رواية أباطرة الغرام الفصل الخامس 5 بقلم آية محمد رفعت
رواية أباطرة الغرام الجزء الخامس
رواية أباطرة الغرام البارت الخامس
رواية أباطرة الغرام الحلقة الخامسة
جذب أحمد آسر من تلباب قميص منامته، ثم دفعه بعيدًا عن آمال ليسقط على الأرض، يصرخ به أحمد بغيظٍ:
_ برا… أطلع برا يا حيوان… ما تختبرش صبري سبق وحذرتك قبل كده.
نهض آسر عن الأرض، يردد بحنقٍ:
_ كدا يا أبو حميد… ماشي أنا أحسن حاجة أعملها إني أهرب من هنا قبل ما أدّبس في “ستنا الغولة” دي.
خرج من الغرفة، يجوب رواق القصر في الطابق العلوي ، ليلمح باب غرفة خالد مواربًا ويظهر نورٌ خافت منها.
تسلل خفية إليها، ثم دلف ليرى خالد يشخص بصره في سقف الغرفة، فهمس إليه بخفوت:
_ بسست خالد… يالا يا خالد…خالد
همس بكلمته الأخيرة وهو يلكزه في كتفه، ليعود خالد من شتات عقله بنقزةٍ تبعها فزعة عندما رأى هذا الأحمق في غرفته، ضيق ما بين عينيه يحدثه من بين أسنانه كاظمًا غيظه:
_ أنت تاني؟! عايز إيه يا زفت؟
أنار آسر نور الغرفة ويجلس إلى جانب خالد، يُدلي بقراره الذي توصّل إليه والحزن يكسو قسماته:
_ أنا همشي من هنا وقولت آجي أسلم عليك قبل ما أمشي.
اعتدل خالد بجلسته، ليتأكد مما سمعه، يحاول تدارك حديث الطائش الذي تفوه به فرد عليه خالد بصدمة:
_ هتروح فين يا مجنون؟
ربت آسر على كتفه ويخبره بنواياه، كرجلٍ عاقل ذو حكمة، وقد تنحّى طيشه عنه لبعض الوقت:
_ أنا أخدت كل هدومي وفلوسي وكل حاجة همشي من هنا قبل ما يجوزوني لبنت الهبلة دي.
اتسعت عيني خالد بدهشةٍ أكبر، ثم أعاد النظر في حديثه، هل قال “البنت الهبلة”؟ ابتسم ساخرًا في نفسه وكأن الواصف عاقل، يقبض على كف آسر متبعًا سياسته التي ترافقه دومًا في التعامل معه “خد المجنون لحد باب الدار” أصر على بقائه في القصر قائلًا:
_اعقل يا آسر ، اهدى وصلِّ على النبي، وروح نام يا حبيبي، الصباح رباح.
اندفع إليه آسر فجأة يضمه بين ذراعيه، بعناقٍ أخوي، مودعًا إياه بإصرار ممزوج بنبرته الحزينة:
_ أنا أخدت قرار لا رجعة فيه، أنت هتوحشني أوي يا خالد أنا مبحش إلا أنت، ليك معزه خاصة عندي سلام يا أخويا اللي مش من أمي وأبويا، ابقى افتكرني بكلمة حلوة، تنسي قلبي الآاااه.
يختم وداعه بعبارة من أغنية شهيرة، وخرج من الغرفة عازمًا على رحيله، وقف خالد يحمل على عاتقيه صدمةٍ لا محال لها، يحاول تجميع شتات نفسه بعد هذا الحديث المختل، نهض عن الفراش، ويدور في عقله مهاتفة عصام.
*************
وفي غرفته كان ينام عصام عاري الصدر على سريره ، ليسمع صوت رنين هاتفه ، أجاب بنعاسٍ:
_ ألو.
تحرك خالد ذهابًا وإيابًا في غرفته، يردد بقلق:
_ عصام…
قاطعه عصام وقد أزعجه إيقاظه من نومه:
_ أنت غبي يالا بتكلمني في وقت زي ده ليه؟ زُرت أحلامك وجاي تبشرني؟
قذف خالد القنبلة في وجه عصام، الذي وثب عن فراشه مفزوعًا، ليردف عصام يكزّ على أسنانه:
_ نهاره مش فايت، أنا قولت أقتله أحسن محدش صدقني.
خرج من غرفته بعد أن أغلق الهاتف وهو يحمل قميصه بين يديه يرتديه بإهمال، ليجد خالد في منتصف الرواق في دورهم المخصص.
_إيه لقيته ؟!
قالها عصام وعينيه تجوب المكان باحثةً عنه ، في حين هز خالد رأسه نافيًا.
_ دور عليه.
قالها عصام وهو يفرك مدمعًا عينيه بسبابته وإبهامه ، ليُزيل بقايا آثار النوم، ليفزع مجددًا عندما سمع صوت خالد الذي يشير بإصبعه:
_ اهوه يا عصام..
وجه بصره إليه يجده ، يثبت سُلّماً من إحدى نوافذ القصر، و يهمّ بالنزول لأسفل ، توقف عن خطته عند سماع صوت عصام الذي بدا له كرعدٍ رغم أنه يكتمه :
_ أنا معتش ورايا غيرك يا حيوان.. عايز تهرب عشان أبوك كان هيقتلك.
سحب آسر ذراعه من بين قبضة عصام، يهتف بإصرار:
_ ابعد ..همشي يا عم أمال اتجوز عم عبده اللي فوق دي؟؟
محاولات إقناع ذلك الطائش باتت بالفشل، فأردف عصام الذي حاول أقناعه:
_تقوم تهرب… لا وذكي وواعي طالع من هنا بالسلم العمي جالك طب هتعدي من الأسلاك إزاي ولا الجانب التاني!؟ أنت متعرفش الدور ده يرتفع كام عن الأرص افرض وقعت وحصلك حاجة!
لان عقل ذلك الطائش بكلمات أخيه المعسولة والمقنعة، فقال بعد تفكير برهةً:
_ تصدق صح!
ابتسم عصام بظفر لنجاح طريقته بإقتاعه، وجه بصره لخالد مشيرًا إليه بعينيه:
_خالد دخل الشنط وأنت قدامي هتبات معايا.
اتسعت عينيّ آسر بفزع، هل سينام مع “البوص” ؟ حتمًا سيفتك به وهما لوحدهما ، فقال بنبرة ملتاعة:
_ لا لا لا أنا هبات مع خالد ، أنت لا.
كظم عصام غيظه، ويغمض عينيه مقررًا استخدام أسلوب المراوغة معه، هذا الطائش لن يكف عن تصرفاته المشابهة له دون تأديبه مرةً أخرى، ابتسم ابتسامته الصفراء، وهو يقول مراوغاً:
_ لا يا حبيبي ، مش أنا أخوك الكبير حبيبك برضه؟
ارتفع حاجبا آسر بدهشة ما هذا التحول الذي طرأ على أخيه، أشار إلى نفسه بذهولٍ ليتأكد من حديث أخيه:
_ أنت بتكلمني أنا يا عصام؟!
_ أيوة يا روح عصام.
هتف بها عصام بخبثٍ، لتتسع عيني خالد وقد فهم مغزى حديثه، إذًا تلك الليلة لن تمر مرور الكرام على أحدهم، اندفع نحو آسر يمسك كفه قائلًا:
_ آسر تعالى نام معايا بسرعة.
حاول سحبه ليقف آسر ويترك كف خالد ويضع كفيه على صدغيه بحركة تلائم طيشه، وهو يقول بولولةٍ ساخرة:
_ ياخرابي أنا مهم أوي كدا ، دول هيقطعوا بعض عشاني…
ثم اوقع نظره على عصام يُردف بشكٍ:
– طب بجملة الدلع ده دلعني عشان اتأكد أنك في المود.
لحت ابتسامة صفراء على ثغر عصام، يردد من بين أسنانه:
– يا سلام ، وأنا ليا مين غيرك يا أسورة يا حبيبي يا قلب أخوك.
انفرج شفتاه بسعادة حقيقة لما يسمعه من أخيه حاد الطباع، هل هو يحلم؟ مد كفه ليقرص يده الأخرة ويحدث نفسه بخفوت:
_لا مش بحلم.
ثم قال بصوتٍ مسموع ، وهو يحيد بنظره لخالد، الذي أخرج من جيب بنطاله سدادتي أذن:
_ شايف يا عم خالد الأخوة لما بيجتمعوا بيقى شيء عظيم مش أنت اللي كل ما آجي أتكلم معاك ألاقيك بتشخر.
هز خالد رأسه وهو يضع إحدى السدادتين ليقول:
_حيث كده “اللهم بلغت ، اللهم فاشهد” طلبت منه ينام عندي وأصريت وهو عاجبه جو الأخوة ، تصبحوا على خير يا أعز الأخوة…
ثم غمز لعصام مردفًا:
– تنساش تقفل باب غرفتك كويس علشان محدش يسمع ضحكاتكم بنص الليل.
انسحب خالد نحو غرفته صافعًا الباب خلفه، ليبقى عصام وآسر في الوسط، لف عصام ذراعه حول رقبة آسر قائلًا بتوعد خفي:
_ يلّا يا أسورة الليل طويل، خلينا منفوتش اللحظة.
ضحكة آسر البريئة تؤكد سذاجته، يسهل خداعه من أي أحد، لينساق معه إلى غرفته، ما أن دخلا الغرفة، حتى أغلق عصام بابها بإحكام، ثم نزع حزام جلدي، وهو يسأل:
_ خد يا أسورة، إيه رأيك بالحزام ده؟
ابتسم آسر باتساع، التي زادت من غيظ عصام:
_ الله إيه الحزام الحلو ده شكله جميل! شكلي بقى هستعيره منك.
ازداد ابتسامته الصفراء، وهو يلف طرفه حول قبضته ويهوي به عليه، لتتعالى بعدها صرخات آسر، يردف عصام بغيظٍ:
_ ميغلاش عليك يا حبيبي خد، خد بقا عشان تعرف تهرب أنا هربيك من أول وجديد.
تتوالى الضربات المصوبة على آسر ، ويزداد صراخه مستنجدًا:
_ آآآآآه، خلاص يا عصام والله ما ههرب تاني، آآآآه الحقوني يابشر ياللي في القصر.
ازداد غضب عصام ليهتف بحنق:
_ ولا حد هيعبرك ياحيوان.
ازدادت الضربات لآسر فيمسك بيده مترجيًا:
_ أهدى يا عصام أبوس إيدك لو بابا عرف أنك ضربتني هيزعلك.
ابتعد عصام عنه وهو ينظر إليه بسخرية، يردد:
_ يزعلني؟! هو أنا مقولتكش؟ يابني دا لو أبوك عرف اللي بيحصل ده هيكافئني خد عشان تبقى تفكر تهرب زي النسوان بعد كدا.
***********
تململت ندى في فراشها إلى جانب ياسمين بعد أن بقيا تلك الليلة سويًا، ولكن صوت آسر وصراخه يقتحم نومها ، همست ندى بصوتٍ ناعس:
_ ياسمين بت في صوت جاي من تحت حد بيصرخ.
طبطبت الأخرة عليها وبذات النبرة الناعسة تجيبها:
_ عادي يا ندى ده أكيد آسر نامي نامي.
رفعت الغطاء لتغطي رأسها حتى لا تسمع لصوته، لكن صوته يزداد ارتفاعًا لتزفر بسخط وهي تزيحه عن وجهها مجددًا:
_ قومي يابت نشوف في أيه ، ما أنا كنت في أمريكا لوحدي مفيش ولا صوت بيزعجني معرفش إيه اللي جابني هنا؟!
نهضت الفتاتان عن السرير بمنامتيهما متشابهتي التصميم ولكن بألوانٍ مختلفة الأبيض نصيب ياسمين ، وندى منامتها باللون الوردي ، تتبعان مصدر الصوت، وما إن وصلتا حتى اندفع آسر يحتمي بندى يقف خلف ظهرها، سمع بعدها صوت عصام الصارخ:
_ هتروح مني فين يا آسر، هجيبك لو كنت في أخر الدنيا.
ظهر عصام بعد ما قاله ليجد آسر يقف خلف ندى التي هتفت بنبرةٍ حزينة على ما وصل له أسر:
_ حرام عليك يا عصام سيبه…
دفعتها ياسمين برفقٍ، لتزيد الطين بلة بحديثها المشجع لعصام:
_لا متسيبوش ، اضربه يا عصام دا كان هيضربني امبارح وخالد اللي لحقني.
قرص ذراعها الذي يقرب منه، يهتف بغيظ:
_ ماشي يا زفتة مصيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة.
ثم وجه حديثه لندى بتوسل:
_ندى الحقني أبوس إيدك دا مجنون وهيقتلني.
اندفع عصام تجاه ندى ليتمكن من الوصول إليه، وفي لحظة وجد نفسه أرضًا وندى تسقط فوقه بعد أن دفعها آسر لينجو من براثن الأسد الذي لن يبرح حتى ينال فريسته.
نظرات عينيهما تتقابل مرةً أخرى السماء الصافية والمروج الخضراء في ذات اللوحة ، ونسيم أنفاسهما المتناغم ، زقزقة قلبيهما كترنيمةٍ لن يستطيع تقليدها أمهر عازفٍ في الكون كله ، شفتيها اللتان تهتزا كأرجوحةٍ حبالها متصلة بشجرةٍ من الأعلى ، ترتجفان إثر قربها المهلك منه، لوحة فنيةٌ بديعة ينقصها هو فقط ليكمل الصورة ، تعلم أن قلبه لازال معلقاً ب”لميس” ، لكنها لن تيأس ، ستستغل كل ذرة عشقٍ له في قلبها لتحظى برقعةٍ خضراء في قلبه لتستند عليها وتقول للعالم بأسره:
_أنا هنا ، حيث يجب أن أكون، أنا هنا في قلبه.
_ في اية يا عصام وإيه الدوشة دي الغبي ده بيصرخ ليه؟!.
قالها أحمد مستفسرًا الذي جاء من غرفته، بسبب جلبة ابنه الطائش، والذي نبَّه ندى لوضعها ، فحاولت على عجلة النهوض من فوقه لتسقط مجددًا ، فتغمض عينيها بإحراج ، لتسمعه يقول بعد حمحمةٍ أعادت صوته طبيعياً:
_ استني ، هساعدك.
نهض وساعدها على النهوض يقفان ليجدا والده أمامهما، فيقول عصام مبرراً:
_مفيش حاجة يابابا كنت بضربه.
فرك أحمد جبينه بكفه بقلة حيلة ، ثم سأل بعد نفسٍ طويل:
_ليه هبب إيه تاني؟!
_الغبي بيحاول يهرب.
قالها بسرعة، فيعقد الآخر حاجبيه بدهشة ، تنحلّا بعدما وضح عصام الأمر:
_خد الهدوم بتاعته وفلوس وعايز يهرب.
جلس أحمد على أقرب كرسي ، يفرك موضع قلبه، ويقول لاهثًا:
_ يا خراب بيتك يا أحمد الواد ده هيجنني أنا حاسس أنه إن شاء الله هيتسبب في موتي ، لو مت هو السبب بدون تقرير طب شرعي.
اندفعت ندى إليه بقلق تربت على كفه الذي يفرك به ، تقول بحزن
_ بعد الشر عليك يا عمي ، ربنا يديك طولة العمر.
اقترب عصام منهما ثم امسك ذراعها بشيءٍ من القوة قائلاً:
_ أنتِ جيتي تدافعي عنه ليه أنا بأدبه عشان يحرم.
سحبت ندى ذراعها من بين قبضته ، وهي تدافع عن آسر بحمائية:
_ هو أنت كدا بتأدبه ، تضربه كده أنت مش شايف نفسك دا هو جنبك عصفورة….
قطع حديثها صراخ ياسمين التي هتفت تستنجد بعصام:
_عصام الحقني.
ركض الجميع خلفها متتبعين مصدر الصوت، ليجدوا آسر يزوي ياسمين في أحد أركان الغرفة، ويعيق حركتها ، يسمعون صوته بعدها مهددًا:
_ والله هضربك… بتقوي أخوكي عليّا ، مش كفاية الجبروت اللي هو فيه.. ماشي يدوس علينا ، أنا هضربك محدش هينقذك ولا حتى عصام بتاعك.
رأت الجميع خلفه، فاستجمعت شجاعتها قائلة:
_ يلا يا جبان مش قادر على الوحش هتتشطر على النملة؟
ابتسم الآخر بسخرية ثم فسر ما حدث بكل ثقة:
_ مين ده يا بت؟! قصدك عصام؟ يا غبية ده أنا كنت بعلمه الملاكمة، ده عصام بيترعب مني يشوفني يجري على طول ، طبعًا أنا بشفق بس مش أكتر.
لحظة صمت بينهما والجميع ينتظر ردة فعل عصام الذي لا يزال يتحكم بغضبه ، لتصدح بعدها ضحكة ياسمين الساخرة، ضحكة جلجلت المكان ، تمالكت نفسها وهي تقول:
_ طب بص وراك يا كتكوت.
التف خلفه ليرى ما يثير ضحكاتها الساخرة ليجد الجميع خلفه ومن بينهم عصام، فيقول بتلعثم:
_ عصام أهلًا وحشتني تعالى أسمع ده أنا بحكي عن بطولاتك و أد إيه أنا بحبك ده أنت الحتة اللي في الشمال.
كتمت ندى ضحكتها بكفها ، حتى لا يصيبها نوبة ضحك كما أصابت ياسمين، لتردف بسخرية:
_ ماهو واضح مش محتاج تتكلم إحنا سمعنا كل حاجة!
تقدم محمد منهم ليرى سبب هذا التجمع في هذه الساعة المتأخرة من الليل، ليدفع سؤاله لهم:
_ في ايه يا ولاد إيه اللي بيحصل؟!
اندفع آسر إليه ويحتضنه كأنه طوق النجاة الذي جاء ليخلصه ، ويقول بدموع مزيفة ونبرةٍ باكية:
_ عمو حبيبي اللي دايمًا بيوقف بصفي، وبياخد حقي ويخلصني من السفاحين دول.
ربت على ظهره ويوجه نظره لعصام بعدم فهم، فقصّ عليه الآخر ما حدث باختصار ، لتعتليه الدهشة، ما هذا البيت الذي لا يدلفه ساكنة ليلاً ولا نهارًا، لديهم طاقة كافية لا تنطفئ، يستمع صوت آسر الباكي بزيفٍ قائلاً:
_ يعني ينفع اللي بيحصل هنا يا كبير أنا اتبهدلت ومحدش هيجبلي حقي إلا أنت.
سحبه والده عن عمه من الخلف، ويهدده بحزم:
_ اسكت يا زفت بدل ما أخلي عصام يكمل على اللي فاضل منك.
نظر إليه آسر بثقة، ثم اقترب منه يهمس إليه والتي سمعت ندى همسه قائلاً:
_ هسكت بس أنت حر ، ومش مسؤول عن ردة فعل أمولة لما تعرف إنه في بنت أمريكية كانت هتموت وتتجوزك عشان جوز العيون اللي عندك يا أبو زرقة.
اتسعت ابتسامة ندى لما سمعته ، في حين انصدم أحمد من حديث ابنه ليرد بتلعثم:
_ بس أنا فهمتها أنها أد عيالي وموافقتش.
_ وحد يعرف الكلام ده إلا أنا، أنا اللي كنت معك مش أمولة وطبعا لازم أحط التاتش بتاعي وأخليك تنام في الحديقة مع الحرس شكلك هيبقى مسخرة يا معلم.
هتف بها بسخرية وغرور ، هذا الطائش أجاد اللعب على وتر والده الذي صمت قليلاً ثم قال بغضب:
_ خلاص يا عصام سيبه المرادي، يلا كل واحد على أوضته.
نظر عصام إليه ولآسر وندى التي كتمت ابتسامتها، فحتمًا هذا المجنون راوده شيئًا يهدد به والده حتى لا يُعنف من عصام مجددًا.
ذهب الجميع إلى غرفهم في حين توجه آسر إلى غرفة خالد عن طريق شرفة غرفته المتصلة بينهما.
وفي طريقها كانت ندى قد أوشكت الدخول إلى غرفتها ، لتشعر بقبضةٍ تحكم على ذراعها بقوةٍ أفزعتها، التفت لتجد عصام خلفها فتقول بفزعٍ:
_ ياما، بسم الله الرحمن الرحيم ، إيه ده يا عصام خضيتني.
حدثها عصام بعدم مبالاة:
_ مش مهم…
ثم استطرد بجدية:
_قوليلي آسر هدد بابا بإيه عشان وشه يجيب مليون لون.
رفعت كتفيها بعدم معرفتها بالأمر، في حين احتدت نبرته، وضغطه على ذراعها:
_أنتِ هتستعبطي أنا عارف أنك سمعتي.
تحرك رأسها بتلقائية، وتشرع بقص ما حدث بين آسر ووالده،
انفجر عصام ضاحكًا فشردت ندى بجمال ضحكته فكم زادته جمالاً فوق جماله وجدت صدى ضحكاته بابتسامتها التي ظهرت تلقائياً، لتسمع بعدها منه جملةً عفوية خرجت بتلقائيةً منه خاصةً أن طبعه حاد ، صارمٌ في معظم أوقاته:
_ مكنتش أعرف إن أبويا بيخاف من أمي كده.
خرجت جملتها هي الأخرى بذات البسمة العفويةٍ وولهٍ تام:
_ أنت ضحكتك حلوة جدًا.
نظر إليها قليلًا، ثم حمحم بجديته قائلًا:
_ احم…تصبحي على خير.
رحل غرفته، لتشعر الأخرى بما تفوهت به، تنهدت بحرق ، وتتحسس قلبها الذي تسارعت نبضاته إثر ضحكات حبيبة لها، فتغمض عينيها بألم محدثةً نفسها:
_ ليه مش حاسس بيا يا عصام كل السنين دي وأنا بحبك بس مش هيأس أكيد هيجي اليوم اللي تحس بيا، وتحبني، تحبني زي ما بحبك و أكتر.
عاد الجميع إلى غرفته، ليعود الصمت يسود القصر، البعض ينام هنيئًا والبعض الآخر تجتاحه مشاعر وأفكار ، ياسمين التي لازالت حزينة لتصرفات خالد معها وكثرة تفكيرها أهلك عقلها ليجعلها تستسلم للنوم ، وندى التي تشخص بصرها شاردةً بحدثين مع حبها الطفولي ، تتذكر حين سقطت فوقه، قهقهة ضحكته التي أصبحت نادرًا ما تسمع في القصر والتي اشتاقت لها في سنين غربته، تحتضن قلبها، تتمتم بدعاءٍ ترجو من الله حبًا منه يشبه حبها ، وتنسحب بعدها في نومٍ عميق.
أما هو فعاد لزنزانة ذكرياته ، يجلده ضميره بذنبها ظنًا منه أنه السبب، يترقرق الدمع في عينيه ، ليظهر أمامه مشهدًا موجعًا لها.. بكاؤها.. توسلاته.. طمأنته لها…
*********
سماء عينيه تمطر دموعًا خائفة من خسارتها، توسلاته لرجلٍ بصوته الراجف:
_سبيها أرجوك هي مالهاش ذنب، اللي عايز تعمله اعمله معايا أنا.. هي ملهاش ذنب.
صوتها الباكي يشق قلبه، انتفاضة جسدها، همسها المتقطع الممزوج بدموعها وشهقاتها:
_ عصام…ساعدني…أرجوك.
نظر إليها ولانهيارها الذي أوشك أن يغيبها عن وعيها، سيطمئنها، لا أحد يستطيع أن يمسها بسوء ، لقد وعدها بذلك، لن يصيبها شيء، همس مطمئنًا وهو يقترب خطوةً ضئيلة:
_متخافيش ياحبيبتي….متخافيش.
************
سطعت الشمس بأشعتها الذهبية معلنةً يومًا جديد ، يومٌ يحمل في طياته خبايا القدر حلوها ومرها.
دخل خالد غرفة ندى ليوقظها فالجميع في الأسفل على أتم استعداد للذهاب في العطلة، اقترب من التي دثرت رأسها بالغطاء مناديًا عليها:
_ ندى اصحي يابنتي كل دا نوم!
لم يسمع إجابتها ، عاود لكزها من جديد يزفر بحنقٍ:
_ يا بنتي قومي، كلنا جهزنا إلا أنتِ.
تنهد بسخط، وقد قرر رفع الغطاء عنها، وقف مصدومًا أمام تلك الحورية النائمة، التي لم تكن إلّا ياسمينته القاسية، ظلّ يتأملها ويمشط عينيه على جمالها الساكن، كملاكٍ بريء بنظراتٍ عاشقة، حتى قفز أمامه خاطر صفعها له قبل أيام، فتحولت قسمات وجهه إلى غضب، تعمد إصدار جلبةً في الغرفة ففتحت عينيها تراه أمامها ، هل قفز من أحلامها؟ تذكرت منامتها البيضاء ذات الحمّالات الرفيعة التي ترتديها ، فعكست يديها تغطي بها نفسها، لكنه جذب مئزرها وألقاه في وجهها، ثم التفت إلى الجهة الأخرى حتى ترتديه ، لمح خروج ندى من الحمام المرفق للغرفة حاملةً بين يديها منشفةّ تجفف بها أطراف شعرها، والتي تعجبت من وجوده، فسألته:
_ أنت من امتى هنا؟!
احتدت نبرته عند جوابه:
_كنت جاي أصحيكي عشان اتأخرنا، وبعدين الهانم مش ليها أوضتها؟ إيه اللي جابها هنا!
رمت ندى المنشفة من يدها على كرسي سراحتها، واتجهت نحو ياسمين التي أحكمت مئزرها الطويل و وضعت حجابها بإهمال مستعدةً للرحيل، لتحتد نبرتها هي الأخرى قائلة:
_ براحة يا خالد ما إحنا على طول بنام مع بعض أي الجديد؟!
تلألأ الدمع في عينيّ ياسمين ، و نظرت لعينيّ خالد بحزن وحدّثت ندى:
_ خلاص يا ندى معوتش هبات هنا تاني مدام خالد بيه مضايق كده.
نظر إلى عينيها بتحدٍّ ، وغضبٍ دفين، لم يبالِ لدموع عينيها المتحجرة ولتماسكها الذي أوشك على الانهيار، فرد عليها بتحدٍّ:
_ وأنا أضايق ليه أنتِ أصلًا مش في دماغي عشان أضايق… يالا يا ندى ألبسي عشان منتأخرش.
خرج خالد من الغرفة صافعًا الباب خلفه بقوةٍ أفزعت كلتيهما ، وتبع ذلك سقوط دمعات ياسمين المتحجرة بحرقةٍ ، صحب بكاؤها شهقات ورجفة جسدها، شعرت ندى بالأسى تجاهها ، كلتاهما تعاني من ألم الحب ، كلتاهما تتألم بطريقةٍ مختلفة ، احتضنتها ندى بين ذراعيها، تكفكف دموعها وتمسحها لها، رفعت ندى رأس ياسمين تكفكف دمعها، و نظرت لعينيها المليئة بالحزن.
_ شوفتي يا ندى أخوكي بيكلمني إزاي؟
تحدثت بها ياسمين في ألمًا، لتحتضنها ندى ثم سألتها بمكر :
_ عليا يا بت؟! انطقي هببتي إيه عشان الواد يعاملك كدا؟!
هربت بنظراتها بعيدًا، ترد بتوترٍ:
_ ما معملتش حاجة!
جذبتها ندى من ذراعها بقوةٍ، تردد بغيظٍ:
_ أنتِ هببتي مصيبة كبير صح!
عضت شفتها السفلى بخجل، وأجابتها بنبرةٍ خجلة:
_ بصراحة يا ندى آه، عملت مصيبة!
_ اخلصي أنتِ هتنقطيني؟ عملتي إيه؟
قالتها ندى بغيظٍ، في حين تحدثت ياسمين بتلعثم أخيرًا:
_ أنا يعني… احم… ضربته بالقلم.
_ يا خبر أسود…ضربتيه إزاي؟ أنتِ مجنونة؟ وهو سابك كدا عادي؟!
نطقت بها ندى بعدما تلقت كلماتها الصادمة، تنظرت لياسمين التي أومأت برأسها مؤكدة حديثها، بل و مجيبةً على أسئلتها، ضربت ندى كفيها ببعضهما البعض ثم تمتمت قائلة بخفوت :
_عليه العوض ومنه العوض… طب هو عمل إيه عشان تعملي كده؟
طرحت سؤالها عليها بصوتٍ مسموع عكس جملتها الأولى ، لتتذكر الأخرى قبلة خالد لها، تتحسس شفتيها بخجلٍ ووجنتين مستعرتين لشدةِ حمرتهما، فهمت ندى مقصدها وما حدث، لتعتلي وجهها ابتسامةً ماكرة، أردفتها بقولها:
_ بسسس خلاص فهمت حصل إيه.
انطلقت ضحكتها الخافتة التي أيقظت ياسمين من ذكرياتها، وكان أول ما تقابلت نظراتهما ضحكة ندى مجددًا التي صدحت بصوت عالٍ ، وجهت ياسمين ضربات متتالية لندى التي صارت تعدو في أنحاء الغرفة، ثم فتحت الباب وخرجت تضحك والأخرى راكضةً خلفها حتى اصطدمتا بسها، التي ابتسمت بسعادة ، المثلث المرح ينقصها، لذلك هتفت بسعادة:
_ الله!!! أنا هلعب معاكم.
نظرت الفتاتان لبعضهما البعض بمكر، ثم انقضتا فوق سها التي علا صوتها:
_ آآآه سبوني يا جزمة منك ليها ، آآه الحقني يا آسر.
استنجدت بآسر الذي كان يمر من أمامهم يعدل هندامه ويصفر متغنيًا، توقف لمرآة فوقها، ثم ضحك بتشفٍّ قائلاً:
_الحمد لله ربنا خدلي حقي منك تاني يوم عادي ، عسل يا ندوش عسل يا سوسو أنا عايزكم تموتوها أنا نازل سلام واللي كأني شفت حاجة.
تابع سيره نحو الأسفل لتصرخ الضحية ساخطة:
_ماشي يا زفت.
تعالت ضحكات الفتاتان، وهما تبتعدان عنها، ثم رافعة إحداهن إياها عن الأرض، لتقول الأخرى بسخرية:
_ الراجل باعها في ثانية سبيها خلاص أنتِ كنتِ عايزة إيه يا سها؟!
نفضت سها ملابسها وعدّلتها، وأعادت إحكام حجابها قائلة:
_ أنا كنت جاية أقولكم إن البت الباردة اللي اسمها سيرين دي تحت وجاية معانا المزرعة.
_ نعــــم!؟؟
صدحت بها ياسمين بصدمة، فتاةٌ عنجهية توصفها الفتيات بالـ”ملزقة” لأنها ترافقهم في أغلب لحظات العائلة الخاصة ومناسباتهم بحجة عملٍ مشترك بين عائلتها وعائلة الدالي.
_ مالك يابت ومين سيرين دي؟!
نطقت ندى بهذان سؤالين متتاليين في تعجب، فزفرت الأخرى بسخط واصفة إياها:
_ دي بت ساقعة وباردة بنت متكبرة و شايفة نفسها موت كل ما أشوف خلقة أمها، بييجي في بالي أسحب زمارة رقبتها.
دفعت ندى ياسمين بكلتيّ كفيها، وهي ترفع نبرة صوتها عليها:
_إيه… هو أنا بقولك أوصفيهالي بقولك مين دي؟!
_ بنت صاحب بابا وعمي بينهم بزنس عالي وكل شوية تيجي هنا بردو وعينها على خالد.
تحدثت بها ياسمين بنزقٍ، لتبتسم الفتاتان على إظهار غيرتها على خالد، هزّت ندى رأسها بمكر تابعةً ذلك بغمزة لسها:
_ قولي كدا بقى.
_ إيه يا بنات أنتوا لسه ما لبستوش يالا عشان بابا وعمي مشوا وماما وانطي كمان معتش إلا إحنا بس يالا.
هتف بها آسر الذي عاد مجددًا ليستعجلهن فالجميع غادر إلا هن، اعتدلت الفتيات بوقفتهن، ثم قالت ياسمين بعجلة:
_ طب أروح البس أنا.
انسحبت مع ندى لتساعدها في اختيار ملابسها، في حين تمايلت سها بفستانها مبتسمةً بسذاجة وهي تنظر لآسر قائلة:
_إيه رأيك؟
مشطّ عينيه عليها، ثم ابتسم قائلاً:
_ إيه الحلوة دي؟!
_ بجد يا أسر؟
هتفت بها بسعادة ، ليرد ببلاهةٍ:
_ آه والله ، قمر أربعةعشر يا أم السوس.
ثم أكمل جملته سرًا:
_بالستر…قمر بالستر
_حبيبي يا أسوره.
اعتراف بريء خرج من بين شفتيها، ليبتسم لها بصدق.
_إحنا جاهزين يا آسر.
ارتفع بها صوت ياسمين، هزّ آسر رأسه مشيرًا لهن بالتحرك.
****************
في بهو القصر، وقف خالد مع فتاة تشبه دمى الأطفال البلاستيكية، متغنجةً بصوتها وحركاتها المائعة:
_ خالد إزيك عامل إيه؟! وحشتني موت.
زفر الآخر بحنق وأشاح بصره إلى الجهة الأخرى ليرسم ملامحه السعيدة في لقياها، لكن كلمته المقتضبة أفشلت ذلك عندما قال:
_ كويس.
زادت دلالها عليه عندما اقتربت منه، واضعةً كفها على كتفه:
_ أنا مبسوطة إني هجي معك يا خالد…أقصد معكم يعني.
ازداد زفير خالد بالاختناق، هو يعلم ملعوبها، عندما فشلت باقتناص عصام لأنه الأجمل والأوسم، ذهبت إلى غنيمةٍ أصغر، أقل جمالاً ولكن بجاذبية أقل، ودّ لو يجرحها بكلامه لكنه لم يجرؤ على ذلك، نظر للسلم ليلمح ندى وياسمين تنزلان نحوه،
وإلى جانبه حيث المصعد، فُتح الباب ليظهر من ورائه آسر وسها ، نظرت ياسمين لسيرين بغيظ، في حين منحتها سيرين نظرة ماكرة تتمتم بخبثٍ:
_ أنا هركب معك يا خالد .
كان خالد على وشك الاعتراض ولكن نظر إلى ياسمين وكاد أن يقسم أنها تضرم نارًا لشدة غيرتها ط، ابتسم بتحدٍّ ، ونظر إلى سيرين، يردد ببسمة:
_ آه طبعًا دا شرف أن القمر دا يركب معايا.
_ ميرسي يا خالد.
قالتها بدلالٍ واضح، في حين صوب خالد نظره إلى الجميع وحدّثهم بمرحٍ خفي:
_ بابا وعمي وكلهم مشيوا ومفضلش غيرنا، آسر خد سها وياسمين معك وأنا هآخد ندى و سيرين.
هتفت ياسمين بسرعة:
_ لا أنا هاجي معاك… أقصد مع ندى.
_ اوك يالا يا سيرين.
ابتسم وهو يسير إلى جانب سيرين، وحدّث نفسه قائلاً:
_أما خليتك تقولي حقي برقبتي مبقاش أنا خالد الدالي.
*********
صعد الجميع إلى سياراتهم، ففي سيارة آسر جلست سها إلى جانبه في المقعد الأمامي، تعبث بمسجل السيارة بملل ، أطفأته بعد دقائق دون فائدة لتزفر بسأم هاتفة:
_آسر أنا جعانة.
اتسعت عيناه بصدمة فمنذ قليل كانت تأكل، ردد بدهشة:
_ نعم…؟! أمال أنتِ لسه طافحة إيه دلوقتي؟!
_ الله …جعانة أعمل إيه يعني!؟
أجابته بتذمر واضح، ليهتف أسر بغيظٍ:
_ اتكتمي حاضر هجبلك سم اقصد أكل.
أوقف السيارة إلى جانب أقرب دكانٍ يشتري لها بعض الأشياء التي تسكن جوعها لطوال الطريق، عاد ملقيًا الأكياس في حِجرها :
_ اتفضلي.
ابتسمت بسعادة وشكرته قائلة:
_شكرًا يا حبيبي.
**********
في سيارة خالد والتي أسرعت سيرين وجلست إلى جانب خالد، في حين اشتعلت ياسمين غيظًا، مما زادت سعادة خالد وهو يراقبها عبر المرآة الأمامية، قطع الصمت في طريقهم سؤال ندى:
_ خالد هو عصام هيجي امتى؟
مطّ شفتيه مجيبًا:
_ كمان ساعة كدا أو اتنين.
_ الله يا خالد دا موبايلك ذوقك حلو في كل حاجة حتى العربية ممكن أخد نمرتك؟!
قالتها سيرين بنبرتها المغنجة، في حين ضيقت ياسمين عينيها باشمئزاز من حركاتها، نظر خالد لها عبر المرآة لتتسع ابتسامته ويجيب التي بجانبه بمرح مزيف:
_ آه طبعاً، ولو عايزة التلفغون ميغالش عليكي.
_ ميرسي يا خالد.
قالتها سيرين ببسمة انتصار ، التي جعلت ياسمين تهمس بحدة لم يسمعها سوا ندى:
_لا… كدا كتير!
هدأتها ندى :
_ اهدي الله، هياخدوا بالهم منك.
نظرت ياسمين إليها والغيظ يكتسي نبرتها تهمس لها:
_ أعمل إيه… البت دي زودتها أووي، والله أنزل أجيبها من شعرها.
ربتت الأخرى على كفها مهدئة:
_ اهدي..
وبعد ساعة وصلت السيارات إلى المزرعة، استقبلهم أحمد متسائلًا بقلقٍ:
_ إيه يا أولاد تأخرتوا كده ليه؟
دفع آسر باب السيارة بقوة، وأجابه بسخط:
_ كنت بجيب للأبلة طفح أقصد أكل، كل ما نعدي من قدام المحلات عايزة دي يا آسر… دي أكلت أكل!!!
_ معلش، معلش ، صحة وهنا.
قالها أحمد برضًا، ثم أشار لياسمين وندى مردفًا:
_ تعالى يا ياسمين يالا يا ندى افطروا.
اندفعت سها إليهن تهتف بسعادة:
_ وأنا جعانة.
اتسعت عينا آسر وهتف بصدمة:
_ سلامٌ قولًا من رب الرحيم !! دا لسه الأكياس في العربية.
ضيقت عينيها، وهتفت متذمرة:
_يعني ماكلش؟!
حرك رأسه يائسًا و أجابها بسخطٍ:
_ تعالي كُليني أحسن!
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أباطرة الغرام)