منه ..
احمد بضحك : أيوااااا وتطمعى فى الاوردر تاكليه والزباين يرنوا علشان يستلموا تقوليلهم نأسف لهذا العطل الفنى ، يابنتى بطلى تفكرى فى الأكل شويه هنفجروكى بعد كدا..
زينه : بس يامحبط وأنا اللى كنت ناويه أشتريلك فيزبه واشغلك معايا دليڤرى ..
احمد : لاااا الله الغنى خلى افكارك ومشاريعك لنفسك أنا مستغنى عنها ..
زينه : يلا ماليكش فى الطيب نصيب ، ومسيرى هأنفذ المشروع دا وابقى اشهر شيف فيكى يامصر والعب بالفلوس لعب ومش هألعبك معايا ..
احمد : مش عايز ياختى سايبلك السوق كله إلعبى فيه براحتك بس هتجيبى راس المال منين ياست غاليه ..
زينه : ماهو دا اللى محيرنى ومعطلنى ..
الام : يلا خلصتوا احلام ولعب يلا كل واحد يقوم يشوف هينيل إيه ..
زينه : دايما كدا كاسرين نفسى ومهبطين عزيمتى ، أنا اصلا إتولدت غلط فى العيله دى ، محدش مقدر موهبتى إطلاقا ..
الام : يلا ي ام موهبه إنتى إدخلى المطبخ وورينا موهبتك فى اللى منتظرينك فى الحوض جوه ..
قامت وقفت بعصبيه وهى ماشيه سمعت أحمد وهو بيتكلم : ماقولتيلهاش الحقيقه ليه ي ماما ..
الام : حقيقه إيه يابنى إنت كمان .
احمد : إنها اصلا مش بنتك وإنك لاقيتيها قدام باب البيت وإنتى جايه من السوق ..
وقفت زينه مكانها وهى مصدومه وهى بتشاور على نفسها بصوباعها وسايبه بوقها مفتوح ..
الام بصت لاحمد بقله حيله ووقفت علشان تدخل المطبخ وهى معديه على زينه رفعت إيدها وقفلتلها بوقها وقالت : يلا ي آخرة صبرى قدامى ،ليه يارب ترزقنى بعيالى الإتنين هبل ومتخلفين ، أكيد دا ذنب وبيخلص أنا عارفه ، دا اكيد ذنب أمى علشان ماكنتش باسمع كلامها لما كانت بتقولى إنزلى جيبيلى طلبات من تحت وماتلعبيش وأنا ماكنتش باسمع كلامها وكنت باقعد العب مع العيال ، اهو ذنبك بيخلص من عمايل عيالى ي أمى .
زينه : ايواااا يابطووط اتاريكى كنتى خلبوصه من زمان وإحنا مانعرفش ، ماتسيبك من المطبخ والشغل وتقعدى تحكيلنا على مغامراتك يابطوط ..
الام : بطلى غلبه وإمشى قدامى يابت ، قال مغامرات قال ..
زينه وهى بتلعب حواجبها لاحمد : وطلعت بنتها وطلعت بنتها ..
احمد بصلها من فوق لتحت ومشى ويادوب خطوتين ووقف على صوتها : ابو حميد ماتنساش بقى شيكولاتاتك وايس كريماتك ومسلياتك علشان نسهر بما إن الحاجه هتقفل علينا المطبخ ووعد منى هابقى العبك معايا بالفلوس لما اتغنى ..
احمد ضرب إيد على إيد وشاورلها على عيونه وحرك شفايفه : من عيونى ياضى عيونى ..
زينه وهى بتحرك شفايفها زيه : بأعشق امك ياض ..
أحمد وهو بيجز على أسنانه :بيئه جاتك القرف فى الفاظك ..
نزل احمد لشغله ودخلت زينه مع مامتها المطبخ وطبعا كان الوقت كله هزار برخامه من زينه..
بعد شويه مامتها لاحظت سكوتها وإنها مش مركزه معاها خالص ولا حتى سامعاها وهى بتتكلم ..
فاقت زينه على حاجه خبطت فيها بصت لاقاتها طمطمايه اللى وقعت عليها ، مسكتها وبدأت تاكل فيها ..
امها بغيظ منها : كنتى سرحانه فى إيه يابت ، لا وكمان مش بتضيعى وقت واخدتيها اكلتيها .
:الله فى إيه يامامتى ، حتى الطمطمايه بصالى فيها ، إنتى أم إنتى ..
: ايوا يابت عيشيلى بقى دور الصعبانيات دا ، باكلمك بقالى ساعه ومش بتردى عليا فيكى إيه؟
: هأتكلم بجد بقى وماتتريقيش عليا ..
: إتكلمى يابنتى حد ماسكك ..
: ماما أنا بجد متضايقه اوى من نفسى طول اليوم أكل واشرب وماسكه الفون وشغل البيت اصلا مابياخدش وقت كتير ..
: مانتى ياقلب امك بتقومى من النوم تلاقى كل حاجه خلصانه هتحسى بالشغل إزاى بقى ؟
: طيب اعمل ايه ياماما ، حاضر من بكره هاصحى من الفجر اخلصلك الشغل كله طيب وباقى اليوم هأعمل إيييه ..
: طيب إنتى دلوقتى عايزه إيه يازينه ، شوفى ياحبيبتى اللى عايزه تعمليه وأنا معاكى فيه ..
: طيب هافكر واقولك ، يلا إطلعى إنتى بقى ريحى شويه وأنا هاخلص كل حاجه واجيلك اقولك على اللى بافكر فيه ..
: طيب خلينى معاكى علشان نخلص بسرعه ..
: لا ياقلبى إرتاحى إنتى بس وأنا مش هتأخر ..
طلعت مامتها وهى بتخلص شغل المطبخ والطبخ وعقلها مشغول وبتفكر فى الايام الجايه واللى هتعمله ..
زينه بنوته بشرتها خمرى عيونها عسلى شهرها بنى وإلى حد ما ناعم ، جسمها مليان شويه ومش بتعرف تسيطر على شهيتها وبالذات بعد وفاه باباها اللى كانت متعلقه بيه جدا ، وهى كمان عاشقه للحلويات والشكولاتات والايس كريم ، كل يوم تقرر تبدأ دايت ولكن محاولاتها بتبوء بالفشل وبتضعف وترجع تاكل تانى ويتبخر قرارها قصاد جمال الاكل وإغرائاته ..
لكن المرادى اخدت القرار بجد وكلها عزيمه وإراده إنها تنزل الجيم وتبدأ دايت علشان ابسط حاجه تكون راضيه عن شكلها ونفسها وتزود ثقتها في نفسها ..
وفعلا إنتظرت لما إتجمعوا كلهم على الغدا وقررت إنها تقولهم على قرارها .
: ماما ، احمد ، أنا اخدت قرار وبإذن الله بإذن الله هانفذه ..
الام: خير يارب ، ياخوفى من قراراتك دى ..
احمد : إستنى بس ياماما لما نشوف قراراتها ..
: فى إيه ياجماعه فين تشجيعكم ليا ؟
: إنجزى يابت لإما والله اكل وماسمعلك إخلصى ..
: انا خلاص قررت انزل الجيم وابدأ دايت ..
احمد ماردش عليه وبدأ فى الأكل..
زينه خبطت بالمعلقه على السفره : هو فين رد فعلكم ، فرحتكم تشجيعكم أى حاجه يعنى ..
احمد بإستفزاز : برافو ، حلو اوي القرار دا، يلا بقى إفتحى البلكونه وإرميه منها علشان ماقومش أنا ادلدلك منها علشان اخلص منك ومن قراراتك وبيكمل اكله ..
زينه: إنت واحد محبط اصلا ، أنا مش مستنيه دعم من حد ولا بقيت هاتكلم معاكم اصلا فى حاجه ..
الام : الأصح إنك تقولى مش مستنيه اخد ثقتى فى نفسى من حد ، إنتى قمر ياقلبى ماشاء الله خليكى واثقه فى دا ، وزنك زايد شويه إيه يعنى ، نظبط الاكل مع شويه رياضه وهنبقى زى الفل ، لو مقتنعه بنفسك كدا يبقى بلاها دايت ولا رياضه ، مش وزنك ولا شكلك اللى هيفقدوكى ثقتك بنفسك ، واخوكى هو مش مهتم بالعكس هو خايف من حالتك اللى بتوصليلها بعد كل مره بتقررى تبدأى فيها دايت وترجعى توقفى كل حاجه وتدخلى فى إكتئاب وتبدأى فى رحله إحباط وعذاب ليكى ولينا ، فلو فعلا ناويه تبدأى وعندك إراده قويه هتلاقينا معاكى وبنساندك …
أحمد : وأنا ياستى هاحجزلك بنفسى فى الچيم وعند الدكتور ، بس لو هتستمرى فعلا ..
زينه : بإذن الله هابدأ وهأكمل للآخر وكل دا علشان نفسى وصحتى فى المقام الأول مش علشان فاقده الثقه ولا حاجه ..
كملوا أكلهم وهما بيتكلموا ..
وبالفعل احمد حجز لزينه عند دكتور وفى الچيم كمان وزينه بدأت تتابع وتنزل الچيم وكل ماتضعف تلاقى احمد ومامتها يساندوها ويشجعوها تكمل ..
اخدت فتره تعبانه وحاسه جسمها مكسر وعضلاتها وكل حاجه فيها بتوجعها ..
اول يوم دا كان بالنسبالها مأساه .
اول ماطلعت على المشايه وجريت شويه كانت حاسه إنها هيغمى عليها ولا وهى بتعمل تمارين البطن المفروض تعمل 30مره يادوب 15بالعافيه وتنام ماتقومش وكل تمرين كانت المفروض تعمله كانت بتقع فى نصه من التعب ومش بتكمله اللى كان مصبرها الضحك والهزار اللى كان مالى المكان وإنها مش هى لوحدها اللى بالوضع دا ، هى فى الاول كانت محرجه من جسمها وعندها ثقه إنها مش حلوه وإزاى كل دا اللى حواليها هيشوفوه بس لما دخلت وإندمجت لقت كل واحده مركزه فى تمرينها ومحدش بيعلق على شكل حد ولا وزنه ودا اللى شجعها تكمل وفعلا مع الإستمرار الوجع دا خف وخلاص جسمها إتعود على التمرينات والآلات ..
وعملت صداقات مع البنات وبدأت ثقتها فى نفسها تزيد كل يوم عن اللى قبله وعرفت إن مش كل الناس مهتمه بشكل اللى قدامها وإن كل واحد ربنا عطاله جمال مختلف عن التانى ، ومن هنا بدأت تضحك وتهزر وتركز على إزاى تستمر وتظبط وزنها ..
زينه بتكلم مامتها فون وهى خارجه من الجيم : أيوه ياماما أنا خلاص خلصت اهو ، هاجيب حاجه من الصيدليه وجايه علطول ..
دخلت الصيدليه وطلبت اللى عايزاه من البنت اللى واقفه وحاسبت وهى طالعه شافت ورقه مكتوب عليها مطلوب آنسه للعمل، فرجعت تانى للبنت : إنتوا محتاجين حد يشتغل فعلا ..
البنت: ايوه عايزين حد شيفت صباحى ..
زينه : لازم تكون عندها خبره ولا إيه النظام ..
البنت : المفروض تكون عندها خبره بس لو مش موجوده ممكن تدرب معانا شويه ولو بدأت تفهم الشغل بسرعه ممكن تشتغل عادى .
:ومين اللى هيدرب ..
البنت : ممكن مع الدكتور وشاورت بإيدها على حد قاعد قدام شاشه كومبيوتر او ممكن تقف معايا اسبوع هتكون عرفت وفهمت الشغل كويس ..
: أممم خلاص تمام شكرا لحضرتك ..
البنت : إيه رجعتى فى كلامك ولا إيه ؟
: لسه هافكر واقرر ولو ليا نصيب هاجى تانى ..
البنت : تمام ياجميل ، وأنا منتظراكى ..
طلعت زينه وهى فى حيره وصراع نفسى ، ممكن أهلها يقبلوا إنها تشتغل فى صيدليه ولا هيرفضوا ، طيب هل هى هتقدر على مسؤولية شغل الصيدليه ومرضى وادويه ولا زى ما احمد بيقولها هتبقى فاشله وتضيع الدنيا ..
مشيت وهى بتدعى ربنا يكتب لها اللى فيه الخير ..
روحت البيت ودخلت اخدت شاور وطلعت لمامتها ودخلت تساعدها فى تجهيز الغدا ..
: زوزو جهزى طبق السلطه على ماطلع الفراخ من الفرن ، مامتها بقت بتتعمد تعمل اكل صحى ومناسب لنظام زينه علشان ماتضعفش وترجع تانى زى الاول ..
بعد شويه احمد وصل وبدأت تساعد مامتها فى رص الاكل على السفره ، وطول ماهى قاعده بتنقل عينيها مابينهم ومش عارفه تبدأ الكلام إزاى ..
مامتها وأحمد ملاحظين دا بس مستنينها هى اللى تبدأ وتتكلم.
واخيرا اخدت نفس وطلعته على مراحل وهما لما شافوها بتعمل كدا بصولها وأحمد إتكلم : مالك يازوزه فيكى إيه ؟ إتكلمى إحنا سامعينك ..
امها مسكت إيدها بتشجيع وضغطت عليها ..
زينه بدأت تحكيلهم الحوار اللى دار بينها وبين البنت اللى فى الصيدليه وهما إدوها فرصتها تتكلم من غير ماحد يقاطعها لحد ماخلصت وإنتظرت رأيهم ..
احمد إتكلم الاول : وإنتى عايزه تشتغلى ليه يابنتى ، هو أنا مقصر معاكى فى حاجه ؟
زينه مسكت دراع اخوها وحضنته : لا طبعا ياحبيبى ، بس انا عايزه احس إنى باعمل حاجه مفيده ويكون ليا شخصيتى ، وبعدين لما أشتغل فى صيدليه أحسن مااقف فى سوبر ماركت ولا فى بوتيك أو هايبر ..
الام : ماهما الناس برضه هيقولوا بياعه ..
: بياعه علشان باشتغل فى الصيدلية اومال لو فى محلات هيقولوا إييه ..
احمد : الناس اخر همى ياماما ، وكدا كدا بيتكلموا ، بس إنتى كان حلمك تفتحى مشروعك الخاص أكل بيتى إتنازلتى عن حلمك ولا إيه ؟
: القصه مش حلمى وإتنازلت عنه ، لأ الفكره إنى ماكنتش مستعده اختلط بالناس والعالم اللى بره دا ، وطبعا محتاجه راس مال علشان اجيب خامات وابدأ المشروع ولسه عايزه شويه وقت على ماأتعرف واعمل أكل مميز ولذيذ يخلينى اكسب ثقه الناس ، ف أنا حاليا عايزه اشتغل وأثبت نفسى لنفسى وبعدين ممكن افكر فى مشروعى الخاص وحلمى ..
الام : طبعا عارفه إنك طالما هتشتغلى فى صيدليه هيمر عليكى مواقف كتير صعبه ، ناس تعبانه وناس متعوره وحالات كتير اوى..
:طيب وماله ودى فيها إيه ؟
احمد : فيها إن حضرتك اصلا بتخافى من الحقنه ، وبنفضل نقنع فيكى يومين علشان تاخديها ..
