روايات

رواية وجه بلا قناع الفصل التاسع 9 بقلم سامية السيد

رواية وجه بلا قناع الفصل التاسع 9 بقلم سامية السيد

رواية وجه بلا قناع الجزء التاسع

رواية وجه بلا قناع البارت التاسع

وجه بلا قناع
وجه بلا قناع

رواية وجه بلا قناع الحلقة التاسعة

أحيانًا، يعمينا الطمع رغم أن الشيء الذي نطمع فيه أمام أعيننا وبين أيدينا.
نظر إليها بغضب شديد، ثم اقترب منها وهو يقول:
“كاذب! أو ، لا الشركة هتكون باسمي.”
لأول مرة، أرى بشاعة الوجه… لأول مرة، أرى شخصًا يظهر على حقيقته. يا ترى، هل كل البشر لديهم وجه آخر؟
نظرت إليه بحزن، ثم قلت بهدوء محاولةً إبعاده، فأنا على دراية كاملة بأنني أتعامل مع أمثال هؤلاء.
ثم أضفت بهدوء:
“ابعد كده… وبعدين يا فؤاد، الموضوع مش مستاهل كل ده، أنا هكتبلك الشركة، بس فُكني، إيدي بتوجعني.”
نظر إليّ بغضب، ثم قال ضاحكًا بسخرية:
“بتهزري، صح؟ وبعدين، دي مش عادتك… ولا إنتِ خايفة مني؟”
نظرت إليه بحزن، ثم قلت بهدوء:
“اعتبرها بقت عادتي بقى… وبعدين يا فؤاد، إنت مش غريب علشان أتعامل معاك بشكل مش لطيف.”
نظر إليّ بخبث، ثم قال بعدم تصديق:
“مش مصدقك يا نور.”
نظرت إليه وقلت بانفعال، فقد كانت يدي تلومني من الرباط:
“هتصدقني إزاي بقى يا فؤاد؟ خلاص، فُكني بالله عليك!”
نظر إليّ ببرود، ثم قال:
“هتصل بهشام، أصل أنا وعدته إنه يترجاني… حرام، المؤمن ميوفيش بوعده، ولا إيه؟”
نظرت إليه بغضب، ثم قلت بانفعال:
“استغفر الله العظيم! إنت مش مؤمن للأسف، وبعدين فاكر هشام هيسكت لما تقوله إنك خاطف أخته يعني؟!”
في مكان آخر
كان يحضر كوب شاي لوالده، ثم وضعه أمامه وهو يقول بهدوء:
“بابا، اتفضل الشاي.”
نظر إليه الأب بابتسامة، ثم قال:
“جاسر، مش ناوي تفرحني قبل ما أموت؟ يا ابني، إنت شايف وضعي، مبقتش أتحرك يعني خلاص… النهاية يا ولدي.”
نظر جاسر إليه بحزن، ثم قال بتوتر:
“بابا، متقولش كده، يا رب أنا وإنت لا.”
نظر إليه أيمن بحزن، ثم قال:
“جاسر حبيبي، إنت لسه بتحب خطيبتك الأولى؟”
نظر له جاسر بحزن وتوتر، ثم أسقط كوب الشاي من يده دون وعي.
“أنا آسف، مش قاصد… هروح أجيب حاجة أمسح بيها السجادة قبل ما ماما تيجي وتخرب الدنيا.”
أمسك الأب يده بلطف، ثم قال:
“جاسر حبيبي، بلاش تكبّر وجاوب على سؤالي.”
نظر له جاسر بحزن، ثم قال بحزم:
“أعوذ بالله من التكبر، حتى لو أنا لسه بحبها، فهي مش عايزاني، وبعدين، خلاص… اتخطبت وكملت حياتها عادي.”
ابتسم الأب، ثم قال:
“سمعت إنها فسخت خطوبتها، وبعدين تعالى على نفسك، خليها تستغل وارجعوا لبعض.”
ابتسم جاسر بسخرية، ثم قال:
“بابا، إنت طيب أوي على فكرة.”
في مكان آخر
“لست من الضعفاء، رغم أنني امرأة، فإن وُضعت في موقف حرب، سأحارب حتى أفوز أو أُستشهد!”
وقف فؤاد أمامها، نظراته مليئة بالغرور والثقة الزائدة، كأنه المنتصر الوحيد في هذه المعركة. اقترب منها ببطء، صوته يحمل نبرة ساخرة:
“شفتِ بقى يا نور؟ مهما عملتي، في الآخر إنتِ تحت رحمتي.”
مدّ يده ليبدأ بفك وثاقها، لكن ما لم يكن يعلمه أنه منحها اللحظة التي كانت تنتظرها.
في لحظة خاطفة، استجمعت نور كل قوتها، ثم دفعت جسده بقوة! ترنّح للخلف، فقد توازنه وسقط أرضًا. قبل أن يستوعب ما حدث، كانت قد انقضّت عليه بسرعة، أمسكت بالحبال التي كانت تقيدها قبل ثوانٍ، ولفّتها حول يديه بقوة، شدّتها حتى تأكدت أنه أصبح عاجزًا عن الحركة.
“إيه ده؟! إنتِ بتعملي إيه؟!” صاح بغضب وهو يحاول التحرر، لكن عبثًا.
اقتربت منه، عينها تشتعل بنظرة لم يراها فيها من قبل، ثم التقطت السكين من الطاولة. انعكس ضوء الغرفة على حدّها الحاد، مما جعل فؤاد يبلع ريقه بتوتر.
“الموضوع اتقلب، صح؟” قالتها بابتسامة باردة، ثم انحنت نحوه وهمست بصوت ثابت:
“كنت فاكرتني ضعيفة؟ غلطة عمرك يافؤاد.”
حاول أن يتحرك، أن يتخلص من قيوده، لكن نور شدت الحبال أكثر حتى كاد يشعر أنها تغرس في جلده.
نظر إليها بخوف شديد، ثم قال:
“بقى كده؟ أنا فُكتك علشان واثق فيكي، تقومي تربطيني وتسحبي السكينة عليّ؟!”
نظرت إليه بغضب، ثم قالت:
“متقولش حاجة عن الثقة بالله، وبعدين يا فؤاد، أنا مش بسيب حقي، لا بعيد ولا قريب حتى!”
نظر إليها بغضب، ثم قال بحزم وهو يحاول فك نفسه:
“بقى كده يا نور؟! لآخر مرة بقولك، فكّيني!”
ابتسمت بسخرية، وهي تتجه للخارج، ثم قالت:
“فعلاً، لآخر مرة، فإنت هتعفن هنا… باي!”
دفعت نور الباب بقوة، خرجت تتعثر في خطواتها، أنفاسها متلاحقة، وقلبها يكاد ينفجر من شدة الخوف. لم تكن تملك رفاهية التوقف أو حتى التفكير… فقط الهروب.
نزلت درجات السلم بسرعة، كادت أن تسقط أكثر من مرة، لكنها تماسكت. وصلت إلى الشارع، نظرت حولها بجنون، تبحث عن أي سيارة أجرة، عن أي مخرج. التفتت للخلف، قلبها يخبرها أن فؤاد قد يتحرر في أي لحظة، فاندفعت تركض بلا وعي.
ضوء ساطع اخترق عينيها…
فرامل حادة صرخت في الهواء…
صدمة خفيفة جعلتها تسقط أرضًا!
لم يكن الألم شديدًا، لكنها شعرت بدوار بسيط، والتقطت أنفاسها بصعوبة. قبل أن تستوعب ما حدث، سمعت صوتًا مألوفًا، صوتًا لم تتوقع أبدًا أن تسمعه في هذه اللحظة:
“نور؟!”
رفعت رأسها ببطء، عيناها متسعتان من الصدمة، والتقت نظراتها بعينين لم تخطئهما يومًا…
جاسر.
كان قد نزل من السيارة بسرعة، اقترب منها وهو يحدق فيها بعدم تصديق. كان كما تتذكره، لكن ملامحه حملت معها ثقل السنوات التي مرت. كان يرتدي قميصًا أنيقًا بأكمام مطوية، وساعة تلمع في معصمه تحت أضواء الشارع، لكن أكثر ما لفت انتباهها كانت نظراته… نظراته التي لم تتغير، لكن هذه المرة، كانت مشبعة بمزيج غريب من القلق والغضب.
“إنتِ كويسة؟!” وبعدين انتِ بتعملي ايه في مكان زي ده ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجه بلا قناع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى