روايات

رواية نقطة اختراق الفصل الرابع 4 بقلم زينب رشدي

رواية نقطة اختراق الفصل الرابع 4 بقلم زينب رشدي

رواية نقطة اختراق الجزء الرابع

رواية نقطة اختراق البارت الرابع

نقطة اختراق
نقطة اختراق

رواية نقطة اختراق الحلقة الرابعة

ريهان: قليلة ذوق يعني؟
أسر: لأ، مقصدش كده، بس ردودك حادة، بتتعصبي بسرعة، وكل حاجة عندك جد أوي. بقالك أسبوعين في الشركة، ملكيش أي علاقة بأي حد.
ريهان: عادي، مبحبش الاختلاط.
أسر: انطوائية؟
ريهان: سميها زي ما تسميها، بس أنا بكره الناس عمومًا.
أسر: مش الرجالة بس؟
ريهان: ليه بتقول كده؟
أسر (متذكرًا): في خناقة من الخناقات شتمتي وقلتي “جاتكم القرف… رجالة تقرف.”
ريهان (بضحك): هههههه… مكدبتش في دي، بس مشكلتي مع الكل.
أسر (بأسلوب هادي): ما انتي ضحكتك حلوة أهو، أمال مصدرة الوش الخشب ليه؟
ريهان رجعت لطبيعتها: أعتقد البريك خلص… نكمل شغل؟
أسر: بس انتي مكلتيش
ريهان: لا، أنا كده شبعت.
أسر: خلاص بقى، البريك الجاي هسأل السؤال التاني.
ريهان: انت حشري بقى.
أسر (بص حواليه): أكيد مش قصدك أنا.
ريهان (ببرود وهي بتفتح اللاب): معتقدش إن في حد غيرنا في المكتب.
– – –
في البيت…
ريهان رجعت البيت، وغيّرت هدومها، ونزلت. أمل شافتها:
أمل (باستغراب): رايحة فين؟
ريهان (بتوتر): أبدًا… هتمشى شوية.
أمل: هتتأخري؟
ريهان: لأ، عن إذنك.
عبدالله (بيعلق وهو بيبص لبنته): هو الشغل لحق يغيّرها!
أمل: الحمد لله.
ريهان لبست جاكيت أسود، ومشت في الشارع شوية لحد ما وصلت للموتوسيكل، وركبته، ولبست كاب، وراحت الشقة اللي فيها شغلها السري…
ريهان: أنا مش جاية عشانك، أنا جاية أشتغل على برنامج العنكبوت. مع السلامة أحسن، عشان أكون لوحدي.
قلعت الجاكيت، ولفت شعرها، وبدأت تشتغل على البرنامج، ونسيت نفسها لحد ما…
??? (دخل فجأة): انتي لسه هنا؟ افتكرتك مشيتي، مش متعودة تتأخري.
ريهان (مندمجة): ليه؟ الساعة كام؟
؟؟؟؟ (بهدوء): 12ونص.
ريهان (بصدمة): ينهار أسود… أنا اتأخرت جدًا!
لبست الجاكيت والكاب بسرعة: أنا هسيب اللاب هنا، لسه مخلصتش شغل.
??? (سأل): وشغلك في الشركة؟
ريهان (بضيق): يوووه، نسيت خالص… لازم أجيب لاب تاني للشغل!
??? (بتوتر): أنا من رأيي لو أسر شاف اللي عليه، كانت كل حاجة هتتكشف.
ريهان: هتصرف بأي طريقة.
ركبت الموستيكل، ومشيت بسرعة، ورَكنت، ودخلت البيت وهي بتحاول تمشي على أطراف صوابعها… بس فجأة شافت أهلها واقفين.
أمل (بحزم): هو ده اللي مش هتتأخري؟ الساعة واحدة ونص!
ريهان: آسفة… نسيت نفسي.
عبدالله: ريم، أنا قولت شغل عشان ترجعي زي الأول… مش ترجعي متأخرة نص الليل. افرض حصلّك حاجة؟
ريهان: مقصدتش والله… قابلت واحدة صاحبتي ونسيت الوقت.
أمل: خلاص، اطلعي… ومتكرريهاش تاني.
ريهان: تصبحوا على خير.
(وطلعت على أوضتها وهي بتحاول تهرب من اللي جواها أكتر من اللي براها…)
في منزل “عبدالله”، ساد التوتر.
أمل بنبرة ضيق:
“في إيه يا عبدالله، إحنا مصدقنا!”
عبدالله متوترًا وهو يمرر يده فوق رأسه:
“عايزاني أعمل إيه؟ داخلة البيت الساعة اتنين! افترض دخلتلي ميّ” تة زي أختها!”
أمل بخوف:
“فال الله ولا فالك! بعد الشر عليها! متقولش كده!”
عبدالله وهو ينظر بعيدًا:
“خايف عليها يا أمل.. من يوم وفاة أختها وهي مش طبيعية، ماشية بدماغها.”
أمل تهمس:
“ربنا يهديها يا رب.”

في اليوم التالي، داخل الشركة، وقف “آسر” يتحدث بحماس أمام “ريهان”.
آسر:
“خلاص، مش مصدق! البرنامج ناقصه بس نظام الحماية.. نجربه ونبدأ ننزله.”
ريهان بابتسامة خفيفة:
“عجبتك النصايح؟”
آسر:
“جدا! أنا هعمل نظام الحماية بقى.”
ريهان ببرود:
“ومعملهاش أنا ليه؟”
آسر وهو يومئ ساخرًا:
“عشان الهانم لسه قريب جهازها اتهكّر.”
ريهان بضيق:
“وإنت متهكّرش؟! وبعدين، معتقدش إن في حد هيخترقه أصلاً.”
آسر بنبرة جادة:
“لا طبعًا، برنامج زي ده على قد ما هو مفيد ومهم، بس لو اخترق؟ هيعمل مصايب.. يعني سلاح ذو حدين.”
ريهان وهي تدير وجهها بعيدًا:
“تمام، براحتك.”
آسر:”أنا رايح لهشام.”
ريهان وهمسها بالكاد يُسمع:
“قال لسه متهكّر؟ طيب والله لأربيك.”

في مكتب “هشام”، جلس الثلاثة أمام شاشة العرض، يراجعون تفاصيل البرنامج.
هشام وهو يصفق بيديه:”تحفة! يسلم إيدكم، مفيش حاجة ناقصة.”
آسر بثقة:”كنت متأكد إنه هيعجبك. كده ينزل؟
هشام:”ينزل!”
ثم التفت ناحية ريهان وسأل:
هشام:
“صحيح، مين صاحب فكرة النصايح دي؟”
ريهان:”أنا.”
هشام:”عجبتني أوي.”
آسر مقاطعًا بفخر:”أكيد.. الحاجات البسيطة دي من أفكارها، أما الديزاين والحماية؟ بتاعتي.”
هشام ضاحكًا:ريهان مش قليلة يا آسر.”
آسر ساخرًا:”اسكت.. مش لسه جهازها اتهكر!”
ريهان:”وإنت مش اتهكر قبلي بيوم؟!”
آسر:”وبعدها بيوم اتردلك.”
هشام محاولًا فض التوتر:”بس يا آسر.. روح دلوقتي.”
ريهان بنبرة غيظ وهي تهمس:”شخص مستفز وقليل الذوق.”
رد هشام معتذرًا: “حقك عليا يا ريهان.”
أجابت بحدة: “وحضرتك ذنبك إيه؟ هو اللي قليل الذوق، عن إذنك.”
غادرت ريهان الشركة واتجهت إلى شقتها، وبدأت في استكمال العمل على “برنامج العنكبوت”.
قال : “خلصتي؟”
– ريهان؛ “يعني قربت، فاضل حاجات بسيطة ونظام الحماية، علشان كمان العنكبوت ميقدرش يخترقه.”
– “طيب متنسيش نفسك، عشان محدش يشك في تأخيرك.”
ريهان “همشي وأكمل في البيت.”
– “بلاش، خلي كل حاجة من هنا عشان المشاكل، ولو حصل حاجة محدش يتبع المكان ويعرفك.”
تنهدت ريهان: “طيب.”
غادرت المنزل متوجهةً إلى بيتها. وبينما كانت تستعد للنوم، دخلت والدتها.
قالت أمل: “لسه منمتيش يا حبيبتي؟”
ردت ريهان: “لسه يا ماما، مصدعة شوية.”
قالت الأم: “من قلة الأكل.”
ابتسمت ريهان بفرحة: “صح، كانت غايبة عني، فين دي؟”
– “هي إيه؟”
– “ممكن يا ماما بكرة تعمليلي وجبتين ناكلهم في البريك؟”
– “طبعًا يا حبيبتي، بس لمين التانية؟”
– “لواحد زميلي في المكتب.”
سألت الأم بفرح: “مرتبط ده؟”
أجابت ريهان: “مش اللي في بالك يا ماما، كل الموضوع إني مش هاكل، واللي جنبي يتفرج عليا.”
ضحكت الأم: “لا إزاي! هعملك وجبتين تاكلوا صوابعكم وراهم.”
– “ماما متفوريش في الأكل، حاجة بسيطة بس.”
– “طبعًا، يلا نامي.”
أغلقت ريهان الباب واتصلت بأدهم:
ادهم “خير إن شاء الله؟”
ريهان “إيه خير دي؟”
ادهم”ما انتي من ساعة… ما قالك في أي وقت كلّمي ادهم وانتي بتطلبي حاجات تخوف.”
ريهان”لا المرة دي حاجة بسيطة.”
ادهم “قنابل ولا إيه؟”
ريهان – “عايزة نوع دواء مش يمو” ت، بس يتعب.”
ادهم “مش قلتلك حاجاتك تخوف؟”
قالت ريهان بضيق: “افهمني، بقول يتعب بس، يعني وجع، مغص، تس” مم… كده يعني.”
– “تحت أمرك.”
ريهان بتاكيد: “أدهم، يتعب ما يمو” تش، وتبقى في التابلوه العربيه من الصبح.”
– “عيب عليكي، متخفيش.”
أغلقت ريهان الهاتف، ونامت. وفي الصباح، أيقظتها والدتها وقد جهزت لها الطعام.
قالت ريهان بصدمة: “يا نهار اسود! مكرونة بشاميل وكفتة وفراخ؟”
– “ملحقتش أجهز حاجة تاني.”
– “أومال لو لحقتي يا ماما؟! حرام عليكي بجد! يعني أخد الأكل ده الشركة؟”
– “آه، وفيها إيه؟”
خرجت ريهان وركبت السيارة، فتحت التابلوه، وجدت الدواء، ومعه ورقة مكتوب فيها: “نقطتين بس”.
فتحت العلبة، وضعت الدواء، لكنها زادت الكمية، ثم ذهبت إلى الشركة، وقابلت أسر في المصعد.
اسر: “هشام بيقولي إنك مضايقة مني.”
أجابت بضيق: “لا أبدًا.”
سأل باستغراب: “إنتي عندك فوبيا من الأسانسير؟ أصل دي تاني مرة أحس إنك لما بتركبيه بتبقي تعبانة.”
خرجت قائلة: “لا أبدًا.”
دخلوا المكتب.
– “إنتي زعلانة بجد؟”
ريهان: “لا أبدًا، ده أنا حتى جبت أكل لينا ناكله في البريك، اعتبره بمناسبة نجاح الأبلكيشن.”
اسر: “فكرة حلوة! أنا عن نفسي بعشق الأكل.”
ريهان: “طيب، حلو، يا رب كمان الأكل يعجبك.”
– “هيعجبني أكيد.” انتي اللي عملتيه؟!
ريهان: لا ماما
اسر: وانا قولت انتي ثم اكمل بغمزه كنت هعرض عليكي الجواز
ريهان بخجل “هنعمل إيه دلوقتي؟”
– “والله أهو قاعدين لحد ما نعمل دعاية للأبلكيشن. بس إنتي فكري، ممكن نعمل إيه جديد.”
– “أوكي.”
وجاء وقت البريك.
قالت ريهان: “ناكل بقى.”
– “ياريت.”
قالت بخجل: “بص أنا قولت لماما تحضر حاجة بسيطة، بس هي حضرت الأكل ده.”
فتح أسر العلبة وذهل: “يا لهوي على الجمال! دي مامتك دي بتفهم! إيه الحلاوة دي!”
– “افتكرتك مش بتاكل الحاجات دي.”
– “عشان العضلات والكلام ده؟ أنا آه بحافظ على جسمي، بس مش بمنع نفسي.”
بدأ يأكل، أما ريهان فأكلت القليل، وظلت تراقبه.
قال: “آه الحمد لله، أنا ماكلتش كده قبل كده.”
– “فعلاً أكلت كتير.”
– “إنتي مكلتيش ليه؟”
– “لا أنا أكلت كده، مش بقدر آكل كتير.”
– “أكلِك ضعيف فعلاً… استني، كملي شغل معايا هنا، وهخليكي متعرفيش تدخلي من الباب.”
– “لا يا سيدي شكرًا، أنا زي الفل كده.”
قال وهو يتألم: “شكلي أكلت كتير… بطني وجعتني أوي.”
– “ألف سلامة عليك.”
– “أنا لازم أروح الحمام.”
غادر، وكلمت ريهان أدهم:
– “في إيه تاني؟”
– “مش قلتلك ييجي له مغص؟ بس الولد وشه اصفر وبطنه وجعته، وبقاله شوية في الحمام.”
– “ما هو المفروض ييجي له مغص، بس انتي حطيتي نقطتين بس صح؟”
قالت بتوتر: “بصراحة… حطيت حوالي ست نقط.”
– “طيب بسيطة، الحقّي وديه المستشفى، عشان شوية ومش هيقدر يستحمل الوجع.”
خرج أسر، وكانت عليه علامات التعب الشديد، وعرقه يتصبب.
– “أنا بقول نطلب الإسعاف.”
– “مش مستاهل، مغص وهيروح.”
– “ما هو مش هيروح لو مروحناش المستشفى.”
– “ليه؟”
– “أصل بصراحة…”
صرخ بعصبية: “أصل إيه؟! إنتي حطيتي حاجة في الأكل صح؟!”
– “أنا هطلب الإسعاف.”
– “آآآآآه بطني!”
وفجاءه اغمي عليه وجسمه كله يتصبب عرقا
اتسعت عيناها، وجف حلقها.
دقات قلبها تسارعت وهي تنظر حولها، كأن الجميع يعرف ما فعلت.
تفتكروا اسر هيحصله حاجه؟ تفتكروا ريهان وراها اي؟ وهل ممكن تق”تل شخص بمجرد ان ضايقها؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نقطة اختراق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى