رواية أسرار الماضي لبنت ناس الفصل الحادي والستون 61 بقلم رينا الهادي
رواية أسرار الماضي لبنت ناس الجزء الحادي والستون
رواية أسرار الماضي لبنت ناس البارت الحادي والستون
رواية أسرار الماضي لبنت ناس الحلقة الحادية والستون
الجزء الثاني الفصل التاسع عشر
عزة نفس (١٩)
خرج محمد من المنزل بقلب مكسور فلقد تاكد من أن زوجتة وأم أولادة طفح بها الكيل لم تعد تريدة بحياتها تنتظر الفراق, لما لا فهي حضرت كل ما فعلوة برقية و تحملت سنوات و سنوات في تربية اخواتة وابناؤة والان مطلوب منها خدمة الكل بلا كلمة واحدة , لقد طلب منها الذهاب إلي رقية من أجل أخية و إبنة وأن تجلس معها كما تحب بل قال لها ان أحبت أن تقضي الليل معها فالتفعل كان يريد ان يثنيها عن عزمها الإبتعاد ويحاول الاقتراب منها كما في السابق لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن و قلبت أمة و أخية كل شئ علي راسة ليفيق بأنة غير قادر علي حزن أمة منة او أخية وكالعادة فالتحزن هي ربما يستطيع مراضاتها, لكن بعد كلامها اليوم أمامهم فقد تاكد ان طريق الإفتراف عن نصفة الآخر أصبح وشيك و هذا من صنع يدة هو .
دخل الغرفة بعد صلاة الفجرحمل الثياب من علي الكنبة الموجودة بالحجرة بجانب ماكينة الخياطة و وضعهم جميعا علي الكرسي و نام عليها و رغم انةكان تعب الجسم والعقل لم ينم حاول لكنة فشل بعد مدة قصيرة صدح فون إنتصار بجانبها لتقوم بتعب رات محمد بطرف عينيها نائم علي الكنبة أدركت انة غير نائم فهو لا يشخر كما العادة تظاهرت بعدم رؤيتة و أجابت .
إنتصار : الوووة مين علي الصبح كدة ؟…………… صباح الخير يا روقية عاملة اية دلوقتي ؟ …………. يوووة يا روقية إنت عاوزة تعذبي نفسك و خلاص يا بنت الناس الاعمار بيد الله و لكل أجل كتاب و بعدين الحمد لله ان ربنا نجي أبوك و قام بالسلامة مش بتقولي خرج من المستشفي و حضر العزا يعني أكيد مش هيخرجوة و هو تعبان بشوف في الافلام الأجنبي مش بيخرجوا غير لما يطمنوا علي العيان …………. روقية انت معاك عيلين لازم تخلي بالك علي نفسك علشانهم ………..يعني بكلمك من ياما لسة فاكرة تقولي عائشة مش روقية ……….. طب خلاص يا عائشة هانم بس و لا في الأحلام تكوني بنت راجل مهم كدة صحافة و كاميرات و تلفزيونات بتصور أبوك و هو خارج حاجة تخض و هو الصراحة راجل هيبة كدة ……. ربنا يدية الصحة و العافية و يطمك علية و حاضر هدعي لة في صلاتي أي جديد طمنيني و لا لسة مش مطمنة قوي ليا ؟ ………… خلاص يا أم نهر روحي شوفي عيالك أنا كمان ورايا شغل ياما هبقي إتصل بك في نصف النهار أطمن عليك لأن شكلي مش هعرف أجيلك الأيام دي بس اي حاجة تحتاجيها إنت عارف رقم علي هيعملها علي طول ما تعرفيش معزنك عندة زيي و يمكن أكتر ……… مع السلامة يا أختي .
قامت و هي متجاهلة زوجها ثم نظرت ناحيتة و كانها تفاجات إية دة هو محمد مالة نايم كدة لية ؟ و أنا مالي تلاقية زعلان علي أمة وأخوة وأنا أغور في داهية إستعنت علي الشقي بالله .
لم يبدي محمد أي رد فعل فمشت و فتحت باب غرفتها للحمام للتتؤضي و تودي فرضها بعد أن صلت رأءت زوجها يتوجة لغرفة امة .
إبتسمت و قالت : كنت عارفة إنك صاحي ما جلوش قلب ينام شوية رايح يقول لأمة علي إللي سمعة يالاة جايز ربنا يهديهم و يسيبوا رقية في حالها شوية, ما يعرفش إني متفأة معها علي الكلام اللي هقولة .
تسريع الاحداث
مضي الترم الأول بسلام وعمر اصبح اقل حدة علي أمة و أختة بل أصبح مرتبط بهم و يحب أن يستمع لشرحهم فقدإكتشف انة يفهم أكثر بكثير منهم كما أنة قطع علاقتة باصدقاء المصلحة عرفت رقية كيف تشغل وقت بنتها و إبنها ظهرت نتيجة الترم الأول لعمر مع إنتهاء نهر من إمتحاناتها ليحصل علي 94% وتلك أول مرة يحصل علي نتيجة مرتفعة فاقصي ما حصل علية 72%
كانت نهر إتفقت أن تقضي إجازة نصف السنة بالأقصر عند عبد العزبز ليطمئن عليها وهي ايضا تطمئن علية فقد علمت أنة مريض .
رقية : مبروك يا حبيبي أنا مبسوطة جدا منك وزي ما وعد هشترك ليك في نادي المحلة في اي لعبة تحبها لكن بعد ما نرجع من الأقصر ان شاء الله .
عمر : بعد ما نرجع لية هنسافر أصلا مش نهر بس إلي بتسافر واخر السنة مش نصف السنة ؟
رقية : صحيح لكن نهر عاوزة تروح لجدها عبد العزيز في نص السنة كمان هو مريص و انا عاوزة أروح إشتقت للاقصر كتير و عاوزة أشكر مستر أمجد و و الدة صراحة عملوا كتير لينا إنت بقي لك الإختيار عاوز تيجي معانا جهز شنطتك عاوز تروح لابوك برضو براحتك أنا هعمل إلي إنت عاوزة .
عمر بتفكير : انا قاعت معاه أسبوع بعد امتحاناتي مستريحتش خالص أنا هاجي معاكم بس طبعا لازم أقول لة الأول تفتكري هيوافق ؟
رقية : قول لة ماما ونهر مسافرين و أنا عاوز آجي اقعد عندك هتلاقية بيقو لك لأ يا إبني روح معاهم أومال مين هيجيب أخبارهم أبوك مش هيقتنع أننا نسافر لوحدنا لسة فاكر نفسة جوزي .
عمر : ماشي هنشوف .
بالفعل مصطفي خاف من سفر عائشة مع نهر و خصوصا و هو يعرف أمجد فأراد أن يكون عمر كالعادة عين لة و لم تمنع عائشة يوماً أن يبلغ عمر أبية بكل ما يعرف حيث ان أسرارها تحتفظ بها لنفسها أو مع إنتصار لكن كانت تلمح لة أن التجسس علي أمة عيب كبير و كانت تعرف خوفة من أبية .
سافروا للقاهرة و من هناك إستفبلهم محمود و فرح بوجود عمر معهم و قد سافروا جميعا الأقصر كانت أول مرة لعمر يركب طائرة لكنة نسي خوفة من الطياران عندما إندمج مع أولاد محمود بالكلام والعب .
وصلوا مطار الأقصر وعرفوا من محمود ان عبد العزيز في المشفي اصرت نهر ان تذهب لة مباشرة فأوصلها محمود هي وامها المشفي بسيارة كانت في جراج المطار ثم أوصل أولادة وعمر لفندق أمجد بالأقصر .
في المشفي جرت نهر علي الغرفة فتحتها و القت بنفسها علي عبد العزيز تقبل يدة بحنان وسط ذهول بناتة و سلمي فقد كانوا بالغرفة.
نهر : كدة يا عبدو تخضني عليك مش إتفقنا إنت إللي هتمسك إيدي وتديني لعريسي و لا نسيت .
سلمي بعجرفة : واخد حقنة مسكن و نايم يعني بلاش التمثيل دة لما يصحي .
رقية : إزيك يا سلمي ؟ و نهر مش بتعرف تمثل أصل كان ليا صاحبة موهوبة بالتمثيل فأنا بقيت بعرف إلي بيمثلوا كويس السلام عليكم الأول يا جماعة .
سلمي : تقصدي إية يا رقية ؟
رقية : دي أوضة في مستشفي هبقي أقولك بعدين لما نخرج .
صفية أخت امجد : سلمي مرات أخونا نعرفها كويس إنت و بنتك أغراب يا ريت تفرقونا إحنا حزانا علي أبونا إتفضلوا من غير مطرود مش عاوزين دوشة .
أومات أخواتها بهز روؤسهم دليل علي الموافقة بكلام اختهم .
نهر : لا و النبي ماقدرش أسيب جدو كدة هاعقد ساكتة والله بس أطمن علية و مسكت يدية بضعف فأمسك عبد العزيز يدها هو الآخر يطمانها و فتح عينية ببطء .
عبد العزيز : أنا مش نايم يا حبيبتي و كنت مستنيك نظر لبناتة معليش الظاهر معرفتش أربي .
بكت نهر في حضنة .
نهر : لا يا جدو هم أعصابهم تعبانة علشانك بس قوم كدة و كلنا هنكون كويسين بوجودك وسطينا .
عبد العزيز : إتفضلوا روحوا كلكم نهر و رقية هيقعدوا معايا أنتم من إنبارح هنا روحوا إرتاحوا وغيروا هما هيباتوا معايا إبقوا تعالوا بكرة باذن الله .
صفية : يعني عامل نايم يا بابا و دلوقتي صحيت علشانها وبتطردنا علشانها .
عبد العزيز : قلت روحوا ولا خلاص كبرت وكلامي ما بيتسمعش إتصلي بأمجد يا نهر يجي ياخدهم( ثم نظر الي بناتة ) انت وصلتي امتي .
نهر : من المطار علي هنا لما عرفت إنك هنا .
عبد العزيز : يعني مش زي ناس تيجي البلد و لما ييجوا مروحين بيوتهم يعدوا عليا يقعدوا نصف ساعة .
صفية : أنا كل جمعة باجي لك و أشوف طلباتك .
عبد العزيز : كتر خيرك يا بنتي مش هنكر بتيجي تفعدي مع سلمي, وتسلمي عليا إسمعوا أنا بحبكم كلكم و دة مش زعل منكم أنا عارف الحياة مشاغل لكن نهر غيركم و غير أولادكم نهر عملت لي حياة كل يوم تقريبا بتتصل بيا رغم كل إنشغالها تسمع لي و أسمع لها هي مش بنتي أو حفيدتي لكن أقرب ليا منكم فمن فضلكم إمشوا وأنا عارف أنا قاعد مع حد مش متضايق من تعبي ولا وجودة معايا إتفضلوا لاني تعبت .
دق الباب ودخل أمجد .
أمجد : أنا قولت كدة برضوا مدام نهر جت هتصحي أخبارك يا نهر إزيك مدام رقية .
نهر ورقية : الحمد لله بخير .
عبد العزيز : خد مراتك و أخواتك يا أمجد و يبقوا يجوا بكرة الأوضة زحمة و هما تعبوا .
أمجد : أنا جبت غيارات لهم وحجزت أوضة جنبك للي عاوز يستريح .
عبد العزيز : أعمل اللي بقولك علية نهر و رقية هيباتوا معايا يلا يا حبيبي روحهم و روح شغلك .
إستغرب أمجد لكن نفذ كلام أبوة وفي الطريق اصر علي معرفة ما حدث حكت لة صفية اختة الكبيرة ما حدث ثم اتبعت: المسخوطة بتقول لة يا عبدو دة أنا اصغر عيالي أكبر منها و ما يقدرش يقول يا عبدو .
رفع أمجد حاجبة : واضح إن حد حاكي و موصي قوي علي نهر كلكم عارفين نهر من زمان و من زمان بتعاملوها وحش و هي عمرها ما إشتكت رغم إني بسمع و بشوف فكنت بقول بتغيروا علي أبوكم نهر حاجة كبيرة لأبوكم أنا نفسي رغم حبة ليا مقدرش أقولك إني ممكن أخد مكانها في قلبة وكلكم عارفين السبب بابا كان وحيد رغم وجودة في وسطنا أيوة بفطرة و أشرب قهوة الصبح معاة كل يوم و أتعشي كمان لكن مش فاضي في شغلي وأنتم في حياتكم و هي الوحيدة الي بتحكي معاة صبح و ليل أسرارها معاة و أسراره معاها لية خوفكم كدة منها دي مجرد طفلة .
سلمي : طفلة ؟ طفلة إية دي الي في ثانية ثانوي يا أمجد أصحي يا بابا دة أبوك مخصص لها ورث في الوصية .
أمجد : وإنت عرفتي منين بتتجسسي علي بابا يا سلمي ؟
سلمي : مش في نفس البيت و طلب المحامي من أسبوع عرفت لما كنت هدخل أضايف المحامي لاقيتة بيتكلم عن وصية .
أمجد : قومتي مكملة و قوف علشان تعرفي كل شئ صح .
صفية : جرا إية يا أمجد سبت إن البت دي ضحكت علي بابا و ماسك في سلمي إنها كانت عاوزة تتطمن .
أمجد : أنا عندي ثروة أكبر من بابا بكتير و كل واحدة فيكم عايشة مستقرة و مش مستنية ورث, بابا صرف عليا كتير و كتب لنا في حياتة كتير و انتم عارفين ساب تقريبا ربع ثروتة للزمن علشان ما يمدش إيدة لحد فينا فحتي لو كتب وصية و إدي لنهر جزء إية المشكلة إنتم عيالكم أكبر منها ترضوا حد يعامل حد من عيالكم كدة بابا آة مريض ومن زمان أمراض الشيخوخة كتير لكن عقلة لسة فية وكبير و صغير لما تحصل مشكلة بيحكومة لعقلة تيجوا إنتم بناتة و تشككوا في أن بنت بسن أحفادة ضحكت علية و بتستغلة و البنت دي انا إلي دخلتها البيت .
ثريا أحد آخواتة : بابا طردنا يا أمجد من عندة علشانها فاهم , كل واحدة فينا جاية من مكان أبعد من الثانية في الاخر بيطردنا .
امجد : قال روحوا ريحوا و غيروا و تعالوا بكرة لكن إنتم او أختنا الكبيرة هي إلي طردت نهر وأمها و أنتم عارفين برضوا إنها لسة واصلة بابا الخمس سنين إلي عرف نهر فيهم إتغير كتير كان قرب ينسي الكلام أصلا و كانت حالتة الصحية متاخرة و من يوم ما عرفها كملوا بعض هي كانت عاوزة اب و هو عاوز حد ياخد بحسة بيشوفوا بعض يا دوب أسبوع في السنة لكن كل يوم بيكلموا بعض , مين فينا أهتم بة زيها رغم بعد المسافات .
صفا: بالضبط يا أمجد كملوا بعض زي ما إهتمت بة هو أهتم بها و أعطاها أكتر من حقها و كل شوية هدية تعرف تقولي لازمتها إية تبقي في الوصية لو كان حد من عيالنا ما كنش حد هيفتح خشمة لكن دي غريبة انا مش متقبلها أصلا إحنا كلنا لخاطرك وخاطر بابا إستقبلناها لما كانت بتجي لاي حد فينا في الإجازة وكدة كفايا عليها قوي .
أمجد بسخرية : إستقبلتوها زي أي موظف عندكم كانت ديما في سكن العمال أو بتأجر مكان و تشتغل عندكم مش برضوا كانت بتنام في أوضة حماتك يا صفا و تهتم بأكلها و الأدوية يعني ما كنتيش مضيافها في أوضة لوحدها رغم إن عندك أوض ضيوف ولا أنا فاهم غلط غير شغلها الصبح في المركز .
صفا : ماطلعتش سهلة وحاكية لك كل حاجة .
أمجد : لا يا حبيبتي جوزك إللي بلغني كان عاوزها تقضي الصيف معاكم علشان حماتك حبتها و محتاجها , قصرة كل اللي فات سكت و قولت إنكم مش قاصدين تقلوا منها لكن و ربي لو حد ضايقها هي أو بابا فما يلمش غير نفسة واضح الكلام .
في الخامسة صباحا رن تلفون أمجد ليجد نهر تخبرة بضرورة القدوم للمشفي
هرول أمجد لأخوتة وابلغهم لو أرادوا القدوم معة مع سرعة تحضير أنفسهم .
ذهبوا سريعا معة و قابل الطبيب و هو خارج من حجرة والدة
أمجد : خير يا دكتور بابا مالة ؟
الطبيب : الأخبار مش كويسة أبدا وأنا قولت لحضرتك إن كلها أيام للأسف الشيخوخة مالهاش علاج .
صفية : سبناة كويس إنبارح إية جرالة ؟
الطبيب :كان فعلا كويس و طول الليل صاحي مع البنت و بيضحك و يهزر و يقروا قران لكن طبيعي للأسف يجي اوقات تحسي ان الدنيا تمام قبل الانهيار هو حاليا وأخد مسكن قوي و صاحي لكن مش قادر يتكلم .
دخل أمجد وتبعة إخواتة ليقف علي رأس أبية و يقبلة .
امجد : سلامتك يا بابا كدة تخضنا عليك (تبسم عبد العزيز و لم يرد علية )
صفية و هي تشد يد نهر التي تتمسك ببد العزيز : أوعي أكد ليلة واحدة معاة إتنكس .( لكن عبد العزيز تشبس بيد نهر و نظر لأمجد برجاء )
أمجد : سيبي نهر يا صفية بابا هو إلي ماسك فيها .
نظرت صفية إلي يد والدها و قالت عاوزها جنبك يا بابا ( اومأ براسة بنعم ) تركت صفية نهر .
صفا : سلامتك يا بابا إية حصل بس كنت كوبس .
أخذ نفس و قال بصوت ضعيف : امر الله يا بنتي الحمد لله كلكوا حواليا وأنا عشت عمر طويل .
أمجد : ربنا يديك الصحة و العافية يا بابا هتقوم وهتبقي كويس .
عبد العزيز : أنا قولت لنهر تتصل بك و كنت عارف هتجيب إخواتك كنت عاوز تكونوا حواليا والحمد لله مش عاوز حاجة تاني خالي بالك من إخواتك يا أمجد و حاوط عليهم زي ما ديما بتحاوط عليهم و إعتبر نهر بنتك ( ونظر لبناتة) أو بنتكم نهر حفيدتي حتي ولو مش من صلبي خلي بالك منهم يا نهر و إعتبريهم أهلك ما تزعليش منهم .
نهر : يا جدو انت كنت كويس من ساعة واحدة فوء بقي وما توجعش قلبي عليك .
عبد العزيز : ٱقري لي سورة يس و الملك يا نهر .
أعطت رقية القران لنهر و هي ما زالت تمسك باليد الاخري يد عبد العزيز لتبدا بالقراءة ما إن إنتهيت حتي تشهد عبد العزير و صعدت الروح لخالقها لتحس نهر بإستسلام يد عبد العزيز في يدها فتمسك يدة بقوة وتضع راسها عليها وهي تقول انا لله وانا لة لراجعون و تكرر جملتها مرارا و تكرارنا و هي تبكي بقهر تركتها رقية بعض الوقت ثم ذهبت اليها تبعد يدها وراسها عن يد عبد العزيز لكنها تشبست بة لتنظر لأمجد المتصلب الجسد ودموعة تغرق وجهه وتتعالي الصيحات من حولها من بناتة الآتي تاخد كل واحدة منهم أختها في أحضانها و يبكون بحزن يقطع القلب .
دخل الطبيب بيقول انا لله وانا لة راجعون البقاء لله شيدوا حيلكم يا جماعة أستاذ أمجد تحب نغسل الوالد علي طول علشان يدفن مع صلاة الظهر .
نظر أمجد للطبيب ادينا وقت نودعة وأنا إلي هغسل والدي بعد قليل
أمجد : رقية خدي نهر برة وأنتم كمان إقعدوا برة( و إتصل برقم و قال ) عاوز ممرضين يجوا يساعدوني في نقل الوالد للبيت هيتغسل في بيتة ويخرج منة .
بعد أيام
كانت نهر بغرفتها تنظر للفضاء في فندق الأقصر فقد أعطي لها أمجد غرفة لها هي وامها و غرفة اخري لعمر و اسر إبن مجمود.
دخلت رقية : و بعدين يا نهر أومال إذا ما كنتي عارفة هو كان مريض قد إية وكمان عارفة إن دة قضاء الله بناتة نفسهم هديوا و كل واحدة مسافرة بعد بكرة لبيتها مستر أمجد قال جاي بالليل معاهم هنا و قال لازم تكوني صاحية عاوزك في موضوع .
نهر بشرود : موضوع إية ؟
رقية : مش عارفة لكن قال لازم نكون موجودين .
نهر : عمر فين ؟
رقية : بيلعب مع أولاد محمود هو الوحيد المبسوط بالزيارة دي .
نهر بدموع : وحشني جدو قوي يا أنة إتصلت كذا مرة و يرد عليا عمو أمجد و إفتكر بعد ما أسمع صوتة إن جدو مات قلبي واجعني علية .
رقية : كلنا هنموت يا حبيبتي ما فيش حد مخلد المهم ندعي لة ومننساهوش في الدعا هو حاسس بك دلوقتي بلاش تعذبي روحة و كل ما تفتكريةإقراي قران أو إدعي لة ( أخذتها في حضنها وهي تربت علي ظهرها بحنان ) نقول الحمد لله وان شاء الله يكون في مكان احسن و مش تعبان أو حزين .
في المساء تجمع الجميع بمكتب أمجد ليقرا الوصية المحامي و كانت تنص أن توزع التركة علي بنات عبد العزيز و أمجد ونهر علي أن تاخذ نهر نصيبها كاحد بناتة فكل واحدة السبع وأمجد ما يقدر بالسبعين .
كان اول من عقب علي الوصية هي نهر
نهر : الله يرحمة كان كريم و هو حي وكريم و هو ميت لكن بعد إذن الجميع أنا اخذت كل إللي أحتاجة منة وهو حي و مش محتاجة حاجة تاني فياريت التركة توزع حسب الشرع من غير ما أكون فيها .
أمجد بهدوء : دي وصية يا نهر و هو حدد كل واحد هياخد اية بالضبط وانا مش هبوظ الوصية .
نهر : مش هاخد حاجة مستحقهاش من أصحابها يا عمو .
أمجد : والدي كان بكامل عقلة لما كتب وصيتة وأنا مصمم .
نهر : مع إحترامي لك حضرتك واحد يا تري ممكن تاخد راي الباقي و نظرت لباقي آخواتة .
تكلمت صفية :زي ما قولتي يا نهر الله يرحمة كان كريم و هو حي و كريم و هو ميت هعتبرها صدقة بابا خرجها لتعقب ثريا : بابا و أمجد رجالة العيلة و احنا فعلا اعتبرناها صدقة .
نهر : وأنا مش محتاجة صدقة من حد الي بيني و بين بابكم حب جد لحفيدتة و حفيدة لأبوها وجدها في نفس الوقت مش عاوزة حاجة يا عمو و همت بالخروج ليوقفها أمجد و قد أحمر وجهة و عينية من الغضب
اغمجد : إستني نهر وإنت يا رقية مسمعتش رايك .
رقية : ربيت بنتي كويس و موافقة علي كل قرارتها مستر أمجد و أنا معاها و مش كدة و بس لك عندي إلي صرفتة عليا لما سافرت تركيا دين في رقبتي إحنا مش بناخد صدقة من حد .
أخذت رقية يد إبنتها وخرجت و هي تقول : عن إذنكم الورث مسائلة عائلية و خاصة بيكم أنتم, نستاذن إحنا, اغلقت وراؤها الباب .
أمجد وهو ينظر لاخوتة : تخيلت إن وصية بابا الكل هيكون موافق بها بس طلعت غلطان إنتم تبصوا لشوية فلوس مش هتغنيكم شئ.
صفية بذهول : الموضوع مش فلوس يا أمجد ….ليقاطعها أمجد وهو يقول بغضب : عارف الموضوع غيرة ستات و رغي ستات مع بعض
( نظر للمحامي ) زي ما قال بابا الله يرحمة كل واحد ياخد نصيبة من البنات إلي بابا حددة و نصيب نهر لانة حددة في الفندق يتمن وأنا هشترية و هيتوزع علي إخواتي البنات .
صفا: لية عليا إحنا بس وإنت .
امجد بغضب : علشان انا مش بحب اخد صدقة خدوا إنتم صدقة أبوكم و بيت بابا هسيبة أنا و أولادي و أروح فيلتي و هيكون مكان ضيافة أي حد فيكم يجي الأقصر عن إذنكم .
خرج أمجد بغضب للخارج و خرج معة عاصم
عاصم ما تزعلش من اخواتك يا امجد بصراحة هما بيحاولوا يرضوا سلمي مراتك إنت عارف سلمي نار الغيرة مولعة فيها من نهر و أمها
أمجد : عارف يا عاصم و عارف إن سلمي مش مخلية جهد علي جهدها علشان توقع بين نهر و اي حد لكن هما كبار مش صغيرين و نهر عمرها ما فرضت نغسها علي حد .
عاصم: بس إنت ما صدقت و وزرعت نصيبها علي إخواتك .
أمجد : علشان مش عاوز اخسر اخواتي يا عاصم لاي سبب كل واحدة فيهم هترجع لبيتها مش عاوز حد يشيل مني وان كان علي نصيب نهر بابا خلا نصييبها و نصيبي في الفندق دة أنا هتنازل عن نصيبها بعد ما إشترية لها و أكون الوصي عليها لغاية ما تبلغ السن القانوني و طبعا إخواتي أكيد هيدوني حق إدارة حقهم يعني هكون زي ما أنا مدير الفندق الكلام دة سر بينا مش عاوزة يطلع برة وحتي نهر مش هعرفها حاجة دلوقتي لكن هقول لرقية .
عاصم : انا محظوظ انك نسيبي يا امجد والله و أختك زي الفل بس تجي عند نهر وتهنج بقولك نهر صعبانة عليا وانا أجلت السفر لآخر الأسبوع هاخدها بكرة مزرعة الخيول هي بتعشق الخيل خليها تطلع طاقتها في الجري .
أمجد بإبتسامة : تعرف إني بحبك قوي يا عاصم .
عاصم بضحكة عالية : ما تقولش كدة بتكسف وأنا أكبر منك , اة أوعي تنسي دة( ثم نظر لوجهة امجد الاحمر من الغضب ) بهزر يا أمجد ما تقلبش علي عمي عبد العزيز كدة صحيح الي خلف ما ماتش.
أمجد : إنت والنهر إللي تقدروا تخرجوا الواحد من القرف الي عايش فية تعال نروح نقولهم إنهم هيقضوا بكرة في المزرعة و نتعشي معاهم .
عاصم : ماشي يلا .
ثاني يوم نهر بالمزرعة لبست لبس بسيط و كذلك رقية ركبت رقية فرسة هادئة و مشت بها بهدوء اما نهر سالت عن كل الاحصنة و الموجودة و عرفت ان هناك مهر لا يخصع لاحد ولا يستطيع ركوبه أحد وأصرت أن تروضه . أمضت أكثر من أربع ساعات فقد كان الحصان يوقعها ارضا و بصعوبة نظرنا لمرونة جسم نهر العالية و تحكمها بجسدها كانت عندما تقع ترجع لتربت علي ظهر الحصان و تبدا في معانقتة و تحاول ركوبة مرة أخري أظهرت لة كل الإهتمام حتي إنها تخلت عن الجام لتركبة بلا لجام أخذ الكثير من الجهد و الوقت الي ان تعب من الحركة و إستسلم لنهر أخيرا لتركبة وسط صيحات من بالمزرعة من بينهم عاصم و هو يصفق لها . عاصم : تلميذتي أنا تعليمي ما رحش هدر برافو عليك .
عمر : هو إنت عملت حاجة دي المجنونة كانت هتموت تحت رجلية .
عاصم : الواد دة رخم زي اكتر من ابن امجد أنا الي علمتها و لولا السن كان زماني أنا إللي روضتة و أصلا أنا سبتة لنهر .
نهر : صراحة هو عفي و جميل (نزلت من علية وهي تعطية قطع السكر و تربت علي ظهرة بحنان ) وأنا حاسة ان خلاص خلصت من التعب .
عاصم : تعالي معايا أوديك المستشفي زمان جسمك ورم من الوقعات إللي وقعتيها لولا أنك خفيفة كان زمانك متكسرة .
نهر : ما تخفش عليا يا عمو عارفة شوية كريمات اما اروح هاخد شور واحط اومال انة فين عمر ؟
عمر : خدت حمار أقصد حصان علي قد حالة كدة بتتمشي بية .
بعد قليل جائت رقية
رقية : كنت سامعة أصوات تشيجع كتير لما هديت قولت أرجع إية حصل ؟
عاصم : هو فاتك كتير لكن أنا شايف إنك مش خايفة وإنت راكبة مرجانة اة هي هادية لكن ركوب الخيل لة هيبة برضو.
رقية : كنت بركب خيل زمان مش حاجة جديدة عليا و إتفسحت أنا ومرجانة شكرا لليوم الجميل دة , نهر مالك كدة شكلك موجوعة .
عمر : لا ابدأ ماما دول هما خمس ست عشر وقعات من علي الحصان أبو دم خفيف دة .
رقية لنهر : هديتي شوية .
نهر بابتسامة : ممكن تقولي إتهديت كتير هروح انام للصبح .
عاصم : روحي معاها يا ست رقية غيروا يكون الأكل جهز وبعدين ارجعكم الفندق زمان امجد قلق عليكم .
عمر : اكل اية؟ هناكل اية ؟
عاصم : خير ربنا كتير كل علي قد ما تقدر عموما هيعجبك الاكل كلة مشويات .
عمر : إنت راجل محترم والله زي أستاذ أمجد الواحد عاوز يعيش هنا علي طول .
ثاني يوم في نفس يوم سفر عاصم و أسرتة شرم سافرت رقية وأبناؤها رغم إعتراض عمر الذي يريد البقاء فقد أعجبه الفندق و اللعب مع أولاد محمود غير اكل الفندق والإستمتاع بخدمات الفندق كان يريد تمضية الإجازة كلها في الصعيد
ثاني يوم رجعت فية رقية البلد اخذت عمر لتشترك لة في نادي المحلة فهو النادي الأقرب و أصلحت متوتوسكل احمد وأصرت نهر أن تقف لتري موتوسيكل والدها القديم وهو يعود من حديد نعم ليس كما كان لكن فرحت بة و كانت مع المصلح خطوة بخطوة علمها كل شئ بة و إستطاعت أن تاتي من النت بتفاصيل كتيرة عن اجزاء كثيرة وكيفية عملها بعد ذلك إستخدمتة نهر و كان تم شفائها بالكامل في الذهاب بة أحيانا للمدرسة و معها رانيا و أنهار كما كانت تستخدمة رقية في الذهاب للنادي بعمر لم تسمح رقية أن يستخدمة عمر خوفا علية لآنة ما زال صغير إنقضت الأيام سريعا حتي إمتحن عمر آخر العام وظهرت نتيجتة قبل إمتحانات نهر.
في أحد الأيام
و نهر تذاكر عربي مع كلا من رانيا وانهار ..
نهر : مالك يا أنهار مش مركزة لية مش عاويدك.
أنهار : مخنوقة يا نهر و مش جايلي نفس للمذاكرة .
رانيا : هي صحيح مادة أدبي بس لازم تجيبي مجموع يا فالحة و لا مش هتدخلي طب و إحنا لازم نجيب في المواد المشتركة أعلي درجات مش هتفرنا تانية نيلة إلي إحنا فيها.
أنهار بضحكة إستهزاء : بالنسبة ليا خلاص معدش حاجة مهمة .
أغلقت نهر الكتاب ووخطفت من أنهار و رانيا كتابهم
نهر : كلنا أذان صاغية إرغي فية إية مالك مش من النهاردة لأ من إمبارح .
أنهار و قد بدات الدموع تتجمع في عينيها و تنزل بألم علي و جنتيها .
رانيا : لأ دة الموضوع كبير دة انت دموعك عزيزة فية اية وقعتي قلوبنا ؟
أنهار : أول إمبارح لما رجعت لقيت عمتي عندنا أنا أصلا مش بحبها كيادة كدة و جامدة دخلت علي طراطيف صوابعي لما سمعت صوتها
كانت بتتكلم مع أبويا أنة يجوزني أبنها عصام أنا أصلا أقسم بالله بخاف منة تخيلي لو إتجوزتة؟ أبويا قال لها تطمن من هطلع برة العيلة بس مش هيقدر يكلمني غير لما أخلص إمتحانات قالها تصبر شهر علي ما أخلص و يبقوا يعملوا خطوبة و قبل دراسة السنة الجاية الجواز المهم روحت جريت علي أمي إشكي لها همي ردت و قالت إنت البنت الوحيدة علي خمس ولاد و عاوزين نسترك و نطمن عليك و غلطتني إني سمعت كلامهم و هزئتني اني بتصنت و لما قولتها إزاي أنا نفسي أدخل كلية طب , أقعدت تتريق عليا و تقول طب مين يا بت البنت مكانها بيت جوزها و كدة كدة أبويا ما يقدرش يصرف علي طب لسة إخواتي و كمان ما ينفعش يكون أخويا الكبير معهد و الثاني صنايع و البنت طب كدة هياخدوا علي خاطرهم علشان ولاد و أنا بنت ,( أكملت وهي تخفف دموعها بقهر ) تعرفوا لو إتجوزت فيل السنة الجاية لا عمتي و لا عاصم هيسمحوا أكمل تعليمي هبقي يا دوب واخدة إعدادية قولوا لي كدة لازمتة إية أذاكر أنا زي المواشي إللي عند أبويا وأمي لا ليا راي و لا قيمة لولا خالتي رقية ما كنتش دخلت ثانوي أصلا .
ماذا تحمل الأيام لنهر و أمها سنعرف في الفصل التالي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت ناس)