روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثالث عشر 13 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثالث عشر 13 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثالث عشر

رواية أسرت قلبه الجزء الثالث عشر

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثالثة عشر

(سقطت في الخطيئة )
-اتأخرتي ليه يا نوران ؟!
قالتها والدتها وهي تنظر لوجهها الشاحب …كانت تتمعن بها وهي قلقة ..هي لم ترى هذا الشحوب على وجه ابنتها من قبل ….اقتربت دلال من ابنتها وهي تقول :
-مالك يا بت فيه ايه؟!
زاغت عيني نوران كي لا تنظر لعيني والدتها ….كانت تشعر بتأنيب الضمير ….لا يمكنها اصلا أن تصدق انها تصرفت بتلك الطريقة ….أنها رمت شرف العائلة …شعرت وكأن العالم يدور بها …تمنت أن تنشق الأرض وتبلعها أو تموت …..
-تعبانة شوية يا ماما ….
ثم انسحبت وذهبت إلى. غرفتها سريعا … اغلقت الباب وهي تشعر بشئ بشع يجثم على قلبها ……انهارت نوران على فراشها وهي تبكي بعنف وما حدث يدور في عقلها…. يهاجمه بشراسة ….لقد خسرت ….خسرت كل شئ …..دفنت وجهها في الوسادة وهي تتذكر كل شئ …كيف تم سلب منها براءتها ولكن الخطأ خطأها أيضاً….هي من سمحت له بفعل هذا …هي من فرطت في شرفها لواحد حقير مثله …هي السبب …..
بكت اكثر وهي تشعر بالقرف من نفسها …لقد خسرت كل شئ …لقد اعتدي عليها من تحب وهي لا تستطيع الكلام حتى …لا تستطيع أن تلجأ لشقيقها لان هي من اخطأت بالبداية …ولكن الخطأ كان خطأ الجميع لم يهتم بها أحد ….الجميع كان يهتم برحيق …حتى والدتها رغم معاملتها الجافة أصبحت تهتم برحيق الان …لا احد يحبها …الجميع يقف بصف رحيق تلك …الجميع فقد عقله ونسوا أنها ابنة المرأة التي سرقت ووالدها ….نست أنها ستكون كوالدتها ….عينيها التي تذرفان دموع كانت تلمعان بحقد …أنها تكره تلك الفتاة. ..تتمنى لها الموت هي السبب في الذي هي فيه الآن …ولن تسامح أهلها على الذي وصلت له الآن…لو اهتموا بها …لو فضلوها على رحيق لم يكن لتنزلق إلى هذا الطريق….الآن هي لن تستطيع الزواج …وبالطبع عادل لن يتزوجها …لقد القى الحقيقة بوجهها ….أغمضت عينيها والدموع تنفجر من عينيها أكثر …. رباه… رباه ماذا تفعل الآن …لو علم أمجد بما فعلته سوف يقتلها …ولو تزوجت وانكشفت الحقيقة سوف تكون بوضع صعب …لولا أنها تخاف الله لأنتحرت في تلك الله …ولكن اين كان خوفها من أهلها وهي تبعث له تلك الصور…تجاريه فيما يطلبه منه مهما كان فاحش وشاذ ….كيف فعلت هذا بنفسها يا الله. ..ليتها تموت …حقا ليتها تموت !!
نهضت بتعب من الفراش وهي تتجه نحو خزانتها ثم أخرجت لها ملابس ….جسدها كان يرتجف وما حصل يهاجم عقلها بضراوة ….تريد أن تنسى …تتمنى أن تنسى ولكنها لا تستطيع….كل شئ في عقلها…..عقلها ما زال يحتفظ بكل لحظة من تلك المأساة …ابتعدت عن الخزانة ثم اتجهت إلى الخارج نحو الحمام …فتحت الباب ثم اغلقته ….
.
بعد ثواني فتحت صنبور المياه
ثم وقفت تحت صنبور المياة وهي تدعك كل جزء في جسدها بينما تبكي بعنف …واللحظات التي عاشتها معه هاجمت عقلها بشراسة وجعلتها تشعر بالقرف من نفسها …لقد خسرت شرفها .. فرطت بنفسها ولكنها لم تستمتع بأي شئ …الامر كان اشبه بالإغتصاب ….لقد انتهكها من عشقته …لقد توسلته …قبلت قدمه ان يرحمها…ولكنه ابدا لم يرحمها بل ظل ينظر إليها بسخرية …يأمرها بكل وقاحة أن تنفذ ما يقوله …كان اسوأ يوم في حياتها …فكرت أن تهرب ولكن الصور التي كانت معه جعلتها تتراجع عن هذا الأمر لانها جبانة خافت ان تقف امامه …لانها جبانة خافت ان تقول لا …توقف …..انفجرت الدموع اكثر وهي تشعر ام قلبها سوف ينفجر داخل صدرها …كان الامر رهيباً …انها تموت …حقا تموت الآن …..ضاع شرفها ….اغمضت عينيها بقوة وهي تتذكر ما حدث الذكريات تتسرب الى عقلها….تشعر بالإشمئزاز من نفسها ….شهقت وهي تتذكر كل شئ
……
امسكت العبوة بذهول وقد انسابت الدموع من عينيها ….نظرت إليه وقد اتسعت عينيها بصدمة وهي تقول بإختناق؛
-اي….ايه ده ؟!
-مش شايفة ولا ايه يا عينيا ….دي حبوب منع الحمل…..
-انت مجنون…مجنون …بتفكر في ايه ؟!اللي في بالك ده مستحيل يحصل ….انت مستحيل تلمس مني شعرة وانا همشي دلوقتي ….
ابتسم بشر وقال:
-وانا مش همنعك يا بيبي بس افتكري أنك مسافة ما تخرجي من هنا أنا هبعت الصور دي لاخوكي عشان يتفرج على جمال اخته…ايه رأيك يا قمر ….
نظرت إليه والدموع تنفجر من عينيها بقوة ….اقترب منها وهو يقول :
-ايوة هو ده اللي انا عايزه …عايزك كده تكوني مكسورة ملكيش عين تبصي في عيني وتتحديني ….عرفتي بقا أنك واحدة شمال ….كنتي بتتقلي عليا بس مخدتيش في ايدي غلوة…غبية افتكرتي اني هبصلك او هحبك …انتِ واحدة عشان تسليني وبس…يالا يا حبيبة قلبي نفذي اللي بقوله من غير كلام أنا مش عايز ازعلك …خلينا نقضي يوم لطيف مع بعض
……
عادت من شرودها ودموعها تتسابق بقوة أكبر لقد سقطت في الهاوية !!!
……….
لم تصدق اذنيها عندما اخبرتها ميادة بأن الدكتور يوسف سمح لها أخيرا بحضور محاضراته ….كانت تظن انها تمزح ولكنها الآن تقف امام باب المحاضرة متأخرة كالعادة …ترتجف داخلها وهي تراه سقف بهيبته المعتادة….نظر إليها فجأة ليتبعثر داخلها بقوة ….ظل ينظر إليها بعينيه العسلية لفترة حتى ظنت انه سيصرخ بها مجددا ..ولكنه قال أخيرا :
-اتفضلي ادخلي ولو سمحتي نلتزم بمواعيد المحاضرة ….
هزت ماجدة رأسها وولجت للداخل وعلى ثغرها بسمة سعيدة ثم لوحت لميادة بسعادة وجلست بجوارها وهي تخرج الدفتر الخاص بها وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة بينما تدون خلف يوسف ما يقوله …..
كان يوسف يشرح وعينيه تعلق بها احيانا …يتأملها وهو يفكر لماذا ما زالت تثير حنقه …هو حقاً يشفق عليها ولكنه يشعر بالغيظ منها وحقاً لا يعرف السبب …لقد ظن ان اهمالها أو ضعفه هذا ما جعله يغتاظ منها ولكن ميادة استطاعت ان تجعله يفهم…هي ليست بإمراة ضعيفة …على العكس تماما ..هي قوية….محاربة ومجتهدة أيضاً…ولكن شئ ما يثيره بها ….ربما ذلك الضعف الفطري بعينيها….الضعف المختبئ خلف قناع القوة التي تبرزه للعالم…..
هز رأسه ليبعد افكارها عنه …كان حانق من نفسه. ..هو لا يفهم ماذا به ولما يفكر بها من الأساس ..منذ ان اخبرته ميادة عنها وهي اضحت تشغل باله بشكل غير اعتيادي …
……
انتهت المحاضرة وقد لملمت ماجدة اوراقها سريعاً كي تلحق عملها الجديد …للأسف تركت عملها القديم بسبب رعاية ابنها ووجدت عمل آخر كبائعة في متجر كُتب يملكه رجل طيب في الحي الذي تسكن به وهذا العمل مناسب جدا لها ….صحيح ليس يدر عليها الكثير من المال ولكن على الأقل تستطيع ان تُذاكر هناك ولا تقلق على ابنها …وكما انه قريب من البيت … كادت ان تخرج من قاعة المحاضرات مسرعة الا ان صوت يوسف اوقفها مكانها وهو يقول :
-مدام ماجدة ممكن لحظة ؟!
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه …انها تشعر بالتوتر من نظراته تلك …انه حقا يخيفها اكثر من طليقها حتى …
اقتربت بهدوء منه وهي تقول بتوتر بينما عينيها تزوغان بكل مكان حتى لا تتواصل بصرياً معه .. .
تنهد وهو يدرك توترها منه وقال:
-ميادة قالتلي على ظروفك اللي بتمري بيها وقالتلي أنك مش بتقصدي تهملي في المحاضرات قصداً ….أنا مقدر طبعا اللي انتِ فيه بس مادام دخلتي طريق تكمليه للآخر…
حرقت الدموع عينيها وقالت:
–انا ما كنتش ههمل لولا مشاكلي يا دكتور….بعدين متقلقش من اليوم هلتزم بإذن الله لحد ما اكمل الدبلومة على خير …شكرا جدا لحضرتك…عن اذنك …
ثم تركته وخرجت من القاعة…وجدت ميادة تقف بجوار خطيبها وذهبت إليها وقالت:
-ميادة معلش عايزاكي …
ابتسمت ميادة بلطف وهزت رأسها وهي تترك خطيبها وتذهب معها …توقفت مع ماجدة بعيدا عن خطيبها قليلا وهي تبتسم لها ….نظرت إليها ماجدة بلوم وقالت :
-ليه يا ميادة قولتي لدكتور يوسف عن مشاكلي ؟!ليه بتخليه يشفق عليا ؟!
عبست ميادة قليلا وقالت :
-انا مقولتلهوش عشان يشفق عليكي يا ماجدة ….أنا قولتله عشان يعرف انك مش من النوع اللي بيتدلع أو بيأثر في دراسته ….عايزة يعرف انك إنسانة مجتهدة بتعملي اللي تقدري عليه عشان تطوري من نفسك….وبالعكس هو مش بيشفق عليكي هو احترمك اكتر عشان كده سمحلك تدخلي محاضراته تاني وده اللي احنا عايزينه …انا بعتذر لو جرحتك يا ماجدة بس انا مكنتش هسمح اني اسيبه واخد عنك فكرة غلط واسكت …كان لازم اتكلم واقول انك مش كده وأنه فاهمك غلط وهو الراجل أتفهم …
ابتسمت ماجدة ابتسامة منكسرة …رغم أن ميادة حاولت أن تجعلها تشعر بالفخر من نفسها ولكنها تعرف أن ما فعله يوسف بدافع الشفقة وهذا واضح للغاية …تنهدت وهي تربت على كتف صديقتها وتقول :
-شكرا على كل حاجة يا ميادة …بجد…
ثم تركتها وذهبت ….لا يهم شعور الشفقة الذي باتت تشعره من الجميع …الاهم من هذا كله أنها لن تواجه صعوبات بعد الان …يكفي ما يفعله بها زوجها السابق لا تريد أن يتعندها أيضا يوسف ….هي لن تستطيع تحمل هذا كله ….
……
استقلت وسيلة المواصلات العامة وهي تنظر في هاتفها الصغير لتعرف الوقت …جيدا أمامها أكثر من ساعتين تستطيع فيهما أن تعد الطعام لابنها الصغير ثم تذهب للمكتبة لكي تعمل ….
……..
-ماما..
قالها محمد ابنها الصغير وهو يندفع إلى أحضانها برقة لتبتسم ماجدة بحب وهي تضمه إليها ثم تقبل شعره وهي تقول :
-وحشتني يا قرد….
أبعدته برفق حتى لا يتألم بسبب يده التي موضوعة داخل جبيرة ثم نظرت إلى جارتها وهي تقول :
-شكرا يا أم مصطفى كتر خيرك …
ابتسمت ميسر وقالت :
-متقوليش كدة يا ماجدة ده زي ابني …وأنتِ زي اختي واكتر كمان ….
ابتسمت لها ماجدة وهي تشعر وكأن اخيرا كل شئ سوف يكون بخير …
………..
في الليل
لم يصدق عينيه وهو يراها تمسك حقيبتها وتجرها راغبة في الخروج من القصر ..
كانت ترتدي عباءة سوداء ونقابها …تجر حقيبتها بعزم …تريد أن تتسلل في الليل وتذهب من هنا…..لا يصدق …هل تفعل هذا بسبب ما قاله…فكرة سيف بصدمة ثم ركض نحوه وهو يمسك ذراعها ويقول :
-فيه ايه؟!رايحة فين ؟!….
-ابعد سيب ايدي !!!
صرخت به وهي تبعد ذراعه عنها بإحكام ثم صرخت به:
-اقسم بالله لو مسكت ايدي تاني لاقطعهالك…انتوا فاكرين نفسكم ايه ؟!اني هرضى بالعبث اللي بتفكر فيه انت وابوك ….انت لو آخر راجل في العالم مستحيل اتجوزك انت فاهم …أنا مستحيل اربط نفسي اكتر بعيلتكم …أنا بكرهكم كلكم ….بكرهكم عشان مكنتوش موجودين في أسوأ ايام حياتي …سيبتوني لوحدي …ودلوقتي عايزين تربطوني بيكم …دلوقتي عايزين تمشوا حياتي على كيفكم…فاكرين نفسكم ايه …هتتحكموا فيا
-مياس احنا عيلتك ويهمنا امرك !!
قالها بصدمة
-لما انتوا مهتمين بيا كده قولي كنتوا فين ؟!كنتوا فين لما اهلي ماتوا …دي كانت اكتر لحظة كنت محتاجاكم فيها…كنت مستنياكم تيجوا .. تطبطوا عليا لكن محدش ظهر ….محدش وقف معايا الا خالتي. . خالتي وبس …وانت…انت يا سيف كنت صاحبي قبل ما تكون ابن عمي نبذتني بسهولة ودلوقتي جاي تقول هتبقى معايا وتتجوزني …ومين قال اصلا اني عايزة اتجوزك …مين قال اصلا اني عايزاك من اساسه ….أنا عمري ما فكرت بيك بالشكل ده ولا هفكر وعمري ما هتجوزك !!!
كانت كلماتها تجلده بقوة. ..كان الذنب يثقل روحه ….تنهد وهو ينظر لعينيها الدامعة….ورغم الدموع كانت قوة كبيرة تشع من تلك العينين…تلك الفتاة اقسمت ان تكون قوية …. مصرة على مواجهة مشاكلها بمفردها….لا يعرف لماذا ولكن تلك اللحظة كان مصرا اكثر على الزواج منها …هي من ستساعده لينسى نوال…يجب أن يقنعها ….للحظة انانيته غلبته… ربما بزواجهما سيكونان سند لبعضهما…هو سيعوضها عما عاشته وهي ستنسيه تلك الخائنة ….
ارتعش قليلا وهو ينظر إليها ….ثم قال بهدوء رغم ارتجافه الواضح :
-انا عايز اتجوزك …
نظرت إليه بصدمة ليكمل :
-عايز اعوضك عن كل اللي عملته معاكِ …عايز افضل جمبك واحميكي من أي حاجة …اعوضك عن اللي شوفتيه ..اتجوزيني وهكون سندك بعد ربنا…محدش هيقدر يفرض عليكي كلمة وهحترمك طول حياتي ..اتجوزيني يا مياس ….
ظلت تنظر إليه بصدمة ….تشعر وكأن رأسها يغلي…ماذا يقول هذا المجنون وكيف يفكر …هل يظن انها سوف توافق على هذا العبث….لن توافق ابدا…يكفي انهم تخلوا عنها .. وهي تعرف لماذا يريد الزواج منها…..نعم تعرف جيدا !!
-ليه عايز تتجوزني يا سيف؟!
قالتها بنبرة غريبة ليزدرد ريقه وهو يقول محاولا ازاحة عينيه عن عينيها ويقول:
-عايز اعو….
-انت كداب !!!
القت الكلمة بوجهها ثم أكملت :
-انت مش عايز تعوضني ولا حاجة …انت عايز تتجوزني شفقة ..قولت المسكينة محدش هيرضى بيها بعد ما اتحرق وشها وانا اتجوزها واهو اكسب ثواب …مش ده اللي بتفكر بيه !!!
هز رأسه بقوة نافياً ما تقوله …لم تكن الشفقة هي نيته ابداً …هو لم يراها ابدا كفتاة تثير شفقته …رغم حالتها الا انه يراها دوما قوية!!!
-بطل كدب !!!
صرخت به وقد طرفت الدموع من عينيها …كانت تلهث بعنف وهي تراه ما زال ينظر إليها بثبات ثم قالت ؛
-انت شفقان عليا عشان كده عايز تتجوزني !!!…فاكر اني محتاجة الشفقة بتاعتك …فاكر اني هموت لاني مش هتجوز!!!..ايه رأيك تشوف البنت اللي انت عايز تتجوزها …تحب تشوفني !!!
قالت كلمتها تلك ثم ازاحت النقاب عن وجهها لتظهر الحروق التي مست معظم جلدها …كانت تنظر إليه بثبات …تتنظره ان يشيح عينيه ولكنه ظل ينظر لها لم ينفر من تلك الحروق …لم يزيح عينيه بل ظل ينظر إليها وهي تقترب منه وتقول وهي تشير الى وجهها وتقول :
-ده هو الوش اللي أنت هتعيش معاه طول حياتك ….هتشوفه أربعة وعشرين ساعة….
ده اللي أنت هتعيش معاه ….انت فاكر الموضوع هيكون سهل…أنا ذات نفسي قرفانة من شكلي … أنا كل يوم بدعي ربنا اني اموت ….حتى المرايات بطلت ابص فيها …مبقتش اطيق شكلي حتى بيني وبين نفسي ..أنا ذات نفسي مش قادرة ابص لشكلي…انت هتتحمل!!!
قالتها له بقهر الدموع تجرى على جلدها المشوه…تبحث بعينيها عن أي اثر للإشمئزاز بعينيه فلا تجد….كيف لا يشمئز منها …هي ذات نفسها تشمىز من نفسها ….كادت ان تجن…،كيف يفكر هو
-انا عايز اتجوزك ….نقطة من أول السطر….أنا دلوقتي بمد ايدي ليكي وبقولك اتجوزيني …
نظرت إليه بصدمة …كانت حقاً مصدومة كيف لا يشمئز منها …كيف ….
هزت راسها وقالت :
-وانا مش هتجوزك هو مش عافية وانا همشي من هنا!!
ثم كادت ان تتحرك الا انه امسك ذراعها وقال:
-ليكي الحق ترفضيني بس مش هخليكي تمشي خليكي هنا وانا اوعدك محدش هيجبرك على حاجة انتِ مش عايزاها …ده وعدي ليكي يا مياس
…………….
بعد أسبوع …
-عايزة اعرف مالك …مش طبيعتك أنك تفضلي ساكتة كده ….نوران والدتك بدأت تقلق عليكي !!!
قالتها جيلان وهي تنظر لوجه نوران بقلق …كانت تجلس على فراشها …الهالات السوداء تغزو عينيها….تبدو في حالة يرثى لها حقا …لقد اشفقت بالفعل عليها….امسكت كفها وقالت:
-قوليلي يا نوران ايه اللي حصل ؟!الكل قلقان عليكي ….فيه ايه احكيلي .
ابتسمت نوران ساخرة وقالت بصوت جاف:
– هو مين ده اللي قلقان عليا يا جيلان ؟!مين ؟!هو فيه حد مهتم بيا اصلا من اهلي ….لا امي ولا أمجد شايفيني ….الكل مهتم بآنسة رحيق اللي أخيرا حد اتكرم وبص في وشها وهيتجوزها ….أنا اصلا لما شوفت صورة الراجل اتصدمت ان واحد زيه جاي يتجوز واحدة زيها….بس أكيد لما يشوف شكلها هيهرب…مفيش حد عاقل هيتدبس فيها !!!
نظرت جيلان الى نوران بصدمة وقالت بصوت مصدوم :
-ايه اللي بتقوليه ده ازاي تتكلمي عن اختك بالطريقة دي ….نوران انتِ مش قريبتي وبس …انتِ اختي وانا بحبك اووي …بس كرهك لرحيق غريب …البنت حرفيا معملتش ليكي أي حاجة
-لا عملت …وعملت كتير !!
