روايات

رواية هل الضربة قاضية الفصل السابع 7 بقلم نهال عبدالواحد

رواية هل الضربة قاضية الفصل السابع 7 بقلم نهال عبدالواحد

رواية هل الضربة قاضية البارت السابع

رواية هل الضربة قاضية الجزء السابع

هل الضربة قاضية
هل الضربة قاضية

رواية هل الضربة قاضية الحلقة السابعة

انتهت حبيبة من حمامها، ارتدت ملابسها ووقفت أمام المرآة تصفف شعرها بهدوء وهي جامعة خصل شعرها الطويل على إحدى جانبيها، تمشطه وعيناها شاردة بعض الشيء؛ لا زالت تسيطر عليها تلك المعضلة، الشقة والسكن.
تنهدت وهي تغمض عينيها ثم أخذت نفسًا عميقًا، وبعده جمعت شعرها للخلف بمشبك شعر، جمعت أشياءها في حقيبتها، عدّلت هيئتها ثم خرجت.
وبينما هي تخرج كان رياض خرج من الباب المقابل لها، سارت بضع خطوات ثم توقفت والتفتت نحوه وهي تضيق عينيها قائلة: كنت بتتمرن فين؟
فأجابها بوجهٍ مبتسم: أنا أصلًا بروح جيم.
فأومأت برأسها نافية قائلة: مش ده قصدي، مستواك بيقول إن دي مش أول مرة تلعب بوكس.
فأجابها بنبرة عادية: من زمان لعبت فترة، كنت ناوي أدخل الكلية الحربية أو شرطة وبعد كده ما قبلتش زي معظم اللي بيتقدموا، فوقّفت.
فضمت ساعديها أمام صدرها قائلة: وإيه اللي فكرك بالتمرين تاني؟!
فأجاب ببعض الاستخفاف: يعني، تقدري تقولي طأت ف دماغي.
فأومأت برأسها في عدم تصديق، ثم وقفت تفتح حقيبتها ويبدو عليها تبحث عن شيءٍ ما.
لم تكن تنتبه لتلك العينين المحملقتين فيها، ليس فقط الآن بل منذ أن ظهرت أمامه من الباب المقابل له، بدا وجهها بعد الحمام صافيًا لأقصى درجة، لا زال تائهًا في رحلة بحثه عن هوية لون عينيها بالتحديد، لكنه لاحظ بعض النمش على وجنتيها، كم هو رائع حقًا! وأيضًا لمح هذه العروق الخضراء على جانبي جبهتها وطول ذراعيها ويديها، فكأن بشرتها ليست شديدة البياض فحسب بل أيضًا شفافة!
كما لاحظ جمال رسمة عظمة ترقوتها التي ظهرت من فتحة ملابسها وجمال عنقها الطويل، كم تمنى لو يدفن وجهه فيه مثلما تكون في منامه، لكنه كلما همّ بتقبيل تلك العنق الرائعة شديدة البياض وجد نفسه وقد استيقظ! أيضًا كلما همّ بتقبيل هذه الشفاه الكرزية وجد نفسه وقد استيقظ!
فهو لا ينالها في صحوه ولا حتى في منامه، لكنها تبدوان شهيتان للغاية وشديدتا الحمرة رغم عدم دهانهما بطلاء شفاه.
يا ويلتك يا رياض! ستهلك حتمًا بسبب أفكارك المنحرفة هذه، احترس! فلو علمت الآن لأين تذهب عيناك ولأين يذهب فكرك، ربما لم يتبقى لك جسدًا ليُنقل إلى المشفى!
كان شاردًا فيها خلال تلك اللحظات؛ يعاني من جمالها و قربها أيضًا، لكن ما أن تصور أنها يمكن أن تقرأ أفكاره حتى حرّك رأسه نافيًا بشدة مغمضًا عينيه ضاغطًا بإصبعيه على أعلى أنفه قائلًا بصوتٍ مسموع: لا لا لا لا…
فانتبهت لصوت كلماته ورفعت ناظريها إليه فرأت حالته فتفاجأت بذلك وانزعجت وقالت مشفقة: مالك بس! عارفة إن شديت عليك ف التمرين بس والله سرحت وما اخدتش بالي!
ففتح عيناه ونظر لها ببلاهة لا يستوعب الموقف؛ فخشيت عليه أكثر وأمسكت بساعده وذراعه وتحركت به لأقرب مقعد قائلة: تعالى بس، اقعد وارتاح، شكلك جالك هبوط، حقيقي آسفة!
إهدئي يا حبيبة مع من تتحدثين؟! لقد قُطعت كل وصلات التواصل بالعالم الخارجي من حوله، هو الآن خارج نطاق الخدمة! لكنها أمسكت برسغه تتحسس نبضه وبيدها الأخرى تتلمس جبهته لتستكشف درجة حرارته.
هذا كثير يا فتاة! ماذا تفعلي؟ اتركي الرجل وشأنه! أنت لا تدركي أبعاد هذا القرب ولا ذلك الذي تفعليه مصحوبًا بكل تلك الشفقة، لقد ذهب عقل الرجل في رحلة بلا عودة!
فلا زال على وجومه وبلا حراك، هو فقط يفتح ويغلق عينيه ليتأكد إن كان منامًا أم واقعًا، لكنها لم تفهم سوى أنه يعاني بسببها، ففتحت حقيبتها، وضعت بعض من عطرها ومسحت بأطراف أصابعها الناعمة حول أنفه.
لكن لا سبيل ليستعيد وعيه الآن، بل إنك تدفعين به ليغوص أكثر في أوهامه وتهيؤاته!
فقالت بخوف: يا أخي فوق الله لا يسيئك! والله ما كنت أقصد!
يبدو أنه قد حدثت المعجزة وبدأ رياض يستعيد رشده أخيرًا، رجاءً لا تسبوه والتمسوا له العذر؛ فقد حدث خلل داخل عقله وجاري التعديل.
بدأ يقول بصوتٍ مختنق: أنا كويس، مفيش حاجة.
لكنها حبيبة فتحت حقيبتها وأخرجت منها زجاجة بلاستيكية صغيرة وقدمتها له قائلة: أشرب شوية، ده زبادي بالعسل والشوفان، هيديك طاقة.
آه لو تعلمي سر حالته لقدمتي إليه سم فئران على أقل تقدير، لكنها صاحت بملء صوتها: كابتن إبراهيم! كابتن إبراهيم!
فجاء ذلك الشخص الذي كان معه منذ البداية وقام بتعريفه عليها مسرعًا في خطاه متسائلًا: في إيه يا بيبو؟
فقالت بخوف: تعالى شوف ماله ده! داخ مني ومش عايز يفوق.
فقهقه الرجل وقال: أقل واجب بعد ما سحلتيه.
فقالت بنبرة نادمة: والله ما أقصد! أنا بس سرحت، يا أخينا إنت فوق ما تشيلنيش ذنبك.
فأجابها بهدوء: ما جراش حاجة أنا كويس.
فألحت عليه في تقديم مشروب الزبادي ثم قالت وهي تنظر إلى ساعتها: طب إشرب ده عشان تفوق، وخليك ما تتحركش ولا تسوق طول ما انت كده، معلش سامحيني مضطرة أمشي، أصل الشيفت بتاعي هيبدأ الساعة تلاتة.
ثم وجهت حديثها للمدرّب الكبير: معلش يا كابتن إبراهيم مضطرة أمشي، حضرتك عارف.
فأجابها: ماشي يا بنتي روحي إنت وأنا معاه.
فقالت مبتسمة وهي توجه حديثها لرياض: خلي بالك من نفسك، وما تسوقش غير لما تفوق يلا سلام!
وغادرت مسرعة وهي كل لحظة تنظر إلى ساعتها، بعدها عاد رياض أخيرًا لطبيعته، فأسرع إليه إبراهيم: بآيت أحسن!
فأومأ رياض: أنا والله كويس!
– طب اشرب وما تكابرش.
ثم قال له: والله هي طيبة! بس ظروفها صعبة شويتين، هي مش قصدها تشد التمرين عليك للدرجة دي.
– ما جراش حاجة، أنا كويس هي بس كبرت الموضوع.
نترك رياض مع ليلته هذه حيث تشنجت عضلات جسده بالكامل وآلمته بشدة من أثر تلك التمارين العنيفة لدرجة لم تمكنه من النهوض من الفراش مع التأوه باستمرار.
ظل رياض في البيت عدة أيام لا يخرج ولا حتى إلى عمله، وبالطبع قد جاءه إيهاب ليجده في حالته تلك وقد أنهكت كل عضلاته.
فقهقه بملء صوته قائلًا: كتك خيبة فضحتنا، كل ده عشان حتة تمرين أعمي!
فقال رياض بتأفف: يا بني بقولك سحلتني وهدت حيلي ف التمرين.
فقال إيهاب ولا زال متهكمًا: وإيه اللي فكرك بالملاكمة؟!
فقال بنفاذ صبر: يا أخي طأت ف دماغي.
فقهقه مجددًا وقال: يبقي إشرب يا حلو.
مرت عدة أيام ولم يجئ رياض إلى التمرين في أيٍ من مواعيده، كما لم يجئ حتى في ذلك المحل مكان عملها.
و ذات يوم جاء رياض وإيهاب إلى المطعم، جلسا على إحدى الطاولات، وما أن لمحتهما حبيبة حتى أسرعت نحوهما حاملة دفترين من قوائم المأكولات والمشروبات.
اقتربت حبيبة مقدمة الدفترين وقد صفقتهما على الطاولة أمام رياض تحديدًا وقالت بابتسامة مصطنعة: مساء الخير يا فندم.
بالطبع انتفض رياض و إيهاب فصاح إيهاب باستنكار: جرى إيه يا آنسة! دي طريقة دي!
فتجاهلته وقالت موجهة حديثها لرياض: ما حدش شافك من يوميها يعني!
فأجابها رياض متلعثمًا: معلش كان ورايا شوية حاجات كده.
لكن إيهاب تابع الموقف بخبث قائلًا مقهقهًا: الحاجات دي عبارة عن تمرين راحه وعدمه العافية.
فأجابت باستهزاء: ما كانش شوية هبوط ده !
فأكمل إيهاب : هبوط إيه! ده كان مدغدغ، أصله راح يتمرن ملاكمة ووقعه حظه ف حتة كابتن مدعوءة سحلته وطلعت البلا على جتته.
فركله رياض بقدمه من أسفل الطاولة، فقهقه إيهاب قائلًا: إيه قولت حاجة غلط!
فقالت حبيبة بتهكمٍ ممزوجًا بالغضب: وانت ما روحتش ليه معاه عند المدعوءة دي؟!
فقال: لا مليش ف القصص دي.
– ليه؟! ده حتى جسمك يساعدك علي اللعبة وهيفرق معاك على فكرة.
فقال بتهكم: يا شيخة بلا هم، ناقصين عاهات إحنا.
فقال رياض ضاحكًا: إيهاب، أعرفك، كابتن حبيبة القاضي، بطلة مصر وأفريقيا في الملاكمة.
فوجم إيهاب فارغًا فاه وتمتم وهمهم ثم تلمس وجنتيه برفق ليتأكد من سلامة وجهه وأن كل ملامحه في مكانها وتتمتع بكامل صحتها.
“”””””

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل الضربة قاضية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى