رواية أسد الصعيد الفصل الخمسون 50 بقلم إيمي عبده
رواية أسد الصعيد البارت الخمسون
رواية أسد الصعيد الجزء الخمسون
رواية أسد الصعيد الحلقة الخمسون
بعد وقت ليس بقليل ظل به حسن ساهما لا يدرى بما يحدث حوله نهض بتعب وتوجه إلى أريكته لينام بها بينما تابعت ورد عملها بصمت حتى بدأ المطعم يخف رواده وأوشك على الإغلاق فإقترب منها حازم وهو ينظر خلسه إلى حسن النائم بالغرفه المجاوره
– أما تكونى عاوزه تسألى عن حاجه بخصوص عم حسن إسألينى أنا ولا تسأليهوش هو
– هو أنا غلطت ف إيه؟!
– مالك إنتى اتجوز قبل كده ولا لأ
لم تبالى بضيقه ودفعها الفضول للتساؤل: هو اتجوز قبل كده! دا أنا فكرته مسبقلوش الجواز
– لأ اتجوز بدل المره إتنين وختمت بنكد على دماغه
تغضن جبينها بتأثر: يا عينى واتعقد ومن ساعتها وكره الستات لازم تعبوه أوى طبعا حد عاقل يتجوز اتنين برضو
رفع حاجبه : إيه الأفلام الأبيض وأسود اللى انتى عيشاها دى لأ طبعا دول مكنوش سوا واللى أثر فيه وخلى حالته كده مراته الأولانيه
– إيه دا خانته
ضرب كفيه ببعضهما بيأس: يخرب مخك دا كويس إنه نام ومسمعكيش ولا كان برج من نافوخه طار
– هو كان بيحبها أوى كده
– بيتهيألى يعنى
– أنا مش فاهمه حاجه لما هو متأثر أوى كده سابها ليه وإتجوز غيرها
– مسبهاش ربنا نجدها منه وماتت
قضبت جبينها بحزن: إيه الله يرحمها الظاهر إن أنا اتكيت عالجرح أوى ولا اعرفش
– وأى جرح
تذكرت كلمته فنظرت له مقتضبة الجبين بعدم فهم: لحظه قولت نجدها منه قصدك إيه؟!
تنهد بضيق وبدأ يوضح لها: قصدى إنه مكنشى الحبيب الولهان وهيا الزوجه السيئه زى ما انتى متخيله بالعكس دى كانت طيبه أوى وغلبانه بس هو اللى كان حمار
رفعت حاجبيها مندهشه: عم حسن مش معقول!
– معقول أوى كانت بتحبه وبتموت فيه وحاضر وطيب وتتمناله الرضا يرضى بس هو اعتبر خدمتها ليه دا حقه وذلها وزعلها شيء عادى عنده زيه زى أغلب الأزواج المصريين مريضاش لأخته الهوا يجرحها من جوزها ولا أهله لكن مراته تبقى مرمطون له وللى خلفوه عادى
– بس دا ميرضيش ربنا
– ولا عباده اللى بيفهموا فضل الضغط عليها من كل ناحيه وهو لا بيشوف ولا بيسمع ولا ف دماغه واما تشكيله يعتبرها ظالمه وبتفترى عليه لحد ما طقت وماتت ولآخر لحظه كان مفكرها بتدلع وبتهول لحد ما طبت ساكته وهيا بتدعى عليه وعلى اللى زيه
– وأهلها فين؟
– كانت غلبانه مقطوعه من شجره لا ليها أهل ولا حد يحميها عشان كده افترا هو وأهله وماتت وإتاثرله شويتين لحد ما أهله إدخلو وجابوله اللى تليق بمقامهم العالى وأوام إتجوز
– مش معقول
تابع بسخريه: اضحكك بقى
– هو فى ف الحزن دا ضحك؟!
– أيوه عروسة المولد اللى جابها ربته هو وأهله وبقت ممشياهم عالعجين ميلخبطوهوش وكل ما تتكلم تقولهم بعينكم لهو انتوا فاكرين هتخلصوا عليا زى اللى قبلى دا بعدوكم وفعلا تنتها لما موتت أمه منقوطه وإخواته حرموا حتى يزوروه بعد ما كانوا لابدينله على طول وهو بقى اللى يقول حاضر وطيب واكتشف ان هو اللى مبيخلفش مش مراته الاولانيه زى ما كان فاكر وبيعايرها انه مستحملها على عيبها والغندوره الجديده بيعته كل اللى حيلته وخلعته وبفلوسه عاشت حياتها وهو فضل لوحده بعد ما فلس إخواته مرجعوش يدوروا عليه ما خلاص مبقاش حيلته ولولا ما ورث الشقه دى عن أمه مكنش لقى رصيف يلمه وفضل يبيع ف عفشها لحد ما كان هيشحت بس ربنا لطف بيه واتعرف على شيف ابن حلال بس مكنش من هنا شغله معاه واتعلم منه كل حاجه ف الطبيخ وف الدنيا والراجل لما قرر يرجع بلده سابله الحاجه اللى بيشتغل بيها هديه منه وصاحب المحل قرر يغير النشاط رغم انه عارف بشطارة عم حسن بس المطاعم كانت كترت والمنافسه زادت والراجل حب يغير النشاط فخد عم حسن الحاجه وجابها هنا وباللى محوشه ابتدا المطعم ده وسنه ورا سنه بقى مطعم له اسمه بس هو تاب عن صنف النسا لا عاوز يبقى ظالم ولا مظلوم وبقى كل ما واحده تشكى من جوزها يفتكر مراته الاولانيه ويتحصر عليها وخصوصا ان دعوتها عليه فضلت ترن ف ودنه وزى اللى اتحققت
– ليه هيا دعت عليه بإيه؟!
قضب جبينه: مش عارف بالظبط بس اعتقد دعت عليه انه ميتهناش عمره تانى وفعلا لا شاف هنا بعدها ولا ارتاح ومع انه بيحاول يبان مرح بس عمره ما كان سعيد هو بيعمل كده بس عشان محدش يشمت فيه واخواته العزاز افتكروه اما المطعم اشتغل حلو وبدأ يدخله فلوس كويسه وطبعا الاشطر اللى يقدر يخليه يكتبله حاجه متنسيش إنه ملوش ورثه بس هو كان شايل ومعبى منهم وطردهم كلهم بره حياته وبيحاول يعوض عدم وجود اطفال له بالاطفال اللى بتيجى المطعم بيشيلهم ف عينيه وبيحاول أى واحد بيشكى من مراته يعقله وبيصلى ويصوم ويدعى ربنا يغفرله ذنبه وان مراته الاولانيه تسامحه
– ياه كل ده
– محدش خالى البال يا زعزوعه
– عندك حق الدنيا مفيهاش راحه
ثم صرت أسنانها بغيظ: بطل زعزوعه دى لأعصرك زى عود القصب
إبتسم بإستخفاف: إتكلمى على ادك يا شاطره
ضاقت عيناها بغضب لكنها لم تعلق وعادت تتابع عملها بسخط فتهديداتها تطير بالهواء دوما لقد وجدت بحازم الأخ والصديق فقد كان تلميذ حسن النجيب والمقرب منه وكان يستحق محبة حسن له فقد كان مخلصاً له بشده ويحبه كوالد له وللعجب كان حازم وحيداً بهذه الدنيا لا أهل ولا أصدقاء وحين إلتقى بحسن توحدت وحدتيهما ليصبحا صديقين وأخوين
❈-❈-❈
لقد تغير أسد كثيراً عما كان فقد ظل يبحث عن ورد بكل مكان تمنى ألا يجدها به فلا أقسام الشرطه ولا المستشفيات ولا حتى القبور وجدها بأى منهم وقد لاحظ نظرات الإشفاق بعيون من حوله وتسلل اليأس إليهم فكف عن البحث وعن الحياة برمتها حتى بدأ يلاحظ نظرات الألم والإشتياق لتنفيذ أحلامهم بالزواج لكنهم يؤجلون ذلك خوفا على مشاعره فقرر ألا يجعل نفسه محل شفقتهم وطلب منهم بمنتهى الحزم أن يسرعوا بالزواج عل الأفراح تسعد روح ورد الغائبه وعمت الأفراح والسعاده انتشرت على وجوه الجميع واستطاع خداعهم بتصنع الفرحه لأجلهم حتى اطمئن أن حياتهم تسير كما ينبغى فإنزوى عن الجميع يتابع العمل من خلال الإنترنت والهاتف ويقضى وقته بين الكتب والزراعه فقد أحاط المنطقه التى كان يزرعها مع ورد بسياج وزرع بها شجيرتى ورد كما كانت تتمنى كما زرع أخريتان بحديقة المنزل لقد وعدها يوما بهذا وقد زرعها بالفعل حين خطبها ولكن بعد وفاة والده وابتعاده لفتره عن القريه لم يهتم بها أحد فذبلت وماتت ولم يعيد الكره فلأجلها زرعها وبغيابها لا حاجة لزرع غيرها
أصبح أكثر هدوءا وصمتا وحين شكا له الناس العمده أخبرهم أنه لن يتدخل إلا إذا أرادوا إقالته وقد أرادوا هذا بالتأكيد فساعدهم حتى تمت إقالة العمده ولم يستطع أن يشفع له والده ورشح الجميع أخاه الأكبر مما جعل والدة العمدة السابق تغلى وتزبد من الغيظ واختفت عن أنظار القريه فلم تعد تخرج من منزلها لخزيها مما حدث خاصه وأن هديه قد تزوجت من فارس الذى لطالما اشاعت أنه سيتزوج من ابنتها وأن هديه لا تليق بإبنها فى حين أصبحت طالبة جامعية متوفقه وابنة نعمان تزوجت من استاذها الجامعى الذى ولخزيها كان خطيبها حين كانت تشيع انها ستزوجها من ابنها العمده الذى اصبح واخته منفورين من الجميع خاصه بعد اقالته كما وصلها الخبر عن تولى أخاه الأكبر المنصب وسعادة أهل القريه بهذا وكم هنئوا والدته بمنتهى المحبه فالجميع يحبها وحتى زوجها بدأ يبتعد عنها وقليلا ما أصبح يأتى لزيارتهم مما جعلها بموقف صعب فقررت أن تأخذ ابنيها وتغادر لتحيا بالمدينه وظنت ذلك سيجعل زوجها يعود راكضا لكنه لم يبالى فما سببته له من حرج جعله يسعد لإبتعادها لكن حالها كان افضل بكثير من حال والدة ورد فحتى الدار التى تملك جزء منها لا تصلح للعيش بها ولا معيل لها فبعد اختفاء ورد لم يعد أسد يهتم لرضاها ولا يعطيها ولو قليل وابن أخ زوجها الراحل كان متشفيا حقيرا كحال والدته الماكره ولم يعبئا بشأنها ومر الوقت ولولا أن أسد كان قد أحضر لها مسكنا فيما سبق لباتت على الرصيف ويبدو أنه نسى أمر هذا المسكن فلم يطالبها أحد بإيجاره ودارت تبحث عن عمل لكن لم تجد فهى غير متعلمه ولا خبره لديها بأى شيء فحتى الأعمال المنزليه ليست جيده بها فقد كانت ورد من تقم بكل شيء وبعدها الخادمه التى ارسلها أسد قبل أن يغضب عليها فلم تحسن شيء حتى وجدت نفسها تتسول من الماره وحتى هذا كانت سيئه به فقد غلبها طمعها فلم تكن ترضى بأى قليل تأخذه حتى كاد يقتلها الجوع فقبلت بالفتات وبأى شيء وقد رآها حارس العقار فعرض عليها الغرفه الفارغه بسطح المبنى وأن تؤجر شقتها فبالإيجار ستحيا برغد وتكفى عيشها وقد كان عاشت بالغرفه البسيطه وكفاها الإيجار عيشتها ولم يخبرها أنه حين رآها تتسول أخطر أسد الذى لم يبالى بها حقا ولكنها وبكل أسف مازالت والدة ورد التى لو كانت هنا لما أرضاها ما يحدث لوالدتها حتى ولو كانت شمطاء طامعه لا تحب سوى نفسها فتبقى والدتها فأخبره بهذه الخطه وأصبح هو من يرسل لها الإيجار من خلال حارس العقار دون أن تدرى
لقد كانت تلك المرأه مريضه ذات يوم وكم تمنى موتها نعم هى لا تستحق شيء لكنها والدة ورد ورد يتذكر بعد أن علم بشأن تجسس إبن عمها الوضيع عليها وأصرت أن تذهب لزيارة والدتها لكنه رفض بشده فبدت حزينه غاضبه من أجل والدتها رغم أن الأخرى سيئة المعامله فإضطر آسفاً لتقبلها
– خلاص بقى متلويش بوزك هبعت اجيبهالك
– بقولك عيانه تجيبها ازاى؟!
– بالعربيه يا ورد ومش هتخرج من هنا غير أما تخف إرتحتى
هتفت بعدم تصديق: بجد يا أسد؟!
فإبتسم بحنان: بجد يا قلب أسد
كانت سعيده بحق وسعادتها تلك من جعلته يتحمل سماجة والدتها التى حين علمت أنها ستغادر ما إن تتعافى حتى تمارضت أكثر وحين يأس منها أحضر الطبيب الذى أكد شفائها
– وه وهو عيدرى إيه ديه أنى المرضانه ولا هو
– دى شغلته يا حماتى أنا جايبلك إستشارى مش بتاع كفته
– أباى مالك مستعچل إكده على شفايا ليه؟
– حد ف الدنيا يحب يفضل مريض ولعلمك شفيتى مشفتيش هتروحى بيتك عشان مرارتى منك فرقعت
وتركها مذهوله غاضبه وقد علمت بفشل خطتها فأوقفت تمثيلها المرض مجبره
لأجل ورد فقط تحملها ولأجلها الآن سيساعدها ألا تتذلل من أجل لقمة العيش
❈-❈-❈
وقع الإختيار على لمياء الشابه التى لم تكمل العام بهذه الشركه لكنها كانت مساعده رائعه لسكرتيرة صخر وتمتلك المهاره لتولى منصب السكرتيره الخاصه به بعد أن قررت سكرتيرته العتيده ترك العمل فقد أصبحت عجوز لا تسطيع أن تواكب متطلبات العمل وقد كانت تلقى كاهل العمل بالآونة الاخيره على عاتق لمياء وقد رشحتها بقوه بديلةً عنها لذا أصبحت أصغر سكرتيره بالشركه هى سكرتيرة نائب رئيس مجلس الإداره وقد كانا كلا من صخر وأسد يتعاملان معها معاملتهما لهناء وهديه كأخت صغيره لهما لكن حسناء لم يعجبها الأمر مطلقاً فغيرتها أعمتها وجعلتها تأتى كلما أوتيت لها الفرصه أو حتى لم تأتى فهى تصتنع الفرصه لتنقض على صخر لظنها أنها قد تمسك به متلبسا بالجرم المشهود الجرم الموجود برأسها فقط فالفارق الكبير ف العمر بين صخر ولمياء يخوله أن يعتبرها بمنزلة إبنه والفضل لحسناء التى ماطلت كثيراً حتى كاد قطار الشباب يرحل وآخر محاولاتها جعلت لمياء تشعر بالإنزعاج مما دفع صخر لطلبها بعد مغادرة حسناء
– أقعدى يا لمياء
جلست يصمت لكن وجهها الحزين أفضى عن لسانها بما يعتمر نفسها من ضيق فتابع بضيق: بصى بقى من الآخر كده لو حسناء جت تانى وعكت متسكتليهاش متقعديش تسمعى لقلة ذوقها وظنونها الغلط زى ما تكونى مذنبه
رفعت راسها تنظر له متفاجئه: بس دى..
لكنه قاطعها سريعاً: من غير بس هيا مش هتيجى إلا كده ولو فاكره إن سكوتك هيجيبلك حقك تبقى غلطانه سكوتك بيخلى قليل الذوق يتمادى ف قلة ذوقه دافعى عن نفسك انا متأكد إنك اقوى بكتير من كده
– لكن..
– ملاكنش إنتى شوفتى منى ف معاملتى ليكى أو لأى حد ف الشركه حاجه وحشه؟
– لأ بس دى حامل ومقدرش أشد معاها
رفع حاجبيه مندهشا: هو انا بقولك قطعى ف شعرها يا بنت الحلال أما تعك معاكى متسكتيش وسيبك من حملها حسناء بحمل من غير حمل هيا لسانها عاوز القص وبعدين هيا مش حامل وهيا بتهزقك لكن حامل وهيا بتاخد على دماغها مش كده لا يا هناء دى حجج فارغه البنى آدم اللى واخد عالدلع ورمى حموله على غيره مبيفرقش معاه إلا نفسه لو كل حد حسناء عجنت معاه كان ردهالها كانت إتظبطت
نظراتها له كانت متعجبه وكأنها تسأله لما لازلت معها فأجابها بدون أن تسأل: عشان بحبها يا لمياء رغم كل اللى بتعمله بس حسناء طيبه وبتحبنى حقيقى والغيره مع الحمل مجننها بس عصبيتها الزايده دى هتتعبها لو فضلت عليها ساعات لازم نقرص على اللى بنحبهم عشان يفوقوا عشان منخسرهمش وعشان حمولة ذنوبهم متكبرش لحد ما يقدروش يشيلوها تفتكرى لو كل واحد حرقت دمه وفضل ساكت دا كويس أبدا دا بيخليها تفتكر إنها صح وتسوق فيها وتحمل نفسها كسرة خاطر ده ودى فهمتى يا لمياء
أدركت بالفعل ما يسترسل بالشرح لإيضاحه لها لذا وحين أتت حسناء مره أخرى كانت مستعده لها تماما فقد تركتها تهذى ككل مره وتحقر من شأنها كما تفعل وصخر يتابع بغضب صمتها الذى لم يتوقعه حتى أفضت حسناء كل ما يحويه عقلها من حماقات فإبتسمت لمياء ببرود
– خلصتى كده؟
– هاه!
فغرت فاهها مندهشه فكل مره لا ترد عليها وتبدو فقط حزينه بينما تابعت لمياء ببسمه لم تصل إلى عينيها
– مجوبتنيش يا مدام خلصتى قصايد الزجر المعتاده ولا لسه
مازال الذهول يكسو وجه حسناء بينما بدت التسليه المرحه على وجه صخر المستمتع بما يحدث وحين لم تجيب حسناء تابعت لمياء بنفس نبرتها الجافه
– أظنك مجتيش مره غير وكنت بشتغل لو ف مكتبى ولا ف مكتب جوز حضرتك وكنت ملتزمه تماما فى تعاملى معاه زى تعاملى مع أى حد حصل ولا محصلش
تلعثمت حسناء من نظراتها الحاده وكأنها تتهمها بجرم لا يغتفر ولم تكن كلمات تدافع بها عن نفسها فتابعت لمياء بحده أشد
– ولما أكون ملتزمه وتيجى واحده معندهاش أدنى إحترام لغيرها ولا ثقه ف نفسها ولا ف جوزها تطلع عقدها عليا والمفروض أسكت هل دا يبقى طبيعى لأ طبعا دا هيشيع عنى إشاعات مغرضه هتضر بسمعتى ومستقبلى وكل ده ليه عشان ست تافهه متعرفش حدها
– إنتى بتهنينى؟!
إعتراضها المصدوم واجهته لمياء بلا مبالاه: أنا سيبتك تعجنى لحد ما خلصتى يبقى تخرسى لحد ما أخلص كلامى ولا إنتى فالحه تدورى على حقك وتدوسى على حقوق الناس كده عادى
إستنشقت الهواء بقوه لتتابع تحكمها فى أعصابها ثم هتفت بتقزز واضح: ثم إيه يعنى اما اهينك ولا اديكى على دماغك بالجزمه حتى ولا انتى تهزقى الناس عادى ومش عاوزه يترد عليكى انا شغاله هنا بتعب واجتهد مش فاضيه جايه أتمايص كل شويه وأتمنظر على خلق الله
اشارت الى نفسها بصدمه: انا كده؟!
– وأسوأ من كده مش معنى إن محدش بيقولهالك ف وشك إنك ملاك لأ فوقى يا مدام إنتى أسوأ نموذج لأى ست كفايه إنك بدل ما بتساعدى جوزك يبنى إسمه وتوثقى حياه راقيه لأولادك عامله زى الشوكه ف ضهره جيباله الكلام والمهانه على طول
إتسعت عيناها بتفاجؤ ونظرت إلى صخر فتابع لمياء بقسوه: اومال انتى فاكره ايه يا مدام افعالك بتقل من قيمتك وقيمة جوزك وبتخلى كل واحد بيتكلم عنها بطريقه محرجه بس دا ميفرقش معاكى طبعا واحده زيك مدلعه مش حاسه بحاجه هتفهم يعنى إيه كسرة الخاطر إزاى إنتى لو شقيتى على لقمة عيشك ولا دوقتى اللى بتدوقيه للناس كنتى فهمتى لكن أنا بشرح لمين هه
ثم تركتها شاحبة الوجه وصخر بقضم شفته السفليه بغيظ من غباؤه فقد نصحها أن تواجهها ليؤدب حسناء ويعيد لتلك المسكينه كرامتها المهدره لكن الأمر أخذ منحى آخر وجعل لمياء تنفث بغضبها دفعه واحده فى وجه حسناء وحمد الله أن الأمر لم يصل إلى الإشتباك بالأيدى ولكن وجه حسناء كان لا يبشر بالخير لا لأنها غاضبه فهذا أمر طبيعى بعد ما سمعته لكنها بدت حزينه بائسه فهى لم تتواجه بهذه الصراحه الحاده مع أحد من قبل لكنه لن يواسيها لكى لا تظن نفسها مظلومه وتتمادى مجدداً ولكنه لم يستطع التماسك طويلاً لأنها نهضت تريد المغادره وبحالتها تلك قد تتعرض لحادث أو ما شابه لذا رافقها رغم إعتراضها الواهن ولم يحاول أى منهما النظر بوجه لمياء حين مرا بها فقط أخبرها انه مغادر ويمكنها المغادره ورغم ضيقها مما سببته لزوجته من ضيق لكنها أحست ولأول مره بإرتياح شديد وأدركت أن كبتها لكل ما يؤلمها ويخزيها لم يكن بالامر الجيد مطلقاً لقد كان يزيد فقط من عصبيتها وتفاقم إحساسها بالضعف والإنكسار لذا أصبحت لا تخشى فعل ذلك مع غير حسناء مما فاجئ الجميع لأنها دوما ما كانت مطيعه ضعيفه لكن هذا ما دفعهم إلى إلتزام حدهم معها مما زادها ثقه بنفسها وقد أعدت هذا معروفاً لن تنساه لصخر لقد كانت تحترمه وتعتز بالعمل معه وتستمع بإهتمام لنصحه دوما فقد وجدت به الأب الذى لطالما تمنته فبكل أسف لديها أب لا يفقه لهذه الكلمه من معنى فهو قاسٍ فظ يظن أن الحياة خلقت لإبنه الحبيب لكن ابنته مجرد عائق لا أكثر على الرغم من نجاحها وتفوقها فى عملها الذى يساند فى مصروفات الأسرة كافه بينما مدلل أباه الفاسد لا ينجح سوى فى صرف المال الذى تجتهد فى كسبه لكنها مهما فعلت لا يراها والدها تستحق حتى شفقته فما بالك بمحبته وهذا ما بدأت تراه بعد ما حدث مع حسناء وغيرها فقد إتضح لها الكثير منا كانت عمياء عنه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)