: شوف إنت اللى قولت اهو ، اخودها مش اصرفها للناس ..
احمد :ولو حد طلب منك تديهاله؟
: وأنا مالى بيه بقى ، هو يدخل اصرفله الروشته يتوكل على الله ويورينى جمال خطوته ، مش بأدى حقن لحد أنا ..
الام : عموما فكرى تانى وخودى قرارك على مهلك..
: توكلنا على الله طالما موافقين على المبدأ نستخير ربنا ونشووف .
قامت زينه بعد ماخلصوا أكل تدخل الاطباق المطبخ ..
هاعملكم كوبايتين شاى فى الخمسينه إنما إييه عنب..
دخلت زينه تعمل الشاى وهى بتشطب المطبخ وطبعا عملت لنفسها شاى اخضر علشان الدايت..
الام : أنا خايفه عليها اوى ي احمد ، اختك مش حمل مرمطه ولا شغل ولا إنتكاسات تانيه ، كفايه اللى شافته ومرت بيه ..
احمد : ماتقلقيش ي حبيبتى ، لازم تتعب وتشتغل وتقابل ناس وتقابل الكويس والوحش وتتعرض لمواقف علشان تقدر تفهم الناس اللى حواليها ، مش هتفضل طول عمرها فى قوقعتها لازم نديها فرصه تطلع من الشرنقه اللى حاطه نفسها فيها وماتقلقيش أنا وإنتى هنكون دائما فى ضهرها ووقت ماتحتاجنا هنتدخل ونساندها ..
: ربنا معاكم ياضى عيونى ويسهلكم كل صعب ويفرحنى بيكم يااااارب ..
فات كام يوم وزينه متردده مش عارفه توافق على الشغل وتستلمه ولا تعمل إيه ..
زينه لنفسها : اصلا فات كام يوم ممكن لما اروح الاقى حد تانى اخد الشغل ، وقتها هاعرف إنى ماليش نصيب فيها ..
الصيدليه جنب الجيم اللى مشتركه فيه وهى داخله عدت من قدام الصيدليه وشافت الإعلان لسه موجود ..
: خلاص دى فرصه اخيره هأطلع ولما اخلص هادخل لو لاقيته لسه موجود وتبقى دى اخر إشاره ليا ..
خلصت التمارين بتاعتها ودخلت الصيدليه بحجه إنها بتشترى حاجات وقالت ممكن البنت تفتكرها وهى اللى تبدأ معاها الكلام ..
وفعلا البنت اول ماشافتها : مش إنتى اللى كنتى هنا من كام يوم وإتكلمنا عن الشغل ..
: ايوه أنا ..
: طيب وفكرتى ولا إيه ظروفك .
: بصراحه لسه متردده وخايفه اعك الدنيا ودى أرواح ناس ..
: يابنتى ماتقلقيش إنتى لسه هتدربى وتقفى معايا كام يوم على ماتتعرفى على أماكن كل حاجه وتعرفى اسماء الادويه وكل نوع لإيه وتشتغلى على الجهاز وحاجات كتير بس ماتقلقيش الموضوع مش صعب وبالممارسه ويوم عن يوم هتعرفى كل حاجه..
: أممم طيب خلاص نجرب ونشوف ..
: أبلغ الدكتور وتتكلموا وتتفقوا مع بعض ..
: ماشى بس إمتى ؟
: دلوقتى لو تحبى الدكتور موجود اهو ..
زينه لنفسها : بالسرعه دى ، دا إيه التدبيسه دى ياربى ..
: بتفكرى فى إيه تانى ؟
: مش عارفه ، طيب هو إنتى هتمشى من هنا ليه ؟
البنت رفعت إيدها قدام وش زينه : فرحى قرب ويادوب ألحق اخلص تجهيزات ..
: اه الف مبروك ربنا يتمملك على خير، تمام شوفى الدكتور كدا علشان اعرف هابدأ شغل إمتى ..
البنت دخلت جوا شويه وإتكلمت مع الدكتور اللى طلع بعد شويه .
مدحت دكتور صيدلى ملتحى لحيه خفيفه مهذبه بشرته قمحى طويل وجسمه متناسق عيونه سوده ..
مدحت : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
البنات ردوا السلام ..
مدحت : إتفضلى ي انسه إؤمرى ..
زينه بغيظ : الأمر لله ، حضراتكم اللى طالبين حد يشتغل والأنسه هى اللى اقنعتنى بالشغل ودلوقتي قالتلى إن حضرتك هتتكلم معايا علشان اعرف نظام الشغل وكل الكلام دا ..
مدحت : أممم تمام ، نتفق النهارده على الأساسيات ومن بكره إن شاء الله تبدأى شغل علشان تلحقى تدربى مع هاله قبل ماتمشى وتكونى عرفتى اكبر قدر ممكن عن الشغل ..
زينه : تمام بإذن الله..
قعدت مع الدكتور وإتفقوا على ميعاد شغلها إمتى يبدأ وإمتى ينتهى وخلاص هتحضر من بكره إن شاء الله علشان تتدرب ..
روحت زينه وهى مش عارفه اللى بتعمله دا صح ولا غلط هل هتبقى قد المسؤولية وهتكمل فى الشغل ولا هتتعب وتنخ من اول كام يوم قررت تسيب كل حاجه لوقتها ودعت ربنا إنه يوفقها فى اللى جاى..
بدأت الشغل وبرضه مكمله فى الجيم بتروح ساعه بعد الشغل وتروح البيت بعد يوم طويل حاسه إنها مهدوده ، ومع ذلك عندها إصرار رهيب إنها تكمل ، ودا اللى كان مفرح والدتها وأخوها وهما شايفين شخصيه تانيه خالص غير زينه اللى هما عارفينها ..
يومها بقى مشغول ومافيش وقت تفكر فى اى حاجه سلبيه يادوب بتصحى بدرى تعمل التمارين اللى بتعملها فى البيت وتفطر وتنزل شغلها تخلص تطلع الجيم وترجع بيتها تساعد مامتها لو فى حاجه محتاجه مساعده بالرغم من رفض مامتها واللى بتقولها إنتى طول اليوم بره وتعبانه بس زينه كانت عندها طاقه وماكانتش ابدا بتحس بتعب من شغلها لانها حاسه إنها بتعمل حاجه حلوه ومفيده ..
فى يوم وهى فى الجيم سمعت بنات بيتكلموا على درس فى المسجد اللى جنب الجيم وإنهم بيحضروه وقد إيه الشيخ كلامه مريح جدا ومفيد وبيعلمهم دينهم بكل بساطه ويسر ، ولما لقوها مركزه معاهم إقترحوا عليها تحضر معاهم وتجرب لو عجبها الدرس وإستفادت منه تحضر معاهم دايما ..
زينه : طيب هاكلم ماما واقولها وأشوف ..
وبعد محاولات مع مامتها اللى كانت رافضه علشان التأخير إلا إنها فى الاخر وافقت وبالفعل حضرت مع البنات وأعجبت بطريقه وأسلوب الشيخ ، الدرس بيبقى ساعه قبل آذان المغرب ، البنات فوق فى الدور الثاني من المسجد والشباب مع الشيخ تحت.
بعد فتره خلاص هاله سابت الشغل وزينه بقت متمكنه كتيير وأى حاجه بتقف معاها بتكلم الدكتور من التليفون الارضي وتسأله عليها وهو كان بيجى نص ساعه قبل ماهى تمشى يظبط معاها لو فى حاجه فى الشغل محتاجه مساعدته ، ويادوب التعامل بينهم كان على قد السؤال وإجابته ودا اللى كان مطمن احمد ووالدته وبالذات بعد ما احمد راح قبل ماتستلم الشغل وسأل عن الدكتور وعرف إنه شخص محترم جدا وكل الناس شكرت فيه وفى أخلاقه ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرني صوته)