صرخت نوران بعصبية ثم اكملت وهي تطحن اسنانها بعنف وتقول :
-دي سرقت مني اهتمام امي واخويا …الاتنين بيحبوها اكتر مني …أمي بعد ما كانت بتعاملها وحش دلوقتي بقت بتعاملها حلو ومبتسمحش لأي حد يضايقها…واهي عشان الهانم أخيرا حد فكرة يتقدملها…شغالة في البيت بإيديها وأسنانها وعايزاني اساعدها كمان .. عايزاني ابقى خدامة لبنت الست اللي سرقت جوزها …معرفش ماما ازاي بتفكر بجد !!!تعرفي بتمنى ان الجوازة دي تفشل والعريس اللي جاي ده يهرب بسرعة أول ما يشوف خلقتها!!
كانت جيلان تنظر الى ابنة عمها بصدمة …كيف لنوران ان تحمل هذا الكم من الكراهية …هي حقاً لا تفهم !!
-بجد مش فاهماكي يا نوران …اللي بتتكلمي عنها دي اختك….بجد مش قادرة استوعب كرهك ليها…أنك اللي هي معنية بالأمر مبتكرهاش بالشكل ده….رحيق ملهاش ذنب في مشاكل العيلة واللي حصل …هي بنت يتيمة واختكم وجات تعيش معاكم وطول معرفتي بيها عمري ما شوفت منها حاجة وحشة ابدا …بالعكس كانت بنت طيبة دايما…لسانها حلو….
نظرت نوران إليها بحرقة وقالت؛
-اه كملي ..كملي…وتستاهل تتحب صح … تستاهل ان اهلي يتجاهلوني تماما ويفضلوها عني …أنا بجد بكرهها وبتمنى انها تموت
عبست جيلان وهي تنظر الى نوران …لم تتخيل ابدا انها تحمل كل هذا الكره لشقيقتها …ولكنها عرفت الآن ان هذا الكره تتبع من غيرتها من شقيقتها ….
تنهدت جيلان وقالت:
-ربنا يهديكي يا نوران مش هقولك اكتر من كده…أنا رايحة اشوفهم برا عايزين حاجة ولا لا …
ثم خرجت من الغرفة تاركة نوران تنظر الى أثرها والدموع تحرق عينيها …بينما صدرها يضيق بقوة …كم تتمنى ان تتكلم مع أي احد …لكي ترتاح من هذا الحمل على الأقل ….وضعت كفها على قلبها وهي تبكي ….ليتها تمتلك الشجاعة لتنهي حياتها !!!
……
توقفت للحظة وهي تجده يقف في صالة المنزل ….تسارعت دقات قلبها وهي تتأمله…كان جالس على الاريكة يمسك المصحف ويقرأ بهدوء ….لسعت الدموع عينيها….هو قريب للغاية ولكنه في نفس الوقت بعيد جدا …هو ليس ملكها …تعلقها به هذا خطأ …نظراتها خطأ ….حتى مشاعرها تلك خاطئة تماما…وكان رغماً عينيها كانت مثبتة عليه …على ملامحه الرائعة…لحيته الخفيفة ….كل ما به يأثرها واكثر ما يأثرها هي عيناه…عينيه اجمل عينين رأتهم بحياتها كلها ….انها تذوب به ……حبها له يجعلها تشعر بالمرض …انها تعيش الجحيم بسبب ضميرها الذي يجلدها بإستمرار…كثيرا ما تحلم انه ترك خطيبته تلك واتى إليها…ليعترف انه لم يحب غيرها …تظل تحلم وتحلم وفي النهاية تبكي حتى الصباح….حياتها اصبحت فوضى …ليتها تملك القدرة على نبذه خارج حياتها …كانت لتكون حياتها افضل بكثير ….تنهدت بقوة ليشعر هو بها ويرفع عينيه لينظر إليها …
ارتبكت وهي تراه ينظر إليها….بسرعة وضعت عينيها في الارض ….اغلق هو مصحفه وهو يشعر بالإختناق واراد ان يذهب من هنا على الفور …هو لا يحب وجودها في منزلنا يذكره هذا بمشاعرها غير المرغوبة نحوه !!!
نهض وهو يضع المصحف على الطاولة وكاد ان يذهب لتوقفه والدته وهي تخرج من المطبخ وتقول :
-أمجد روح جيب جاتوه وفاكهة أنا هبدأ ارتب البيت دلوقتي مش عايزين نتزنق شوية لما الضيوف يجوا …
هز أمجد رأسه لتكمل دلال وهي تنظر الى باب غرفة نوران بيأس:
+هي الهانم برضه مصممة انها متساعدش …ولا مرة كده تقف معانا ….سايبة الحمل عليا أنا ورحيق …بجد مينفعش كده
تدخلت جيلان وقالت بصوت ضعيف:
-سيبها يا مرات عمي أنا هساعدكم هي تعبانة شوية ….
نظر أمجد إليها لثواني بدهشة ولكنه اشاح بصره عنها وهو يخرج من المنزل سريعاً…رائع هو الآن سوف يظل خارج المنزل حتى يأتوا ضيوفه
…….
في المساء
اهتزت الصينية في يدها وهي تلج لصالون المنزل ….تثبت عينيها للاسفل وهي كاشفة وجهها….تلف الحجاب بطريقة اعتيادية بينما ترتدي ذلك الفستان الازرق الذي اختارته والدتها دلال لها ….كان فستان مميز ….لا يبرز جسدها يا واسع جعلها تشعر بالراحة …رفضت ان تضع أي من مساحيق التجميل على وجهها بل فضلت ان تكون بهيئتها الحقيقية …دون تجميل …هي تعرف ان هذا الزواج ليس بحقيقي …هي ستكون مهنتها الحقيقية مربية تحت ظل زوجة !!!أحرقت الدموع عينيها …هي أيضا كان لديها احلام …..هي أيضا تريد أن تُحب….تريد زواج حقيقي …..رجل يشعرها بأنوثتها …..لقد حاولت دوما مقاومة وساوس الشيطان وشكرت الله على نعمه….لقد اعطاها الله الكثير ولا يجب أن تطمع….لن تجعل الشيطان ينتصر عليها ……سوف تصبر….وهي تعلم جيدا أن الله سوف يعوضها خير عن صبرها ….تعلقت عيني عاصي بها وهو ينظر إليها بحيرة …..هي ليست بشعة أبداً….فلماذا تم ايصال له تلك الفكرة …مط شفتيه بدون اهتمام وهو يفكر ان هذا لا يعنيه….لا يعنيه ابداً….هو يريد زوجة كي ترعى ابنته….لا امرأة تدفئ قلبه….لقد تيقن ان حظه في النساء سئ للغاية ….
جلست رحيق على الاريكة وهي تضع رأسها ارضا غير قادرة على مواجهته …ربت امجد على ظهرها وقال:
-هروح اقعد على الانترية البعيد اللي هناك عشان تتكلموا براحتكم …
كان يشير الى الاريكة البعيدة التي تقع في اخر رمز في صالة المنزل …هزت رأسها بإبتسامة لطيفة لينهض الجميع والدتها الى المطبخ واخاها بمكانه الذي اشار عليه…بلعت ريقها وهي تضع عينيها في الارض … كانن مرتبكة جدا فلم تستطع رفع عينيها …تنهد هو وقال :
-طيب عشان نكون على نور….
صمت قليلاً وبدأ الكلام بنبرته الجافة:
-لازم تعرفي أن جوازي منك مش هيكون حباً فيكي …انتِ هتكوني مجرد دادة لبنتي ..ممنوع تبني احلام معايا …انا مش هشوفك لا زوجة ولا هقرب منك عشان بس متحاوليش ولو مجرد محاولة أنك تغريني أو تحاولي تخليني احبك …لانك في كل الأحوال هتخسري وهطردك من حياتي ….مفهوم !!هتكوني أم لبنتي وبس وفي المقابل خدي الفلوس اللي أنتِ عايزاها.. ..
لسعت الدموع عينيها وهي تنظر إليه….ملامحه الباردة ….نبرته القوية … الحقائق التي يلقيها بوجهها يخبرها أنها لن تكون زوجة …لن يراها كزوجة ….بل ستكون مجرد مربية لابنته والمقابل سوف يجعلها تحمل أسمه …ينقذها من لقب العنوسة الذي التصق بها ….كانت تعيش الجحيم على اي حال …فأن تعيش جحيم عاصي صفوت لن يكون الأمر اسوأ …هي لا تحبه على كل حال…
هزت رأسها بينما تقول بصوت مختنق :
-موافقة!
فرك كفيها وقال بصوت مهتز
-انا مطلق ….معنديش أغلى من بنتي ملاك …هي أغلى حاجة في حياتي ….هي كل حياتي يا انسة رحيق….عامليها كويس وانا هشيلك فوق راسي …لكن في اليوم اللي تأذي فيه بنتي هتشوفي فيه أسوأ يوم في حياتك اتفقنا …..
قالها بجفاف النظر إليه بدون اي تعابير وتقول :
-مفيش داعي تهدد ده مش احسن أسلوب نبدأ بيه ….بنتك ههتم بيها مش خوفاً منك بس خوفاً من ربنا ….وزي ما حطيت شروطك أنا كمان ليا شروطي اللي اتمنى تنفذها ….أولا جوازنا سيكون طبيعي قدام الناس …مش عايزة أي حد من اهلي يعرف بإتفاقنا ده ابدا ….تاني حاجة عايزين نمثل قدام الكل اني سعيدة…..
تنهدت بشرود وهي تقول :
-أمجد وماما دلال شالوا همي بما فيه الكفاية …مش عايزة اشيلهم همي كمان لما اتجوز….
تنهدت وهي ترتجف بينما تحاول ان تواجه عينيه التي تتركزان عليها …لا تعرف هل تقول هذا ام لا …ولكنها تخاف ان يفهمها خطأ ….ان يظن انها تغار عليه مثلا !!!وهذا غير صحيح …
-عايزة تقولي حاجة تاني ؟!
قالها وهو يلاحظ ترددها …صوته كان ثابتاً بينما سمح لنفسه بتأملها جيداً …..عينيها السوداء كانتا لا تنظر إليه …بل تنظران في كل مكان سوى عينيه…
-اتكلمي يا انسة رحيق ده حقك زي ما أنا حطيت شروطي
تشجعت قليلا وقالت :
-عايزة اقول اني لما يحصل نصيب ما بيننا …صحيح هيكون جوازنا مش حقيقي بس مش عايزة أنك تقلل من احترامي ولا تخرج مع ستات تانية ….
أمال رأسه وهو ينظر إليه ويقول :
-غيرة دي !!
رفعت عينيها وقالت بحزم:
-لا مش غيرة بس مبحبش الحال المايل….لو قلبك او عينيك مالوا لست يبقى تتجوزها متعملش حاجة حرام ….
ابتسم ساخرا وقال:
-من الناحية دي متقلقيش …مبقاش في أي ست تقدر تملى عيني ….أنا دلوقتي ميهمنيش الا بنتي …باب الستات ده قفلته للأبد…كده احنا اتفقنا صح
تنهدت براحة وهزت رأسها وهي تنهض من على الأريكة تنظر الى أمجد الذي كان يجلس معهما في نفس المكان ولكنه بعيد قليلا كي يسمح لهما بالتحدث بحرية …انسحبت من الصالة واتجهت لغرفتها ….لا تعرف لماذا ولكنها مرتاحة للغاية له …نعم هو قد للغاية ولكنه صادق وتشعر انها لن تواجه مشاكل معه وهي حقا لا تريد أن تثير معه أي مشاكل …هي ترغب بجعل حياتهما تسير بسلاسة إذا حدث ووافق عليها …ظل ينظر الى اثرها وهو يفكر ملياً…هذة هي المرأة المناسبة بكل تأكيد …فكر مبتسماً…تلك من ستتحمل ابنته
……………
ولج الى الغرفة فجأة ليجدها قد تجهزت …ترتدي فستان باللون الفيروزي واسع وانيق وتلف حجابها بطريقته المميزة ….تضع كحل يبرز جمال اتساع عينيها ومرطب شفاه …تسمر في مكانه وهو يستوعب كمية الجمال التي يراها الآن …رباه هي جميلة …جميلة بشكل لا يُصدق!!يحاول ازاحة عينيه عنها فلا يستطيع …رغم انها منذ نقاشهما الأخير تتجاهله بطريقة تثير اعصابه ولكنه هو من اراد هذا ولا يستطيع أن يتذمر….
شعرت بوجوده في الغرفة ونظرت إليه وهي تقول بجمود :
-انا جهزت خلاص …
هز رأسه وهو يخرج بها من المنزل ليذهبا لمنزل والديه وقد سبقه ابنه هناك حيث ان والدته اتت صباحاً واخذته ….
……
في منزل والدي أمير
-أومال فين عمر ؟!
قالها أمير ما أن ولج لمنزل والديه…لتبتسم والدته وتقول :
-ابنك نام قبل ما تيجي بعشر دقايق…ما شاء الله عليكي يا سما يا بنتي …مواعيد نوم عمر مضبوطة أووي…
ابتسمت سما ابتسامة حقيقية وهي تقترب من حماتها وتعانقها …
-أمير أخيرا جيت…
قالتها سهيلة وهي تخرج من المطبخ تحمل بيدها قطعة كعك صغيرة ثم اقتربت منه وعانقته بجراءة وهي تقول :
-وحشتني اووي ….
توسعت عيني سما وقد شعرت ان رأسها سوف ينفجر …ماذا تفعل تلك المرأة!!!!
ولم تكن سما فقط من صُدمت بتصرفات سهيلة…بل الجميع أيضا حتى أمير الذي ابعدها سريعا وهو ينظر إليها بغضب ….
-انتِ متربتيش ؟!!معلمكيش ان مش مفروض تتصرفي بالطريقة دي مع راجل غريب عنك وكمان متجوز !!
قالها أمير وهو يصرخ بها ….
تصاعدت الدموع بعيني سهيلة وقالت:
-لو حاولت تكدب على الكل بس أنا لا …أنا عارفة كل حاجة …عارفة حقيقة جوازكم …انت عمرك ما حبيتها ولا هتحبها….هي واحدة كانت دايما بتحاول تاخد مكان اختها وفشلت ….
ثم نظرت الى سما وقالت بكره:
-وعمرها ما هتفوز…
لم تتحمل سما اكثر من هذا امسكت كوب العصير على الطاولة ثم سكبته على وجهها !!!
……………
-سيلا ايه اللي جابك تاني ؟!ودخلتي هنا ازاي اصلا ….
قالها بتعب وهو يراها تقف أمامه في عيادته !!!.
-مكانش فيه حد برا المساعدة بتاعتك مشيت ودخلت عادي …
قالتها بصوت مختنق …عينيها رطبة بفعل الدموع ….هو لا يتحمل ان يراها تبكي …حتى الآن ……انسابت دموعها من عينيها وهي تقول بإختناق :
-مش قادرة اصدق أنك بترميني برا حياتك بالسهولة دي …مش قادرة استوعب ….أنا رميت كبريائي وجيتلك برجلي ….عايزاك تبص في عيني وتقول أنك مش عايزني …..
فرك عينيه بتعب وقال:
-سيلا لو سمحتي خلاص روحي مبقاش بيننا حاجة تتقال ….
-لا فيه ….
اقتربت منه لحد غير مسموح به …حاول الابتعاد عنها ولكن سحر عينيها سمره بمكانه …وضعت كفها على وجنته وهي تكمل :
-بص في عيني يا جورج وقول أنك مبتحبنيش….يالا بص في عيني وقولها وانا هصدقك !!قول أنك مبقتش عايزني ….تقدر تبص في عيني وتقولها …
-لا مش هقولها ولا هكدب أنا لسه بحبك …مبطلتش احبك ولو للحظة واحدة ….ذكرياتنا هي اجمل حاجة في حياتي ….
انهمرت الدموع من عينيها وهي تبتسم بسعادة بينما لمعت عينيه بدموع الألم وهو يقول بإختناق:
-بس الحقيقة ان فيه واحدة تاني في حياتي….فيه مراتي اللي انا عمري ما هجرحها تاني ولا هاجي عليها …قصتنا خلصت واتكتبت كلمة النهاية …انصحك….
اهتزت نبرته قليلا وقال بألم :
-انصحك تشوفي حياتك مع غيري …
شهقت بألم وهي تنظر إليه وتقول :
-وهتتحمل ده …هتتحمل اني اكون لغيرك …يلمسني راجل غيرك…مكونش ملكك…
-انتِ مش ملكي يا سيلا…ماريانا بس اللي ملكي…هي الحاضر بتاعي و المستقبل ….
كانت الدموع تنفجر من عينيها وهي تمسك وجهه…تضع جبهتها على جبهته وتقول :
-بس أنا كل حياتك …انت قولتلي كده …كنت بتقول دايما مش هتحب غيري !!
-انتِ اللي سيبتيني يا سيلا….
شهقت وهي تبكي بنعومة وقالت:
-كان غصب عني…بس أنا لسه بحبك …هموت من غيرك يا جورج….عشان خاطري متسينيش …رجعني حياتك ….
أغمض عينيه بقوة ثم أبعدها عنه وهو يقول :
-مبقاش ينفع خلاص يا سيلا …قولتلك خلاص قصتنا انتهت للأبد !!!
عينيها لمعت بمكر رغم الدموع بهما واقتربت منه وهي تمسك يده ثم تقبل باطن كفه بجراءة وتقول :
-انت مش هتقدر تقاومني …
هز رأسه وهو ينظر إليها وقال:
-عندك حق مش هقدر اقاومك …ودلوقتي حالا هستسلم لو اخدتي أي خطوة…بس صدقيني لو حصل بيننا أي حاجة مش هيكون ليكي مسمى في حياتي الا أنك عشيقة…وده مش لايق عليكي…مش لايق عليكي الرخص يا سيلا ….روحي شوفي حياتك بعيد عني…أنا اختارت حياتي !!
…..
وقفت امام المرأة وهي تنظر الى نفسها …ابتسامة تتكون على شفتيها وهي تتذكر نبرة الثقة في كلماتها عندما طردت تلك المدعوة سيلا …ثقتها كانت نابعة من الكلام الذي اطلقه زوجها بوجه سيلا …انها تعرف ان جورج ليس برجل يخون…قد لا يكون يحبها ولكنه ابدا لن يخونها وتلك هي فرصتها للحصول عليه….سوف تفعل المستحيل لتحصل عليه ….سوف تجعله يحبها….لمعت عينيها وهي تنظر الى نفسها بالمرأة …غلالة سوداء تناقض بياض جسدها يعلوه مئزر من نفس اللون وجهها ليس به أي اثر لمساحيق التجميل غير لون احمر الشفاه القاني الذي يزين شفتيها …اغلقت عينيها وهي ترتجف وتتذكر قبلاته لها …ربما تستطيع ان تنجح هذا الزواج …لقد اعترف انه يريدها وربما رغبته يوما ما ستتحول الى عشق ….رغم ان عقلها الآن سخر منها واخبرها انها بدون كرامة ولكن قلبها كان له راي آخر ….قلبها يعشقه …ولا يهمه أي شئ …سوف تنجح هذا الزواج مهما كلفها الأمر
…….
ولج لمنزله بتعب …مواجهته مع سيلا استنزفته كلياً….كل ما يريده الآن ان يعانق فراشه وينام …ينام ولا يفكر بأي شئ….وجد البيت هادئ قليلا وظن ان ماريانا قد ذهبت للنوم ….تنهد بتعب منها هي الآخرى …انها تبتعد عنه ….لا تريه وجهها ابدا ….ليس بينهما أي لغة للحوار…كان في البداية ليفرح بأمر هكذا ولكن الآن لا….الآن هو حقا يريد ان يبدأ حياة جديدة مع ماريانا. حياة طبيعية …من أجل طفله الذي لم يلد بعد على الأقل …..اتجه الى غرفته التي ينام بها حاليا وفتحها ثم تسمر مكانه وهو يراها امامه ….كحورية خرجت من كتاب الأساطير ..تجلس على الفراش الصغير الذي ينام عليه ….ترتدي غلالة سوداء قصيرة تبرز الكثير …بينما تبتسم له بإغواء ونواجزها تبرزان بقوة….
-ماريانا !!
اقتربت منه هي بحركات مدروسة لم تتردد ابدا وهي تعانقه بينما تغمض عينيها بقوة …لقد اشتاقت إليه كثيراً ….ابتلع ريقه وهو يعانقها بدوره…ماذا يحدث آخر مرة حاول لمسها كادت ان تقتله …فكر بتوتر …
-ماريانا انتِ كويسة !!
قالها بإرتباك وهو يربت على شعرها …ابتعدت عنه وهي تنظر إليه بحب …حب لا يمكنه أن يتجاهله وقالت:
–انا عايزة ابدأ صفحة جديدة معاك يا جورج …عايزة انسى كل اللي حصل ونبدأ من جديد !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى