رواية هل الضربة قاضية الفصل الثلاثون 30 بقلم نهال عبدالواحد
رواية هل الضربة قاضية البارت الثلاثون
رواية هل الضربة قاضية الجزء الثلاثون

رواية هل الضربة قاضية الحلقة الثلاثون
شردت حبيبة قليلًا ثم قالت بتوتر: رياض في موضوع مهم لازم تعرفه.
فأجابها بقلق: خير!
فقالت بتردد: أنا طلع عندي أخ…
فتصنّع الدهشة وأظهر الوجوم وقال: أخ!
فأومأت برأسها وأكملت: وجالي وقابلته.
فتصنّع التساؤل: طب ووالدك، عايش!
فأجابت بعدم اكتراث: أيوة كان معاه… بس…
وسكتت…
كان بادٍ عليها توتر شديد وبدأت تشرد في شيءٍ ما ورياض متابعًا تقلّباتها، فأمسك بيديها لتهدأ، جذبها وأجلسها على كرسي كان على مقربةٍ منهما، وبدأ يربت على يديها وهمس: إهدي يا حبيبة، إهدي…
هدأت قليلاً ثم بدأت تحكي له كل ما حدث وقد بدأ يخالطها بكاء شديد حتى عندما انتهت من حكايتها بكت بشدة، فأخذ يربت على يديها قائلًا: إهدي يا بيبو، إهدي يا قلبي، وهو طلع مظلوم ف الآخر، مالك بأه!
فأجابت بصوتها المتحشرج بالبكاء: ما دي المشكلة! بعد كل الكره اللي كرهتهوله طلع برئ! طلع مظلوم! طلع ما يستحقش كل الكره ده! طلع بيعاني وتعبان من سنين! وبرضو مش قادرة أنسى ولا أسامح!
وتابعت بكاءها، فانحنى مقبّلًا يديها لتسري قشعريرة في بدنها لم تكن مستعدة لها الآن ثم ابتسم وقال: إنتِ قلبك طيب وهتسامحيه، بس هتاخدي شوية وقت… أو….
فسكت…
فتساءلت بريبة: أو إيه؟!
فأجابها بتردد: أو حد يساعدك تسامحيه.
فتساءلت مرة أخرى: حد مين ده؟!
فسكت قليلًا كأنما يبحث عن الكلام، ثم قال: بصي يا حبيبة، ربنا لما خلق البشر خلقهم مختلفين، مش بس في الشكل والملامح والطباع، لكن مختلفين كمان في قوة التحمل، يعني اللي تتحمليه إنتِ ممكن أنا ما أقدرش عليه، واللي أتحمله أنا يمكن يكون مستحيل حتى تقبليه، وفي نفس الوقت ده ما يعيبش حد، والاختلاف ده موجود عشان كل واحد يكمّل التاني لو يقدر.
– ولو مقدرش!
– في ناس متخصصة وشغلتها تقوي الناس دي وتعلمهم إزاي يخوضوا حياتهم ويتخطوا مشاكلهم وصدماتهم بشكل أفضل.
فاتسعت عيناها قائلة: إنت شايفني مجنونة!
فأجاب بصوتٍ حنون: لا ياقلبي، إنتِ حبيبتي وعمري كله، بس كل الحكاية إن المتخصص ده هيسمعك بودن تانية غير ودني وهيقدر يساعدك وينصحك النصيحة المناسبة ليكِ، ممكن أنا أنصحك بشكل خاطئ وأبوظ الدنيا، ما النصيحة برضو لها فن.
فنظرت إليه ولم تعقب فأكمل قائلًا: وبعدين الأول كنت هخلص المحل والافتتاح وأجهز شقتي ونتجوز، لكن دلوقتي إنتِ ليكِ أهل، أولياء أمورك اللي لازم أخطبك منهم وهم يوافقوا، وده طبعًا لازم عشان يحصل تكون كل الأمور بينكم تمام، وهتكون تمام بعون الله.
ثم أمسك بيدها مرة أخرى وقبّلها.
عادت حبيبة إلى البيت وعلى وجهها أثر ابتسامة وسعادة ظاهرة مثلما أيضًا يظهر على عينيها أثار البكاء.
دخلت حبيبة الشقة فوجدت هاجر أمامها فابتسمت لها فوجمت هاجر قائلة: إده! مين حضرتك؟!
فأجابت بابتسامة هادئة: وده من إيه!
فاقتربت منها تجذبها من يدها حتى وقفت بها أمام المرآة وأمسكت بوجنتيها قائلة: إيه دول؟! كأنك بتبتسمي!
فعقدت حبيبة حاجبيها وقالت بتصنّع: يا عيني عليكِ مخك ضرب و لا إيه!
فابتسمت هاجر قائلة: معلش أصلي اتعودت على وشك وهو شراب مقلوب وعياطك ونكدك وهمك وغمك، لكن وش بيبتسم يبقى أكيد اتبدلتِ.
فقوّست شفتيها وقالت بتهكم: طب اسكتي بدل ما أخليكِ إنتِ اللي صاحبة الهم والغم…
فضحكت هاجر وقالت: لا يا ستي الطيب أحسن!
ففتحت حبيبة الكيس الذي كانت تحمله وأخرجت منه تلك الكنزة وأعطتها لهاجر قائلة: هه! إيه رأيك!
فاتسعت عينا هاجر من المفاجأة وأمسكت بالكنزة من يد حبيبة ووضعتها عليها أمام المرآة، ثم ابتسمت بسعادة بالغة وصاحت: دي تجنن! يا رب ما اتحرم منك يا بيبو يا قلبي!
فقالت لها: بصراحة أصلي روحت مع رياض نشوف المحل الجديد وإداني البلوزة بتاعاتك والفستان ده!
قالت الأخيرة وهي تريه لهاجر ، فابتسمت لها هاجر وقالت: مبروك عليكِ يا حبيبتي.
ثم تعانقتا، بعدها قالت هاجر ممازحة: مش تتخني شوية ونلبس مع بعض زي باقي خلق الله! دول مجرد نمرتين بس.
فقالت حبيبة: طب ما تخسي إنتِ أسهل.
فجحظت عينا هاجر وقالت باعتراض: خسي إنتِ أسهل! هي بالسهولة دي! وبعدين يا حبيبتي أنا عاجبة نفسي، الدور والباقي على خلة السنان اللي عمالة تخسي كل يوم والتاني لما عدمتِ.
فقالت بتفاخر: بس عاجبة رياض ومالكيش فيه.
فضيقت هاجر عينيها ثم قالت بمكر: واشمعنى رياض! هو في إيه بالظبط؟!
فزاغ بصر حبيبة بعض الشيء ثم قالت بتردد: هيكون في إيه يعني! كل خير طبعًا.
فاقتربت منها هاجر ولا زالت تنظر إليها مباشرةً ثم قالت: حبيبة، في حاجة هنا ؟!
قالت الأخيرة و هي تشير إلى قلبها، فابتسمت حبيبة وتوردت وجنتيها ثم أومأت برأسها، فتعانقتا من جديد بسعادة.
ويجئ يوم إفتتاح المحل الجديد لرياض، و هاهي هاجر تنتظر حبيبة ذهابًا وإيابًا مرتدية هذه الكنزة الجديدة على بنطال أسود وتاركة لشعرها الحالك العنان واضعة القليل من مساحيق التجميل.
وأخيرًا فتحت حبيبة الباب، خرجت من حجرتها مرتدية ذلك الفستان الرمادي الذي قد اختاره لها رياض لكن ارتدت أسفله جورب نسائي شفاف من اللون الرمادي، وتركت لشعرها العنان متموجةً خصلاتها قليلًا محددة أعلى عينيها بمحدد العيون مع لون هادئٍ لطلاء الشفاه.
خرجت حبيبة من حجرتها تتغنج في مشيتها على غير العادة ثم وقفت أمام المرآة ولا زالت تعدل نفسها و هاجر تراقبها بدهشة.
ثم قالت: كل ده تأخير! دايمًا كنت أنا اللي بتأخر! دلوقتي إنتِ اللي بتتأخري!
فقالت لها وهي لا تزال تنظر إلى نفسها في المرآة: تفتكري شكلي حلو؟ هعجب رياض يعني؟!
فأجابت هاجر: خلي المراية تجاوبك و يلا عشان إتأخرنا.
فاضطرت حبيبة للمغادرة مع هاجر حتى وصلتا إلى هناك، دخلتا المول، كانتا تتلفتان من حولهما، فتساءلت حبيبة: بقولك يا هاجر.
فأجابت بضجر: قولي.
فتساءلت حبيبة نفس السؤال للمرة المائة والخمسين: شكلي حلو! هعجب رياض؟!
فتأففت هاجر وصاحت: يا شيخة زهقتيني! إنتِ مش وش خروج! كنتِ لبستِ الجينز وأي تي شيرت وريحتِ نفسك وريحتينا.
وفجأة رن هاتف حبيبة، وكان وقتها رياض واقفًا منتظرًا حبيبة على أحرّ من الجمر وهاهو تأفف واتصل بها لكنه قد سمع صوت رنات هاتفها…
أخرجت حبيبة هاتفها فوجدته رياض وقبل أن تجيب على الاتصال كان قد سكت ثم تزحلق منها الهاتف أرضًا.
ما أن سمع رياض صوت هاتف حبيبة حتى أخذ يتلفت في اتجاه مصدر الصوت فرأى هاجر وكانت حبيبة منحنية خلف هاجر تحضر هاتفها.
فقال وهو يقترب: دي مواعيد دي! يعني ينفع كده!
ده بدل ما…
وقاطع كلماته وقوف حبيبة فظهرت من خلف هاجر، فوجم رياض كأنه قد ابتلع لسانه!
كان رياض يقترب في خطواتٍ ثابتة نحو حبيبة المبتسمة، بل الرائعة، بل شديدة الروعة.
وصل رياض أمام حبيبة تمامًا، ظل يتأمل كل إنشٍ فيها بإعجابٍ شديد، وعيناه تشع عشقًا واشتياقًا.
مد يده يصافحها فطال السلام والمصافحة وعيناهما متعانقةً وتحكي كل منهما ما وجدتاه في بعادها.
فابتسمت حبيبة وقالت: كنت بتقول إيه بأه!
فابتسم هو الآخر وهمّ أن يحكي ما حدث، لكنه تيبس فجأة كأنه قد نسي الكلام، ثم قال: أنا… إيه!
فضحكت وضحك هو الآخر ثم قال: أصلك إتأخرتي عليّ أوي -ثم همس- وحشتيني.
همس بها وانحنى مقبّلًا يدها، فتنحنحت هاجر وقالت: وبعدين! نحن هنا.
ثم اتجهوا إلى داخل المحل، استقبلتهما رباب بلقاءٍ حارٍّ ثم نادية بالداخل وقد تعانقت مع كل منهما بالفتاتين.
كان رياض سعيدًا بوجودها معه هذا اليوم الهام، فأمسك بيدها يجذبها خلفه وهو يريها كل جزء من حولها، لكن بينما كان واقفًا أمام حبيية يحدثها ناظرًا لها، لكنه فجأة قد طال بصره كأنه ينظر لأحدٍ يقف خلف حبيبة، وقد لاحظت حبيبة شرود نظراته هذه، فالتفت حبيبة لتنظر في موقع نظرات رياض لتتفاجأ بـ….
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل الضربة قاضية)