رواية أسرار الماضي لبنت ناس الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم رينا الهادي
رواية أسرار الماضي لبنت ناس الجزء السابع والثلاثون
رواية أسرار الماضي لبنت ناس البارت السابع والثلاثون
رواية أسرار الماضي لبنت ناس الحلقة السابعة والثلاثون
عظيمة يا مصر(٣٧ )
أمجد نظر لسلمي بهدوء ووضع ايدة علي جبهة والدة : إنت سخن شوية حاسس بحاجة ؟
عبد العزيز ابتسم : حاجة بسيطة حبيبي , بس نسيت التكيف مفتوح وانا نايم نسيت اضبطة علي ميعاد يفقل فية لما ريحت الظهر لكن هبقي كويس أنا شديد .
امجد : بابا البسيطة ممكن تكبر بس ناخد بالنا .
نادي أمجد سعدية الخادمة :لو سمحتي إعملي شوية يانسون .
أمجد : هكلم الدكتور بتاعك يقول علي حاجة للبرد وكلم الطبيب و في أثناء المكالمة نظر لوالدة و قال : بابا حابب تاخد حبوب و لا دواء شرب و لا حقنة .
عبد العزيز : أنا بحب الحقن لكن الممرضة إجازة الحبوب بقت بتتعب معدتي .
امجد : تمام بتكح أو حاسس بحاجة من آثار البرد .
عبد العزيز : يا بني ما تكبرش المواضيع الينسون كفاية .
أمجد : من فضلك يا بابا حاسس بحاجة .
عبد العزيز : زوري بس حاسس أنة محتقن شوية صغيرة .
أمجد : تمام سمعت يا دكتور غير أن حرارتة مرتفعة شوية هو لسة في البداية بس اخاف بالليل البرد يشد علية (انتظر بعض الوقت و قال) تمام إبعت الدواء علي الواتس و قلل منة علشان معدتة بقيت ضعيفة للأدوية وإن شاء الله هجيبة بكرة لحضرتك شكرا .
نظر أمجد لابوة : أنا هنزل أجيب الدوا عاوز حاجة .
عبد العزيز : الدنيا مش هطير أقعد إتعشي و بعدين الدوا ميت مرة أقول ناكل مع بعضنا و بعدين كل واحد يعمل إللي عاوزة .
امجد : طب خلاص ما تزعلش كدة هاكل الأول ( و نظر لنهر ) شكرا نهر إنك نبهتينا صح بتعرفي تدتي كل أنواع الحقن .
نهر : العفو يا عمو و إيوة بعرف إدي كل الأنواع كنت بادي للأطفال بس , لكن هعمل Exception المرة دى .
عبد العزيز : مش فاهم مين بيدي حقن .
أمجد : لما أغمي عليك نهر إدتك الحقنة بس كانت في إيدك معرفش الحقنة إللي هيكتبها الدكتور فين .
نهر ببسمة لعبد العزيز : بذمتك حسيت بالحقنة .
عبد العزيز : كان مغمي عليا هحس بيها إزاي يا نبيهة .
نهر بإستنكار : لما فؤت وجعتك لعلمك أنا بأطلب بالاسم و عندي سمعة إية فلة شمعة منورة في مجال الحقن والأدوية إن شاء الله هكون دكتورة لها سمعة عالمية و لا داعي التصفيق أصلي متواضعة .
عبد العزيز : إنت آمنت عليا بنت عقلة الإصبع دي تديني حقنة .
امجد : نهر مش بتعمل حاجة و هي مش واثقة في نتايجها .
سلمي : و يا تري تعرف عننا معلومات زي إللي تعرفها عن نهر و لا الإهتمام دة كلة لناس وناس لأ .
نهر : عن إذنكم معلش أكلت ممكن أمشي .
أمجد : ما أكلتيش حاجة يا نهر .
نهر : متعودة علي زبادي وحبة فاكهة في العشاء (نظرت لعبد العزيز ) أنا هستني حضرتك نكمل قراءة ممكن أروح أوضيك أنتظرك فيها .
عبد العزيز : بس ما أكلتيش زبادي أكلتي موزة بس و بعدين أنت ضيفة و لازم اكرامك و نظر لسلمي ما ينفعش تقومي وإنت جعانة.
نهر : أنا شبعت الحمد لله .
أمجد : سعدية لو فية زبادي هاتي هنا , حد عاوز يا ولاد مع نهر .
لم يتلقي رد من أولادة .
امجد : تمام عموما لو حد عاوز حاجة يقول أنا كدة كدة رايج اجيب الدواء .
عبد العزيز : ما تنادي عبد الصمد يروح يجيب هو لية تخرج انت ؟
امجد : الدكتور هيبعت علي الواتس لو كتابة ممكن أكتب في ورقة و أديها لعبد الصمد لو كاتب علي ورقة و مصورها إنت عارف خط الدكاترة مش عارف الصيادلة يعرفوا يقرأوا الخط دة ازاي .
أتت سعدية بالزبادي و قالت : فية زبادي فراولة و سادة حضرتك عاوز إية ؟
نهر : سادة من فضلك ممكن .
أعطت سعدية الزبادي لنهر و إكلتة بهدوء ثم قالت أكلت هغسل إيدي و أسناني و أستني حضرتك .
عبد العزيز : متأكدة إنك كدة أكلتي كويس .
نهر : الحمد لله .
عبد العزيز : طب يلا وأنا جاي وراك و إنتم يا أولاد إللي يخلص يطلع أوضتة و عارف أن بابا وحشكم هيعدي عليكم في أوضكم .
فهد : هو فية إجتماع قمة ولا إية اك؟
عبد العزيز : أيوة الكبار عاوزين يتكلموا شوية مع بعض .
أنهي الأولاد طعامهم و تركوا المكان و ذهبوا حجراتهم .
عبد العزيز : إللي حصل ماعجبنيش أبدا يا سلمي المفروض أمجد طيب خاطرك زي ما فهمت من أمتي وإنت بتعاملي ضيوف جوزك كدة ؟ الحمد لله البنت عاقلة و ما تكلمتش ابدا و لا ردت عليك في أي إهانة قولتيها لو مش هتعرفي تحترمي ضيوف جوزك يبقي ياخدها الفندق .
سلمي : مش حضرتك بتقول إن دة بيتي من حقي لو ضيف ما عجبنيش و مش عاوزة أستضيفة يبقي خلاص أنا موافقة تروح الفندق مش عاوزها هنا .
عبد العزيز : البنت أصلا عارفة أنة مش مرحب بيها هنا و طلبت حد يرجعها لكن أنا ما توقعتش أبدا رد فعلك دة و لا متقبلة يعني إية طفلة زي دى ترجع في نفس اليوم ؟ أو حتي تاني يوم لو عدوتك مش هتتعاملي معاها كدة دي أصغر من فهد علي العموم هي حتي مش عاوزة تطلع أوضة الضيوف و أعتقد علشان ما تحتكش بك هتنام معايا النهاردة و بكرة يا ريت تعمليها حلو علي الفطار و تاخدها يا أمجد وإنت رايح الفندق هي هتعقد قد إية ؟
أمجد : أنا قولت لها تقعد معانا الإجازة كلها .
سلمي : نعم وإنت هتهتم بيها ثلاث شهور و شوية لية أن شاء الله رقية رضيت بكدة ؟
امجد بغيظ : أصل جوز رقية حصل معاة حادثة و محجوز في المستشفي و عمر إبنهم شقي و رقية هتكون بينهم الإثنين ووقولت لك الكلام دة فوق بابا أنا رايح أجيب الدواء علشان محتاج أشم هواء البيت بقي حاجة صعبة عاوز حاجة ؟
عبد العزيز : لا يا حبيبي روح .
مشي أمجد مسرعا أما عبد العزيز نظر لسلمي بعمق و قال : يعني هتستريحي لما يقضي طول وقتة برة حبكت الخناق مع أول يوم يجي ؟ إنت بطفشي جوزك منك, إللي فهمته صعبانة علية و دلوقتي بعد معاملتك ليها مش هيسبها إعقلي يا سلمي بلاش تخلي أمجد يشوفك وحشة .
سلمي : حاضر يا عمي بس لازم تعرف أن أمجد إتقدم لرقية قبلي وأنا و الله بحب إبنك من قبل ما أتجوزته فغضب عني بغير .
عبد العزيز : أولا مادام امعجد ما فتحتش حوارها معايا يبقي ما كنش جدي في أنة يتقدم لها , ثانيا هي ست متجوزة و مخلفة من زوجها ووعايشة معاه , غيري يا حبيبتي بس حكمي عقلة هتغيري من واحدة متجوزة و إنت مش بس مراتة إنت أم عيالة و أمجد مالوش في الخيانة بلاش تلغي عقلك يالا وصليني أوضتي و صالحي جوزك الراجل مش بيحب النكد .
سلمي : حاضر .
أوصلتة إلي غرفتة و ما أن وصل حتي جاء أمجد و معة الدواء و العديد من الاكياس .
عبد العزيز : إية كل دة يا أمجد ؟
امجغد : شوية حاجات الأولاد و الأدوية و للاسف الحقنة طلعت زي ما توقعت من وارا .
وضع أمجد العديد من الشنط علي ترابيزة صغيرة بالخارج وأخذ كيس واحد منهم مع كيس الأدوية .
سلمي : الكيس دة لمين ؟
تنهد أمجد و قال : دة لنهر و فية زية لحور و واحد تاني ليك و الاولاد جبت لهم حاجات مختلفة شوية, أي أسئلة تانية علشان مع بابا ؟
سلمي : وأنا هدخل كمان هطمن علي عمي الأول .
هز راسة يمينا و شمالا بإستسلام و أخذ يد والدة و دخل الحجرة كانت نهر تلبس بيجامة لها و تجلس و في يدها القرآن تقرأ .
نهر : جيبتوا الدواء .
عبد العزيز : أيوة هتعرفي تدي الحقنة و لا نجيب حد من الصيدلية .
نهر : جرب و شوف .
عبد العزيز : لأ مفيهاش تجربة يا بتعرفي يا لأ أنا جسمي واجعني لوحدة .
نهر : توكل علي الله .
أعطت له الحقنة ثم قالت خلصت خلاص .
عبد العزيز : بجد ما حستش إيدك خفيفة .
نهر : مش قولت لك بالشفاء إن شاء الله روح يا عمو أمجد إستريح حضرتك تعبت النهاردة أنا هديلة الأدوية مكتوب عليها .
امجد : بابا لو تعبان ممكن آبات معاك .
عبد العزيز : لا يا حبيبي روح يلا أوضيك خدي جوزك يا سلمي يالاة .
أمجد : خالي بالك منة يا نهر .
نهر: لا تقلق يا صديق تصبحوا علي خير .
أخذت نهر الأدوية و قرأت ما عليها و أعطت لة بعض الأدوية و هي تسمي الله و تدعوا لة بالشفاء .
نهر : قولي بقي هنعمل إية نقرأ و لا عاوز تنام و لا إية ؟
عبد العزيز :ندرتش شوية عرفيني بنفسك .
نهر : نهر أحمد خلصت إمتحانات الصف السادس كنت بشتغل قبل ما أجي في صيدلية عندي معلومات عن بعض الأدوية الحمد لله شاطرة في الدراسة عاوزة أكون طبيبة جراحة أهم أشخاص في حياتي آنة و عمر و أصدقائي إثنين في المدرسة و ثلاثة برة المدرسة كبار شوية أوعدك كلها أسبوع واحد و أمشي من هنا و مش هعمل مشاكل .
عبد العزيز : وودة إية علاقة بإنك تعرفيني عن نفسك بعدين أمجد قال هتعقدي طول الاجازة .
نهر : حضرتك و مدام سلمي قلقانين من وجودي فحبيت أوضح لك بس .
عبد العزيز : و لية أسبوع ؟
نهر : عمو أمجد قال رايح شرم الشيخ لآنة شريك في فندق هناك و لازم يروح يضبط شوية حاجات هيخدني معاة هناك هقنعة إني أقعد الإجازة هناك هيكون مكان هو عارفة و عارف إللي فية و ممكن أكون هناك في غرف العاملين و مش هروح مكان غير بعد ما أخد الأذن من حد بيثق هو فية .
عبد العزيز : مين قال إن أمجد هيوافق و لية تكوني هناك أصلا ؟
نهر : لان مدام سلمي مش حابة و جودي و هسبب مشاكل بينها و بين عمو أمجد وعمو يستحق يعيش في هدوء و بعد تفكير للأسف مش هقدر أرجع غير لما الإجازة تخلص عندي ظروف لكدة و ما أحبش أقول إية هي الظروف دي .
عبد العزيز : خير هنشوف .
نهر : ممكن تحكي لي عن شغلك؛ يعني إية أحسن مكان تحب تروحة في الأقصر ؟ أجمل مكان؟ أغرب مكان ؟ حضرتك كنت بتودي السياح أماكن كتيرة إية المكان إللي بتستغرب لما تروحة ؟
عبد العزيز : الأقصر مليانة أماكن كتيرة هي كانت عاصمة مصر زمان فيها أماكن جميلة و غريبة و كل مكان لة حكاية وزقصة و تصميم مثلا في معبد الكرنك فية بحيرة 40 متر في 80 إسمها البحيرة المقدسة من أكثر من أربع آلاف سنة المصريين القدماء هما إلي عملوها البحيرة دي لا نقص ولا زاد إرتفاع الماية فيها من يوم ما إتعملت و الماية فيها بتتجدد من تلقاء نفسها بدليل مفيش عفن فيها بالعكس مستوي التلوث فيها منخفض و مش بيأثر فيها عوامل التبخر أو فقد المياة نتيجة التسرب مثلا حتي مصر إتعرضت لهزات أرضية كتير أدي لتفتت بعض المباني في كل مكان إلا ان البحيرة مازالت علي نفس المستوي .
نهر : ياااة دة النيل غير مسارة و هي لسة من أربع آلاف سنة طب لية إسمها البحيرة المقدسة ؟
عبد العزيز : لان رجال الدين كانوا بيغتسلوا فيها قبل أي قداس زمان و زي ما قلت المياة فيها متجددة ما تعرفيش بيدخل لها ماية منين ولا بتصرف ماية إزاي يعني في أي حمام سباحة مثلا بيكون فية مكان لضخ الماية فية ومكان لصرف الماية الموجودة فية علشان تتجدد دي بقي مش عارفين هي بتجدد مايتها منين .
نهر : أسمع عن الأهرامات وأنها كانت من عجائب الدنيا السبع و عن وادي الملوك و الملكات و معبد ابو سمبل و قناع توت عنخ آمون لكن أول مرة أسمع عن البحيرة المقدسة لية مش بنسمع عنها .

عبد العزيز : الحضارة المصرية القديمة مليانة حكايات و أساطير أخدوا منها الحاجات الأكثر عظمة و نشروها القطع الفنية هتلاقيها في المتحف المصري القديم و فية كذا مرة يفكروا يعملوا متحف تاني لان المتحف المصري كل ركن فية إتملي حتي فية معروضات في المخازن و رغم أنهم بيعرضوا حاجات في دول العالم و خصوصا أوروبا و أمريكا إلي أن إحنا حرفيا عندنا ثلث آثار العالم و بالمناسبة الأهرامات الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبعة كان عندنا كمان منارة الإسكندرية لكن خلاص مش موجودة .
نهر : بص في حاجة محيراني في موضوع الأهرامات أهمها لية كل الضجة دي علي الأهرامات أصل طبيعي جدا شكل قاعدتة كبيرة تقريبا 13 فدان يعني و شكل مسلوب لاعلي طبيعي يكون ثابت هو مش مرتفع جداً بقاعدة صغيرة لا الشكل الهرمي من أكثر الأشكال الثابته علي الأرض زي الجبال كدة قاعدتها كبيرة و قمتها صغيرة .
عبد العزيز : إنت يا شبر وأقطع شايفة أنة مش محتاج الضجة دي كلها طب إسمعي بقي الهرم هي نسخة مصغرة لكوكب الأرض كلة المصريين بنوها بتعبر بدقة عن أبعاد كوكبنا بنسبة تقارب 1 إلى ٤٣٢٠٠ و دي مش نسبة عشوائية، الرقم دة تم إستنتاجه من الحركة الرأسية للأرض، وتسمي “التغير في دوران محور الأرض”، ، فعلى سبيل المثال لو قسنا محيط القاعدة لـ”الهرم الأكبر”، بدقة، وضربتية في ٤٣٢٠٠ ستحصلي على المحيط الاستوائي للأرض ارتفاع الهرم الاكبر كان ارتفاعة 149.4 متر والمسافة بين الارض والشمس تبلغ 149.4 مليون كيلومتر !!!! .. وإتجاه بابه فى إتجاه النجم القطبى و تشير زوايا أضلاع الهرم إلى الاتجاهات الأصلية الأربعة تماما غير أن ثقل الأهرامات مش ممكن أي مكان في مصر يستحمل الثقل دة كانت هتقع لو إتبنت في مكان تاني كمان مكان الأهرامات بالنسبة لنهر النيل بالضبط زي شكل نجوم أوريون المثلثة و درب التبانة كأنها صورة طبق الأصل من شكل السماء لكن علي الارض أعتقد عارفة أن مجموعتنا الشمسية في درب التبانة .
نهر : يعني كانوا متقدمين في علم الفضاء و جغرافيا الأرض و الموضوع مش مقتصر علي إزاي نقلوا حجارة بالوزن دة من جنوب مصر لهضبة الجيزة و لا إزاي شالوا الحجارة و كيفية بناؤها.
عبد العزيز : لا الأهرامات كل ما إحنا عايشين بنكتشف أسرار و علشان كدة كلة مستكتر أن المصري القديم يبني صرح زي دة فيجي اليهود يقولوا أن المصريين إستعبدوهم و هما إللي بنوا الاهرامات و ناس تانية تقول لأ المصريين أقل من أنهم يبنوا الأهرامات و اللي بنأها الناجين من قارة أطلنتس الغارقة لانهم جم مصر و بنوها و إدعاءات كتيرة جدآ و كل يوم إدعاء رغم أن الاهرامات مش الوحيدة علي عبقرية المصري القديم المصري كان بارع في الطب و التشريح و الكيمياء و الفلك و الهندسة ؛ لدرجة غرفة الملك في الأهرامات مثلا درجتها حرارتها لا تتعدي 22درجة لان فية فتحتين صغيرين في إتجاهين بيهوا الغرفة دي و في سد اللاهون في الفيوم بناة المصريين من أكثر من ثلاث الاف و خمسمائة عام و لسة وزارة الري بتستخدمة لغاية اليوم صح رممة الظاهر بيبرس أيام المماليك لكن لسة بقوتة و شموخة .
نهر : تصدق إنت القاعدة معاك ممتعة ووهتخليني أحب الآثار .

عبد العزيز : إحنا مش بلد آثار و علوم من زمان بس لااااا لما جة عالم الآثار الإنجليزية جيمس هنرى برستيد و تعمق فى جذور الحضارة المصرية خرج بكتاب من أشهر الكتب فى العالم سماه( فجر الضمير) و قال من هنا خرجت الإنسانية و الأخلاق لتنير العالم من مصر بذخ فجر الضمير الإنساني ليعلم البشرية القيمة الإنسانية , تصدقي أنا ما رغتش كدة من زمان لدرجة أن راسي صدعت يلا ننام أنا راجل كبير و مش متعود علي السهر .
نهر : نقرأ الأذكار و ننام لكن أعمل حسابك هنكمل كلام بكرة .
عبد العزيز : أطفئ الانوار و سيبي الوناسة بس و تعالي نقرأ الاذكار .أطفأت النور و إتجهت إلي السرير و بدأت بقراءة الاذكار ثم المعوذتين و سورة الاخلاص
عبد العزيز : كويس انك محافظة علي الأذكار والقرآن قبل النوم .
نهر : تعود مش أكتر لو معملتش كدة مش بيجي لي نوم تصبح علي جنة .
عبد العزيز خلع النظارة جنبة وإنت من أهلها .
عند أمجد لم يحاول التكلم مع سلمي لا بعتاب أو غيرة دخل غرفة الملابس أخذ بيجامة ثم دخل الحمام خرج منة و ذهب لغرف أولادة يعطيهم ما معة ففي الإجازة يسهرون مع بعضهم أخذهم بالاحضان و قال أنة مرهق و سوف يجلس معهم مطولا غدا بعد العمل ذهب لحجرتة كانت سلمي أمام المرآة تمشط شعرها ذهب لسريرة و غطي نفسة ونام .
سلمي : هتنام كدة علي طول .
أمجد : أيوة تعبان عاوزة حاجة .
سلمي : تعبان من إية مش شايف إنة بدري ؟
أمجد بسخرية : تعبان من إية يا تري ؟ يمكن لأني جاي من سفر و صاحي بدري يمكن علشان روحت الشغل النهاردة بعد السفر و كنت متوقع هاجي و البيت يكون هادئ ما يتحولش فجاءة لصوت عالي قدام الأولاد و ابوغيا و أسئلة و محايلة و تريقة علي ضيوفي و حرقة دم بصي أنا مش طايق نفسي فمن فضلك بلاش كلام كتير عاوز اصغحي بدري ورايا شغل .
سلمي بدموع في عينيها : مش من حقي أغير عليك ؟
أمجد : من مين من نهر العيلة ولا أمها المتجوزة ؟ و هل غيرتك عليا تخليك تصغريني قدام أبويا و نهر و الأولاد ؟و تخليني أكسر وعدي ليها كنت متخيل إن رقية صاحبتك و إنك بتحبي نهر لكن لأ أنا خاين و رقية عقربة و نهر بنت ستين في سبعين و إنت يا حرام مظلومة بين الأولاد و أبويا .
سلمي : أنا صغرتك في إية أن شاء الله ؟
أمجد : إنت مصرة تكملي .
سلمي : أيوة مصرة عملت آية صغرتك بية ؟
أمجد : عدي معايا أول ما شوفتي نهر قولتي نهر بنت رقية سايبني هنا مع أولادك و رايح عند رقية كل دة ؟ هو دة مش إتهام صريح ؟ و لا أنا مش واخد بالي و مع إنك عارفة أن ابويا ممنوع علية الإنفعال بس لا قدام الأولاد و أبويا عادي الأولاد أخدوا صفك مفيش حد حاول حتي يسلم علي البنت ؛ تريقتك عليها وإنت عارفة إنها ضيفتي أسلوبك وإنت بتتكلمي علي أمها و بتقولي إتجوزت عمدة و لا ممرض ؛ و إهانتك ليها علي السفرة أنها بتعمل شو الغرض منة تشويه صورتك وأنك مش واخدة بالك من أبويا ؛ و نظرات الكرة لطفلة قد ولادك لو كنت أعرف أنك بكل القسوة و السواد دة ما كنتش جيت بيها هنا كنت خلتها في الفندق كنت فاكرك هتكوني ام ليها و خصوصا إني قولت لك أن زوج أمها مزعلها و تقريبا متخانق معاها .
سلمي : إنت شايف إني سودة و قاسية يا أمجد ؟
امجد : لا طبعا دة حتي شايف الجناحات بتوع الملائكة عندك و بتفيضي حب و حنان و بتستقبلي جوزك بإبتسامة عريضة و صوت هادي .
سلمي : كنت فكراك هتعوضني علي أيام غيابك .
أمجد : سوري أصل إنت صراحة هيائتي الجو المناسب إني اعوضك أنا بس راجل معنديش إحساس و لازم أعوضك طبعا بعد إستقبالك الهايل ليا ؛ تسمحي أنام ولا لسة فية حاجة ماقولنهاش .
سلمي : إتفضل يا مستر مش هزعجك (كانت تعرف أنه لا يريد الكلام فقد أزعجتة بتصرفها و كثيرا ما لفت إنتباهها من موضوع الغيرة وان غيرتها تخنقة وانة يحب بيتة و أولادة كثيراً و لن يغدر بها ابدأ فهي من كانت بجانبة دائما لكن هيهات لهذا القلب أن يرتاح رغم زواجها منة قررت أن تمتص غضبة في النهاية نهر طفلة و هو معظم الوقت بعملة وإن أخذها ستكون معة وقت أكثر لذا يجب أن تكون نهر هنا امام عينها لتعرف منها أخبار أمها و ما هو قادم ).
في السادسة و نصف صباحا أستيقظ عبد العزيز يجد نهر علي كرسي بجانبة و علي جبهتة فوطة صغيرة فنادي عليها
عبد العزيز : نهر نهر أصحي .
نهر : أيوة نعم فية إية ؟ اااااة صباح الخير .
عبد العزيز : صباح النور كنتي نايمة علي الكرسي مش كنتي نايمة جنبي علي السرير .
نهر : رغم إنك أخذت الدوا بس بالليل سخنت و قومت إتكلمت كلام مش مفهوم فعملت كمادات و أعطيت لك حقنة السخونة بس حفت أنام و تسخن تاني فجبت كرسي علشان ما أنمش إنت كويس .
عبد العزيز : مش للدرجة دي أنا مش تعبان قوي كدة .
نهر: بلاش تكابر في المرض هروح أجيب الابريق والطبق تتوضي .
عبد العزيز : لأ هروح الحمام
.نهر : اوك هساعدك و ما تافلش الباب من جوة علشان لو عوزت حاجة تنادي عليا .
عبد العزيز : مش هتنامي ما دام سهرتي ؟
نهر : لا متعودة أنام قليل و كمان نمت إمبارح في الفندق علي الكنبة ووعمو أمجد كان بيشتغل.
دخل عبد العزيز الحمام و عندما خرج شاف نهر غيرت و لبست اسدال .
عبد العزيز مش قولتي صليتي ؟
نهر : أيوة هصلي الضحي عادي بس هتوضي وآجي ليك.
دخلت وصلوا مع بعض .
نهر : هما هنا بيصحوا إمتي ؟
ضحك عبد العزيز : جوعتي صح أحسن أحسن قولت لك كولي كويس (وقلدها ) لا الحمد لله باكل زبادي وحباية فاكهة لعلمك انا مش بدخل أكل الاوضة .
نهر و هي مندهشة : إنت فرحان فيا يا عبدوة وأنا إللي حبيتك و قولت دماغنا حلوة زي بعض .
عبد العزيز : عبدوة و دماغنا زي بعض إنت يا فسلة دماغك زيي.
نهر : أيوة مش بقيت بحب الآثار و الحضارة و هنقرا مع بعض كتب يعني تفكرنا متشابة .
عبد العزيز : عموما يا رينا العيال هنا بيصحوا في الإجازة متاخر و أمجد بيفطر في الفندق و سلمي بتصحي مع أولادها يعني هيفطروا علي عشرة أو حتاشر .
نهر : يا لهوووي دا أنا أكون زي مسلمين زمان في المجاعة و أقول أحدا احد صح إنت زعلت لما قولت ليك عبدوة .
عبد العزيز : لا بس أنا ليا هيبة هنا قوليها لما نكون لوحدنا أدام الباقي ممكن تقولي جدو .
نهر بفرح : بجد هتسمح ليا أقول جدو .
عبد العزيز : أيوة لية لا وأنا هقول لك رينا نهر ثقيلة شوية .
نهر : قول إللي تحبة و يريحك مش هناكل بقي و لا هنرغي بس ؟
عبدالعزيز : روحي المطبخ إعملي سندوتشات هو يمين في شمال تاني باب ,
نهر : لا طبعا ما يصحش أدخل لوحدي مكان في البيت ماما قالت لي عيب لما أكون ضيفة ما ينفعش أدخل غير الحمام من غير إذن أصحابة عارفة إنك صاحب البيت لكن المطبخ مملكة الست مش عاوزة صدام مع حد فلو سمحت ممكن تيجي معايا .
عبد العزيز : كل المقدمة دي علشان آجي معاك ماشي لا نهر يالاة بس هتعملي لي فطار و لا ما بتعرفيش ؟
نهر : اؤمر يا جدو و شاي و قهوة كمان ؟
عبد العزيز : كمان لا إحنا كدة نقعد في البلكونة الخلفية ونفطر .
نهر : تمام و هاخد معايا الدوا .
عبد العزيز : و الراديو كمان علي صوت العرب و تبقي قاعدة إية ملوكي .
نهر : تمام الظاهر علينا هنخربها ربنا يستر .
أحضرت نهر بعض السندوتشات لها و لعبد العزيز بعدها أحضرت الراديوا و شغلتة علي صوت العرب و أحضرت الأدوية بعد الأكل والدواء قبل و بعد الفطار ذهبت و عملت لعبد العزيز قهوة و هي شاي و قعدوا يستمعوا للراديو و ينظروا للجنينة و العصافير .
عبد العزيز : إنت مش شاطرة في المدرسة و الحفن بس لأ إنت كمان بتعرفي تعملي قهوة كويس برافوا عليك .
نهر : بالهنا و الشفي أعدل دماغك كدة علشان نلحق نقرأ حاجة مع بعض ,
عبد العزيز : بتحبي القراءة و لا علشاني .
نهر : بعشق القراءة و مستمتعة بوجودي معاك مش عارفة إية حكايتي مع رجالة الصعيد يعني فرحانة بوجود عمو أمجد و عمو محمود و عمو حامد .
كان أمجد إستيقظ وسمع صوت باسفل نظر من اعلي ثم خرج للبلكون ابتسم عندما وجد نهر مع والدة في القراندة الخلفية يتكلمون و علي و جوههم إبتسامة بعدها دخل الغرفة .
سلمي : بتبص علي إية تحت و مبتسم لية كدة ؟
أمجد : سمعت صوت فحبيت أعرف مين تحت يعني سعدية بتيجي تمانية مش كدة .
سلمي : أيوة في حد فعلا تحت ؟
أمجد : بابا و نهر بيفطروا مع بعض .
كادت أن تشتم نهر و لكنها لحقت نفسها لتقول : بدري كدة .
أمجد : بابا و نهر متعودين يصحوا بدري لكن بابا كان بيفطر لوحدة في أوضتة لما تيجي سعدية و أعتقد حب يغير و يفطر في الفراندا أنا هلبس و أخد نهر الفندق .
سلمي : أنا فكرت كويس ما فيش داعي خاليها هنا و آهي مسلية عمي .
أمجد : و دة من إية يعني ٱنبارح كنتي مولعة الدنيا دلوقتي مفيش داعي لكن أنا مينفعش أسيبها هنا تتهان و تتعامل بطريقة انبارح .
سلمي : لا خلاص ضيوفك ضيوفي هعاملها كويس و بعدين عيب ضيفة أمجد بية تروح فندق في نفس البلد هتعامل معاها زي أولادي .
أمجد : متاكدة ؟
سلمي : طبعا أنا كنت مشتاقة لك بس و إتجننت لما إتفاجئت بها لكن أنا آسفة حبيبي وسامحني .
أمجد و هو يحك راسة بيدية : سلمي هزعل لو ضايقتيها دي عيلة و يتيمة و كفاية عليها جوز أمها .
سلمي : لا حبيبي أطمن البيت يساع كل ضيوفك خلاص بقي فوك كدة .
أمجد : هجرب النهاردة داخل الحمام أخد شور و هروح الشغل .
سلمي: إتفضل حبيبي
إية القادم يا تري هنشوف الفصل الجاي ,,,,,,
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت ناس)