روايات

رواية وهم على هيئة قدر الفصل السادس 6 بقلم ميادة زكي

رواية وهم على هيئة قدر الفصل السادس 6 بقلم ميادة زكي

رواية وهم على هيئة قدر الجزء السادس

رواية وهم على هيئة قدر البارت السادس

وهم على هيئة قدر
وهم على هيئة قدر

رواية وهم على هيئة قدر الحلقة السادسة

فجأة لقيت نفسي برجَع لورا بسرعة، وقعت على ضهري بقوة، حسيت بألم شديد في دراعي. قعدت وأنا بتألم، وبدون وعي انفعلت وبدأت أزعق للسواق اللي كان هيخبطني بكل قوة.
“إنت أعمى يا بهيم؟! مَ تفتح يا حيوان!”
كنت بزعق بكل قهر، مش بس لأني كنت خايفة ، لكن كمان لأن هدومي اتوسخت
رنا كانت بتحاول تقومني وأنا لسه مش مصدقة، لقيته جاي عليا بلهفة:
“إنتِ كويسة؟ حصلك حاجة؟ حابة نروح المستشفى؟”
أنا بعبوس، وقبل ما أبص على وشه، كنت بنفض هدومي وأنا بقول:
“إنت اللي محتاج تروح تكشف نظر يا حيوان!”
رفعت راسي لقيته بيبصلي بغضب:
“طب ليه قلة الأدب؟ أنا جاي أطمن عليكِ.”
بصتله بتوتر، وأول ما استوعبت مين اللي قدامي، بلعت ريقي:
“مستر عمرو! أهلا يا فندم.”
ضحك ضحكة رجولية سحرتني، وقال بهدوء:
“أهلا بيكِ، إنتِ يا فندم. بجد متأسف، مكنتش واخد بالي إنك قدامي، إنتِ كنتِ ماشية بسرعة.”
بصتله وقلبي بيدق، مش عارفة ليه، وكأن الحلم اللي شوفته عنه بيتحقق قدامي.
“هاه؟! لا، عادي يا فندم، فداك يعني والله.”
حسيت بسخونة في وشي، وبصيت للأرض بضيق وأنا بقول بكسوف:
“أنا اللي متأسفة، والله مكنتش أعرف إنه حضرتك…”
عمرو لمح هدومي المتسخة، وقال بلطف:
“طب هدومك اتوسخت قوي، تسمحيلي أجيبلك هدوم غيرها؟”
“لا لا يا فندم، كتر خيرك، أنا هروح أغير وأجي بسرعة.”
بصلي باستغراب:
“كتر خيرك! طب أوصلك البيت عشان متتأخريش.”
كنت هعترض، لكن رنا قطعتني وهي بتقول:
“بطلي مقاوحة، عقبال ما تلاقي مواصلات هيكون اليوم ضاع.”
بصتلها بامتعاض، لكن كلامها كان منطقي.
“عندك حق يا آنسة…؟”
رنا بابتسامة: “رنا.”
عمرو بابتسامة خفيفة: “تقدري تروحي تستلمي شغلك، وأنا هوصل آنسة ميرنا وهنيجي بسرعة.”
رنا: “تمام يا فندم، عن إذنكم.”
مشيت رنا، وأنا بصتلها باستغراب:
“حتى مقالتليش عايزة حاجة!”
عمرو: “يلا عشان منتأخرش.”
حسيت إنه بيأمرني، فرديت بضيق:
“حضرتك، أنا أصلا مش موافقة، قلت إني هاخد مواصلات وهغير وأجي علطول.”
عمرو: “والشغل؟ افرضي اتأخرتي؟”
ميرنا: “أبقى أخصمه من مرتبي.”
بصلي باستهزاء:
“ده أول يوم شغل وعايزة يتخصم من مرتبك بعدم اهتمام كده؟ شكلك مش جديرة بشغلك ولا إيه، آنسة ميرنا؟”
اتعصبت وكنت هرد، لكنه قاطعني بحزم:
“يلا على العربية عشان منتأخرش.”
في بيت ميرنا
الأم كانت قاعدة مع خالتها وابنها محمد، بيقشروا الملوخية ويتفرجوا على التلفزيون.
محمد: “أمال فين ميرنا يا خالتي؟”
الأم: “في الشغل، يا حبيب خالتك، لسا مستلمها جديد، ربنا يسترها عليها.”
ولاء (أختها) بقلق: “عملتي اللي قولتلك عليه؟”
الأم بعصبية: “أيوه، وربنا يستر.”
محمد باستغراب: “هو الشغل ده وحش ولا إيه؟ لو في خطر عليها، بلاش توديها، وأنا هشوفلها شغل أحسن منه.”
الأم: “كتر خيرك يا بني.”
تحت بيت ميرنا
“إيوه، هنا عند العمارة الصفراء دي.”
عمرو: “تمام، يلا بسرعة، هستناكي.”
كنت هطلع بسرعة، لكن حسيت بحاجة غريبة، وكأن القدر بيلعب لعبته. ضميت شفايفي بكسوف وقلت:
“ماما بتعمل شاي حلو، ممكن تعملهولك لحد ما أغير هدومي؟”
بصلي بضحكة خفيفة، وقال: “تمام، موافق.”
طلعت السلم جمبه، فرق الطول بينا كان نفس الفرق اللي كان في الحلم، وعلى قد ما كنت فرحانة إنه جمبي في الواقع، كنت مرعوبة من فكرة إنه نفس الشخص اللي في الحلم. ليه كل حاجة بقت متشابهة كده؟!
وصلنا عند الباب، خبطت بهدوء، ماما فتحتلي وبصتلي بخضة:
“يا لهوي! إيه اللي عمل فيكِ كده؟!”
“مفيش يا ماما، وقعت وهدومي اتبهدلت.”
بصيت لعمرو بابتسامة خفيفة وقلت:
“ومستر عمرو، صاحب الشركة، ربنا يخليه جيه يوصلني عشان متأخرش.”
عمرو ظهر من جنبي، كان طويل، الباب بين عرض كتافه، ابتسم رسميًا وقال:
“أهلا يا فندم، أنا عمرو الزهار.”
ماما بصتله بخضة، ووشها ظهر عليه العبوس.
“خير يا فندم؟ حضرتك كويسة؟”
ماما، وملامح الصدمة لسه على وشها: “لا لا، مفيش حاجة يا بني، اتفضل.”
دخلت أوضتي وأنا بسمع ماما داخلة المطبخ بخطوات سريعة…
ولاء: “مين ده؟”
ماما وهي بتحط الشاي: “عمرو… عمرو الزهار… ابنه، يا ولاء!”
ولاء بصوت مرعوب: “إيه؟! يا نهار أبيض… ميرنا ما تعرفش حاجة، صح؟”
ماما بقلق: “من أول يوم واتقابلوا! لا وكمان وصلها البيت! إزاي أهدى؟!”
ولاء: “هو مديرها، طبيعي تشوفه… اهدي .
عمرو كان مع محمد في الصالة. محمد كان قاعد يهز رجله، باين عليه الغيرة، بص لعمرو وقال بسخرية:
“إنت بقى مديرها في الشغل؟”
عمرو، وهو مشغول في الفون: “أيوه، أنا.”
محمد: “وعلى كده كل الموظفين عندك بتوصلهم بيوتهم كده؟”
عمرو ابتسم بسخرية وقال: “لا يا أستاذ…؟”
محمد بتحدي: “محمد.”
عمرو كمل: “لا يا أستاذ محمد، بس هي وقعت قدامي وكنت أنا السبب، فعملت كده من الذوق.”
محمد بصوت هجومي: “من الذوق إنك ترن على حد من أهلها، مش توصلها بنفسك. إحنا عيلة محافظة، ولو حد شافها معاك هيتقال عليها إيه؟”
عمرو بعصبية: “أنا مالي بالكلام ده؟ أنا عرضت وهي وافقت، وياريت تتكلم بأسلوب أحسن.”
سمعت نبرة صوته العالية، طلعت بسرعة وقلت بقلق:
“في إيه يا أستاذ عمرو؟!”
عمرو بغضب: “مفيش، بس الأستاذ بيتطاول عليا في الكلام.”
بصيت لمحمد، وجزيت على سناني، وبعدين وجهت كلامي لعمرو بهدوء:
“أنا آسفة جدًا، أكيد هو مكنش يقصد.”
عمرو حاول يهدى وقال: “تمام، نقدر نتحرك؟”
“أيوه، أنا خلصت.

ركبت العربية، وفضلنا ساكتين نص الطريق.
حسيت إن الصمت خانق فقررت أكسره، وبهدوء قلت له:
“أنا بعتذر مرة تانية عن اللي عمله ابن خالتي.”
بص قدامه من غير اهتمام وقال بنبرة باردة:
“آه… هو مش خطيبك ولا حاجة؟”
بصيت له باستغراب ورديت بسرعة:
“لا، ابن خالتي وأخويا وبس. ليه بتقول كده؟”
ابتسم بسخرية خفيفة وقال:
“أصل كان باين عليه إنه غيران عليكِ قوي.”
ضحكت بخفة وقلت:
“لأ خالص، هو بس بيحب يعمل فيها كبير علينا من ساعة ما بابا مات… بس غلبان جدًا.”
سكت لحظة، وبعدين ضحكت تاني بإحراج خفيف:
“باخده على قده يعني.”
ابتسم لأول مرة بجد، وقال بنبرة دافية:
“ربنا يرحمه… وحصل خير. أنا اللي بعتذر لك، عليت صوتي في بيتك ومش كان المفروض اعمل كده.”
رديت بابتسامة لطيفة:
“حضرتك براحتك يعني..”
ابتسم بهدوء وكمل السواقة، ورجع بينا الصمت من تاني…
لكن كان صمت مريح المرة دي، مش خانق زي الأول.
وصلنا عند باب الشركه وكنت لسه هنزل
وفجأة وقفني صوته جه هادي وجاد:
“انتِ مين؟”
بصيت له باستغراب:
“مش فاهمة السؤال!”
ابتسم ابتسامة غامضة وقال:
“أقصد… حاسس إني أعرفك… إنتِ ووالدتك. ملامحكم مش غريبة عليا خالص. باباكي كان شغال إيه؟”
كنت لسه هفتح بقي وأرد عليه…
لكن فجأة، قاطعنا صوت أنثوي غاضب
“انزلي يا حيو*نه ، انزليلي ! هيا ديه اللي بتخوني معاها ؟!
كانت الصدمة مرسومة على وشي ووش عمرو.
لقيت نفسي بتسحب من العربية، شديت دراعي من إيديها وبصتلها بعبوس:
“إنتِ هبلة يا بت إنتِ؟ مين بيخون مين؟!”
نزل عمرو وسحبها من إيدي، وهو بيقول:
“أنا آسف جدا يا آنسة ميرنا، أحب أعرفك ياسمين خطيبتي… دمها خفيف بتحب تهزر.”
ياسمين وهي بتشد إيديها منه: “اهزر إيه؟! دا أنا هربيها وهعملها ازاي تتجرأ وتركب عربيتك وتبصلك بسهوكه خطافة الرجالة ”
هجمت عليا وشدت شعري، وأنا انفجرت، مسكت إيدها وتنيتها وقعدت أضرب فيها بكل غل.
مش عارفة إذا كان ده غيرة… ولا غضب… ولا كرامة.
الناس اتلمت حوالينا، وعمرو شالني من عليها زي الفراشة، وهو بيهديني:
“معلش، أنا آسف، اهدي، معلش.”
ياسمين بصراخ:
“دا أنا هطلع روحك يا خدامة! تستجري تمدي إيدك عليا؟! دا إحنا أسيادك!”
بصتلها بعصبية، وصوتي علي:
“إنتِ ايه يا بت؟ محدش عارف يلمك ولا إيه؟!”
وجهت نظري لعمرو بتكشيرة وجيه ف بالي اني خلاص اطردت كده وش:
“باعتذر يا أستاذ عمرو، بس مش هسكت عن حقي.”
بصلي بجدية وقال:
“حقك، وأنا آسف مرة تانية.”
دخل الشركة معاها، وهي بتزعق وعمرو ماسك بوقها ساكتها بالعافية.
وأنا وقفت برا بأخد نفسي بصعوبة، لحد ما رن موبايلي… ماما.
“الو يا ماما؟”
“تعالي البيت بسرعة، في مصيبة.”
قلبي وقع: “إيه اللي حصل؟!”
ماما بصوت متوتر: “تعالي بسرعة، مش هعرف أفهمك في التليفون.”
قفلت، وأنا عقلي مشوش.
دخلت الشركة وعينيا ف الأرض، خبطت على باب مكتبه.
“اتفضلي.”
دخلت وأنا بتكلم بتوتر:
“أنا آسفة جدا، بس محتاجة أمشي، حصلت مشكلة في البيت.”
قبل ما أكمل، ياسمين قطعتني بتعالي:
“بلا أسفة بلا نيلة! أنا هوريكي إزاي تحطي إيدك عليا!”
بصتلها باستهزاء:
“أولا، أنا مبتعذرش ليكِ، ولو في حد ليه حق فالموقف ده فهو أستاذ عمرو مش إنتِ.”
ردت عليا بصراخ: “وقحة وخطافة رجالة!”
ضحكت بسخرية:
“أنا مُشفقه عليكِ وعلى قلة ثقتك في نفسك.”
عمرو قطع الكلام وبصلِها :
“لو فتحتِ بوقك تاني، هيبقى في كلام تاني.”
سكتت بتأفف، وفضلت تبصلّي بحتقار.
بصلي عمرو وقال بلطف:
“اتفضلي يا آنسة ميرنا، روحي، وأنا اللي بطلب منك تروحي ترتاحي شوية.”
شكرته وخرجت.
وأنا طالعة، رميت ليها نظرة كأنها بتقول: “كسبت الجولة!”
طلعت من الشركة وأنا قلبي مشغول بماما.
ركبت تاكسي وطرت عالسلالم.
خبطت الباب بجنون.
ماما فتحتلي بوش كله حزن ودموع.
دخلت وأنا بقول: “إيه اللي حصل؟”
بصيت، لقيت عمي قاعد قدامي، بإبتسامة صفرا، وقدامه ورقة.
قاللي بسخرية:
“معاكي قلم تمضي ولا أجيبلك؟”
بصتله بعصبية:
“أمضي على إيه يا بني آدم انت؟!”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهم على هيئة قدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى