رواية أسد الصعيد الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم إيمي عبده
رواية أسد الصعيد الجزء الحادي والأربعون
رواية أسد الصعيد البارت الحادي والأربعون
رواية أسد الصعيد الحلقة الحادية والأربعون
أبلغ جعفر نعمان بموافقة هديه لكن رفض مجيئهما قبل أن تنهى إمتحاناتها وتظهر نتيجتها مما جعل فارس فى وضع إنتظار مزعج
أحدث تفوق هديه ودخول الجامعه ضجه كبيره بالقريه فهى الأولى التى تفعل هذا من بنات قريتهم البسيطه فإبنة نعمان لا تحتسب لأنها من الطبقه المخمليه التى لا تعانى ما يعانيه فقراء القريه وقد كان لهذا أبلغ أثراً فى نفوس الفتيات فقد أدركن أن التعليم ليس إضاعة للوقت بل على العكس تماما فها هى أصبحت فى طريقها إلى المجد مما دفع فارس أثرى شاب فى محافظتهم ينظر لها بفخر وإعجاب وأغلب الظن انه قد يتخذها زوجه له وليس لجمالها فقط فشاب مثله دار العالم ورأى أجمل الجميلات لن يجذبه الجمال فقط بل تميزها تفوق فتاه بسيطه من قريه أبسط هو ما جذب إنتباهه ومن ثم عقلها الواعى المدرك هو ما جذبه بحق للإعجاب بها وأدركن أخيرا أن تعليمهن سيرفع شأنهن عاليا بين الناس ويجعل أفضل الشباب تتقدم لخطبتهن ويتوددن لهن بمحبه وليست مجرد فتاه إختارتها أمه لتخدمها وتصبح عبده لأوامرها وجاريه لرغبات زوجها وأرنبه تنتج له ذريه كبيره لا يهم صحتها أو راحتها أو حتى رعايتها لهم الأهم أن تنجب حفنة أولاد يحملون إسم والدهم مما دفع جميعهن للإقتناع بأهمية التعليم فهذا يعطيها الحق لتختار حياه أفضل لها وللأسره التى ستكونها مع من يريدها شريكه لحياته
❈-❈-❈
أتى مجموعه كبيره من الرجال المهمين المحافظ وعضو مجلس الشعب عن دائرتهم وبعد رجال الشرطه لتهنئة هديه وأقيم حفل لتكريمها فقد كانت من الأوائل فى قريه لا يتعدى شبابها حتى مرحلة التعليم الأساسى ويندر أن يستمروا لأبعد من هذا ولم تختلف عن ذلك القرى المجاوره وقد كانت تعانى بسبب طول المسافه من منزلها إلى المدرسه لكن أسد إستطاع مساعدتها فقد خصص لها عربه مخصوص تأخذها وتأتى بها ليشجعها على الإستمرار كما يدفع غيرها للكف عن التفكير بأى عقبات والاتجاه للتعليم وكان من المفترض حضوره بهذا التكريم لكنه كان لديه ما يكفيه ويفيض من الكوارث التى تمنعه من هذا لكن نعمان وابنته وأخاه كانوا أول الحضور ولم يخفى على أحد نظرات الفخر التى ملأت عيونهم تجاه هديه ونظرات الندم والحسره ممن كن مثيلاتها وسخرن منها والغيره ممن يتمنين مكانتها الآن وقد أحدث الأمر ثوره بالقريه فقد طلبوا إقامة مدرسه لتعليم الفتيات فالمدرسه التى أقيمت هنا مشتركه وحتى لو كان الفصل كله للفتيات لكن هذا لا يلائم عاداتهم وقد وعدهم المسؤل فى البحث بالأمر ولكن ما سيتمم ذلك هو وجود عدد كافى من الفتيات من أجل هذه المدرسه فما حاجته لإنشاء مدرسه بلا رواد لها لذا فالأمر منوط بفتياتهم إذا ما إجتهدن ونجحن فسيدفعن الجميع للنظر للامر بجديه وقد وعد نعمان أنه لو وجدهم جديين بشأن تعليم أبنائهم كافه سيساهم ببناء هذه المدرسه فليس من الصحيح أن تصبح الفتيات متفوقات ويتركوا الشباب للعمل ف الحقل فليعمل لكن ليتعلم أيضا كما تتعلم الفتاه أمور منزلها بجانب إجتهادها الدراسى فأصبح التحدى قوي بالنسبه لأهل القريه
❈-❈-❈
أثار إهتمام فارس بهديه بالحفل المقام الأقاويل والتى وصلت إلى منزل العمده بسرعة الصاروخ مما جعل والدته تشتعل غبضا وتطلب من زوجها أن يتحدث مع نعمان سريعا بشأن زواج إبنتها المدلله من فارس ولم تنتظر الجواب بل أشاعت ف القريه أن فارس معجب بإبنتها ويطلب ودها فى حين أن زوجها لم يفاتح نعمان من الأساس لخجله من الأمر لكنه سايرها فقط ليتخلص من إلحاحها
إنتشرت الشائعات كالنار فى الحطب الجاف وأتى فارس مع أخاه وإبنته لطلب يد هديه وإستقبلهم الجميع بحفاوه عدا هديه التى كانت هادئه وأرجعو الظن لأنها خجله لكن نظراتها الحاده نحو فارس أكدت له أن الامر لا علاقة له بالخجل مطلقاً
مال هامسا لأخاه : نعمان
– نعم
– إنت مش قولتلى إنها موافقه؟
تعجب لسؤاله لكنه إبتسم هامسا من بين أسنانه : ايوه طبعا اومال احنا چينا ليه؟!
– اومال ليه حاسسها عاوزه تقلع اللى ف رجلها وتضربنى بيه؟!
– مخابرش شوف إنت هببت إيه؟
– وهو أنا لحقت عملت حاجه؟!
إرتفع صوته المتذمر مما جعل الجميع ينظر له متفاجئين فحاول نعمان إخراجه من حرجه ومساعدته أيضا
– أنى بجول نسيب الولاد يتعرفوا
فإعترضت صابحه : وه يتعرفوا كيف چرى إيه يا نعمان بيه احنا محدناش الحديت ديه؟
حاول بلطف توضيح مقصده : يا ست أم صجر أنى مجولتش حاچه عفشه بس افرضى هديه عاوزه تسأله عن أى حاچه ومستحيه تسأله جودامنا
إستنكرت كلماته : حديت إيه ديه بتنا متربايه ومعتجعدش وياه لحالهم!
إعترضت هديه بحده مفاجئه : له عجعد واسأله
فعنفتها والدتها : هديه!
لكنها لم تبالى وإزداد غضبها وهتفت بتهديد : والله ف سماه يا اكده يا نفضحها أم الچوازه السوده دى
تبادل الجميع النظرات بحرج ثم تنهد جعفر بضيق : أنى بجول نهملهم لحالهم أحسن
وافقه الجميع وهموا بالخروج فهتف فارس بصوت قلق : نعمان ابقى اسأل على أخوك
– هتوحشك جوى
– آه يا واطى
تركوهما فحمحم بخشونه: منوره يا هديه
فلمعت عيناها بغضب واجابته بنبره حاده : منور يا عريس
زوى جانب فمه بضيق : بدايه غير مبشره
ثم تنهد يطرد عنه الضيق وتابع مستفسرا : سؤال بس عشان نبتديها على نور إنتى موافقه أصلا عليا ولا مغصوبه مع انى مش مصدق انى كان ممكن ف يوم اسأل السؤال ده بس لابد منه بتصرفاتك دى
زوت جانب فمها بسخريه : طبعا لازمن متصدجش يا دنچوان عصرك ألف مين تتمنى چمالك الفتاك
رفع حاجبيه مندهشا : بتخرفى تقولى ايه هو ايه اللى حص؟
عادت الحده إلى صوتها: اسأل نفسك
فبدأ صبر ينفذ : لأ بقولك إيه متجننينيش من أولها ورسينى عالموضوع عشان نتفاهم
قفزت مكانها فوق الكرسى تطوى ساقيها أسفل جسدها وتضع قبضتها فى منتصف خصرها بينما تلوح بإصبع يدها الأخرى فى وجهه
– اسمع يا افندى انت سوا كنت أخو نعمان بيه ولا خدامه معيهمنيش لا فلوسك ولا چاهك يفرجوا وياى أنى رايده راچل صوح كلمته واحده وعينه مليانه فراغة عين الرچاله دى مجبلهاش والله لو عتغرجنى دهب انى رايده راچلى ليا لحالى وبس حتى لو محلتوش وانى وافجت عليك لچل ما وعيتلك راچل تمام مش لچل مانت اخو نعمان بيه بس كنى اتخميت فيك
تلك المشاكسه الصغيره جعلته يتأملها بسعاده هل ستصبح تلك الجنيه الصغيرة زوجته هل هو محظوظ إلى هذا الحد لقد أعجبته صراحتها وتفكيرها كما أبهرته شجاعتها النادره فى هذه القريه البسيطه التى لطالما كانت الفتيات منطويات منكسرات
– انا موافق جدا على كلامك بس بعد العجن دا كله المفروض افهم ايه من دا كله
– تفهم انى مش عنبهر بيك واطنش بلاويك ومين ما تكون انى معيعچبنيش الحال المايل
تنهد بيأس : عماله تلتى وتعجنى هاتيها صريحه من الآخر إيه الحكايه؟
– إيه حكايتك ويا أخت العمده؟
قضب جبينه مستفسرا : أنهى عمده بتاع كفرنا؟
ضربت براحة يدها على صدرها بفزع : يا لهوى انت مرافج كام أخت عمده؟!
رفع حاجبه مستنكراً وهتف بلغته الأصليه : لهو انتى وعيالى كيف؟
– كيف الناس راچل طول بعرض كيه باجى الرچاله
إحتد صوته بغضب : بتحدت عنى أنى عن طباعى أخلاجى مش خلجتى
– وهو أنى عاشرتك اياك عشان أدرى بطباعك
– ولما هو إكده بتحكمى منك لحالك كيف؟!
– الكفر كله مورهوش غير الحديت ديه عيجولو إنها عچباك جوى وناوى تتچوزها
– كن مخك ضرب إياك واما هو إكده بهبب انى إيه إهنه الساعه دى؟
– مخبراش يمكن أسد بيه حب يساعدنى جال لأخوك وهو چبرك عليا
هب واقفا وتقدم نحوها ينظر إليها بغضب جعلها تتراجع للخلف بقلق : أنى راچل مش عيل زغير أخوى عيچرچرنى على هواه ولا أنى طور هيسحبونى مع أى چاموسه والسلام
نسيت خوفها وأشارت إلى نفسها بغضب وهى تتحداه : انى چاموسه؟!
لكنه بدل أن يثور أكثر جمد مكانه يتأملها عن قرب فتورد وجهها بخجل جعلته يتنهد ببسمه حالمه ثم إعتدل بوقفته ونادى بصوت حاول أن يبدو حازماً
– عم چعفر
أتى جعفر ينظر إليهما متعجباً فإعتدلت هديه سريعاً بجلستها وتبع جعفر البقيه وقبل أن يتفوه أى منهم بكلمه لاحظ نعمان أن فارس مازال واقفاً ينظر إلى هديه بغموض
– فيه إيه يا فارس ما تجعد
– جولى ياخوى إلا أخت العمده دى وصفها إيه؟
– وأنى إيش درانى لا عمرنا كنا بنودهم ولا بيودونا وجبل ما يبجى العمده كان أبوه من جبليه يوم ما بيعوز حاچه بيجينى لحد عندى بس إيه اللى چاب السيره دى دلوك؟!
– الناس عتجول إنى متمعشج ف چمالها اللى مدراش له ملامح
– حديت إيه الماسخ ديه؟!
– الحديت ديه هديه مصدجاه وعتجول انى فلتان
إستنكرت بإرتباك : أنى مجولتش إكده!
زوى جانب فمه بسخريه : له كنتى بتنشدى شعر إياك
تدخل صقر بضيق : انى مبحبش اغوض ف اعراض الخلج بس البت دى كيه امها وأسخم وهتلاجيهم هما اللى شايعين إكده من غيظهم أصلها طلبت يد هديه للعمده ورفضنا وبتها الغاليه كانت جرفانى ف الروحه والچايه لحد ما هددتها يا تلمها يا علمها أنى فإجتصرت عن سكتى ويمكن سمعوا إنك رايد تتچوز هديه وحبوا يغفلجوها
بحسبه بسيطه إقتنعت هديه أن هذا المنطق صحيح كما أنها لا تملك ما يجعل نعمان يجبر أخاه عليها وليس أسد من يجبر رجلاً على دفع أخاه للزواج من فتاه تعتبر إبنة خادمه فأنكست رأسها بخزى وإستطاعت إبنة نعمان تلطيف الجو بمرح وساد جو لطيف لكن نظرات فارس المعاتبه لها لم تجعلها تهنأ للحظه وتم الإتفاق على كل شيء وقبل أن يغادرا تلكأ فارس بجوارها وهمس بهدوء
– هفوتهالك المره دى بما إننا لسه منعرفش بعض كويس لكن بعد كده لازم نفكر ونتشاور قبل ما الظنون تلعب بينا
أومأت بخجل جعله ينسى أى ضيق فى نفسه من جهتها وإبتسم بإرتياح قبل أن يغادر مما جعلها تركض إلى غرفتها تكاد تطير فرحا وعيناها تتذكر ملامحه بهيام
❈-❈-❈
مرت عدة أيام ولا خبر عن هديه يذكر ولا أحد يأتى على ذكر الأمر مما دفع فارس للتحدث مع أخاه
– أنا عاوز أشوفها
– تشوف مين؟!
أجابه بإنزعاج : هديه يعنى هيكون مين!
لم يبالى إنزعاجه وسأله بلا إهتمام: ازاى؟
تأفف بضيق : وهيا الناس بتشوف بعضها ازاى متشلنيش!
تنهد بيأس : أنى إتحدت ويا چعفر نعچل بالچواز ومفيش داعى يچهزوها إحنا عايزينها لحالها اكده بس هو صمم يچهزها متنساش انها اصلا بنت مرته خاف يتجال انه مستخسر يچهزها وما صدج
إستمع إلى تبريراته دون أن يفهم بما يسرد عليه هذا الأمر : ودا علاقته إيه بإنى أشوفها
أجابته إبنة اخاه بمرح : علاقته إنك تستنى شويه لأن طنط صابحه حاليا على تكه
– مش فاهم
تنهد نعمان بيأس : الوليه على وش ولاده ممكن تولد ف أى لحظه
– وأنا مالى أنا عاوز أشوف هديه!
– تصدج أنى غلطان انى بشرحلك انى هعزمهم ياچوا يتفرچوا عالفيلا ونشوف لو عايزه تغير فى ديكور الچناح اللى هتجعدوا فيه ولا عتهمله اكده واهى حچه تشوفها بيها
إبتسم برضا : حبيب اخوك
وهجم عليه يحتضنه بسعاده فدفعه بضيق : اتنيل واهمد
لم يبالى بضيقه ما دام سيراها وغادر فزوى نعمان جانب فمه بسخريه : ماله ملهوف اكده ليه كنت بزج فيه عشان يتچوز مش راضى دلوك انهطل!
ضحكت ابنته بخفه : معلش يابابا الحب بيعمل أكتر من كده والشوق بيجنن
– على اكده كان خطيبك اتچن بجى
– لا هو مش هيلسع مهو إحنا بنشوف بعض ف الجامعه حتى لو لقاءات علميه وشغل بس ادينا بنشوف بعض لكن هما لأ دا حتى مبيلمحهاش صدفه على الطريق حتى الكلام ف التليفون بينهم ممنوع هيا مبتجيش هنا خالص ومشغوله أوى اليومين دول بتجهز لدخولها الجامعه وهو نفسه يشاركها فرحتها دي
– ربنا يفرحهم يا بتى
_ اللهم امين
❈-❈-❈
بعد عدة أيام أصبح بإمكان فهد مغادرة المشفى وبعد ما يقارب الإسبوعين تماثل فهد للشفاء وعلم بدعوة أسد للجميع للسفر الى القريه لكنه اعتذر
– عاوز أبقى لوحدى الفتره الجايه
ثم نظر إلى نور التى لم تفهم وأنكست رأيها بحزن فإبتسم أسد الذى فطن لمقصده
– معاك حق واتمنالكوا أجازه سعيده
– متشكر
بعد أن غادر نهضت مبتعد فأمسك ببدها : على فين؟!
– هسيبك شويه إنت محتاج الهدوء
فجذبها بلطف : اما بقول لوحدى قصدى أنا وإنتى لأننا واحد مش اتنين وأسد فهم لكن إنتى اللى مش عاوزه تفهمى نور إنتى بقيتى مراتى خلاص واعتقد من حقنا شهر عسل ولا إيه ومعتقدش أبدا انى هعرف استمتع بيه واحنا لمه كبيره ف الكفر عند أسد
تورد وجهها خجلا فتابع بإبتسامه : شكلها هتبقى أيام عسل
❈-❈-❈
أسد: الناس بتتجوز وانت قاعدلى كده
صخر: جرى ايه مالك قلبت شبه ام ستيته المعدده كده ليه؟!
– اتنيل يا ابنى اعمل حاجه ف دنيتك يا كاسفنى دا حنى كتي الكتاب البت اللى طلبته
– مانا جتلها وطلبتها ميتين مره لم اتفرست
– هو يا تفضل حامى على طول يا تتبارد خالص مفيش وسط!
– اهو انا كده
فيروز: يا حبيبى احنا عاوزين نفرح بيك
أسد: اه واهو تاخدها عالحامى قبل ما تبتدى تقدم وتاخر تانى وتتطلقوا قبل ما تتجوزوا
صخر: تفتكر؟
اسد: مع حسناء افتكر كل حاجه واتوقع اى شيء
فيروز: ف دى عنده حق وفرصه هو فاضى الايام دى هيهتم بالشغل وسافروا انتوا تفضوا شهر العسل وتنبسطوا
نظر حينها الى اسد بضيق: وهو انت ملكش نفس هتفضل شايل كله على ماغك
اسد: قصدك ايه؟
– قصدى انك معملتش شهر عسل ولا اتهنيتلك يومين
اسد: انا مرتاح كده
صخر: طب وورد؟
اسد: هيا كانت اشتكتلك
– لا بس يعنى…
قاطعه اسد بنفاذ صبر: صخر اخلص ف يومك انت بتتلكك عشان تفكرشها تكونش غيرت رايك؟
– اغبر ايه دا انا ما صدقت
– مش باين
– كده طب انا رايح اكلم ابوها دلوقت
– لا ياخويا مش معاها هيا بدل ما تقلب ضلمه مانت عارف مخها
– عارف نصيبى المنيل
نهض صخر متوجها إلى منزل حسناء فنظرت فيروز الى أسد
– هو عنده حق الشغل ممكن يمشى من بعيد من حق ورد وانت تتمتعولكم يومين وانتوا لسه صعيرين قبل ما تيجى العيال بدوشتهم
– محسسانى انها حامل ف سبعه فى ايه دى لسه محملتش ف برص حتى
– يا حبيبى مش قصدى
– ماما انا مبحبش الزن انا احس انى عاوز اسافر هسافر تمام
– تمام
– بالاذن
– على فين
– انااااام انا خلصت وهموت وانام
– نوم الهنا حبيبى بس لسه بدرى
– بدرى من عمرك يا ماما انا عاوز اتقتل نوم ومحدش يصحينى لو حتى حسناء عقلت
– لا معتقدش هتعقل
– يكون احسن برضو ولو انا منك اطلعى ناميلك شويه محدش عارف هيجرى ايه تانى
– على رايك انا فعلا مجهده اوى تصبح على خير
– وانتى من اهله
استدار ليرى طيف ورد باعلى الدرج تعود الى غرفتهما فصعد الى الطابق العلوى دون اهتمام وحين دخل وجدها متكومه على الفراش فخلع ثيابه وتدثر بجوارها وجذبها بلطف الى صدره فأحس بها ترتجف فظل مغمض العينين وهمس بلطف
– دا من البرد ولا الزعل؟
– هو ايه؟!
حينها كشف صوتها عن بكائها فتنهد بضيق: وربنا يا ورد ما عاد فيا حيل حتى اسال ولا اسمع ينفع ننام دلوقت وانا مستعد اقضى اليوم كله بس اسمعك
– انا مش عاوزه حاجه
– يا بنت الناس دماغى هتتفرك بلاش زعل دلوقت واى زعل من ناحيتى انسيه الليله دى عاوز اخدك ف حضنى وانام وبس ينفع؟
صمتت فتابع بيأس: ولو قولتلك عشان خاطرى؟
استدارت سريعا تدفن وجهها فى صدره وتضمه بقوه فأدرك حاجتها اليه لكن بالكاد يستطيع ان يفتح عيناه فضمها قدر امكانه وغفى سريعاً وظلت هيا للحظات حتى غلبها النوم فقد كانت مرهقه هى الأخرى
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسد الصعيد)