رواية أخذني بذنب أبي الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير مصطفى
رواية أخذني بذنب أبي الجزء الخامس عشر
رواية أخذني بذنب أبي البارت الخامس عشر
رواية أخذني بذنب أبي الحلقة الخامسة عشر
(انقضت ساعات الليل سريعآ لتستيقظ هدير مع ضوء اول شعاع من الضوء دلف الي غرفتها … تبسمت فرحه حين تذكرت ما حدث ليله امس لينبث الي قلبها شعور بالامل من ذلك الحب الذي كانت قد فقدت فيه الامل … نظرت حولها لم تجد شهاب فتوجهت الي المرحاض لتتوضأ وتؤدي فردها …. وبعض دقائق من الصلاه والدعاء خرجت من غرفتها لتبحث بعيونها في ارجاء المنزل ولكنها لم تجد أثر لأي شخص ولكنها سمعت صوت خارج من غرفة المكتب فتوجهت اليه وكادت ان تفتح الباب ولكن استوقفتها جملة شهاب ….)
شهاب :يعني ايه يا جدي مفيش حل تاني …. يااتجوز اللي اسمها رضوى دي يا يقتلوني
عبدالعزيز :انت اللي حكمت علي نفسك بكده يا ولدي …وانا سبج وسألك اكتر من مره … وانت كنت مصر علي موجفك ده
شهاب(بضعف):مش هقدر يا جدي
(نظر له عبد العزيز بتعجب من ضعفه قائلآ…)
عبدالعزيز :وايه اللي جد في الموضوع يعني
شهاب :هدير
عبدالعزيز :اللي اعرفه انك طلجتها
(ارتبك شهاب وصمت للحظات فتنهدت هدير بآسى وقد أيقنت ان فراقهم امرآ محتوم وانه يجب عليها ان تبتعد فوجودهم معآ الأن يعني الموت فأستدارت متوجهه الي غرفتها والحزن يبدو عليها اما شهاب فقد اردف قائلآ …)
شهاب :بس انا بحبها ومش هقدر اعيش مع غيرها انا هاخد هدير وامي وارجع من مكان ما جيت … انا مش هعيش مرتين … هعيش مره واحده بس يبقي اعيشها زي ما انا عاوز حتي لو غلط ….بعد اذنك يا جدي
(هم شهاب بالخروج ليستوقفه جده قائلآ …)
عبدالعزيز:هتعيد اللي حوصل زمان … هتجيبلي العار مره تانيه …هتكرر غلطة امك
(وقف شهاب يفكر في كلام عبدالعزيز مليآ وما هي سوى لحظات حتي سمعا صوت طرقات علي الباب ففتحه شهاب ليجدها والدته فتدلف قائله …)
هند :صباح الخير
عبدالعزيز :يسعد صباحك يا بتي
هند :خير … فيه حاجه علي الصبح كده
عبدالعزيز :كل خير ان شاء الله
(وجهت هند نظرها الي شهاب لتجد الحزن يبدو عليه كثيرآ فسألته …)
هند :مالك يا شهاب … هدير جرالها حاجه
شهاب :لا يا امي هي بخير انا سايبها نايمه في الاوضه
هند :طيب انا هروح اطمن عليها
(ثم خرجت وتوجهت الي غرفة هدير وطرقت الباب عدة طرقات ولكنها لم تجد اجابه فشعرت بالقلق لتفتح الباب وتلقي نظره بالغرفه ولكنها لم تجد هدير بالداخل فتسرب المزيد من القلق الي قلبها وشعرت بالرهبه ولكن سرعان ما اختفي كل ذلك وشعرت بالطمأنينه حين لمحتها تقف في الشرفه فتوجهت اليها ووقفت بجوارها ولكن هدير لم تشعر بها فتنحنحت هند قائله …)
هند :مالك يا هدير … فيه حاجه تعباكي يا بنتي
(اكتفت هدير بالصمت ولم تجيبها بل الاصح لم تنتبه لها فنظرت هند الي حيث تنظر هي فوجدتها تمعن النظر الي شهاب الذي انهي حديثه مع جده وخرج ليجلس في الحديقه كي ينعم ببعض الراحه …. فنظرت هند الي هدير قائله ….)
هند :عارفه انك بتحبيه … وهو كمان بيحبك علي فكره .. بس بيكابر .. هو خايف عليكي اكتر من نفسه عشان كده بييعدك عنه … هو خايف الماضي يقف بينه وبينك بعدين فيجرحك بسببه
(لم تحتمل هدير كلمه اخري وارتمت بين احضان هند باكيه بحرقه … اما هنا استيقظ محمود علي صوت رنين هاتفه فوجد ان المتصل ليس احد سوى امه و …)
محمود :السلام عليكم عامله ايه يا امي
آمنه :امك … هو انت فاكر امك وفارق معاك هي عامله ايه
محمود :لا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم … يا امي مش كده .. قولي صباح الخير الاول حتي
آمنه :وهيجي منين الخير يا محمود وانت سايب امك ومراتك وطفشان من بيتك كده
محمود :انتي عايزه ايه دلوقتي يا ماما
آمنه :ترجع بيتك وتظبط امورك
محمود :حاضر يا امي كلها اسبوع واجي
آمنه :اسبوع يا محمود … معقول كده
محمود :الفرح اللي انا معزوم عليه بعد اسبوع … ان شاء الله اول ما يخلص هتجي علي طول
آمنه :طيب يابني اديني مستنيه
محمود :قوليلي بقي انتوا عاملين ايه
آمنه :احنا الحمدلله بخير … مش ناقصنا الا وجودك
محمود :ماشي يا امي خير ان شاء الله مش هتأخر
(دلفت حسناء الي مجلس خالتها فأبتسمت لها قائله …)
آمنه : تعالي يا حسنا كلمي جوزك
(نظرت حسناء لها بتعجب قائله …)
حسناء :جوزي مين
آمنه :جوزك محمود … انتي نسيتيه ولا ايه
(صمتت حسناء للحظات حيث كان محمود يستمع الي حديثهم بأنصات فأدرك ان ليس هناك داعي للمماطله فتنحنح قائلآ …)
محمود :طيب يا حاجه هبقي اكلمكم تاني اصل فيه ناس بتندهلي … سلام …
(ثم اغلق محمود الهاتف مسرعآ لينهض عن فراشه بينما تركت حسناء خالتها وكادت ان تخرج من الغرفه و …)
آمنه :رايحه فين با حسنا
حسناء : هبص بصه كده علي البيت واشوف اخبار النظافه ايه
آمنه :ما الخدامه شايفه شغلها كويس …ماتتعبيش نفسك
حسناء :مفيش تعب ولا حاجه …. انتي عارفه اني مابقتنعش الا لما اتأكد بنفسي من كل حاجه
آمنه :طيب يابنتي .. اعملي اللي يريحك
(خرجت حسناء من الغرفه لتبدأ جولتها متنقله بين الغرف واحدة تلو الاخري للتأكد من نظافتهم حتي وصلت الي غرفة محمود التي وقفت امامها للحظات في تردد وحيره من امرها متسائله عما يجب عليها ان تفعل … اتدلف الي غرفته ام تتراجع … واخيرا حسمت امرها وفتحت الباب لتلقي نظره سريعه علي الغرفه فيلفت انتباهها بعض الاوراق المتناثره علي الارض فتوجهت اليهم وبدأت في لملمتهم وتوجهت الي مكتبه الصغير المرفق بالغرفه لتضع عليه الاوراق ولكن خطرت علي بالها فكرة ان تضع الاوراق في احد الادراج كي لا تضيع احداهن … وبالفعل فتحت احد الادراج ووضعت الاوراق وكادت ان تغلفه ثانية ولكن لفت انتباهها بعض الصور فمدت يدها لتتناولها وتبدأ في التنقل بينهم واحده تلو الاخري لتدمع عيناها لرؤية الصور … فقد كانت تجمع بين محمد ومحمود … بدأت تتحسس الصور بيدها والدموع تنجرف من عيناها … تتنقل بين صورة وأخري والحزن يسيطر عليه … وجدت دفتر فأخذها الفضول لفتحه فوجدت به بعض العبارات فقرأتها …)
((سامحني يا محمد … بجد حبي لحسناء كان غصب عني…
(صمتت حسناء للحظات في محاوله منها لاستيعاب ما تقرأه … ابتلعت ريقها ثم عاودت لقرآة العبارات و …)
((حاولت كتير انسى الحب ده بس ماقدرتش … بالعكس … الحب كان بيزيد مش بيقل … حتي بعد ما اتوفيت كل يوم ماما بتطلب مني اني اتجوزها .. الفرصه قدامي بس مش قادر اني استغلها كل حاجه بتقول انها ملكك انت وبس وليك انت وبس … مش قادر ابصلها غير انها مرات اخويا اللي بحبه وكأنه ابني وبس … ))
(اغلقت الدفتر وقد اخطلطت مشاعرها وتلاهفت انفاسها بسرعه كبيره فحملت نفسها وخرجت من الغرفه وتوجهت الي غرفتها الخاصه وبدأت في تبديل ملابسها والدموع تنجرف من عيناها ….. واما هنا فخرجت زينه من غرفتها تتجول في انحاء المنزل الخاص ب عبدالسميع ورئيفه وكأنها في انتظار حدث ما … وماهي سوي لحظات حتي سمعت صوت رنين جرس الباب لترتسم علي وجهها ابتسامه خبيثه معلنه سير خططتها علي طريق الثواب … توجهت الي الباب مسرعه لتفتحه مهلله لتجد خالتها نواره ذات الاربعين ربيعآ تقف فترتمي بين احضانها لتقول والسرور واضح علي وجهها..)
زينه :خالتي حبيبتي الحمدلله علي السلامه وحشتيني اوووي
(اجابتها نواره وهي الاخري ترتسم السعاده علي وجهها …)
نواره :وانتي كمان يا بتي … اتوحشتك جوي
زينه :يلا ادخلي يا خالتي
(دلفت نواره الي المنزل وهي تلقي نظره في انحائه وتتفحص تفاصيله بأتقان … حملت زينه الحقيبه من يد خالتها لتأخذها الي الغرفه المخصصه لها قائله …)
زينه :دي هتبقي اوضتي انا وانتي يا خالتي ايه رأيك
نواره :زينه يا جلب خالتك … بس احنا ماهنجعدوش ياما اهنه
زينه :اومال هنروح فين
نواره :انا لما جيت اهنه مكنتش رايده اوضه في بيت عبدالسميع … لاه … انا حايه اهنه وحاطه عيني علي البيت الكبير
زينه :تقصدي بيت جدي عبدالعزيز
نواره :مش بس اكده
(نظرت زينه الي خالتها متسائله …)
زينه :حاطه عينك علي ايه كمان يا خالتي
(ابتسمت نواره بخبث قائله …)
نواره : جمال
زينه :وعايزه ايه منه بقي
نواره :انا رايداه هو ….
(صمتت للحظات ثم اكملت حديثه بحقد وغضب قائله …)
نواره :كسرة جلبي علي يده ماتتنسيش واصل …. لما جيتله برجليه لحد داره جبل مايتجوز … كان ناجص احب علي رجله لجل انه يتجوزني ولما جالي انه ماهيحبنش وبيحب ساميه
(صمتت نواره للحظات لتبث الفضول والتساؤل الي قلب زينه لتقول …)
زينه :عملتي ايه
نواره :جولتله اني راضيه ابجي مرته التانيه … جولتله اني هلجي معاه حتي لو من غير جواز …
زينه :عرضتي عليه نفسك
نواره :(تنهدت بالم قائله …) وبردك موافجش
(مرت عليهم لحظات من الصمت لتأتي اليهم رئيفه لتزفر في ضيق عند رؤية نواره ولكنها سرعان ما تظهر ابتسامتها الذائفه وتذهب اليه تلقي التحيه وتحتضنها وتقبلها علي مضض ويجلسون ثلاثتهم فتبدأ نواره حديثها قائله …)
نواره :والله زمان يارئيفه … عاش من شافك يا غاليه
رئيفه :والله يا خيتي مشاغل الدنيا كتير
نواره :الله يكون في عونكم
رئيفه :المهم هنعملوا ايه بجي
زينه :قولي يا خالتي خطتك ايه
نواره :هند رجعت هي وولدها لجل ماتاخد كل حاجه … كنا مفكرين ان الكبير ماهيسامحهاش واصل علي عملتها السودا اللي جابت لهم العار زمان … بس اللي حوصل لا كان علي بال ولا علي خاطر … هند جت… وابوها سامحها … وجعدت وفردت جنحاتها كمان … وبدأت كمان تمشي كلامها … والعينه بينه اهه … وبدأت بجواز رحمه من ولدكم ووجفته
رئيفه :عشان اكده انا جولتلك تيجي … عايزين طريجه نخليها تغور من اهنه
نواره :مش بالساهل اكده … احنا لازم نجص جنحاتها الاول
زينه :تقصدي ايه يا خالتي
نواره :ولدها اللي سانده ضهرها عليه
(ارتسمت ابتسامه عريضه علي شفتاي كل منهن ….. انسدل ستار اللليل وكل منهم مشغولآ في بلواه … اما هنا في المنزل الكبير الذي يمتلكه كبير العائله وبالتحديد في الغرفة الخاصه ب شهاب الدين وهدير كانت تجلس هدير في الشرفه علي كرسي هزاز وتفكر فيما سمعت قبل قليل ايقنت ان اجتماعها هي وشهاب اصبح امر مستحيل ..كيف وقربهم يعني موته .. اغمضت عيناها بأسى كبير وهي تفكر في ما يجب عليه فعله … وما هي سوى لحظات حتي انتفضت من مكانها لتدلف الي الغرفه تلقي نظره في ارجائها لتتذكر الليله الماضيه التي اخذها فيها شهاب بين احضانه … كم كان عطوفآ وحنونآ عليها … كم كان حبه لها طاغي علي نظرات عيونه … يا الله … كم تحبه وتعشق كل تفاصيله … اغمضت عيناها بألم لتنحدر دمعة حاره منهما ثم فتحت خزانة الملابس لتلقى نظره اخيره علي ملابسه المعلقه فيها ثم تغلقها وتتوجه الي منضده صغيره بالغرفه لتمسك ورقه وقلم وتكتب له رسالتها ….. ثم تتجه الي الباب لتستوقفها نظره وقعت من عينلها علي تيشيرت خاص ب شهاب فعادت اليه لتمسكه بيدها وتستنشق رائحة عطره عليه فتأخذه معاها وتخرج لتجد كل افراد العائله يجلسون معآ امام التلفاز فتلقي نظره طويله علي كلآ منهم فينظر لها شهاب في تعجب وتسائل وكاد ان يتكلم ولكن سبقته هند قائله …)
هند :بركه انك اخيرآ طلعتي من اوضتك يابنتي … تعالي اقعدي جمبي اتفرجي علي المسرحيه دي هتعجبك اوي
(ابتسمت هدير لها قائله …)
هدير :لا معلش يا ماما انا بس بعد اذنكم هخرج اتمشي شويه في الجنينه برا
عبدالعزيز :الوجت بجي واخري يابتي
هند :روح معاها يا شهاب
(وقف شهاب وتوجه اليها ولكنها استوقفته قائله …)
هدير :لا معلش ياماما … انا مش هبعد عن البيت هتمشى 10 دقايق بس وهاجي علي طول
عبدالعزيز: خلي بالك من نفسك وماتبعديش كتير … ولو رايده تجعدي مع هاجر او رحمه روحيلهم
هدير :حاضر يا جدي … السلام عليكم
الجميع :وعليكم السلام ورحمة الله
(خرجت هدير من المنزل ولكنه تركت قلبها وروحها معهم وغادرت …. صارت بخطوات تقتلها وكأنها تسير علي اشلاء قلبها المتناثره في الارجاء … استقلت اول وصيله مواصلات وخرجت من البلده بأكملها …. مر الوقت القلق بدأ يتسرب الي قلب شهاب ..خرج الي الحديقه ليبحث غنها ولكن دون جدوى … سأل هاجر ورحمه عنها … لم يراها احد ولا يعرف احد عنها شئ … ساعه .. ساعتان .. ثلاثه .. ليس هناك امل … ولا اي دليل يرشدهم عن مكانها …واخيرآ دلف شهاب الي الغرفه الخاصه بهم وهو يجر اذيال خيبة الامل والحزن ليجد رسالة هدير ليمسكها بين يداه و بفضل اتقانه لقرآة اللغه العربيه بدأ في قرائتها ….
هدير :شهاب …عارفه ان لقائنا كان بطريقه غلط … عارفه كمان ان احنا الاتنين جرحنا بعض كتير بس لحنا حبينا بعض .. وانا متأكد انك حبيتني زي ما انا حبيتك … وممكن اكتر كمان … كان نفسي نجتمع انا وانت سوا …بس هنعمل ايه حظنا كدا … كل ما نجتمع لازم نفترق … عاملين زي مانكون كل واحد فينا راكب قطر رايح في اتجاه مختلف عن التاني … ممكن نتقابل لدقايق في اي محطه بس لازم في الاخر كل واحد يروح لطريقه وخلاص لحد هنا ورحلتنا سوا انتهت … عشان كده انا قررت ابعد عنك … واتمنى انك ماتدورش عليه
(انهى شهاب قرآة الرساله لتنحدر الدموع من عيناه حزنآ علي ما يعتري قلبه من الم وحزن … جلس علي كرسيه منكسرآ يتمنى لو بأمكانه ان يصرخ ولكنه استجمع قواه وحمل نفسه وذهب الي حيث يجتمع باقى افراد العائله و ….)
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أخذني بذنب أبي)