رواية أحببت مشوها الفصل الثاني عشر 12 بقلم أمنية أشرف
رواية أحببت مشوها الجزء الثاني عشر
رواية أحببت مشوها البارت الثاني عشر
رواية أحببت مشوها الحلقة الثانية عشر
على طاولة مجاورة وقفت فتاتان تتهمسان بصوت مسموع بوضوح تمتمت إحداهما قائله: مش دي تالين السيوفي… مين دا اللي واقف معاها
ردت الآخرى: مش عارفه بس تالين اتجننت ولا اي… دا شكله يخوف اوي…. هى مش شايفاه ولا إيه
مطت الاولى شفتيها وقالت: ممكن اتعمت ولا حاجه… دا انا جسمي قشعر بمجرد ما بصيت عليه…. مش متخيلة ابدا انها ممكن تبص لواحد زي دا
بلع فارس الغصه في حلقه وهو يصله همسهم المسموع بوضوح وشعر ان كلماتهم كسكاكين حادة ترشق في قلبه
لا يعلم لما الناس دائماً يحكمون على الشخص من مظهره مطلقين السنتهم بكلمات سامه قاتله تقتل دون شفقه ولا رحمة وكأنهم كاملين مكملين لا ينقصهم شئ ولا يراعون الآخرين ومشاعرهم فكم مش شخص رمى آخر بكلمات تسببت في تدميره دون رحمه وربما تسببت في كرهه لنفسه وقتلها.
لكزت تالين فارس في ذراعة هاتفه بصوت عالي: فارس… فارس
خرج فارس من شروده الحزين قائلاً: نعم… في اي
أردفت تالين بإهتمام: بنادي عليك من شوية….. مالك سرحان في ايه
تنحنح فارس يخفي حزنه بداخله كي لا يظهر عليه شئ وقال : مفيش حاجه
نفت تالين برأسها وقالت مؤكده: لا فيه
ثم نظرت الى الفتاه التى تنظر اليهم بإستهزاء قائله: هي السلعوه اللي هناك دي بتبص علينا كدا ليه
نظر فارس بطرف عينه وأردف بدون اهتمام: عادي يا تالين مشتغليش بالك
اطلقت الفتاه ضحكه مائعه بسخرية شديدة جعلت النار تشب في عروق تالين التي هتفت بحده: لا دي عاوزه تتربى… والله اروح اجيبها من شعرها
امسك فارس يدها يثبتها بجانبه وهمس: اهدي يا تالين….. مش عاوزين فضايح
جزت تالين على اسنانها بحده وهى تتوعدها وعيونها تطلق الشرر وقالت: البنتين دول بيتريقوا علينا يا فارس…. وانا والله ما هسكت لهم وهنتف لها شعرها العِرسه دي
وهمت ان تذهب اليهم ولكن كتفها فارس من يدها قائلاً: تالين… بلاش عشان خاطري…. انتي عاوزه تبوظي فرح چومانا… مش هينفع… ارجوكي اهدي
كتمت تالين غيظها وهي تدرك انها لا يصح ان تضرب الفتاه وتخرب فرح چومانا فصرخت بغيظ ونظرت للفتاتان شزرا ثم عكست يدها ومررت إبهامها على نحرها علامة القتل شعرت الفتاتان بالذعر وانطلقوا مبتعدين عنهم
انفجر فارس بالضحك فهتفت تالين بغيظ: بتضحك على ايه
ظل فارس محافظاً على ابتسامتة وغمز لها بعينه وهو يشعر بفرحة داخلية بسبب رد فعلها الذي كان دفاعاً عنه وهى لا تدري وقال يغيظها: مكنتش اعرف انك شريرة اوي كدا يا تالين… لا انا خوفت منك الصراحه
قلبت تالين عينيها وهى تنظر إليه بإستهانة ثم تمتمت بغيظ وهى تعض على يدها: والله لو مكناش في الفرح كنت نتفت لها شعرها…. شعراية…. شعراية
بس انا عارفاها ومش هسبها هي والبومة التانية… يصبروا بس عليا
هز فارس رأسه وهو يضحك بيأس منها فتالين غير متوقعه بالمرة شخصية فريدة لا تستطيع تخيل ردود افعالها وهذا ما يجعله مشدود لها بشده حتى ولو كان يشعر بغير ذلك…… انطلقت اغنية رومانسيه فقفزت تالين في مكانها وقالت بحماس: يلا يا فارس دي آخر اغنيه في الفرح وكل الكابلز هيرقصوا عليها
ثم جرته خلفها دون ان تستمع له او لعدم موافقته على ما تقول
وصلوا الي المكان المخصص للرقص ووضعت تالين يديها على كتفه وقالت بمشاغبه: اوعى تكون مبتعرفش ترقص سلوو
وضع فارس يده حول خصرها ورد: لا بعرف… متقلقيش
ابتسمت تالين وهى ترقص معه بسعادة شديدة وانضم إليهم ايضا مليكة وأسر الذي ظل بجانب مليكة طوال الحفل يتحدث معها وقد راقت له بشدة بجمالها وعقلها المتفتح وايضا كان بجانبهم أيهم وفريدة التى وافقت ان ترقص معه من أجل إغاظه سيف الذي كان يشعر ان النار تخرج من رأسه وهو يراها مع أحد غيره
ظلوا يرقصون جميعا بجانب العروسين الذين يظهر على وجههم السعادة الغامرة وانتهى العُرس وقلوب الجميع ممتلئة بالسعادة والفرحة
…………………………..
في الجناح الخاص بمراد وچومانا
كانت چومانا تقف في منتصف الغرفه تشعر بلإرتباك والخوف مما هى مقبله عليه وتنتبها بعض المشاعر غير المفهومه وهى ترى مراد يتطلع إليها بنظرة غير مفهومة بالنسبة لها… اقترب منها مراد ببطئ ثم وقف أمامها تماما و رفع يدها وقَبل باطنها برقة شديدة جعلت چومانا تكاد تذوب من الخجل.. ابتسم مراد وضمها بقوة وهو يتأوه بعنف ثم همس بصوت متحشرج من كثرة المشاعر التي يشعر بها في تلك اللحظة: اه…. وأخيراً يا چومانا….أخيراً بقيتي معايا… طول عمري كنت خايف من اللحظه اللي تجي تقوليلي فيها إنك مش عاوزاني وتبعدي عني… كنت عارف وحاسس إنك مش بتحبني زي ما بحبك
ضمته چومانا بقوة وانهمرت الدموع من عينيها وتمتمت بهمس من بين بكاءها : انا آسفه يا حبيبي… والله انا بحبك اوى يا مراد… بس مكنتش فاهمه نفسي ولا عارفه انا عاوزه ايه … واسفه جداً اني خليتك تحس كدا… وتخاف إني ابعد عنك…. آسفه
ابتسم مراد وهو يتنفس بعمق وكلمة أحبك منها تجعله يشعر انه يحيا من جديد… ثم غمغم بعشق شديد يكن له هي فقط: مش مهم يا حبيبتي… مش مهم اي حاجه غير انك معايا وفى حضني… انا مش عاوز اي حاجه غيرك من الدنيا
دفنت چومانا وجهها في عنقة تشتم رائحته التي تشعرها بلأمان وهمست وهي تشدد من يدها حول جسده: وانا كمان مش عاوزه غيرك…. انت وبس
رفع مراد وجهها ينظر الي خضار عينيها الرائق بعشق شديد ثم قبل جبينها برقة وظل يقبلها في خط مستقيم حتى وصل الي وجهته فعمق قبلته اكثر واكثر وهو يعلمها كيفية التعبير عن الحب بطريقته الخاصة جداااااا
في صباح اليوم التالي
كان مراد يجلس على الفراش يتأمل ملامح چومانا النائمة بجواره بشغف تخطى الحدود كانت يظهر على ملامحها السكينة وشعرها الأصفر القصير مبعثر حولها بفوضوية محببة للعين… مرر مراد أصابعه بخفه على حدود وجهها فتململت چومانا بضيق جعل مراد يبتسم وهو يزيد من مداعبة يده لوجهها…. أشرقت بخضراويها تنظر إليه بتشوش ثم ادركت ما حولها فأحمرت بشدة وهى تسبل أهدابها بخفر جعل قلب مراد يرفرف بين جنباته… أتسعت ابتسامة مراد وهو يميل عليها يقبل وجنيتها بخفة ثم تمتم بمرح: صباحية مباركة يا عروسة
غطت چومانا عنينها بخجل وهمست بصوت متحشرج: ميرسي
ضحك مراد بإنتعاش وهتف بمشاكسة : مش بيقولوا ميرسي ع فكره
جعدت چومانا وجهها وسألت بإندهاش: اومال بيقولوا اي
هز مراد كتفيه وأردف : الصراحة مش عارف
لكزته چومانا في كتفه وتمتمت بحنق: تصدق إنك رخم
تنحنح مراد وعينيه تجري على منامتها الناعمة برغبة
مشتعلة ثم غمغم ببؤس: چومانا
نظرت له چومانا بإنتباه فأردف بلهجة باكية مصطنعه: چومانا قومي غيري هدومك بسرعة عشان عندنا طيارة لازم نلحقها
اقتربت منه چومانا تربت على كتفه وسألت بتعاطف: طب انت مالك زعلان ليه
هز مراد رأسه بعنف وقال: انا مش زعلان ولا حاجه… المهم تقومي دلوقتي حالاً عشان لو ما قومتيش مش هنلحق الطيارة
مطت چومانا شفتيها وقالت: مراد انا مش فاهمه حاجه
زفر مراد بعنف وتمتم: مش مهم تفهمي.. المهم تنجزي يلا بسرعة
حركت چومانا كتفيها وأطاعته دون فهم شئ
بعد بعض الوقت
خرجت چومانا من الفيلا بصحبة مراد وركبوا سيارتهم وانطلقوا الى وجهتهم لقضاء شهر العسل في احدى جزر المالديف
……………………….
دخلت الي الشركة بثقة وثبات وابتسامة واسعة تتخلل شفتيها ثم اتجهت الي السكرتيرة قائله: صباح الخير
ردت السكرتيرة ببشاشة: صباح النور يا فندم… تحت امرك
ابتسمت وقالت: ممكن أقابل بشمهندس فارس
أومأت السكرتيرة وقالت: اقوله مين
تنحنحت وأجابت برقة: قوليله بس في واحده عاوزه تقابله
هزت السكرتيرة رأسها ورفعت الهاتف على إذنها قائله: بشمهندس فارس… في واحده عاوزه تقابل حضرتك
سأل فارس بإندهاش: واحده… واحده مين
ردت السكرتيرة بجدية: معرفش يا فندم
هز فارس رأسه وهتف: طب تمام دخليها
اغلقت السكرتيرة الهاتف وابتسمت بعملية قائله: اتفضلي يا فندم…. هو مستني حضرتك
أومأت بإبتسامة و خطت بإتجاه المكتب بأناقة شديدة… طرقت الباب وسمعت أذنه بالدخول فدخلت
برقة وشقاوة قائله: صباح الخير
وقف فارس بدهشة وأردف بإبتسامة واسعة: تالين… اي المفاجأه الحلوة دي
ملئت الفرحة قلب تالين وهى ترى ترحيبه الشديدة بها… ظلت واقفه بمكانها تنظر إليه بمحبة متوارية فهتف فارس قائلا: واقفه عندك ليه… تعالى ادخلى
أطاعته تالين ودخلت ثم جلست على المقعد أمام المكتب ووضعت ساق على الاخرى بأناقة ورقة تخصها
ابتسم فارس وسأل: تشربي اي
هزت تالين رأسها نافية: ولا اي حاجه
رفض فارس قائلا: لا مش هينفع
ثم رفع الهاتف وحدث السكرتيرة قائلا: واحد قهوة مظبوط… و واحد كابتشينو لاتيه لو سمحتي يا منى
اغلق الهاتف وجلس أمام المكتب يتطلع الى تالين التى تتطلع بدورها الى المكتب بإعجاب يظهر على ملامحها الجميلة…. كانت ترتدي بدلة سوداء عملية وتجمع شعرها الطويل في عقدة خلف رأسها وتضع القليل من مستحضرات التجميل النهارية
ابتسم فارس وهتف: نورتي مكتبى المتواضع يا تالين هانم
ضحكت تالين بخفه وقالت: منور بصاحبة يا بشمهندس فارس
ابتسم فارس وشرد يتذكر ما حدث قبل شهر من الآن
فلاش باك
كان فارس يجلس في مكانه المعتاد في الحديقة الخلفية للفيلا يضع أمامه طاولة الرسم الهندسي وينهمك في عمله فقد بدأ يدير شركتة بنفسه وعليه ان يثبت مدى جديته وكفاءته فلن يسمح لأحد ان يهزمه مره ثانية فيكفي ما حدث له من قبل لم يعد هناك مساحة لهزائم آخرى
دخلت تالين الى الحديقة بخفة فهذه الحديقة هى محل مقابلتها الدائمة معه فعندما تريد ان تراه تأتي الى هنا… رأته يجلس ويظهر على ملامحة التركيز فأقتربت بخفه دون ان يشعر بها ووقفت خلفه تتأمل المخطط المرسوم أمامها بعيون جاحظة من المفاجأه
لم تستطيع منع نفسها فهتفت بحده: اي دا
رفع فارس رأسه ونظر لها بمفاجأه وهو يعلم انها قد كشفت كذبه عليها فقد أخبرها من قبل انه خريج إدارة أعمال ولم يخبرها انه مهندس برر فارس قائلا بتلعثم: دا مخطط كنت بشوفه عشان…. عشان الشركة…. المهندسين هينفذوه فبعتهولي… وو
امتلئت عين تالين بالدموع وقالت بجدية حادة: فارس انت بتكدب…. انا شيفاك بعيني وانت بترسم… انت مين….. ويا ترى انت اسمك فارس فعلا ولا دا بردو كدب
جز فارس على أسنانه بحنق فيكفيه ما فيه كى تأتي هى الأخرى وتكمل عليه ولا يعلم لما دموعها المنهمره على وجهها بصدمة تؤثر فيه بشدة وتؤلم قلبه
غمغم فارس: تالين انا…
قاطعته تالين قائله بحده: انت كذبت عليا ليه… انا عملتلك اي عشان تكدب عليا
شعر فارس بالخزي فهى لا تستحق منه ذلك فهى بريئه صادقة أرادت ان تقترب من النار فأحترقت دون ذنب… فكر فارس لثواني ثم قرر ان يحكي لها كل شئ عنه فهى الوحيدة التى دخلت عزلته وملئتها بالورود ولونتها ببهجتها وروحها الرائعة اقتربت منه دون ان تريد منه شئ فقد أردات التعرف عليه فكانت كطوق نجاة أخر كى يعيدة للحياة من جديد
نظر لها بتعاطف وقال يشير الي المقعد بجانبه: ممكن تقعدي وانا والله هحيلك كل حاجه من غير اي كدب… وانا مكدبتش بالمعني المعروف انا خبيت حاجات بس مش حابب حد يعرفها… بس انا خلاص هقولك كل حاجه بس ارجوكي متقوليش لحد اي كلمة من اللي هقولها دلوقتي… انا هثق فيكي واتمنى تكون ثقتي في محلها
أومأت تالين بجدية وقالت بصدق: والله عمري ما هقول لحد اي حاجه… انت ليه اصلا مقولتليش من البداية
هز فارس رأسه بأسف وقال: انا اسف عارف اني غلطت بس كان غصب عني
مسحت تالين دموعها وأردفت بتركيز وجدية: خلاص مش مهم… احكيلي يلا انا سمعاك
بلع فارس ريقه وتنحنح قائلا: انا فارس عمران… اخو فريدة وأسر……. وانطلق يحكى لها على حياته وعلاقته باخية واخته التي كانت رائعه فهو وأسر كانا كروح واحدة… كانا توأمين متماثلين في كل شئ
لا يفترقون أبداً فكان كل واحد منهما داعم للأخر وهم في سن العاشرة جاءت فريدة إلى الدنيا فكانت فرحتهم بها مضاعفة كانوا يتهمون بها بشدة وكأنها أميرة كانت صغيرتهم المدللة وعندما توفت والدتهم تولوا تربيتها فكانت بمثابة ابنة لهم فهو وأسر تعلموا ان يهتموا بإنفسهم وبصغيرتهم فعمران لم يكن ينتبه لشئ سوى أعماله واسفاره التى لا تنتهي أبداً وعندما كبرا وتخرجا من الجامعة فتح فارس مكتب هندسي خاص به وعندما بدأ يذاع صيته وكم هو مهندس ماهر في عمله أراده عمران ان ينضم لشركته ولكن رفض فارس بشدة وابلغة انه يكفية وجود أسر بجانبه ولكن عمران لم ييأس وظل يضيق الخناق على فارس ويخرب له عمله…..حتى جاءت الحادثة التى هدمت كل شئ وتشوه فارس وانقطعت علاقته بأسر… واختفى فارس وسافر كى يتعالج ثم عاد مره آخرى وظل حبيس الفيلا وحديقته ولم يكن يخرج منها أبداً فكان لا أحد يعرف بوجوده وكما صرح عمران انه ليس له أولاد سوى أسر واستغل فارس كي يصمم لشركته المشاريع الخاصة بها ويكون ذلك بإسم أسر لأن لا أحد يتذكر فارس وأيضا لا يصح إن يظهر بشكله المشوه ويفضحهم بين الناس
كان فارس يحكى لتالين التي تبكي بشدة تأثراً بما مر به وخاصة تفاصيل الحادث الذي دمره ودمر مستقبله
فبكت بحرقة وضمته إليها تشاركه ألمه فأنهمرت الدموع من عين فارس وهو يشعر بالتعاطف والدعم
دون شفقة او أزدراء فشدد من ضمها له يأخد من حنانها زاد كى يواجه به القادم من حياته.
نهاية الفلاش باك
خرج فارس من شروده على دخول الساعي الذي وضع القهوة أمامه والكابتشينو أمام تالين التى شكرته بإبتسامة جميلة كجمال ملامحها الرائعه
خرج الساعي وتنحنح فارس كي ينفض عنه المشاعر التى ألمت به حينا تذكر ما حدث فأردف بجدية: مش عاوز اكون قليل الذوق… بس عاوز اعرف اي سبب الزيارة الجميله دي
ضحكت تالين ثم اعتدلت في جلستها قائله بعملية: صراحة يا بشمهندس انا فكرت كتير وقررت اني اجي اشتغل معاك هنا في الشركة
اتسعت عين فارس وردد بإندهاش: بجد يا تالين… عاوزه تشتغلي معايا
أومأت تالين بإبتسامة واسعة فأردف: طب هشتغلي اى…. انتي معندكيش خبرة في اي مجال
مطت تالين شفتيها وأردفت ببؤس: ايوا… بس عادي انا ممكن اشتغل اي حاجه
صمت فارس لثواني ثم هتف بحماس: اي رأيك تشتغلي المساعدة بتاعتي… اهوو منه تتعلمي وتفهمي الشغل ماشي ازاي… وكمان انا هعلمك الشغل بنفسي
عضت تالين على شفتيها وقالت: تمام… مواقفة… طب المكتب بتاعي هيكون فين
أدار فارس وجهه في المكتب الواسع امامه وقال بخبث: هنا معايا في مكتبي… عشان تكوني جنبي واعلمك الشغل واكون مطمن عليكي
نظرت له تالين بنصف عين ثم تمتمت: ماشي… موافقة
كتم فارس فرحتة الداخلية وسأل بجدية: تحبي تبدأي من امتى
هزت تالين كتفيها وأردفت: من دلوقتي لو ينفع
أومأ فارس برأسه إيجاباً وابتسامة واسعة ترتسم على شفتية بسعادة شديدة
………………………
بعد مرور اسبوعين
خبطت مليكة رأسها بالمكتب عدة خبطات متتالية ووأردفت مولوله بلهجة باكية: انا اي اللي خلاني اعمل شجاعة واقول لمراد اني همسك الشركة لحد ما يرجعوا من شهر العسل….. كل الشغل دا كتير…. كتير اوي عليا
دخلت السكرتيرة قائله بسرعة: استاذه مليكة لو سمحتي… الملفات دي لازم تتراجع وتمضيها بسرعة
تأوهت مليكة مصطنعة البكاء وهمست : آه ملفات تاني… يا ربي كدا كتير
استفسرت السكرتيرة قائله: بتقولي اي
هزت مليكة رأسها وهتفت باكية: مقولتش… مقولتش… سيبي الملفات واطلعي يا هناء
أومات السكرتيرة وخرجت… فغطت مليكة وجهها بكفيها وغمغمت: انا اللي عملت دا كله في نفسي… انا السبب… انا السبب
ابعدت كفيها عن وجهها وتنفست بعمق وشجعت نفسها قائلة: اجمدي كدا يا موكة… مش شوية ملفات هيهزموكي…. انتي اقوى من الملفات
امتلئت بالعزيمة فأخذت أحد الملفات تقرأه بتمعن وخبره ثم ذيلت نهايته بإمضتها الخاصة
بعد بعض الوقت رن هاتف مليكة فتركت الملف من يدها ورفعت الهاتف تنظر الي المتصل… ثم اتسعت إبتسامتها بمكر وهى تعض على شفتيها تترك الهاتف يرن حتى كاد الرنين ان يتوقف فأسرعت بلإجاب برقة: الوو
جاءه الرد من الطرف الآخر قائلا بمغازلة: احلى الوو سمعتها في حياتي
ضحكت مليكة بقوة وهتفت بمشاغبة: قديم اوي الكلام دا يا آسر
شاركها آسر الضحك وقال : انا حسيت كدا فعلا
ابتسمت مليكة وسألت بجدية: خير يا بشمهندس بتتصل بيا ليه…. انت عارف طبعا اني سيدة أعمال مهمه ووقتي بفلوس
قهقه آسر بشدة حتى دمعت عيناه وقال: انا مقدر طبعا وقت حضرتك الثمين….. فلو سمحتي يعني ممكن اعزمك ع الغدا
تصنعت مليكة الإنشغال وتمتمت بهدوء: صدقني يا بشمهندس انا مشغولة جدًا…. ومعنديش وقت خالص
تكلم آسر برزانة يحثها على الموافقة: بليزز يا مليكة… مش هاخد من وقتك كتير…. وكمان في حاجه مهمة عاوز اتناقش معاكي فيها
صمتت مليكة لثواني تفكر ثم تمتمت: تمام… موافقة
ضم آسر كف يده وهزها بحماس قائلا: تمام هعدي عليكي في الشركة كمان ساعة… اوكى
أومأت مليكة برأسها كأنه يراها وقالت: اوكي…. سلام
اغلقت مليكة المكالمة وظلت تنظر أمامها بشرود تشعر بمشاعر غير مفهومة تنتابها تجاه آسر فلقد تقرب منها بشدة منذ ان رأها وتحدث معها بحفل زفاف مراد….. لا تنكر أبداً انه وسيم بشدة وراقي ولكن تشعر بداخلها انه ينقصه الكثير من الأشياء فكثرة مبالغته في مدح ذاته تشعرها انه يفتقد الى الثقة بالنفس عكس ما يظهر للجميع انه متعجرف ومغرور… وايضا لا تنكر انها شعرت انه كثير العلاقات النسائية ولا تنكر عليه ذلك فلقد تربت في بيئه مفتوحة وتفهم انه يمتلك جميع المقومات التي تجعل اعتى النساء تتهافت عليه…. ولكن رغم ذلك يبدو عليه التعاسة وعدم الراحة وتشعر ايضا انه بداخله طفل يحتاج دائماً الى وجود أبيه فدائماً يتطلع حوله كأنه ينتظر أحداً ان يظهر أمامه او يحرك السوار الجلدي الموجود حول يده وكأنه يستمد منه الأمان
شعرت أنها استغرقت في شرودها فنفضت عنها هذه الأفكار وعادت مرة آخرى لقرأت الملفات الموجودة أمامها
………………………
كانت تالين تقف مع أحد الموظفين في الشركة فلقد تعرفت على الجميع وأصبحت مقربة منهم فببشاتها وشخصيتها البسيطة المحببة أثرت قلوب الجميع
كانت تتحدث معة بجدية اما هو كان في عالم آخر يتطلع الي ملامحها الرائعة بإعجاب شديد… كانت تنظر الي الملف في يدها وتشرح شئ ما فسقطت غرتها تغطى نصف وجهها وعينيها فرفع يده بسرعة وابعدها برفق عن عينيها
فى نفس الوقت خرج فارس من مكتبه ورأها واقفه مع هذا البارد المسمى ب سعد فهو يشعر ان هذا الشاب ليس سليم النية تجاهها ولكنها تقول انها تحب الجميع وتعتبرهم أخوه لها… ظل ينظر إليهم بغضب شديد وعندما رأي سعد يرفع لها غرتها بعيد عن عينيها شعر بالدماء تغلي في رأسه وأسرع بإتجاههم وملامحه لا تنذر بالخير أبداً
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحببت مشوها)