رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الثالث 3 بقلم هبة نبيل
رواية وقعت في دائرة الشر الجزء الثالث
رواية وقعت في دائرة الشر البارت الثالث

رواية وقعت في دائرة الشر الحلقة الثالثة
صراع الوجود
استفاقت فرح على صوت صباحي هادئ، ينساب من خلال النوافذ التي كانت مفتوحة على مصراعيها. الشمس كانت قد بدأت في إلقاء خيوطها الذهبية عبر الستائر، فغطّت الغرفة بنور دافئ. تحركت ببطء من على السرير، وكل شيء حولها كان هادئًا، حتى أفكارها. كانت تشعر بأنها في مكان آمن، لكنها في الوقت ذاته كانت تعلم أن هذا الأمان مؤقت، وأن هناك شيئًا ما يختبئ وراء كل هذه اللحظات الهادئة.
بينما كانت تستعد للذهاب إلى المطبخ، كان حسام قد انتهى من تجهيز نفسه للذهاب إلى العمل، ولكن قبل أن يخرج، مرّ على غرفة فرح، فوجدها أمامه مباشرة مما جعل شعور بالارتباك والتوتر من الطرفين، عيناها تلمعان كأنها تفكر في شيء عميق.
حسام بارتباك: “صباح الخير يا فرح اسف اني خضيتك انا جي اطمن عليكي نمتي كويس؟ ناوية تبدأي اليوم بإيه؟”
فرح بابتسامة هادئة: “صباح النور… مش عارفة، لسه بفكر.”
حسام، وهو يقترب ليجلس على طرف السرير: “لازم تلاقي حاجة تشغلي بيها بالك. مش لازم تفضلّي قعدة كده، ده مش في صالحك هتتعبي.”
فرح، وهي تنظر إلى الأرض: “أنا مش عارفة يا حسام. الموضوع ده كله غريب عليا، وكل حاجه
حصلت بسرعة… مش قادرة استوعب كل ده
حسام بتفهم: “أنا عارف، بس ده عشان إحنا في وضع مختلف…بس أنتِ مش لوحدك هنا.”
ضحكت فرح برقة، ثم قالت: “وبتقول لي ده بعد ما أنت جبتني البيت؟! أكيد أنا مش لوحدي.”
حسام مبتسمًا: “أيوه، مش لوحدك، إحنا كلنا هنا علشان نساعدك، وإن شاء الله كل حاجة هتتظبط.”
بينما كان الحديث بينهما مستمرًا، مرت يارا من امام الباب، في طريقها مباشرة نحو المطبخ لتبدأ في تجهيز الإفطار لتقول…
يارا بنبرة خفيفة: “حسام، فين الكوبايات؟ مش لاقيهم!” تعالي ساعدني
حسام وهو يشير إليها: “هتلاقيهم فوق على الرف ثم نظر لفرح واكمل حديثه قائلا… إيه رأيك لو نعمل الفطار كلنا مع بعض النهاردة؟”
يارا بمرح: “هتخليني أعتمد عليك في المطبخ؟ خليني أظبط كل حاجة، بس مش هتاكل أكتر من حقي!” انا بقولك اهو اللي عمل وتعب ياخد اكتر
فرح ببتسامه واسعه: طب اي رايكم انتو الاتنين ان اعمل انا الفطار وانتو بس تساعدوني كل اللي فكراه او يمكن حساه ان انا بعرف اطبخ كويس جدا
الاثنان بحماس: موافقين طبعا
ضحك الجميع، وفجأة دخل يوسف وهو يركض نحوهم، وهو يحمل هاتفه في يده.
يوسف بتوتر: “أنتوا شفتوا الأخبار النهاردة؟ في حادثة كبيرة حصلت قريب من هنا.”
حسام، وهو يحاول أن يهدئه: ” يوسف؟ تفتكر ان ده وقته..؟ قالها وهو ينظر له ويلفت انتباهه بوجود فرح بينهم
يوسف وهو يتنهد بحرج: انا اسف مقصدش وبعدين عندك حق محدش بيتكلم في حوادث على الصبح كده المهم عاملين ايه على الفطار انا شامم روايح مشمتهاش في البيت ده قبل كده ”
الأم وهي تدخل المطبخ: اه يا حيوان عايز تقول اني مبعرفش اطبخ
يوسف: لا طبعا يا ست الحبايب ازاي تقولي كده ده انتي حتي الشيف شربيني في نفسك… سامحني يارب
فرح بضحك: قابل بقي ياعم يوسف
حسام: الله انتي خدتي على الجو بسرعه اوي
فرح ببتسامه: “انتو اللي حسستوني بالاجواء العائليه دي بجد شكرا يا جماعه ليكم واسفه برضو اني ربكت لكم حياتكم مرة واحدة كده
لكن بينما كان الجميع في المطبخ يتناولون الفطور، رن هاتف حسام، وكان الرقم غير معروف…
حسام يرفع هاتفه: “ألو؟”
الطرف الآخر، بنبرة مشبعة بالتهديد: “لو ما رجعتش الحاجات اللي في الشنطه اللي مع الحلوة اللي عندك دي، هتشوفوا اللي ما تتمنّوش انكم تشوفوه. كل حاجة تحت السيطرة.”
حسام، محاولًا أن يخفي قلقه: “إنت مين؟” النمره غلط
الطرف الآخر، بنبرة تهديدية: لا النمره مش غلط يا بشمهندس حسام “مش مهم مين أنا، المهم إنك هتدفع الثمن لو ما عملتش زي ما قلت.”
ثم أغلق الهاتف بشكل مفاجئ، مما جعل الأجواء في المطبخ تصبح مشحونة بشكل مفاجئ.
الأم بقلق من تتغير ملامح وجه ابنها: في حاجه يا حسام؟
حسام بارتباك حاول ان يخفي لعدم ازعاج لفرح: ها لأ يا امي مفيش حاجه انا كويس انا رايح الشغل بقي اتأخرت اوي
يوسف بمزاح: وماله ياعم لما تتأخرلك شويه مانت كده كده صاحب الشغل كله ياعم مين قدك
فرح بندهاش وانبهار في الوقت ذاته: اي ده هو انت صاحب شركة..؟ هو انت بتشتغل ايه..؟
حسام بتوضيح: هو انا في الاصل مهندس معماري لكن فجاة لقيت نفسي رجل اعمال
فرح بعدم فهم: مالك..؟ انا مش فاهمه حاجه؟
حسام ببتسامه لم يعتدون عليها في المنزل إلي ان ظهرت فرح: لا ده موضوع ملخبط كده ويطول شرحه هبقي افهمهولك بعدين…
فرح: تمام باي…. حسام خلي بالك من نفسك
توجهت نظرات كل الموجودين عليها لدرجه جعلتها ترتبك لتكمل حديثها قائلا…
فرح: يعني اقصد ان يكون في حد مراقبني فا يعرف اني عندك وكده فايعملكم مشاكل
حسام: لا متقلقيش مع السلامه سلام يا جماعه سلام يا أمي
في اللحظة نفسها عندما كان حسام في طريقه ان يخرج من المنزل وهو يضع يداه ع مقبض الباب لفتحه وجد مها، صديقته القديمة امامه مباشرة التي قد حضرت لمقابلته. كانت مها فتاة جميلة وذكية، لكن كان هناك شيء في شخصيتها يجعلها دائمًا تثير القلق لدى من حولها. كانت تحاول أن تظهر بمظهر الودّ، ولكن هناك دائمًا شيء في كلامها وحركاتها يجعل الجميع يشعرون بأنها ليست مريحه
مها، بنبرة متوترة: “أيه اللي حصل؟! في حاجة مش مظبوطة هنا، صح؟”
حسام، وهو يبتسم: “لا مفيش حاجة يا مها. بس في شوية مشاكل صغيرة انتي ايه اللي جابك؟
مها بفضول مستفز وهي تتجه نحو فرح بعد ان رأتها: “أنتي مين؟ وبتعملي ايه هنا؟
وهي تشعر بقليل من التوتر: “أنا… أنا مش عارفة أنا إيه، بس
يارا تزفر وتنظر بعيونها لاعلي بملل وهي تعقد ذراعيها: صحبتي وجايه تزورني في حاجه تاني يا مها..؟
حسام: مردتيش على سؤالي يا مها اي اللي جابك..؟
مها بلا مبالاه: جايه اشوفك وحشتني… قالتها وهي تنظر ل فرح…. ثم اكملت حديثها بنبرة حادة…. عادي يا حسام جايه اشوفك هو مينفعش واحدة تيجي تشوف خطبها ولا ايه؟
حسام بملل: مش وقته الكلام ده وبعدين انتي مش خطبتي اصلا يا مها
يارا بضحك مكتوم و بنبره ساخرا: بيقولك مره يا فرح حد اتكبس كبسه مات مشلول
يوسف بضحك وهو يقلد معلق المباريات الاوروبيه: اوووووووه في منتصف الجبهه
حسام وهو يشعر بالضغط : مها خليكي هادية شويه
لكن مها لم تكن لتتوقف. كان الحقد في عينيها عند فكرة وجود فرح في هذا البيت، وكان واضحًا للجميع. حاول الجميع أن يهدئوا الأجواء، لكن مها كانت قد قررت أن تتدخل في كل شيء، وأن تأخذ دورًا في تحديد من يمكنه البقاء في حياتهم ومن لا يمكنه ذلك.
وبينما كانت مها تشتعل غضبًا، بدأت الخلافات بين حسام وجاسر تتفاقم. جاسر كان يعتقد أن دخول فرح للبيت كان خطوة غير حكيمة، وأنها تسببت في كل هذه المشاكل.
جاسر، وهو يواجه حسام بنبرة حادة: ” هو الموضوع ده هيخلص امتي.؟
حسام بتحفز: موضوع ايه يا جاسر؟
جاسر بتحفز إيضا: اللي احنا فيه ده انت قولت يومين واليومين خلصو وبعدين انت ليه مديها الأمان اوي كده افرض حراميه او هربانه من مصيبه وبتحور علينا كلنا بحوار فقدان الذاكرة ده عشان تعمل عملتها وت… اوقفه حسام بنظره ناريه ونبره مخيفه: جاسر انت اي نعم اخويا الكبير بس ده ميدلكش صلاحيه انك تتكلم معايا كده ولا تهين حد يخصني في بيتي انت فاهم..!
جاسر: انت بتتكلم معايا ازاي كده انت اجننت وبعدين ده مش بيتك لوحدك
حسام بغضب عارم: لا هو لو على الجنان فانا ممكن اوريك جناني دلوقتي واني ممكن اغلبك وانت عارف كده كويس
جاسر بنبره ساخره : وريني نفسك يا شبح
كان الكل يحاول فك هذا الشجار ولم يلاحظ احد للتي فقدت وعيها للتو….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وقعت في دائرة الشر)