روايات

رواية أبو الرجالة الفصل السادس 6 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة الفصل السادس 6 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة البارت السادس

رواية أبو الرجالة الجزء السادس

أبو الرجالة
أبو الرجالة

رواية أبو الرجالة الحلقة السادسة

وضعها على الفراش وكأنه يملك العالم، ها هو عطره المفضل بين يديه، أخذ نفسا عميقا وهو يدفن وجهه بعنقها ليأخذ أكبر قدر من عطرها، بدأ يرسم لوحته المميزة بشفتيه على عنقها الناعم ومقدمة صدرها، هو يرسم وهي غارقة ببحر الأحلام تائهة بين أحضان رجل خبير.
همس إليها بنبرة شغوفة :
_ أنتِ أحلى واحدة أنا شوفتها..
جملة ساحرة زادت من ثقتها بنفسها كأنثي، أغلقت عينيها دون رد قلبها يرفض الحديث يود فقط ما يحدث الآن، فتح باب الغرفة ودلفت ثريا بتعب أعصاب تبحث عن البنات لتقول لهن على الرحلة، تجمدت بمحلها من هول الموقف..
لم تفكر أو تعمل حساب لأحد أقتربت من نوح لتسحبه من فوق الفراش مردفة بغضب وجسدها بالكامل ينتفض :
_ أنت بتعمل ايه في البنت يا حيوان يا قليل الأصل؟!..
تفاجأ من دخولها هذا، لعنها بعقله هادمة اللذات، كان على قرب خطوة واحدة من الوصول حتى أتت إليه تلك الكارثة، أبعد يدها عنه قائلا بغضب وقح :
_ يلعن أبو كدة طلعتيلي منين أنتِ وبعدين إيه قلة الذوق دي شوفتي حاجة مش عاجبكي أقفلي الباب وأخرجي..
كانت حالة عطر لا تحسد عليها، جسدها انتفض مع رؤية والدتها، اتسعت عيناها من رد نوح والأسوأ عندما خفضت نظرها لترى جسدها شبه العاري، سحبت غطاء الفراش سريعاً لتختفي تحته أما ثريا قالت وهي على مشارف الجنون :
_ ده أنت قليل أصل وكمان بجح و ليك عين ترد عليا..
أجابها بضيق وهو يرتدي قميصه الملقى على الأرض :
_ مردش ليه هو أنا على رأسي بطحة والا تكوني ماسكة عليا زلة، دي مراتي على سنة الله ورسوله مش جايبها من الكباريه اللي على أول الشارع.
ألقت نظرة سريعة على ابنتها التي سقطت دموعها من شدة الخجل، لأول مرة تشعر أنها غير قادرة على رفع عينيها بعين والدتها، أنقذ نوح الموقف وهو يقول :
_ بقولك ايه يا ثريا الفرح يوم الجمعة الجاية استري علينا بقى بدل ما يتعمل وبنتك في السابع..
وجهت حديثها لعطر مردفة :
_ أنتِ موافقة على كلامه عايزة تتجوزي الواد ده بجد؟!..
حقا تود الموت الآن أرسل إليها نوح نظرة نارية جعلتها تحرك رأسها عدة مرات قائلة :
_ أيوة يا ماما موافقة والله نوح طيب وابن حلال وأنا بحبه، عارفة ان حضرتك حكمتي عليه بسبب تجربة فيروز وفريد بس صدقيني نوح غير خالص..
ابتسمت إليها ثريا إبتسامة ساخرة، ابنتها من شدة حبها أصبحت عمياء لا ترى أن أبناء أبو الدهب جميعا مثل أبيهم، أشاحت بوجهها بعيدا عنها وقالت لنوح :
_ ماشي يا ابن كمال الفرح الجمعة الجاية، بس لحد اليوم ده ما ييجي مش عايزة أشوف وشك هنا..
خبيث ابن كمال ها هو وصل لما كان يريده، فهو خطط لكل هذا مع أبيه حتى تأتي ثريا بهذا الوقت وترى هذا المشهد، أومأ إليها قبل أن يلقي على عطر قبلة بالهواء مردفا وهو بطريقه للخارج :
_ وأنا موافق هصبر الأربع أيام دول يا ثريا..
ذهب وظلت هي مع والدتها، قالت ثريا بصوت قوي :
_ ارفعي وشك ليا وبطلي تهربي بعينك مني.
رفعت وجهها ويا ليتها لم تفعل، نظرة الخذلان بأعين ثريا قتلتها لأول مرة تراها ضعيفة هشة بهذا الشكل فتحت فمها قائلة بتردد :
_ ماما أنا..
_ مش عايزة أسمع منك كلام، بس عايزاكي تعرفي إن عشان تعيشوا في أمان أنا دفعت التمن غالي وغالي أوي كمان، نفسك فيه وأهو أنا وافقت هتشوفي عيال أبو الدهب لما بياخدوا اللي هما عايزينه بيبقوا عاملين ازاي، يا خسارة يا عطر يا ألف خسارة كنت فاكرة إنك أذكي من كدة..
خرجت تحاول الفرار من أي حديث آخر وتركت الأخرى تائهة خائفة لا تعلم أهذا الحب سيأخذها إلى باب الجنة أم سيلقي بها بأعماق النار..
_____ شيماء سعيد ______
بمطعم فخم أخذت هادية تتفقد المكان حولها بنظرات متحمسة، أما خاطر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل لها كان يتابعها هي، تعبيرات وجهها تجذبه وتشعره كم هي رقيقة لذيذة جذابة، وضع ساقا على الآخر وهو يعد نفسه بمتعة فائقة بالأيام المقبلة من تلك الصغيرة..
أتى النادل لتنتبه على حالها أخيراً مردفة بهدوء :
_ لأ شكراً مش عايزة حاجة يا ريت يا أستاذ خاطر تقول عايز إيه عشان معنديش وقت..
_ واحد قهوة سادة وواحد شاي بلبن.
ذهب النادل وعاد هو للنظر إليها بصمت لتقول بتعجب :
_ أنت عرفت منين اني بحب الشاي بلبن؟!.
رد عليها بابتسامة واثقة :
_ لما بحط حد في دماغي بعرف عنه كل حاجة حتى بيحلم بأيه وهو نايم..
زادها ثقة رغم غروره، هذا ما كانت تود الوصول اليه، تشغل تفكيره وتسيطر على وقته، ها هي أخذت أول خطوة في الوصول لقلب خاطر أبو الدهب، ابتسمت إليه إبتسامة ساحرة ثم سألته بدلال مقصود :
_ يعني أنا كدة قاعدة في عقلك ومربعة..
ضحك من قلبه بملامحها براءة هي بعيدة عنها كل البعد، سألها هو تلك المرة :
_ عايرة مني إيه يا بنت ثريا من غير لف ودوران وبلاش تقولي وقعتي في غرامي مش هصدقك..
ذكي وذكائه يصعب عليها المهمة، حركت كتفها بلا مبالاة بنفس اللحظة عاد النادل ومعه المطلوب، أخذت كوب الشاي بحليب وأخذت منه عدة رشفات مستمتعة ثم وضعته مكانه مردفة ببرود :
_ تقدر تقول بلعب، ليا مزاج آخد حق أخواتي.
تعجب من جرائتها وزاده حديثها فضول بالتقرب منها أكثر، أعتدل بجلسته وقال :
_ وهتأخدي حق أخواتك مني ازاي يا هادية؟!..
أجابت بثقة بها الكثير من الكبرياء :
_ هتقع في غرامي وتتمنى قربي كمان يا إبن أبو الدهب بس وقتها هتجوز غيرك وهتبقى نجوم السما أقرب لك مني..
جنون ما قالته ليس له أي تفسير غير أنه جنون، للمرة الثانية تقدر على إخراج ضحكة رنانة من أعماق قلبه، غمز إليها بمكر قائلا :
_ ثقتك في نفسك حلوة وبصراحة عندك إمكانيات تستحق الثقة، بس أنا كمان جامد وممكن بدل ما تبقي الصياد تبقي الفريسة..
تحولت ملامحها للغيظ من حديثه الوقح، تعلم نيته ومع ذلك ترفض الخروج من تلك اللعبة إلا بعد الفوز، أخذت نفسا عميقا وتحدثت وكأنه لم يقل شيئا :
_ مالكش دعوة أنا مستحيل أقع المهم تبقى واثق في نفسك وتقدر تلعب يا خاطر بيه..
_ وماله نلعب أهو على الأقل نبقى على العيلة كلها ومحدش يبقى أحسن من حد..
____ شيماء سعيد _____
بالمشفى..
ظلت بغرفة مكتبها تجلس على المقعد لأكثر من ساعة بعد دخول زوجته عليهما وقطع حديثها معه، إلى الآن لا تصدق أنه يريد العودة إليها بعد كل ما حدث لها بسببه، مشاعر كثيرة بداخلها والأقوى بهم هو شعورها بالخذلان، طلب العودة وبنفس اللحظة دلفت زوجته ليأخذها بين أحضانه مقبلا رأسها وكأنها غير موجودة بالمكان..
ظلت تائهة ولم تشعر بدخوله، أغلق الباب خلفه وجلس على الأريكة قائلا :
_معلش يا فيروز لما هالة وصلت مكملناش كلامنا..
هنا فاقت على نفسها، اعتدلت على المقعد وقامت بارتداء نظارتها الطبية مردفة بنبرة ساخرة :
_ يا سلام ولما أنت من الأول كدة خايف منها، أومال طالب ترجع ليا إزاي؟!..
بالحقيقة فريد أقل أولاد أبو الدهب وقاحة، لذلك شعر بالخجل من سؤالها والخجل الأكبر من إجابته، حمحم ثم قال بنبرة متحشرجة :
_ لأ ما هو هالة مش هتعرف ومفيش حد هيعرف بالرجوع ده..
ثواني مرت عليها بلا كلمة حتى تعبيرات وجهها غير مفهومة بالمرة، هل وصلت به الوقاحة لهنا هل هي رخيصة بنظره لتلك الدرجة، مع كل يوم يمر تندم على وقوعها بحب واحد مثله، خرجت منها الكلمات بخبية أمل كبيرة :
_ يااا ده أنا رخيصة في نظرك قوي، إزاي قدرت تضحك عليا وترسم الحب سنين وأنا زي الهبلة مصدقة، بس أقولك على حاجة رخص برخص بقى مادام نفسك فيا يبقى تدفع يا دكتور..
بالبداية توقع انهيارها، كان يستحمله لأنه يعلم كم هي رقيقة، قدرت بالفعل على ضربه بعرض الحائط صدم من ردها ومن طلبها، سألها بذهول مردفا :
_ يعني إيه أدفع مش فاهم؟!..
تغيرت فيروز مئة وثمانون درجة، وضعت ساقا على الآخر بعدما خلعت نظارتها الطبية وقالت ببرود :
_ طول عمرك ذكي يا دكتور وبتفهم كل حاجة وهي طايرة، عايزة شقة باسمي وعيادة كمان، أظن دول مش كتير عليك ولا خسارة فيا أنت أكتر واحد عارف اني أستحق، مش هطلع كل مرة خسرانة وبصراحة بقى أنت واطي وقليل أصل وأنا لآزم أضمن حقي..
_ موافق أشتري..
_ وأنا موافقة أبيع..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبو الرجالة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى