رواية وجوه في العتمة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم منة ممدوح
رواية وجوه في العتمة البارت الحادي والثلاثون
رواية وجوه في العتمة الجزء الحادي والثلاثون

رواية وجوه في العتمة الحلقة الحادية والثلاثون
وقفت يقين تنقل نظرها بين فاطمة وبين أمها وأبوها اللي كانت ملامحهم متجهمة وكإنهم سمعوا كلام مش حابينه، وقفت تحية والدة يقين في الوقت ده واتحركت ناحيتها وهي بتقول بسخرية_تعالي يا يقين، كانت حماتك دلوقتي بتحكيلنا قد إيه هي بتكرهك وإنها مش عايزاكي في حياتهم ولا حياة ابنها!
بصتلها يقين بضيق شديد هي عارفة ومدركة إن فاطمة استحالة تتخير بس متخيلتش إنها تيجي هنا بنفسها عشان تقول الكلام ده، أما التانية فكانت فترميها بنظرات ساخرة من فوق لتحت، فاتكلم والد يقين في الوقت ده وقال_عامة أنا سبق وبلغت عامر إن الطلاق يتم بهدوء، ولكن ابنك هو اللي متمسك ببنتي ورفض الطلاق رفض تام وهدد كمان!
وبنتي يقين زينة البنات استحالة أقبل إنها تكون في مكان هي مرفوضة فيه!
كانت فاطمة قاعدة براس مرفوع بتسمع كلامهم وعلى وشها ابتسامة غريبة، وجهت نظرها ليقين وقالت_تحبي نتكلم قصاد أهلك؟
ضحكت يقين باستهزاء وقالت_أنتِ عارفة كويس إن أنتِ اللي هتتئذي لو اتكلمتي!
رفعت حاجبها باستنكار لكلامها، هي فعلًا مش هتقدر تقول أي تفاصيل لإنهم أكيد لو عرفوا عن شغلهم وشغل عامر مش هيترددوا يبلغوا عن عامر ويضغطوا عليهم من الناحية دي، هي أكيد مش هتغامر بده، ولكن في نفس الوقت مش هتخلي يقين تهددها وتكسب في النقاش، فبصت لوالد يقين وبدون سابق انذار قالت_بنتكوا طعنت ابني بالسكينة
شهقات خرجت من أفواهم هما التلاتة، فبصتلها يقين بتوسل إنها تسكت في حين كانت عيونها متسعة بصدمة من جرئتها، أما والد يقين فهتف بعدم استيعاب_إيه الكلام اللي بتقوليه ده؟!
أشارت براسها ناحية يقين وقالت_بنتك قدامك تقدر تسألها بنفسك
وجه والدها نظره ليها وقال باستنكار_يـقـين!
شدت على خصلاتها وبعدين شاورت ليها وقالت_اتفضلي معايا
لو سمحـتـي كفاية كده!
وبالفعل قامت فاطمة ببرود شديد واتجهت ناحيتها، كانت عارفة كويس إن يقين بتحب ابنها رغم رفضها لده واستحالة تقول على حاجة ممكن تئذيه كانت واثقة في حبها ليه بس كارهاها برضه، فعشان كده قالت إنها طعنته من غير خوف ولا قلق
سبقتها فاطمة ودخلت لجوا، واتحرك والدها ناحيتها وهو بيقول بعصبية_فهميني دلوقتي إيه اللي بيحصل ده
وإيه الكلام اللي الست دي بتقوله!
اتوسلته وهي بتقول_هفهمكوا كل حاجة والله بس هتكلم معاها الأول
وقبل ما يقول حاجة تانية كانت اتحركت ناحية الأوضة اللي واقفة قدامها فاطمة فشاورتلها يقين تدخل وبعدها قفلت الباب وراهم، وبعصبية اتقدمت منها يقين وهي بتهمس بنرفزة_نفسي أفهم أنتِ ليه كده؟!
بتقوليلهم ليه على اللي حصل؟!
هتستفادي إيه؟!
رفعت راسها وبكبرياء قالت_إنك تبعدي عن ابني، أي حاجة هتزود فرصة إنك تبعدي عنه هسويها!
شدت على خصلاتها وقالت_هتستفادي إيه لما ده يحصل؟!
عامر نفسه متمسك بيا، عايزني في حياته، للدرجادي صعب عليكي إنك تشوفيه سعيد؟!
مش قادرة تشوفيه مرتاح في حياته؟
خليه ولو لمرة واحدة يختار سعادته بإيده!
ردت باندفاع_مفيش حد قدي عاوز يشوف عامر سعيد، بس مش معاكي
أنتِ خليتي عامر ضعيف، مبقاش عامر الزيات اللي نعرفه، لعبتي في عقله بكلامك وخليتيه عاوز يترك شغله عشان ترضي عنه، أنتِ غيرتيه للأسوأ!
اتسعت عيون يقين بدهشة، ولكن كان واضح عليها السعادة، فرددت بعدم استيعاب_عامر..
عامر هيبطل شغل التهريب؟!
قربت منها فاطمة وقالت_ما تفرحي لهذي الدرجة، على جثتي إن هذا يصير، وعلى جثتي إنك تفضلي على ذمته يا مصراوية
سبق وقولتلك استحالة أقبل إنك تصيري مرت ابني فعلًا!
استفاقت على كلامها اللي استفزها بشدة، فكملت فاطمة بقوة_اسمعيني زين، هتبعدي عن عامر فاهمة؟!
هتطلقي منه ولو حكمت ارفعي عليه خلع بس ما تتأملي إنك تظلي مرته!
جزت يقين على أسنانها وقالت_اسمعيني أنا كويس
اكتفيت من اللي بتعمليه واتهاماتك اللي بتتهميني بيها، من الآخر أنا بحب عامر وأكيد أنتِ عارفة إنه بيحبني
صعب عليكي للدرجادي إن تشوفي ابنك بيحب ست غيرك؟
مش كفاية حياته اللي ضاعت عليكوا؟
ليه مش عايزاه يكون مرتاح؟!
سكتت وربعت إيديها قصاد صدرها وكملت_عامة لو كان فيه نسبة ولو لواحد في المية إني اتطلق من عامر، فهي بقت معدومة دلوقتي بعد اللي قولتيه
أما أنتِ لو حابة تخسري ابنك فاقفي في طريقنا، ولكن لو قررتي تتصرفي كأم لأول مرة صدقيني مستعدة أنسى اللي فات ونبدأ من جديد
اتحفزت ملامح فاطمة ورددت بغضب_طلعتي كيف الحية!
استنكرت يقين اللي قالته وردت_حية ليه؟
عشان بطالب بحقي في جوزي؟
في الراجل اللي حبيته؟!
أنا لا اتجوزت عامر جواز مصلحة، ولا كنت طمعانة في فلوسه، كنت متجوزاه بالاجبار
إن كنت حبيت عامر فده عشانه راجل!
الحسنة الوحيدة اللي عملتيها في حياتك إنك ربيتي رجالة زي عامر وعايد وفارس ودي حاجة أحييكي عليها
بس أعذريني يا فاطمة هانم، زي ما عامر متمسك بيا، أنا هتمسك بيه.
اشتعلت عيون فاطمة بغضب رهيب وحست بالغل بياكلها من الداخل لدرجة إنها حست بألم في صدرها، فرفعت إيديها تلقائيًا وحطتها على صدرها واترنجت فوقفتها، لاحظت يقين ده فقربت منها وملامحها اتبدلت للقلق وقالت_أنتِ كويسة؟!
دفعتها فاطمة عنها وهي بتزعق_ابعـدي عن وشـي
سابتها وخرجت بعصبية وبخطوات تفتك بالأرض، خرجت يقين وراها وهي حاسة بالقلق، فشافتها بتخرج من البيت بغضب، راحت ناحية حمد وقالتله_خلي بالك منها
شكلها ميطمنش
هز حمد راسه وقال_مش ناوية ترجعي يا مرت أخوي؟
ابتسمت بشرود وردت_ناوية
وقريب جدًا
استأذن حمد وخرج من البيت، كان واقف وراها والدها وظاهر عليه العصبية، اتلفتت ليه في الوقت ده فقال بغضب_فهميني إيه الكلام اللي الست دي قالته؟
يعني إيه طعنتي ابنها؟!
أنتِ وقعتي نفسك في إيه يا يقين وعشان مين؟!
فاتدخلت والدتها بتقول برجاء_طمني قلوبنا يا بنتي، الناس دي إحنا مش قدهم
اتقدمت منهم يقين وقالت_صدقني يا بابا، كل اللي حصل ده كان زمان، الحقيقة الوحيدة دلوقتي إني بحب عامر وعامر بيحبني
بابا، عامر هو الإنسان الوحيد اللي هآمن لنفسي معاه
هتف عبدالرحمن باستنكار_مع اللي شبه المجرمين ده؟!
ابتسمت يقين على جملته وقالت_مع اللي شبه المجرمين ده
هتتعب في اقناعهم؟
جدًا
ولكن مش هتيأس، خاصة لما عرفت إنه عايز يسيب شغله في التهريب علشانها، كلام فاطمة بيتردد في أذنها، زي ما عامل بيحاول عشانها، هي برضه هتحاول علشانه وباستماتة..
****
رجعت فاطمة للبيت من تاني، كانت طول الطريق حاسة بتعب شديد لاحظه حمد ولكنها فضلت رافعة راسها بكبرياء تأبى إنها تضعف، نظرات الحقد والغضب بتشع من عيونها وبيتردد في أذنها كلام يقين اللي كان بمثابة صفعات على وجهها وأدركت إن وجودها قادر يغير عامر مية وتمانين درجة.
دخلت العربية لجوا البيت فشافت عامر من شباك العربية وهو واقف مستنيها وكإنه عارف إنها هتوصل في الوقت ده
ضامم كفوفه الاتنين ورا ضهره ومثبت نظره على العربية بعيون مظلمة غريبة ولكن كان واضح عليه العبوس.
نزلت فاطمة من العربية واتجهت ناحيته بملامح باردة، وقفت قدامه ففضل صامت شوية وهو بيتأملها بنظرات مليانة غضب مكبوت بيحاول إنه ميخرجهوش.
وفي النهاية قال من بين أسنانه_برضك؟
برضك سويتي اللي في دماغك
برضك بتصغريني!
رفعت راسها وردت_أنا بسوي اللي شايفاه لمصلحتك!
ضم قبضة إيده وبإنفعال قال_اللي شايفاه لمصلحتي ولا لمصلحتك أنتِ!
ظهرت معالم الدهشة على وشها من كلامه اللي شكك بيه في أمومتها وهتفت تنهره_عـامـر!
ولكنه مداش لدهشتها اهتمام وهتف_اللي قدامك هذا ماله عيل صغير عشان تقرري عن حياته بداله!
قرب منها خطوة ورفع اصبعه في وشها وقال_اسمعيني زين ياما
أنا لحد دلوقت صابر عشانك أمي بس
عشانك أمانة أبوي الله يرحمه، بس صدقيني حركة كمان هتسويها في ضهري وبدون علمي هاخد جواد وامشي من هنا خالص وتنسي إن عندك ابن اسمه عامر!
سمعـتيني؟!
زعق بجملته الأخيرة قدام نظراتها المصدومة من كلامه وبعدين سابها ومشي، نبرة صوته ولهجته مكانتش توحي إنه مجرد تهديد
عامر بالفعل اكتفى منها، اكتفى وجاب آخره…
****
بعد يومين
اجتماع في أحد الأماكن بيجمع افراد عائلة الزيات بعدد من كبار العشائر اللي بيعتمدوا على عامر في التهريب، وكمان صالح وعزيز الزيات اللي كانوا مستغربين من طلبه لوجودهم رغم إن اجتماع زي ده ملهمش علاقة بيه.
بعد السلامات والترحيب من الكل اتكلم واحد من كبار العشائر وقال_فرحنا إن شوفناك يا عامر، بقالنا زمن ما قابلناك!
ربت عامر على صدره وهو بيقول_تسلم يا أبو محمود ، على قد فرحتي بكلامكم بس للأسف جاي عشان أقولكم إنها هتبقى الأخيرة إن شاء الله
ساد الهمهمات بين كل الموجودين باستغراب للي بيقوله، فاتكلم واحد من الموجودين_إيش تقصد يا عامر؟!
رد عامر بقوة_عيلة الزيات مش هتشتغل مباشر بعد اليوم في التهريب
هسلم زمام الأمور لعزيز الرشايدة
اتسعت عيون عزيز وبصله بدهشة من اللي قاله، فربت عامر على رجله وقال_أنا واثق في عزيز زين، وأظن أنتوا عارفين مين هما الرشايدة، بعد كذه تعاملاتكم كلها مع عزيز كإنكم معايا بالضبط، وأنا هتابع معاه على طول يعني ما تقلقوا أو تشيلوا أي هم.
مال عزيز على عامر وهمس بصدمة_أنتَ واعي للي بتقوله هذا؟!
هز عامر راسه وقال باستفزاز_لو شايف حالك مالك قد الشغل هرجع في كلامي عادي!
ضحك عزيز وهو بيبصله بنظرات كلها امتنان وسعادة، فقال واحد من كبار العشائر_معنى هذا إنك هتغيب عن الصورة يا عامر، بس لو صار أي غلطة مع الرشايدة اللوم هييجي عليك أنتَ
فرد عامر وقال_كلامي كلام رجالة وأنا قده وداري وش اللي بقوله، بس هيبقى عندي شرط واحد بس عشان أسلم الرشايدة الشغل كله
اتسائل صالح بلهفة واللي حس بالفرحة الشديدة باللي قاله عامر_على راسي، اشرط براحتك!
فقال عامر_الرشايدة يوقفوا تجارة المخدرات، ووقتها شغل الزيات للسلاح كله هيكون في إيد الرشايدة من بكرا
بدون تفكير قال صالح_وأنا موافق
هز عامر راسه برضا وقال_على بركة الله
مال مرزوق على عامر في الوقت ده وقال بهمس_أنتَ متأكد من اللي ناويله هذا يابن أخوي؟
رد عامر_ما تقلق يا عمي، صدقني هذا الأحسن لينا كلنا
وأهو نكسب ود الرشايدة بعد الحرب اللي دارت بينا طول السنين هذي
ربت مرزوق على فخده وهو بيقول_أنا واثق فيك وفي عقلك، مالنا رايدين إن اللي صار في غالب بسبب هذا الشغل يتكرر مع أي حد فينا
هز عامر راسه بتأييد وقال_وعشان كذه هذا أنسب حل
كان عامر قدر يقنع عمه مرزوق وياخد صفه بعد ما عرفه إن كل اللي حصل لعمه غالب ده بسبب شغلهم، فلخوفه على حياته أيد عامر في قراره لإنه مش حابب يقضي عمره في السجون زي غالب أخوه أو تبقى نهايته مأساوية زي سالم أبو عامر
أما رؤساء العشائر فابتدوا يتهامسوا بينهم وبين بعض بيفكروا في اللي قاله عامر تحت أنظارهم المراقبة للوضع، وفي النهاية اتكلم واحد فيهم_تمام وإحنا موافقين، من اليوم شغلنا كله هيكون مع عزيز وصالح الرشيدي
وأي غلطة هتصير عامر الزيات اللي هيشيلها
ربت عامر على صدره وقام يصافحهم كلهم، وفي النهاية خرج بصحبة أفراد عائلته وصالح وعزيز اللي أخد عامر وبعده عنهم قدر المستطاع عشان محدش يسمعهم وسأل بتعجب_أنا مالي فاهمك يا عامر، تركتلي شغلك كله بإيدك؟!
ليش؟!
اتنهد عامر وقال_اختك اتقتلت بسبب طمع عمي، يعني اللي صار كله بسبب واحد من الزيات
أظن هذا ابسط حق ليك بعد اللي صار، بس كيف ما اتفقنا هتتركوا كل شغلكم مع المخدرات
ربت عزيز على كتفه وقال_الظاهر إننا مش هنرجع أعداء يا عامر، وأنا اللي قولت هذي مسألة وقت بس
ضحك عامر وقال_وحشك الضرب ولا إيش؟
وبعدين ما تفكر إننا حبايب وأصحاب، أنا مالي ناسي إنك رفعت ايدك على مرتي!
قال جملته الأخيرة واتبدلت نظراته لتانية غاضبة مشتعلة، فضحك عزيز وقال_مين؟
مرتك؟!
أقسم بالله أنا اللي كنت ضحيتها، هذي ركبت فوق كتافي وكلت ودني يا خال!
حاول عامر يحافظ على عبوسه وهو حاسس بالفخر من شراسه يقين وقال_تستاهل
أقل شي كانت تسويه والله واحمد ربك إنك طلعت سليم من بين إيدي يومها
جه صالح في الوقت ده وسلم على عامر بحفاوة وهو بيقول_صدقني يا عامر، عمري ما هنسى اللي سوييته معنا، ياريت ننسى كل اللي فات ونبدأ من جديد
هز عامر راسه بود من غير ما يرد، وبعدين راح اتحرك مع اخواته وولاد عمامه واتحركوا ورجعوا على البيت
اتكلم حسن وقال_تفتكر اللي ساويناه هذا صحيح يا عامر ياخوي؟
يمكن الرشايدة يستغلوا الوضع ويحاولوا يوقعونا مع كبار العشاير!
فقال عامر بثقة_ما تقلقوا، الرشايدة كانوا عاوزين بس يمسكوا سوق السلاح، وأهم مسكوه، فدلوقت مالهم رايدين منا شي تاني ألا سطوتهم في السوق
فقال خالد_أنا شايف اللي صار هذا عين العقل، الحكومة عينهم علينا بعد اللي صار مع عمي غالب وقواضي عامر اللي لسة ما انتهت، كان لازم نترك الشغل في السلاح على الأقل لحد ما الأمور تهدى
أيده زايد وقال_عندك حق، مش ناقصين واحد فينا يضيع هو كمان
كفاية ابوي واللي صار فيه
ربت عامر على كتفه بدعم وقال_ما تشيل أي هم، حتى لو أبوك ظل في السجن هتأكد إن ما يصيرله أي شي، ولو على الفلوس اللي بتجيلنا من السلاح فمزارعنا قايمة بشغل أضعاف السلاح وعلى الأقل في الملأ بدون ما نخاف
هز راسه بتفهم واستأذن خالد وزايد إنهم يرجعوا البيت، أما عامر فوجه كلامه لحسن وقال_خلي ليلى تجيلي على المكتب يا حسن
عقد حسن جبينه بتعجب وقال_في شي ولا إيش ياخوي
رد عامر_لا ما تقلق، كل خير إن شاء الله
فهم حسن في الوقت ده إنه هيكلمها على موضوع خالد وسابه وراح عشان يقولها بالفعل
أما عامر فاتوجه ناحية مكتبه وهو بيدعك جبينه بإرهاق
كان واقف وهو بيصب كوباية القهوة اللي كان بيعملها عشان الصداع اللي بيلفح دماغه، فسمع صوت طرق على الباب فهتف_تعالي يا ليلى
دخلت ليلى بالفعل اللي كانت ناكسة راسها بإحراج بسبب آخر موقف كان بينهم، هي بالفعل نهرت نفسها بما فيه الكفاية، فابتسم ليها بحب أخوي وقال_تعالي يا ليلى اقعدي ليش حانية راسك
اتركي الباب مفتوح
اتجهت ناحيته بالفعل وقعدت على الكرسي، فشال كوب القهوة بتاعه وقعد على الكرسي قصادها، ارتشف من الكوب وقال_أنتِ عارفة زين إنك اختي يا ليلى وغلاوتك من غلاوة عهود
على قد ما حست بغصة في صدرها من كلامه ولكنها ابتسمت ورددت_عارفة يابن عمي
اتكلم عامر_بعد اللي صار مع عمي غالب الحمل كبر على حسن وزايد، حسن عنده حياته مع عهود وزايد مسيره يتجوز هو كمان، وأنتِ ما بقيتي صغيرة يا ليلى،
خالد ابن عمك مستني اشارة منك بس
مستني ترضي عليه ومطول باله على الآخر، وصدقيني خالد راجل وهيشيلك في عيونه
على الأقل وافقي على الخطوبة، اتعاملي معاه على إنه خطيبك مش ولد عمك ووقتها حبيتي تكملي هسلمك ليه بفستان فرحك بنفسي، ما ارتحتي وحبيتي تفشكلي ما في مشكلة المهم تكوني مرتاحة
سكتت ليلى وهي بتفكر، هي بالفعل عرفت إن استحالة حاجة تجمع بينها وبين عامر، ومن فترة كبيرة وهي عارفة خالد قد إيه بيحبها
ليه متجربش تاخد اللي بيحبها مش اللي بتحبه؟
ما يمكن تحبه فيما بعد
يمكن تقدر تنسى عامر وتكتشف إنه مجرد انبهار فعلًا
وبعد مدة من الصمت قالت_اللي تشوفه يا ولد عمي
قول لخالد إني موافقة على الخطوبة
حس عامر بالراحة الشديد، فساب كوب قهوته وقام وقف فوقفت بدورها هي كمان، احتوى كتفها بإيديه الاتنين من على بُعد وهو بيقول بتشجيع_عين العقل يا ليلى
ألف مبروك يا حبيبتي..
وعلى جانب تاني..
وصلت يقين في الوقت ده بالعربية اللي كانت مأجراها عشان توصلها، بعد صراع دام يومين كاملين مع أهلها لحد ما اقتنعوا بمساعدة سندس اختها إنها ترجع لبيت عامر
نزلت من العربية وحاسبت السواق، قابلها حمد في الوقت ده اللي جري عليها وهو بيقول_مرت أخوي!
حمدلله على السلامة، نورتي العريش كلها
كنتي قولتيلي آجي أخذك بنفسي
ابتسمت بود وقالت_الله يسلمك يا حمد، حبيت أعملها مفاجأة بس
خلي حد يشيل شنطي من العربية
شاور على عينيه وهو بيقول_من عيني
شاور براسه لاتنين من اللي واقفين اللي جريوا ياخدوا الشنط بالفعل واللي كانت بتحتوي على ثيابها وحاجاتها القديمة، وبعدها سألت حمد_عامر فين؟
رد على طول_في المكتب اللي في المزرعة
بالفعل اتحركت لهناك على طول متحمسة إنها تقوله بمعرفتها لإنه هيسيب شغل التهريب، طول اليومين دول بتحارب عشان تشوفه لحد ما قدرت
وصلت للمكتب اللي كان بابه مفتوح، لكن سرعان ما وقفت مكانها متجمدة تمامًا واختفت ابتسامتها اللي كانت على وشها لما شافته محتوى كتف ليلى بل ورفع إيده يربت على راسها
اتملكت منها الغيرة في الوقت ده وجزت على أسنانها بشدة، اشتعلت النيران في صدرها من المنظر اللي قدامها وهي بتتذكر كلام ليلى ليها ومحاولاتها إنها تقرب من عامر
اتحركت خطوة لجوا فحسوا بيها هما الاتنين، بِعد عامر عن ليلى واتملكت الدهشة منه وهتف_يقين؟!
ابتسمت باصفرار وردت من بين أسنانها_آه يقين، إيه رأيك في المفاجأة دي؟!
ارتبكت ليلى في الوقت ده وقالت_محتاج شي تاني مني يابن عمي
رد بود_لا يا ليلى اتفضلي
وبالفعل خرجت ومرت من جنب يقين اللي بصتلها بنظرات مشتعلة، قرب منها عامر اللي كان مندهش من وجودها وقال_جيتي متى وكيف
وليش ما قولتيلي آجي آخذك؟!
رفعت عيونها ليه وقالت بسخرية_قولت أعملها مفاجأة، بس في الغالب كده المفاجأة معجبتكش، عامة أنا اللي استاهل
عقد حواجبه بعدم فهم، وقال_إيش تقصدي؟!
ضمت شفايفها وبغيظ شديد قالت_طلقني يا عامر
أنا مش هكمل مع واحد زيك وده آخر كلام عندي!
نهت كلامها وقلعت الخاتم اللي في إيديها ومسكت كفه حطته فيه واتلفتت عشان تمشي، بصلها عامر بصدمة وهتف وهو بيجري وراها_يقيـن
استنـي عنـدك!
استنـي بقـولك
خرجت جملته الأخيرة بغضب شديد اللي أشعلته بتجاهلها، ولكنها كانت ماشية بعصبية شديدة ومعطتهوش اهتمام، وقفت مرة واحدة وبصتله بحدة وهي بتقول_عايـز إيه؟!
قولتلك مش عايزاك خلي عندك دم!
ولا كل حاجة عندك بالعافية؟!
جذبها من دراعها وهو بيقول من بين أسنانه بغضب_وش اللي بتقوليه هذا؟!
وطي صوتك واتكلمي كيف البني آدمين!
شدت دراعها منه بعنف وهتفت_ملكش دعوة بيا ومتلمسنيش تاني
وقولتلك هتطلقني يعني هتطلقني!
نهت كلامها وسابته واتحركت بخطوات واسعة، اتجهت ناحية عربية من العربيات المركونة فتحت الباب، اتلفتت على صوته_يـقيـن!
كان بيزمجر بغضب رهيب اللي حاسس بيه بسبب تصرفاتها اللي ملهاش علاقة ببعض، لما لقاها وقفت بص مكانه وقال بتهديد_أنا جيبت أخري منك
لو خرجتي من باب الدار هذا…
قاطعته وهي بتقول بتحدي_لو خرجت؟!
ضم قبضته اللي محتوية على الخاتم وقال من بين أسنانه_هقـتـلك!
رمقته بسخرية وقالت_اقتلنـي
قالتها وركبت العربية واتحركت بيها وخرجت من البيت، خرج وراها عامر بخطوات سريعة يبص على أثرها بضيق شديد ممزوج بالخوف، هو عارف إنها مبتعرفش تسوق لسة كويس، ولكن لوهلة لقاها بتقف بالعربية مكانها مرة واحدة وكإنها تراجعت بعد ما كان شاور لحمد يجيبله عربيته عشان يلحقها، ولكن شاورله يقف وبعدين اتجه ناحيتها بخطوات سريعة، شافها واقفة بالعربية ومثبتة إيديها على المقود ودموعها نازلة على وشها ببطئ، أدرك في الوقت ده إنها كانت مشتعلة من الغيرة بس ودي حاجة حسسته بانتشاء
فتح باب العربية وجذبها بحنان عشان تخرج، أما هي فكانت بتبصله بلوم، رفع إيديها الباردة واحتواها بين ايديه ولبسها الخاتم من تاني تحت أنظارها، وبعدين مد أنامله ومسح دموعها بحنان وجذبها لصدره يضمها، فاتشبثت هي بذراعه باشتياق شديد.
بعدها عنه وقال_ما كان ليها داعي حركات غيرة الحريم هذي؟!
وبعدين واخدة السيارة لوين وأنتِ حتى السواقة ما بتعرفيها!
ضربته بإيديها وهي بتقول بنزق_أنا مش غيرانة!
ضحك وقال_مصدقك يا روحي
رفعت عيونها ليه بصدمة من أسلوبه الجديد عليها، وكإنه أدرك صدمتها، فملس على خصلاتها بحنان وهو بيقول_أنا كنت ببارك لـ ليلى عشان وافقت تتخطب لخالد
اتسعت عيون يقين بدهشة وتمتمت_وافقت
هز راسه بآه، وبعدين احتوى كتفها واتجه لجوا البيت وهي بتقول_قول والله وافقت
ضحك عامر وقال_والله وافقت
ضمت يقين قبضتها بحماس رهيب وهي بتحركها بفرحة من غير ما ياخد باله، أزمتها مع ليلى اتحلت وأخيرًا، كويس إنها ممشيتش ورا غيرتها اللي كانت هتخليها تدمر كل حاجة
طلعت مع عامر لفوق تحت أنظار فاطمة اللي كانت متابعاهم بغضب شديد بيشتعل جوا صدرها
بسطت كفها على صدرها لما حست بالألم فيه وبعدين اتجهت لغرفتها..
دخلت يقين وعامر للأوضة، قفل هو الباب وراه أما هي فكانت واقفة تعبث بأصابعها وتعض على شفايفها بندم، نقلت نظراتها عليه وهي بتتحاشى النظر ليه وقالت بتوتر_عامر أنا آسفة على الكلام اللي قولته تحت
نظراته كانت اتبدلت لتانية غريبة، غامضة وداكنة، كان بيتقدم ناحيتها بخطوات بطيئة أثارت ربكتها فتراجعت لورا بإرتباك، أما هو فقرب منها وقال بنبرة أجشه_على أنهي بالضبط؟
على إنك مش عاوزة تكملي مع واحد زيي؟
اتقدم خطوة كمان_ولا إنك مش عاوزاني
خطوة كمان وهي بتتراجع لورا_ولا إني ما عندي دم
خطوة كمان_ولا إني ملمسكيش
ولا إني اطلقك؟
اتكعبلت في السجادة وقعدت على السرير وهي بصاله وبتبلع ريقها بقلق من نظراته الغريبة واسلوبه الجديد عليها، مال عليها بجسده وقرب وشه منها بشكل خطير في حين أنفاسه الساخنة بتلفح بشرتها وهمس_جاوبيني
على أنهي فيهم بالضبط يا يقـيـن؟!
كان بيتلذذ باسمها وكإنه بينطقه لأول مرة، ارتجفت شفايفها وتمتمت بنبرة مهتزة من قربه_عـامر
_بـحبـك
وقبل ما تستوعب اعترافه المفاجئ كان أخذها في قبلة جموحة عبر بيها عن المشاعر اللي اتملكت منه من وقت ما شافها
وأخيرًا الحواجز اللي بينهم اتشالت..
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه في العتمة)