رواية أسد الصعيد الفصل السادس والأربعون 46 بقلم إيمي عبده
رواية أسد الصعيد البارت السادس والأربعون
رواية أسد الصعيد الجزء السادس والأربعون
رواية أسد الصعيد الحلقة السادسة والأربعون
حين وصل صخر إلى منزله كان ساخطا وأسرع إلى غرفته يشعر بالغضب وقرر ألا يتبع رغبات حسناء كالمغيب مجدداً وأن ينتبه إلى نفسه وعمله لقد كان أسد محقاً بتحذيره لكنه الأحمق هنا تركها تتلاعب بقلبه الأبله الذى يعشقها بغباء وقد أثبتت له ذلك ببراعه فقد سمع حديثها المتباهى عن كونه لا يرفض لها طلبا وسمع تعليقاتهن المزعجه التى لم تنتبه لسخريتهن تلك الحمقاء
❈-❈-❈
بينما عاد ثلاثتهم فتمتم أسد بهدوء : تصبحى على خير يا هناء
– وانتوا من أهله
توجهت إلى غرفتها صامته وهى تشغر بالضيق لقد ساهم مرحها فى إشعال الأمر أكثر لكنها كانت تمزح لتخفف عن ورد وتمرر الأمر بمرح لكنها لا تعلم أن بها بدونها لم يكن الأمر سيختلف
فى حين توجه أسد إلى غرفته بلا مبالاه وورد تلحق به تصرخ بغضب ورفض لما حدث حتى دخلا غرفتيهما فأغلقت الباب بحده فإبتسم بتسليه
– حاسبى الحيطه تقع
زادت تسليته من غضبها فصرخت بغيظ : انت ناوى تشلني!
لكنه إستمر يكبح ضحكته ويسخر منها : حاسبى لتفرقعي
– طبعا مانت كنت عايش على هواك
– حاسبى امى تصحى مفزوعه بسببك
– اااااه
صرخت وهجمت عليه تريد ضربه فأمسك بقبضتيها بسهوله وعيناه تلمع بمرح : كده بقى حاسبى لتعورينى
– انت عاوز تفرسنى
– شكلك بيبقى حلو أوى وإنتى شايطه كده
– نعم!
– عجبتينى أوى وانتى بتقطعى ف شعرها وغلاوتك لولا ما سبيبتيها انتى عشان تاخدى نفسك وحسيتك تعبتى لكنت سيبتك تكملى عليها
– هاه!
– أصل لا الكلام ولا أى تلميحات ولا حتى الشتيمه نافعه هيا كده لوح تلج متعوده اللى تعوزه تاخده متفهمش يعنى إيه كلمة لأ ولا إن فى حاجات مش ليها دى عاوزه السكع على قفاها فتفوق
إتسعت عينها بتفاجؤ : مكنش دا كلامك وهيا بتتقصع عليك
– فاجئتنى وانحرجت أكسفها بس دا يعلمك انك متسبينيش لوحدى تانى
– لوحدك دا إيه دى نتشتك من وسطنا
– وانتى سيبتيها ليه؟
– انت بتغيظنى مش كده
– بصراحه آه شكلك بيبقى حلو أوى وانتى شايطه كده
– والله ما حد شايط إلا ست زعلوله بتاعتك دى
قهقه بمرح ثم جذبها إلى صدره وضمها إليه وضحكته تملأ الصمت
❈-❈-❈
كان أسد قلق من تدخل فارس بالأمر لأنه يعلم أن السبب الحقيقى لهذا هو رغبته فى الثأر لهديه فقد ازعجتها الشائعات التى اطلقتها والدة العمده وابنتها وتعمدتا اهانة هديه والحط من قدرها متطرقتان إلى مركز هديه الإجتماعى مقارنه بمركزه هو وقد أراد إظاهر العمده بمظهر الأحمق الذى لا يستطيع تسيير الدفه أمام الناس ليثير ثائرتهم أكثر عليه رغم أن الحنق من أفعاله وصل حده لكن لا أحد يتحرك ورغم نفوذ أسد يخوله إلى الإطاحة به لكنه لا يحبذ ذلك رغم تهديده الصريح له لكن لابد أن ياتى الأمر من أهل القريه نفسها حتى لا يستطيع الإدعاء فيما بعد أنه قد ظلم أو يقدم أى تظلمات بشأن إقالته من هذا المنصب لذا كان يتابع أسد الموضوع من خلال جعفر
مازالت والدة العمده تحاول بمنتهى الغباء الإساءه إلى هديه وأسرتها لغيظها منهم هذا بالرغم من أن الفكره التى طرحها أسد على فارس بخصوص رؤيته لهديه قد نجحت بالفعل فقد أصبح يراها بشكل شبه يومى وأحيانا ما تنضم للعمل معهم بالحقل إنه لا يشعر بأى إرهاق مهما طالت ساعات العمل مادام يراها واصبح وجوده بشكل دائم معهم شيء طبيعى بعد الذهول البادى على وجوه الناس لرؤيته هناك يعمل يدا بيد مع جعفر وصقر وأصبح أكثر تقاربا من أهل البلده الذين وجدوا به رجلا طيب المعشر حكيم أحيانا وأحيانا اخرى صريح بفظاظه لا يعبأ بأحد فى كلمة الحق وبهذا يتشابه مع صقر بالفعل كما اصبحت هديه أكثر اعتيادا على تواجده وكأنها تعرفه منذ سنوات نعم لقد إحتدت عليه منذ أول لقاء لكن المعامله بود معه لم تتقبلها بسهوله ووجدها فرصه ليعرض عليها كل ما يريده سواء هيئة المكان الذى سيسكنان به واثاثه وإذا ما أرادت بدائل عنه أو تغييره بالكامل وكل هذا على هاتفه الحديث الذى لاحظ بسهوله انبهارها الشديد به فهى حتى لم تتخيل يوما انها قد تمسك بواحداً مشابه وكادت يغشى عليها حين أعطاها العلبه الملفوفه بورق الهدايا وفتحتها لتجد أنها علبه لهاتف حديث لم تصدق عيناها حين فتحتها ورأته كان أفضل حتى من هاتفه وها قد أصبح هناك أخيراً وسيله للتواصل المباشر بينهما فقد برمجه جيدا ووضع رقم هاتفه على شريحته كما وضع صوره له به لم يرى جعفر ولا صقر هذا هما فقد رأيا الهاتف وإستنكرا هذا سيشترون لها واحدا حين تبدأ الدراسه فإعترض فارس بضيق
– جرى إيه يا جماعه دى خطيبتى ودا طبيعى ولمؤخذه ف الكلمه لولا حمل والدتها كان زمانها المدام دلوقتى وبعدين مينفعش ترفضوا دا النبى قبل الهديه هترفضوها انتوا
– اللهم صل عليه
– وه انت عتچيبلنا الخطيه لحد عندينا ولا إيه الجصد الحديت ديه ميصحش
– لأ يصح وبيتهيألى إن المفروض أجيبلها الشبكه بقى أنا عن نفسى مش عاوز زيطه ومولد بس تلبس دبلتى عشان محدش يستهبل تانى ويجى يخطبها وهيا مخطوبالى
تبادل صقر وجعفر النظرات بإرتباك فلقد كان محقا وقد نظرا إلى هديه بإتهام فهتفت مسرعه
– والله ما جولتله حاچه
رفع حاجبه مستنكراً : جرى إيه يا جماعه أولا هيا فعلا ما قالتليش وهتقولى ازاى واحنا مبنشوفش بعض ولا نتكلم إلا هنا قودامكم
– ايوه صوح اومال دريت كيف؟!
إتسعت عيناه : يعنى هيا دى المشكله يا صقر تخيل كده هناء جالها عريس وانت عرفت هتبقى ازاى؟
– خبرها طين ملغمط بوحله
ابتسم بتشفى : شوفت مجرد الفكره عملت ازاى اومال أنا أعمل إيه اللى واحد جاى يقولى إنت مع الناس دى ومتصاحب عليهم وطالب منى اتوسطله عشان يخطبها لولا حظه نعمان كان قاعد وهدانى كنت نطيت ف كرشه بس الحق حق الراجل مش غلطان مهو مفيش حاجه رسمى وانتوا عمالين تمطوحوا فيا يمين وشمال
– اديك واعى اهه
– أنا اللى واعيله إنكم مقفلنها من غير لزوم أنا وصقر نروح مع هديه وتختار شبكتها وتلبسها ف المحل ونرجع لو لقينا أمها كويسه نعمل حفله صغيره بالليل يعنى نبلغ اللى يقابلنا وكله يقول لبعضه واللى يجى أهلا وسهلا واللى مش هيجى هيعرف من اللى جه المهم الناس تعرف وتتأكد إنها خطيبتى فعلا مش مجرد إشاعه والسلام واهو نبقى خدنا خطوه بدل ما إحنا محلك سر كده
لمعت عينا صقر بغضب : أنى مش هستنى أكتر من اكده أنى عسافر البندر لأسد بيه واروح اخطب هناء
– يا واد استنى أما..
قاطعه بسخط : أما إيه تتچوز واحد تانى!
– اخوها عطاك كلمته
-؛بس البندر غير اهنه استنى لما واحد يلف عجلها وترفضنى
– اهيه دا انت كنت بنزج فيك لچل ما تطلبها دلوك بجيت شچيع ورايد تروح لحالك
– ايوه مادامت موافجه يبجى عروح بجلب چامد وانى معستناش حد انى مش زغير وامى تجوم بالسلامه على مهلها انى مالى هو انى اللى هولدها
– عنده حق بصراحه عالعموم انا ممكن اوصلك ف اى وقت
– له انى اللى عروح لحالى الجطر عيوصلنى طوالى
– طيب اللى تشوفه
زوى جانب فمه بضيق متى تحول الامر إلى خطبة صقر هو لا يعلم ولاحظته هديه وكبحت بسمتها بصحوبه لكن هيئتها الباسمه أنسته إنزعاجه
❈-❈-❈
تلكأ صقر كثيرا بسبب أسرته التى كلما هم ليخرج أوقفه أحدهم حتى والدته أرسلت معه زياره كبيره لعائلة أسد وزودته بأخرى من أجل هناء وهو لا يعلم كيف سيسافر حاملا كل هذا فعطف عليه جعفر وأخبره أن يأخذ معه هديه لتعاونه وأمره أن يعود بها باليوم التالى على أقل تقدير
– ومتجلجوش على أمكم أنى اهنه لو تعبت عنادم على حد من الچيران وبعدين هديه لا عمرها حبلت ولا ولدت معتدراش عتعملها إيه
رفع حاجبيه مندهشاً : أباى اومال مأچلين فرحها ليه؟!
– يا واد لچل بعد الولاده مين عيخدم أمك والعيل الزغير ان كان عليه أنى اجدر اجعد بيه ولا انت ولا أمك بس أمك متجدرش تخدم نفسيها عالأجل ياچى بتاع سبوع اكده اما كانش اكتر
تنهد بضيق ونظر إلى هديه بإنزعاج : طيب اچرى غيرى خلجاتك
قفزت تركض مهلله : يا فرحى عروح البندر
ارتدت ثيابها على عجل واسرعت متلهفه حتى أنها نسيت هاتفها وغادرا متوجهين إلى محطة القطار
❈-❈-❈
حين ذهب فارس اليوم إلى الحقل لم يجد لا صقر ولا جعفر نعم يعلم أن صقر سيسافر لكن أين جعفر توجه إلى المنزل وظن أن صابحه قد أنجبت أخيرا لكنه تفاجئ حين أخبره جعفر بأن هديه سافرت هى الأخرى فعاتبه متذمراً
– كنت بلغتنى وكنت وصلتهم
– والله ياولدى الحكايه ما كانت عالبال ولا عالخاطر وانى جولت اجعد ف الدار احسن صابحه تتعب فچأه وهيا لحالها
لقد كانت هديه تهتم بها ولا تغادر إلا لأوقات قليله ما لا يتجاوز الساعه حين تذهب إلى الحقل من أجل أن ترسل لهم الشاى أو أطعمه خفيفه حتى موعد عودتهم فقد أصبح تواجد فارس معهم شبه يومى لذا أصبح فردا يحتسب معهم أثناء تجهيزها الطعام أو الشاى
هاتف هديه ليتفاجئ بصوت رنين الهاتف آتٍ من الداخل
– وه كنها نسيت تلافونها المخبله دى أصلها كانت مستعچله وملهوچه خابر انت صجر اما يبجى حامى
– يوصلوا بألف سلامه
صر أسنانه بغضب ثم حاول الإتصال بصقر بلا فائده : بيرن ومحدش بيرد
– أكيد ماسمعهوش صوت الجطر بيبجى عالى جوى
– هما بقالهم كتير
– من الفچريه اكده
– يعنى تلاقيهم وصلوا
– مخابرش ليه؟
– هتصل بأسد اشوفهم وصلو ولا لأ
– تلفنله يا ولدى ولو ان مظنيش يكونوا وصلوا
هاتفه سريعاً وقبل أن يلقى عليه حتى السلام سأله بلهفه : هديه وصلت؟
– نعم!
– قصدى هديه وصقر وصلوا عندك
– وصلوا عندى ازاى؟!
– المفروض انهم سافروا الفجر جايينلك انت متعرفش ولا إيه؟!
حينها هتف جعفر بإنزعاج : يا بوووى الله يخرب مطنك يا صجر خربطنا لما نسينا نجولهم بس العتب مش عليه لحاله إحنا متعودين لما بنزورهم بتبجى على غفله ولا حسب الظروف وهما كومان بياچو اكده
أومأ سريعاً له ثم عاد يحدث أسد مجدداً : أصلهم المفروض يوصلوا بعد شويه
– هما جايين بإيه؟
– بالقطر طبعا
– يووووه لسه بدرى أوى المسافه طويله جدا ولو وصلوا العصر يبقى كرم
تدخل صخر متسائلا : مين اللى هيوصل؟
– هديه وصقر جايين ف قطر الفجر
تورد وجه هناء لكنها فزعت حين سأل صخر بفزع : أنهى قطر إوعى يكون اللى كان جاى النهارده؟
– آه
تمتم بعينان متسعه من الخوف : مستحيل
– جرى إيه؟
– انت مشوفتش الأخبار الصبح؟
– لأ ليه؟!
كان كلما أوضح مقصده كلما إختنقت الكلمات بحلقه وإزداد شحوباً : القطر ده عمل حادثه والخبر مالى القنوات
إتسعت عيناه بصدمه : بتقول ايه؟!
– ناس قليله أوى اللى نجت ولسه بيطلعوا الجثث وال…
صمت حين لم يعد يستطيع التحدث لتخيله بأن صقر وهديه سيكونا من بين هذه الجثامين من السهل التحدث عن الواقعه مادامت بعيده لكن الآن ومن يعدهما أخويه الصغيرين جزءاً من هذا الحادث فالأمر مؤلم حد الموت
خيم الصمت على الجميع والصدمه تمنعهم من الحديث ونسى أسد أن فارس معه على الهاتف حيث ترك الهاتف وأسرع لكى يفتح التلفاز تحت أنظار جعفر المتعجبه
– خبر إيه؟!
تهاوى جاثيا على الأرض حين تأكد الخبر حينها فزع جعفر حين رأى هيئته ونظر إلى التلفاز ليستوعب ببطأ وألم ما حدث ونظر حوله بفزع
– يعنى إيه العيال راحت اكده؟! دول كانوا عرايس الدار! ايه اللى چرى كيف ديه دول كانوا مستعچلين وفرحانيين جوى اكده معناجرش ف صجر تانى ولا عفرح بمناجرته لهديه ومين اللى عيصبح علينا بطلته الحلوه والشاى المظبوط
صمت للحظه ثم جلس يبكى : انى اللى شيعتها وياه انى اللى شيعتها بيدى لچل ما تساعده ف الشيل كان راح لحاله عالجليه يتبجالى منيهم حد كان استنى كان عيچرى ايه لو استنى هبابه كنت شبعت منيهم كام يوم كومان
صرخ فارس بألم : كفايه ارجوك كفايه
خرجت صابحه متفاجئه لصرخت فارس وافزعتها هيئتهما الباكيه : چرى ايه؟!
قبل أن يجيبها أى منهما تعالت صرختها المتألمه وظناها للحظه تبكى رحيل صغيريها حين رأت التلفاز لكنها كانت تتحامل على نفسها حين خرجت من غرفتها تتسائل عما يحدث لقد واتتها الآلام من فتره لكنها كانت تتحمل لظنها أنها آلام كاذبه أو أن الوقت مازال مبكرا على الآلام الحقيقه لكنها انفجرت فجأه بلا إنذار وقد ظل فارس ينظر لها بألم وجعفر مازال بذهوله حتى صرخت مستغيثه
– الحجونى ااااه
حينها عاد عقل فارس للعمل مره أخرى : انتى بتولدي؟!
– اومال اييييه اااااه
حينها نظر إلى جعفر ونهض بصعوبه وناداه بلا مجيب فأمسك بكتفيه يهزه بقوه : فوق ياعم جعفر فوق مراتك بتولد
نظر إليه مشوشا فأعاد عليه كلماته : مراتك بتولد ابنك جاى
حينها استعاد وعيه ونظر إلى صابحه التى جثت على الأرض تصرخ متألمه فأسرع لنجدتها وهتف بفارس
– نادم على حد من الچيران يشيع حورمه تساعدها
كان فزع فارس من كل ما يحدث مربكاً فخرج يلتف حوله بتوتر واضح حينها لاحظ الماره فسأله أحدهم ما به فأخبره أن يحضر أى إمرأه لمساعدة صابحه فهى تلد وحدها ولا أحد سواه هو وجعفر وكلاهما لا يفقه بالأمر شيئاً حينها سمعته إحدى الجارات فنادت على أخرى وأتت بأخريات وأسرعن إلى منزل جعفر الذى تنهد بإرتياح حين رآهن وأفسح لهن المجال بعد أن أسند صابحه وساعدها حتى وضعها بفراشها وترك المنزل وخرج يجلس بجوار فارس وهو مضطرب يدعوا الله بنجاتها وقلقه من أجلها أنساه مصابه بينما كان فارس بحاله سيئه متوتر لمن تلد والألم يقتله لمن رحلت فأحس بالتيه فتذكر هاتفه الذى تركه بالداخل وانتظر بنفاذ صبر حتى خرجت احداهن تزغرد وصوت الطفل يملأ المنزل بكاء وقد سكن صراخ صابحه وأتت احداهن تخفى وجهها بطرحتها تبارك جعفر وتخبره أن الله أنعم عليه بصبى بصحه جيده فأنسته الفرحه كل شيء وركض إلى الداخل فأسرعت النساء بالخروج وتركنه مع زوجته وابنه فتسلل فارس إلى الداخل وحمل هاتفه وخرج مسرعا يهاتف نعمان يستغيث به
– اهدى يا ولدى بس وفهمنى چرى ايه؟!
– هديه يا نعمان آه هديه
فزع نعمان من نبرة أخاه المتحشرجه : إيه ديه انت عتبكى خبر إيه؟!
– ماتت
– ايييه؟!
– راحت هيا وصقر ف حادثة القطر اللى حصل النهارده وصابحه لسه والده وأنا تايه تعبان محتاجلك أوى
– انت فين دلوك؟
– قودام دارهم
– طب خليك موطرحك يا واد أبوى وأنى چايلك وكل حاچه عتبجى زينه
غير ثيابه مسرعاً وطلب من ابنته أن توصله بسيارتها وجلس بجوارها يجرى اتصالات كثيره وهى لا تفهم ما سبب كل هذا الاضطراب فوالدها لم يرضى يوما أن تقود السياره به مهما كانت الأسباب والآن يطلب منها أن تقود به داخل القريه ليتمكن من الوصول سريعاً وهو يجرى مكالماته الهاتفيه والتى استطاعت فهمه أن هناك حادث بشع أودى بحياة الكثيرين ولكن ما دخل هديه وأخاها بالأمر ولما يسأل عنهما ظلت حائره صامته تقود السياره بسرعه مناسبه فحالة والدها المتوتره لا تسمح لها بالاستفسار عن أى شيء
❈-❈-❈
بينما كانت هناء كمن فقدت الحياه لوهله وقد شحب وجهها وسقطت مغشى عليها فهرولت فيروز وورد نحوها فزعتين وبالكاد إستطاع صخر التحرك وطلب أن يحضر أى أحد عطر لإفاقتها فقد خارت قواه ولا أعصاب به ليحملها بينما ظل أسد ساهما يترأى أمامه ذكرى حادثة والده واعتصر الألم صدره وهو يستعيد نفس الإحساس الخانق بالفقد
وهنا أتت حسناء تلقى عليهم تحية الصباح ببسمه ماتت على شفتيها حين رأت ما يحدث فركضت فزعه تتساءل عما يحدث وتعجبت لحال أسد والضعف الذى فاجئ صخر فقد جلس بلا حول ولا قوه جوار هناء حتى زجاجة العطر تهتز بين يديه وكأنه لا يستطيع حملها وأحست بالخوف وهى تقترب منهم
– فى إيه مالك يا هناء مالك يا صخر؟!
وضعت كفها على كتفه فنظر إليها بعينان زائغه بالكاد يراها فجثت أمامه بخوف وضمته إليها فتمسك بها بقوه وكأنه غارق بالبحر وهى طوق نجاته فرفعت ورد رأسها تنظر إلى أسد الصامت حتى ملامحه لا تبدى أى أثر للحياه ولكن همهمه صغيره صدرت من هناء حين أخذت فيروز زجاجة العطر من صخر وقربتها من أنف هناء حتى بدأت تفيق فتركتها ورد وأسرعت تجلس أسفل قدم أسد وتمسك بكفه البارد المتراخى
– أسد رد عليا أسد إنت سامعنى؟
بدأت هناء تستفيق وحين استعادت وعيها انفجرت باكيه بينما انتبهت فيروز لصوت ورد فأسرعت نحو أسد تنظر له بخوف وتمسك بكفه الآخر لتفزع من برودته فصرخت بخوف
– الحقنى يا صخر أسد رد عليا مالك يا ابنى أسد انت شايفنى؟
حينها نهض صخر ينظر حوله بضياع وتوجه إلى أسد ليجده صامت عيناه شاخصه ووجهه شاحب بارد فصرخ بجزع
– لأ لأ أسد لا كفايه اللى راحوا بلاش انت كمان خليك متسبنيش لوحدى
أدمعت عينا حسناء وهى لا تعى ما يحدث لكن الأكيد أن هناك كارثه وقعت وأن الجميع فاقد التركيز لذا أسرعت بطلب الاسعاف التى أتت سريعاً وأخذت أسد وركبت معه ورد التى رفضت بقوه تركه بينما أسرعت حسناء لإحضار سيارتها وأخذت معها البقيه وتبعت الإسعاف وهناك أخبرهم الطبيب أنه بحالة صدمه وسأل عما حدث فأجابته فيروز بسرعه وخوف
– حادثة القطر بتاعة الصبح كان فيها اتنين بيعتبرهم اخواته ومن ساعة ما سمع الخبر وهو كده
– هو شاف جثامينهم؟
– لأ لسه متفاجئين بالخبر
– غريبه طب سبق ومر بحادثه مشابهه؟
– أيوه
– إيه قصتها دى؟
إبتلعت ريقها بصعوبه وإرتجف صوتها وهى تخبره : كان مسافر مع والده وعملو حادثه بالعربيه ووالده اتوفى فيها وهو انصاب وفضل ف غيبوبه فتره طويله واما صحى تانى كان متغير اوى وخصوصا ان جدته اتوفت من صدمتها بالخبر وهيا كانت قريبه جدا منه وساب دراسته وخسر خطيبته بصراحه عانى كتير وقتها
أومأ الطبيب : امم الظاهر عقله الباطن استعاد الحادثه القديمه وأثر عليه بالسلب
إتسعت عيناها بفزع : يعنى إيه هيدخل ف غيبوبه؟
– هو تقريبا فاقد الوعى حاليا مع انه مفتح
فجأه صدعت صرخة حسناء المستغيثه : الحقنى يا دكتور
نظرا متفاجئين ليجدا أن هناء التى أنهكها البكاء قد اغشى عليها مجدداً بينما صخر يرتجف بشده فأسرع الطبيب بنقلهما كلا إلى غرفه فحين أفاقت هناء عادت للبكاء بشكل هستيرى مما دفع الطبيب لإعطاءها مهدئ وكذلك فعل مع صخر ففكرة فقدانه أسد كانت وحدها كفيله بالقضاء عليه لكن بعد ما حدث بالصباح فهو منهار تماما بلا حول ولا قوه
بأقل من ساعه إمتلئت المشفى برجال الصحافه والإعلام والمصورين ولا أحد يأبه براحة المرضى ووجدت فيروز نفسها محاطه بهم وكأنها فى قفص الإتهام فأسرعت بمهاتفة فهد لينقذها من كل هذا ولم يتوانى عنها بل أتى مسرعاً ومعه أمجد فقد أخبرته أن هناء منهاره هى الأخرى
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)