روايات

رواية وميض الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الفصل التاسع عشر 19 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء التاسع عشر

رواية وميض الحب البارت التاسع عشر

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة التاسعة عشر

اشرق الصباح بنوره الوضاح الذي يطفئ على كل شئ تفاصيل جديدة بأشكال واحاسيس جديدة …
تململ عبدالله بفراشه فقد حان وقت استيقاظه بيلوجيا …
أخذ يتقلب يمينا ويسارا حتى صدح رنين منبه هاتفه ليمد كفه يغلق الهاتف ويعتدل جالسا …
فرك عينيه ومسح وجهه بكفيه ثم طالع هيئته ليرى حاله شبه عاريا ليتذكر كيف باغته النوم فجأة حتى قبل أن يرتدي ملابسه ثم نظر بجواره ليرى زوجته بكامل زينتها التي استقبلته بها بالأمس ليصفع ناصيته ناعتا حاله بالغباء …
أخذ يتفحص هيئتها بدءا من شعرها المسترسل على جانب وجهها ويغطي نصفه ليرسم لوحة رائعة لامرأة مغوية بهذه الهيئة ثم مرورا بقدها المرمري المزين بعقد فيروزي يظهر بياض بشرتها والذي يتناسب مع لون قميصها الفيروزي والذي بالكاد يصل لركبتيها وصولا للخلخال الذي يزين أسفل ساقها ليشد شعره معاتبا حاله / أنا إزاي سيبتها امبارح كدة ؟؟
يا غبي يا غبي …
كاد أن يقترب من شفتاها المغويتين حتى انتفض فور صدوح الرنين الاخر للمنبه لينتفض واقفا لاعنا ذاته على الفرص الذي يهدرها بنفسه …
توجه للمرحاض ليغتسل فإذا به يتذكر أمر عزومة اخية وعزومة والدتها ليلتفت للخلف لتقع عينه على تلك المسكينة التي تتوسط الفراش بكل طمأنينة وهدوء دون العلم بما تخبئه لها الايام القادمة وربما الساعات ليتمتم لحاله / ابلغها ازاي حاجة زي دي ؟؟
يعني نكد بالليل ونكد الصبح ياربي !!
نفخ دخان غضبه متمنيا لو أن المشاكل تخرج مع تلك الزفرة ليعلق برجاء / استرها معايا والنبي يارب …
دلف للمرحاض بنفس الوقت الذي شعرت هي ببرودة الفراش لتتمطع واعتدلت جالسة تنظر حولها لتكتشف أن زوجها مازال بالمرحاض …
هدأت أنفاسها قليلا حتى أصبح الأمر اعتياديا ثم اعتدلت من رقدتها لتهم تحضر ما سترتديه في مقابلة والدتها واهلها اليوم …
وقفت أمام خزانتها بحيرة فهى تريد اختيار افضل الثياب لديها فهذه المرة الأولى للذهاب لوالدتها ولمنطقتها بعد الزواج ويجب أن تبدو في أبهى صورها ….
خرج عبدالله من المرحاض ليتعجب من وقفتها هذه فتسائل مستفسرا / ايه ده صحيتي بدري ليه ؟؟
واقفة قدام الدولاب كدة ليه ؟؟
التفتت برأسها فقط تنظر له بغضب وهي تقول باقتضاب واختصار / اولا ملكش دعوة علشان أنا زعلانة منك …
ثانيا أنت هتوصلني لماما ولما تخلص شغل ابقى تعالى علينا علشان اكون قعدت معاهم وشبعت منهم …
ثبت مكانه فكلا الأمرين لا يعلم كيف سيكفر عن ذنبه بهما …
تقدم ليقف خلفها محتضنا إياها من خصرها مستندا رأسه على كتفها ثم لثم وجنتها اليمنى وهو يقول/ اولا حقك عليا اني سيبت القمر ده ينام لوحده امبارح ….
صدقيني كنت تعبان اوي ومكنتش حاسس بجسمي …
أصدرت ضحكة تهكمية وهي تقول / ملهاش لازمة البوسة ……..
بقيت اتشائم منها ……..
اخدت اختها امبارح وبعدها اخدت مقلب منك …
وكأنها تشعر بما سيقوله ليبتلع لعابه بصعوبة ويدعي الابتسامة متصنعا ثم وضع رأسه على كتفها الآخر ولثم وجنتها اليسرى دون التعليق على جملتها وهو يحاول الهاء تفكيرها قليلا ثم قال / الخد التاني يزعل وانا مقدرش على زعله ….
التفتت عقب جملته فأصبحت بين أحضانه لتعلق بتعنغ / لا قدرت تزعلهم وتزعلني أنا كمان…
بس ده ميمنعش تساعدني وتقولي البس ايه وانا رايحه لماما …..
نظر بداخل عيونها بتشتت شعرت هي به …..
يحاول اختيار جملته بعناية ليقول متهربا من مواجهتها / اي حاجة عليكي قمر…
انتي اصلا اللي بتحلي اللبس …
نظرت له باستفسار فقد رأت حديث بعيونه يريد أن يقوله لتعقد حاجبيها متسائلة / مالك يا عبدالله….
في حاجة عايز تقولها؟؟
رمش باهدابه لا يعرف ماذا يقول أو كيف يقول …
أدارها ليجعل ظهرها أمامه ووجها مواجه للخزانه كمحاوله فاشلة للهروب من نظرتها …
مد يده وأخذ يقلب بين ملابسها المعلقة مدعي الانشغال في اختيار ما سترتديه …
ومازال يستند برأسه على كتفها وعقله يعمل بأقصى طاقته ليقول بصوت يبدو عليه الحزن والحيرة / رجعت هند امبارح …
– اه سمعت صوتها وهي داخلة شقتها …..
احسن حاجة عملتها …
هكذا علقت بتلقائية ليعلق على حديثها ومازالت يده تعبث بملابسها دون أن يختار شيئا / ربنا يهديهم بقى علشان أنا تعبت ……
لم تعلق على جملته فقد شعرت أن الجملة غير تامة وينقصها جزء لم يفصح عنه بعد ….
صمتت لتنتظره يقول ما يحاول الالتفاف حوله وما لبث إلا أن أردف قائلا /عايزين نبقى نقعد معاهم شوية علشان لسه زعلانين من بعض……
مازالت أمامه تبحث بين اسطر كلماته عن هدفه الذي يدور حوله حتى الآن….
اخرج ثوب مطرزا وكأنه يجهل ما يمسك به ليعرضه أمامها سائلا / حلو اوي ده ايه رايك فيه ؟؟
عقدت حاجبيها وهي تنظر لما أخرجه ثم علقت عليه / ده سواريه يا عبدالله هو أنا رايحه فرح ؟؟؟
وكأنه لم يرى ما أخرجه لينظر له بتيهه فهو لم ينتبه له إلا بعد تعليقها ليعيده مكانه مرة أخرى وهو يكمل حديثه السابق / ماما كان وحشها العيال اوي فاقترحت تقعد معاهم النهاردة ايه رايك ؟؟
اخذت توزع نظراتها يمينا ويسارا ربما تصل لمقصده فما بالها والأطفال الأمر لا يعنيها في شئ ليقف عقلها عاجز عن استيعاب جملته لتسأل نفسها مرة أخرى ما مالها ورغبة حكمت بالتجمع مع احفادها لتسأله بدورها / رأيي في ايه ؟؟
– بقول يعني بدل ما تروحي عند والدتك من الصبح كدة وهما نايمين نتجمع عند صبري ونتغدى وتقعدي شويه مع هند تعقليها وتهديها وبعدين نروح اخر النهار مع بعض عند والدتك ونسهر براحتنا بقى واهو بكرة الجمعة …..
تيبست مكانها تحاول استيعاب ما نطق به ….
ظلت ترمش باهدابها مرارا وتكرارا حتى أنها لم تشعر أنه أزال وجهه من على كتفها وابتعد عنها خطوتين للخلف ليرى رد فعلها فإذا بها تلتفت بغته سائلة بريبة / انت….. انت قصدك …… منروحش لماما النهاردة تااااني …
هدرت باخر كلمة بجملتها بصوت عالي لتردف وقد تجمعت الدموع بمقلتيها /دانا بقالي كتير مستنية الزيارة دي …….
ده امبارح كنت بفكر هنتكلم في ايه وهنعمل اكل ليه مع بعض ……
اقترب منها محاولا احتضانها إلا أنها نزعت يده من عليها فور لمسها وهي تستطرد قائلة / اوعى كدة ….
انت مش المرة اللي فاتت قولتلي هنروح اليوم من أوله ؟؟
انت مش وعدتني ؟؟؟
انت اصلا اللي بلغتني بالعزومة دي …
كان يتوقع غضبها ولكنه لم يكن يتوقع هذا المستوى من الغضب فقد فاقت توقعاته ليقول بخفوت من أثر اندهاشه / في ايه يا يمنى لكل ده ؟؟
– متفهش الموضوع…
هدرت بصوتها كاملة ليعقد جبينه أكثر وبدأ ينتابه حالة الغضب فمن وجهة نظره أن الموضوع لن يستحق كل هذا الغضب …
بينما هي كانت تصارع بداخلها عدة مشاعر من غضب لخوف لاخفاق لخزي
غضب كالطفل الذي ينتظر نزهته الوحيدة وقد الغاها ولي أمره …
خوف من مجرد تجمعها مع مصدر ذعرها فهي لا تريد أن تتأكد من حدسها الآن وكانت تتمنى معاملة سطحية حتى توأد أي شعور بداخلها أو بداخله…
إخفاق في محاولاتها المستميتة في الوصول لاي نقطة سعادة ولو لبضع ساعات في هذه المنزل المقيت …
خزي من حبيبها الذي دائما وابدا يعمل على إرجاء كل متطلباتها وحقوقها أمام إعلاء رغبات وحقوق ومتطلبات أهله حتى ولو كانت على حسابها …
وقفت أمامه بتحدي تنطق بقوة واهية / خلاص براحتك….
أنا هروح لاهلي لوحدي …..
وانت خليك هنا اتجمع مع اخواتك …..
ولو عايز تجلنا بعد الغدا هستناك…..
مش عايز برضه براحتك هبق. ارجع لوحدي …
نظر لها بتعجب مما تقوله وكأنها تهزي لينطق رافضا بحزم / مش هينفع طبعا الهبل اللي انتي بتقوليه ده …
إزاي اول مرة تروحي عند اهلك من غيري ؟؟؟
ألقى سؤاله الاستنكاري ثم اتبعه بقراره/ قولت هنتغدى هنا ونكمل عند اهلك او نروحلهم بكرة من بدري ….
وكأنها لم تستمع لما يتفوه به استدارت تتجه لخزانتها تخرج ملابس بطريقة عشوائية بعد أن كانت تتخير أفضلهم ليراها تفعل هذا فيقترب منها ساحبا الملابس من يدها بطريقة مباغته ليهدر قائلا / ايه مفيش احترام لكلمتي….
هوا بيتكلم قصادك !!!
نظرت له والدموع تتسابق على وجنتيها لترد له جملته قائلة / وانت مفيش احترام لمشاعري ….
وكاني أنا اللي هوا في حياتك….
مفيش اي ذرة تفكير فيا وفي اللي يفرحني ولا يزعلني …
حرام عليك حتى زيارة اهلي مش عارفه اعملها …
خايف لروح لاهلي من غيرك اول مرة فيعرفوا أننا متخانقين في شهر العسل …
طب ماحنا كل يوم بنتخانق حقيقي ايه الجديد ؟؟
وكأنها واجهته بالحقيقة ليزداد اشتعالا وانفعالا ليهدر بها مهددا / متكبريش الموضوع يا يمنى واغزي الشيطان …..
قولت هتروحي يبقى هتروحي بدل ما والله اعند واحلف مانتي رايحة لشهر قدام ….
لم تكن تتوقع أن الحوار بينهم مهما حدث سيصل لهذا المستوى لتتسع حدقتيها وتفقد قواها لتخر جالسة على الفراش وهي لا تصدق اذنيها …
بينما هو توجه للمرآة ليكمل ارتداء ملابسه وهو يتمتم قائلا/ بقالي ساعة بقنعك اني هوديكي ….
بس ليه لازم نكد وغم على الصبح والواحد يتأخر على شغله …
قال تعقلي هند قال……
ارتدى حلته وهو يقول مستنفرا / الله يسامحك يا شيخة هوصل متأخر. نص ساعة عن ميعادي ….
نطق بجملته وهو يلملم مفاتيحه وهاتفه وحاسوبه الشخصي ….
فتح باب الغرفه ليستدير قائلا وكأنه تذكر شيء ما / متقعديش لوحدك علشان متقلقيش من شباك المنور ….
روحي عند هند اقعدي معاها وساعديها لحد ما اجي وعقبال ما نتغدى هكون قفلت الشباك بالخشب …..
أنا مش ناسي….
نطق جملته وانصرف لتعلق هي فور نطقه باخر جملته مصدرة صوتا ساخرا لتمتم لحالها / مش ناسي ….
عامل انك خايف عليا لا التعبان يدخل من الشباك وانت بتبعتني لحد بيته وفي غيابك ….
أغلقت جفونها لتتسابق الدموع على وجنتيها ثم ارتمت على الفراش تبكي حالها وما تعانيه مع من ظنته حبيب قلبها …
بعد قليل من الوقت استمعت لرنين هاتفها لتعتقد انه هو من يحادثها حتى يعتذر عما بدر منه لتظل جالسة لم تبرح مكانها ليعود هاتفها يصدح مرة أخرى لتسحبه من على الكوميد بعصبية حتى تغلقه ولكنها وجدت أنه اتصال من اختها لتفتح مسرعة قبل أن ينتهي الرنين هذه المرة …
فور أن أجابت على اختها باغتتها الأخيرة بسؤالها / فينك دلوقتي ؟؟؟
اجابتها يمنى بحزن دفين وباختصار مقلق / في البيت…
عقدت يسرا جبينها لتنظر بساعتها ثم عادت للمحادثة تسألها / معقولة كل ده وجوزك لسه منزلش الشغل ؟؟
وكأنها أعطت لها تصريح صريح بعودة البكاء وبشدة لتحاول يسرا تهدأة اختها عبر الهاتف التي أطلقتها حالتها وبشدة لتشرع يمنى بسرد كل ما تم لأختها لتشتعل يسرا غضبا على حال اختها وتعاتبها على الرضوخ لأوامره حتى لو تطلب الأمر بعصيانه والحضور لمنزلهم دون الرجوع إليه ….
ولكن كان ليمنى رأي آخر وهو أنها مازالت بشهر زواجهم ولا يصح فقد تعرض ذاتها للقيل والقال وحتما سيشمت أهله بهذا وربما سيتخذون هذا الأمر ضدها فيما بعد ….
اقتنعت يسرا بحجة اختها لتلقي عليها بعض النصائح قائلة / ماشي لو كدة بقى يبقى العيلة دي عايزة اللي يلاعبها بالعقل اسمعي بقى هتعملي ايه …..
اخذت تملي عليها بعض النصائح التي قد تتفق يمنى معها وقد تختلف ولكنهم يتوصلون بنهاية اختلافهم لأمر وسط حتى سمعت يمنى لصدوح رنين باب الشقة فاغلقت المكالمة اعتقادا بعودة عبدالله لارضاءها فارتدت روبا على ما ترتديه……
توجهت للباب تفتحه فإذا بها ترى دعاء أمامها تسألها بتعجب / ايه ده انتي لسه هنا …
يالا يالا علشان نفطر مع بعض …
اخذت تبحث عن سبب لتتملص من الذهاب لتنظر لهيئتها قائلة / حاضر حاضر هغير هدومي واجي وراكي …
بالفعل تركتها دعاء ع امل أن تلحق بها ولكن بعد مرور ساعة عادت سمر تسالها عن سبب عدم قدومها لتدعي يمنى المرض وتقول بخفوت / تعبانة اوي وعضمي مكسر هاخد مسكن واريح شوية واجي …
ظل الحال هكذا حتى عاد عبدالله…..
دلف مباشرة لشقة صبري يتسائل عن زوجته ليخبره اخواته أنها تعللت بمرضها ليدق القلق اوصاله فيسرع راكضا تجاه شقتها….
دلف عبدالله شقته يبحث عنها ليجدها تغط في نوم عميق وكأنها تهرب عما حدث بالنوم …
أخذ يهزها كمحاولة ليقاظها لتستيقظ اخيرا ولكن فور رؤيته عقدت حاجبيها بغضب وادارت وجهها للجهة المقابلة ….
حاول تقبيل رأسها ولكنها أبت ليطلب منها أن تصاحبه لشقة أخيه فقد جاء موعد الغداء …..
وصلت يمنى بصحبة عبدالله تتأبط ذراعه قبل الدلوف مباشرة ليستشيطوا ثلاثتهم غيظا بينما هو تعجب من فعلتها ….
جلست على المائدة بجواره لتتفاجئ بجلوس صبري بالمقعد المجاور لها ….
شعرت بقلبها يكاد يتوقف عن النبض من شدة الخوف …
بدأت حكمت بتوزيع الطعام بينما انتبهت يمنى على حديث دعاء وهي تقول ممازحة / احنا عملنا الاكل كله ويمنى كانت نائمة يبقى المواعين والشاي والقهوة والعصير على يمنى بقى ولا ايه ؟؟؟
انتهز صبري حديث أخته وانشغال الجميع حتى هي ليمد قدمه من أسفل المائدة يتحسس القدم المجاوره له حتى وصل لملمس ناعم وقبل أن تشق الابتسامة ثغره اصدرت يمنى شهقة مرتفعة سحب على إثرها قدمه سريعا والتفت جميع الأنظار إلى يمنى التي تجلس متسعة العينين تنهج بشدة وكأنها رأت شبحّا أمامها ….
أخذ عبدالله يتسائل عما بها لينتابها حالة من الغثيان فإذا بها تنهض مسرعة تجاه المرحاض تفرغ كل ما بجعبتها ليلحق بها عبدالله متسائلا / مالك يا يمنى ؟؟ فيكي ايه ….
بعد أن فرغت من القيئ غسلت وجهها جيدا وقالت باعياء واضح من أثر القئ / عايزة اروح مش قادرة …
بالفعل اخذها وعاد لشقتهم تحت تذمر واستنكار من أهله فالبعض يراها متعلله والاخرون يتوقع أن تكون اعراض حمل…..
بعد فترة وجيزة سألها ما إذا كانت تستطيع الذهاب لأهلها لتجيبة بحزم / هنروح من بكرة بدري ….
دلوقتي مش هنقدر نقعد كتير ….
وانا اصلا تعبانة دلوقتي وعايزة انام ….
برغم اندهاشه من حالة النوم التي تنتابها ولكنه تركها لتهدا قليلا ولكنها قبل أن تغفو قالت بترجي ووهن / وحياتي يا عبدالله اقفل الشباك …
…………………………….
بالجهة المقابلة تعجبوا جميعا من صوت الطرق التي يسمعونه لتذهب دعاء تستفسر عن سببه ثم عادت متعجبة ومستنكرة وهي تقول / عبدالله بيقفل شباك المنور خالص بيقول يمنى شافت فيه تعبان …
نطقت حكمت باندهاش / بسم الله الرحمن الرحيم وده هيجلنا منين …
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم…
دب الذعر في قلب سمر التي لطالما كانت تسترق السمع من ناحية هذه النافذة لتصمم إغلاقها لديهم هي الاخرى لحين التأكد من خلو المنور من اي شيئ …
كل هذا كان يدور أمام صبري الذي شعر وكان الأنظار كلها تتجه إليه …
بدأت نظرات الذعر تبدو على ملامحه ليلفت نظر هند فهذا الامر ربما يتغلق بزوجها وهو ليس ببعيد عن وصفة بثعبان …
وسط كل هذه الهمهمات فوجئت صفاء بوجود وليد يلقي عليهم التحية لتهم واقفه وتتجه إليه بنظرات مشتعلة تسأله بلوم وبصوت عال وعصبية مفرطة تلبستها فور رؤيتها لشخصه / انت اتصلت عليا ليه من يومين؟؟؟
ثم ايه اللي مش عايزني أقوله لجوزي علشان تقول كلام زي ده في التليفون ؟؟؟
حاول وليد رسم الابتسامة السمجة وهو يقول / طب مش تقوليلي اتفضل الاول ؟؟
– لا متتفضلش وتقولي حالا عملت كدة ليه ؟؟
– صفااااء…
هدأت حكمت بها فور نطق صفاء لجملتها لتكمل حكمت معاتبة / ميصحش يا صفاء دخلي ابن عمك الاول وبعدين نتكلم …
– بس يا ماما….
كادت أن تعترض لتقطع حكمت حديثها قائلة بصرامة/ قولت دخلي وليد الاول ….
تنحت جانبا دون التفوه بكلمة ليدلف وليد ويجلس فإذا بحكمت تقول لابنتها / قومي يا صفاء اغرفي لابن عمك ياكل …
وهنا ثار جنونها لتصرخ قائلة / يا ماما بقولك كان هيخرب بيني….
واتصل عليا يقول كلام فارغ وانتي تقوليلي اغرفله ياكل ….
التفتت إليه تقول بحزم / يقولي عمل كدة ليه وايه مقصده من الموضوع ده ؟؟
قبل أن يجيبها وليد كانت تستمع لما تتفوه به والدتها والذي اخرصها وجعل عقلها يتوقف عن التفكير / أنا اللي قولت لوليد يطمن عليكي ويقولك متجبيش سيرة لجوزك ….
التفتت صفاء تنظر لوالدتها بعين غير مصدقة لتهتف قائلة / انتي اللي طلبتي كدة ؟؟
مش همك سمعتي تتلوث ؟؟؟
ولا أطلق بسبب كلام فارغ زي ده ؟؟؟
لوحت حكمت بيدها بلامبالاه وهي تقول / خايفة تتطلقي ياختي من جوزك الاملة ؟؟؟
اطلقي وانا اجوزك وليد وهيصونك وهينفذلك كل أوامرك …..
بلا خيبة مسكالي فيه ليه مش عارفه…
بأعلى صوتها هدرت صفاء / انتي ام انتي ؟؟
حرام عليكي …
مفكرتيش في العيال دي لما يتحرموا من ابوهم بذنبك ؟؟؟
مفكرتيش فيا لما سمعتي تتلوث واتجوز اللي اتهموني فيه زور …
اقترب وليد من صفاء من الخلف وربت على كتفها محاولا تهدأتها وهو يقول / متزعلش نفسك عليه هو ميستاهلش…….
فجأة التفتت صفاء تصفعه على وجنته بعزم ما لها حتى أن الجميع انتفض من جلسته وجاء على إثر الصراخ عبدالله الذي لم يستمع بالبداية لصراخهم من أثر الطرق ولكنه فور استماعه هرول تجاههم ليصل مع صفعة صفاء لوليد الذي كاد أن يردها لها الاخير إلا أن ايدي عبدالله أمسكت بيده وهو يهدده قائلا / اياك تمد ايدك على اختي وانا عايش ؟؟؟
ليهدر به وليد معاتبا / انت مشوفتش وهي بتضربني بالقلم …..
أنا انضرب بالقلم ومن ست …..
كاد أن يجيبه عبدالله إلا أن صفاء ذكرت سبب هذه الصفعة / اتصل بيا يا عبدالله وانا في بيت جوزي يقولي وحشتيني ….
ويطلب مني مقولش لجوزي على اللي بينا ….
وجوزي سمع التليفون وعلشان كده غضبني ….
استوحشت نظرات عبدالله بينما اخذت دعاء وسمر كلا منهن تطرقن على صدرهن وعلى وجههن بينما حكمت تقف بسيقان واهية تشعر وكان الأرض تنسحب من أسفل قدميها ليلتفت عبدالله لوليد سائلا إياه بنبرة لا تبشر بخير / انت اتصلت على اختي ؟؟
– أيوة بس…….
لم يترك له الفرصة ليبرر فعلته بل باغته بلكمة بوجهه سال من أثرها الدماء من أنفه ليترنح وليد للخلف لينقض عليه عبدالله لاكما إياه بأخرى وأخرى ليجتمع الجميع يحاولون تخليص وليد من قبضة عبدالله بصعوبة …..
هرولت يمنى فور استماعها الصراخ والشحار لتذعر حين رأت هذا المشهد …..
حاولت معهم نزع عبدالله عن وليد حتى نجحوا اخيرا ليقف الاخير يتوعد برد كل هذا أضعاف مضاعفة وقبل أن ينفلت عبدالله عليه مجددا هرول هاربا ولكنه نطق قبل هروبه جملة الجمت كل الحاضرين / يا عيلة مفيهاش راجل يحكمكم ….
كل الأنظار توجهت تجاه حكمت التي بدورها تساءلت ببجاحة / ايه بتبصوا ليا كدة ليه ؟؟
الحق عليا اني عايزة مصلحتكم ؟؟؟
ثم نظرت تجاه صفاء تلقي اللوم عليها / عجبك اللي حصل يا بنت بطني ؟؟؟
كنتي هتودي اخوكي في داهية علشان خاطر تليفون لا راح ولا جه ؟؟؟
تعجب عبدالله من منطق والدته ليهتف بعصبية / يتصل بيها في بيت جوزها ويقولها وحشتيني وانتي تقولي حتة تليفون ؟؟
لتجيب صفاء على تعجب أخيها / أصل الاستاذ طلع عامل التليفون ده بأمر منها ….
تخيل يا عبدالله امي عايزة تسوء سمعتي علشان هي اللي تتحكم ….
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخة ….
هدرت بها حكمت / بتدعي على امك يا قليلة الادب …
امشي اطلعي من بيتي ومتعتبيش هنا تاني حتى لو رماكي لكلاب السكك …
– هطلع …. هيطلع ومش جاية تاني … حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ….
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي …
ظلت تردد جملتها وهي تلملم اغراضها وتسحب أطفالها حتى أوقفها عبدالله قائلا بعناد / استني يا صفاء أنا جاي معاكي اوصلك واعتذر لجوزك …
فور انصراف عبدالله وصفاء انسحبت يمنى مسرعة تجاه شقتها تغلقها على حالها وهي تضع كفيها على وجهها تمتم قائلة / ايه اللي بيحصل في العيلة دي…
مش ممكن …. مش ممكن …
ظل الجميع يتبادلون أطراف الحديث عما حدث بين رافض ومؤيد ومن المؤكد كانت الأطراف الموافقة دعاء وسمر بينما سيد وهند من كانوا يخالفوهم الأمر حتى كاد الأمر يشتغل بين سيد وزوجته
بينما كان يجلس صبري منكمش بحاله….
عقله يعيد مشهد لكم عبدالله لوليد فهو لم يرى أخيه بهذه الضراوة والشجاعة من قبل ليسأل حاله / ماذا سيفعل معه إذا علم بما يفعله …
انتبه صبري على وكزة هند التي تسأله / وانت رأيك ايه يا معدول ؟؟
كان المفروض تعجن وليد مع اخوك مش تشيله من عليه ؟؟؟
– يعني كنتي عايزاني اسيب اخويا يروح في داهية يا غبية ؟؟؟
وهنا لمعت بعقله فكرة جهنمية يستطيع من خلالها نيل كل ما يحلم به ….
………………..
ظلت صفاء تبكي طوال الطريق وتنعي حظها في والدتها وهي تردد قائلة ,/ هقول ايه لعادل ؟؟؟
هقوله امي اللي عملت كل ده ازاي ؟؟؟
هرفع عيني في عينه بعد كدة إزاي ؟؟
أخذ عبدالله يستمع لأخته وهو يموت غيظا ويتمنى لو أنه أنهى حياة هذا الوليد نهائيا لكان شعر بقليل من الراحة …
ظلت جملة وليد الختامية تتردد بمسامعه تزامنا لتذكره لعتاب زوجته بالصباح ليراجع عقله كل الأفعال السابقة ليرى أن والدته بالفعل هي من تأمر وتنهي ….
ليجز على أسنانه كلما ترددت بمسامعه الجملة …
توقف بالسيارة جانبا يحاول تهدأة أخته قبل الدلوف على منزل زوجها قائلا / احنا مش هنقول أن الموضوع من ماما نهائي ….
احنا هنقول أن وليد عرف الموضوع من سمر وحاول يستغله وانا لما عرفت ضربته وقطعناه ….
سامعة يا صفاء ….
مينفعش نقول الحقيقة كلها …مينفعش…
هزت برأسها بموافقة ليدلفا سويا الي المنزل بعد أن أزالت اثار البكاء من وجهها ولكنها لم تستطيع اخفاء تورم عينيها والذي سأل عن سببهم عادل لتجيبه هي بتلعثم / لما عبدالله كان بيضرب وليد أنا كنت بعيط علشان خايفة على اخويا …..
وبرغم من انتهاء الموقف إلا أن حجة عبدالله وصفاء لم تتمطلي على عادل والذي جاء بابنه يسأله بعد أن غفت صفاء مبكرا من كثرة البكاء ليجيبه عمر بكل ما تم….
فذاكرة الاطفال في هذه السن المبكرة بمثابة ذاكرة فوتوغرافيه…..
……………🌹🌹🌹🌹…………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى