رواية أسد الصعيد الفصل السابع عشر 17 بقلم إيمي عبده
رواية أسد الصعيد الجزء السابع عشر
رواية أسد الصعيد البارت السابع عشر
رواية أسد الصعيد الحلقة السابعة عشر
أوضح القاضي لحسناء انها ليست القضية الاولى لتلك السيدة فلديه تقرير سيء عنها كما اوضح لها أنه صُدِم حين علم انها من ستدافع عنها وهو على يقين أنها لن تدافع عن مثيلات تلك المرأه فقضبت جبينها بعد أن أفاقت من ذهولها لهذا الكم من الحقائق التى لم تعلم عنها شيء فأخبرها أن التفاصيل تطول شرحها لكنه سيتحدث إليها لاحقا فهى كإبنته وهو صديق والدها المقرب فأومأت بصمت وتراجعت بهدوء ثم جلست تتابع ما يقال
بصمت أزعج المدعيه التي لم ترتاح لحديث حسناء المطول مع القاضى وحين إنتهت الجلسه فى غير صالحها ثارت على حسناء وقد فاجئتها طريقتها السوقيه في الحديث وإطلاق السباب واللعنات عليها ببشاعه تتنافى مع مظهرها البائس الحزين حين آتتها راجية الإنصاف من زوج ظالم فقد خرج من عباءة الخراف التى ترتديها ذئب شرس جعلها ترتعب وتبحث عن معين وحينها فقط إكتشفت أنها وحدها فحاميها صخر أبعدته بغباء وبدلا من أن تتحرى من صدق موكلتها سارت خلف كلماتها وأدلتها المزيفه كالعمياء ولولا أن القاضى فطن لما قد يحدث وأرسل إليها جنديين لحمايتها وقد أنقذاها من براثن تلك المرأه باللحظه الأخيره لما نفدت منها سليمه
❈-❈-❈
مر الوقت بطيئا حتى أتى المساء وأتى القاضى لزيارة والدها ثم جلس معها بحضور والديها : اسمعى يا بنتى كل اللى اقدر اقولهولك انك لازم تتأكدى من
صحة كلام الإدعاء قبل ما توافقى على القضيه وتبطلى تحيز لمجرد إنها ست لكن تفاصيل أكثر لأ مقدرش أقولك لان دى اسرار قضايا مينفعش تطلع اظنك فاهمه
– فاهمه يا عمى بس هيا ليه اتحولت كده فجأه معايا وحضرتك زى ما تكون متوقع ده
– إسألى وراها وألف مين هيدلك بس نصيحه متخليهاش تحس بحاجه ويفضل متسأليش بنفسك
– اومال أجيبلها مخبر مثلا ولا أعمل إيه؟!
– شوفى حد أهل ثقه بالنسبه ليكى ويقدر يعمل ده عشانك
هتفت والدتها بحماس : مفيش غير صخر
تیبست للحظات ثم همست بحزن : معتقدش إنه هيوافق
– كلام إيه ده دا بيتمنى يعملك أى حاجه تسعدك
حينها سألها القاضى : آه صحيح إنتو مش ناويين تفرحونا بيكم بقى
أنكست رأسها بخزى : الظاهر إنى عجنت الدنيا
قضب جبينه متعجبا : إزاى؟!
– حاسبته على ذنب المتهم
شهقت والدتها بتفاجؤ ثم عاتبتها بضيق : وهو ذنبه إيه الظاهر إنه دلعك بزياده لحد ما سوقتى فيها
حينها نطق والدها لأول مره منذ بداية السهره : لأ الظاهر أنا اللى دلعتك بزياده واديتك حريه متفهميهاش وبدل ما تحسنى استخدامها خنقتى بيها نفسك وعميتى عن الحقايق الواضحه ممكن
أفهم مهاجمتك لأى راجل سببها إيه عمرى ما كنت قاسى معاكى ولا مع والدتك وعمرك ما ارتبطتى براجل جاحد زى اللى بتحاربيهم.. طول عمر صخر من يوم ما عرفناه وهو راجل جدع وأصيل مش
معنى ان صديقه ليكي شعللتها ف دماغك انك تحاسبى الكل على خطأ واحد يمكن يكون مظلوم مهياش هتعترف بغلطها مجاش ف بالك ان دموعها دموع ندم مش ألم لكن مش عاوزه تعترف لمجرد انها تكسب تعاطف اى حد والسلام ثم من بين كلامك حسيت ان صاحبة القضيه دى جيالك انتى بالخصوص معنى كده حد زقها عليكى حد عارف بتحيزك الغبى اللى هيدمر مسيرتك المهنيه كلها ازاى محاميه موهوبه ولها اسمها تسمح لواحده زى دى تخدعها بدمعتين جرى ايه يا حسناء ماتفوقى قبل ما تضیعی کل اللی حواليكى لازم تتحرى من صحة أو خطأ المدعى دا أولا ثانيا لازم التحيز دا تشيليه
من قاموسك ست راجل مش دا المنطق اللى تحاسبى بيه الناس ثم انتى مين عشان تحاسبى اى حد أصلا عارفه لو ضاع منك صخر عمرك ما هتلاقى زيه وبسبب الافترا ده هتندمى عليه طول عمرك الظاهر رغبتك الغبيه ف دور البطله خلتك تبقى شريرة القصه ف الآخر لأنك جيتى على حق غيرك بمنتهى القسوه من غير ما تحسى ثم نفسى افهم ليه كل ما
الراجل يكلمك بخصوص جوازكم تهربي ماهو يا تتجوزوا يا تسيبيه للى تقدره مادومتى غبيه وعاميه
كلماته القاسيه كانت كدلو ماء بارد في جوف الشتاء يفيقها من غفلتها لكن أن يخبرها أن صخر قد يصبح لأخرى فقد تجمد جسدها وكأن ما تسير به لیست
دماء بل ماء مثلج جعلها ترتجف يمكن أن يتشاجرا يختلفا لكن ان تفقده لا يمكنها تخيل ذلك.. ان يكون هناك بديل له او تسمح لأخرى بأخذه منها فهذا ما لا
يحتمله عقلها وحينها فقط تيقنت أنها حمقاء تضيع الوقت وأى إن كانت مخاوفها يمكنها مناقشتها معه
وتفاجأت وهى تستعيد ذكرى كل شيء من كم الحماقات التي كانت ترتكبها بحقه وحق نفسها لكن هذا ليس كل شيء لقد اكتشفت فجأه انها بلا عقل تسير خلف اهواء الآخرين مغيبه كيف لإمرأه متعلمه مثقفه ان تكون صيدا سهلا للحقودات لذا قررت منذ الآن فصاعدا تفحص كل ما يحدث معها بعين اخرى ناقده ذكيه ولن تظل تلك البلهاء التي تسير خلفهن بلا وعى يمكنها أن تحارب الظلم بطرق شتى لكن دون تحيز
أفاقت من شرودها حين أحست بنظراتهم موجهه نحوها فإعتذرت وإستأذنت لتهرب إلى غرفتها فتمتمت والدتها بإنزعاج
– كنت قاسي معاها أوى
فأجابها زوجها بضيق : كان لازم حد يفوقها من اللى هيا فيه ولا هنستنى لما تكبر وتعجز وتضيع عمرها ف كلام فارغ واديكى شوفتى بنفسك واحده متسواش لعبت بيها الكوره وخسرتها كتير لمجرد
انها جت تقولها الحقيني انا مظلومه بقى هيا دى حسناء العاقله الموزونه البت اللى اتلمت عليها دى وفضلت تاكل دماغها بقضايا ملهاش اى علاقه
بيها وتشحنها ضد الرجاله من ساعة ما عرفتها وحالها انقلب ولا نسيتى اما صخر جه وقالى انها بتوقع بينهم عيني عينك وبعدها حاولت تتصل بيه وتلف عليه وبنتك الغبيه حاول يفهمها مسمعتش منه ومصدقتهوش مع ان الحكايه واضحه زى الشمس لكن بنتك سايقه ف العبط ولاقيه اللى يهاودها ظلم ايه اللى بتدافع عنه في ألف قضيه وقضيه حقيقيه
محتاجه ليها بدل الهبل ده دى حتى الجمعيات اللى مضمومه ليها بتاعة منظره وبس مبتحلش قضايا حقيقيه في جمعيات تانيه موجوده فعلا لإنقاذ النساء
المظلومات من المجتمع ومن عائلاتهم ومش دايما الراجل هو الظالم ممكن أم هيا اللى تدمر بنتها أو ضعف الراجل وعدم حمايته لزوجته من سطوة والدته أو عيلته أو ضعف الست نفسها في إن
تطالب بحقها أو ترفض الظلم يكون السبب للأسف اللى بتربى ست واللى بتتظلم ست والراجل ف النص وهو لو كل واحده ربت إبنها على ان مراته بنی آدمه
وليها حق عليه وبنته دى يصونها ويراعيها بما يرضى الله مكنشي بقى في مشاكل لكن بتبقى ست وغبيه وتربى ابنها انه راجل ومعنى الرجوله ف نظرها
انه يمرمط الست اللى معاه وتستمتع جدا لما تلاقيه بيبهدل مراته ولا بناته قبل ما تلوم حد على حاجه ترجع لأساس الحكايه انا بنفسى بشوف قضايا ليها
العجب احيانا بتبقى الست ظالمه واحيانا اخرى بتتعذب عذاب ملهوش فيه اى ذنب لمجرد غباء كان في ست مش هنساها أبدا لأنها فضلت تعافر ضد ظلم
جوزها وأهله لآخر لحظه كانت فقيره جدا متقدرش على تكاليف محامى فرشحتلها حد من تلامذتى وحاسبته بنفسى لحد ما جبلها حقها والست رغم فقرها رفضت الصدقه وكرامتها أبت الدين فقسطتلى
تمن الأتعاب وبعد محايله كتير أخيرا إقتنعت بعد كام قسط إنها تتنازل ومتدفعليش الباقى لما قولتلها
اعتبريهم هديه منى لأولادك ورديهالي بإنك تربيهم صح ميبقوش زى أبوهم وبسم الله ما شاء الله واحده طلعت دكتوره والتاني مهندس والتالت محامى بقى له اسمه دلوقت صممت تخلى واحد
منهم محامى يحامى للغلابه وبقى له صيت كبير دلوقتى رغم انى قولتلها متضغطش على حد فيهم وتسيبهم يحددوا مستقبلهم بنفسهم ساعتها
الولد ده هو اللى رد وقالى يا عمى الحق لازمله حد يدافع عنه وأنا هبقى محامى هدافع عن الكل بس الغنى هيدفع والفقير هرحمه من الدفع ويومها ضحكت وقولتله اما نشوف وانا فاكره متحمس وبس لكنه كان أد كلمته وعرفت ست تربى أجدع شباب وهيا لوحدها وربنا عوضها وسألت ف مره من قبيل الفضول عن جوزها وأحواله عرفت إنه إتجوز بعدها واحده طلعت البلا الأزرق على جتته وجتة أهله وعرفتهم قيمة الغلبانه اللى افتروا عليها وعرفت انه حاول يصالح ام العيال لكنها رفضت الست ماصدقت
نفدت بجلدها وفضل هو وأهله عايشين ف مرار مع مراته التانيه اللى يوم حتى ما خلفت جابتله عيل مدلع لا نافع ف علام ولا شغل دلوع مامى بيجيبلهمش الا المصايب وبس
❈-❈-❈
لم تغادر حسناء إلى غرفتها كما إدعت لقد غلبها الفضول لتعلم ما سيقال بعد مغادرتها وما سمعته جعلها تشعر بالضيق من نفسها وإزداد ضيقها حين
سمعت والدها يتابع
– دى ست تستاهل الاحترام رغم الظلم اللى اتعرضتله كانت بميت راجل وقفت على رجليها وكملت وفي غيرها استحملت سنين عذاب عشان عيالها تفرح
بيهم ويبقوا عوضها وفي ستات واخده حقها تالت ومتلت وبتتقصع ومش عاجبها الحال مش كل الستات مظاليم ومش كل المظاليم مكسورين ساعات
الظلم بيدفعهم للدفاع عن نفسهم بيخليهم يستقووا أهى الست اللي بحكيلهم عنها دى رغم كل شيء كملت وقدرت تقف قصاد جوزها وأهله بعد كده
لما حاولوا يهددوها عشان ترجع لعذابها القديم تانى
علقت زوجته بذهول: يهددوها ازاى؟!
– ياخدوا منها عيالها لكن انا اكدتلها انها ف موقع قوه ورفعتلها قضيه وكسبتها وبقت الحضانه معاها وفشل
جوزها انه يسترجعها عشان تبقى خدامه ليهم تانى بعد ما مراته التانيه ربتهم تربيه تمام قدرت تقف قصادهم بعد ماكنتش بتقدر تكح بالغلط ف وجودهم.. ضعفها قواهم وقوتها كسرت شوكتهم
حينها عقب القاضي : والله انا بشوف العجب ف قاعة المحكمه ناس حالها يبكى وناس مواقفها تضحك انا حذرت حسناء عشان متبقاش مسخرة زمايلها بعدين لأن أى حد على أقل تقديروهيتحرى عن القضيه لكن دى جايه على كلمتين سمعتهم بنت مرافعه كامله ملهاش علاقه بالحقيقه وربنا ستر ان انا
اللى موجود ونبهتها
– دا درس يا يفقوها وتتعلم منه يا هتخسر كل حاجه وهيا حره احنا حذرناها ألف مره ومبتسمعش اتمنى المره دى تفوق
ذهبت حسناء الى غرفتها تشعر بالإختناق ستبحث عمن يتحرى لها عن تلك المرأه وستعلم أيضا من أرسلها لها هي بالذات لكن من سيفعل هذا لها
هاتفت صديقاتها لكنهن تنصلن من الأمر فوقفت بنافذة غرفتها تشعر بالغضب فرأت ظلا طويلا بالحديقة المجاوره وحين أتى فى الضوء تهلل وجهها ونادته بحماس
– صخر
أدار رأسه بسرعه إليها وللحظه رأته كما كان معها دوما لكنه لم يكن هكذا بل أومأ لها مع بسمه هادئه ثم عاد إلى طريقه فإتسعت عيناها بصدمه فطريقته
الرسميه ناحيتها جعلتها تشعر بالإغتراب عنه لقد فقدته هكذا لكن لا لن تتحمل الحياه بدونه وسيقتلها حقا ان يكون لأخرى غيرها
❈-❈-❈
تفاجئ فهد بضيفه غريبه تطلب لقائه فأذن لها لكنه حين رآها لم يتعرف عليها فسألها عمن تكون فعاتبته بغنج
– ايه ده انت لحقت نسيتنى
لكنه لم يتأثر بدلالها : مش واخد بالى
– بلاش توقل بقى ايه معقول نسيت ليلة عيد ميلادك دى مفتش عليها شهرين
– آه عيد ميلادى
– اديك افتكرت اهوه
ظنت أنها تمكنت منه لكنه اجابها بسخريه مبطنه بعدم تصديق
– والله الملامح مش فاكرها مطلقا بس آه الليله
يعنى شويه بس أنا فاكر إنى قولتلك انها احتفال ليله وبس وبعدها وشك اللى مش فاكره ده مشوفوش تانی
مسايرته لها جعلتها تظن ببلاهه انه صدقها : اخص عليك يعنى موحتكش
لكنه كان قد بدأ يمل من قصتها فهتف بإنزعاج صريح : وحش لما يلهفك انتى جيبتى عنوان شركتي منين انا مدهولكيش
عيناه التى اضحت مخيفه ووجهه الغاضب جعلها تتلعثم : هاه لا ازاى انت ناسی عشان كنت سكران
أيقن ظنه حين وجدها ترتبك وتهذى بجواب غير مقنع فقد اعتاد جسده الخمر ودوما لا يعطى اى معلومات شخصيه عنه لأى ممن يراهن
– بت انتى لف ودوران مبحبوش وياتمشى معايا دوغرى يا همسح بشعرك بلاط الشركه اخلصى مين اللى باعتك
– ممحدش
– القرشين اللى رمتهوملك مش هيكفوكى علاج لخلقتك اللى هشلفطها
حين نهض فزعت وتراجعت خطوتين فاصطدمت بالكرسى خلفها وسقطت عليه بعدم اتزان مما جعله يتأرجح للخلف وأغمضت عيناها واستعدت لتصرخ
متألمه من اثر السقطه لكن يد قويه اوقفت هذا وحين فتحت عيناها وجدت عيناه اللامعه بتحذير مخيف تكاد تحرقها وهمس بفحيح مرعب
– ها هتتكلمى لوحدك ولا..
ارخى يده قليلاً عن حافة الكرسى فاتسعت عيناها وقبضت على قميصه بقوه
لم ينتبه فهد ان باب مكتبه لم يكن مغلقا او ان زواية الرؤيه منه لهيئتهما توحى بخلاف ما يحدث لذا لم يرى عينا نور الباكيه التى عادت بأوراق قد طلب منها
طباعتها ووقفت متجمده تشاهد ما يحدث حتى توقف سريان دمائها وكاد ان يغشى عليها لكنها تمالكت نفسها ولملمت عواطفها المضطربه وابتعدت
بهدوء حيث تركت المكتب وبحثت عن اقرب مكان
تكون به وحدها بعيدا عن احد لتجمع شتات نفسها بينما وصل امجد المكتب وحين لم يجدها لم يبالى ودخل ليجدهما هكذا
– ايه ده هو فى ايه؟!
فدفع فهد الكرسى بغضب وبلحظه كان يحميها من السقوط وبالاخرى حتى قبضتيها الممسكتان بقميصه لم تكونا ندين لدفعه القوى للكرسى وقد اسرع
امجد ليلحق بها لكنه لم يكن سريعا كفايه فقد سقطت وتحطمت عظامها او هكذا ظنت حتى صرخ بها فهد
– اطلعی بره وایاکی اشوف خلقتك صدفه ف اى مكان
حينها نسيت اى الم ونهضت سريعا تحمل حقيبة يدها وتركض للخارج فنظر له أمجد متعجبا
– ايه ده مين دى؟!
صر أسنانه بغضب : بنت خالتك بعتاها تلاعبني
اشار الى نفسه بذهول : بنت خالتى انا؟!
– لا خيالها الظاهر لسان طويل قالها ان فى حاجه بينى وبين السكرتيره
رفع حاجبه ينظر له بحده : وربنا ماقولتلها حاجه خالص انا ماشوفتهاش من شهر فات
– اومال قولت لمين يا عملى الاسود
– وهقول لمين أنا أأ ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)