رواية نقطة اختراق الفصل الثاني 2 بقلم زينب رشدي
رواية نقطة اختراق الجزء الثاني
رواية نقطة اختراق البارت الثاني

رواية نقطة اختراق الحلقة الثانية
صعدت ريهان إلى غرفة شقيقتها المتو”فاة، واستلقت على سريرها، وبدأت في البكاء حتى غلبها النوم.
استيقظت على أذان الفجر، ارتدت ملابسها بهدوء
ونزلت من المنزل دون أن يشعر بها أحد.
كانت دراجتها النارية مركونة بعيدًا عن المنزل، فذهبت إليها
ثم انطلقت نحو عمارة معينة، مكثت فيها ساعتين، ثم عادت إلى المنزل قبل أن يشعر أحد بغيابها، وأكملت نومها.
وبعد فترة، دخلت والدتها إلى غرفتها لتوقظها.
ريهان: “خير يا أمي، مصحياني من صباحية ربنا ليه؟”
أمل: “صباحية إيه؟ إحنا بقينا الضهر!”
ريهان: “وإيه يعني الضهر؟ هو أنا ورايا إيه؟”
أمل: “اسمعيني يا بنتي، أنا وأبوك مش هنعيش لك كتير… نفسي أشوفك زي زمان، بتضحكي، بتخرجي، ناجحة في شغلك. عارفة إنه صعب عليكي بس يا حبيبتي مش هنوقف حياتنا.”
ريهان (بعينين دامعتين): “حاضر، هحاول.”
أمل: “على العموم، إيمان أختك فاضلها كام يوم وتيجي.”
ريهان (بعصبية): “برضو كلمتوها وقلتوا لها ترجع؟! أنا قلتلك مية مرة، سبوها تشوف مستقبلها! تبقى واحدة ما” تت وأنا انعزلت، والتانية تجبوها جنبي! إنتوا عايزينّا كلنا جنبكم؟!”
أمل: “طيب اهدي، خلاص، هقول لها ما تجيش… بس انتي حاولي تفكري في شغل أبوكي.”
ريهان (بتضايق): “طيب، هفكر… سبيني لوحدي عشان عندي شغل.”
أمل (بضجر): “طيب…”
نهضت ريهان، وذهبت لتأخذ حمامًا سريعًا، ثم جاءها اتصال، فأجابت بسرعة.
ريهان: “أيوه؟”
…
ريهان: “لا، لسه…”
…
“يعني إيه؟! أنا كنت لسه رافضة الشغل، وفجأة أقول موافقة؟!”
…
“يعني إيه بعمل إيه عشان يتشك فيا؟!”
…
“تمام، تحت أمرك… هتكلم معاهم وهقول لهم موافقة.”
أغلقت الهاتف بانزعاج، ثم رمته جانبًا.
ريهان: “قال لازم أشتغل عشان محدش يشك فيا… ما يشكوا يعني؟ هيحصل إيه؟!”
نزلت إلى الأسفل، حيث كانوا يجهزون الغداء، وجلست على السفرة تنتظر.
أمل: “ده النهارده عيد! نزلتي تتغدي من غير ما أطلع أزن عليكي!”
ريهان: “عادي يعني.”
عبد الله: “يا رب دايمًا موجودة في وسطنا.”
ريهان: “أحم… صحيح يا بابا، إيه نظام الشغل اللي كلمتني عنه؟”
أمل (بفرحة): “إنتي موافقة؟!”
ريهان: “مش عارفة… بس بفكر. حاسة إني اتخنقت من القعدة في البيت.”
عبد الله: “بصي يا حبيبتي، هو شغل زي بتاعك القديم… تصميم ألعاب، تنظيم سيستم، برمجة وكده. وطبعًا هيكون ليكي نسبة، وغير كده أي لعبة أو برنامج هيتسجل باسمك.”
ريهان: “شركة إيه يا بابا؟”
عبد الله: “أكيد تعرفيها… شركة ****”
ريهان: “دي شركة كبيرة جدًا وناجحة كمان!”
أمل: “يعني موافقة؟”
ريهان: “تمام يا بابا، موافقة.”
عبد الله: “على خير الله، هكلم صاحب الشركة ومن بكرة تبدأي.”
ريهان: “لا، أنا هقدم ورقي عادي وهدخل إنترفيو. مش حابة أدخل واسطة.”
عبد الله: “اللي تحبيه.”
ريهان: “طيب، عن إذنكم، هطلع أوضتي.”
أمل: “الحمد لله… يا رب.”
في صباح اليوم التالي، كانت ريهان تشعر بالضيق الشديد، غير متقبّلة فكرة العودة إلى العمل من جديد، لكنها كانت مُجبرة. ارتدت بدلة نسائية بسيطة ونزلت من غرفتها، فوجدت والدها مستيقظًا.
عبد الله: “رايحة خلاص؟”
ريهان: “أيوه يا بابا.”
عبد الله: “خدي مفتاح عربيتي. أنا عارف إنك مش بتحبي تركبي عربيتك من ساعة اللي حصل.”
ريهان (وعيناها تدمعان): “كنت هركب تاكسي… مش حابة السواقة خالص.”
عبد الله: “افتكريها بالرحمة، هي أكيد مش مبسوطة وهي شايفاكي كده.”
ريهان (بتنهيدة): “ربنا يرحمها… عن إذنك.”
عبد الله: “طمنيني بعد المقابلة.”
نزلت ريهان، وركبت السيارة. كانت تشعر أنها لا تطيق نفسها، بل تفكر في أن تتراجع عن قرارها. ثم جاءها اتصال:
ريهان: “نعم؟”
…
“أيوه، رايحة المقابلة.”
…
“لا، قلت محدش يدخل… مش عايزة وسايط.”
…
ريهان (بعصبية): “يعني إيه يرفضوا؟ هو أنا قليلة؟! وبعدين ما يرفضوا، أنا رايحة بسببك أصلًا!”
…
“أنا آسفة، مقصودش أتعصب… بس إنت عارف كنت رافضة الشغل إزاي.”
…
“تمام… باي.”
وصلت إلى الشركة، دخلت المبنى، وركبت المصعد. فجأة، توقف المصعد عند طابق معين، ودخل شابٌ لم تُعره الكثير من الانتباه، لكن ما إن دخل حتى بدأت تشعر بانقباض.
أسَر: “إنتي كويسة يا آنسة؟”
ريهان: “أيوه.”
أسَر: “بس أنا حاسس إنك تعبانة، أطلبلك دكتور؟”
ريهان (بعصبية): “مقولنا كويسة! إنت مالك؟ ما تخليك في حالك… شيء بارد صحيح!”
أسَر (مصدوم): “شيء بارد؟! إيه قلة الذوق دي؟!”
ريهان: “قلة ذوق؟!”
أسَر: “أيوه، يعني أنا بطمن على صحتك، تقومي تقليلي أدبك؟!”
ريهان: “لولا إني مش فاضية لك، كنت وريتك يعني إيه تقول لواحدة قلة أدب وذوق!”
نزلت من المصعد وهي تقول:
“واحد متخلف!”
أسَر (مصدوم): “مين دي؟ أما خيرا يعمل شرا تلقي فعلاً!”
ذهبت ريهان إلى مكتب السكرتيرة، وبعد دقائق، أُذن لها بالدخول إلى المدير.
هشام: “اتفضلي يا آنسة…؟”
ريهان: “ريهان، اسمي ريهان.”
هشام: “عارف، سمعت عنك كتير، وكنت معجب باسمك الجديد.”
ريهان (باستغراب): “إنت تعرفني؟”
هشام: “بصي يا ريهان، أنا في المجال ده من سنين، ومفيش حد شاطر فيه إلا وأنا عارفه. وكمان الحادثة الأخيرة اللي حصلتلك بعد التكريم… محدش ما سمعش بيها.”
ريهان: “بلاش السيرة دي.”
هشام: “أنا آسف… المهم، شغلك سمعته، غير الـ CV بتاعك، وأكيد موافق على شغلك هنا.”
ريهان: “كده على طول؟! ده أنا كنت مستنية مية سؤال!”
هشام: “قلتلك، أنا محتاج اللي زيك، وهكسب بخبرتك كتير.”
ريهان: “شكرًا لثقة حضرتك.”
هشام: “هتشتغلي مع المساعد بتاعي، هو في نفس مجالك، وشاطر برضه… وهيبقى شغلكم حلو مع بعض.”
ريهان: “مفيش مشكلة… أبدأ من إمتى؟”
هشام: “لو من بكره؟”
ريهان: “تمام، عن إذن حضرتك.”
خرجت ريهان من المكتب، وأثناء حديثها في الهاتف مع والدها، اصطدمت بـ أسَر.
ريهان (بضيق): “هو يوم باين من أوله… هو مفيش غيرك في الشركة دي؟!”
أسَر: “يعني غلطانة وكمان قليلة ذوق؟!”
ريهان (بعصبية): “بقولك إيه، أنا اليوم كله مضايقني، واتكلم معاك مضايقني أكتر، وكسر التليفون ده عصّبني زيادة… فغور من وشي السعادى!”
أسَر (بعصبية): “إيه الراديو ده؟! وبعدين إنتي اللي ماشية زي الثور!”
ريهان: “لا، أنا مش قادرة أتكلم معاك… جاتكم القرف، رجالة تقرف!”
تركت ريهان المكان، بينما وقف أسَر مصدومًا.
رجعت ريهان إلى المنزل، وأخبرت أهلها أنها قُبِلت في العمل، ثم صعدت إلى غرفتها. ما إن أغلقت الباب حتى فتحت الحاسوب المحمول، ورأت مكالمة واردة من “العنكبوت”. سارعت بإغلاق الباب جيدًا وردّت فورًا.
العنكبوت: “فينك يا ريهان من الصبح؟”
ريهان: “يعني متعرفوش… كنت في مقابلة شغل.”
العنكبوت: “فكرة حلوة… عشان محدش يشك في مصدر فلوسك، بس ده مش هيأثر على شغلنا، صح؟”
ريهان (بضيق): “ادخل في الموضوع… انت عارف لو اشتغلت مية شغلانة، مش هيأثر على شغلنا.”
العنكبوت: “تمام، وافقنا على كل طلباتك… ابدئي نفّذي الأبلكيشن.”
ريهان: “تمام.”
أغلقت ريهان اللابتوب وهي على وشك أن تصرخ من القهر، كان كسر هاتفها يؤرقها بشدة. انتظرت حتى نام الجميع في المنزل، ثم أرسلت رسالة من اللابتوب، وخرجت في هدوء. أخذت الموتوسيكل وذهبت إلى نفس الشقة.
ريهان: “آسفة… التليفون اتكسر، معرفتش أتواصل معاك، وعشان كده بعتلك من اللابتوب.”
…
“لا، كل تمام… وهبدأ أشتغل على الأبلكيشن.”
…
“دي مش مشكلتي! أنا بحاول من سنين، والأبلكيشن ده هيقلب الدنيا… عارف ده ممكن يقنع الشباب بأي حاجة: بالسفر برا، بالشغل الشمال، بالشرب… وهكذا. البنات؟ مصر مبقتش أمان، وكل شاب وبنت تعبوا، مبقوش مستحملين!”
…
ريهان (بعصبية): “لا، أنا مبقولش إن ده الصح! بس متجوش تعلقوا أخطائكم عليّا. ما على الرسول إلا البلاغ. وعلى العموم، أنا هكمّل… وهعمل الأبلكيشن، وهتنزل على كل موبايل شاب وبنت في مصر. عن إذنك.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نقطة اختراق)