روايات

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل التاسع عشر 19 بقلم هبة نبيل

رواية وقعت في دائرة الشر الفصل التاسع عشر 19 بقلم هبة نبيل

رواية وقعت في دائرة الشر الجزء التاسع عشر

رواية وقعت في دائرة الشر البارت التاسع عشر

وقعت في دائرة الشر
وقعت في دائرة الشر

رواية وقعت في دائرة الشر الحلقة التاسعة عشر

 إفراج مشروط بالشك
العسكري: فرح كريم البحيري
فرح بلهفه: ايوه انا
العسكري: إفراج تعالي معايا
نزلت الكلمة على مسامع فرح كأنها صفعة مفاجئة أيقظتها من كابوس لم تعلم انه سا ينتهِ بعد. لم تصدق أذنيها، خرجت مع العسكري بعينين متسعتين وقد انكمش قلبها بين الأمل والريبة.
فرح بذهول: إفراج؟! يعني إيه؟ إزاي؟ مين طلب كده؟”
سألته وهي تسير ببطء معه وكأنها تتوقع أن ينكر ما قاله أو يصحّح ما ظنّت أنه سراب
لكنه لم يجب، فقط قال: دلوقتي تعرفي كل حاجه لما تروحي عند راضي بيه
وبعد مقابلة فرح بالرائد راضي خرجت فرح من القسم مترددة
الخطى، وقلبها يسبقها نحو المجهول، كانت كلمات راضي واتفاقه معها يجول في رأسها بينما الشمس في الخارج كانت قد بدأت تميل نحو الغروب، تكسو الشوارع بضوءٍ خافتٍ يتماشى مع ما يحدث داخلها
وعند بوابة القسم، وجدته انه هو بالفعل حسام كان واقفا مستندًا إلى سيارته، يدخن سيجارته بشحوب في وجهه لم تره من قبل
اقتربت منه بخطوات حذرة، ثم وقفت أمامه وقالت بصوت متوتر:
فرح: “إنت اللي طلعتني؟”
لم يلتفت إليها، بل نفث دخان سيجارته ببطء وقال بهدوء مميت: ايه عجبك الجو جوه كنتي هتفضّلي جوه تعملي إيه؟ تستني حد يلفّقلك تهمة تانيه؟”
فرح بندهاش من اسلوبه المتغير معها: بس انا مافهمتش برضو حصل إيه!”
حسام: “ولا أنا… بس واضح إن في حد لسه شايفك مفيدة.”
ثم نظر إليها أخيرًا، بعينين لا تحملان الغضب، بل شيء من الشفقة وقال…. “اركبي، قبل ما الندم يسبقنا.”
صعدت إلى السيارة، وجلست جانبه بصمت وهي تحاول فكّ خيوط المؤامرة التي تشعر أنها تلفّ عنقها ببطء
جهه اخري… داخل جهة امنيه وتحديدا مكتب العقيد سعيد محروس
كان المكتب هادئًا إلا من صوت خربشة قلم على سبورة بيضاء.
العقيد سعيد واقف أمامها، يشرح لمساعده الخريطة التي رسمها للتوّ، وعليها صورة فرح إلى جانب صور أخرى لأشخاص مجهولين.
– “البنت دي مش مجرد شاهدة. دي حلقة في سلسلة إحنا بدأنا نربط حلقاتها دلوقتي احنا جالنا ملف خطير من جهه موثوقه وده اللي فتح عنينا على حاجات كتير
احدي الضباط: “بس يا فندم… هي كانت في غيبوبة، والملف لسه مختفي ازاي جي لحضرتك
سعيد: معلوماتك قديمه يا حضرة الظابط ايمن اومال قوات خاصه ازاي؟ البنت فاقت من فترة وخرجت من المستشفي بس وهي فاقده الذاكرة وده مخلي الخطر حواليها اشرس وهي مش حسه ولازم متحسش بأي خطر فرح بطلة وواجب علينا نحميها ونحمي كل اللي معاها
إيمن: بس ظهورها دلوقتي مش صدفة. ولا محاولة قتلها صدفة. في حد خايف منها… وده معناه إن عندها أكتر مما هي فاكرة
سعيد: فرح لسه خارجه من القسم من ساعات قليله اوي هي متعرفش هي خرجت ازاي لان تهمتها كانت تهمه توديها لحد حبل المشنقه طبعا كان لازم ندخل ونخرجها عشان الجهه اللي مدبره لكل ده تتهز ترتبك يعملو اي حركة عشوائيه لازم نكون صاحين لكل خطوة
ايمن وهو يشير بالتحيه: تمام يا افندم اي المهمه المطلوبه مني؟
سعيد: بيت حسام وعيلته بما فيهم فرح يتأمن تامين شامل ولكن بدون لفت النظر
ايمن: أمرك
ثم أشار بعصاه نحو زاوية الصورة وقرأ بصوت منخفض: جاسر يتراقب مراقبه شديدة جدا الفترة الجايه حاسس انه وراه حاجه مش طبيعيه
ايمن: مش ده برضو اخوه رجل الاعمال المعروف حسام عبد الرحمن البدري
سعيد: هو بس في خلافات بينهم الفترة دي اخرها شجار بينهم في الشركة الخاصه ب جاسر
ايمن: دي بقي مهمتك يا صلاح
الضابط صلاح: اكيد يا افندم
سعيد: يلا يا شباب بالتوفيق
جهه اخري…. داخل سيارة حسام
سارت السيارة وسط شوارع مزدحمة في وسط المدينة والصمت يسيطر على الأجواء حتي كسر حسام ذلك الصمت قائلا….
حسام: “الشنطة اللي معاكي والملف اللي فيها لقيت فيه ورق خطير، يا فرح.” كنتش قريته قبل كده انا قريت من على الوش بس
قال حسام وهو ينظر أمامه.
فرح: “يعني إيه؟! ورق إيه؟”
– “فيه مستندات تخص مشروع اسمه تيتان. المشروع ده اتقفل رسميًا، بس في الحقيقة… شغال تحت الأرض في استغلال للناس الغلابه وهو عباره عن بناء وحدة سكانيه بس على ارض غير صالحه للبني وبمعدات غير صالحه يعني بمسافه ماتتبني وياخده الفلوس من الناس دول ويسكنه تتطربق المباني على الناس الغلابه دول ويبقي راحو ضحيه هما وفلوسهم وتقريبا هو ده اللي انتي اكتشفتيه يا فرح ولما وجهتي وهددتيهم رتبولك الحادثه
فرح ترجع برأسها للخلف وتضعها على مسند المقعد وهي تقول: يانهار اسود مش ممكن للدرجادي قلوبهم ماتت وعندما كانت فرح مستنده رأسها فجاة هجمتها تلك الذكريات والصور السريعه عن ما قاله حسام لها للتو…. ثم انتفضت والعرق يتصبب من جبنها وعيونها تجول يمينا ويسارا وهي تقول… حسام انا شوفت كل اللي انت قولته دلوقتي
حسام بفرحه ونبره مرحه: حمدلله على السلامه يا باشمهندسه اخيرا
فرح ببتسامه بعد ان هدأت قليلا: بس انا افتكرت كده بس مش يمكن عشان انت قولت؟
حسام: فرح… انك بس تفتكري ده في حد ذاته خطوة كويسه وتقريبا انا كده فهمت انتي ممكن تفتكري باقي الأحداث ازاي… فرح انتي بتفتكري لما الحاجه بتتذكر قدامك فرح في مشوار حابب ان اخدك معايا فيه مستعده
فرح: اكيد
جهه اخري… مكان مجهول
في غرفة شبه مظلمة، أمام شاشة مراقبة، جلس رجل يراقب تحركات فرح عبر كاميرات خفية.
صوت آمر صدر من خلفه:
– “خرجت؟!”
– “خرجت… وحسام معاها.”
_ “يبقى نبدأ المرحلة الرابعه خلوها تمشي على الحبل… بس من غير شبكة عملت ايه في العيال اللي اتكشفو
_خلصنا عليهم في وقتها طبعا
_برافو عليكم عيال اغبيه انا مش عايز اي غباء يحصل تاني فاهم
_فاهم ياباشا

جهه اخري… في منزل ندى
طرق الباب عدة طرقات خفيفه قامت ندي لتفتح الباب وهنا اتسعت عيونها وامتلئت بدموع الفرحة وهي تشد فرح لأحضانها كانت فرح للتو مازالت غير مدركه ولا مستوعبه هذه المشاعر ولكن شئ قوي جعلها تضم هي ايضا ندي اليها
ندي بصوت متحشرج: “كنت متأكدة إنك هترجعي وحشتيني وحشتيني اوي يافرح كده كده اهون عليكي تبعدي عني كل ده؟
ندي هانت عليكي بلاش انا تيتا هانت عليكي تبعدي عنها وتوجعي قلبها عليكي كل ده؟
حسام: براحه عليها يا ندي لسه مش مستوعبه اللي هي فيه
ندي: مين حضرتك؟
حسام: انا اسمي حسام وهفهمكو كل حاجه بس هنفضل واقفين على الباب كده انتو بخله ولا ايه؟
ندي بضحك: لالا طبعا ازاي اتفضل كفايه انك كنت سبب اننا نشوف فرح تاني دقيقه واحدة وراجعه لازم امهد ل تيتا الموضوع عشان متتفجئش ويحصلها حاجه من الفرحة
حسام: اكيد طبعا اتفضلي… انتظر حسام حتي اختفت ندي من امامهم ثم نظر لفرح وهو يقول…ها يا فرح حسيتي بأيه لما شوفتي ندي اختك؟
فرح: مش عارفه بس حسيت بمشاعر كتير اوي كنت فرحانه بحضنها بس في نفس الوقت زعلانه اني مش عارفه اعبرلها عن الفرحة دي على برود لان لسه مش مستوعبه او لسه مش فاكراها اوي بس كنت حسه بيها اوي
حسام ببتسامه: طبيعي يا فرح كل دي مشاعر طبيعيه انا عملت كده لما لقيتك بتفتكري بالمواجهه قولت يمكن تفتكري حاجه لما تيجي هنا وتشوفي بيتك واختك وجدتك ومع بعض برضو هنعرف فين ولدك وولدتك
جهة اخري ….
في مكتب العقيد سعيد، كان يشاهد فيديو قديم، تظهر فيه فرح وهي في عملها و تتحدث بانفعال وارتباك أمام كاميرا لشخص اخر:
– “لو حد شاف الفيديو ده، والملف ده يبقى أنا كده اختفيت. تيتان مش مشروع بناء ده مشروع قذر لازم يقف بأي طريقه … ده تجربة على بشر. وأنا مش هسكت
الشخص: لازم تلاقي الأول ملف ٧١٧ ده اللي هيوصلك بكل حاجه تخليكي توديهم في ستين داهيه
أغلق سعيد الشاشة، وحدّق في صورة فرح ثم قال:
“هتفضلي في أمان يا بطلة

جلس نادر أمام سامي في كافيه خالٍ من الزبائن:
سامي: “فرح خرجت، يعني كده اللعبة بقت مكشوفة.”
نادر: هي فاكرة نفسها ضحية، بس الحقيقة إنها أكتر من كده بكتير.” فرح مفتاح لغز كبير
سامي: “يعني كده لازم تفتكر اي حاجه توصلنا ل ملف ٧١٧ ده؟” المداليه اللي معاها دي اكنها مداليه خزنه في بنك او مكان هي شايله في الملف ده
نادر: ميغركش اللي فرح في دلوقتي ده بس اللي عايزك تعرفه ان فرح مش سهله وحويطه جدا ممكن تبقي شايله الملف ده في مكان محدش يتخيله
سامي بحيره: بس يا تري الملف ده في ايه اكتر من الملف اللي كان معاها هي في الشنطه وقت الحادثه
نادر: علمي علمك انا برضو معرفش بس عندي اللي ممكن يعرف
سامي: مين؟
نادر: شريف… شريف اخر واحد كان معاها قبل الحادثه

جهه اخري…. عودة إلي منزل فرح
نهضت فرح من على الاريكه عندما ظهرت جدتها المسنه ثم ذهبت اليها وعندما كانت الجدة تضمها إليها بشده هاجمت فرح لقطات سريعه لهما سويا جعلتها تضمها بقوة هي ايضا وامتلئت عيونها بالدموع ثم اخدتها من يدها وهي تسندها لتجعلها تجلس ع الاريكه ثم جلست بجانبها وهي تقول…شوفتك قبل كده وحسه ان اعرفك
الجدة بندهاش: تعرفيني اي يابنتي ده انتي بنت ابني الغاليه انتي مش عرفاني ولا ايه؟
حسام: جماعه انا اسف بس فرح مش في حالتها الطبيعيه فرح عملت حادثه ومن وقتها وهي فاقدة الذاكرة
ندي بصدمه: عشان كده وانا حضناها مكنتش حسه بحضنها
حسام: شعور طبيعي فرح لسه بتحاول تفتكر حاجات وتربطها ببعض
الجدة: ياحبيبتي يابنتي ربنا يريح بالك ويطمن قلبك
ندي بفضول: بس مقولتلناش بقي حضرتك مين؟ وقبلت فرح ازاي؟
حسام: هحكي لكم كل حاجه بس عايزين نتفق اتفاق ان فرح مش هينفع تفضل هنا وهتعرفو ليه لما احكي لكم اللي حصل
جهه اخري…. قريبه من منزل فرح
في الظل كان يقف رجل وهو يقول لرجل آخر عبر الهاتف
الرجل: “فرح بدأت تفتكر ماعادش ينفع نراهن على نسيانها
رد الآخر بابتسامة قاتمة عبر الهاتف:
– “ما تقلقش… قريب جدًا، هتتمنّى انها تنسى تاني من اللي هتشوفه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وقعت في دائرة الشر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى