رواية أخذني بذنب أبي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم هدير مصطفى
رواية أخذني بذنب أبي الجزء الحادي والعشرون
رواية أخذني بذنب أبي البارت الحادي والعشرون
رواية أخذني بذنب أبي الحلقة الحادية والعشرون
( وصلا الي حيث تقام الحفل …. مرت ساعات الفرح والسرور سريعآ … انتى الحفل وزفت العروس مع عريسها الي الجناح المخصص لها بمنزل عائلة جمال … جلست هاجر علي الفراش بخجل تنظر الي الأرض فأغلق مجدي الباب واقترب منها قائلآ …)
مجدي :ياااااه اخيرآ
هاجر :اخيرآ ايه
مجدي :اخيرآ بقيتي مراتي وملكي
(ازاد خجل هاجر اكثر فبدأت بفرك كفيها ببعضهما وتنحنحت بخجل فأقترب منها مجدي ليحتضنها قائلآ …)
مجدي :استعنا علي الشقى بالله
(اوقفته هاجر قائله …)
هاجر :ايه ده انت هتعمل ايه
مجدي :هكون هعمل ايه يعني
هاجر :طي استنى بس هاقولك
مجدي :دا مش وقت قواله خالص ده وقت افعال وبطولات وحاجات ومحتاجات
(ضحكت هاجر علي اسلوبه في الكلام ثم قالت …)
هاجر :استني بس هاقولك
مجدي :ايييه
هاجر :رحمه وصتني اننا نبدأ حياتنا سوا بالصلاه
مجدي :تصدقى صح … يلا بينا
(نتركهم ليخطوا اول خطوه في حياتهم معآ …. اما هنا وقف شهاب وهشام ومحمود للحظات يفكرون لما عليهم فعله فقال هشام …)
هشام : تعالوا نتمشى شويه
شهاب :هنروح فين
هشام :اي حته …انا مخنوق اووووي
محمود :نتمشى في البلد من غير عربيه
شهاب :طب يلا بينا
(خرجوا الشباب في رحله الغرض منها محاولة للنسيان وتغير مايدور في عقلهم … واما هنا يظهر لنا شخصيه جديده … ظهرت فتاه شابه في عياده خاصه صغيره في منطقه شعبيه بسيطه … رنت الجرس طالبه مساعدتها لتدلف اليه فتسألها….)
الفتاه :لسه فيه حد برا
المساعده :ايوه دكتوره اميره … راجل شكله غريب كده جاي من بدري بس صمم انه يكون اخر واحد يدخل وقاعد من ساعتها في اوضه لوحده ولابس نظاره سودا مغطيه نص وشه
اميره :طب دخليه يا سماح … ولو سمحتي كوبايه قهوه عشان اقدر اكمل
سماح :حاضر يا دكتوره
(خرجت سماح وبعد دقائق دلف شاكر الي الطبيبه قائلآ بتردد …)
شاكر : مساء الخير يا دكتوره
اميره :مساء النور اتفضل يا فندم
(جلس شاكر علي الكرسي مقابلآ لها … نظرت اميره له للحظات كي تحلل حركات جسده فأدركت انه خائف من كشف شخصيته فأبتسمت بهدوء قائله …)
اميره :حضرتك ممكن تقلع النضاره وتكشف شخصيتك كمان … اسرار المرضي بتوعي مابتخرجش بره اوضه المكتب دي
(نظر شاكر لها وبدأ الغضب يبدو عليه وقال …)
شاكر :بس انا مش مريض
اميره :اكيد طبعآ … بس جوا كل انسان فينا حاجه مهزوزه ساعات بتتغلب عليه وتأثر فيه وبيبقي محتاج وقفه عشان يرجع يسيطر عليها تاني
(نزع شاكر نظارته ووضعها علي المكتب فأبتسمت بفضل اقناعه وقالت …)
اميره :اسم حضرتك ايه
(احتفظ شاكر بصمته ولم ينطق ببنت كلمه فقالت…)
اميره :لو تحب نحط اسم مستعار معنديش مشكله
شاكر :شاكر….شاكر العزاوي
اميره :اهلا بيك يافندم … تحب تشرب ايه
شاكر :شكرآ مش عايز
اميره :هطلب لحضرتك قهوه
(ثم طلبت له قهوه ونظرت له متسائله …)
اميره :اتفضل بقي اتكلم
شاكر :انا …..
اميره :انت تقدر تتكلم براحتك وماتقلقلش خالص
شاكر :انا فعلا مريض يا دكتوره … ومعترف بده … بس غصب عني
اميره(بهدوء :ايه هو مرضك بالظبط
شاكر :مش عارفه … كل اللي اعرفه اني اتولدت في ظروف كانت معكسانى … امي اتخلت عني وسابتني لابويه … راح هو اتجوز واحده تانيه وسابني ليها … طفل عنده 8 سنين وبدأ يشوف العذاب الوان علي ايد مرات ابوه … بتعاقب علي اخطاء مش اخطائي واتحط في مواقف بايخه انا مش قدها … شوفت ابويا وهو بيبوس رجل مراته عشان تديله جرعة المخدرات اللي خلته يأدمنها … بعينيه كنت بشوف كل يوم واحد جديد طالع من اوضة نوم مرات ابويا …..بعد مابياخد الجرعه وينام مرمي علي كنبه برا اوضة النوم … كنا احنا التلاته مرايه لبعض … كانوا هما الاتنين عارفين حقيقة بعض وساكتين … وانا بسكت عشان ماانضربش ولما مابقاش عندها سبب تضربني عشانه بقت تذلني عشان تديني اكل او اشرب … كبرت واتربيت علي طعم الالم والوجع لحد ما بقوا جزء مني … (صمت لاحظات ثم اكمل …) … بقيت انا اللي بدور عليهم … متعتي وسعادتي فيهم
(قاطعته اميره قائله …)
اميره :مازوخيه
شاكر :قصدك ايه
اميره : المازوخيه هي عباره عن نوع من انواع الشذوذ وتعتبر مرض نفسي وفيه بيكون المريض مضترب .. بيتلذذ بالالم والعذاب .. يطلب من شريكه ان يضربه او يهينه او يحب انه يكون في موقف ذل… يحب ان يشوف نفسه خادم لأوامر شريكه .. يعمل اللي ينطلب منه .. ولو ملقاش حد يأذيه بيأذي نفسه بنفسه … يستمتع باحساس انه اقل من اللي حواليه
دي بعض اعراض المرض
اسبابه هي ممكن تكون في صدمه او ان الشخص ده بيتعرض لنوع من التعذيب لحد ما بقي يستمتع بالشعور ده او يمكن انه يشوف افلام ويتابع المواقع الاباحيه اللي فتحت عيون اللي بيتابعوها علي انواع كتيره من الشذوذ .. في البداية المريض يدمن علي علي نوع معين من الشذوذ … يبدأ في نسج المشاهد في خياله .. بيشوف نفسه انه هو بطل الحاله دي .. بعد كده بيتنقل من الخيال للحقيقه والموضوع بيتطور .. ويبدأ في تنفيذه .. ويتحول من انسان سوى وطبيعي لمريض بنوع معين من انواع كتيره من الشذوذ وهو بارادته بيختار النوع ده وبيشوف في ممارسته متعه ليه
(قاطعها شاكر بسرعه قائلآ …)
شاكر : ايوه صح هو
اميره :ماتقلقش يا استاذ شاكر … ان شاء الله خير وصدقني انت تخطيط جزء كبير من العلاج
شاكر :ازاي يعني
اميره: مجرد انك تيجي لحد هنا وتعترف انك مريض ده انجاز كبير
شاكر :هو انا هدخل مستشفى المجانين
اميره :حضرتك مش مجنون … انت بس بتعاني من حاجه بسيطه جدآ وعلاجها سهل بأذن الله
شاكر :هتعالجيني ازاي
(امسكت اميره بقلمها لتحرر الروجته قائله …)
اميره :كل اللي عليك انك تاخد الادويه دي في ميعادها وتكرر زيارتك ليه بعد اسبوع من دلوقتي
(خرج شاكر من العياده بعد ان شكر الطبيبه …اما هنا بينما كانت حسناء جالسه في غرفة محمود وعلي مكتبه الخاص تتصفح كتاب مذكراته وتقرأ فيه لتنحدر دموع عيناها بسبب قسوة كلماتها التي وجهتها له اغمضت عيناها للحظات لتعود بذاكرته الي ذلك اليوم البائس وبعد ان اطلقت كلماتها الناريه عليه وتركها وخرج من المنزل دلفت اليها خالتها آمنه لتقول …)
آمنه :قولتي اللي عندك وارتاحتي … قلبك ارتاح بعد ما وجعتي قلب محمود … اسمعيني بقي يا بنت اختي … محمود بيحبك اه … ومن زمان اوي … بس سكت وكتم في قلبه لما عرف ان محمد الله يرحمه بيحبك وبايده جوزكم لبعض … ولما محمد مات انا بنفسي بقيت اسعي عشان اجمعكم حتي لو غصب عنكم انتوا الاتنين … وديما كان بيرفض انه يدخل حياتك … مش عايز يكون حاجز بينك وبين محمد … بس في الحقيقه ان الحاجز الحقيقي كان محمد … واقف بينك وبينه لدرجة انك مش شايفه حبه ليكي … ولما اتجوزتوا وعرفتي انه بيحبك فسرتي كل حاجه علي مزاجك انتي بس … رفضتي تشوفي الحقيقه
(نظرت لها حسناء بعدم تصديق فقالت …)
آمنه :مش مصدقه صح
(اقتربت آمنه منها وامسكت يدها واخذتها متوجهه الي غرفة محمود واجلستها علي كرسي ثم توجهت الي خزانة الملابس وفتحتها لتخرج منها دفاتر مذكراته وتعطيها لحسناء قائله ..)
آمنه :اتفضلي يا حسنا … اقرأي وقوليلي رأيك … سنين طويله وابني عايش معاكي بقلبه وساكت … بيكتب عنك وليكي وبس
(عادت حسناء من شرودها … تنظر الي صوره محمد قائله …)
حسناء :كنت فاكره انه خانك وظلمك طلعت انا اللي ظلماه
( اما هنا بعد وقت طويل من السير جلس الثلاثى علي مقهى صغير في البلده … يتسامرون فيما يخص المال والاعمال ومن وسط الظلام الحالك تنطلق رصاصه سريعه في طريقها الي شهاب ولكن كانت المصادفه ان يقف محمود امام شهاب لتخترق الرصاصه جسده فتنطلق صرخة ألم قويه منه ثم يقع علي الأرض مغشيآ عليه … لحظات صمت سيطرت علي الجميع وهم في محاوله لأستيعاب الامر ثم جثى شهاب علي ركبته كي يعرف هل ما ذال صديقه علي قيد الحياه ام خسره للأبد ..اخرج هشام هاتفه طالبآ سياره الاسعاف … دقائق قليله مرت كالساعات حتي وصلت السياره ثم ذهبوا الي المشفى وسرعان ما اخذوه الي غرفة العمليات ….. هنا في منزل هدير كانت تجلس علي الارض بجوار فراشها تبكي بحرقه وألم كلما جاء في مخيلتها ان حبيبها الان ينعم بين احضان زوجته …عروسه التي سلبته منها …. مرت ساعات الليل الثقيله … هدير كانت اسيره لافكارها السوداء … هشام وشهاب يقفون امام غرفة العمليات والقلق يبدو عليهم بشده … بعد ان غرقا في دوامة من التحقيقات والاسأله الموجهه اليهم من الشرطه اثر الحادث … خرج الطبيب ليذهبا اليه مسرعين يتسائلان …)
هشام :خير يادكتور
شهاب :طمنا عليه ارجوك
الطبيب :بصراحه كان نفسى اطمنكم عليه بس….
(بدا القلق والخوف علي وجوههم و …)
شهاب :بس ايه
هشام :هو حالته خطر للدرجه دي
الطبيب :للأسف الرصاصه جت في مكان خطر جدآ أدي ان المريض يفقد قدرته علي المشى
هشام :ايه اللي انت بتقوله ده
الدكتور :للاسف الشديد هو ده اللي حصل
شهاب :تقصد تقول ان محمود اتشل
الدكتور :ان شاء الله بالعلاج الطبيعي والادويه حالته ممكن تتحسن ويرجع زي الاول … بس انتوا ادعولوا
(ثم تركهم الطبيب لتخرج الممرضات من غرفة العمليات ومعهم محمود آخذينه الي غرفه اخري تحت انظار شهاب الذي كان يقف وحاله من الصدمه تعتريه … فاخذه هشام وذهبا ليقفا امام غرفة محمود منتظرين اذن الدخول اليه والاطمئنان عليه … وبعد مايقارب الساعه نظر شهاب الي هشام قائلآ …)
شهاب :ياترى لسه قدامه كتير علي مايفوق
هشام :العمليه كانت صعبه … وهياخد وقت
شهاب :طب روح انت يا هشام
هشام :اروح ازاي واسيبك لوحدك
شهاب :روح غير هدومك اللي كلها دم دي وهاتلي انا كمان هدوم نضيفه وقول لجدي وامي علي اللي حصل
هشام :طب ما تروح انت وانا هفضل هنا انت تعبت من التحقيقات
شهاب :معلش انا مرتاح كده … قوم انت بس اعمل اللي قولتلك عليه
(تنهد هشام باستسلام ثم ترك شهاب وخرج من المشفى ذاهبا الي منزله … القى نظره في ارجاء المنزل ولكنه لم يجد احد .. ادرك ان الجميع لابد انهم في منزل العروس هاجر يحتفلون (بالصباحيه) فدلف الي غرفته ليستحم ويبدل ثيابه … وبينما كان في طريقه للخروج مره اخري لفت انتباهه صوت يخرج من غرفة والديه فعزم اذهاب لهم لاخبارهم بامر الحادث ولكن استوقفه الحديث الذي كان يدور بين من بالداخل و …)
رئيفه :ياتري اللي مايتسمي شهاب ده عامل كيف دلوقت
نواره :الراجل اللي اجرناه ده شاطر جوي في ضرب النار … اجل حاجه ماهيجدرش يمشي علي رجليه مره تانيه واصل
عبدالسميع :زين جوي اكده … هند هتخاف علي ولدها وتاخده وتغور من اهنه
(تحدثت زينه بقلق …)
زينه :مش عارفه قلبي مش مطمن ليه
(التفتت نواره لها متسائله …)
نواره :تجصدي ايه
زينه :لو كان شهاب انضرب بالنار فعلا ليه بيت جدي هادي كده … ليه الخبر ماوصلوش لحد دلوقتي
(في هذه اللحظه اقتحم هشام عليهم الغرفه وهو يصفق بيداه قائلآ .. )
هشام :لا برافو … فعلا برافو
(نظروا جميعآ اليه بصدمه عارمه قائلين …)
الجميع :هشام
هشام : خطه ماتخرش المايه … اتجمعتوا انتوا الاربعه عشان توقعوا ابن عمتي
(نظر اربعتهم بعضهم الي بعض ليقول عبدالسميع…)
عبدالسميع :اسمعي يا ولدي
(قاطعه هشام بنبره حاده قائلآ …)
هشام : مكنتش اتوقع ان الافترا والقسوه اللي في قلوبكم تتوصل للدرجه دي … تقتلوا عشان الفلوس … كانت هتعملكم ايه الفلوس لو ربنا فاداه بيا … وبدل ما محمود يقف حاجز بين شهاب وبين الرصاصه كانت اللي وقفت وخدتها بداله … كنتوا هتتبسطوا لو مت بدال ابن عمتي
رئيفه :بعد الشر عليك ياولدي … ماتجولش اكده
هشام :خايفه عليه اوي … طب ليه مافكرتيش في حرقة قلب عمتي علي ابنها لو حصله حاجه … طب محمود … الانسان اللي كل ذنبه انه صاحب شهاب … ياتري احساس اهله ايه لم يرجعلهم علي كرسي بعجل بسبب غدركم بيه
عبدالسميع :احنا بنعمل ده كلاته عشانك … لجل ماتبجي ….
(قاطعه هشام قائلآ …)
هشام :عشان …ولا عشان نفسك وانانيتك وحبك للفلوس … كل مصيبه تعملها تقول انك عملتها عشاني … طب انا مش عايز ده كله … مش عايز ابقي نسخه تانيه منك … مش عايز ابقي اكبر من نفسي … مش عايز غير اني اكون انا وبس … كان نفسي اعمل عيله صغيره اكونها بالحب والموده … بس اكتشفت انكم سبب كل حاجه وحشه حصلتلي في حياتي … عشان كده قررت ابعد
رئيفه :هتروح فين
هشام :في اي حته المهم ابعد عنكم وعن شروركم
عبدالسميع :انت ايه اصلا من غيرنا … ولا حاجه … هتلف تلف وترجع لينا من تاني …ماهتقدرش تكمل من غيري انا وفلوسي
(نظر هشام الي والده بتحدي ثم خرج من المنزل تاركا كل شئ خلفه ليجلس عبدالسميع علي كرسي فتذهب اليه رئيفه قائله …)
رئيفه :الحق الولد يا عبدالسميع … ولدنا هيضيع مننا
عبدالسميع :هيرجع يارئيفه … هيروح فين يعني … هيرجع
(خرج هشام من المنزل ليستقل سيارته ويتوجه الي المشفى ذاهبآ الي شهاب ليقول له …)
هشام :شهاب … انا عايز اقولك حاجه ومتسألنيش عن السبب
شهاب : خير ياابني فيه ايه
هشام : خد عمتي وامشي … ابعد عن هنا في اقرب فرصه ممكنه
شهاب :ليه كده يا هشام
هشام :قولتلك ماتسألش عن السبب .. بس كل اللي اقدر اقوله ليك … ان انت اللي كنت مقصود بالرصاصه دي
(تعجب شهاب من كلماته تلك فتمتم قائلآ …)
شهاب :تقصد ايه
هشام :يعني الرصاصه لا هي طايشه ولا هي كانت قاصده محمود
(انهي هشام جملته تلك ليترك شهاب مع صدمته وينطلق خارج المشفى بل خارج البلده بأكملها تاركآ كل شئ خلفه …)
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أخذني بذنب أبي)