روايات

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الفصل الثالث والستون 63 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الفصل الثالث والستون 63 بقلم رينا الهادي

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الجزء الثالث والستون

رواية أسرار الماضي لبنت ناس البارت الثالث والستون

أسرار الماضي لبنت ناس
أسرار الماضي لبنت ناس

رواية أسرار الماضي لبنت ناس الحلقة الثالثة والستون

الإختيار (٢١)
مصطفي : علي جثتي يا محمد ناخد البت الشحاتة دي أنا كنت بدرس لها غبية هي و إخواتها و لسانها طويل دول بيقضوا عشاهم نوم .
ذخل علي بهدوء المضيفة وقال بصوت هادي : غبية دي من الأوائل و في علم علوم و مش بتاخد دروس بمجهودها بتطلع من الأوائل ، لسانها طويل دي مظنش معليش أكيد حد إستفزها بكلامة فردت علية أنا معرفهاش الصراحة لكن أمي تعرفها و بتقول كويسة .
مصطفي : أي حد يضحك علي أمك علشان علي نياتها .
علي : وإنت يا ستي إية رائك ؟
الحاجة : مع مصطفي طبعا نهر مش بياجي من وراها غير النوايب .
فتح علي ذارعية بشكل مسرحي و هو يخفض رأسة ويثني ركبتة : شوفت يا باة كلامي صح عموما أسأل بنفسك عليها عن إذنكم .
إنتصار كانت تراقب الجميع راءت علي و هو يرجع لغرفتة بعدها مباشرة خرج محمد من البيت إنتظرت قليلا وصعدت فوق السطح لتكلم رقية و تاخذ رأيها و تسأل عن أنهار للتتاكيد في نهاية المكالمة
رقية : ما دام علي و عبد الله مع بعض وإنت معاهم وعبد الله موافق يبقي أبو علي هيحن لعبد الله كمان مصطفي بقي شكلة وحش قوي في نظر العيال و أكيد هيراجع نفسة هو والحاجة ويوافقوا علشان يطيبوا خاطر أبو علي .
إنتصار : ما هم لو وافقوا يبقوا بيخططوا يفركشوا الليلة هما مش بالسهولة دي انا معشراهم من زمان .
رقية : برافو عليك يا إنتصار أكيد لو وافقوا هيجوا مع أبو علي ويعملوا حاجة او يعملوا مشكلة بعد قراية الفاتحة لو حصل نصيب شاطرتك ما تسبيش إبنك لوحدة و تيجي معاهم إنت أي حد بيشوفك بيستريح لك والبنت نفسها بتحبك .
إنتصار : كدة كدة لسة عشر أيام علي ما يخلصوا إمتحانات بس إنت كمان جسي نبض أبوها و أمها بدل ما نيجي وفي الآخر أبوها يقول إبن عمتها أولي ساعتها أنا ممكن أروح فيها .
رقية : مع إن المثل بيقول أمشي في جنازة ولا تمشي في جوازة بس أنهار وعبد الله يستهلوا المحاولة عيوني هبدأ من بكرة ويا احنا يا مصطفي وامة .
إنتصار : علي راي محمد بقينا جبهتين يالله ربنا علي القوي و المفتري .
إتصلت رقية بالتلفون الأرضي علي بيت أنهار و أخذت منهم ميعاد أن تذهب اليهم غدا عندما تذهب البنات للامتحان علي ان تكلم ابو وأم أنهار سويا .
إستقبلتها أم أنهار يالترحاب : أهلا يا أم نهر نورتي تشربي إية ؟
رقية : تسلمي خاليك مرتاحة شربت قبل ماجي نشرب بعد ما نخلص كلام ان شاء الله .
عبد الرحمن أبو أنهار : خير يا أم نهر مجيتك عزيزة ومش بتيجي إلا الشديد القوي ؟
رقية : الأول انت رائيك إية فيا بالنسبة لبنتك .
عبد الرحمن : مش فاهم السؤال لمواخذة .
رقية : يعني تفتكر أنا بحب انهار و أحب مصلحتها ولا مش فارقة معايا ؟
عبد الرحمن : زماان آه بتحبيها وعاوزة مصلحتها دلوقتي الله أعلم , كلنا عارفين إنك ناسية زمان و جيتي علشان بنتك و عارفين انك مش أم نهر بتاعت زمان من ساعة ما رجعتي وإنت واحدة ثانية حتي علي عيالك حتي قدرتي تافقي في وش جوزك و تغيري إبنك لمواخذة مش بحب أذوق الكلام أنا راجل فلاح .
رقية : تمام أنا فعلاً إتغيرت بس فية حاجات زي ما هي لسة بخاف علي أولادي لسة بخلي أنهار و رانيا يجوا كل يوم عند نهر و يذاكروا معاها المواد المشتركة لسة بتابع البنات في المذاكرة و اساعدهم وأكيد بنتك قالت لك لسة ما برضاش بنتي تروح بيت فية شباب حتي لو أعرفهم كويس أنا لو مش واثقة في بنتك ورانيا ما أدخلهمش بيتي من الآخر إنت كمان لو مش واثق فيا ما كنتش هتبعت بنتك الوحيدة عندي ما شاء الله إخواتها رجالة و مش بترضي بالغلط .
عبد الرحمن : الكلام حلو لكن لسة مش فاهم إية المقصود .
تنهدت رقية : أنا مش بدخل حد بيتي غير لما أكون واثقة في أخلاقه قبل أي شئ .
عبد الرحمن : هو حصل من أنهار حاجة إتكلمي علي طول ياأم نهر .
رقية : لا طبعا إنت فهمت إية ؟ إسمعني أنا سلفتي علاقتي بيها كويسة بنعتبر بعض اخوات هي بتيجي تزورني كل فترة شافت بنتك أكتر من مرة و أكلنا و حكينا و ضحكنا مع بعض أقصد إحنا والبنات أبنها في طب سنة كمان تخصص ان شاء الله و يتخرج حبت بنتك و شارت إبنها و هو كان شافها مع نهر أول السنة لما ضربها الله لا يسامحة مصطفي من الآخر هي طلبت مني أجس نبض لو ينفع يتقدموا لبنتك علشان ما يجوش و ترفض و ساعتها مصطفي هيفرح فينا .
عبد الرحمن : يفرح أو ما يفرحش ماليش صالح بة أنا بنتي أختي متكلمة عليها لإبنها وأنا مش هخسر أختي علشان حد .
رقية : وأنهار وافقت ؟
عبد الرحمن : و هو أنا هاخد رأيها هو إنت ما تعرفيش الأرياف ولا إية يا أم نهر؟ إحنا غيركم و إبن عمتها أولي بيها .
رقية : أنا مليش دعوة بالريف أنا إللي أعرفة و أمشي علية القران و سنة الرسول , و الرسول قال ( لا تنكح الايم حتي تستامر ولا تنكح البكر حتي تستاذن ) قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها قال علية الصلاة والسلام ( أن تسكت )
عبد الرحمن : علية الصلاة والسلام
رقية : إجبار أحد الوالدين بنتة علي الزواج بمن لا تريد محرم شرعا و أسال أي شيخ أو حتي كلم دار الافتاء الرسول علية الصلاة والسلام في روايات كتيرة جدا لأكثر من بنت و ارملة شكوا لة عن اجبار أبوهم بالزواج من غير ما يريدوا والرسول فسخ عقدهم فتيجي إنت أو غيرك بعد أكثر من الف سنة و تقول توافق أو ما توافش همشي كلامي عليها هي أكلة ولا جلبية دي حياتها و مستقبلها العمر كلة ما تقولي حاجة يا أم أنهار .
عواطف : الراي راي أبو محمووود .
رقية بإبتسامة : فهمت مش عاوزاني أقول أبو أنهار ماشي حاضر يا أبو محمود ربنا أنعم عليك بخمس أولاد ما شاء الله ربنا يبارك لك فيهم و بنت واحدة هي مش حيوان عندك فالامواخذة الزيبة ربنا أعطاها ذكاء وجمال لية تاخد ذنبها هو إبن عمتها بيشتغل إية أصلا .
عبد الرحمن : فلاح لكن راجل بجد طلع من إعدادية و بيهتم بأرضة و إخواتة وأمة بعد ما تعب أبوة و صحتة بقت مش مساعداة .
رقية : ربنا يبارك لة في صحتة و أرضة لكن كدا أنا فهمت إنة الكبير في إخواتة صح كدة ؟
عبد الرحمن : صح الكبير .
رقية بإبتسامة : طيب بما أني هنا في الارياف من سنين يبقي أنهار لو إتجوزتة هتبقي شايلة بيت عمتها و جوزها و إخواتة وحماها كمان فوق البيعة و هي أصلا صغيرة علي شيل مسئولية زوج بس ناهيك عن إن دماغهم مختلفة هو إهتمامتة غيرها هي بتحب التعليم و دة مش عيب ولا حرام .
عبد الرحمن : هي مش صغيرة أمها متجوزاني قدها و آه هتشيل بيت عمتها هي مش عاجزة او كاتعة هو أنا هقول لأختي خرجي بنتي لوحدها وأنا عارف ظروفها.
رقية : لا الة الا الله هو أنا قولت كدة, حضرتك مش شايف جسم بنتك , زي نهر ضعيفة و المسئولية إللي عاوزها تشلها كبيرة وكمان من غير ما تاخد رائيها يعني بنتك ممكن تكرة حياتها بسببكم المفروض الحنية تكون ليها مش للولاد و أختك , معليش بنتك أعرفها من سنين حنينة و صبورة بس هسالكم أنتم الإثنين هل بتعاملوا أنهار زي إخواتها مع إنها بنت واحدة يا أم محمود بنتك في أوقات كتير بتسيب البنات و تقول هروح أساعد أمي و عارفة إنها شايلة البيت معاك زي ما عارفة يا أبو محمود إنك مش مقصر مع الأولاد و بياخدوا دروس مع إن أنهار ما أخدتش درس واحد من يوم ما دخلت مدارس .
عبد الرحمن : البنت مسيرها بيت جوزها هعمل إية بعلامها لكن الأولاد مستقبلهم مهم هما اللي هيشلوني أنا وأمهم وهما إللي هيفتحوا البيت .
رقية بعد أن أخذت نفس عميق : ربنا رزقك بأولاد لازم تهتم بهم كلهم تصرف عليهم كلهم وإلا ما تخلفش و تقول أصل دة ولد ودي بنت ربنا خلق الذكر و الانثي لهم نفس الحقوق والواجبات أختك تقدر تجوز إبنها لواحدة عافية كبيرة شوية و تناسب إبنها في إهتماماتة ولعلمك في حديث عن الرسول برضو بيقول( تباعدوا تصحوا )و معناه أن من الأحسن البعد عن جواز الأقارب لان غالبا ما بينتج عنة أطفال مش في كامل صحتهم و الحديث دة وضحة الشيخ الشعراوي مرة في التلفزيون و قال لما الزرعة في الارض تطلع خايبة بيقولوا لكم تجيبوا تقاوي من برة المنطقة لأن الأمراض بتكتر في البذور إللي لها نفس الأصل و زي الزرع البني آدمنين أنا لا هاخد منك أو من سلفتي أجر علي كلامي كل اللي عاوزاه قبل ما تجوز بنتك خد رائيها و ما تظلمهاش خليها تختار طريقها ما تجبرهاش علشان ما تحسش إنها مش بني آدمة لها راي في حياتها فكر و رجاء أخير ما تفتحش معاها كلام غير لما تخلص إمتحانات ,ط.
عبد الرحمن : يا ست أم نهر إنت كل مرة بتيجي ليا بتبرجللي مخي زي ما خالتيني أدخلها ثانوي و إخواتها زعلوا إشمعنا هي و بعدين أطمن منين أنها تعيش مستريحة من إبن أخو جوزك إذا كان جوزك نفسة مش مريحك ولا عارف يحافظ علي البنت اليتيمة ؟ وأخوة شوفتة قبل كدة فلاح زينا ممكن تشتغل برضوا زي بيت عمتها .
رقية : واحدة واحدة عليا يا أبو محمود اولا لما أنهار دخلت ثانوي دخلت بمجموعها لا فضل ليك ولا ليا في كدة كانت شاطرة و ربنا أعطاها مالهمش حق أولادك يزعلوا,. إنت عملت اللي عليك معاهم و هما مجموعهم و داهم صنايع ولا معرف إية , ثاني حاجة عبد الله غير عمة لو زي عمة أنا مش هاجي هنا أصلا ولا هدخل في جوازت أي حد ، لأن أنهار ونهر ورانيا بعد إذنك بناتي و بعدين بالعقل يا أبو محمود واحد دكتور وأخوة برضو دكتور و لهم أخت متجوزة هتشتغل إية؟ إية هتروح الغيط تجمع بامية و تنقي الدودة و توضب في البيت ليل نهار طبخ وغسل و ترويق أكيد لأ خصوصا إن إنتصار لو حصل نصيب أطيب خلق الله لامواخذة مش قوية زي أختك و مش هكذب عليك جدتة هي إللي قوية وآهي أيام و بنقضيها في الدنيا تستحملها و خلاص ما دام الكل هيكون معاها كويس, فكر المرة دي بقلبك في بنتك أنا مش هكون أحن عليها منك لولا إنها مهمة عندي و لا كنت هتحرك أصلا ,الموضوع دة ممكن يعمل لي مشاكل مع مصطفي لان لا هو ولا بنتك سبحان الله بيطيقوا بعض وإنت عارف لية سلام عليكم و أمانة تفكروا كويس و أبقوا بلغوني قراركم .
جاء كلا من نهر و أنهار ورانيا البيت مع نهر بعد الإمتحان لأن بيت نهر في طريقهم و كي يسلموا علي رقية و يذهبوا لبيوتهم علي لقاء يكون بينهم بعد العصر لتتلقاهم رقية بالعصير البارد فاليوم كان شديد الحرارة .
رانيا : شكل العصير حلو قوي إية دة يا خالتي ؟
رقية : عصير رومان بالبنجر ومحلي بالعسل علشان يقويكم و يقوي الذاكرة مالك يا أنهار مبوزة لية .
انهار : أبدا يا خالتي في حاجات جوابتها غلط مع إني عارفة الصح لكن نصيب بقي أعمل إية ؟
رقية : ولية ما دام عارفة الصح جاوبتي غلط ؟
انهار : عدم تركيز أو نصيب مش عارفة والله يا خالتي .
رقية : عاوزة أتكلم معاك دقيقتين يا أنهار .
رانيا بحماس : لية فية أي يا خالتي؟ ممكن تكلميني أنا أنهار مش مركزة في حاجة .
رقية: عاوزة أنهار لوحدها .
أخذتها حجرتها وأغلقت الباب
رقية : بصي يا حبيبيتي أنا عازوة أتكلم و إسمعيني للآخر عاوزة منك لما تروحي تعملي كذا حاجة أولا عاوزاك تقربي من والدك يعني لو فاضية خمس دقايق تتكلمي معاة تفتحي أي موضوع تجذبي إنتباهة أقربي منة إدخلي في حضنة ونفس الكلام مع والدتك .
أنهار : أبويا وأمي مش فاضيين للحاجات دي و بعدين أبويا عصبي و مش بيحب السهوكة .
رقية برفع الحاجب : السهوكة !! هو فية راجل مش بيحبها و بعدين محسساني إنك هتعملي حاجة عيب ثلاثة تتسهوكي عليهم و مش حرام و لا عيب الأب والاخ والزوج تبيني ضعفك عادي لهم حبيبتي لازم تشبعي غريزة الأبوة عندة و إنك بنتة تشبعي من حضنة و تتدلعي علية كل ما تشوفية بوسي إيدة أو خدة إعمليلة كوباية شاي لو حسيتي أنة جاي تعبان أو كوباية لمونادة لو حران .
أنهار : هي نهر قالت لك حاجة .
انهار : أيوة قالت ما أنتم ماقولتوش لي غير أن إبن عمتك متقدم وإنت عاوزة تكملي تعليم هي قالت علي كل إللي قالقك و مخليك مش مركزة و حاولي تركيزي في الجاي ما تخافيش أنا معاك و كلمت أبوك النهاردة معرفتوش إني عارفة حاجة ،لكن هو دماغة ناشفة إسمعي كلامي بس علشان يحن قدامنا وقت قليل وان شاء الله انت من جهة وأنا من جهة وهيتراجع .
أنهار بدموع : أنا اعرف أبويا عايشة معاة مش هيضحي بزعل أختة علشاني أنا مين أصلا ؛ هو مقتنع إن لازم البنت تتستر وأن التعليم لها رفاهية .
رقية أخذت انهار بحضنها : إعتبريني أمك الثانية أو صاحبتك يا أنهار و إسمعي كلامي يا حبيبتي الله يرضي عليك .
أنهار : هسمع كلامك يا خالتي عارفة لية ؟ هقولك لية علشان إنت ما شاء الله من أول ما رجعتي من تركيا وإنت كل شوية بحال و بقيتي ما شاء الله بتنشني حلو قوي بقي عندك موهبة الأم المصرية الأصيلة بتحديفي الشبب بيصيب الهدف بدقة .
رقية بضحك : هي دي أنهار إللي أنا عوزاها فرفشي كدة و اضربي الدنيا بجذمتك و هتتعدل يلا قومي علشان تلحقي تيجي تذاكري بعد العصر و هعمل لكم كيكة .
مضي هذا اليوم بسلام و اليوم التالي ليلا جاء إتصال علي الأرضي من أنهار لنهر و هي تبكي و تقول الحقيني يا نهر رجلي مش قادرة أحركها
نهر : مالك يا أنهار فية إية ؟
أنهار ببكاء : مش قادرة أتكلم كتير يا نهر وقعت علي رجلي إتلوت تحتي و إزرقت قوي ما عدش قارة أحركها اتصرفي وهاتي اي حاجة مسكنة وانبي .
نهر : تمام هلبس واروح الصيدلية وهجيلك اوام ,أغلقت الخط وجرت لحجرة امها حكت لها المكالمة لتقول لها رقية : أجري إلبسي وأنا جاية معاك .
نهر : هنسيب عمر لوحدة ؟
رقية : هفتح النور لة ماقدرش أسيبك تروحي لوحدك الساعة حتاشر يعني ممكن ترجعي إمتي إتحركي مش وقت مناقشة .
بعد قليل أوقفت رقية توكتوك و قالت لة ان يوصلهم الصيدلية ثم ينتظرهم ليوصلهم مكان اخر بالفعل وصلوا أعطت رقية لنهر نقود لتجلب بعض الأدوية و الشاش وحقنة مسكنة و إنتظرتها رقية بالتوكتوك ثم أخذهم لبيت أنهار .
لتخبط بقوة من خلال مدق نحاس علي الباب ليفتح لها عبد الرحمن بإستغراب : فية إية جرا إية جايين لية دلوقت ؟

نهر بصدمة : إنتو إزاي كدة ؟ أنهار كلمتني و هي منهارة رجليها وقعت عليها ازاي ما تعرفوش ؟
رقية : من فضلك يا أبو محمود ممكن نشوف أنهار ؟
عبد الرحمن وسع من علي الباب و قال لزوجتة : هي أنهار فين و هي تعبانة بجد ؟
عواطف : أنا نمت من شوية من التعب آخر حاجة فكرها لما إنت كنت بتكلمها بزعيق هتلاقيها في المقعد إلي بتذاكر فية كل يوم .
نهر : فين المقعد طيب ؟
شاورت علية عواطف .
جرت إلية نهر و رقية و وراؤهم عبد الرحمن لتفتح النور نهر و تصدم من شكل أنهار فقد كانت علي الأرض تبكي وتضع فوطة صغيرة في فمها تكتم بها شهقاتها و شكل رجلها أزرق و منتفخ للغاية .
أنهار ببكاء : مش قادرة إتحرك يا نهر .
عبد الرحمن : حصل إمتي دة مش كنتي كويسة من شوية ؟
نظرت له أنهار : كويسة ! إنت شوفتني كويسة يابا إنت قاعت تزعق فيا بس و تقول دلع بنات و قومي كملي إللي بتعملية إعملي بلقمتك و حاولت أعمل بلقمتي .
نهر و هي تحاول أن تحرك لها قدمها و أنهار تتاؤة براحة يا نهر .
نهر : بصي يا رب ما يكنش كسر هو إن شاء الله إلتواء بس او جزع هديك الأول حقنة مسكنة و جبت مرهم بيساعد علي تخيف الورم و هربطها و جبت شوية ادوية هيساعدوك .
أنهار : بسرعة أنا جبت أخري الله يخليك .
اعطت لها نهر الحقنة و دهنت و دلكت لها برفق ثم ربطت لها رجلها برفق بشاش خفيف .
نهر : ان شاء الله الورم يخف بس أحسن ما تمشيش عليها كذا يوم و بكرة نروح نعمل عليها أشعة باذن الله لأن بتوع الأشعة أكيد قفلوا دلوقتي .
رقية : إية حصل يا أنهار لكدة ؟ أبوك وأمك كانوا نايمين إنت وقعتي و ماحبتش تزعجيهم ولا إية ؟ لكن باين إنك كنتي تعبانة من فترة مش معقول الورم دة كلة حصل في فترة قصيرة و واضح علي عينك بتعيطي من بدري .
عبد الرحمن : جيت من الغيط مجمل عربية برسيم وعلشان أمها بعافية شوية وأنا تعبت من الشغل في الغيط قولت لها تدخل العربية المخزن بس لما وقعت إفتكرت إنها بتدلع زعقت فيها و حلفت تدخل العربية كلها و كل ما كانت بتعيط كنت بزعق أكتر بس هي ما قلتش إن رجلها إتنت تحتها .
رقية : هي لما وقعت وإنت شوفتها و بعدين عيطت ما شكتش يكون رجلها جري ليها حاجة علي العموم كويس إنها إتصلت و كويس ان التلفون هنا و عرفت تكلم نهر معليش هستاذنكم لما نهر كانت لوحدها هي و رانيا كل واحدة كانت بتبات معاها يوم و مادام أم محمود بعافية فممكن أخد أنهار عندي علي ما تخف يعني هي شالت بنتي الأول وما ينفعش أسيب نهر هنا مهما كان عندك شباب و مايصحش .
عواطف : لا أنا قلبي هيكلني علي بنتي أنا هاخد بالي منها روحوا إنتم ؟
نهر : والنبي يا عمو الله يخليك علشان خاطر ربنا ناخدها معانا وبعدين أنا عندي كرسي بعجل هوديها علية الإمتحانات معايا والنبي أنا قلبي مايستحملس أسيبها هي ياما باتت معايا وأخذت تبكي هي الأخري .
عبد الرحمن بحيرة فقد أنبة ضميرة أنة قسي عليها وهي في ظروف الإمتحانات : إنت عاوزة إية يا أنهار معاهم ولا هنا ؟
أنهار : اللي تشوفة يابا بس عند نهر المسافة أقرب للمدرسة .
فهم عبد الرحمن رغبتها و لكنة قال : مدرسة إية وإمتحانات إية هو إنت هتاخدي الدكتوراة ولا هتقدري تمتحني وإنت كدة ؟
أنهار و هي تبكي بلا صوت و دموعها علي خدها : لا أبوس إيدك يابا لو بموت عاوزة أروح الإمتحان مش بعد تعب طول السنة ماروحش .
عبد الرحمن : خلاص هشيلك أركبك توكتوك وروحي معاهم أما نشوف بكرة هيحصل إية ؟ وبالفعل شالها و كان التوكتوك الذي أوصلهم ما زال أمام البيت أجلس إبنتة وجلست بجانبها نهر ورقية جلست بجانب السائق فقد كان طفل لم يتجاوز الثانية عشر .
رقية : شكرا يا ابو محمود أطمن علي بنتك معانا و بعدين أنا و نهر بقينا خبرة روح إستريح هنعرف ندخلها البيت عندنا .
عبد الرحمن و هو ينظر لابنتة : خالي بالك منها .
رقية : زيها زي نهر ماتقلقش .
بمجرد أن تحرك التوكتك قليلا حتي قال السائق : شوفتي يا خالتي مارضيش أروح خفت تروحوا بالليل لوحدكم والدنيا كلها نايمة .
رقية : شاطر يا حبيبي شكرا .
الولد : هو إية إلي شاطر و شكرا انا عاوز زيادة في الأجرة انا فضلت ملطوع علي الباب .
أنهار : لا الة الا الله مش قادرة أتكلم والله .
ضحكت رقية وهي تقول: تمام إلي عاوزة هدهولك لاننا عطلناك فعلا وماكوناش هنلاقي حد يوصلنا بس خليك جدع واقف قدام الباب علشان المسكينة دي ما تمشيش كتير .
الولد وهو سعيد : ماشي اؤمري .
اوصلهم وما ان وصلت أنهار إلي السرير حتي قالت لرقية شوفتي يا خالتي آخر شورتك إية ؟ إتسهوكي يا أنهار ،قلت لك أبويا ملوش في السهوكة شوفتي وصلت لأية لما سمعت كلامك .
رقية : بس يا هبلة يمكن إللي حصل دة خير لك وإنت مش دريانة بصي أبوك كان ممكن يقول لحد من إخواتك الولاد هو عارف ان عندك إمتحانات لية يعطلك إنتي هو حب بس يشوف إنت هتقدري تشيلي العربية كلها ولا لأ لأني قولت لة إنك ضعيفة و مش هتقدري تشيلي بيت عمتك فحب يتاكد والحمد لله إنت سمعتي كلامة و مااعترضيش و كمان شاف انك حتي سبتية ينام وخفتي تصحية والي شوفتة في عينة ندم علي الي حصل لك , حاولوا تناموا بقي قبل ما مفعول الحقنة يروح وعلشان الامتحان وان شاء الله ربنا هيعدلها يالاة اجيب لك حاجة تاكليها يا أنهار .
أنهار : لا يا خالتي عاوزة أنام أحسن .
قبلت رقية جبين كلا من أنهار ونهر وتركتهم واغلقت الباب وراؤها وتوجهت لغرفتها مع عمر .
نهر : لية كملتي بعد ما وقعتي علي رجلك ؟
انهار : ابويا عصبي وخفت منة بقيت آجي علي نفسي والحمد لله وقعت قبل الاخر بشوية صغيرة كنت بشيل كتبر في كل مرة علشان الحق اخلص العربية بسرعة قولت اخلص بسرعة واروح أراجع شوية لكن بمجرد ما روحت المقعد ما عرفتش أفتح كتاب من الوجع غير إني اخذت أكثر من ساعة ونصف في الشيل من العربية للمخزن .
نهر : ان شاء الله تكون بسيطة و مفيش كسر حاولي تنامي وانا معاك لو احتاجتي حاجة صحيني ,
بعد الإمتحان كانت نهر تدفع الكرسي لأنهار هي ورانيا ثم ذهبوا معا لمركز أشعة و لم يكن فية كسر فرحت البنات و عندما رجعوا الي بيت نهر كانت رقية جهزت لهم بعض السندوتشات و العصاير بعد فترة قليلة ذهبت رانيا لبيتها و ظلت أنهار و نهر في المضيفة مع فتح بابين المضيفة و مروحة و جلست كلا منهما علي كنبة للمذاكرة بعد أن اعطت نهر لأنهار بعض الأدوية ودهنت لها ولفت رجلها جيدا .
بعد فترة جاء كلا من عبد الرحمن و عواطف ليطمئنوا علي إبنتهم وفتحت لهم رقية .
رقية : أهلا وسهلا نورتوا يا جماعة .
عبد الرحمن : دة نورك يا ست رقية أخبار أنهار إية ؟
رقية : الحمد الله نهر قالت الورم خف كتبر لولا إني بخاف من الجروح و الحاجات دي كنت غيرت لها أنا.
عواطف : كويس علشان ترحع البيت .
نهر وأنهار سمعوهم من المضيفة المطلة علي الحوش الأمامي للبيت فقامت نهر مسرعة .
نهر : هي أيوة حف الورم لكن لسة موجود وازرق ومحتاجة راحة وانتم عارفين كنت شعالة في صيدلية زمان فهاخد بالي منها و بعدين يا عمو خليها معايا علشان نشجع بعض علي المذاكرة كدة كدة لازمها راحة وما تدوش علي رجلها وكلها كام يوم ونخلص امتحانات خدوها بعد الإمتحانات والنبي يا عمو الله يخليك .
عواطف : بس كدة تعب عليكوا و بعدين محتاجة غيرات وأكل و شرب .
رقية : تعالوا اقعدوا الأول في المضيفة بعد ان جلسوا .
رقية : النهاردة نهر عطت لانهار من لبسها ماهم نفس المدرسة و تقريبا نفس الجسم يعني غيرات و لبس عندنا أما بقي أكل وشرب ثلاثة من أربعة مش فارقة وأنتم ياما باعتم فطير وجبنة و عسل و درة كنت قولت لأ, بلاش الحساسية دي, و حضرتك يا أبو محمود عارف انا مش عندي غير نهر وعمر يعني بنتك في أمان و كدة كدة البنات بيتجمعوا هنا بدل ما تتعب رايحة جاية أنا كمان حابة أنهار تفضي اليومين دول معانا .
عبد الرحمن : ممكن أقعد من أنهار شوية لوحدنا و معانا أمها .
رقية : طبعا تعالي يا نهر لما تخلصوا نادوا علينا بس بالله عليك ما تخدها من غير ما تقول و أغلقت الباب المطل علي الطرقة .
نظر عبد الرحمن لأنهار : إمبارح كنتي صعبانة عليا بس لما إتكلمت مع أمك عرفت إنك سمعتي عمتك لما جت و طلبتك مني علشان كدة فهمت إنت كنتي كل شوية تيجي تبوسي إيدي و تحضنيني و كمان بعتي أم نهر تطلبك لإبن أخو جوزها صح يا محترمة .
إمتلات عيون أنهار بالدموع : سمعت عمتي بتطلبني منك غصب عني مش مقصودة والله وأمي قامت بالواجب معايا أنا من يومها وأنا مش عارفة أذاكر أو أركز يابا أنا بخاف من عمتي وإبنها قوي وإنت عارف لية بس أقسم بالله وهات مصحف أحلف علية ما كنت أعرف إن خالتي رقية طلبتني لحد أنا مش رخيصة علشان أتعرض علي حد أنا عندي كرامة حتي نهر ما جبتش سيرة ليا بالموضوع دة , أبوس إيدك و أحضنك دي كانت شورة خالتي رقية قالت لي أعمل كدة قالت إشبعي من حضنك أبوك و إدلعي علية و علي إخواتك الولاد في الأول قولت لها لأ أبويا مش بتاع الحاجات دي أبويا عصبي( ثم مسحت عينها من الدموع ) بس يابا أقسم بالله مع أول حضن حسيت اني عاوزة كمان إنت جامد بس حبيت حضنك أو حبيت أتحضن أنا مفيش حد بيحبني في البيت و مابتحضنش غير من نهر و رانيا و خالتي رقية حتي أمي مش فاضية ليا حتي لو هكلمها كلمتين ؛ هو يابا كتير عليا حضنك أو تيجي تطبطب عليا , أمر الله يابا طلعت بنت أعمل إية طيب قدر ربنا , دة حتي في الأعياد بتصلي مع إخواتي العيد و تخرج معاهم و بتحض و تبوس فيهم وتجي عندي تسلم أنا مش فاكرة أصلا قبل ما أحضنك حضنتني إمتي عموما ما دام مضايق مش هعمل كدة تاني بس ما تزعلش نفسك.
عبد الرحمن بجمود :تعرفي الواد المتقدم ليك ؟ شوفتية كلمتية ؟
أنهار : لما نكون واخدين إستراحة كتير نهر بتتكلم عليهم ,اقصد أولاد أخو الأستاذ مصطفي الكبير ,علي و دة ياما شوفتة كان بيجي الصيدلية زمان و يذاكر ليا أنا ونهر حتي كمان الدكتور بنتاع الصيدلية يا ما ذاكر معانا دة زمان لما كتا في إبتدائي و أحيانا كنت بشوقة لما أروح لنهر شغلها و متهيالي مش دة إللي طلب إيدي لأني عارفة إنة بيحب نهر الثاني عبد الله كنت بسمع عنة ديما لكن أول مرة أشوفة لما روحت لنهر المستشفي و ساعتها قال ليا أنا و رانيا روحوا أنتم أنا هبات معاها و بعدين لما نهر جت هنا جة كذا مرة يديها الحقن و مرة جة مع أمة بس إحنا كنا في أوضة نهر وهو كان هنا و عارفة أنة لسة ماخلص كلية كدة جوابتك بالتفصيل عاوز تعرف حاجة تانية .
عبد الرحمن : لو عرضت عليك تختاري عريس هتخناري إبن عمتك ولا الدكتور ؟
انهار : إللي تشوفة يابا .
عبد الرحمن : لأ عاوز إللي إنت تشوفية .
أنهار : هتخيرني يابا و لا بتديني أمل و هتاخدة مني ( قوس عبد الرحمن حاجبية بغضب ) لتكمل أنا عارفة إن رائي مش مهم عندك و عاوز تخلص من مسئوليتي مهما أحاول أخفف عليكم برضوا تقيلة حاسة بك و بأمي و مش عارفة أعمل إية .
عبد الرحمن : أنا عصبي آة و جامد إحنا إتربيا كدة لكن إنت بنتي وحقك عليا أسترك لكن أنا روحت لشيخ الجامع وقال خيرها فياما تختاري أو أختار أنا و مش هديك الفرصة دي تاني .
أنهار : لو هختار يبقي عبد الله .
عبد الرحمن : و يهون عليك تخسريني أختي ؟
انهار : مش هتخسرها ممكن تزعلوا من بعض شوية أيام أو حتي شهور في الآخر إنتم أخوات لكن أنا هخسر حياتي كلها يابا أنا عارفة إنت عاوزين تجوزوني لعصام كمان كام شهر و طبعا مش هيخليني أكمل تعليم أبقي في الآخر معايا إعدادية بعد كل التعب دة عارفة إني أكمل او ما كملش تعليم مش مهم عندكم بس مهم عندي أنا شايفة نفسي إن من حقي أحلم و أحاول أحقق الحلم .
عبدالرحمن :و هتضمني إنك تكملي لو أخدتك الدكتور ؟
يا تري أنهار هتقدر تقنع أبوها ولا لأ هنشوف الفصل الجاي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار الماضي لبنت ناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى