روايات

رواية وجوه في العتمة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم منة ممدوح

رواية وجوه في العتمة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم منة ممدوح

رواية وجوه في العتمة البارت الثاني والثلاثون

رواية وجوه في العتمة الجزء الثاني والثلاثون

وجوه في العتمة
وجوه في العتمة

رواية وجوه في العتمة الحلقة الثانية والثلاثون

على عكس المتوقع كانت الأجواء هادية بينهم تمامًا، مليانة سكينة ومشاعر أول مرة يجربوها
ولكن ده كان بالإضافة لخناقاتهم على اتفه حاجة ومناقرتهم لبعض الممزوجة بضحكاتهم، لأول مرة مشاعرهم تكون واضحة بالشكل ده
كل واحد فيهم أكتشف إنه كان محتاج التاني بشكل كبير
وأخيرًا بقوا زي أي زوجين طبيعيين.
كانت قاعدة جنبه على الكرسي العريض في البلكونة، ساندة راسها على صدره في حين كان هو ضاممها ليها ولافف إيده حوالين كتفها وقاعدين بيراقبوا النجوم والمكان من قدامهم
حاطين شال خفيف يدفيهم من برد الأيام دي ولكن مشاعرهم المشتعلة كانت كفاية إنها تسببلهم الدفء.
_مالك بردانة؟
هتف بيها يقطع الصمت اللي داير بينهم، كل واحد فيهم كان بيراجع اللي حصل الأيام اللي فاتت، مكانوش متخيلين إن الحواجز اللي بينهم تتشال ويعيشوا علاقة الحب الصادق اللي عايشينها دلوقتي، جواه هو نفسه سعادة مش طبيعية أول مرة يعيشها وهو اتعود يسعد اللي حواليه بس من غير ما يبص لنفسه، صدر من فمها صوت دلالة على الرفض
نفس حركاته
حتى أصغر حاجة بقت تقلده فيها، نزل بعيونه عليها وهو بيبتسم على حركتها، رفعت عيونها ليه تتأمله بعيون لامعة وابتسامة حلوة مرسومة على شفايفها وبعدين رجعت سندت راسها على صدره وهي بتتنهد بحالمية وقالت_مش مصدقة اللي بيحصل ده
رد باستفهام_إيش بالضبط؟!
اتعدلت بإحراج وهي بتعبث بخصلات شعرها وقالت_يعني أنا..
وأنتَ
إن إحنا حبينا بعض بعد العداوة اللي كانت بينا!
جذبها ليه تاني وقال بمرح_ما محبة إلا بعد عداوة!
ضحكت على كلامه وقالت_مش مصدقة إنك بقيت راجل طبيعي
رفع حاجبه باستنكار على كلامها وقال_ليش وأنا كنت راجل فضائي قبل كذه؟!
لكزته في صدره بغضب مصطنع على تريقته فضحك بقوة وهو بينعكش خصلات شعرها بعنف خلاها تدفعه وهي بتصيح بضيق_عـامر!
مال مقرب وشه منها وقال بأنفاس متهدلة_روحـه!
ابتسمت بخجل وهي بتتأمل ملامحة الناعسة من فرط مشاعره، ورفعت إيديها تملس على دقنه النامية اللي غزاها الشيب، فغمض عيونه وهو بيتنهد باستمتاع من حركتها، فقالت هي_لما عرفت إنك بطلت شغل التهريب متتخيلش فرحت قد إيه،
أنا كنت عارفة إن كل ده غصب عنك، كنت عارفة إن فيه انسان تاني ورا قناع القوة اللي راسمه
انسان حنين شوفته في معاملتك لجواد وعهود
انسان مستعد يضحي بحياته عشان القريبين منه زي اخواتك وولاد عمه
و…
انسان رومانسي مشوفتوش غير معايا أنا بس..
كان بيبصلها بصمت وهو بيستمتع بكلامها اللي بيثير حواسه ونبرة صوتها المغلفة بالعشق، فمال ناحيتها وهو بيقول بصوت أجش_بحبك يا مصراوية
لفت إيديها حوالين رقبته وهي بتقول بضحكة_وأنا كمان بحبك يا عيون المصراوية…
ولكن قطع لحظتهم الرومانسية صوت دقات عنيفة على باب الغرفة وصياح هدية من الخارج وهي بتهتف_عـامر اخـوي
الحق ياخـوي
اتنفض عامر ويقين من مكانهم، ولملم عامر شتات نفسه وجري على جوا الأوضة ووراه يقين اللي كانت حاسة بالقلق، فتح عامر الباب وبص لهدية بتساؤل ملهوف، كانت التانية وشها مخطوف وهي حاسة برهبة من الموقف وهتفت_الحق يا عامر ياخوي
الحاجة فاطمة…
وقبل ما تكمل كلامها كان سابها ونزل جري على تحت بملابسه البيتية من غير ما يغير حتى، سارعت يقين ولبست البالطو فوق هدومها ونزلت وراه على طول هي كمان..
دخل عامر غرفة والدته واقتحم الباب فشاف زوجات اخواته واقفين حواليها، في حين كانت فاطمة نايمة على السرير، وشها مخطوف ومتناثر عليه حبات العرق بغزارة، في حين باسطة إيديها على صدرها وبتنهج بعنف.
_أمـا!
جري عليها عامر فوسعتله نوارة المكان، قعد جنيها على السرير ومسك كفها بين إيديه واللي كان شديد البرودة، فهتف بقلق_إيدك باردة ياما
وش فيك؟!
مالك ياما حاسة بأيش؟!
حاولت فاطمة تطمنه وهي بتنهج وبتقول_ما تقلق يا ولدي
أنا بخير
ولكن عامر بسط كفه على جبهتها وهو بيتفحصها بقلق وقال_بخير بس كيف ياما
قومي يلا أخذك للمستشفى
كانت يقين واقفة على باب الغرفة تبص للي بيحصل بتعجب، فكانت فاطمة ظاهر على شكلها التعب الشديد ورغم ده كانت مصممة على إنها بخير
تحت تصميم عامر قامت وقفت وهي بتتسند عليه ووضعوا الوشاح على خصلاتها البيضا ودثروها كويس
فسأل عامر نوارة_وينه فارس وعايد؟!
ردت راوية على طول مكان نوارة_في الطريق ياخوي، كانوا في السجن مع حسن وزايد
سند عامر فاطمة واتحرك لبرا وهو بيقول_خليهم يجولنا على المستشفى.
وصل لعند المكان اللي واقفة عنده يقين، رفعت فاطمة عيونها ليها وبعدين أشاحت بوجهها عنها وهي بتشاورلها بإيديها بنزق إنها تمشي من وشها، وبعدين خرجت مع عامر وسابت التانية تضرب كف على كف.
وبدون تردد خد عامر العربية بصحبة حمد ونوارة وراوية واتحركوا للمستشفى، في حين طلعت يقين على فوق على طول بدلت ملابسها لتانية تقيلة خروج وخدت جاكيت عامر لإنه خرج بهدوم خفيفة وجريت على تحت، وصعدت للعربية التانية بصحبة أحد رجال عامر..
وبعد مدة، وصلت للمستشفى اللي كانوا موجودين فيها، شافت عامر واقف قصاد الباب وهو ساند ضهره على الحيطة، أما راوية ونوارة فكانوا قاعدين على الكرسي وظاهر عليهم القلق.
راحت ناحيته فانتبه هو لوجودها واتعدل، مدتله إيديها بالچاكيت وهي بتقول_عشان متاخدش برد
ابتسملها ابتسامة خفيفة بامتنان وخده منها ولبسه بالفعل، فوقفت هي جنبه وسألت_لسة الدكتور مخرجش؟
هز راسه بلا، فوقفت جنبه، كانت شايفة القلق اللي ظاهر على ملامحه، خوفه من إنه يخسرها، مهما كان هي أمه، سندت براسها على دراعه وهي بتمسد عليه كإنها بتمنحه المواساة بدون كلام.
لحظات وشافوا عهود وهي داخلة من الممر عليهم بتدور بعيونها عليهم بهلفة، والدموع مغرقة وشها من الخوف
أول ما شافتهم جريت عليهم وهي بتهتف_أخـوي!
اتعدل عامر أول ما شافها وفتح دراعه ليها فاترمت هي على صدره وهي بتبكي وبتقول_وش فيها أمي ياخوي
صارلها إيش؟!
ربت عامر على ضهرها بحنان وطبع قبلة على مقدمة راسها وهو بيقول_ما تقلقي، إن شاء الله هتصير بخير
بعدت عنها ووجهت نظرها بعيونها الدامية ليقين، فابتسمتلها بحنان وضمتها وهي بتقول_متخافيش، هتكون كويسة.
وبعد مدة وصل فارس وعايد هما كمان بصحبة حسن وزايد، وبعد الأسئلة اللي مليانة لهفة وقلق خرج الطبيب من غرفة العمليات اللي خدوها ليها على طول، اتجمع الجميع ناحيته بلهفة أما يقين ففضلت تتابع اللي بيحصل من على بُعد
خلع الطبيب كمامته وقال_الحاجة فاطمة عندها جلطة في الشريان التاجي، والظاهر إن هذي الجلطة بقالها فترة مش اليوم بس
هز عامر راسه بتفهم وقال_هي بقالها مدة فعلًا بتشتكي من صدرها
ضم الطبيب شفايفه بتفاهم وقال_عامة إحنا عطيناها مذيبات للجلطة، وسوينالها قسطرة، وفي الغالب هنحتاج نركبلها دعامة اليوم برضك
ببكاء قالت عهود_يعني إيش؟!
أمي وش هيصيرلها؟!
حاول الطبيب يطمنها وقال_ما تقلقوا، إن شاء الله خير، إحنا شوية وهنركبلها الدعامة وبعدين هناخذها على العناية المركزة لحد ما حالتها تستقر، وبعدها إن شاء الله هتقدر تخرج معاكم
ووقتها أفهمكم تتعاملوا معاها كيف
ألف سلامة عليها.
أنهى الطبيب كلامه وسابها ومشي، إنهارت عهود من البكاء بين دراع عامر اللي كان بيواسيها رغم إنه حاسس بالخوف هو كمان
أما فارس فسند ضهره على الحيطة وهو بيمسح بكفه على وشه عشان يتمالك نفسه، وعايد اتحرك وقعد على الكرسي وهو دافن وشه بين كفوفه بإنهيار، أما بقين فضربت كف على كف من اللي بيحصل، ورددت بشفقة_لا حول ولا قوة إلا بالله
الست اتجلطت!
****
بعد أسبوع تقريبًا خرجت فاطمة من المستشفى بعد ما حالتها اتحسنت شوية بعد أسبوع قضته في العناية المركزة لحد ما قدرت تفوق.
ساندها عامر وفارس ودخلوها لفراشها، كان وشها شاحب عكس العادة، باين عليها الوهن والتعب ودي حاجة كانت غريبة عليهم لإن فاطمة طول عمرها قوية.
تقريبًا العيلة كلها جم عشان يتطمنوا عليها بعد ما رجعت، أما يقين فكانت واقفة على الباب ساندة وهي بتتابع اللي بيحصل، مش عايزة تتدخل عشان متتئذيش أكتر خاصة وهي عارفة تأثيرها على فاطمة قد إيه…
كانت برا بتعمل سندوتش لجواد، سمعت صوت نداء نوارة ليها، ودخلت عليها وهي بتقول_معلش يا مرت أخوي، روحي كملي أكل أمي فاطمة واعطيها علاجها لحد ما اشوف ابني ماله، قالولي وقع من فوق الحصان
ارتكبت يقين وقالت_وفين راوية؟!
ردت نوارة وهي بتحط الطرحة على راسها وبتخرج_رواية مع هدية في المزرعة بتودي الأكل للعمال.
وقبل ما تعترض أو تاخد رد فعل كانت خرجت نوارة من البيت، فاتنهدت يقين بقلة حيلة وأدت جواد السندوتش وهي بتربت على شعرها بحنان، وبعدين اتحركت ناحية غرفة فاطمة اللي مخرجتش منها من وقت ما جت من المستشفى.
خبطت يقين على باب الأوضة وهي بتتنحنح وبتطل براسها بتوتر، رفعت فاطمة وشها ليها سرعان ما اتجهم وهي بتقول بهجوم_إيش جايبك؟!
جاية تشمتي فيا؟!
دخلت يقين الغرفة وهي بترد_مفيش شماتة في المرض
وأعتقد أنتِ عرفتيني كويس يا فاطمة هانم، ومش أنا اللي اشمت في حد في مرضه.
اتحركت يقين وقفت قدامها وكملت_وعشان أنتِ والدة عامر، وعشان عارفة عامر بيحبك قد إيه مهما حصل عمري ما هتمنالك الشر
لإن لو حصلك حاجة عامر هيتدمر، وأنا مش عايزة عامر يبقى تعيس
ضحكت فاطمة باستهزاء وأشاحت بوشها الناحية التانية وقالت_حنينة أوي!
اطلعي برا مش عاوزة أشوف وشك!
ولكن يقين معطتهاش اهتمام، بل شالت الصينية اللي على الكومود، وقعدت على الكرسي اللي جنب السرير، فبصتلها فاطمة برفعة حاجب وقالت_وش بتسوي؟
ردت ببساطة_هأكلك
ولكن بهجوم قالت فاطمة_مالي رايدة منك شي
يلا اطلعي برا
ولكن مدت يقين المعلقة ليها وقالت_أنتِ في أمانتي لحد ما نوارة تيجي
انتفضت يقين لما دفعت فاطمة المعلقة فتناثرت محتوياتها على الأرض وهي بتصيح بإنفعال_قولتلك مالي رايدة منك شي
يلا انقلعي لبرا!
وقفت يقين وهي بصالها بصدمة من اللي عملته واتملت عيونها بالدموع، هي كل اللي عايزاه تعيش حياة هادية مع الراجل اللي حبته، بتحاول تتقرب منها ولكن كل مرة بتصدها وهي مشتكتش لعامر عشان متسببش خلاف بينهم تاني وهما علاقتهم على المحك
شافت عامر كان بيعاني ازاي وبيتألم طول فترة مرضها عشان عارف إنه ليه يد في حالتها دي
وقصاد نظرة يقين لوهلة حست فاطمة بتأنيب الضمير لما شافت عيونها اللي اتملت بالدموع اللي بتقاومهم، وهي كل اللي كانت بتعمله إنها بتساعدها
شافت إنها كانت بتتجنبها طول الفترة اللي فاتت ومفكرتش تدخل عليها الأوضة وسمعتها قبل كده وهي بتتكلم مع عامر عن إنها عارفة بضيقها منها ومش عايزة تتعبها أكتر
وقصاد التقل اللي في صدرها ده حست بألم بينهش فيه فانكمشت قسماتها من الوجع
حست يقين بالرعب وقربت منها بسرعة وهي بتقول_مالك
فيكي إيه؟!
لهفة يقين وخوفها عليها خلى ضميرها يوجعها أكتر، فأشاحت بوشها عنها وهي بتقول_ما في شي
ولكن يقين ابتدت تطلع العلاج من الشنطة، خدت حباية من الشريط اللي قدامها وعطته ليها مع كوباية ماية وهي بتقول_خدي ده هترتاحي
بالفعل معترضتش فاطمة وخدت منها العلاج وساعدتها يقين إنها تشرب وهي بتقول_أخلي حمد يجيب الدكتور لو لسة تعبانة؟
أنتِ يدوب لسة خارجة من العملية مش عايزين يحصلك انتكاسة
ولكن فاطمة بلهجة لطيفة مش معتادة منها قالت_ما تقلقي أنا بخير
بالفعل بعدت عنها يقين وحطت كوب المياه مكانه وفضلت واقفة زي الطفل الصغير وهي بتبصلها بقلق، أما فاطمة فكانت بتختلس النظرات ناحيتها من وقت للتاني
يقين بتصرفاتها الناضجة كل مدى بتثبتلها قد إيه هي شخصية مش مؤذية، ودي حاجة مش عاجباها
احساسها بالذنب ناحيتها مش عاجبها، ولكن هي شافت بنفسها ابنها سعيد قد إيه معاها
لأول مرة تحس إن ابنها عايش
بيضحك من قلبه
كفاية لمعة عيونه في وجودها
هي حاسة بالغيرة من امتلاك امرأة تانية لعامر وهتفضل حاسة بالغيرة
ولكن كون إنه سعيد ده كفاية عندها
خصوصًا بعد ما هددها آخر مرة إنه هيمشي وقتها حست إنها بتخسر ابنها بتصرفاتها
اتحركت يقين في الوقت ده عشان تخرج بعد ما اتطمنت على حالتها، ولكن وقفت لما سمعت فاطمة بتقول من وراها بتهديد_لو دريت في يوم إنك زعلتي عامر ابني هتلاقيني أنا اللي واقفة في وشك
وقتها هكمل اللي ما كملته أول يوم جيتي فيه!
اتجمدت يقين مكانها وهي بتستوعب معنى جملتها، رغم إنها كانت جملة فظة مغلفة بالتهديد ولكن كان محتواها إنها راضية عن علاقتها بعامر، موافقة إنها تكون زوجة ليه بعد ما شافت سعادته جنبها، ولكنه طبع فاطمة استحاله تخضع أو تقول ده بشكل مباشر
فاتلفتت ليها يقين في الوقت ده وهي بتبصلها بدهشة، وبعدين ابتسمت ليها وهي بتهز راسها بتأكيد، فقبل ما تنكشف ابتسامة فاطمة اللي تسللت لثغرها، أشاحت بإيديها إنها تمشي
وبالفعل خرجت يقين بعد ما رمتها بنظرة ممتنة…
****
في السجن، كان قاعد غالب قصاده مرزوق وحسن وعامر، ولكن كان غالب وعامر بينهم نظرات هما بس اللي فاهمينها
اتكلم حسن في الوقت ده وقال_إحنا جينا نشوفك يابوي ونتطمن على حالك، وعشان نعرفك إننا هنعمل خطوبة ليلى وخالد يوم الجمعة الجاية إن شاء الله
هز غالب راسه بتفهم ورد_على بركة الله
أهم شي تكون ليلى موافقة ومرتاحة
ربت حسن على رجل عامر وقال_البركة في عامر أخوي هو اللي قدر يقنعها
سكت غالب ومردش، هو مدرك قد إيه عامر مسيطر على ولاده واستحالة يصدقوا عليه أي حاجة أو يخليهم يكرهوه وهما نشأوا على إنهم واحد من صغرهم
فقال عامر في الوقت ده_اتركوني مع عمي لحالنا
وبالفعل ودع حسن والده، في حين ضمه مرزوق وهو بيقول_أهم شي تكون بخير ياخوي
وما تقلق، ليلى في عيني ولو الواد خالد زعلها بكلمة حتى أنا اللي هقفله
ابتسم غالب بخفة وبعدين ربت على كتفه بامتنان، فسابوهم وخرجوا في الوقت ده، اتجهمت ملامح غالب وقعد وهو بيبص لعامر بنظرات مليانة كره، كان التاني ساند ضهره على الكرسي بثقة، فاتكلم_عين العقل يا عمي، أنا مبسوط إنك ما بخيت سمك في ودن ولادك، وإنك عقلت مرت عمي زين
ابتسم غالب بسخرية وقال_ليش وأنتَ تركتلي اختيار يابن أخوي؟!
رد عامر بنفس السخرية_طب كويس إنك فاكر إني ابن اخوك
ابن اخوك اللي دمرت حياته وكنت عاوز تدمرها أكتر
ضم غالب قبضته، ومال ناحيته وهو بيقول من بين أسنانه_قصر الكلام يا عامر؟
رد برزانة_رغم اللي سويته بس لسة بتحمل دم الزيات، موعدكش إني هخليك تخرج من هنا
بس صدقني طول ما أنتَ في السجن واجبي عليك إني أحميك
مش هخلي حد يتعرضلك ولا يئذيك
أظن كذه عداني العيب
والفضل كله لدم الزياتية اللي بتحمله في عروقك..
فقال غالب باستهزاء_الزياتية؟
وأنتَ خليت ليهم قيمة بعد ما تركت شغلنا كله للرشايدة؟!
مال عامر ناحيته ورد بتحذير_هذا ماله شغلك يا عمي
أظن أنا كبير الزيات وأنا أكتر واحد داري بمصلحة كل واحد
سلام يا عمي
قالها بعد ما سابه وخرج من المكان تحت أنظار غالب اللي كانت مشتعلة بسبب الهزيمة القاسية اللي تلقاها من ابن أخوه، وللأسف هو فقد كل قوته وأصبح تحت رحمة عامر خاصة بعد ما اتبرأ من كل القضايا الممسوكة عليه…
****
أفرع النور مالية المكان بألوانها المختلفة، السجاد الأحمر المفروش في مدخل البيت وصواني الأكل المحطوطة في كل مكان، أهالي العريش معزومين كلهم على خطوبة خالد الزيات
وما بالك بأفراح الزيات اللي بيصرفوا فيها ببزخ
صوت الطبل التقليدي متصاعدة بترج جدران البيت، ورجالة الزيات كلهم بيقدموا واجب الضيافة لكل الموجودين
وفي بيت غالب كانوا الستات كلهم متجمعين في البيت وهو بيطبلوا وبيزغرطوا، وليلى قاعدة وسطهم بجلبابها اللي كان مرصع بالأحجار الكريمة بلونه الأحمر، فاردة شعرها والدهب مالي إيديها وصدرها،
ازاي ميصرفوش ببزخ وهي دلوعة عيلة الزيات؟!
كانت ليلى مندمجة مع الأغاني ومظاهر الفرح اللي مالية البيت، ولأول مرة تحس إنها مرتاحة لقرار أخدته.
دخل عامر الغرفة فوقف مكانه وهو بيبص ليقين باعجاب، كانت لابسة جلباب باللون الدهبي محدد خصرها بعناية، رافعة شعرها على هيئة كعكة مظهرة عنقها.
كانت واقفة قصاد المراية وهي بتلبس حلقها الذهبي كبير الحجم على شكل هلال متدلي منه فصوص، قرب منها عامر زي المسحور ووقف وراها وهو بيبص لانعكاسها في المراية وقال بنبرة ولهة_كيف الجنية بالضبط!
ضحكت على مغازلته اللي كل مرة بتبقى أغرب من اللي قبلها، فقال_غريبة
لابسة من عباياتنا اللي دايمًا كنتي معترضة عليهم!
اتلفتت ليه وهي بتبصله بشقاوة، وبسطت إيديها الاتنين على صدره وهي بتساوي الجاكيت اللي لابسه فوق جلبابه الداكن وقالت وهي بتسبل بعيونها بطريقة سحرته_ما أنا مش أي حد
أنا مرات عامر الزيات كبير عيلة الزيات كلها
لازم أظهر بصورة تليق بيه ولا إيه؟!
ابتسم على كلامها وهو حاسس بقلبه بينتفض من مكانه، رفع إيديه يملس على خدها بحنان، وقال_من غير ما تسوي شي
أنتِ كلك على بعضك تجنني!
ضحكت بغنج وهي بتتلفت وبتفتح علبة معينة فيها سلسلة على شكل حجر كريم باللون الأزرق، عطته ليه وقالتله_لبسهولي
بالفعل خده منها ولبسهولها على مهل وهو بيبص على انعكاسهم من المراية، وبعد ما انتهى مال وطبع قبلة على عنقها أثارت القشعريرة في جسدها، فاحتوى خصرها بإيده وهو بيتنهد بإرتياح كبير ظاهر على ملامحه
كانت بتبص لانعاكسه بحب كبير، هيئته الوسيمة في الجلباب التقليدي، خصلاته الممزوجة بالشيب اللي مصففهم، هيئته مهلكة لأي حد مش ليها هي بس!
قطع لحظاتهم الرومانسية جملته لما قال باستفزاز_مش ناوية تداري شعرك هذا؟!
انتفضت وبعدت عنه وهي بتقول باستنكار_عـامـر!
ضحك بشدة على شكلها، ومسك وشها بين إيديه وطبع قبلة عنيفة على خدها وبِعد وهو بيقول_أنا بغير عليكي يا روح عامر!
دفعته وهي بتتصنع الضيق من قبلته العنيفة، فاتحرك هو ناحية دولابه، فتح خزنة معينة فيها كبيرة الحجم وطلع منها كاميرا ولاب توب، بصتله بتعجب فقرب هو منها وإداها الكاميرا في أيديها، قلبتها بينهم بتعجب وهي بتقول_إيه دي؟
رد بسخرية_هذي كاميرا يا أذكى اخواتك!
ردت بنفاذ صبر_ما أكيد عارفة إنها كاميرا
بتديهالي ليه؟!
رد متصنع التفكير_مش شغلتكم كصحفيين بتبقوا محتاجين فيها كاميرا برضك؟
عقدت حاجبها بتعجب من كلامه، فقالت_تقصد إيه؟
ما أنتَ عارف إني اتطردت و…
قاطعها وهو بيقول_زمان غير دلوقت..
بصتله باستغراب فكمل_ أنا جيبتلك شغل وعينتك في جريدة ****
شغلك هيكون أون لاين من هنا، وفنفس الوقت هتغطي على أي أحداث بتصير هنا في العريش
اتسعت عيونها بذهول من كلامه، وهتفت بدهشة_بتـهـزر!
هز راسه بـ لأ، فصرخت هي بحماس من الفرحة وبدون تردد نطت وهي بتضمه بسعادة رهيبة وبتقول_مش مصدقة
لا لا
مال بيها وحط اللاب توب على السرير بدل ما يقع منه وهو بيضحك على احتفالها الطفولي، وقفت وهي بتبصله بعيون مغلفة بدموع الفرحة وبابتسامة حلوة قالت_أنا بحبك يا عامر
بحبك أوي بجد!
ضمها لصدره وقال_وأنا كمان
يا أجمل كارثة صارت في حياتي…
****
باشرت عملها من البيت فعلًا، في أوقات غياب عامر في شغله كانت بتكتب المقالات من على اللاب توب وتنزلها على مواقع الجريدة الالكترونية
كل مرة بتشوف أخبارها بتنجح كان بيزيد امتنانها لعامر، حياتهم أصبحت هادية، لذيذة، زي الحياة اللي كان نفسها تعيشها من زمان.
العيلة اتوسعوا في شغلهم، وزودوا مساحة مزارعهم كمان وغالب كان ما زال في السجن وقضيته لسة متحاكمش عليها، ولكن الحكم كان معروف
عامر استحالة يخليه يخرج، واستحالة يخليه ياخد حكم مخفف
واستحالة برضه يخليه يتعدم..
حادثة حصلت في العريش رجت المكان كله، اصطدام سيارات نقل بأخرى أسفر عنها اصابة مدنيين خاصة مع سوء الأحوال الجوية والشبورة اللي مسيطرة على المكان خاصة في ساعات الصباح الباكرة.
مترددتش إنها تستغل الوضع، وخدت كاميرتها وخرجت بصحبة واحد من رجالة عامر لمكان الحادث عشان تاخد منه تغطية مباشرة.
وفي الطريق اتصلت بيه، وبعد عدد من محاولات الاتصال رد_معلش يا يقين أنا مشغول دلوقت، هكلمك بعدين
وقبل ما يقفل هتفت بنزق_اسمعني بس لمرة وكفاية كاريزمتك دي!
هتف وهو مشغول بتوقيع بعض الأوراق_قولي
ردت وهي باصة بعيونها على الطريق_فيه حادثة حصلت على طريق العريش
همهم وهو بيقول_عارف وصلي خبر
ولما طال صمتها اتجمدت إيده اللي ماسكة القلم واتعدل وهو بيقول بتحذير وكإنه عرف اللي في بالها_إياكي يا يقين
إياكي
ابتسمت بانتصار لما قدرت تستفزه وقالت_للأسف أنا في الطريق دلوقتي وقربت أوصل
خلي كاريزمتك تنفعك
وقبل ما يرد كانت قفل الخط في وشه وهي بتضحك بشدة، مدركة دلوقتي إنه أكيد في أقصى حالات غضبه، وهي قاصدة ده لإنه الفترة اللي فاتت كان مشغول عنها وكل ما تكلمه يقولها مشغول
أما عامر فبص على الموبايل بدهشة لما أدرك إنها قفلت الخط في وشه، سرعان ما اتبدلت ملامحه للغضب لدرجة إنه كان هيهشم التليفون في إيده من قبضته اللي بتضغط عليها
وبدون تردد ساب كل الأوراق اللي في إيده وقام اتنفض واتحرك وهو بيقول_آه يا يقين
آه!
اتذكر الچاكيت بتاعه اللي سايبه على ضهر الكرسي، فرجع على طول سحبه وهو بيقول_آه يا يقين
يجرالك حاجة لو ما حشرتي مناخيرك في المصايب!
كانت يقين بالفعل مندمجة في التصوير وتغطية الحدث، ومن حظها لقت واحد من اللي شغالين معاها في الجريدة موجودين هناك بالفعل، ودي حاجة حسستها براحة كبيرة
وصل عامر في الوقت ده ونزل من عربيته وهو بيدور عليها بعيونه وسط الجلبة اللي موجودة، لحد ما شاف واحد من رجالته، جري عليه وهتف_وينها؟!
شاورله لمكان وجودها، كانت واقفة بتسمع لكلام حد من الموجودين على تفاصيل الحادث، اتجه ناحيتها فاتلفتت بعينها بالصدفة سرعان ما اتوسعت عيونها واستأذنت من اللي واقف وراحت ناحيته وهي بتقول_أنتَ إيه اللي جابك؟!
فرد بعيون مشتعلة بالغضب_وش اللي جابك أنتِ؟!
كتفت إيديها قصاد صدرها وردت_شغلي
أنتَ إيه اللي جابك، مش على طول مشغول ومش فاضي؟!
من بين أسنانه قال_وأنتِ عشان العند تيجي لمكان حادثة كيف هذي لحالك وأنتِ عارفة إن الطريق هذولا اليومين زي الزفت؟!
ردت بعناد_أنا مش بعاند
وكمان معايا واحد من رجالتك يعني مش جاية لوحدي ولا حاجة
بنفاذ صبر هتف_يقـين!
ردت باستفزاز_نـعـم؟!
فضل باصصلها بحدة من برودها وهي بتبصله باستفزاز، زفر بعصبية وبعدين جذبها من إيديها وهو بيقول_يلا هنمشي
اعترضت قائلة_لأ
مش همشي يا عامر..
_يقين…
اتلفتوا هما الاتنين على صوت نداء من خلفهم، رفع عامر حاجبه بتساؤل وهو بيراقب اللي بيتقدم ناحيتهم، كان شاب مقارب لسنه ولكنخ أصغر بعدة أعوام، ماسك كاميرا يقين بين إيديه وهو بينقل نظره بينها وبين إيد عامر، قرب منهم وقال_أنتِ كويسة يا يقين؟
حد بيضايقك؟!
بلعت يقين ريقها وبصت على عامر اللي قال باستنكار وهو بيهز راسه_يقين؟
شاور براسه وهو بيقول في حين بيشدد بعنف على اسمها_ردي يا يـقـيـن!
ارتكبت بشدة، فجذبت دراعها من عامر وقالت_لا أنا تمام يا مصطفى
رفع عامر حاجبه وهو بيبصله بحدة، فكملت هي بسرعة_عامر الزيات، جوزي
قالتها وهي بتشاور ليه بإرتباك، بصله عامر في الوقت ده بعيون مليانة شرار ونظرات كلها تهديد، والتاني كان بيرمقه بنظرات غير مرتاحة لهيئته وقال_عامة لو حد ضايقك متتردديش إنك تقوليلي يا يقين أيًا كان مين
اتسعت عيون عامر وهو بيبصله بنظرات مشتعلة، حرك راسه للجهتين فأصدرت صوت طرقعة أثارت الرجفة داخل قلب يقين من حالته الاجرامية اللي مكانتش مبشرة تمامًا، فاتدخل عامر قبل ما ترد_مـدام يـقين لو حد ضايقها هتيجي تقول لزوجها
مش كذه ولا إيه؟
نهى جملته بسؤال وهو بيبصلها بنظرات شرسة، فهزت راسها على طول بارتباك.
رماه مصطفى بنظرات غير مهتمة وكإنه من الأساس مقالش حاجة وبعدين وجه كلامه ليقين وقال_تحبي نراجع الصور اللي خدتها؟
وقبل ما تتقدم ناحيته كان جذبها عامر وهو بيقول_مدام يقين مالها فاضية دلوقت، وأنا وهي نبقى نراجع الصور بنفسنا
جذب منه الكاميرا وخد يقين في إيده واتجه ناحية عربيته، فهتف التاني من وراهم_خلاص هكلمك عشان نتقابل مرة تانية نظبط فيهم المقالات
ابتسم عامر بشر ورد_هذا إن كان فيه مرة تانية
في الوقت ده كان فتح باب العربية دخل يقين وبعدين صعد جنبها بعد ما رمق التاني بنظرة نارية، فتحت يقين بوقها عشان تتكلم ولكن قاطعها بعنف_ولا كلمة
اعترضت_بس…
بصلها بنظرة أخرستها، وبعدين شغل العربية واتحرك بيها.
كان الصمت هو اللي غالب بينهم طول الطريق، ماسك مقود القيادة بإيديه الاتنين، عيونه مثبتة على الطريق وعضلات فكه متيبسة، خافت يقين من هيئته وقالت_عامر
مصطفى بيتعامل بعشم شوية، هو بس فرح لما لقاني من نفس الجريدة وحب يساعدني..
بصله بحدة فلزقت في الكرسي مكانها وهي بتبلع ريقها بقلق..
رجعوا البيت فنزلت من العربية وقبل ما تتكلم كان اتحرك بالعربية ومشي بعنف، فوقفت مشدوهة مكانها سرعان ما اتحولت دهشتها لابتسامة تبعها ضحكة لما افتكرت رد فعله مع مصطفى
غيرته فاضحاه
عامر بيعشقها
ورغم سنه وتقل مكانته إلا إن تصرفات غيرته كانت طفولية تمامًا..
****
رجع بالليل بعد وقت طويل، الحقيقة محاولتش تكلمه طول المدة دي عشان مينفجرش في وشها، ولكن من وقت للتاني كانت بتضحك على رد فعله.
اتفتح الباب بعنف ودخل منه، فقامت انتفضت هي بخضة، رماها بنظرة نارية وخد هدومه ودخل الحمام من غير ما يقول أي كلمة، وبعد مدة خرج ورماها بنظرة نارية تانية
ولكن المرادي مقدرتش تقاوم واتلفتت تحاول تكتم ضحكتها.
وقف هو وبعصبية قال_تقدري تعرفيني إيش اللي بيضحك دلوقت؟!
هزت راسها بسرعة وقالت وهي بتضم شفايفها_ولا حاجة
بصلها من فوق لتحت وبعدين اتحرك بعصبية ودخل البلكونة، طلع سيجارة من جيبه وابتدى ينفثها بعنف
راحت وراه هي على طول، اتيبست عضلاته أول ما حس بدراعها بيلف حوالين صدره، وراسها اللي سندتها على ضهره من ورا، وبعدين قالت بحنان_مش كنا بطلنا سجاير؟
رجعت ليها ليه تاني دلوقتي؟!
رغم تأثره بلمستها، إلا إنه بحدة قال_مالك دخل
يا يـقين!
قال اسمها بتريقة بنفس أسلوب مصطفى، فضحكت هي واتلفتت ليه، جذبت السيجارة من إيده ورمتها على الأرض تحت نظراته المستنكرة، لفت إيديها حوالين رقبته وقالت بابتسامة سلبت أغواره_شكلك حلو وأنتَ غيران
قصاد نظرتها لقى نفسه بيجذبها من خصرها ليه أكتر، ودفن راسه في تجويف عنقها وهو بيستشنق رائحتها اللي ألهبت خلاياه وقال_مش عاوز أي راجل ينطق اسمك تاني
فـاهـمة؟!
رغم إن نبرته كانت شرسة، مستكينة و…ولهة
ولكن كان عاجباها، عاجبها نبرة التملك اللي في صوته، ابتسمت بزيادة ولكن اتأوهت لما ضغط بأنامله على خصرها وقال_فاهمة يا يقين؟!
بعد براسه عن عنقها وهو بيبصلها برفعة حاجب، فضحكت وهي بتقول_حاضر
بعصبية هتف_متضحكيش
ضمت شفايفها وهي بتقول_مبضحكش
زفر بنفاذ صبر فانفجرت من الضحك، وفي النهاية قصاد ضحكتها لانت ملامحه قدامها
ضمها ليه بقوة وقال_مش طايق إن حد يهوب ناحيتك
اعتبريه هوس
اعتبريه جنان
اعتبريه اللي تعتبريه
ابتسمت وردت_اعتبره حب
بصوت أجش قال_عندك شك؟
أصدرت صوت دلالة على الرفض وقالت_نهائي..
****
كانت حاسة بالصدمة وهي شايفة الرسائل اللي قدامها اللي بيتساءلوا فيها عن سبب غياب مصطفى زميلهم اللي مختفي من وقت الحادث امبارح، لوهلة اضطربت دقات قلبها بقوة وخافت ليكون عامر أذاه واتسبب بمشكلة بنفسه
فبدون تردد لبست الجاكيت فوق هدومها وخرجت بسرعة لمكان مكتبه، فتحت الباب بعنف، اتعدل حمد اللي حس بالتعجب من هجومها، أما عامر فمدالهاش اهتمام وكإنه عارف سر زيارتها
استأذن حمد وخرج، فاتوجهت يقين بخطوات سريعة ناحية عامر وهتفت_مصطفى فين؟!
ارتشف من كوباية القهوة بتاعته، وقال وهو مازال مركز في الورق_مصطفى مين؟
بنفاذ صبر قربت منها وخطفت الورق من قدامه وهي بتقول_اخلص يا عامر
عملت في مصطفى إيه؟!
بصلها باستنكار لفعلتها، أما هي فكانت لهجتها لا تقبل النقاش وهي بتقول_أنا عارفة إن ليك يد في اختفاؤه
وديت مصطفى فين يا عامر؟!
رد ببساطة_بأدبه شوية
شهقت بصدمة ورددت_يعني أنتَ اللي ورا اختفاؤه فعلًا؟!
لاعبلها حواجبه بتسلية، فبعصبية قالت_فين مصطفى؟
هتودي نفسك في داهية يا عامر
وديني عنده
بصلها بحدة فجذبته من دراعه وهي بتقول_يلا يا عامر
وريني عملت فيه إيه؟!
وعلى عكس العادي قام بالفعل، واتحرك معاها وشاور لحمد اللي فهم هو عاوز إيه، فابستنكار هتفت_يعني أنتِ مشاركه في اللي عمله؟!
هز حمد كتفه بقلة حيلة من غير ما يرد، وبالفعل اتحركت معاهم بالعربية، وبعد مسافة مش قليلة في وسط الصحراء وصلوا عند مكان معين، نزلت يقين وهي بتبص حواليها بتعجب وقالت_أنتَ جايبنا هنا ليه؟!
رد ببساطة_مش قولتي عاوزة تشوفي إيش سويت فيه؟
نزلت من العربية وقلبها بينبض بعنف، خايفة يكون قتله ووسخ إيده بالدم وهي ما صدقت إنه بعد عن كل ده
اتحركت وراه هو وحمد اللي كان شايل في إيده عصا معدنية غريبة آخرها جزء على شكل نصف دائرة
سرعان ما شهقت بصدمة لما شافت مصطفى واقف في نقطة معينة وسط الصحراء، باين عليه الوهن، حتى مكانش قادر يقف على رجليه من التعب، وقبل ما تجري ناحيته جذبها عامر وهو بيقول بحدة وخوف حقيقي_على وين
مستغنية عن روحك؟!
بصتله بتعجب مش فاهمة مقصده، لقته بيشاورلها ناحية نقطة معينة، اتلفتت سرعان ما اتجمدت بصدمة وهي بتقرأ اللافتة اللي بتنوه إن المكان عبارة عن حقل ألغام
فبصدمة هتفت_يا نهار اسود
إيه اللي عملته ده
طلعه بالله عليك يا عامر
طلع صوت مصطفى المتوسل في الوقت ده وهو بيقول ببكاء_خرجني وصدقني لو شوفتها هلف من مكان تاني
والله العظيم هعملها بلوكات على كل السوشيال ميديا
وهستقيل من الجريدة كمان
أنا آسف والله بس سيبني أروح
ضمت يقين شفايفها بأسف على حالته، وبعدين بصت لعامر برجاء وقالت_عشان خاطري طلعه يا عامر
عشان خـاطـري
وقصاد نظراتها اتنهد وهو بيشاور لحمد اللي اتحرك وهو مثبت العصا اللي كانت في إيده واللي مكانتش غير كاشف للألغام اللي ساعدته يعرف الطريق المناسب، لحد ما وصل عنده وقال باستفزاز_مساءك لذيذ
إيش أخبارك؟
بصله مصطفى بنظرات مليانة حقد، فابتسم حمد وقال ببرود_خليك ورايا لو عاوز تخرج حي
وبالفعل فضل ورا حمد لحد ما خرجوا من حقل الألغام، فقالت يقين بسرعة_اهرب
اهرب بسرعة وانفد بجلدك
وبالفعل جري على طول وهو بيهتف_حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا يا شوية مجرمين
كانت معرفتك سودة!
ضحك حمد على كلامه أما يقين فشهقت وهي بتقول_تصدق أنا غلطانة
كنت خليتهم يسيبوك هنا لحد ما تموت يا قليل الأصل!
احتوى عامر كتفها وضمها ليه وهو ماشي جنبها باستمتاع، أما هي فبضيق قالت_على فكرة بقى كان دمه تقيل ولزج ويستاهل اللي حصله
فباستمتاع قال_ملاحظ إنك كل مدى بتاخذي من طباع ولاد الزيات
وقفت وهي بتبصله بعيون تشبه القطط، أصدرت صوت دلالة على الرفض وقالت وهي بتغمز_كل مدى بشبه عامر الزيات
ابتسم عامر باتساع واتحرك معاها ناحية العربية، في حين مال جنب اذنها وهو بيقول بنبرة مغرية_مش ناويين نجيب أخ لجواد ولا إيش؟
لكزته في جنبه وهي بتنقل نظرها على حمد وهتفت بتوبيخ_عـامر!
بلهجة مليانة وله رد_عـيونـه!
مالت براسها وبدلال قالت_بـحبك..
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه في العتمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى