رواية أسد الصعيد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم إيمي عبده
رواية أسد الصعيد الجزء الرابع والعشرون
رواية أسد الصعيد البارت الرابع والعشرون
رواية أسد الصعيد الحلقة الرابعة والعشرون
ذهبت إلى منزل أسد عاقدة العزم على محاربته لو لزم الأمر لكنها تفاجأت بأن لا احد هناك سوى فيروز التي لن تنفعها بشيء لكنها ظلت تندب حظها أمامها وتشكو إهمال أسد علها بهذا تجعلها تضغط على أسد حتى تصل إلى مسعاها لكن بعد الكثير من النحيب تفاجأت بلامبالاة فيروز بما ذهب بالحريق فالأهم لديها هو ان تكون ورد بخير وما عساها ورد ان تنفعها بشيء فلا حاجة لها لديها مادامت لن تُدر عليها اى منفعه
فكل ما تهتم له حقا هو نفسها والمال والاسوأ أنها ظنت ان فيروز قد تتأثر وتستضيفها لتمكث معها حتى يعودوا ومن بعدها تحتال عليهم حتى تظل للأبد لكن هذا كله لم يحدث فلا فيروز تأثرت ولا حتى بدت مهتمه مما جعلها تغادر ناقمه عليها وعلى حظها الأحمق الذي لم ينصفها يوما
❈-❈-❈
بدى وكأنها طعنت أسد في مقتل دون أن تدري فقد عاد لبروده السابق بل وأصبح أسوأ لا شيء تفعله يمكنه زحزحة هذا الجبل الجليدى وبدأت تصب غضبها على صخر حتى تعب من تحمل تذمراتها
– جرى إيه يا ورد مش دا اللى حصل ولا انا افتريت عليكى مخدتش بالى انها هتولع بالشكل ده وبعدين احمدى ربنا انى مقولتلوش اللى قولتيه ساعتها وبصراحه عنده حق مع اول مطب صدقتى عدوكم
وموثقتيش فيه يعنى بمخك المبعزق ده ابن عمك هيجى ينصحك برضو مش ده اللى كان زارع ارضك حشيش وعاملها مخبأ للخمورجيه والشمامين ومش دا اللى كان شايع بين الناس ان مشركاه ف دا كله ومش دا نفسه اللي جه فرحك هو وأمه يبوظوه بلاش دا كله من إمتى كان عمك ولا مراته وإبنه بيحبولكم الخير طول عمرهم غلاويين وحقودين بقى من دون الخلق كلها ملقتيش الا ده وتصدقيه طب دا اول واحد هيرقص لخراب بيتك
أنكست راسها بخزى فقد تركت غضبها من كل شيء ينصب على امر واحد فجلست على حافة إحدى درجات السلم السفليه وقد إخيم البؤس على وجهها فجلس بجوارها صامتا حتى تمتمت بيأس
– هيا كده خربت خلاص
تنهد بضيق : مش اوى اصبرى لما يهدا من ناحيتك وساعتها حاولى معاه تانى لكن محاولاتك دلوقتى ممنهاش فايده
– وهستنى كتير كده؟
– محدش عارف يمكن يوم يمكن شهر
فتابعت عنه بسخريه : ويمكن سنه ولا سنتين ونشيب ونعجز مش كده
– لا ممكن تتحل بسرعه
سألته بلهفة: ازاى ده؟!
– تحصل اى كارثه مفاجئه تفوقه
– لا والله!
– آه
– وانا اللى بقول ايه اللى وقعك ف حسناء وانت عقلك يوزن بلد
لم يتركها لتتابع سخريتها فقد ادرك مقصدها فتابع عنها بمرح : لا اطمنى مانا ساعات ببقى اجن من اللى خلفوها يعنى مثلا لو مخها هفها صحيح وفكرت تتجوز من غيرى على سبيل العند زى ما قولتيلى مره هسيبها لحد ما تبقى قودام المأذون وأهى تكون اتربت ودمها اتحرق واعصابها باظت تماما وقالت حقى برقبتى بعدها اجرجرها من شعرها على
ماذون تانى وهكتب عليها ورجلها فوق قفاها
فغرت فاهها بذهول فقد بدأ حديثه بمرح تحول الى جديه وتحذير يؤكدان انه سيفعل هذا بالفعل فإبتلعت ريقها بخوف فقد يصبح صخر خطيرا اذا ما اراد ذلك
– طب افرض حصلك حاجه مفاجئه وملحقتش كتب الكتاب؟
– هه لا اطمنى بيتهم كله ف صفى ولو وافقت على واحد هتفق مع ابوها من اولها عشان لو حصل اى حاجه مفاجئه او جرالى حاجه ومجتش ف المعاد
مظبوط يتدخل
– وهو هيوافق عالكلام ده؟!
– اوى دا نفسه ومنى عينه يربيها من اول وجديد وحركه زى دى هيا اللى هتربيها حلو
– طب وهيا مش هتتأثر؟
– ما تندعق خليها تتربى هتفضل تتمقصع علينا لإمتى خليها تفوق العمر مش بعزقه ودى عماله تضيع ف وقت لمـا هنشيب بسبب مشيها ورا دى ودى
– ليه هيا مش حكاية القضايا اللى…
قاطعتها ضحكته الساخره : قضايا مين يا حاجه كل ما فى الموضوع ان كل دى حجج عشان كام واحده من صاحباتها الفشله خاضوا تجارب سيئه فكلو دماغهـا وهيا خايفه تكمل معايا ليجرالها زيهم والكوميدى ان ما في واحده منهم مظلومه كلهم مدلعين مقصعين الرجاله طفشت من خلقتهم عشان مياعتهم وعدم تحملهم المسؤليه فاكرين الجواز
لعب وفسح وخروجات وبس
أذهلها حقيقة الامر لكنها لم تعلق فيكفيها ما هي به
❈-❈-❈
بعد سفر صخر وورد أصبحت فيروز وحدها ولم يؤنس وحدتها سوى رفقتها بحسناء ولم تكف فيروز عن سرد ذكرياتها المحببه الى نفسها مع منصور لكن هذا لم يزعج حسناء بل على العكس تماما فقد رأت جانبا آخر للحياه الزوجيه السعيده التى تتمناها دوما لنفسها وترجو ان تحيا يوما قصه كقصة فيروز ومنصور تريد ان تستمتع بالحب والحياة وقد جعلها هذا ترى الامور من منظور مختلف كليا وتعيد رؤيتها لافعالها السابقه مع صخر وادركت كم كانت حمقاء مغشيه عينيها بالاكاذيب التي لفقتها صديقاتها ليبعدنها عن سبيله ليفسحن المجال لانفسهن فأكلتها
الغيره ونفرت غبائها فهى من افسحت لهن الطريق اليه ولا تعلم انه رفضهن بصراحه وابتعدن والغيظ يأكل قلوبهن وهذا ما لم يخبرها به اسد لكى لا
تتمادى بالأمر وقد وصل لهن تواجدها المستمر مع فيروز فأردن التقرب منها للإيقاع بينهما مجددا فقد ظنن انها تصالحت مع صخر لكنها رفضت صداقتهن المزيفه بكل حزم مما اسعد قلب فيروز فقد تيقنت ان حسناء تغيرت للأفضل وإنتوت إخبار صخر بذلك حين عودته لكنها لن تخطر حسناء بنواياها لتتأكد هل حقا تغيرت أم أنها متاثره بما تسمعه منها عن حياتها السابقه مع منصور وستعود لعاداتها القديمه ما ان
تنقشع غيمة الاحلام عنها وبدى لها لاحقـا ان حسناء تحاول تحسين صورتها مع والديها كما بدات تجتهد بعملها وتجد ف حياتهـا وتبتعد تماما عن من كن صديقاتها وبدأت تحارب مجدداً من اجل المظاليم لكنها ستحارب بالجهه الصحيحه بوعى وتروى بحكمه لكى تحقق العدل ولا تصبح سخرية
المجتمع
❈-❈-❈
بدت زوجة جعفر حزينه شارده وهى تجلس بباحة المنزل تطعم البطه حين كانت ورد قريبه من أسد تحاول للمره التي لا تعرف عددها إصلاح ما فسد بينهما وكأنه أحس بها لكنه بدلا من ان يبتعد كالعاده وجدته ينظر بعيدا فتتبعت نظره حتى وجدته يقضب جبينه بإنزعاج
– هببت ايه عالصبح يا جعفر؟
– هاه!
– روحى شوفى مالها لازم الدب بتاعنا عك عالصبح
– دب مين؟!
– جوزها هو فى غيره روحى وانا هشوفه هبب ايه نكد عليها ما صدقنا استقر مع واحده بنت حلال يلا انتى لسه هتبصيلي
– هوا
كادت تقفز فرحا لأنه وجه حديثا لها بل وطلب منها عملا تقوم به وهذا يعنى انها اخيرا وضعت قدمها على اول الطريق لمصالحته فركضت تقفز حيث
أشار بينما حرك رأسه يمينا ويسارا بيأس من سذاجتها لقد قسى عليها لتفيق فهو لا يريد حسناء أخرى يكفيهم صخر واحد وإفتغر فمه عن بسمه راضيه فقد اشتاق شغبها كثيرا
❈-❈-❈
توجه إلى منزل جعفر فوجده يخرج من منزله يعدل عمامته ويتأفف متمتما : وانى مالى نفسها ف البطيخ ولا ف الجرع حتى بلا دلع حريم ماسخ
سار معه يعلق على ضيقه بسخريه : چرى ايه يا چعفر لسه مالفتش السنه وبتحدت روحك؟
– جطيعه بينها رايجه اليومين دول وناويه تچلطنى
– فى ايه بس
– عتموت على بطيخه جال ايه نفسها فيها چك غم نفسها اچيبلها بطيخ منين دى بينها خرفت
ابتسم أسد بخبث : والله ومطلعتش سهل ياچعفر
– هاه جصدك ايه؟!
– الظاهر لسه مرتك فيها الخير
– عتجول ايه مفهمش حاچه
– والظاهر ان الغباوه عششت براسك متجعدش ويا صخر كتير… اسمع يا جعفر شيع مرتك للحكيمه لچل ما تتوكد
– سأله بقلق : حكيمه ليه؟
– عشان تجولنا مرتك حبله صوح ولا طفاسة بطن
فغر فاهه بصدمه : هاه!
– يا بچم الحريم بتتوحم عالحاچه ف غير موسمها لو اكدت الحكيمه الحديت ديه يبجي الف مبروك عليك وهيا رايده تجولك بس مستحيه منيك لكن لو الحكيمه جالت مفيش حاجه تبجى مرتك بتتجصع وافتح نفوخها كيه البطيخ يمكن تفوج
همس بعدم تصديق : يعنى عبجي أب… كيف ديه دى جالتلى معتنولهاش واصل!
أدرك مقصده فأشار له بالجلوس سويا على جزع شجره قديم على رأس الحقل : ومرت ابوك عتدرى بعلم الغيب فوج يا چعفر دى كانت عتعشش براسك
تخاريفها لچل ما تتچوزش وميبجاش ليك سلاله يا مرارك يا چعفر لهو لچل إكده مكنتش رايد تتچوز فكرتك أعجل من إكده
– مرايدنيش اصدجها كيف دى كانت سحاره!
– له بوك اللى كان رمرام وهيا كانت عتجوله إكده لچل ما يرتچع عن أى حورمه ف باله مكانتش رايده تحصل امك اللى اتچوزها وخلفتك وهملها وراح لغيرها جال ايه مطايجش العيال ووشهم من لول وهو حاله عوچ ودى اللي عرفت بالخوف تمشيه على هواها بعد ما بجت الحريم ترفضه لما عرفوا انه
مارايدش عمار رايد الچواز لچل مزاچه وبس دى اللى وافجت بعد ما طلعت ارض بور واطلجت من چوزها لولاني وكانت كرهاك مهو انت ابن ضرتها ومادامت معتچيبش عيال مريداش لغيرها الخير حتى لو عتموت وتهمل كل حاچه كانت بتنتجم من دنيتها فيك واللى كان حارجها انك كنت زين ومعچبتكش
ولا واحده من عيلتها لچل ما انت كارهها عمرك ما كنت كيه بوك خدت من امك كل حاچه زينه وديه اللي خلاها تكرهك أكتر وچبرت بوك يكتبلها كل حاچه وفكرت عتحرجك بيها بس التجتجك
مفارجش وياك بجت عتطج
– كنت خابر ان ميچيش من وراه خير وامى جالتلى مفكرش ف ورث… اعرج وكد بعيد عنيه خلى يدك وفاسك رفجاتك وكان عنديها حج بس راحت بكير من الفجر وجلة الحيله وهو المال على جلبه كد
إكده مهانش عليه يداويها
– اهو خد چزاته وخد اللي ربته على حج ولهفت ماله على حياة عينه ومرض مهانش عليها تناوله جولة ميه حتى وحتى اما مات الخلج لملموله تمن چنازته
لچل خاطرك انت… وهيا فضلت كيه الشجره العچوزه المخوخه واللى شاعته عن سحرها خلى الخلج تهچرها وتبعد عنيها ومصدجوش لما جالت انها
اوشاعات اصلها كانت عتچرى كتير عند الدچالين وبعد موتها الكل اكتشف ان چريها ديه لچل ما تخلف وتكيد چوزها لولانى بس لا مال ولا دچل چابلها الواد
اللى كانت عتموت عليه
– نصيبها إكده
– جصدك غباوتها مأذنش المولى بعيل وچاكى واد چوزك خليه ولدك وراعيه مش يمكن ربنا يكافئك باللى تتمنيه بس هيا لا كانت رايده عيال ولا حاچه كل الحكايه تكايد اللى جالو عنيها ارض بور وتتباهى
بيه جودام الخلج يعنى حتى دى كانت رايده تتشفى وبس
❈-❈-❈
لم تعلم ورد بما تتحدث معها لكنها ستحاول : صباح الفل يا صابحه
لم تجيبها فوضعت ورد يدها على كتفها بلطف فانتفضت صابحة واقفه تاركه البطه وهى تعدل ثيابها بإرتباك : ست ورد لمؤخذه مسمعتكيش خير يا ستنا
– انى مش ست حد يا صابحه اني ورد
إستنكرت ذلك : وه وهيا العين تعلى عن الحاچب يا ستى
– تعلى جوى فسحى اكده خودینی ف ريحك وفرچينى عتزغطى البطه كيف
نظرت لها متفاجئه ثم جلست تتنهد بإستسلام : چرى ايه يا ست يوه يا ورد
عدلت كلماتها حين رمقتها ورد بتحذير ثم تابعت ببسمه بسيطه : لهو انتى ناويه تفلحى ولا ايه
– اني فلاحه ابا عن چد وهاتى بطه غير دى بدل ما تفطسيها حصالتها معبايه دره لحلجها
تفاجأت بهذا حقا فتركت البطه المسكينه : يوه سهيت يا بتى ربنا يكفيكي شر الراچل وجلبته
– وحياتك والتيس عيفهم عنيه
– وه كنك خابره
– كلياتهم كيف بعضيهم
– له بس أسد بيه غير
– وحياتك ولا غير ولا نيله
– له معيكونش زى چعفر طب احنا بعد ياچى شهر چواز جولت انضف التلاچه وخرچت اللى فيها وموعتلوش الا وهو چاى يجولى اللمون اللى انتى عملاه ديه مازز إكده ليه كنه دبلان جولتله لمون ايه
انى عفضى التلاچه واروجها جالي نهارك حزن كنه حمضان ومرمتهوش ليه جولتله يا راچل انى معملتش عصير لمون من اصله انا جولت انضفها لول وبعدها اعمل لجيته چايبلى الكوبايه وعجبولى
اومال ايه الاصفر ديه لطمت وجولتله شربت صابون المواعين يا حزين
إتسعت عيناها بذهول : بتهزرى!
– لا وحياتك واللى فرسنى يجولى يعنى مهواش عصير جولتله له وانى خايفه جالى متجلجيش اديه عينضف بطنى زين
قهقهت ورد بصخب كما لم تفعل منذ سنوات حتى أدمعت عيناها ثم لهثت لتلتقف انفاسها
فتابعت صابحه : معدته مغصت وصجر ولدى اللى يسعده خده الاسبتاليا لولاه مكنش رضى ابدا وعملوله ابصر ايه ديه غسيل معده مهو الصابون فيه حاچات تضر برضيك ومن يومها ومنعته عن الدار
ورچعت اغسل بالصابونه الناشفه هيا ريحتها جويه وعتفضل ف المعون بس عتنضف وتوفر والحزين على عمره ما عياكلهاش
– يا لهوى عليه دا انا كنت فكراه اعجل من إكده
– هو يبان عاجل بس عجله زغير جوى من كام يوم وانى مرضانه وفهمت اللى فيها ماهيا نفس العوارض بس جولت اتوكد هو جالى اما چه يطلبنى ان مورهوش خلف جولتله عيالى يبجو عيالك ومن غير
حاچه هو زين وياهم وحنين جوى كنه ابوهم له ديه احس بكتير
– ليه هو أبوهم كان وحش؟
– ديه الله لا يسامحه كان الاذيه ماشيه على رچلين شوفت الحزن والهم معاه ديه الله يسعده جعفر مهما عمل معيبجاش زييه چعفر حنين وجلبه كبير بس غشيم هبابه الجصد روحت للحكيمه وبشرتنى
انى حبله
صفقت ورد بمرح : يا حليله لا دا احنا إكده عنعمل سبوع كبييير جوى
– مش دى المشكله چعفر عيجول موراهوش خلف مع انه متچوزش جبل إكده حاولت أجوله مجدرتش وخايفه ليظن فيا حاچه عفشه ولا يهملنى ويتچوز غيرى عيله زغيره ولا ميكونش وراها عيال ايه اللى بچبره يكمل وياى بعيالي ما دام يجدر يخلف
– جلبى يا بجره
إنتفضتا فزعتين ونهضتا تنظران الى جعفر الذى اسرع ينظر الى زوجته بعشق ويسألها بلهفة: یعنی صوح انتى حبله
أومأت بحزن فتابع بحماس : دا انى عچيبلك شادر بطيخ مش بطيخه واحده
– انى معتوحمش على حاچه اني كنت رايده اجولك بس مستحيه ومخبراش اجولهالك كيف
– جربي من ودنى وغمضى عينيكي وجوليهالى كنك بتجوليها لحالك
همسه الحاني ونظراته العاشقه جعلتاها تتورد خجلا فإنسحبت ورد بهدوء من بينهما
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)