روايات

رواية وهم على هيئة قدر الفصل الثامن 8 بقلم ميادة زكي

رواية وهم على هيئة قدر الفصل الثامن 8 بقلم ميادة زكي

رواية وهم على هيئة قدر الجزء الثامن

رواية وهم على هيئة قدر البارت الثامن

وهم على هيئة قدر
وهم على هيئة قدر

رواية وهم على هيئة قدر الحلقة الثامنة

اتجمدت وأنا ببص لعمرو اللي وشه اتغير في لحظة.
لفيت ورايا ببطء… ولقيتها واقفة.
ملامحها كانت حادة، ونظرتها نارية.
خطيبته.
قالت وهي بتبص عليّا من فوق لتحت بسخرية واضحة:
ـ واضح إنك مش هتجيبيها لبر يا بت إنتِ.
عمرو وقف بسرعة، ووشه مليان توتر وقال بعصبية:
ـ ياسمين! إنتِ بتعملي إيه هنا؟
ردت عليه بنبرة فيها استفزاز:
ـ سؤال غريب… المفروض أنا اللي أسأله.
إنت بتعمل إيه هنا مع البت دي، وقاعده تبصلك كأنك فارس احلامها؟
أنا حسيت الدم بيهرب من وشي، ومحاولتش أرد.
كانت نظراتها موجهة ليا كأنها سهم، وأنا مش لاقية مخرج من الإحراج.
كملت ياسمين كلامها وهي بتبص لعمرو بحزن وعتاب:
ـ مش المفروض إنك مشغول؟
فجأة بقي عندك وقت تتمشى مع واحدة تانية قدام البحر؟
عمرو رد بنبرة دفاعية:
ـ دي مقابلة شغل.
سكت… وبصلي كأنه مش لاقي مبرر مقنع للي حصل.
وقتها حسيت بوجع صغير… لكن غريب وقوي.
كان أعمق من أي وجع توقعت أحسه.
قاطعت الموقف وقلت بهدوء:
ـ فعلاً يا أستاذة ياسمين، دي كانت مقابلة شغل.
وجهت الكلام لعمرو بنبرة فيها نوع من التوبيخ الهادي:
ـ ومكنش المفروض نقعد القعدة دي… أدي النتيجة، المدام شكت فينا.
وقفت وأنا بحاول أتمالك نفسي، مدّيت إيدي عشان آخد شنطتي، بس ياسمين قالت بضحكة سامة:
ـ برافو… عرفتي تمشي في الوقت الصح. حرباية.
بصت لعمرو وقالت:
ـ أنا مستنياك في العربية… يا خطيبي.
ومشيت.
أما أنا… كنت فعلاً محرجة من نفسي.
إزاي وافقت أقعد معاه، وهو مديري وكمان خاطب؟
سبتهم ومشيت وقلبي بيتشد من جواي.
لأني كنت بدأت أحس إن ممكن يبقى في حد جمبي، ومرّة تانية حسيت إني رجعت لوحدي.
بس المرة دي…
مش هضعف.
هكمل لوحدي.
وهخلي سالم يندم إنه فكر يهددني.

داخل عربية عمرو
قال وهو بيشد نفسه:
ـ مكنش ليه أي داعي للكلام اللي قولتيه ده.
وبعدين إيه اللي جابك؟ عرفتي أنا هنا إزاي؟
ياسمين بتوتر وهي بتحاول تتهرب:
ـ إيه؟ مكنتش عايزني أشوفكم ولا إيه؟
عمرو رد بنبرة حادة:
ـ ياريت فعلاً… لو كنتِ واحدة واثقة في نفسها مكنش هيبقى عندي أي مانع.
بس إنتِ بني آدمة ضعيفة… وغبية.
دموعها بدأت تلمع وهي بتقول بحزن:
ـ أنا بحبك يا عمرو… وبغير عليك.
مش عايزة أي واحدة تبصلك… عايزاك ليا لوحدي.
بصلها بنظرة فقدان أمل، وساق العربية.
حاولت تهدي الجو وقالت:
ـ بما إننا مع بعض… نتمشى شوية؟ نجيب حاجة نشربها؟ بقانا كتير مقعدناش مع بعض.
رد عليها بنبرة باردة:
ـ لا، مش هينفع. لازم أروح الشركة… عندي حاجات مهمة.
صرخت بانفعال:
ـ إيه؟ مش من شوية كنت بتتمشى مع البت دي؟
ليه بتعمل فيّا كده؟
أعمل إيه عشان تحبني زي ما أنا بحبك؟ ليه مش عايز تحبني؟
من جواه كان بيتكسر…
مش عارف… حتى أنا مش عارف ليه مش قادر أحبك.
بصلها وقال بهدوء:
ـ أنا مقولتش إني مش بحبك.
بس إنتِ بتضايقيني.
خلي عندك ثقة في نفسك… إنتِ خطيبتي.
مش معناه إني بكلم بنت إنك تروحي تعمليلي فضيحة.
قالت بزعل:
ـ إنت مشوفتش نظراتها ليك كانت عاملة إزاي؟
قال بحدة:
ـ اللي يهمك نظراتي أنا ليها… مش العكس.
رجاءً… ما تحطنيش في مواقف محرجة تاني.
ابتسمت بسمة باهتة، ومسكِت إيده بخضوع:
ـ حاضر… يا حبيبي.

عند ميرنا
كانت ماشية على البحر، مش عارفة تعمل إيه، بس قررت تقعد قدام الموج… بدون تفكير.
قعدت، وكان جنبها كشك صغير.
لفت نظرها كوبليه طالع من سماعة قديمة:
“واللي سنين مقدماه
غير اللي قولت نفسي فيه
يلاقي قلبي فين دواه
واللي اذاه أقرب ما ليه”
دموعها نزلت من غير إذن، كانت سايبة نفسها، بتعيط وهي بتبص للموج.
فجأة…
خرجت بنت من الكشك، لابسة عباية سودا وطرحة بيج، بشرتها بيضا، وعيونها عسلية.
كانت جميلة… وعيونها فيها حاجة غريبة.
قربت منها، طبطبت عليها بهدوء، وادت لها إزازة مية:
ـ ينفع أقعد جمبك؟
ميرنا حركت راسها بموافقة.
قعدت جنبها من غير ما تتكلم، وسابتها تهدى.
لما هديت، قالت لها ميرنا بهدوء:
ـ اسمك إيه؟
ابتسمت وقالت:
ـ جميلة. وإنتِ؟
ـ ميرنا.
ضحكت وقالت:
ـ اسمك جميل زيك.
بصّي، مهما كان اللي مضايقك… هو مجرد اختبار من ربنا.
ساعات نحس إننا مكسورين، بس الحقيقة إننا بنتصقل.
الوجع بيعلم… بس لو صبرنا، هنقوم أقوى.
إرضي، حتى لو خسرتي المعركة… كسبتي أجر.
إحنا ضيوف، بنلم حسنات، مش بنعيش للأبد.
ميرنا بصت لها بحب وقالت:
ـ معكِ حق… بس الأصعب لما تكون المعركة مع الناس اللي المفروض يكونوا أمان.
جميلة ردت بضحكة حزينة:
ـ العيب فينا.
ـ إزاي؟
ـ إحنا اللي بنتعشم فيهم…
بس الأمان الحقيقي عند ربنا.
شياطين الإنس حوالينا، وغالبًا هما نفسهم أقرب الناس لينا.
ميرنا خافت من كلامها، وحاولت تغير الموضوع:
ـ إنتِ بتشتغلي هنا لوحدك؟
ـ أيوه.
ـ ومش بتخافي؟
ضحكت وقالت:
ـ لا، هما اللي بيخافوا أضايقهم.
ميرنا اتلخبطت:
ـ إنتِ عايشة لوحدك؟
ـ لأ، مع أمي.
ـ وأنا كمان، بس معايا أختي.
سكتت لحظة، وبعدين جميلة قالت:
ـ تحبي أقرألك الكف؟
ميرنا اتشدت وقالت بخوف:
ـ لأ! الحاجات دي حرام.
جميلة بهدوء مرعب:
ـ ليه؟ ده مجرد توقع.
ـ لأ، شكراً… أنا مبحبش الحاجات دي.
وقفت بسرعة، لكن جميلة قالت بهدوء يخوف:
ـ غريبة… اللي أعرفه إن أمك بتحبهم
وقفت مكاني متجمدة، صوتها كان هادي، بس جملتها كانت زي السهم اللي دخل في قلبي مرة واحدة.
بصتلي بعينين مفيهمش خوف ولا تردد، وكأنها كانت متأكدة من كل حرف قالته.
اتلخبطت، قلبي دق بسرعة، وأنا ببص لها مش مصدقة.
ميرنا: “إنتي… تعرفي أمي؟”
ضحكت، وابتسامتها كانت أهدى من اللازم، مرعبة في هدوئها.
جميلة: “مش بالشكل اللي تتوقعيه… بس أعرف عنها أكتر مما تتخيلي.”
قربت مني شوية، وقالت:
“ساعات الحاجات اللي بتحصل حوالينا مش صدفة، وإنتي جيتي هنا
وفعلا الدنيا صغيرة اوي
ميرنا (بتوتر): “أنا مش فاهمة حاجة… إنتي مين؟ وعايزة مني إيه؟”
سكتت شوية، وبصّت للبحر، وقالت:
جميلة: “كلنا بنتولد وعلي ضهرنا أمانة، أوقات الأمانة ديه بتكون سر، وأوقات بتكون روح… إنتي شايلة الاتنين يا ميرنا.”
ميرنا (بهمس): “شايلة إيه؟! بتتكلمي عن إيه؟”
قامت من مكانها بهدوء، وسابتني في حيرتي، وقالت وهي بتبصلي للمرة الأخيرة:
“هتعرفي كل حاجة قريب… بس لما تبقي مستعدة. ولما تعرفي، خلي بالك… اللي حواليكي مش دايمًا هما اللي معاكي.”
مشت بخطوات بطيئة، وعبايتها بتتحرك مع الهوا، وأنا قاعدة في مكاني مش قادرة أتحرك، في حاجه جوايا بتقولي إن اللي سمعته مش هزار…
وإن اللي جاي، عمره ما هيكون زي اللي فات.
قمت وأنا مشوشة، دماغي بتلف، ولاقتني بجري عليها بخوف وأنا بقولها انا مش فاهمة حاجة انتِ لازم تفهميني انتِ تعرفي امي منين ومعني كلامك ده ايه
بصتلي بهدوء وقالتلي: فاكره صحبه أمك اللي ضحك عليها صاحب الشركات كبير ورماها ف الشارع
بصتلها بخضه : انتِ عرفتي منين
بصتلي بضحكه ساخره : اكيد كان لازم تحكيلك
سكتت لحظه وبعدين بصتلي بهدوء يخوف : بس المشكلة إن مفيش صاحبه أمك ديه
رديت عليها بعدم فهم : يعني ايه مش فاهمة
بصتلي بهدوء : اسأليها يمكن تلاقي عندها الإجابة واول ما هتعرفي أجابة سؤال واحد كل إجابات الاسئلة التانية هتبان ف معادها .
رجعت البيت وأنا مش شايفة قدامي، رجليّا ماشية لوحدها، وقلبي تقيل كأني شايلة جبل
كل كلمه جميلة قالتها كانت بتلف ف دماغي
دخلت البيت، لقيت النور خافت، والدنيا هادية.
أختي كانت نايمة، وأمي قاعدة في أوضتها بتتفرج على التلفزيون.
وقفت عند باب أوضتي شوية، مترددة…
أنا عمري ما فكرت أسأل أمي عن حاجات غريبة، بس النهارده حسيت إني لازم أعرف…
دخلت أوضتي وقفلت الباب ورايا، بس ماقدرتش، قلبي كان بيتخبط جوايا، حسيت إني لازم أتكلم.
فتحت الباب تاني ومشيت على أوضة أمي.
ميرنا (بهدوء): “ماما؟”
الأم (بابتسامة): “أيوه يا حبيبتي، مالك؟ وشك شاحب كده ليه؟”
قعدت جنبها، وبصيت في عنيها، وسألت السؤال اللي كان بيزن في دماغي من ساعة ما مشيت من الكُشك.
ميرنا: “ماما… إنتِ بتحبي الحاجات اللي زي قراءة الكف والحاجات ديه؟”
اتغيرت ملامحها بسرعة، وكأنها مش مصدقة إني بسأل السؤال ده.
الأم (بتوتر): “ليه السؤال ده ؟ مين جابلك سيرة الحاجات ديه؟”
ميرنا (بقلق): “جاوبيني بس، بالله عليكي… إنتِ ليكي علاقة بالحاجات ديه؟ وكمان ممكن تعرفيني مين صحبتك اللي ابو عمرو ضحك عليها
قامت واقفة، وقلبت القناة بسرعة، ومبصّتش في عينيّا.
الأم: “مفيش داعي للأسئلة ديه يا ميرنا، ديه حاجات قديمة وملهاش لازمة دلوقتي ولا مليش علاقة بقراءة الكف .”
ميرنا (بعناد): “لا، ليها لازمة! عشان النهارده واحدة معرفهاش قالتلي كلام عنك، وكأنها عارفة أسرارنا! قالتلي إنك بتحبي الحاجات ديه… وقالتلي كلام غريب… وقالتلي إني شايلة سر… وسرّه روح!”
الأم وقفت لحظة، سكتت، وبعدين قالت بصوت واطي: “كنت عارفة إن اليوم ده هييجي…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهم على هيئة قدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى