رواية أجبرتني قسوة الحياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية السيد
رواية أجبرتني قسوة الحياة الجزء الخامس عشر
رواية أجبرتني قسوة الحياة البارت الخامس عشر
رواية أجبرتني قسوة الحياة الحلقة الخامسة عشر
حاولت أميره أن تفتح الظرف لترى ما به ولكن هرول كمال وأخذه من يدها ومنعها قائلًا
كمال بتوتر: دا … دا شغل
كمال محاولا تغير الموضوع :خالد عامل إيه معاكِ؟
أميره: الحمد لله بيعاملني كويس جدًا
كمال: طيب كويس أوي… ربنا يهديه
أميره: هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال وتجاوبني بصراحه يا بابا؟
كمال: طبعا اتفضلي
أميره :هو أنا ليه بحس إن إنت وخالد فيه بينكم وبين بعض حاجه!
كمال: حاجه زي ايه يعني؟
أميره :زي مش بتطيقوا بعض مثلًا
صمت كمال لوهله ثم قال
كمال بتنهيده: أظن إن جه الوقت عشان تعرفي الحقيقه
أميره بقلق: حقيقة إيه؟
كمال: بصي يا أميره أنا هحكيلك كل حاجه بس توعديني إن الكلام دا هيفضل سر بينا وتفكري بعقلك قبل ما تاخدي أي قرار
أميره: أوعدك يا بابا بس قول بقا قلقتني
كمال: بصي يا بنتي خالد …. هددني بدماري ودمار شغلي وعيلتي يا أقبل إنه يتجوزك وأنا عارف إنه عايز يتجوزك عشان ينتقم مني… منعني أزورك أو أشوفك أنا ومامتك، ودايمًا كان عايزنا نتعامل معاكِ وحش عشان تكرهينا!
أميره بصدمه: إيه الي حضرتك بتقوله دا يا بابا!
كمال: بقول الحقيقه الي خبيتها عنك… خالد خيرني إن أجوزك ليه أو يحبسني وياخد كل فلوسي
أميره: أنا مش مصدقه! مستحيل الي حضرتك بتقوله دا!
كمال: دي الحقيقه تصدقي متصدقيش دا الواقع… هددني… كان لازم أضحي عشان خاطر إخواتك
أميره بدهشه :قمت ضحيت بيا انا هو أنا رخيصه أوي عندك كدا!!
كمال :ليه بتسميها إن ضحت بيكِ؟ ليه متقوليش إني أنقذتكم! أنا كنت متأكد إنه مش هيأذيكِ وإلا مكنتش جوزتك ليه
أميره بصوت مرتفع: متأكد من إيه يا بابا!!
سكتت لحظات وأردفت: عارف أنا ساعات بحس إنكم مش أهلي… ممكن تضحوا بيا في أي لحظه عشان بس تأمنوا نفسكم… أنا همشي يا بابا… يارتني ما سألتك يارتني ما جيت أصلًا يارتني ما عرفت… أنا هختفي من حياتكم كلكم طلما أنا الركن الهش إلي كله بيضرب فيه وقت اللزوم
ثم همت لتفتح الباب فأوقفها صوت كمال
كمال: أميره …متنسيش إنك وعدتيني! وياريت تفكري بعقلك
أميره :إطمن يا بابا… أميره مبتخلفش وعدها… مش هتشوف وشي تاني لا إنت ولا غيرك
ثم تركت البيت وغادرت، جلس هو يبتسم بخبث على ما فعله فقد أصاب هدفه جيدًا ..
______________________
وفي السيارة
فارس: برده مبيردش على الموبايل
أمل: خليك وراه لحد ما يرد الموضوع ميتسكتش عليه، لو كدا نروحله البيت
فارس: حاضر أديني برن
ظل فارس يحاول أكثر من مره وأخيرًا أجاب خالد
خالد: السلام عليكم
فارس: عليكم السلام إيه كل ده كنت فين؟ مبتردش عليا ليه؟
خالد: أسف والله كنت مشغول
فارس : طيب أنا عايزك في موضوع مهم… إنت فين وأنا إجيلك
خالد: في ايه خير؟
فارس: لا مينفعش في التلفون إنت فين؟
خالد: لا مش هينفع أنا هيجيلك أنا بعد ما أخلص
-ماشي بس متتأخرش عليا
_____________________
وفي بيت رنا
ريهام : ريري العثل بزياده
رنا :نعم يختي مش فيقالك دلوقت سيبيني
ريهام :ياسر بره
رنا : إيه دا بجد!!
ريهام :أيوه و قاعد مع بابا في الصالون
رنا : مقاليش يعني إن هو جاي
ريهام: اتنيلي هو إنتوا بتتكلموا أصلا عشان يقولك
رنا :تصدقي صح…. الواحد مش مركز اليومين دول عشان نورهان الي إختفت دي
ريهام :هترجع بالسلامه إن شاء الله متقلقيش
رنا : بس ياسر عايز ايه يا ترى!
ريهام : واحد جاي لخطيبته… أكيد عايز يتطمن إنك عايشه!
دخلت والدة رنا
الأم: قومي إلبسي خطيبك عايزك بره
رنا : هو هنا من إمته ؟
هند : ما إنتِ لو بتكلميه زي بقيت الناس كنتي عرفتِ هو جاي ليه ومن إمته!
رنا : لعلمك بقا يا ماما أنا بعمل كدا عشان ربنا يباركلي في حياتي بعد كدا… أنا لو كلمته هبقا بفتح باب للشيطان وأنا مش عايزه كدا
-حتي كلميه واتس كتابه
رنا: لا واتس ولا غيره عشان الحب يولع في الدرا والقلوب الحمرا وإيموشنات الحب تولع في الشات
هند : يا بت دا خطيبك يعني طبيعي لازم تحبيه
رنا :لا مش طبيعي… لما يبقا جوزي هبقا أحبه براتحتي عشان الدين أمرني بكده
ضربتها الأم على كتفها بغلظه وقالت
هند : هتفضلي طول عمرك معقده، بطلي تعقيد يا بت، عايزه تفهميني إنك مش هتموتي على الواد
رنا: حتى لو هموت عليه… أنا سمعت شيخ بيقول لازم أي بنت تصون نفسها لزوجها وبس إفرض لا قدر الله محصلش نصيب هيقون موقفي إيه… والكلام بتاع حبيبي وروحي وحبعمري وسندي و قلبي وكبدي ومعدتي مشوقته خالص
الأم: قومي يا معقده خلصي قابلي خطيبك ولا أقوله مش عايزه وبتتهرب
رنا بإبتسامه: ﻷ يا مامتي جايه أهوه لحظه واحده…. خليكي محضر خير كدا
هتفت والدتها: دا إنتِ غريبة جدًا! عينك بتطلع قلوب لما بتسمعي إسمه ومع ذالك بتكابري!
هبت رنا واقفه وقالت
رنا: كل حاجه في الحلال حلوه!
جزء من كلامها صحيح، لكن يجب أن تكلمه حتى تكشف ما بداخله، عليها الحذر من طريقة الكلام حتي لا يأخذ منهما منحنى خاطئ قبل ميعاده، ولكن يجب أن تتعرف عليه وإلا لمَ شُرعت الخطبه! أليست الخطبه للتعارف بين الطرفين! فكيف سيتعارفا بدون حديث!
فما عهدناه في هذا الزمان الحائر البائر، وما يفعله الشباب والفتيات من الإرتباط وما يسميانه بالكراش فما هو إلا تسيب وإنفراط وبعد عن الدين لابد أن تعلموا أن هناك حدود للتعامل بين الرجال والنساء، لن أقول سوى” الحلال بين والحرام بين” فمن يريد الحلال يعرف حدوده، ومن يريد الأخر فليتبع الخطوات “خطوات الشيطان” التي تبدأ بنظرة ثم كلمة ثم الباقي….
آيه السيد
______________________
في منزل كمال، دخلت هاله للبيت ثم لغرفة المكتب بدون إستئذان، جلست تلهث من أثر الركض هدأث ثم قالت: أنا شوفت نورهان!
كمال: إيه الي بتقوليه دا يا هاله… إنتِ إتجننتِ؟
هاله: والله العظيم شوفت نورهان … مش معقول تكون دي روحها يعني… أنا متأكده إنها عايشه
أخرج كمال الصور من الظرف
كمال: وبالنسبه للصور دي إيه ؟
نظرت هاله إلى الصور
هاله : معرفش بقا…. ممكن يكون بيضحك عليك عشان ياخد الورق والفلوس
كمال: إبن ال**** أنا هعرف أتصرف معاه إزاي!
وفي الحال إتصل كمال على مصطفى
مصطفى : يعني حضرتك مش مصدقني ؟يبقا نتقابل وتشوف الجثه بنفسك
كمال: هنتقابل فين؟
مصطفى : هعدي عليك بالعربيه كمان ساعه أخدك بنفسي
______________________
وفي الطريق تسير أميره لا تدري ما هو إتجاهها، لا تعلم كم ابتعدت عن البيت، تسيل الدموع من عينيها حتى وصلت مكان، وقفت تنظر للنيل تريد أن تلقي نفسها بداخله، صوت من داخلها يدفعها لتفعل وأخر يردعها ويصدها، الجو هادئ إلا من الضوضاء التي تنبع من داخلها، الظلام أمامها يشبه دُجنة حياتها، أطلقت سراح دموعها.
إذا أصابنا شجنًا نجد أن الديچور أصبح يخيم على ذاكرتنا فلا نتذكر سوى كل ألم وكل وجع وكأننا لم نذق السعادة قط!
آيه السيد
تحدثت مع حالها بصوت تسمعه
أميره ببكاء : ليه كل دا بيحصلي …وأنا الي قولت خالد هيعوضني عن كل الي شوفته في حياتي … لييييييه كدا كل الي حوليا قاسين ليييه!!
ثم أطلقت صرخه : اااااااه …..يارب أنا تعبت من الحياه دي نفسي أرتاح بقا يارب
وقفت طويلا تحاكي نفسها وتبكي حتى عادت لوعيها وقررت أن تبحث عن أي مسجد تصلي به وتشكي لربها علها تدرك وجهتها، سمعت صوت ليس بالغريب عنها يقرأ: “….. ولا تيأسو من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”
شعرت أميره أنها رسالة من الله فقالت بصوت مسموع : مش هيأس يارب مش هيأس طول ما إنت جنبي مش عايزه حد خالص …. أنا بحبك أوي يارب
سمعتها سيده تجاوزت الأربعين تسير خلفها: طيب متيجي تصلي في الجامع دا حتى نلحق الركعه التانيه ورا الإمام
أميره :ياريت أنا مكنتش أعرف إن فيه مسجد سيدات هنا!
السيده :طيب يلا بينا عشان نلحق
وبالفعل ذهبت أميره معها، ﻷن صوت إمام المسجد كان مؤثر يشبه صوت خالد كثيرًا لكن خالد لا يحفظ تلك الآيات! يبدو كأنه هو! كانت تود أن تسمع المزيد حتى تروي جرح قلبها المفتور.
______________________
وفي مسجد السيدات، بعد إنتهاء صلاة العشاء تجلس أميره تغمض عينيها وتستغفر الله على ذلة لسانها وعلى الأفكار الشيطانيه التي راودتها قبل قليل، جاءت السيدة وجلست بجوارها
السيده : إنتي كويسه؟
انتبهت أميره على صوتها ففتحت عينيها وابتسمت
أميره : الحمد لله… تعرفي إن اﻹمام دا صوته حلو أوي ما شاء الله
السيده :اه فعلا… علفكره هو أول مره يصلي هنا عشان مسمعتش الصوت دا قبل كدا
أميره :حظي بقا…. بجد صوته مؤثر جدًا
إبتسمت السيده وصمتت قليلا ثم قالت
السيده : باين عليكي الدنيا مبهدلاكِ أوي!
تنهدت أميره بحسرة وأردفت
أميره: أوي أوي أوي بس الحمد لله على كل حال
السيده :الحمد لله رب العالمين… ممكن أقولك نصيحه تقبليها مني؟
أميره : ياريت… طبعا إتفضلي
السيده : الدنيا دي كلنا بنعيش فيها ندور على السعاده وراحة البال مش هقولك إنهم مش موجودين ﻷ بالعكس موجودين بس الناس مش عارفه هما فين مش عارفه طريقهم، مع إنهم قدام عنينا مش سراب لا دول حقيقه!
أميره بدموع: أنا تعبت أوي مش شايفه أي أمل أعيش عشانه
السيده: تبقي عاميه… متخليش الحزن يسيطر عليكِ
أميره: أعمل إيه وأعيش ليه
السيده: لرضا ربنا… قربي منه واشكيله واحكيله متسيبيش القيام في الثلث اﻷخير من اليل… جربي وهتدعيلي
أميره :صح عندك حق… أنا بعدت أوي عن ربنا بس أنا راجعه يارب راجعه
السيده: إبقي خلينا نشوفك بقا
أميره : هيحصل إن شاء الله ….أنا همشي بقا عشان اتأخرت أوي…. سلام عليكم
السيده : وعليكم السلام
خرجت أميرة من المسجد تتذكر أبيات شعر قرأتها وبدأت ترددها:
وإذا الشدائد أقبلت بجنودها
والدهر من بعد المسرة أوجعك
لا ترجو شيئًا من أخٍ أو صاحبٍ
أريت ظلك في الظلام مشى معك
وارفع يديك إلى السماء ففوقها
ربٌ إذا ناديته ما ضيعك
“محمد رباح”
______________________
ومن مسجد الرجال يخرج خالد ومعه رجل يظهر عليه الشيب الذي ملئ رأسه يدعى الشيخ كريم
الشيخ : ابقى خلينا نسمع صوتك الجميل دا تاني يا شيخ خالد
خالد مبتسمًا: إن شاء الله يا شيخ… أنا مش شيخ أنا راجل على أد حالي
الشيخ : لا يا سيدي شيخ زي العسل…. والقرآن بيخرج من قلبك عشان كدا بيدخل قلوبنا كلنا
خالد :إدعيلي يا شيخي أختم القرآن …
الشيخ :طول ما إنت ملتزم بحضور الدرس في المواعيد وملتزم بكل أحكام التجويد الي اتعلمتها إنت كدا على الطريق الصح وهتوصل
خالد: يارب يا شيخ كريم
أضاء هاتف خالد معلنًا عن مكالمة من فارس الذي رد بغضب: إنت بتهزر وموبايلك اتقفل ليه!
-أنا آسف والله نسيتك خالص إنت فين أنا هيجيلك
فارس: أنجز يا خالد الموضوع مستعجل
خالد: حاضر مسافة الطريق
أغلق مع فارس وطلب رقم أميره ردت عليه بجمود: نعم
-اي دا مالك!
-مفيش حاجه…. أنا راجعه البيت أهوه
-طيب هعدي عليكِ
-لأ شكرًا أنا هرجع لوحدي
تعجب من رد فعلها وقال: طيب ماشي ترجعي بالسلامه
______________________
وبعد ساعه وصل كمال وهاله مع مصطفى ليتأكدو أن جثة نورهان تم دفنها وأنها قد ماتت
مصطفى: أنا هأكدلكم إن نورهان ماتت
ثم بدأ بنبش الحفرة حتى ظهرت أمامهم الجثه بملابس نورهان ووجهها الشاحب، وما أن تأكدو أن هذه نورهان حتى قام مصطفى بردم الحفره من جديد
مصطفى: أتمنى تكون صدقتني كدا يا كمال بيه
كمال :تمام كدا
مصطفى :يلا بينا ولا إنتوا حابين المكان هنا
وما أن همو بالرحيل حتى صاحت هاله
هاله: نورهان!
كمال: بسم الله الرحمن الرحيم … دا أكيد شبح… انصرف انصرف
رفعت نورهان وجهها الملطخ بالدماء وهي تقول
نورهان: كنت متأكده إنكم هتيجو جه الوقت عشان أخد حقي منكم
هاله بخوف : لا لا أرجوكي
مصطفى : إيه الي بتقولوه دا يا جماعه مفيش حد غيرنا إحنا التلاته… إنتوا بتكلموا مين؟
كمالل: قدامك أهيه… إنت… إنت إزاي مش شايف!
هاله :أيوه والله وأنا شيفاها كمان!
مصطفى: هي فين دي!
إلتفتا كمال وهاله يمينًا ويسارًا، ولم يجدا لها أثر فقد إختفت من جديد
مصطفى بخبث: إشمعنا أنا مش شايف حاجه إيه الي بتقولوه دا!
كمال : يلا يلا… يلا يا هاله من المكان ده
ثم ركبوا السياره وانطلقوا إلى بيتهم
على جانب أخر
نورهان: يا بابا لازم يعني تنادي عليا كنت عايزه أجننهم شويه!
الأب: أنا بقول كفايه كدا بقا أنا خايف عليكِ منهم
نورهان بضحكه: بس مشوفتهمش وهما واقفين مرعوبين… دا صدقو إني شبح باين!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أجبرتني قسوة الحياة)