رواية آدم الفصل السابع 7 بقلم زينب سمير
رواية آدم الجزء السابع
رواية آدم البارت السابع
رواية آدم الحلقة السابعة
توترت ملامح ادم ووتشتت نظراته وهو يسمع اخر كلماتها تلك اتريد حقا معرفة سر معرفته القديمة بها ؟ بالحقيقة لا يوجد بعقله ما يقوله .. هو حقا لا يعرف ما عليه القول به لها ..
ايخبرها الحقيقة ام لا اراد اخبارها الحقيقة بالوقت المناسب لكن بتفكير اخر ربما اذا اخبرها سر معرفته بها ..
سيأتي الوقت المناسب في وقت ابكر مما يتخيل
تنهد من صراع أفكاره تلك ثم نظر لعينيها واجاب:-
_اية أسواء حاجة حصلتلك في التلت السنين اللي فاتوا ؟
لقد أعاد السؤال لها ولم يجيبها بعد !
تقلست المسافة بين حاجبيها محاولة التذكر ما أسواء ما مرت به قبل أن تتذكر أسواء ايام حياتها التي مرت عليها
لتنظر له هاتفه بتعجب:-
_طيب انا افتكرت .. لكن السؤال هنا انت دخلك اية بموضوع الذكريات دي
انفتح ثغره مجيبا:-
_اول مقابلة كانت في الفترة دي
حركت رأسها علامة النفي وهي تقول بضيق:-
_انا عمري ما قابلتك علي فكرة الا امبارح
تحولت ملامح وجهه للغموض والشرود وتدفقت ذكرياته الي عقله باسراع بالغ ظهر من خلال لون عينيه القاتم قبل أن يجيب بصوت رخيم حازم:-
_صـــدفـــة
قال تلك الكلمة وصمت
جائت هي لتتحدث قاطعها حينما اكمل:-
_احلي صدفة في حياتي رغم انها مش احلي بالنسبالك ابدا .. شفتك قدام جامعتك لما خبطتك عربية وطيرتك .. كنتي متدمرة شكلك يدل علي انك لو عشتي لدقايق كمان تبقي معجزة اصحابك بقوا بيزعقوا وبس محدش كان عارف يتصرف من صدمة شكلك انتي طيرتي طير مسافة مش قليلة ابدا .. الدم مخلاش فيكي ملامح خالص .. وشك دم .. هدومك دم كنتي عبارة عن خريطة حمرا .. لقيتني بجري عليكي واخدك للمستشفي وقلبي هيقف من الرعب طبعا مكنتش حبيتك ولا دا كله او بمعني اصح مكنتش اعرف ان اللي بتموت في ايديا دي هي انتي .. بس شكلك لروحه كان مقلق .. مقلق ومرعب اووي
صمت بعدها لثواني فأكملت هي:-
_بس انت مشيت .. انا صحيت ملقتكش .. وحتي لو استنيت اكيد مشفتنيش .. انا محدش قدر يشوفني غير بعد ما فقت بـ يومين
ابتسم بـ هم وحزن هاتفا:-
_بس انا عارفك .. انا معرفتكيش في الجامعة وقلبي مكنش واجعني عليكي علشان انتي همس انا قلبي وجعني علي الحالة .. انتي مقابلتنيش بس انا قابلتك .. شوفتك كتير .. كتير اوي
همس:-
_مع هيثم ؟!
اؤما بالنفي وتابع ببسمة:-
_كنت راسم صفاتك في خيالي .. مرسمتش شكلك انا رسمت جنونك وذكائك .. رسمت اسمك وعكسه .. رسمت هدوئك ورقتك وشغبك ومرحك
_مش فاهمة
أجابها بحرارة:-
_ببساطة .. في حب نقي جدا وبرئ جدا مش بيتبني علي الشكل ولا علي التفاهم
تسائلت بتعجب:-
_حــــب !!
رد عليها في الحال:-
_ايوا حب .. بيبقي من نسج خيالنا بيبقي بأحاسيس تانية .. انا اتخيلتك من الكلام واتصورت صفاتك من خيالي حبيتك من غير ما اشوفك
قالت همس بنفي:-
_مفيش حب بالطريقة دي ابدا
بادرها سريعا بسؤاله:-
_بتحبي الرسول ؟
إجابته فورا:-
_طبعا
_عمرك شفتيه
_لا
_شفتي بقي أن في حب من نسج الخيال
ردت عليه بتردد ممزوج بتوتر:-
_بــ بس ا..انا مبحــبكش
رد ببسمة:-
_بس مبتحبيش غيري ودا سبب كافي يخليني مطمن
تنهدت اثر كلماته تلك ولم تتحدث بينما طالعها هو بعيون شغوفة .. وقلب متلهف .. قلب دوما ما كان متلهف لأن يستمع لحكاياتها علي لسان شقيقها
.. صفاتها الصبيانية ومشاغبتها ..
طالاما استعجب من أفعالها ولطالاما احبها ..
رسمها بقلبه ولكن لم يتخيل شكلها ترك الصورة تظهر كما يريد الله .. فـ لم يخالف ظنه الله ابدا حيث كانت فائقة الجمال مظهريا و جوهريا ….. هل سيستسلم له قلبها يوما !
” همس تعالي بسرعة المستشفي ”
ارسل مهند لها تلك الرسالة واغلق هاتفه وبيده كانت تقبع نتائج الفحوصات .. كانت الساعة لم تتعدي العاشرة مساءا رغم ذلك الوقت كان متأخر بالنسبة لها كفتاة هذا ما دار بخلده بعدما ارسل لها الرسالة ليعنف ذاته وهو يردد محتوي الرسالة علي لسانه فـ كلمات رسالة كـ تلك تضمن له بأنه ستأتي حتي ولو الوقت تعدي الثانية عشر ليلا وليست فقط العاشرة
لكن تلك النتائج تستحق .. تستحق أن تأتي مهرولة وبشدة أيضا
فهذة ربما تكون الدليل القاطع لكي يخرج ذلك الادم من تلك التهمة
بتلك اللحظات كانت همس ترتدي بالفعل ملابسها بسرية تامة وبالاسفل ينتظرها يحيي الذي كان يجلس معها عندما وصلت لها تلك الرسالة وأصر علي أن يصطحبها لمهند
هبطت درجات الدرج بعدما انتهت من ارتداء ملابسها لينهض كذلك يحيي الذي هتف بصوت منخفض قليلا:-
_انا مش مطمن
ردت عليه ببسمة:-
_انا بقي مطمنة اوي
امسك يدها وضمها بين يديه واتجاهها للخارج بعدما قال لها:-
_طيب يلا
★ ★ ★
وصلت الطائرة الخاصة بـ كارم للمطار اخيرا ليتنهد هو بارتياح وهو يتجهز للهبوط منها وتلك الاوراق بين يديه في حقيبة يد صغيرة كان يمسكها بحرص شديد كأنها ابن من أبناءه حتي خرج اخيرا
وانتهت كل الإجراءات اللازمة لخروجه
وقف أمام بوابة المطار وأشار بيده لأحد سيارات الأجرة التي توقفت أمامه في الحال ليقول وهو يميل وينظر السارق من خلال نافذة السيارة:-
_هل تستطيع أن تقودني نحو مركز الشرطة الألمانية
أما الآخر سريعا بـ نعم
ليركب هو ويبدأ الاخر في شق طريقه
بعد مرور نصف ساعة تقريبا وصلت السيارة للمكان المحدد اخرج ماله الذي حوله لعملتهم سابقا و قدمه للسائق واتجه نحو الداخل
وقف في مكتب يبدو كـ مكتب استعلامات وقال بصوت هادئ:-
_اريد مقابلة السيد فين رابس
خرج صوت السيدة قائلة برقة:-
_السيد ليس هنا الان .. وقت عمله قد انتهي منذ قليل
كارم:-
_اذن هل سيأتي في الصباح
ردت عليه ببسمة عملية:-
_لا تقلق قبل التاسعة صباحا سيكون موجودا هنا
أما بـ حسنا وجاء ليغادر لكن سرعان ما عاد لها وقال:-
_هل يمكنني انتظاره هنا
اؤمات وهي تشير لأحد الارائك التي توجد علي أحد الأطراف وتهتف:-
_يمكنك انتظاره هنا
_حسنا … اشكرك كثيرا انستي
وتحرك نحو الأريكة وجلس عليها لتبدأ عيونه بالاتفاق رويدا رويدا ويديه تمسك بتلك الحقيبة بقوة شديدة خوفا من أن يقم بسرقتها احدهم
عودة لــ همس
وقفت أمام مهند اخيرا وانغاسها تتصارع بسبب سرعة خطواتها لكي تصل له فالفضول تملك منها والامل تصاعد كذلك
ابتسم الاخير وهو يقول لها:-
_وقت التشريح لاحظت أن الكبد لونه متغير ومايل للازرق ولون الدم كذلك ففحصت عينة من الدم ومن الكبد
وطلعت النتايج زي ما توقعت
قال يحيي سريعا:-
_وانت كنت متوقع أية بقي
مهند:-
_هو كان شارب حاجة هي السبب في ده كله .. الظاهر انها مادة سامة مفعولها بطئ بدرجة كبيرة بس ممزوجة بمادة كاوية لأننا لقينا في منطقة الزور والبطن اثار لحروق .. الكبد اكتر حاجة اتأثرت من المادة دي بدليل أنه خلال ساعة حالته سائت ومن غير ضربه برصاص أو دا كله كان هيموت هيموت .. الدم كان بدأ يتغير كليا يعني كانت هتبقي كلها ساعات ويتكل
همس:-
_بس برضوا ادم ضربه بالرصاص .. يعني هو كمان كان سبب في موته
مهند ببسمة:-
_ودا الخبر الحلو التاني
قالت بلهفة:-
_اية هو الخبر دا كمان
مهند:-
_المسدس اللي ادم كان ماسكه كان فيه عطل من جوه دا واحد .. اتنين الرصاصة اللي في جسم علوان اكبر من حجم الرصاص اللي يقدر يشيله المسدس اللي كان في ايد ادم .. دي ادله قاطعه تخلي ادم يطلع منها دلوقتي قبل بكرة
ظهرت السعادة علي وجه كل من يحيي وهمس ..
سعادة شديدة .. فـ يحيي اخيرا قد خرج صديقه من تهمة كـ تلك .. بينما هي لقد خطت في درجات حياتها المهنية الكثير .. الذي كان من الممكن أن تخطوه في سنوات كثيرة .. عديدة
قاطع تلك السعادة مهند الذي قال:-
_دا التقرير بحالة وفاته وان الرصاصة مش سبب الموت .. ودي نتايج الفحوصات .. ودا خاص بالمسدس .. ودا مجمع ليهم كلهم .. تفرضا لاي حاجة وحشة ممكن تحصل والورق يضيع
اؤمات له وهي تقول بأمتنان:-
_شكرا ليك بجد يامهند
مهند ببسمة:-
_علي أية بس ياهمس .. مفيش شكر بين الاخوات
استأذنته هي ويحيي وغادرا المكان
امام المشفي …
هتفت هي بـ حيرة:-
_برأيك نروح دلوقتي النيابة ولا نخليها لـ بكرة
رد هو أيضا بـ حيرة:-
_مش عارف والله .. انا من رأيي نروح بكرة .. لأنهم مش هيعملوا حاجة انهاردة اصلا
همس:-
_يبقي تمام .. يلا علي البيت ياكبير
في حي السيدة زينب …
كان يجلس صابر وحيدا في منزله وعقله عائم في الذكريات .. ذكرياته مع ادم الذي لم يكن له سوي ابن أو ربما حفيد
تذكر اول لقاء جمعهم معا..
كان يزور زوجته المتوفاه في قبرها ولكن عند مغادرته استمع لـ بكاء طفل ونحيب عالي ظل يقترب من ذلك الصوت حتي وقف بالقرب من آدم جاء ليتحدث ويهديه لكنه وجده صمت فجأة ووضع يديه علي ذلك القبر وقال بهدوء يحسده عليه فهو يبدو أنه لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره:-
_انت سبنتي ومشيت ليه يابابا .. ماما سابتني قبلك ومشيت برضوا .. بس طنط حنان قالت إنها من انهاردة ماما وبابا هي طيبة اوي و كويسة وانا بحبها بس مين هيخلي باله مننا كلنا .. مين هيشتريلنا اللي عايزينه وهيشتغل في شغلنا .. مفيش حد نقدر نطمن معاه .. طنط حنان قالت أنا همسك الشغل وانت بعد ما تيجي من مدرستك تخلي بالك من اخواتك .. واول ما تكبر تمسكه انت .. بس مش هينفع انت مكنتش بترضي تخلي ماما تشتغل .. انا كيف هخلي طنط حنان تشتغل .. ابقي سلملي علي ماما يابابا قولها اني بحبها اوي .. ومتخفش انا هعرف اتصرف
قال تلك الكلمات و ثم مد يديه نحو عينيه يمحو أثر تلك الدموع عن وجهه وعن عينيه قبل أن يقف وينظر للاهل لـ ينصدم بوجود صابر
ليقول بتوتر:-
_انت مين
ابتسم الاخر مطمنا إياه وهو يهتف:-
_متخفش ياحبيبي انا عمك صابر .. أية رأيك افكر في حل للمشكلة معاك
نظر له بحذر وهو يقول:-
_انت سمعتني
اؤما بنعم وبسمة علي وجهه ليعلو التوتر علي وجهه الاخر
ليقترب ويحتضنه صابر بحنان ومن وقتها أصبحت بينهم علاقة قوية جدا
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آدم)