رواية وبالحب اهتديت الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلمى خالد (سماسيمو)
رواية وبالحب اهتديت الجزء الثامن عشر
رواية وبالحب اهتديت البارت الثامن عشر

رواية وبالحب اهتديت الحلقة الثامنة عشر
( حقيقة خفية)
ثمة أوقات لا يمكننا رؤية الحقيقة جيدًا، نستمر بالحياة غافلين عنها تمامًا، حتى ننسىٰ أتهمنا منها وصدقنها، ثم بلحظةٍ تنبثق الحقيقة من العدم حاملة معها كوارث ستطيح بحياتنا…!
غادرت غرفتها بخطواتٍ ثابتة مرتبة، تشعر بالملل من عدم وجود عامر، فقد أخبرها أنه سيذهب إلى أخر امتحان بالفصل الدراسي الأول مُعد من المعلمين وسيقضي معها وقت كبير بعد ذلك، هبطت من الدرج بخطواتٍ حذرة تضع السماعات على أذنها لم تسمع صوت صراخ شقيقتها التي تبحث عن أحد ينجيها، تحركت باتجاه المطبخ ولكن تفاجأت بوجود هناء وأميرة على أعتاب الباب يبتسمون بسعادةٍ بالغة عينهما تفوح منها رائحة الشر، شعرت بالخوف منهما، وعادت أدراجها نحو غرفتها يتفاقم شعورها بالخوف أكثر حتى أمسكت بالهاتف سريعًا وقامت بالاتصال على عامر، تهتف ببكاءٍ:
_ أنت فين يا عامر أنا خايفة!
قطب عامر جبينه ما أن أجاب ظن أنها تطمئن عليه ولكن كان صوتها ملتاع للغاية، فأسرع يجيبها بقلق:
_ انا خلاص هخلص الشارع اللي فيه البيت وجاي علطول… حصل ايه؟
ظلت تشهق بعنفٍ، لم تسيطر على نوبة بكائها بل ازدادت سوءًا مما جعل عامر يسرع من ركضه متمتمًا عبر الهاتف:
_ حد ضايقك في البيت؟
لم تجيب عليه فذروة بكائها جعلتها عاجزة عن الرد، لم يفعل أحد شيئًا لها ولكن لا تعلم لِمَ هذا الشعور بالذعر ما أن شعرت كونها وحيدة بهذا المنزل دون عامر، بدأت نوبتها بالهدوء ما أن ردد عامر على مسمعها:
_ خلاص يا ملك أنا وصلت أهوه.
**********
أغلق معها سريعًا ليدلف من باب المنزل ولكن انتفض من صراخ عالي يصدع من المطبخ، اندفع سريعًا نحوه ليجد هناء وأميرة يقفان على اعتاب الباب يبتسمان بسعادةٍ، ألقى كتابه بعيدًا وانطلق نحو المطبخ يهدر بعصبية:
_ أبعدوا عن المطبخ.
انتفض كلتا الفتاتان ينظران نحو عامر الذي رفع قدمه ليركل الباب بقوةٍ، فهروالت كلتاهما بعيدًا ليتفادوا الضربة، بينما نظر عامر إلى مشهد أقل ما يقال عنه مأساوي، نادر يضرب في يقين بقوةٍ لتفقد الوعي، ببنما أنحدر الحجاب عن يقين حتى سقط عن شعرها، وجهها المتورم مما حدث لها، يدها التي تدافع عنها بضعفٍ، اندفع عامر بعدما غلت الدماء بعروقه، ليمسك نادر بقوةٍ يدفعه بعيدًا عن يقين التي فقدت الوعي للتو، بدأ عامر يكيل نادر بلكماتٍ عنيف شرسة تزداد عنفًا كلما أتى بعقله صورة يقين، إلى أن سقط نادر على الأرض تتشوه معالمه بطريقةٍ مخيفة، ظل صدره يعلو ويهبط بعنفٍ، يحاول السيطرة على انفعالاته ولكن ما من جدوى، لم يستطع الاقتراب من يقين لا يريد رؤية ملابسها الممزقة ولا معالمها التي شوهها الضرب لا يريد ذلك!
انطلق عامر إلى خارج المطبخ سريعًا يمسك بهاتفه، ليتصل بجبران وما أن استمع لاجابته حتى قال بأنفاسٍ لاهثة:
_ تعالى ألحق يقين بسرعة!
***********
أصبح غير مدرك لأفعاله، ينظر حوله بصدمةٍ واضحة على معالمه، لا يعلم كيف سيواجه الجميع، وصل أخيرًا إلى المصعد ثم دلف به ولكن بخطواتٍ بطيئة متخذلة، حتى وصل للطابق المطلوب، أخرج مفتاح الشقة ودلف دون أن يتجه للمطبخ كعادته ليرى فاطمة، بل انطلق لغرفته ينزع عنه تلك الملابس باشمئزاز، يحاول نفض تلك الصورة العالقة برأسه، أخذ ملابس مريحة للمنزل وانطلق نحو المرحاض ليغتسل، لعل الماء يصنع له جميلٍ ويغسل ذاكرته ولا تأتي له تلك الصورة مجددًا، تمنى بتلك اللحظة لو يصبح فاقد للذاكرة كما يرى الجميع.
قطبت جبينها بتعجبٍ واضح، تندثر ابتسامتها ليظهر على معالمها الحيرة، لماذا لم يأتِ غفران لها كعادته إلى المطبخ، تركت ما بيدها وأغلقت الموقد ثم تحركت نحو الغرفة لترى سر عدم قدومه، ولكنها لم تجده، وما هي إلا ثوانٍ حتى استمعت لصوت المياه بالحمام تدفق بغزارة، حركت رأسها بتعجبٍ وقررت العودة مجددًا ولإكمال الغداء سريعًا، فلم يبقَ سوى لمسات أخيرة وتضعه على الطاولة دائرية بالردهة، رفعت بصرها ما أن استمعت لباب الغرفة يُفتح، لتبتسم تاركة الشوكة على الطاولة، تردف بحبٍ:
_ حمدلله على السلامة يا غفران.
ظهرت ابتسامة باهتة على معالمه، جاهد لإظهارها كي لا تشعر به ولكن هيهات تقدمت منه تنظر له بقلق مردفة:
_ مالك يا غفران وشك باهت ليه كده؟ هما قالولك حاجة في الوزارة على البحث؟
نظر لمعالم وجهها القلقة، يدها الممسكة بكفه ضاغطة عليها دون عمد، ثم قال بألمٍ:
_ هو أنتِ ممكن تسبيني يا فاطمة ؟
حدقت به بصدمةٍ واضحة، تشعر بغرابة السؤال بتلك اللحظة، ولكن استشعرت الألم النابع من صوته ظنت أن بحثه به مشكلة ما، لترفع كفها تضعه على إحدى وجنتي غفران قائلة بحنان دافئ:
_ ليه السؤال دا يا غفران… إيه اللي يخليك تفكر في كده بس؟
تأمل حدقتيها بعمقٍ، يمسك بكفها الموضوع على وجنتيه متمتمًا ببسمة حزينة:
_ هتزهقي مني يا فاطمة؟
فهمت ما يرمي له سريعًا، وشعر بأن إعاقته هي الحأل بينها وبينه، لتسرع برد قائلة وهي تضع رأسها على صدره، تلف ذراعيها على خصره:
_ عمري… عمري في حياتي ما أزهق منك في حد بيزهق من روحه!
كانت ضمتها له بمثابة وميض الأمل وسع عتمة ظلام مخيفة، ضمها غفران له بشدةٍ، ثم قال بتملك غريب:
_ أنتِ قدري يا فاطمة وأستحالة أسيبك ولا أخلي مخلوق يبعدك عني.
تعجبت من التملك الزائد ولكن لم ترغب بإفساد تلك اللحظة، رفعت وجهها تستند بذقنها على صدره قائلة بحنان:
_ طب مش هتاكل أنا قاعدة مستنياك من بدري؟
اومأ برأسه لها، ثم أمسك بكفها وما كاد أن يتحرك حتى اشتد الألم بساقه بشدةٍ، تشنجت معالم وجهه وتوقف فجأة يقبض على كف فاطمة بقوةٍ ألمتها، نظرت له سريعًا ثم فطنت ألم ساقه، لتسرع بمساندته قائلة بقلق:
_ طب تعالى الأوضة أقرب لينا من الترابيزة.
لم يجادلها فقد ازداد الألم بشدةٍ، تحمل على نفسه حتى وصل إلى الفراش وما أن جلس عليه حتى رددت فاطمة بإهتمام:
_ ريح ضهرك على المخدة وراك وأنا هرفع رجلك.
_ قولتلك متوطيش.
اعتادت سمع تلك الجملة بكل مرة يجلس بها على الفراش ويحتاج لرفع قدمه عليها فتسرع للإنحاء ورفعها، تجاهلت حديثه ثم رفعت قدمه برفق شديد حتى لا تؤلمه وما أن وضعتها على الفراش حتى انحنت بجزعها العلوي تعلق عينيها بخاصته قائلة ببسمة صغيرة:
_ الكلام دا تقوله لما أبقى غريبة مش مراتك يعني جزء منك وعكازك وقت ما تكون تعبان… ودا عشان أنا وأنت واحد يا غفران ولا إيه؟
زحفت بسمة صغيرة لشفتيه يهمس بنبرة رجولية هادئة:
_ بقيتي بتتكلمي زيّ يا فاطمة؟
_ مش مدام غفران خليل أشطر مهندس زراعة في مصر.
كلماتٌ صغيرة تحمل فخرًا به، ليبتسم له بإجهادٍ واضحة، اعتدلت سريعًا تردف بحبٍ:
_ هروح اجيب الأكل هنا وأجي ثواني.
تحركت سريعًا لتحضر الأكل ثم وضعته بالجانب الأخر من الفراش وجلست جواره وبدأ الأثنان بتناول الطعام وسط حديث فاطمة محاولة إبعاده عن التفكير ظنًا أن أحد رفض البحث الخاص به.
************
_ مش هتفطر برضو يا عمار؟
همست بكلماتٍ ضعيفة حزينة للغاية، تنظر له وهو يرتدي حذؤه بصمتٍ بعدما أصبته النحافة وأبتعد عن الجميع حتى والدته، انتهى من عقد رباط الحذاء ثم قال حاملًا حقيبة خاصة بجهاز الحاسوب الخاص به:
_ لاء.
كلمة مقتضبة منه بمثابة سهم يمزق بقلبه، لا تعلم ما الذي أصابه، انتظرت خروجه ثم اندفعت لهاتفها لتتصل على صديقتها ومن كانت جارتها، ثم أتاها الرد لتردف بصوتٍ باكي:
_ قوليلي أنك عرفتي حاجة من سيليا… ابني بيرد بالعافية ومش عارفة ماله؟
تألم قلبها من صوتها هكذا، هي أم وتعلم ما الذي تمر به، رددت بنبرة حزينة:
_ والله يا صباح ما نطقت… دا لحد قبل كتب كتاب سدرا وكانت بتضحك وعادي معرفش الاتنين إيه اللي صابهم كده.
نحيبها يعلو شيئًا فشيء، تردف بين شهقاتها:
_ أبني بيضيع مني يا زينب ومش عارفة اعمل ايه!
حاولت مواستها قليلًا، حقًا لا تفهم سر تغيّر الأثنان بتلك الطريقة المفاجئة، بهتت ملامحهما، أنعزلا عن الجميع تمامًا فتتمتم بنبرة حزينة:
_ والله ما عارفة يا صباح… بس اللي يطمن ان سيليا بتنزل الشغل مع عمار ودا بيقول في أمل.
تلهفت ملامحها سريعًا تردف بأملٍ:
_ بجد يعني ابني حاله هيتصلح؟
توترت زينب من تلك اللهفة القوية التي ظهرت بها، لتمتم بحذرٍ:
_ لسه يا صباح أنا هكلم صحابها يمكن يساعدوها في اللي هي فيه.
_ ايوة اعملي كده يمكن نعرف حصل ايه معاهم ونساعدهم.
**********
انتفض جسده سريعًا بعدما رأى الطبيب يغادر الغرفة بملامح مقتضبة، يردف بضيقٍ واضح:
_ مين الهمجي اللي عمل فيها كده وإزاي تسيبوها بالمنظر دا… كل الوقت دا لحد ما نزفت…
همس بفحيحٍ مخيف:
_حصلها إيه؟
توتر الطبيب من ملامح جبران ولكنه أجاب:
_ دي محاولة اغتصاب واعتداء بالضرب!
وقوع تلك الجملة على مسمعه جعل الدماء تدفق بعروقه كحمم بركانية لتنفجر بأي لحظة، تراجع عامر للخلف بتوترٍ ما أن رأى ملامح جبران المتوحشة للغاية، يشعر بأن شقيقه سيرتكب جناية فعلية، استرسل الطبيب بصوتٍ جاد:
_ أنا بلغت البوليس وزمانه جاي في الطريق… واعتقد إنها هتحتاج تتعرض على دكتور نفسي.
تركهم مبتعدًا بعدما بصق كلماته اللاذعة على مسمع جبران، تتهدج أنفاسه من فرط الانفعال، يقبض على كفه لعله يجد شيء يبث فيه غضبه، أدار رأسه نحو عامر يردف بهمسٍ مخيف:
_ حصل ايه؟
ازداد توتر عامر بشدة، يحاول ظبط كلماته وبالكاد استطاع اخراجها ليردف بصوتٍ هامس:
_ بلاش يا جبـ….
_ أخلص حصل ايه؟
هدر بتلك الكلمات تهتز جدران المشفى أثر صوته العالي، لينتفض عامر من مكانه بعدما استمع لتلك الكلمات، فأجابه سريعًا متمتمًا:
_ ملك كلمتني انها خايفة وكانت بتعيط جامد ومفهمتش منها حاجة وروحت لقيت صوت صريخ…
ضمت عامر ما أن رأى عيني جبران تغلقان بشدة، فردد جبران:
_كمل متوقفش.
ازدرد لعابه بصوبةٍ ثم استرسل قائلًا:
_ فدخلت لقيت أميرة وهناء وقفين على باب المطبخ وسدينه وبيبتسموا زقيت الباب ودخلت لقيته يعني… بيـ… بيضربها وبيحاول معاها وهي بتقومه.
ضرب بقبضته الحائط مما أدى لجرح يده، يحاول السيطرة على ذاته ولكن لم يستطع كلما تخيل الأمر، هتف عامر محاولًا تخفيف الأمر:
_ أهدى يا جبران الحمدلله لحقناها في الوقت المناسب.. و….
ابتلع الباقي من كلماته ما أن رأى عيني شقيقه تلتمعان بالدموع تأبى أن تسقط، يردف بصوتٍ مختنق حاد:
_ملحقنهاش يا عامر… يقين جوا مدمرة ولو محصلهاش حاجة جسدي فهي نفسيًا ادمرت خالص… عارف يعني ايه تبقى برة سيب مراتك وسط أهلك وحد يغدر منهم ويحاول يغتصبها… انا حتى مش عارف أبص في وشها لما تقوم… أقولها ايه آسف يا حبيبتي أصلي ملحقتكيش واخويا لحقك وأنا البأف اللي كنت برة وأمنت لأهلي زيادة عن اللزوم.
صمت جبران عن الحديث، مشاعره الآن ضعيفة للغاية، هي جُرحت وهو مجروح… هي حادثة شوهت الأثنان من الداخل، تقدم عامر يربت على كتف شقيقه متمتمًا:
_ أهدى يا جبران… يقين محتاجك دلوقتي قبل اي وقت… لو بعدت عنها دا هيزود الوضع سوء.
_ هدخلها ازاي وأنا عاجز عن حمايتها؟
نطق بتلك الكلمات الضعيفة، نعم أظهر جرحه أمام شقيقه، لن يخفيه هو يحتاج لمن يدوّيه، أمسك عامر بكتف شقيقه يديره نحوه ثم قال بتصميم:
_ أنت دلوقتي هتكون بتحميها من اللي هيحصلها بعد كده… يقين وقعت دلوقتي لو ملقتكش جنبها ممكن تروح منك للأبد يا جبران… عالج نفسك بوجودك جنبها وعالجها بعلاجك.
حاول السيطرة على دموعه كي لا تنهمر هما بأصعب موقف على الإطلاق، لا يمكن لشاب أو لفتاة تقبله، رأى ذلك الضعف بحدقتيه ليردف بحنان أخوي:
_ مينفعش تشوف الضعف اللي أنا شايفه، ولا لمعة عينك بالدموع… عيط دلوقتي وأنا أخوك على فكرة يعني سترك وغطاك وسندك… العياط عمره ما كان حرام ولا وصمة عار على الرجالة… عيط دلوقتي يا جبران وأنا في ضهرك.
كان الضوء الأخضر له، يحتاج للبكاء، انهمرت دموعه بصمتٍ بينما وقف عامر يربت على كتفه يلقي على مسمعه بعض الكلمات لعلها تدوّي جرحًا إن شُفيَّ سيترك ندبة طوال الحياة.
***********
انسحبت من الفراش بهدوءٍ بعدما غفى، تتعجب من طريقته فبالأيام السابقة كان يتشبث بها كطفل صغير نائم بأحضانها، يرفض ابتعدها عنه، لن تنكر أنه يروق لها فعلته ولكن يده كانت تقبض عليها بتملك، تأملت ملامحه الساكنة بحبٍ، بالرغم من امتلاكه لها إلا أنه أغرقها بالحنان، يساعدها بكل شيء رغم ظروفه الخاصة، تحركت نحو (سبت الغسيل) لترفع منه الملابس المتسخة، حملته ثم انطلقت نحو الخارج، تفتح الغسالة وقامت بامساك قطعة تلو الأخرى وإدخالها ولكن تفاجأت بوجود قطرات دماء على قميص غفران الذي أتى به بالأمس، قطبت جبينها من تلك الدماء وشعرت بالقلق عليه، فأسرعت بإلقائه وانطلقت إلى الغرفة سريعًا تنظر نحو رقبة غفران ثم مدت يدها لترفع الـقميص قليلًا فلم تجد شيء، تنهدت براحةٍ وما كادت أن تنزله حتى جحظت عينيها بصدمةٍ ما أن فتح عينيه الداكنتان ممتلأتان بالخبث، يردف:
_ ما تكملي بترجعي ليه؟
تلون وجهها سريعًا بحُمرة الخجل ثم أسرعت تبتعد عنه ولكن قبض على كفها يسرع من شدها نحوه حتى سقطت على قدمه، ازداد اتساع عيني فاطمة تردد بتوتر وخجل واضح:
_ اوعى يا غفران رجلك هتوجعك؟
_ دا أول مرة رجلي ترتاح في حياتها كده.
ازداد توترها من تقابل وجهها له، أنفاسه التي تلفحها، همست بصوتٍ مرتجف:
_ عشان خاطري سبني أقوم.
تأمل الارتباك الظاهر على ملامحها، رجفة يديه بين قبضت يده، عينيها اللتان تهربان منه كي لا تتعلق بخاصته، همس بصوتٍ رجولي هادئ:
_ بصيلي.
حاولت نزع كفها عنه ولكن ثبتها جيدًا فلم تجد حلًا سوى النظر له، رفعت عينيه نحوه بتوترٍ واضح، حُمرة وجنتيها تزداد بعدما ضربهما الخجل، ليهتف غفران بهمسٍ دافئ:
_ لو شايفة بُعدي عنك راحة فبُعدك عني في تعب… أنا مش هسيبك طول حياتي يا فاطمة.
اسند جبينه على خاصتها يكمل بهمسه:
_ كل إنسان بيدور على راحته… وأنتِ راحتي يا فاطمة.
أغمضت عينيها تستلذ بهمسه لتلك الكلمات المعسولة، هدأت رجفتها قليلًا تشعر بالسعادة لكونه يضمر تلك المشاعر بداخله لها، من يتخيل لقائهما أول مرة لن يتوقع مشاعرهما الآن، شعرت بشفتيه تُقبل جبينها حبًا وتقديرًا لكونها زوجته، ترك كفها فاستطاعت التحرر منه تقف سريعًا مبتعدة بوجهٍ يشع حُمرة، ابتسم غفران لرؤيتها هكذا، بينما رأت فاطمة بسمته لتستدير سريعًا مبتعدة عنه، تشعر بتضارب مشاعرها ولكن جميعها تعلن أن غفران قد احتل قلبها كاملًا، توقفت فجأة وهي تردد بتوتر:
_ هو الشميز بتاعك عليه نقط دم ليه؟
اختفت البسمة من وجهه، وتهجمت معالمه بشدة، يدير رأسه بعيدًا عنها يجيب باقتضاب مفاجئ غريب:
_ حادثة حصلت في الطريق وجه دم عليا.
كلماته واهية مبهمة، لا تحمل إجابة دقيقة لسؤالها ولكن تغيّر حالته بتلك الطريقة المفاجئة جعلتها تتجنب سؤاله مرة أخر لمعرفة التفاصيل، تحركت تغلق الباب لتكمل ما تفعله، بينما نظر لها غفران بألمٍ طغى على ملامحه، ينظر ليديه المرتجفتان ثم همس بنفسه:
_ سامحيني يا فاطمة.
*************
( وفاة الوزير كامل نور الدين بطريقة وحشية من سفاح بشري بين الشعب)
انتفض من مكانه ما أن رأى تلك الجملة يشعر بصدمةٍ مما مر أمام حدقتيه، نظر لهاتفه الذي بدأ بالاتصال كثيرًا، فأسرع يجيب سريعًا يردد بعدما استمع للسؤال:
_ أيوة لسه قارئ الخبر واتصدمت… أنت اتجننت أقتله ازاي أنا ظابط بحمي الشعب مش جزار متخفي في قناع الشرطى… هنزل القاهرة خلاص عرفت انهم هيخدوني عشان هيشكوا فيا.
أغلق مع صديقه يزفر باختناق، ثم حاول الاتصال بغفران ولكنه فشل مرة أخرى ليلقي الهاتف على الأريكة يندفع لغرفته متمتمًا بعصبية:
_ دا وقتك تختفي.
أعد حقيبته على عجلة وهبط من المنزل سريعًا، يتحرك باتجاه القطار الموجه للقاهرة، يفكر فيما حدث فإن قُتل كامل نور الدين فمن الذي ضرب تلك الفتاة وفعل بها كل هذا؟
*************
_ أيوة أنا قتلت أحمد يا ماما عشان يسيب فاطمة وهي تتسجن وأنا أموت نفسي ونكون سوا وهي لاء… سبيني بقى… سيبني أموت نفســـــــي.
صرخت بتلك الكلمات وسط دموعها، تحاول تحرك يديها المربوطتان بالسرير، تأملتها والدتها بقلبٍ منفطر، تردف برجاء:
_ يا بنتي أبوس ايدك فوقي من اللي أنتِ فيه كفاية أبوكي اللي راح مننا بالطريقة دي.
لم تستجب لها، تحاول فك قيد يديها المربوطتان بعد محاولة الثانية للانتحار، تصرخ برغبتها للذهاب إلى أحمد، ارتفع رنين الجرس الباب، فأسرعت منيرة نحو الباب، ليدلف إليها الطبيب وممرضته فهو يعلم وجهته جيدًا فتلك ليست المرة الأولى، أشار لتلك الممرضة بعينيه، وسرعان ما فهمت ما أرده فقامت بتثبيت ذراع سُهى جيدًا ثم قام الطبيب بحقنها ببعض المواد المهدئة كي تغفو ولا تصدر صوتًا، ارتخى جسد سُهى وغفت سريعًا بينما نظر لها الطبيب قائلًا بعملية:
_ الأفضل أنها تيجي المستشفى يا مدام منيرة حالتها بتزيد سوء.
مسحت دموعها التي تزداد غزارة، تردف بنبرة متألمة:
_ أخد عزا والدها والدنيا تهدى وهجيبها بنفسي يا دكتور بس اتمنى محدش يعرف أنت عارف الموضوع حساس ازاي.
أومأ الطبيب حاملًا حقيبته، يغادر من الشقة بهدوءٍ مما أتى، بينما وقفت منيرة تنظر لسُهى بعدما ملأت الهالات السوداء وجهها، يديها الممتلئ بجروح كثيرة، جسدها الهزيل للغاية، ثم همست بصوتٍ باكي:
_ ليه يا سُهى تعملي فينا كده… ليه يا بنتي تبهدليني وتبهدلي نفسك عشان واحد مختركيش.
************
صعد لمكتب اللواء بخطواتٍ متعجلة، يفكر كثيرًا فيما حدث، وقف أمام العسكري الذي أدى التحية ثم دلف للمكتب ليخبر اللواء أسعد فما كانت إلا دقيقة واحدة وأتى العسكري يخبره بالدخول، وقف أمامه باحترامٍ يردد بنبرة هادئة:
_ تحت أمرك يا سيادة اللوا.
نظر له أسعد ذو ملامح حادة، شعره الممزوج بالأسود والأبيض، عينيه الفحميتان للغاية، حرك شفتيه الغليظتان متمتمًا بسؤالٍ واحد:
_ كامل نور الدين اتقتل يا عاصم تعرف ليه؟
نفى سؤاله باجابة واضحة:
_ لا يا سيادة اللوا معنديش علم بالسبب.
علق ساخرًا ببعض الكلمات المتهكمة:
_ هو مش برضو اللي نقلك من هنا وخسرك ترقيتك اللي هتاخدها ولا بتهيألي؟
أخذ عاصم نفسًا ثم أخرجه بتمهل ليضبط أنفعاله، ثم قال بجدية:
_ في التوقيت دا كنت في المستشفى مع بنت لقيتها مرمية قدام بيتي ومضروبة النار واتعرضت لاعتداء بالضرب عنيف وشكيت ان المجني عليه كامل نور الدين هو اللي بعتها كرسالة تهديد ليا ولكن النهاردة اتفاجأت بخبر قتله.
استمع لكلماته باهتمامٍ، إذا وجد عاصم جثة تلك الفتاة فمن المحتمل أن يكون كامل ولكنه توفى أيضًا بطريقة بشعة، فمن سيكون خلف كل تلك الجرائم، تنهد أسعد بضيقٍ متمتمًا:
_ كان لزمًا اسألك يا عاصم عشان الشك هيدور حوليك أنت بس بما أنك عندك دليل قطعي فكده في متهم سفاح برة ولزمًا نجيبه.
نظر له عاصم قليلًا يدقق بانفعالاته كي يخبره برغبته وما ان شعر بقبوله للطلب حتى هتف بجدية:
_ لو ينفع أخد القضية دي يا فندم… لأن كده في طرف في القضية بتاعت فاطمة وهو نفسه في قضية كامل نور الدين واحتمال منفذش طلب ليه فقتله أو بيعاقبه.
صمت أسعد قليلًا يفكر بتدقيق في حديثه ثم قال بزفيرٍ عالي:
_ ماشي يا عاصم اتولى أنت القضية دي بس أعمل حسابك ان المجرم لزمًا يظهر بدري لأنه سابقنا بخطوات واحنا مش عارفين بيفكر ازاي.
اومأ عاصم بايجابية، ثم أدى تحيته وغادر من المكتب بل من المبنى بأكمله يعود لمنزله فقد اشتاق إلى والدتها بشدة، دلف لسيارته وقام بإشعال المحرك ولكن أتاه اتصال من الطبيب الخاص بتلك الفتاة المجهولة، اجابه سريعًا:
_ ايوة يا دكتور في جديد؟
_ الأنسة صحيت بس ساكتة خالص عكس المرة اللي فاتت… حضرتك مش هتاجي عشان تعرف تفاصيل الحادثة منها؟
زفر عاصم بعدما سمع كلمات الطبيب، فمن الصعب أن يذهب إليها كل تلك المسافة ثم يعود، أردف بتفكيرٍ:
_ هو ينفع تتنقل لمستشفى في القاهرة؟
صمت الطبيب قليلًا، ثم قال بتردد:
_ هو ينفع بس تكاليف النقل و…
_ هتحملها أنا بس تتنقل القاهرة لأني فيها حاليًا وصعب أرجع وفي قضية شغالة وهحتاج شهادتك والأنسة هنا في القاهرة.
أجابه بهدوءٍ بعدما فطن سؤاله عن التكاليف، ليجيبه الطبيب براحةٍ:
_ مفيش مشاكل.. هنتظر تلت أيام الجروح تخف شوية وتتنقل معانا للقاهرة أعرف صديق ليا في مستشفى كويسة في النزهة هبعتها هناك.
وافق عاصم وأنهى تلك المكالمة وانطلق بالسيارة عائدًا إلى منزله من جديد ولكن عقله منشغل بما تحويه تلك القضية فهي مفاجئة للجميع!
************
دلف إلى غرفتها بعدما أخبره الطبيب بانتقالها لغرفة عادية، يجلس على مقعد بجوار السرير، أمسك بكفها بهدوءٍ، ولكن انتفضت هي بذعرٍ تنظر له خاشيةً من أن يكون هذا الذئب المخيف، هدأت نظراتها ما أن رأت جبران ولكن لا تعلم بأن تلك الحركة كفيلة بصنع جرحٍ غائر يحرق قلبه، أغرورقت عينيها بالدموع للغاية، تنظر له بألمٍ قائلة:
_ وشي بيوجعني يا جبران.
رفع كفها ببطءٍ يقبله بحنوٍ بالغ، ثم قال بحنانٍ أبدع بإظهاره:
_ حقك عليا يا حبيبة جبران… هبعت للدكتور يجي يدكي مسكن المهم متتوجعيش تاني… واخد قرار في حاجة تخصنا.
نظرت له باهتمام استطاع جذبه، ليسترسل ببسمة حنونة مقبلًا كفها مرة أخرى:
_ هنعيش في القاهرة عند عمتي ناهد بدل البيت بتاع البلد إيه رأيك وناخد ملك وعامر معانا.
أدمعت عينيها بدموعٍ، تشعر بالراحة لإبتعادها عن ذلك المكان الذي رأت به مأساة لن ولم تستطع نسيانها، مد جبران كفه لها يمسح على خصلات شعرها بحنانٍ هامسٍ:
_ يلا نامي يا يقين وأنا هفضل جنبك مش هسيبك.
اومأت برأسها ببسمة متعبة على محياها، ثم أغمضت عينيها بإرهاق واضح تغفو في ثُبات عميق بينما تأملها جبران بألمٍ ظاهر يقسم بداخله أنه سينتقم منهم جميعًا ولكن سينتظر أن تغفو.
*************
قررت فتح التلفاز بعدما أنهت عملها بالمطبخ، تجلس بالردهة بعيدًا عن غفران بعدما رفض التحدث معها بعد سؤالها له، ضغطت على زر التشغيل ولكن صدمت من شريط بأسفل الشاشة يعلن عن وفاة والد صديقتها، انتفضت من مكانها تتحرك نحو الغرفة الخاصة بهما، تدلف سريعًا مما جعل غفران يغلق هاتفه بقلقٍ واضح، يردف متسائلًا:
_ داخلة كده ليه؟
_ كامل نور الدين مات يا غفران؟
ضيق غفران حدقتيه قليلًا متمتمًا:
_ تعرفيه؟
وجدت هاتفها بعد عملية بحث صغيرة، تجيبه وهي تحاول الحصول على رقم صديقتها لتتصل بها:
_ لاء بس بيكون والد صحبتي سُهى وعايزة اطمن عليها.
ابتسم ساخرًا عليها ثم قال بغموضٍ:
_ مش هترد عليكي ريحي نفسك يا فاطمة.
تعجبت من حديثه ولكنها وضعت سماعة الهاتف على أذنها لتجد الهاتف مغلق بالفعل، حدقت به بتعجب قائلة:
_ عرفت منين؟
_ واحدة والدها متوفي هتفتح تلفونها في نفس اليوم؟
لديه دهاء في الإجابة ولكن شعرت بأن تلك الإجابة ليست حقيقية، عينيه تخفيان شيء، رددت بحيرة وهي تعمق من النظر بحدقتي غفران:
_ أنت مخبي عليا حاجة يا غفران… عينيك في حاجة مخبيها وخايف منها؟
ازدادت ضربات قلبه عنفًا ولكن يجب أن يسيطر عليها أمامها، ابتسم ابتسامة باهتة تكاد تُرى ثم قال:
_ مفيش يا فاطمة… مفيش حاجة.
زفرت بيأسٍ من أن يجيب على سؤالها، ثم خطر ببالها سؤالٍ أخر لتردف بتعجب:
_ صح أنت مقولتليش لحد دلوقتي أحنا فين يا غفران ومبتخلنيش أنزل ولا حتى أشوف الشارع؟
نظر لها قليلًا، يشعر بضيق أنفاسه من كثرة الاسئلة، ولكن تمالك نفسه سريعًا مجيبًا بحزنٍ زائف:
_ سؤال معناه يا زهقتي يا خايفة مني يا فاطمة؟
نعم استغل قدمه لكي تتراجع فاطمة عن السؤال، أسرعت تستجيب لخدعته:
_ لا لا أبدًا بس مستغربة أنك مقولتش حاجة ولا خرجتني.
أغمض غفران حدقتيه بهدوءٍ يردف بما يعتري قلبه:
_ مش قادر أخرج معاكي لأني لسه مش عارف هتقبل نظرة الناس ليا وأنا معاكي ومش هيقولوا خسارة فيها ولا لاء يا فاطمة.
كتمت شهقتها بصعوبةٍ، تنظر له بعتابٍ واضح، تتقدم من الفراش لتجلس عليه قائلة بعتابٍ طفيف:
_ وأنت يهمك رأي الناس ولا رأي؟
فتح حدقتيه ما أن شعر بها جواره، ليبتسم لها مجيبًا:
_ أكيد رأيك.
أمسكت كفه قائلة بحبٍ:
_ وأنا مش شايفة غيرك يا غفران.
زالت برودة قلبه بعدما هاجمها عاصفة كأنها من عواصف شهر أمشير، يبادلها تلك البسمة الدافئة، ثم قال بحبٍ:
_ بتعملي إيه؟
مطت شفتيها كالأطفال تجيبه بعبوس:
_ كنت لسه فاتحة ولقيت الخبر فمش عارفة بقى أتفرج على ايه؟
حرك قدميه ليهبط من الفراش قائلًا بتشجيع:
_ طب تعالي… معايا فيلم جديد أكشن هيعجبك على الفلاشة نتفرج عليه سوا.
صفقت بيدها بحماسٍ واضح وانطلقت معه تمسك بيده كما اعتدت يضع الفلاشة بالشاشة التلفاز ثم جلسا سويًا يحاوطها بذراعه كما أحب أن يفعل، لتستند برأسها على صدره ويشاهدانا ذلك الفيلم بشغفٍ، ولكن عقله منشغل بما حدث وانتشار خبر وفاة كامل نور الدين، فماذا سيكون ردة فعل الجميع إن كُشف!
***********
دلف إلى المنزل بخطواتٍ بطيئة، يشعر بضيقٍ كلما دلف إليه، ولكن سرعات ما علا ثغره بسمة متهكمة من رؤيتهما يجلسان على الأريكة بتوتر، هتف بتصفق حار:
_ لا براڤو عليكم فخور بيكم وأنتم بتساعدوا أخوكم ينهش في لحمي وشرفي.
انتفضت كلتا الفتاتان بخوفٍ ما أن رأه يدلف، وما أن حاولت أميرة التحدث حتى رفع كفه يوقفها عن الحديث قائلًا:
_ مسمعش صوتك عشان كل حرف هيخرج منك بعلقة متقوميش منها أنتِ فاهمة.
أغلقت فمها سريعًا بعد تهديده الصريح والذي يظهر أنه سينفذه، ردد جبرن باشمئزاز قائلًا:
_ هتروحي أنتِ واختك وتلموا هدومكم وتطلعوا برة البيت مش عايز أشوف المناظر دي في بيتنا.
رفعت هناء حاجبها باستنكار، نعم تخافه ولكن لن تقبل طريقته، لتردف ببرودٍ زائف:
_ مش هتحرك إلا بأخويا…
قاطعها عندما بصق كلماتًا أخافت الاثنتان للغاية:
_ دا واحد**** وانسيه خالص لإني مش هسيبه غير وأنا متأكد أنه ميت.
ارتجف جسدهما رهبة مما قاله، يتراجعان للخلف بخطواتٍ سريعة حتى انطلق للغرفة، بينما ابتسم جبران ساخرًا متمتمًا بتهكم:
_ لا وال*** في دمكم كمان.
استدار يمسك بهاتفه بعدما علا اتصاله، يجيب ببسمة لا تنم على خير، وما أن أتته الإجابة حتى شعر براحةٍ تحتل قلبه، لن يتنازل عن حق يقين أبدًا ولكن ما الذي فعله بـ نادر؟
************
طرقت بالباب بهدوءٍ، تدلف لمكتبه بحذرٍ بعدما أخبرها أنها ليس لها صفة بنسبة له، وقفت أمامه تضع بعض الأوراق قائلة بهدوءٍ ولكن ذات وجه شاحب للغاية:
_ دا ورق اللي حضرتك طلبته في أي حاجة تانية؟
نظر لشحوب وجهها وشعر بالشفقة لما تمر به، ولكن لم يتوقع أن تصبح تلك نهاية قصتهما، أمسك بالأوراق ينظر لها بمراجعة سريعة ثم قال بهدوءٍ:
_ لاء.
كادت أن تستدير ولكن اوقفها صوت القلق عليها:
_ أنتِ مكلتيش من الصبح صح؟
استدارت تنظر لسؤاله الأحمق، ثم أدمعت عينيها بألمٍ واضح قائلة:
_ خايف على أكلي ومخوفتش على قلبي وأنت بترميه يتكسر ألف حتة!
تأمل ذلك الألم بحدقتيها ثم عاد بنظره إلى الأوراق، بينما سالت دموع سيليا بألمٍ مغادرة الغرفة بأكملها، ولكن عقلها يكاد يجن من عدم معرفتها لسبب رفضه لها وأخبارها أنها ليست سوا موظفة بشركته!
**********
جلس على مقعد يمسك بأوراق تلك القضية المُعقدة، ثم طرق على بابه عسكري يحضره له ملف تفريغ الكاميرات الخاصة بالمنطقة، أمسك به ليفتحه سريعًا ثم أمسك بالفلاشة ووضعها بالجهاز الحاسوب، ظل يتابع المشهد حتى انتفض من مكانه يرى غفران يجثو بجوار كامل نور الدين!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وبالحب اهتديت)
رواية رائعة
طويلة بس ممتعة
شدتني شخصية فاطمة
فيها غموض وترقب للأحداث
بتيجي عند أكثر مقطع مؤثر وبتقطعو السرد
شاكة أنه مو فاطمة يلي قتلت خطيبها بالخطأ يمكن سهى ؟