رواية أحببت مشوها الفصل الرابع 4 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الجزء الرابع
رواية أحببت مشوها البارت الرابع
رواية أحببت مشوها الحلقة الرابعة
أخذ يدور في غرفته كأسد حبيس يكاد ينفجر من كثرة الضغوطات التي يتعرض لها ماذا يريدون منه بعد…. لقد ترك لهم كل شئ… عمله…مكتبه.. حياته اصبح كشبح لا وجود له وذلك من اجل ان تُخلى الساحة لتوأمه الأناني الذي لا يحب سوى نفسه وفقط… ولكن لا سيهد المعبد على رؤوسهم جميعا لقد طفح الكيل الى هنا وكفى…زفر بعنف واخرج هاتفه من جيب سترته طلب شخص ما وانتظر حتى رد الطرف الآخر ليعاجله قائلا: كل اللي اتفقنا عليه يتنفذ انا خلاص مش هبقى ع حد
قهقه الطرف الآخر مجيباً: ما قولنا كدا من الاول
سبه فارس بغيظ وقال: مش عاوز رغي في الفاضي
نفذ الكلام وبس
أومأ الطرف الآخر كأنه يراه وهتف: بكرا هتسمع احلى اخبار….. سلام
اغلق الهاتف وتنفس بعمق يحاول تهدأت نفسه
ويعود لسكونه لكى يستطيع التخطيط من جديد ولكن يبدو انهم لن يسمحوا له بذلك فقد طرق الباب ودخل أسر ينظر له ببرود ثم رمي أوراق الرسم بجانبه قائلا: التصميمات دي عاوزه تتعدل
نظر له فارس شزرا وقال بدهشه : تتعدل…من امتى وانا حد بيعدل على الرسم بتاعي… لما تبقا تعرف تصمم زيه ابقا تعالى اتكلم
غلت الدماء في رأس أسر ونظر له نظره بها الكثير من الغضب والحزن والوجع والخذلان والقليل من الثقه بالنفس وهتف بحده : انت اكتر واحد عارف اني اقدر اصمم زيه واحسن منه ألف مره
ضحك فارس بسخريه وأردف: طب ما ترسم وتصمم انت وتريحني… وتسيبوني في حالي بقا
نظر له أسر بقلة حيله وهتف بحقد : للاسف مش بأيدي احنا ماشين تبع أوامر عمران بيه…حسب ما يقول فارس يصمم يبقا فارس هو اللي يصمم وينفذ ويمسك الشركه ويبقا الكل في الكل وأسر ملوش وجود وبعد كدا تتقلب الآيه وأسر اللي ينفذ ويمسك الشركه بس لازم بصمة فارس تبقا موجوده ما هو فارس الاصل حتى وهو مشوه ومنبوذ
كان فارس يتابعه بحزن ووجع ولكن كلمته الأخيرة شقت قلب فارس الى نصفين… أيعيره توأمه…. ويصفه بالمشوه والمنبوذ… الى هذه الدرجه وصلت علاقتهم ببعضهم البعض لقد كانا يتقاسمان كل شئ الحزن والفرح… الملابس والأحذية….حتي الدراسة كانا يدرسان في نفس المجال ويحلمان نفس الاحلام كانا كروح واحدة في جسدين….. قام فارس من مكانه بعنف
ورمي الأوراق على صدر أسر وهو يصرخ بغضب وهياج : اطلع برا… مش عاوز اشوف وشك تاني اطلع برا
نظر لها أسر بكره ولملم الأوراق وخرج وصفع باب الجناح خلفه بعنف
وقف فارس تائه يتألم بشده لا يصدق أبداً ما وصل إليه
………….
وقفت أمام بوابة الحديقة الخلفيه تزفر بعنف وتعيد الإتصال بفارس مراراً وتكراراً حتى رد أخيرا بعنف صائحاً: ايه في ايه
هتفت فريده بتلجلج : فارس انا وصلت… وواقفه قدام البوابه
تنفس فارس بعمق يهدئ من روعه وقال: تمام انا جيلك حالا
بعد قليل فتح فارس البوابة وقال: اتأخرتي كدا ليه
نظرت فريده في ساعتها بغيظ: هو فين اللي أتأخرت دا… الساعه لسه تسعه
هز فارس رأسه وهو يقول: تمام يلا قدامي وبلاش لماضه
نظرت له فريده بتدقيق وقالت: انت كويس حاسه ان فيك حاجه متغيره
رسم فارس ابتسامة حزينه ع شفتيه وأجاب: مفيش حاجه ويلا قدامي بقا عشان ندخل
سارت فريده خلفه وهمست: بابا وصل ولا لسه
نفي فارس برأسه وقال: لا خرج و لسه مجاش
حمدت الله فى سرها وسألت : وأسر
أجاب فارس بضيق: تقريبا في الجناح بتاعه
هزت فريده رأسها وسارت خلفه تدخل من السلالم الخلفية الخاصة بجناح فارس المطل على حديقته المفضلة
دخلت الجناح وزفرت براحه وقالت: الحمدلله وصلت من غير ما حد يعرف انا كنت فين
نظر لها فارس بغموض وقال بجدية : بس خلي بالك دي أخر مره هخليكي تعملي حاجه من ورا بابا
هتفت فريده بغيظ : فارس
تكلم فارس بتعقل: فريده انتي اختي وصاحبتي… بس مينفعش اللي بيحصل دا… قصتك انتي وسيف صعبه وتكاد تكون مستحيله… ومش هتفضلى تعلقي قلبك ع الفاضي
أومأت فريده برأسها ايجاباً تعرف كل ما يقوله ولكن ماذا تفعل في قلبها العنيد الذي لم يختار سوى سيف عدو والدها اللدود
قالت فريده تغير الحوار: انا عاوزه اروح اوضتي.. راقب لي الطريق يا فارس معلش
زفر فارس وفتح باب جناحه يراقب لها الطريق الى غرفتها ثم أشار إليها كي تأتي خلفه وظل يراقب الطريق حتى وصلت الى غرفتها بسلام
………………..
صباح اليوم التالي
خرج فارس كي يتريض في التراك الخاص بالكومباوند… رأها تركض وهي ترتدي حلة رياضية وحذاء رياضي وردي اللون وتعصق شعرها خلف ظهرها في ذيل حصان طويل.. ابتسم فارس وقرر اللعب هذه المره لن يخسر شئ….. ركض حتى وصل الي جانبها فأحست به تالين التى وقفت تلهث وهي تنظر إليه بغيظ بعد ان تعرفت عليه كان يرتدي حلة رياضيه سوداء ويضع غطاء الستره على رأسه كى يخفي وجهه….. ابتسم فارس ابتسامه وسيمه لم ترى مثلها من قبل جعلت قلبها ينتفض من مكانه وهذا ما اغاظها بشده…. تكلم فارس قائلا: صباح الخير
نظرت له تالين بطرف عينها بإستعلاء ثم تركته واكملت ركضها… ركض فارس خلفها منادياً : آنسه تالين…. تالي
نظرت له تالين بغيظ: نعم… عاوز ايه
ابتسم فارس تلك الابتسامة التي تغيظها وقال: متعرفناش
كتفت تالين ذراعيها وهتفت: مش عاوزه اتعرف ع حد
نظر لها فارس بجانب عينيه وقال: غريبه يعني آخر مره… كنتى عاوزه تعرفي انا مين…وتعرفي عني كل حاجه
كتفت تالين ذراعيها وردت بنفس جملته التي قالها سابقا : كانوا شويه فضول وراحوا لحالهم
قهقه فارس بقوة فنظرت له بغيظ…..تريد ان تلكمه في وجهه او… عضت ع شفتيها بغيظ من تفكيرها الذي ينفلت كلما رأته الا يكفي انها فى اول مره مررت يدها على حدود وجهه مكان التشوه…. اخرجها فارس من شرودها قائلا: عارف إني كنت رخم في الكلام معاكي… بس مكنتش اقصد ازعلك
نظرت له تالين بحزن وردت بطفوليه: لا… انت زعقتلي… وخلتني اعيط
ابتسم فارس وقال بإعتذار : انا آسف… مكنش قصدي
وضعت تالين يدها بجانب وجهها تفكر وهمست في نفسها: خلاص بقا يا تالي اعتذر منك وهو اللي عاوز يتكلم معاكي…خلاص بقا قوليله إنك مش زعلانه ونفسك اصلا تتعرفي عليه.
ردت تالين بجديه: خلاص حصل خير
سأل فارس بعبث: طب اي هنتعرف ولا لاء
ابتسمت تالين وقالت بدلع غير مقصود: افكر
ضحك فارس وأشار الي السور القصير كي يجلسوا عليه.. طاوعته تالين وجلست بجانبه وقالت: قولي بقا
انت تقرب لفريده
تنحنح فارس وأجاب بكذب : ايوا فريدة تبقى بنت عمي
هزت تالين رأسها وقالت: اها… بس انا اول مره اشوفك
نظر فارس أمامه وأردف: اصل انا كنت عايش برا ولسه راجع
ردت تالين: ايوا عشان كدا… فريده متكلمتش عنك خالص
هز فارس رأسه وسأل: انتي تعرفي فريده من امتى
ابتسمت تالين وقالت: من حوالي خمس سنين كنا مع بعض في الجامعه
سأل فارس: انتي خريجة فنون جميله
أومأت برأسها إيجابا وأردفت: ايوا قسم ديكور… وانت
رد فارس ببعض الحقيقة : إدارة أعمال… جامعه امريكية
ابتسمت تالين وقالت بحماس: بجد… زي چومانا
سأل فارس: مين جومانا
هتفت تالين توضح: چومانا بنت خالتى واختي الكبيرة.. وكمان صاحبتنا انا وفريده… چومانا السعدني باباها ممدوح السعدني رجل الإعمال لو تعرفه
هز فارس رأسه وقال: ايوا اسمع عنه بس متعاملتش معاه قبل كدا
سألته تالين قائله: انت بتشتغل اي صحيح
أجاب فارس بزهو: عندي شركتى في امريكا وعندي بيزنس ف اكتر من حاجه…. وانتي بتشتغلي
نفت تالين وقالت ببؤس : لا مش بحب الشغل
قهقه فارس بقوة وهتف من بين ضحكاته : لا انتي مش معقوله
ردت تالين مبررة : والله مش بحب الإلتزام ولا المسؤولية… بحب ابقا حره كدا
ابتسم فارس ولم يعلق.. وساد الصمت لدقائق حتى رن هاتفه قاطعا أفكاره… رد فارس واستمع إلي محدثه يقول بسعادة : تم يا كينج… مبروك علينا
ابتسم فارس.. فأكمل الآخر: زمان صاحبك ع نار دلوقتي
رد فارس بإبتسامة: هو اللي بدأ… سلام
……………………..
صرخ عمران وخبط على مكتبه بعنف: انا عاوز افهم ازاي صفقه زي دي تروح مننا…. انت مدرك الخساره اللي احنا فيها…. ولا انت مبقتش فاضي غير للصرمحه والمشي مع الستات
كتم أسر غيظه وقال: يا بابا صدقني انا مش عارف ازاى دا حصل… لاخر لحظه الصفقه كانت مضمونه لينا
هدر عمران بعنف: اطلع برا يا أسر… انت مش نافع في اي حاجه… مش نافع
نظر له أسر بكره وخرج من المكتب وهو يتوعد لكل من ظلمه بالهلاك
في داخل المكتب طلب عمران ذراعه اليمين عاصم
وقال : عاصم عاوزك تعرفلي كل حاجه عن الشركه اللى اخدت الصفقه…. مين صاحبها… وبيشتغل لحساب مين
ثم اغلق الهاتف وهو يوشك على الإصابة بنوبه قلبية
…………………
طرقات على باب المكتب فأذن للطارق بالدخول.. دخلت فتاة في أواخر العشرينات ترتدي ملابس الأطباء وشعرها البني القصير مفرود على ظهرها
ابتسمت ببشاشة وقالت: صباح الخير دكتور سيف
رفع سيف رأسه من الأوراق أمامه ورد بإبتسامة هادئه : صباح النور
اقتربت الفتاه وقالت: انا دكتوره هنا.. دكتورة الأطفال الجديده… دكتورة ميرفت قالتلي اعدي على حضرتك
ابتسم سيف ورحب بها قائلا: اهلا دكتورة هنا… نورتي المستشفى.. ايوا.. كنت عاوز اعرفك مواعيد الشغل وكمان عشان تنسقي مع دكتورة إيهاب زميلك في القسم
…………………….
وقف عمران ينظر من النافذه وعاصم يخبره عن صاحب الشركة التي استحوذت على صفقته المهمه التي كان يضعها نصب عينه ويخطط الكثير من اجلها
قال عاصم بهدوء وثقه: شركه FMS اتأسست من حوالي سنتين… صاحبها شاب مجتهد في التلاتينات
مُجد وطموح اسمه فادي فؤاد فخر الدين
سأل عمران: اي المعلومات الشخصيه عنه
رد عاصم: مفيش حاجه تستدعي الشك يا عمران بيه…… شركة في بدايتها وصاحبها مجتهد بيحاول يحط اسمه وسط الشركات العملاقة مش اكتر… معتقدش ان في خطر من ناحيته… وممكن نتواصل معاه ونفهمه بعد كدا انه ميدخلش على شغلنا… اكيد هو معندوش فكره عن اهميه الصفقه بالنسبه لينا
هز عمران رأسه بتفهم وقال: تمام يا عاصم وخلى عينك مفتحه انت عارف اننا لينا اعداء كتير ومنافسين ومش عاوزين على آخر الزمن حد يشاركنا فى شغلنا….. كفايه القريه السياحية… اللى اضطرينا نشارك فيها ممدوح السعدني وابن اخوه مراد
رد عاصم بهدوء: تمام يا عمران بيه متقلقش.. وانا تحت أمرك في اي حاجه
رد عمران بهدوء : شكرا يا عاصم… مع السلامه
ابتسم عاصم وخرج سريعا كي يباشر بقية عمله
…………
في المساء
وقفت چومانا تستنشق الهواء في حديقة الفيلا وهي تضع شال خفيف على كتفيها تفكر شاردة في حياتها وما تريده تشعر انها تائهه وتمر بأسواء ايام حياتها لا تعرف لما يسيطر عليها ذلك الشعور المبهم إن شئ ما سيقلب حياتها رأساً على عقب…. شعرت به يطوقها من الخلف ويضع رأسه على كتفيها: الجميل بيعمل ايه
ابتسمت چومانا ابتسامه باهته وقالت: بشم شوية هوا حاسه اني مخنوقه شويه
طبع قبلة دافئة على وجنتيها وقال: مش ناوية تغيري رأيك وتجي معايا الحفلة
هزت چومانا رأسها برفض : لا مش حابه حاسه اني رخمه اوي النهارده فمش هقدر
لفها مراد بين ذراعيه وقال: تمام يا حبيبتي براحتك
تعلقت چومانا في رقبته وسكنت تحاول ان تضع شتات رأسها على ميناء قلبه
بعدقليل همس مراد بمشاكسة : لو فضلتي كدا كتير مش هعرف اروح الحفله
ابتسمت چومانا وابتعدت عنه ترتب له حلته الأنيقه وتساوي شعره بيديها… استعرض مراد نفسه امامها وقال بغرور: قمة الوسامة والأناقة… مراد السعدني واحد بس
ضحكت چومانا وهمست : مغرور
ابتسم مراد وأرسل لها قبله في الهواء وهو يستدير ويخرج من الفيلا
………..
وقف عمران أمام احدى الطاولات يمسك بين يده سيجار فاخر وهو يراقب رواد الحفل بإستعلاء… رغم سخطه وإرهاقه لم يرغب في عدم الحضور كى لا يثبت لأعدائه انه قد ينهزم يوماً…. لم يستطيع احد ان يهزمه ولكن منذ ابتعاد فارس عنه وهو يشعر بالخساره.. ففارس يفهمه من نظرة عين ولكن فارس تحول الي شخص آخر لا يعرفه… أما أسر سيظل فاشل طوال العمر مهما حاول معه فهو من يدير كل شئ ويضع أسر فقط كصوره له ولكن هو كبر وتعب ويرغب في وجود فارس الي جانبه… ليت أسر هو من تشوه وليس فارس…..اخرجه من شروده اقتراب شاب منه يرتدي حُلة سوداء أنيقة تدل على ذوقه العالى وسيم ويضع نظارات طبية على عينيه يبدو حديث الثراء فهو كعمران يعرف من تربى على الثراء ومن هو دخيل عليه ابتسم الشاب ابتسامه واسعة ومد يده يعرفه بنفسه : فادي فؤاد فخر الدين
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحببت مشوها)