رواية وجه بلا قناع الفصل الثالث عشر 13 بقلم سامية السيد
رواية وجه بلا قناع الجزء الثالث عشر
رواية وجه بلا قناع البارت الثالث عشر

رواية وجه بلا قناع الحلقة الثالثة عشر
«أحيانًا تشعر أن الحياة ترفض فرحك بأي شكل من الأشكال…»
كنتُ أنظر إلى جاسر وأنا غارقة في الحزن، ثم فجأة، التفتُّ إلى هشام وأنا أتحسس نبضه. نطقتُ بصوت محمل بالأمل، ذلك الأمل الذي كنتُ أراه مستحيلًا… نعم، مستحيل… لكن نبضه كان لا يزال ضعيفًا!
“هشام، اطلب الإسعاف! النبض شغال! حد يطلب الإسعاف بالله!”
كان الصراخ يملأ المكان، لكنني كنت أحاول ألا أسمع. صرخت بكل قوتي مجددًا:
“هشام، اطلب الإسعاف!”
نظر إليَّ بحزن، كأنه يقول: “لا، لقد غادر الحياة.” لكن رغم ذلك، نفّذ طلبي.
مرت لحظات بدت وكأنها دهر، حتى وصلنا إلى المستشفى. جهزوا غرفة العمليات بسرعة، لكنني كنتُ أرى المستحيل أمامي. رغم ذلك، حاولت… حاولت من أجل فرحتي، ومن أجل أمه التي كانت تنهار، ومن أجل عائلته التي تنتظر أي بصيص أمل.
بينما كنتُ أُخرج الرصاصة، شعرتُ بضيق شديد، كأن أنفاسي تختنق. فجأة، سقط المقص من يدي. حاولت التقاطه، لكن الدكتور شهاب أبعدني بحزم. كنتُ قد فقدت السيطرة تمامًا.
قال لي بنبرة صارمة:
“دكتورة نور، ارتاحي، أنا هقوم بالعملية!”
نظرتُ إليه بحزن، ثم قلتُ بمعاناة:
“سبني بس… أنا مش قادرة أتمالك أعصابي خالص ! هو… هيبقى كويس صح؟”
كنتُ أعلم الحقيقة، لكنها كانت أكبر من قدرتي على التحمل.
نظر إليَّ بحزن، ثم قال بمواساة:
“دكتورة نور، لو سمحتي، اخرجي علشان أعرف أشتغل. إن شاء الله خير، مفيش مستحيل.”
لكن المستحيل كان يحدث أمامي…
رنّات الجهاز بدأت تتباطأ… تتباطأ بشدة.
صرختُ بكل قوتي.
احتضنتني الممرضة، ثم أخرجتني من الغرفة…
♡في مكان آخر♡
كنتُ أبكي بحرقة، أترجّى أخي الذي اكتشف علاقتي بـفؤاد. كان على وشك قتلي، لولا أن أمي تدخلت ومنعته. كانت تصرخ:
“ناصر! خلاص! خلاص، هتموت في إيدك! سيبها دلوقتي!”
نظر إليها بغضب، ثم صرخ:
“إنتي السبب! سيبتِها على حل شعرها! وبعدين رايحة تجوز مجرم من ورانا؟ مجرم؟!”
نظرت إليه فريدة بحسرة، وقالت بصوت مكسور:
“الحصل حصل، يا ناصر… خلاص. كده كده، هي مش هتخرج من البيت تاني!”
نظرتُ إليهم بعينين غارقتين بالدموع، وبكيتُ بحرقة:
“خلاص… بالله عليكم، سبوني! حرام عليكم! فؤاد في المستشفى… أنا عاوزه أشوفه بالله!”
♡في مكان آخر♡
كنتُ جالسة بعيدًا عن الضجيج، لا أرى ولا أسمع، فقط أعيش في ذكرياتي.
أتذكر كيف كان جاسر يقف بجانبي دائمًا…
أتذكر كل شيء، بحرقة، بحرقة شديدة…
“ليه مش بنشوف الحاجات الحلوة غير لما يغيب الشخص؟ ليه؟”
سمعتُ صوت باب غرفة العمليات وهو يُفتح.
رأيت الجميع يركضون نحو الدكتور، ينتظرون إجابته.
أما أنا… لم أتحرك.
كنتُ خائفة من أن أضع نفسي في موضع الأمل، فيخيب أملي مرة أخرى.
لكن كلماته جعلتني ألتفت إليه… نعم، ربما قال شيئًا مستحيلًا…
ربما قال شيئًا لم أكن أتوقعه…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجه بلا قناع)