روايات

رواية أبو الرجالة الفصل السابع 7 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة الفصل السابع 7 بقلم شيماء سعيد

رواية أبو الرجالة البارت السابع

رواية أبو الرجالة الجزء السابع

أبو الرجالة
أبو الرجالة

رواية أبو الرجالة الحلقة السابعة

بيوم الجمعة..
بقاعة لطيفة بأحد أرقى الأماكن بمدينة الإسكندرية، نزلت عطر بيد كمال ليسلمها بنفسه لنوح، وقفت ثريا تتابع الأمر أمامها بدموع أغرقت وجهها، خطأ صغير أتى بعده ألف خطأ كبير، حبها من البداية لكمال جعلها تصل هي وبناتها لحافة الهاوية.
أزالت دموعها بكف مرتجف وعادت بالذكريات للخلف، لذلك اليوم الذي تزوجت به كبير عائلة أبو الدهب..
طلقها زوجها لسبب مجهول أو كما قال حتى يأتي بالصبي من أمرأة أخرى، تركها وحيدة مع ثلاث فتيات لتبقى هي الأم والأب، اليوم أنتهت عدتها وانتهى معها آخر خيط يربط بينها وبين أبو البنات..
أعدت نفسها للذهاب للمدرسة بالصباح الباكر، وقفت أمام المرايا تمشط خصلاتها السوداء، دق باب المنزل لتقول بتعجب :
_ خير يا رب مين اللي هييجي في وقت زي ده البنات خرجت…
تركت ما بيدها وبخطوات سريعة وصلت للباب فتحته لتجد أمامها كمال أبو الدهب، سمعته معروفة بالمكان بأنه عاشق للنساء ولتكون صادقة كان دائماً معها شخص محترم حتى بعد طلاقها كان مثل الأب لبناتها، أردفت بقلق :
_ صباح الخير يا كمال بيه خير في حاجة؟!..
رد بنبرة هادئة وهو يشير بعينه للداخل :
_ ينفع أدخل الكلام مش هينفع على الباب..
ابتسمت بتوتر ثم حمحمت قبل أن تقول :
_ على عيني طبعاً أدخلك وأعمل معاك الواجب بس أنا هنا لوحدي والبنات مشيوا..
أجابها بعدما أزاحها للداخل وترك الباب مفتوح، رأى الأريكة الكبيرة الموضوعة بالصالة ليجلس عليها وضعا ساقا على الآخر براحة مردفا :
: اللي جاي لك عشانه مينفعش البنات تسمعه عشان كدة جيت لما اتأكدت أنهم مشيوا، أما بالنسبة لموضوع أننا لوحدنا تقدري تسيبي باب البيت مفتوح..
تركت باب المنزل مفتوح وهي متعجبة من حديث، لا تعلم لما بدأ القلق ينهش بداخلها لهذا الحد وكأن كارثة في الطريق إليها، اقتربت منه وجلست على المقعد الذي على بعد مسافة مناسبة منه مردفة بتوتر :
_ خير يا كمال بيه في إيه؟!.. أنا بدأت أقلق بصراحة…
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بابتسامة هادئة :
_ هو الموضوع فعلاً مقلق بس هيبقى خير لو عرفنا نوصل مع بعض لحل مناسب..
أومأت إليه بترقب تحثه على إكمال حديثه ليكمل هو بكل أريحية :
_ قبل طلاقك بست شهور حمدي أستلف مني خمسين ألف ولما جه وقت السد رفض يدفع الفلوس بس أدى ليا حاجة تانية مكانها..
شعرت بشيء غريب من طريقته بالحديث والعجيب كانت نظراته إليها، أومأت إليه بتوتر قائلة :
_ طيب أنا مالي بالموضوع ده؟! زي ما حضرتك شايف إحنا منفصلين من تلات شهور وأكتر..
زادت ابتسامته اتساع وهو يقول بثقة :
_ أنا عارف الكلام ده وعارف إن النهاردة أخر يوم في العدة..
تحدثت بنفاذ صبر :
_ طيب لما حضرتك عارف كل ده أنا مالي بمشاكلك معاه؟!..
أخرج هاتفه وفتحه قبل أن يقوم مقتربا منها ليقف خلف المقعد الذي تجلس عليه وقدم لها الهاتف وفتح لها فيديو قائلا :
_ الفيديو ده الحاجة اللي جوزك عارضها عليا قصاد الفلوس، وقالي بالحرف الواحد لو مراتي عاجبتك هنيمها ومش هتحس بأي حاجة هتحصل، دفعت له 100 ألف غير الخمسين مقابل إنه يطلق وينسي إنه شافك في حياته صدفة..
الصدمة شلت حركتها، عينيها مثبتة على الفيديو في حالة من اللاوعي، هل ما تراه حقيقي، هل زوجها صورها فيديوهات مثل تلك وهي بأوضاع خاصة بينهما فقط، سقطت دموعها بخوف، جسدها يرتجف ومعدتها تحثها على إخراج ما بها، شعور بالنفور والتقزز يكاد يأخذ روحها، أغلق كمال الهاتف مردفا بحنان :
_ أنتِ أغلى من إن دموعك تنزل على كلب زي ده، متخافيش مفيش مخلوق شاف الفيديو ده غيري..
رفعت عينيها الحمراء وهي تنظر إليه نظرة مشوشة من شدة البكاء مردفة بخوف :
_ أنت عايز مني إيه بالظبط؟!..
_ عايز أعيش معاكي اللي في الفيديو ده بالحلال يا ثريا..
انتهى الفلاش بااااك..
فاقت من بحر الذكريات الغارقة بداخله ومازالت تدفع ثمنه على تسليم كمال لابنتها لابنه نوح، خرجت منها آه محترقة وهي ترى عطر ترقص بين يديه مثل الفراشة تحلق هنا وهناك..
جاء كمال وجلس على المقعد المجاور لها مردفا :
_ الواد ده مش هيعمل شهر عسل لوحده هنسافر الليلة..
نظرت إليه بطرف عينيها مردفة بتعجب :
_ وهقول للبنات إيه مش اتفقنا نستنى على موضوع السفر ده شوية؟!..
_ لأ أنا راجل برجع في كلامي عادي، حضري نفسك هنسافر بعد ما الفرح ده يخلص..
على الصعيد الآخر بالمكان المخصص بالمرحاض خرجت هادية بعدما عدلت مكياجها لترى خاطر يقف على باب المرحاض، شهقت بفزع مردفة :
_ إيه اللي موقفك هنا أنت عايز الناس تقول علينا إيه؟!…
رد عليها وهو يحدق بها بنظرة غريبة لم تفهمها ثم أقترب خطوة لتعود هي للخلف حتى ضربت ظهرها بالباب خلفها، عضت على شفتيها بوجع ليقول بعبث :
_ مش فارق معايا الناس كل اللي فارق معايا إني بعيش تجربة جديدة وليا فيها مزاج جامد.
وضعت يدها على صدره حتى يبتعد ثم عدلت من وقفتها مردفة بغرور أنثى :
_ كدة أنت بتخسر من أول جولة وده مش صح..
ضحك قائلا :
_ الخسارة لو حبيتك لكن أنا عايزك والراجل بطبعه نفسه حلوة ممكن يأكل أي حاجة مادام بعدها هيشبع..
قدر ببراعة إخفاء الانتصار من على ملامحها وحل محله ضيق شديد، لتكون صادقة لقد ربح بالجولة الأول ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب، ردت ببرود :
_ ما المشكلة ان في أكلات مهما أكلت منها مستحيل تشبع فتقع في حبها وتبقى بالنسبة لك إدمان..
غمز إليها بمكر ثم قال :
_ طيب يا تسيبيني أدوق وأحكم بنفسي، يمكن أشبع ويطلع كلامك غلط..
ردت عليه بابتسامة ساحرة قبل أن تترك المكان وتذهب للحفل بالخارج :
_ الأكل الغالي مش ببلاش يا إبن أبو دهب لو جعان أوعى وعايز تسد جوعك بأي حاجة روح لبتاعت العرفي اللي كنت متجوزها..
أختفت من أمامه ليضرب الحائط بيده، هذه الفتاة تقوده للجنون، عض على لسانه أسفل ضرسه هامسا :
_ وماله نأكل ببلاش لحد ما الغالي يرخص يا بنت ثريا..
______ شيماء سعيد _____
بالخارج كان يجلس فريد بجوار هالة، كانت تتابع الأجواء حولها بصمت، ها هي تشاهد زوجها وعينه مع غيرها، ظلت سنوات تحاول الهروب مفكرة كونها أخذته من زوجته واختفت به عن الأنظار حتى أتى أخيه الأحمق وتزوج شقيقتها، تنهدت بتعب وهو يقوم من جوارها مقبلا رأسها ثم قال قبل أن يذهب :
_ خليكي مكانك أنا هروح أقف من أصحابي شوية وبعدين أشوف نوح..
أومات إليه بصمت وهي تعلم تمام العلم أنه ذاهب لفيروز إلا أنها غصبت نفسها على الإبتسامة مردفة :
_ ماشي يا حبيبي خد راحتك أنا لو زهقت هروح أقعد مع مامي وبابي على الترابيزة بتاعتهم…
أبتعد بخطوات متلهفة لتقول بحزن على حالها :
_ كنت فاكرة انك ممكن تحبني حتى لو جوازنا كان بطريقة غلط، بس ماشي يا فريد ألعب براحتك وارجع لها كمان لو عايز بس المهم بالنسبة ليا إنك تفضل معايا وفي حضني وبس..
بين الأشجار رأها تعبر من جواره بخطوات رشيقة بفستانها الأسود المصنوع من الستان، جذبها لتبقى بين يديه مردفا بعتاب :
_ وحشتيني يا فيروز، من يوم ما اتفقنا نبقى سوا وأنتِ بعيدة..
لمسته تلك تجعلها تود صفعه من أين أتى بتلك القوة حتى يكون على بعد خطوات من زوجته ويضمها بتلك الطريقة، وضعت يدها على ذراعيه قائلة بهدوء :
_ نزل إيدك دي مش من حقك تقرب مني بالشكل ده تحت أي ظرف، وبعدين إحترم نفسك مراتك عنيها لينا..
حرك رأسه بلا مبالاة مردفا:
_ مش فارق معايا غيرك، ركزي معايا يا فيروز هنتجوز أمتا؟!..
ابتسمت على لهفته تلك حتى لو تعلم غايته فيكفي رؤيتها له بتلك الحالة، رفعت يدها ومررت اياها على ذقنه هامسة :
_ طلباتي تتنفذ في نفس اليوم هكون لك..
لا يعلم لما هو حزين بهذا العرض، تمنى لو رفضت العودة إليه بتلك الطريقة، يتمنى لو يرى بها فيروز القديمة البريئة، نفض تلك الأفكار من رأسه مردفا :
_ بكرا الصبح هتبقى كل حاجة أنتِ عايزاها بأسمك بالليل تكوني أنتِ بأسمي يا فيروز..
رفعت حاجبها بتعجب قائلة :
_ بالبساطة دي هتعمل كل ده عشان نتجوز، مش خايف أحسن هالة هانم تعرف؟!..
قهقه بمرح مردفا :
_ طبعاً خايف وبترعش كمان، فوقي يا فيروز أنا فريد أبو الدهب..
أومأت إليه بهدوء :
_ تمام يا دكتور فريد نتقابل بكرا عشان كل واحد ينفذ الجزء الخاص بيه..
_____ شيماء سعيد ______
بغرفة النوم الخاصة بالعروسين، فتح نوح الباب لتدلف عطر بالكثير والكثير من التوتر، جلست على الفراش ليغلق هو الباب بلهفة قبل أن يتقدم منها بخطوات سريعة مردفا :
_ أهو ده اليوم اللي بستناه واللي بحلم بيه..
ابتسمت إليه بخجل وهي تكاد تجرح يديها من شدة الفرك بهما هامسة :
_ أنا عايزة أنام يا نوح..
رد عليها بهمجية :
_ نامت عليكي حيطة يا بت ثريا، إحنا عندنا الست مش بتنام إلا لما جوزها يموت..
شهقت بخوف ووقفت لتبقى أمامه واضعة يدها على صدره مرددة بلهفة :
_ بعد الشر عنك بلاش تقول كدة تاني..
لف يده حول خصرها بنعومة وهمس إليها بحنان :
_ لو سبتيني ونمتي أنا هموت مقهور يرضيكي حبيبك يموت مقهور؟!..
رغم خوفها وارتجاف جسدها الواضح تحت يده الا أنها حركت رأسها برفض، ابتسم باتساع ابتسامة خبيثة منتصرة مثل الطفل الذي ظل يدور حول والده طوال الليل والنهار حتى أتى إليه بلعبة كان يرغبها، دفنت وجهها بعنقه لتخفي ما تشعر به، رفع وجهها إليه مقتربا منها ويده توجهت بنعومة على ظهرها محركا أصابعه على سحابة الفستان ليسقط بعدها أرضا وبعد سقوطه حملت ختم ملكية نوح أبو الدهب…
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل ثريا.
بعدما تأكدت من نوم فيروز وهادية أخذت علبة صغيرة من حقيبتها ودلفت بها المرحاض، أغلقت الباب عليها بإحكام ونظرت للعلبة المغلقة بخوف مردفة :
_ آكيد اللي في بالي مش حقيقي يمكن وصلت لسن اليأس قبل معادي قبل الهموم لكن أكيد مش حامل..
بلعت ريقها وعقلها يحاول بقدر المستطاع تأخير تلك الخطوة، بكف مثلج مرتجف أخرجت أختبار الحمل لتأخذ نفسا عميقا تخفي به خوفها قبل أن تبدأ بعمل الاختبار..
انتهت وألقت بجسدها بجوار حوض الاستحمام والاختبار بجوارها ترفض النظر اليه مرت دقيقة في الثانية في العاشرة حتى أردفت بقلة حيلة :
_بصي عليه وخلصي نفسك يا ثريا مهما كانت الحقيقة مش هتعرفي تهربي منها..
بالفعل نظرت ويا ليتها لم تفعل، أتسعت عينيها ووضعت يدها على بطنها مرددة برعب :
_ حامل من كمال؟!…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبو الرجالة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى