روايات

رواية أرض الشيخ الفصل السادس 6 بقلم لينا بسيوني

رواية أرض الشيخ الفصل السادس 6 بقلم لينا بسيوني

رواية أرض الشيخ الجزء السادس

رواية أرض الشيخ البارت السادس

أرض الشيخ
أرض الشيخ
مدونة كامو

رواية أرض الشيخ الحلقة السادسة

” كشاف الكنوز ”
الجنية شاورت على بوقى فاسترجعت القدرة على النطق ، قولتلها :
اللى فهمته من كلامك انك عايزانى افتح المقابر واطلع الكنوز واحرر الجن اللى فيها صح كده ؟!
قالتلى :
مقابر معينة مش كل الجن المحبوس مع الكنوز عايز يتحرر , فى كنوز كتير الجن استولى عليها وبيحرسها بدون تكليف لأن الدهب له استخدامات مهمة عندنا خاصة فى الطب.. انا هدلك على أماكن الكنوز ، انت تحفر وانا هتعامل مع الرصد.
قطعت كلامها وقولتلها :
هو أنتى أسمك ايه ؟!
قالتلى :
أسمى برياس .
قولتلها :
طب سيبينى أفكر يا برياس .
قالتلى بعصبية وحزم :
لو سيبتك الحزن هيبلعك .. انا القشاية اللى مفروض تتعلق بيها.. مفيش مجال ولا وقت للتفكير .. اشهد بدمك يا ماجد ..
سكتت وبعدها مشفتش غير الظلام ، حسيتنى أعمى زى أبويا!
فجأة ظهرت شمعة وسط الظلام، ركزت فى ضوء الشمعة..
شوفت فى الشعلة مشهد مش واضح، الشمعة قربت عليا فشوفت المشهد اللى فى الشعلة بصورة أوضح.
المشهد ليا وانا مركب أبويا برأسه المفلوقة فوق الحمارة و ماشي بيه فى البلد ..
هبت ريح فالشعلة أرتجفت و المشهد اتغير …
ظهرت أمى وهى على فراش الموت بتحتضر، عينيها زايغة فى الفراغ ودمعتها على خدها .
الشمعة طفت فجأة ورجع الظلام تانى .
سمعت صدى صوت برياس فى دماغى بيقول :
أمضى العقد يا ماجد عشان تاخد حق أبوك وتريح أمك فى تربتها.
دمى غلى ورغبة الأنتقام أجتاحتنى ، قولتلها :
موافق.. موافق يا برياس.. أهم حاجة انتقم لأبويا ولأمى.
قالتلى :
موافق بإرادتك المطلقة؟
قولتلها :
موافق بكامل إرادتى.
حسيت بنغزة قوية فى صوباعى بعدها فوقت من غيبوبتى.
بصيت عليا لاقيتنى تحت كرسى أبويا وكوباية اليانسون مغرقه هدومى ، أنتبهت لصوباعى الصغير لاقيته مجروح وغرقان دم !
سمعت صوتها فى ودنى بيقول :
قوم ..
اتسندت على الكرسي بتاع أبويا وحاولت أقوم .
قالتلى :
من دلوقتى هفضل معاك وملازماك فى كل خطوة بتخطيها وهتسمع صوتى فى ودنك زى كده بالضبط.
قولتلها :
مفيش مشكلة أهم حاجة أخد تار أبويا .
قالتلى :
هساعدك تنتقم بس لما أنت تساعدنى الأول ولما تبقى أقوى وتقدر على الأنتقام , أنما دلوقتى انت لسه اخضر ،صفحة بيضا .. حضر نفسك عشان هنبدأ الشغل عندنا مشوار فى صا الحجر .
قولتلها :
مشوار فين ؟! صا الحجر !!
قالتلى :
أها دى قرية تبع الغربية وهيكون فيها أول مقبرة تكتشفها يا كشاف الكنوز .
قولتلها :
واحدة واحدة وفهمينى علشان انا بتا…
قاطعتنى وقالتلى :
عارفة ، انت بتاع كتاكيت ، سيب كل حاجة عليا أمشى وسيبلى نفسك , زى ما هقولك أمشى ومتقلقش هنبدأ بحاجة صغيرة ،هنبدأ تدريجى لحد ما تتمرس وندخل فى التقيل وأحنا فى السكة هعرفك أنت رايح فين وهتعمل أيه ..طبعا انت بتعرف تسوق.
قولتها :
اه ..عرفتى إزاى ؟!
قالتلى :
مش وقته ..انت أول حاجة دلوقتى تأجر عربية نص نقل ولو تقدر تشترى يكون أحسن.
قولتلها :
منين ؟! انا تقريبا مفلس، القرشين اللى كانوا متبقيين حيلتى خلصوا فى خارجة أمى .
قالتلى :
خش اوضة أبوك هتلاقى فلوس تحت البلاط .
قولتلها :
وأنتى عرفتى أزاى أن أبويا كان حاطط فلوس تحت البلاط؟!!
قالتلى :
ماجد …. أنا أعرف عنك اللى متعرفهوش عن نفسك .. البركة فى قرينك !!
قولتلها :
قرينى مين ؟!
قالتلى :
لا ده موضوع طويل وملوش لازمة نحكى فيه دلوقت ، أنجز هتعمل ايه هتشترى العربية ولا تأجر ؟
قولتلها :
لا هأجر .
اخدت الفلوس من أوضة أبويا ، روحت أوضتى وفتحت دولابى , فقالتلى :
ألبس الأسود … ودايما ألبس الأسود .
لبست زى ماقالتلى ،روحت أجرت العربية وطلعت على طريق طنطا ومن طنطا على صا الحجر …
أول ما طلعت على الطريق ظهرت وهى قاعدة على الكرسي الثانى اللى جنب السواق ..
بصيت عليها فقالت :
ركز فى السكة و بص قدامك مش عايزين نلبس فى حاجة .
فتحت تابلوه العربية وفضلت تدعبس فيه وهى بتقولى :
المنطقة اللى أحنا رايحنها دى تاريخها يعود ل4000 سنة وفضلت محتفظة بأسمها لحد دلوقتى , أسمها أيام الفراعنة كان صاو , كانت عاصمة لمصر الفرعونية فى فترة معينة , ده غير أنها كانت مركز تجارة بين مصر واليونان , يعنى أرض كان عليها حركة كتير وعايمة على بحر كنوز محدش يعرف عنه حاجة .. أنا هدلك على مقبرة صغيرة هناك , حاجة تتدرب فيها , كل اللى عليك أنك تعرف تتعامل مع أصحاب المكان أو الأرض لو ليها أصحاب .
جيه فى بالى سؤال غريب فسألتها بدون مقدمات :
ليه ماروحتيش لكشاف متمرس ,على الأقل هيوفر عليكى وقت ومجهود كتير هتضيعيهم وأنتى بتعلمينى ؟!
قالتلى :
سؤال حلو .. وحلو أنك بدأت تصحصح معايا ..
رزعت باب التابلوه فاتقفل، قالت :
أغلبية كشافين المقابر سحرة وعندهم اللى تحت خدمتهم مش محتاجنى فى حاجة كمان أنا أخترتك علشان أنت مميز طيب وغبى , وطبعا ضعيف وأقدر أسيطر عليك ، ده غير ان كان لينا معرفة سابقة .. لقطة يعنى .
أستنكرت صراحتها الفجة .
كملت كلامها وقالت :
مش عايزاك تضايق من صراحتى ,لأنى مش هجاملك و هواجهك بحقيقتك دايما ،خلينا فى موضوعنا , الرصد ساعات بيكون له طلبات معينه عشان يفك الحراسة و يقدر يسلمك المرصود .. بعض الأماكن بيكون الرصد جن واحد وبعضها بيكون أكتر من جنى ، أنت مركز معايا ؟!
هزتلها رأسى بالتأكيد ، كملت كلامها وقالت :
متنساش ان الهدف الرئيسى أنى الاقى شريكى وأنت هتقتات من رحلتى.
قولتلها :
اقتات !! ماشى !! وطلبات الرصد دى زى مثلا لما طلبتى نحفر قبل تربيع القمر , صح ؟
قالتلى :
مش صح جدا .. أنت كنت حالة خاصة لأنك كنت من سلسال صاحب الحاجة , وريث يعنى , بص الرصد اللى على المكان بيكون متمسك بالحماية , ده بفعل السحر اللى أتربط بيه و العقد اللى أتعمل مع ملك الجان , فلو العقد مدته 3000 سنة بعد ما تنتهى المدة الرصد هيفضل موجود فى المكان مستنى اى حد يفتح المقبرة وهيسمحله يدخلها من غير ما يأذيه وهيمشى فى سلام , أنما لو روحت لنفس الرصد قبل أنتهاء العقد بألف سنة مثلا هيكون صعب تطلع الكنز (المرصود) وممكن الرصد يأذيك.
متدخلش معلومات كتير فى دماغك وامشى معايا واحدة واحدة .
سألتها :
وانتى طبعا هتعرفى نوع الرصد قبل ما نحفر وهيسمح ندخل ولا هيأذينا صح ولا أيه؟
قالتلى :
هدلك على المكان اللى فيه الكنز وبعد ما تحفر هعرف مين الرصد اللى جوه و اتفاوض معاه.
وصلنا صا الحجر ،فضلت تدلنى على الطريق لحد ما وصلنا لبيت من دور واحد من بره شكله قديم , شبابيكه مهدمة وباين ان اصحابه على قد حالهم .
خبطت على الباب فخرجلى راجل خمسينى ،جسمه رفيع وشعره نصه أبيض، فضل يكح كتير قبل مايقول :
مين ؟!
قولتله :
أنا غريب يا حج مش من هنا ، جايلك فى موضوع مهم وفيه خير أن شاء الله .
أبتسم بسخرية وقالى:
:
أنت كشاف مقابر وجاى طبعا عشان تطلع الحاجة اللى فى البيت .. انت خامس واحد يجيلى فى أقل من سنة وكلكم مبتقضوش مصلحة..
شدنى من أيدى بعنف عشان أدخل جوه فقاومت وقولتله :
لا خلاص يا حج ما دام فى ناس حاولوا ومعرفوش فا…
مسكنى من أيدى ،قال وهو بيشد فيا :
قسما بالله لتخش وتاخد فرصتك!
حاولت أفلت ايدى وقولتله :
خليها يوم تانى، كفايه ان انا شوفت وشك السمح ده.
الراجل شدنى بعزم ما فيه ، كنت هتكفى على وشى، دخلنى البيت, أول ما دخلت شميت ريحة وحشة جدا فقولتله :
اففف يا حج.. ريحة البيت قذرة جدا أنتوا ازاى عايشين هنا!!
أبتسم وقال :
لا ما إحنا خلاص خدنا على الريحة وخدنا على بن ال .. اللى حارس الحاجة .. خش تعالا متكسفش .
قولتله :
حاضر يا حج ، شوف بس ليكون حد كاشف رأسه ولا حاجة.
قالى :
لا ما كلهم بيقعدوا فى أوضه واحدة دلوقتى زى ما انت شايف البيت شرح وبرح .. تعالا يلا أوديك على الحفرة.
مشى قدمى ومشيت وراه، فتح باب أوضة ودخلنى.
الأوضة كان كلها ركام ورمل متكوم فى أركانها ومفيش حاجة تانى غير حصيرة فى نص الأوضة.
الراجل شد الحصيرة فبانت حفرة عميقة زى البير .
قالى :
خليك واقف عندك ثوانى.
خرج ورجع فى أيده سلك طويل فى طرفه دواية متركب فيها لمبة…
حط الكوبس فى الفيشه فاللمبة نورت ..
مسك السلك ودلدله فى الحفرة عشان ينورها.
بصيت جوه الحفرة لقيتها مليانة مية!!
الراجل قالى بدون مقدمات :
زى ما قلتلك سحرة كتير وكشافين جم قبلك، حفرنا ووصلنا لسقف المقبرة ، لسه هنحاول نفتحه لقينا زى ما أنت شايف الماية غرقت المكان بالناس اللى كانوا بيحفروا.
قولتله :
طب ليه محاولتوش تزيحوا الماية؟!!
ضحك وقال :
شكلك جديد فى الكار .. يا بيه أحنا حاولنا الأول نرفع الماية بالأسطل… مبتخلصش.
جرادل.. مبتخلصش.
.
جبنا ماتور وقعدنا نسحب فى الماية..مبتخلصش .
كأنك بتسحب فى البحر !!
لحد ما الرصد حذرنا ومحدش عارف حتى يعرف طلباته ايه!!
تشرب شاى؟
قولتله :
اشرب شاى يا حج…
ادانى ضهره ،خرج من الأوضة وقفل الباب وراه , لمحت ورا الباب شخص ضخم , طويل ،أقرع، بشرته سوداء ووشه من غير ملامح.
اتفأجئت بيه بيجرى بسرعة ناحية الحفرة وبينط فيها !!!
اتخضيت فسمعت صوت برياس بتقولى :
فى أيه مالك .. أنشف !!
قولتلها :
هو ده اللى هتبدأى تدريجى وبحاجة صغيرة !!
قالتلى :
ما تنشف كده هو أنت لسه شوفت حاجة ,اللى عدى من جنبك ده الرصد و متشكل على هيئة عبد أسود، يعنى فى الغالب فيه أضحية اتعمل بيها عقد الحراسة مع ملك الجان ، شريكى مش فى المقبرة دى ..على العموم سيبنى اتفاوض مع الرصد بخصوص الكنز وارجعلك ..
أنا هنزل المرة دى لوحدى بس خد بالك بعد كده هننزل مع بعض مقترنين.
الراجل رجع و معاه الشاى، قال :
بتكلم مين يا أستاذ ؟! اوعى تكون بتكلم عنتر!
سألته بأستغراب :
عنتر مين؟!
قالى :
الرصد.. اللى هو العبد الأسود.. أصل احنا سميناه عنتر عشان محدش قادر عليه , خد بالك أنا عدى عليا كتير وفاهم كويس أوى .. السحرة والكشافين بيقولوا ان المقبرة فيها كنز كبير.
خدت من أيده كوباية الشاى وقولتله :
هو أنتوا ازاى قادرين تعيشوا هنا وحاجة زى كده تحتكم!
قالى :
هنروح فين يبنى! بالعكس أحنا هنفضل قاعدين هنا لحد ما نطلع الحاجة وياأحنا يا عنتر .. اه بس لو نعرف طلباته!!
فى نفس الوقت سمعت صوت برياس فى ودنى بيقول :
طلباته صعبة شوية .
قولتلها :
إيه؟!
قالتلى :
أسأل الراجل اللى واقف قدامك ..
قولتلها :
اسأله على أيه ؟!
قالتلى :
أسأله لو فى طفل معوق هنا أسمه ياسر ؟
سألت الراجل فجاوب وقال :
اه عندى ياسر ومحمد وسعد وعلياء وفيحاء .. الواد ياسر دماغه ملطوشه من أول ما اتولد، عنده دلوقتى 8 سنين بس لسه بيزحف على الأرض .
سمعتها بتقولى فى ودنى :
الرصد عايز ياسر ..
قولتلها :
عايزه إزاى يعنى ؟!
قالتلى :
فتح دماغك معايا .. عايزه أضحية .
فضلت مبلم ومصدوم ,الراجل هزنى وقالى :
ماله أبنى ياسر ؟!
مردتش عليه فقالى :
رد عليا!! أنت عرفت إزاى أن عندى عيل أسمه ياسر ومعوق !!
أتحركت من مكانى ،قولتله وانا بخرج من الأوضة :
من الأخر يا حج استحالة تطلعوا الحاجة.
كملت لحد باب البيت , الراجل مسبنيش وفضل ماشى ورايا
، قالى :
ليه أستحالة نطلع الحاجة ؟ انت عرفت طلبات عنتر ؟!
قولتله وانا بفتح باب البيت :
الرصد عايز روح أبنك ياسر كأضحية وطبعا أنتوا استحالة ..
قطع كلامى وقال :
موافق يا باشا .
قولتله :
ايه !!! انت عبيط ولا ايه ؟!! بقولك عايز روح أبنك !!! هتقتل أبنك؟ !!
قالى :
هقتل واحد عشان الأربعة يعيشوا .. ياسر طول عمره عبئ علينا .. الموت راحة له وهيبقى راحة لينا .
خبطت كف على كف وقولتله :
يااا ده أنت مخدتش ثانية تفكر !!! انا هاين عليا دلوقتى أمد أيدى وأطلع زمارة رقابتك .. ولا كنوز الدنيا يا راجل تساوى ضفر أبنك!!!
قالى :
ياخويا هو أنت داخل فيا حلب ونتف ليه !! هو أبنى انا ولا ابنك أنت !! ..أنا موافق ..ده سيدنا أبراهيم نفسه كان هيدبح أبنه .
مسكته من هدومه وقولتله :
انت كافر يا راجل أنت ولا اتهبيت فى دماغك..يكون فى علمك لو جيت ناحية ابنك هتتلعنوا كلكم.
ضحك وقالى :
لا انت بتقول كده وخلاص ..على العموم تشكر يا شيخ أتكل على الله.
و زقنى بأيده
قولتله :
اتكل على الله فين انا هبلغ..
لسانى وقف فجأة وسمعت برياس بتقول فى ودنى :
لا بقولك ايه مش عايزين مشاكل لو مش هتفتح المقبرة يبقى يلا وكأنك مشفتش حاجة .. مش عايزين يطلع عليك سمعة ان انت مخبر .. يلا عشان ورانا مشوار تانى .
فضلت واقف فى مكانى ، حسيت بنغزة فى عمودى الفقرى
فصرخت من الألم.
قالتلى :
قولتلك يلا متخلنيش ألجأ للعنف معاك .. أمشى يا ماجد واطلع بره القرية دى عشان انت دلوقتى عملت مشاكل نبقى نرجعلها بعدين .
أديت ضهرى للراجل ومشيت.
برياس قالتلى وهى بتحذرنى :
تانى مرة لو مش هتفتح مقبرة أياك تقول سرها .. دا أول درس وأهم درس .
قولتلها :
انا مش عايز اشتغل الشغلانة دى!!
قالتلى :
أنت عبيط حد يضيع فرصة زى دى أنت عارف إن البنى أدم منكم عشان يبقى كشاف بيعمل ايه؟ !!! دى فرصة وجاتلك.
قولتلها :
انا مكنتش أعرف ان الموضوع هيبقى فيه دم!
قالتلى :
أديك عرفت.. ومن الآخر مفيش سبيل للتراجع أنت مضيت معايا عقد وشهدت عليه بدمك .
قولتلها :
عقد ايه !!! أنا مشهدتش على عقود بدمى!!
قالتلى :
لا طبعا مضيت لما قلت موافق بكامل إرادتى.. انا وفرت عليك التعب وخدت من دمك اللى عايزاه.
بصيت على صباعى المتعور وقولتلها :
انتى بتسوقينى لموتى ومش بعيد تقتلينى لما توصلى للى عايزاه .. شريكك .
قالتلى بصوت حنين :
للدرجة دى شايفنى وحشة يا ماجد .. على العموم فى نسخة من العقد هبقى اوريهالك حطيت فيها شرط يحمينى ويحميك .
قولتلها :
شرط أيه ؟!
قالتلى :
لا ينفع أقتلك ولا ينفع تقتلنى أو تحرقنى .. اظن كده انا عادلة معاك.. يلا أطلع على صان الحجر.
قولتها :
ما أحنا فى صان الحجر اهو!
قالتلى :
لا اللى انت فيها دى صا الحجر اللى احنا هنروحلها اسمها صان الحجر او زى ما كان بيسميها الفراعنة تانيس.
قولتلها :
ودى فين دى ؟!
قالتلى :
الشرقية .
خدت العربية ووصلت صان الحجر حوالى الساعة 12 بليل وبالأخص فى منطقة صخرية مهجورة حواليها بواقى مسلات.
قالتلى :
الأرض ملهاش صاحب اهيه ، والكنز مش بعيد،أركن العربية هنا بضهرها واحفر جنب المسلات دى.
قولتلها :
هحفر فين !! افرضى حد شافنى الأرض مكشوفة.
قالتلى :
اولا العربية مغطياك .. ثانيا انا مغطياك انت والعربية محدش هيشوفك.. احفر وكفاية مناهدة.
قولتلها :
هو انا لازم احفر مينفعش تتواصلى مع الرصد من غير ما نحفر
قالتلى :
الرصد مبيظهرش لعابر سبيل.. بيظهر بس للى بينقب عشان يحذره.. يلا احفر بقى.
قولتلها :
هحفر إزاى معييش معدات؟!
قالتلى :
بسيطة اهو.. فى أيدك الفأس.
بصيت على أيدى لقيت فيها فأس فعلا, اتخضيت ورميته من أيدى.
قالتلى :
يوووه ده انت هتعطلنا بقى .. وسع كده .
فجأة غيبت عن الوعى..
صحيت لقيت هدومى متربة وكمامى متشمرة , عرقان والفأس فى أيدى وجنبى حفرة غويطة محفورة بميل مش بشكل عمودى.
سمعت صوتها بتقول :
حمد لله على السلامة يا بطل .. ايه الجمال ده .. لحقت تعمل الحفرة الجميلة دى أمتى !!
قولتلها :
هو إيه اللى حصل ؟!
قالتلى :
مفيش لقيتك هتتعبنى فاستلفت جسمك أقضى بيه المصلحة.
قولتلها :
استلفتى جسمى !!
قالتلى :
اها ما هو ده برضه فى شروط العقد انى اقدر أتحكم فى جسمك اغيبك خالص وقت ما اعوز.
حاولت اعترض. . الكلمات مخرجتش من بوقى وسمعت صوتها بيقول :
متضيعش وقت كتير .. شريكى مش فى المقبرة دى بس حظك حلو .. عقد الرصد منتهى
حسيت بنغزة فى ضهرى، قالتلى :
قوم يلا ..أنزل الحفرة.. متخفش الرصد موجود بس مش هيأذيك.
بصيت فى الحفرة اللى عملتها وقدمت خطوة بحذر، سمعتها بتقولى :
يلا..
نزلت الحفرة المايلة لحد ما لقيت قدامى حيطة سد بالية.
قالتلى :
امسك الفأس وكسر الحيطة دى.
مسكت الفأس وكسرت الحيطة لقيت ورا الحيطة طرقة متفرعة لأربع أنفاق.
طلعت الموبايل وشغلت الكشاف نورت بيه الأنفاق فشوفت عند تانى نفق على اليمين فرخة وراها كتاكيت واقفين وبيبصوا عليا !
قالتلى :
هز رأسك وحييهم .. دول أبطال دول، بقالهم 4000 سنة محبوسين.
هزيت رأسي فهزوا رأسهم وأختفوا.
سمعت صوتها فى ودانى بيقول :
أمشى فى النفق لحد آخره.
قولتلها وانا ببص على النفق الطويل:
مين اللى حفر الأنفاق دى كلها؟!
جاوبت وقالت :
حرامية ونباشين قبور على مر السنين حاولوا وموصلوش لحاجة لأن العقد كان لسه مخلصش… القدر ده غريب.. ناس حفرت وماتت وهى بتحفر .. وانت هتستلم على الجاهز.. الف مبروك يا ماجد.
وصلنا لحيطة سد فى نهاية النفق.
قالتلى :
يلا آخر حيطة يا بطل.
مسكت الفأس و بدأت أكسر الحيطة لحد ما بانت غرفة الدفن ، وقفت بره مدخلتش ، أفتكرت أبويا وهو بيقولى :
الهوا العفش..
وقفت شوية لحد ما الغرفة تتهوى.
طلعت علبة سجاير من جيبى، فتحتها طلعت سيجارة وولعتها ، خدت نفس ورميت السيجارة والعلبة من أيدى وأنا مصدوم، قولت :
ايه ده!! انا مبدخنش اصلا !!
سمعت صوتها فى ودنى بيقول :
هات علبة السجاير يا ماجد وولعلنا سيجارة على ما الأوضة تهدأ.
أتعصبت وقولتلها :
ايه اللى جاب السجاير دى فى جيبى ؟
قالتلى :
أنت اشتريتها واشتريت الولاعة لما كنت بتفول العربية .
قولتلها :
أنا مش فاكر حاجة زى كده!!
قالتلى :
شروط العقد بتقول ..
قولتلها :
شروط العقد بتقول أيه!! .. انا كده مبقاش ليا تحكم فى جسمى ولا ذاكرتى !!
قالتلى :
برافو عليك ودى عرفتها من غير ما تقرأ العقد !!
قولتلها :
أنا بحذرك اياكى تعملى حاجة زى كده تانى!
ضحكت وقالتلى :
والا ؟!!
قولتلها :
هحرقك.
قالتلى :
ما أنا قولتلك شروط العقد بتقول مينفعش حد فينا يموت التانى يعنى من الأخر لو أنت حرقتنى ..هتموت .. أنا وأنت فى مركب واحدة.. أنا عارفة أن الموضوع هيبقى صعب عليك فى الأول بس بعد كده هتاخد على الموضوع وهتحبه أوى .
دفعتنى وقالتلى :
هات علبة السجاير من على الأرض.
قولتلها :
بس انا مش بدخن.!! أنا أخرى حجرين على قهوة.
قالتلى :
بس انا بدخن!!
فضلت فى مناوشات معاها لحد تانى يوم.
قلعت القميص وربطته على وشى ودخلت عرفة الدفن
نورتها بكشاف الموبايل وشوفت تماثيل دهب صغيرة مترصصة حوالين تابوت محطوط فى نص الأوضة .
لفيت بالكشاف فى الأوضة وشوفت صناديق خشب مقفولة فى جوانب الأوضة وأوانى فخارية وبقايا طعام .
مسحت بأيدى التراب من فوق التابوت فبانت نقوش فرعونية.
انتابنى الخوف فبعدت عن التابوت ولفيت بعينى تانى على الصناديق.
لفت نظرى صندوق ذهبى كبير متقفل و فى حجم قفص الطماطم ، كان بيلمع وسط الصناديق الخشب.
قربت من الصندوق وقولت لبرياس :
الصندوق ده فيه أيه ؟!
قالتلى :
معرفش .. افتح وشوف ..
قولتلها :
مفيش مشكلة يعنى لو فتحته؟!
قالتلى :
جمد قلبك ومتبقاش جبان.
قولتلها :
انا مش جبان على فكرة.. أهو ..
فتحت الصندوق واندهشت لما عينى وقعت على اللى جواه..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أرض الشيخ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى