روايات

رواية هل الضربة قاضية الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم نهال عبدالواحد

رواية هل الضربة قاضية الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم نهال عبدالواحد

رواية هل الضربة قاضية البارت الثالث والأربعون

رواية هل الضربة قاضية الجزء الثالث والأربعون

هل الضربة قاضية
هل الضربة قاضية

رواية هل الضربة قاضية الحلقة الثالثة والأربعون

مر الحفل الهاديء بسلام والجميع سعداء سعادة من القلب، صعد العروسان إلى غرفة لهما داخل الفندق سيبيتان فيها وفي الغد موعد طائرتهما.
وصل العروسان إلى باب غرفتهما وفتح نبيل الغرفة بواسطة الكارت الخاص بالباب، ثم وضعه بالداخل وخرج يتيح لعروسه فرصة الدلوف للداخل.
حملت هاجر فستانها ودلفت إلى داخل الغرفة، ثم وقفت في منتصفها تتطلع لكل إنشٍ فيها بإعجاب.
كان تصميمها مائلًا إلى اللون الخشبي المتداخل سواء السرير أو خزانة الملابس حتى الصالون المصاحب كان نفس اللون مع تداخل للون القرمزي في كل الفراش، الستائر وسجادة في منتصف الغرفة مستديرة، وللجانب باب مشابه لباب خزانة الملابس نفس اللون والتصميم لكنه باب الحمام.
ظلت واقفة تشاهد ما حولها في بضع ثوانٍ حتى سمعت صوت غلق الباب، شعرت بدقات قلبها تتزايد وتختلط بتوتر، اضطراب وخجل وأشياء كثيرة متداخلة، فركت يديها بتوتر شديد حتى لمست خاتم زواجها من الذهب الأبيض المطعّم بفصوص الألماس، فنظرت إليه بابتسامة هادئة وهي تعبث فيه بأصابع يدها الأخرى.
تقدم نبيل مقتربًا منها حتى وقف أمامها فأمسك بيدها وقال: آسف لو كنت جبته لوحدي وعلى ذوقي، كان المفروض أجيب حاجة أحسن من كده وأعملك فرح يليق بيكِ، بس إنتِ عارفة ظروف جوازنا…
فقاطعته قائلة بسعادة ظاهرة: وأنا عمري ما خطر في بالي مجرد حلم حتى إن يتعملي فرح في فندق زي ده! ولا ألبس فستان زي ده! ولا أعيش من أساسه العيشة دي! أقولك كنت خلاص يئست إني ممكن أتجوز في يوم من الأيام.
فرفع أحد حاجبيه متعجبًا وقال: وده ليه إن شاء الله ؟! ده إنت يا دوب ثمانية وعشرين سنة!
فقالت: أنا عمر ما حد اتقدملي ولا أُعجب بيّ ولا حتى حاول يتعرف عليّ، لدرجة إني شكيت إن فيّ مشكلة!
فقهقه قائلًا: بأه هو ده السبب!
فأومأت برأسها، فابتسم بحبٍ وقال بنبرة عاشقة: طب أنا كنت هحب مين؟!
ثم تنهّد قائلًا: هاجر، ممكن تستحمليني خصوصًا الفترة دي، داخل حرب وأبواب النار كلها هتتفتح من كل اتجاه عايز أفضل مركز عشان أعرف الضربة هتجيلي منين! ومحتاج حد جنبي يدعمني ويتحملني ويتحمل تصرفاتي، خايف تضايقي أو تزعلى مني بسبب تصرف تحت تأثير ضغوط.
فأمسكت بيده وشددت في مسكتها ثم قالت: أنا! أنا جنبك أهو.
فاقترب منها وقبّل جبهتها بامتنان، لكن ازداد عمق قبلته بمجرد اقترابه، بل بدأ يفقد السيطرة على نفسه عندما استنشق عبير عطرها الذي أسره وشعر بارتعاشة يديها والتي سرت في سائر بدنها.
فابتعد قليلًا ناظرًا داخل عينيها فأخفضت عينيها لأسفل وتوردت وجنتيها فرفع وجهها بطرف إصبعه على ذقنها فنظرت إليه، فظل محملقًا في وجهها ثم أخذ نفسًا عميقًا وأغمض عينيه فأغمضت عينيها، فاقترب من خدها طبع عليه بضع قبلات متوزعة وهو يهبط برأسه حتى وصل لعنقها في قبلاتٍ متتالية وبدأ يشدد من مسكة خصرها ويزيد لهيبه بزيادة أنفاسها المتلاحقة التي تلامس عنقه، حتى شعر فجأة بقبلة خفيفة من شفتيها تلامس خده، فالتفت فجأة ناظرًا إليها فوجد ملامحها وقد تغيرت مرسلة إليه شفراتٍ فهم مغزاها فنظر لشفتيها والتهمهما فجأة في قبلة عميقة لا يدرك أحدهما كم مر من الوقت، ثم ابتعد قليلًا بأنفاسٍ لاهثة وهي أيضًا، شعرت بتورم شفتيها فتلمستهما بطرف لسانها فازداد لهيبه مرة أخرى واقترب بقبلاته الحارة ثانيًا ورابعًا وعاشرًا… لتكون لحظات ويغرقان في بحر عشقهما الخاص…
وفي الصباح الباكر فتحت صافي عينيها فوجدت نفسها عارية ملتحفة بغطاءٍ مع شخصٍ ما عارٍ هو الآخر، نظرت نحوه متفحصّة فتأكدت من كونه فادي، فشردت قليلًا في أحداث الليلة الماضية وكم كانت مثيرة فابتسمت نصف ابتسامة لعوب، ثم نهضت لملمت ملابسها وارتدتها، خرجت على أطراف أصابعها تتسلل خارج الغرفة، هبطت في الدرج الداخلي للفيلا تلتمس أخيها بالأسفل بعد أن بحثت عنه في غرفته، فوجدته مستلقٍ على أحد الأرائك وأمامه زجاجات الخمر الفارغة وطبق كان يلف فيه السجائر المخدرة.
هزته عدة مرات وهي تناديه تيقظه لكنه كان في سُباتٍ عميق، فابتسمت بسعادة وتنهدت بارتياح ثم صعدت الدرج مجددًا متجهة إلى غرفتها والتي بها فادي نائمًا ممنّية نفسها بالمزيد من اللقاءات المحرمة، لقاءات الهوى المزيّف المدنّس بالخطيئة والعار.
دلفت داخل الغرفة وأحكمت غلق الباب فلاحظته متململًا في فراشها، ظلت تتأمل ملامحه بعض الوقت ثم دخلت إلى الحمام وبدّلت ملابسها بأخرى عارية وأكثر إثارة تكاد لا تُخفي شيء من مفاتنها الأنثوية.
كان فادي قد بدأ يستيقظ وتفاجأ بنفسه أنه قد بات الليلة الماضية في غرفتها، بدأ يبحث عن ملابسه ليرتديها ويخرج خاصةً عندما وجد الفراش فارغًا أمامه.
لكن بمجرد أن ارتدى بنطاله تفاجأ بها تخرج من الحمام أمامه، فراحت عيناه تتفحّص كل تفاصيل جسدها العاري خاصةً مع مشيتها المتغنّجة.
وجم مكانه فاقتربت منه وتعلقت بعنقه فبادلها العناق متلمسًا ما تطوله يده من بشرتها بشهوانية… ثم حملها وغرقا معًا في بحر المحرمات والشهوات…
أما نبيل بدأ يستيقظ وهو يشعر بخده يلامس شيئًا ما وعندما تململ في حركته شعر بملامسته لجسد أنثوي ناعم ففتح عيناه ونهض فجأة جالسًا محملقًا في الغرفة التي بها كأنه قد نسى للحظة كل ما حدث بالأمس، لكنه التفت إلى جواره فوجد هاجر فابتسم قليلًا خاصةً وهو يعود بذاكرته لأحداث ليلة البارحة المثيرة، والتي رغم زواجه منذ أعوام لم يقضي مثلها من قبل، فكانت زوجته دائمة التهرب من مثل تلك الأمور بل كانت تنفّره منها لألا يطلبها، بل إنها كثيرًا ما كانت تقلل منه لدرجة أن شعر بضآلة نفسه، لكن ربما تتغنج أمامه قليلًا عندما يكون لها مطالب وتبتعد بمجرد تنفيذ طلبها قبل أن يقربها.
نفض مثل تلك الأفكار المحبطة والتفت ناحية هاجر النائمة في سلامٍ وطمأنينة، فاتكأ جانبها وعبث في خصلات شعرها المتناثرة على وجهها مبتسمًا من هيئتها ثم تذكّر أمرًا ما.
فنهض وارتدى بنطاله تاركًا جزءه العلوي عارٍ كما هو، اتجه ناحية هاتفه وفتحه، ظل يبحث في الرسائل الواردة، حتى قرأ رسالة بعينها، فتبدلت أحواله للعكس تمامًا وصارت عيناه تطلق شررًا وظل يمسح على وجهه تارة وعلى شعره تارة أخرى، ثم ألقى هاتفه على طول يده نحو الأريكة زافرًا بقوة.
سار بضع خطوات حتى وصل إلى الشرفة، أزاح ستارها قليلًا وأسند برأسه ينظر إلى اللاشيء.
لماذا يا صافي؟! لقد تحمّلتك لعشرة أعوام لا أتذكر فيها أني أهنتك أو أهدرت كرامتك! بل إني قد تحاملت على نفسي لأكمل معكِ رغمًا عني! بل زدت في تحملي لأكثر ما كان ينبغي!
ماذا تعرفون عن رجل غُصب عليه فتزوج بالإجبار ممن لا يطيقها نهائيًا؟! ومع ذلك صمد واستمر، حتى عندما تحرر قلبه وأحب قاوم ذلك الشعور بكل الطرق حتى لا يظلمها! كنت أعاتب نفسي حتى منذ لحظاتٍ قليلة أني أميل إليها أكثر منكِ؛ فلن أستطيع العدل بينكما بأي شكل؛ لأن الحقيقة أنتما لا يمكن المقارنة بينكما من الأساس!
توقعت الكثير من السيناريوهات، لكن لم أتوقع الخيانة إطلاقًا!
هكذا كان يحدّث نفسه وشعر أنه كاد أن يُجن، لكن صوت رسالة أخرى صدع من هاتفه، فأسرع نحو الهاتف ففتحه فوجد رسالة قادمة من رقمٍ غريب لا يعرفه، ففتحها ليجد صور عديدة لصافي وهي نائمة عارية الجسد مع مقطع فيديو لها في الفراش مع شخصٍ لم يُظهر ملامحه، فأغلق الهاتف تمامًا وقذفه ثانيًا على الأريكة، اتجه يقف عند الشرفة وهو في حالة غضبٍ شديد ضاربًا رأسه في زجاج الشرفة من حينٍ لآخر.
بدأت هاجر تتململ في فراشها خاصةً مع صوت هذه التحركات داخل الغرفة، فتحت عيناها فلم تجد زوجها جوارها فاستدارت فوجدته واقفًا أمام زجاج الشرفة فابتسمت وهمّت بالنهوض لكن انتبهت لحالتها العارية، بحثت بعينيها عن ملابس لها تكون قريبة فلم تجد، فسحبت الغطاء الملتحفة به ولفّت به فوق صدرها فغطى سائر جسدها.
سارت بضع خطوات فتعثّرت في شيءٍ ما، إنه فستان زفافها ملقيًّا على الأرض فأمسكت به بإحدى يديها ووضعته على أقرب كرسي ويدها الأخرى تمسك الغطاء على صدرها وظهر على وجهها إحمرار الخجل؛ فمؤكد قد عادت بذاكرتها إلى الليلة الماضية، ليلتها الأولى مع زوجها الحبيب.
رفعت الغطاء قليلًا بيدها الأخرى لألا تتعثر ثانيةً، كان نبيل مستغرقًا في شروده فاقتربت ووقفت خلفه مباشرةً تفكر فيما يمكن أن تفعله الآن، تنحنحت بصوتٍ مسموع فانتبه نبيل محرّكًا رأسه قليلًا لكن دون أن يلتفت إليها ثم عاود النظر عبر زجاج الغرفة.
اقتربت هاجر أكثر، تشجعت واحتضنته من ظهره مستندة بخدها على بشرة ظهره وقالت بصوتٍ عذب: صباح الخير يا حبيبي.
فرد باقتضاب: صباح النور.
انتبهت هاجر لنبرة صوته فخفت يدها من عليه ثم ابتعدت تدريجيًا وهي تشعر ببعض الحرج وغصة تجتاحها كأن الدموع بدأت تراودها لتهطل؛ فهي تراه ليس على ما يرام من الأمس كأن شيئًا ما كاتمًا لفرحته، لكن مع التفاتة قليلة لمحت هاتف نبيل ملقى به على الأريكة فتوقعت أن ربما قد علم خبرًا قد عكّر مزاجه.
شعرت بالإشفاق عليه، وبينما كانت تفكر أن تقترب منه مرة أخرى أم لا، إذ التفت نحوها فلمح تلك الدموع التي تهدد بالنزول، فمسح وجهه متنهدًا ثم قال محاولًا أن يكون هادئًا: صباح الخير يا قلبي.
شعر أنه ضايقها وحاول تهدئة الموقف وتلطيفه، فنظرت إليه مطوّلًا ثم قالت: صباح النور، عامل إيه دلوقتي!
فعقد حاجبيه في دهشة ثم قال: عامل إيه ف إيه!
_ إنت مش فاكر؟!
فأومأ برأسه أن لا يدري، فقالت: إمبارح ف نص الليل قمت من نومك مفزوع كأنك كنت بتحلم بكابوس وعمّال تترعش وكلك عرق، فضلت أطبطب عليك وأهديك وختك في حضني لحد ما روحت في النوم.
إستمع لما قالته ولم يعقب، ظلّ شاردًا، وبعد قليل أمسكت بيده وربّتت عليها برفق، ثم قالت بأسى وتأثر: حاول تهدى عشان صحتك.
فقال بنبرة منكسرة: طول الوقت كنت عمود العيلة، صحيح بابا ربنا يطوّل في عمره يا رب هو كبير العيلة، لكن أنا المسئول الفعلي عن كل حاجة، أول مرة أحس إني ضعيف أوي ومكسور.
ثم قال: إمبارح قولتلك إتحمليني وإنهاردة بأقولك ما تسبينيش حاسس إني بطولي في صحرا كبيرة مش عارف ليه؟!
فابتسمت وقالت بحنان: يا حبيبي كل مشكلة ولها حل إن شاء الله.
فزفر وقال بألم: بس أنا تعبت! تعبت أوي!
فابتسمت وقالت بلطف: طب وأنا لزمتي إيه! مش لما إنت تتعب تيجي حضني وترمي همومك.
فاقتربت منه جذبته نحوها على فجأة وضمته إليها فأسند برأسه على كتفها فشددت في ضمته وشدد في ضمته، لكنها شعرت من طريقة تنفسه كأنه يبكي خاصةً مع قطرات الماء الدافئة التي شعرت بها تتساقط على كتفها وظهرها، شعرت بجسده يرتجف قليلًا فبدأت تهبط لأسفل وهو معها حتى جلست أرضًا فجلس معها وهبطت رأسه إلى صدرها فأسند عليه، بدأت تسمع صوت شهقاتٍ تخرج منه ولا زالت تربت عليه حتى هدأ فأمسكت برأسه وأخفضتها لأسفل على رجليها، فكان جالسًا منحنيًا ورأسه على قدميها، وبعد قليل أراح جسده وبسط ساقيه على الأرض فأخذ وضعية الاستلقاء، ويد هاجر تعبث في شعره وتتفحص ملامح وجهه لأول مرة عن قرب بملامح يظهر على وجهها شبح ابتسامة.
ظلا هكذا لبعض الوقت ثم نظر إليها فابتسمت ثم أمسكت بيده وقبلتها وربتت عليها برفق، كم تود لو تسأله عن ما به الآن لكنها تستحي ولا تحب أن تكون فضولية.
ظل ناظرًا إليها كأنما فجأة انتبه لهيئتها ولوضعهما فنهض جالسًا على فجأة، فانتبهت هاجر وربتت برفق على خده قائلة بريبة: مالك يا حبيبي!
فابتسم قائلًا: أنا كويس إطمني.
ثم تنهد وقال: آسف نكدت عليكِ في يوم صباحيتك، بدل ما أسعدك وأدلعك.
فابتسمت هاجر وقالت: يا حبيبي سعادتي هي في قربك، وإني جنبك ومعاك، على ذمتك ومتسمية على اسمك، وبعرف أخفف عنك من همومك… على أدي يعني.
فابتسم واقترب منها حتى جلس جوارها تمامًا وطوق خصرها بذراعه مستندًا برأسه على كتفها مقبّلًا بشرة كتفها العارية، وقال: على أدك! ده ما تتخيليش أد إيه شلتِ من على كتافي، لحد قبل ما تصحي ما كنتش شايف غير سواد.
فقالت مربّتة على كفيه: بعد الشر عنك م السواد، يظهر بأه وشي وحش عليك!
فرفع رأسه وأدار وجهها ناحيته وقال لتعجب: وشك ماله! ده أحلى وش بشوفه وهشوفه كل يوم.
كان يتحدث ويعبث في خصلات شعرها الفحمي وما أن سقطت عيناه على شفتيها حتى شعرت بحرجٍ لا تدري كيف ذلك وهاهي قد صارت زوجته بكل اللغات، جالسة أمامه عارية لا يسترها أمامه سوى ذلك الغطاء الذي تلفه حولها!
فنهض نبيل ممسكًا بيدها لتنهض معه وقال: كفاية قاعدة عل أرض بأه.
فقالت وهي تنهض: ليه بس دي لطيفة أوي! خصوصًا وإحنا مع بعض كده، مش فاضل غير حاجة ناكلها وإحنا قاعدين.
فضحك نبيل وقال: كده تبقي جعانة!
ثم سألها: إنتِ جعانة بجد؟
فأومأت برأسها قائلة: مش أوي يعني، أنا مش عارفة إحنا الساعة كام بالظبط، لكن لسه في وقت الفطار، ممكن ناخد شاور ونلبس وننزل نفطر وبعد كده نقعد شوية عل بول مثلًا أو نقعد في أي حتة شوية وبعد كده نبقى نمشي ع المطار، بس لسه بدري على ميعاد الطيارة.
فقال لها: كده تبقي طالعة رحلة مع بت خالتك مش مع جوزك وفي شهر العسل!
فنظرت إليه بعدم فهم وقالت: يعني إيه؟
_ يعني عمرك شوفتِ عروسة بتنزل تفطر تحت وسط الناس!
فأومأت برأسها أن لا ثم قالت: لو كنا في بيتنا كنت جهزتلك الفطار بإيدي وجبته لحد عندك.
فابتسم وقال: طب أقول يا بختى بأه!
فابتسمت بخجل ولم تعقب، فقال: شوية كده وهطلب الفطار يطلع هنا، ولحد الفطار ما يجي كان في كلمتين كده…
قالها وفاجأها بحملها ثم ذهبا بها لفراشهما في لقاءٍ جديد وغوص في بحر عشقهما الخاص…
وبعد فترة كانت هاجر أمام المرآة وقد بدلت ملابسها وترتدي حجابها محاولة تعديله وهي تدخل جميع خصل شعرها داخله وقد استغرقت بالفعل وقتًا طويلًا لتتقن ربطته بشكل جيد، بينما نبيل قد استعد تمامًا لكنه جلس يشاهدها وهي ترتدي حجابها بإعجابٍ كبير.
وما أن انتهت من ارتدائه حتى اقترب ضامًّا لها ملاصقًا ظهرها بصدره وهمس وخده مستندًا على خدها مقاطعًا كلماته بقبلات خفيفة على وجنتها: زي القمر! مبروك عليكِ! الحمد لله حققت أمنيتي إني أكون أول واحد يشوفك بالحجاب، وأول واحد يباركلك، وأخيرًا بأيتي ملكي أنا وبس.
فقالت بسعادة وابتسامة رائعة: الله يبارك فيك! أنا خلاص جهزت.
غادر نبيل وهاجر الفندق ثم اتجها إلى المطار وسافرا، قضيا فترة العمل والتعاقدات التي قد سافرا من أجلها في الأساس، وأيضًا بعد الخروجات والزيارات الترفيهية ليكون أجمل شهر عسل.
ورغم كل الظروف التي يمر بها نبيل ورأسه التي تفتكها الأفكار المختلفة محاولًا إيجاد الحلول، وجد جواره الإنسانة الوحيدة التي شغلت قلبه واستطاعت ببساطة لمساتها الحانية وخفة ظلها أن تخفف عنه وتمدّه بالقوة… ليصمد أمام ما هو آت؛ فمتوقع المزيد من الضربات، لكن لا يدري كيف!
وهاهما عائدين لأرض الوطن بعد رحلة دامت قرابة الثلاثة أسابيع، وما أن هبط الاثنان من الطائرة حتى لمحت هاجر مصورين وصحفيين فنزعت يدها من يد نبيل فجأة وابتعدت عنه بريبة وزعر.
تفاجأ نبيل بردة فعلها فقال متسائلًا: في إيه مالك!
فقالت بتوتر شديد: في صحفيين كتير هنا ومصورين كمان!
فقال بهدوء: آه، عارف، وإيه اللي فيها!
فأجابت: هيتعرف خبر جوازنا كده!
فالتفت إليها قائلًا بجدية: ما يتعرف، إنتِ كنتِ فاهمة إني هفضل مخبي خبر زي ده سنتين تلاتة ولا إيه! ولما أكلمك أبقى بسرق ولما أحب أبات معاكِ آجي بليل متسحّب زي الحرامية! الصور اللي هتتاخد دلوقتي مع صور الفرح هتملا المجلات والسوشيال ميديا من بكرة، ولازم ترفعي راسك لفوق وتحطي صوباعك في عين التخين وتقوليله أنا مدام نبيل القاضي…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل الضربة قاضية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى