روايات

رواية نفق الجحيم الفصل التاسع عشر 19 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم الفصل التاسع عشر 19 بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم البارت التاسع عشر

رواية نفق الجحيم الجزء التاسع عشر

نفق الجحيم
نفق الجحيم\

رواية نفق الجحيم الحلقة التاسعة عشر

كرار جاب سيرة أبوها وقال عليه إكده، وشام رفعت عنيها اللي كانت منكساهم للأرض وبصتله بغضب.. وهو بص لعيونها الوساع وحس بكهربا سرت فكل جسمه وفقد الأدرارك وجميع حواسه إتعطلت، وفلحظة ضعف قرب وشه من وش شام وانفاسه لفحت وشها، واللي شام غمضت عنيها بمجرد ماشمتها وقوام إفتكرت نفس الأنفاس داي وهي عتلفح وشها في النفق ورجعتها لأصعب لحظات حياتها،
وبدون وعي رفعت اديها التنين وزاحته من صدره بقوة عشان تبعده عنها وهي شامه ريح سَموم الجحيم فأنفاسه..
ومع غضبها وكل حيلها اللي اتمثل فزقه كرار رجع لورا لدرجة إن ضهره اتخبط فعمود السرير النحاس، ومع الخبطه روحه شاغت بسبب جروحه اللي فضهره من الجلد ولساها ماطابت، وخلته أتأوه بوجع، وفلمح البصر كان راجع قدامها، وترجم الوجع ديه لكف نزل بيه علي وش شام بكل حيله خلاها طارت وقعت على الأرض كيف ريشه حملوها شوية هوا ونقلوها من موطرحها..
شام بصتله وهي عتمسح بطرف فستانها الأوبيض الدم اللي سال من طرف شفتها، ولسه هتفتح خشمها وتتكلم سبقها كرار وهو عيقومها من الأرض ويوقفها قدامه ويكتف حركتها بأديه التنين ويهمسلها بصوت يشبه فحيح التعابين:
يدك اللي إتمدت عليا داي المفروض جزاتها يكون القطع.. لكني هكتفي بعقاب بسيط النوبادي عشان أول مره وهتكون أخر مره.
إتحركت شام بغضب وبحركات هوجاء لمسكته ليها بأديه اللي حساهم أصفاد إتصنعت من قلب الجحيم ولمستهم عتدوب جسمها تحتهم.. وقالتله بغل:
إنت اللي تبعد اديك النجسين دول عني.. إنت اللي نجس مش اني.. إنت اللي معايزاكش تعدي من جاري واشم ريحتك اللي مش طايقاها.. إنت اللي مفروض عينك تنكسر قدامي وتخجل من حالك يازاني ياسكري.. إنت اللي…
وقبل ماتكمل كلام كان كرار متني عليها بكف تاني اوعر من الأولاني، لكن النوبادي يده اللي ماسكاها من دراعها منعتها من الوقوع عالارض.. وهمسلها مره تانيه:
عارفه ياكلبة الشوارع انتي.. اني كنت ناوي اعاقبك عقاب بسيط علي الزقه والتطاول باليد.. لكن بعد كلامك ديه.. عقابك لازمن يكون كبير علي كد طولة لسانك وقلة حياكي.. عقاب يعلم فروحك وميتنسيش.. ومفيش حاجه عتعلم في الروح كد الجروح.
خلص كلامه وطلع من الأوضه قوام وهما دقايق وكان معاود وماسك فيده حطبه مدخنه وأولها محروق ومتحول لجمر، وقفل باب الأوضه زين وقرب منيها بخطوات بطيئه وملامحه اقرب لملامح شيطان رجيم.. وكل مايقرب شام تبعد.. لغاية ماوصلت للحيط وراها، وبمجرد ما وصلتها قرب منها كرار قوام وبحركة سريعه مسك يدها وحط الحطبه المولعه فكف يدها خلاها صرخت من قعف راسها صرخه شقت ضلام الليل وعكرت سكونه..
شام صرخت وعلى صرختها قامت عديله من فرشتها وطلعت من أوضتها تتفقد أهل البيت، وبمجرد ماطلعت شافت أوضة عزت عتتفتح وعزت عيطلع منها وهو عيتلفت زيها بالظبط علي مصدر الصوت.. ولما قرب منيها وبقوا هما التنين قريبين من أوضة كرار سمعوا نهنهه وحس عيتوجع، وحس كرار عيتحدت بس مكانش واضح ليهم!
أما كرار فكمل حديته لشام وقالها:
داي أقل حاجه ممكن تشوفيها مني.. أعتبريها ترحيب بسيط بجيتك عالبيت اللي هيكون موقبرتك اللي مهتشوفيش فيها غير عذاب كيف عذاب الملكين.. وعينك مش هتوعى النور تاني ولا رجلك هتخطى براه.. ودلوك قومي إعملي اللي قولتلك عليه من سكات ولا حبيتي لسعة الجمر وعايزاها تنعاد علي جتتك والنوبادي وشك الحلو ديه هو اللي هيكون مرساها مش يدك.
رفعت شام عنيها من يدها اللي كانت عتتطلع عليها بيهم، وبصت لكرار وشافته ماسك الفرع ومتاهب والغضب والغل اللي كان باين فعيونه عيقول إنه مهيترددش لحظه وحده من إنه يكرر اللي عيمله أول نوبه من غير مايرفله جفن.. فسلمت أمرها لله وإتحركت ناحية صينية الوكل وشالتها مع إنها مكانتش قادره من وجع يدها، بس إتحاملت علي روحها وراحت على الباب اللي كان مقفول، رفعت صينية الوكل حطتها علي راسها وفتحت الباب وطلعت بيها.. وبمجرد ماطلعت وشافت عديله وعزت واقفين قدام باب الأوضه إتكسفت ووقفت موطرحها متسمره.
قربت عديله منها ووقفت قصادها وبحنيه بصتلها وسألتها:
مالك يامليحه صرختي ليه الصرخه اللي فززتني من عز نومي داي؟
سكتت شام منطقتش وعديله عشان خابره إن السبب اللي كان يخلي صرختها شي طبيعي في اليوم ديه زال.. فديه اللي شجعها عالسؤال.
أما عزت فمكانش محتاج أكتر من البصه علي وشها عشان يعرف إنها مضروبه وشفتها مشقوقه، وبمجرد ماتاق كرار من باب الأوضه وهو ماسك الحطبه المدخنه فيده إتعرف سبب صرخة شام.
وعديله من اول ماشافتها فيده ضربت على صدرها بصدمه وهي عتتفحص شام من ساسها لراسه وعتقول لكرا:
الله لا يديك العافيه ولا الحيل لو كنت عميلت فالبنيه اللي جه فبالي ياكرار ياواد حوريه!
بصلها كرار وراح ناحية الموطبخ يرجع الحطبه من غير مايرد عليها.
أما شام فبمجرد ماعديله قالت إكده كأنها إتكت علي زرار الوجع فقلبها واللي ادى أمر لعنيها عشان يفرجوا عن دموعهم المحبوسه، وفتحت يدها وبصت فيها وهي عتشهق من البكا شهق.
وعديله شافت يدها وشهقت بصدمه ومسكت يدها وبصت فيها وهي عتقول لعزت:
خد الصينيه من على راسها ياعزت وغورها جوا، اخوك معذب البنيه بالحرق كيف عذاب الكفار!
إتقدم عزت وخد الصينيه من فوق راس شام، ودخل بيها الموطبخ ورا كرار اللي كان واقف قبال الكانون وعاقد اديه ورا ضهره وباصص للجمر اللي قلبه بالحطبه وخلاه يوهوج كيف الجمر اللي فقلبه..
إتقدم منيه عزت بعد ماحط الصينيه علي المصطبه جاره، ويادوب نطق وقاله:
ليه إكده ياخي حرام عليك؟!
وإهنه إنفجر فيه كرار بغضب وهو عيقوله:
عزت اللي بيني وبين مرتي مش مسموح لأي مخلوق علي وش الدنيا إنه يتحدت فيه.. ولا حتي يحاسبني عليه.. ولا يقولي ليه ولا كيف.. أني متحمل كل حاجه من كل الناس، وعسكت وعفوت عشان خابر زين إن كل اللي عيوحصول معاي من كل الناس مرحله وهتنتهي وهتاجي مرحله غيرها.. والناس داي مهيوبقاش ليهم وجود فحياتي إما بالموت أو بالبعد،
إنما بت الكلب داي إتربطت فرقبتي بجنزير مهيتحلش ابداً.. ومدام إكده يوبقي تمشي بمزاجي أني مش بمزاج حد تاني مهما كان هو مين.. ولو عشان ديه يوحصول هحارب الدنيا كلها هحارب..
واول اللي هحاربهم أبوك.. أبوك اللي كل ماهيعترض على حاجه أعملها في الفاجر داي هيخليني اتقل عليها العيار عشان بس اكيده،
ولو كيده هيكون فإهانتي ليها فأني هولع فيها قبال عنيه.. وأشوف مين اللي هيمنعني.
عزت كان عيسمعه وهو ساكت وآخر ماخلص كلامه رد عليه بحسره:
بس البنيه خساره فاللي هتعمله فيها ياكرار.. مش هقولك خلي ضعفها يشفعلها ولا خلي مسألة إنها غريبه فبيت غريب عليها مااعتادتش عليه يشفعلها.. خلي جمالها يشفعلها ياخي!
رد عليه كرار وهو مش واخد باله لنبرة صوته اللي إتحولت لنبرة تمني والحسره باينه فيها:
مفيش حاجه في الدنيا ياعزت هتشفع للمخلوقه داي عندي واصل.. ولو فيه حاجه هتشفعلها وتخليني احل عنها الحاجه داي توبقي الموت ليا او ليها.. ودلوك لم جناحات الملاك اللي طلعولك توهم دول أحسن نار الكانون تمسك فريشهم وتاكلهم وإنت لساك ماتهنيتش بيهم.
خلص حديته وهمل الموطبخ وهمل عزت وهمل البيت كله وطلع، وراح علي المصطبه اللي قدام بيت ابو دراع وقعد عليها وحده، وبعز مالدنيا راميه تلج، وبعزما الهوا اللي يخلي أعفي بدن يرجف من السقعه.. كرار النار اللي جواه مكانتش مخلياه حاسس بأي برد ولا سقعه.
وبعد مافضل قاعد مع روحه يحاول يتقبل بأي طريقه الوضع اللي هو فيه.. صورة همام والسيد وهما عيتابوا عاللي بقت مرته وحامله إسمه مرايحاش عن باله واصل.. ولغاية ماعينه غفيت وهو موطرحه آخر حاجه كانت واعياها قبالها هو المنظر ديه.
أما شام فأخدتها عديله لأوضتها وراحت علي الطاقه الخشب اللي فالحيطه بتاعة أوضتها، وفتحتها وطلعت منيها قزازه وجات على شام ومسكت يدها وكبتلها من القزازه خلت روحها فرفطت من الوجع.
شام: آااي ياخاله واعره قوي.
عديله: عشان الجرح يتكوي يابتي ويدك متنزنزش.. ديه سبيرتو زين للجروح عايناه حداي دايما عشان اول ماعيل يقع ولا يتعور اكبله منيها علي جرحه.
فضلت شام تنفخ فيدها بألم وهى عتبص على الجرح، وعديله قربت منها وقعدت جارها، وكانت ربطة راسها البيضه إتزاحت لورا وبان شعرها ونزل علي جوانب وشها، وعديله مدت يدها مسكت خصله منه وقالتلها وهى عتفرك الخصله بين اديها:
بسم الله تبارك الله.. شعرك عامل كيف توب حرير هندي يابنيتي!
شام بعدم إهتمام: شعري كيف شعر امي ياخاله وشعور خواتي كلهم إكده.
عديله: ياحلاتكم كيف ماتكونوا قمتوا بدري يوم توزيع الحلا وسرقتوا كل طوابع الحسن لروحكم.. وحريم دارنا راحوا اخر النهار بعد ما الحلا كله خلص وعاودوا بوشوشهم المبومه تاني هههههه.
إتبسمت شام غصب عنها وعديله إتنهدت بوجع عليها، وكملت وهي عتتطلعلها وشايفاها قدامها كيف حوريه من حور الجنه:
عقولك ايه يابنيتي.. هوصيكي واعلمك قبل مالزمان يوصيكي ويعلمك، وعلام الزمان مش بالساهل..داري حُسنك عن عيون أهل البيت وخصوصي الحريم.
يعني لا تخلي وحده تشوف شعرك ولا تمدي رجلك قدامهم ولا تكشفي أي حته فيكي..إن مكانش عشان الحسد وقرصة القلب اللي ساعات عتضيع بني آدم.. عشان الغيره يابنيتي.. والغيره نارها شطيطه ولما عتشعلل في القلب عتوبقي كيف شراره عتولع فكومة قش تاكله كله وتبيته رماد.. واللي قلبه هيوبقي رماد معيتشافش منيه غير السواد.
ودلوك عايزه افطنك على طبع الراجل اللي إتجوزتيه، واللي متعرفيش عنيه أيوتها حاجه.. جوزك يابنيتي واد أمه.. وواد أمه المجلع عمره ماعيرجل ولا يزرع معرفه مع الرجوله.. وكل حاجه عياخدها عند بعند.. واللي زي ديه يابتي محدش عيقدر يوقف قدامه.. تمام كيف القطر اللي يقف قدامه عياخده فوشه ويدهسه تحت عجلاته.
شام سمعت سيرة القطر واتنهدت وهي عترد على عديله فسرها:
والله القطر حنين علي الناس ومعيرضاش بالاذي لصحابه واصل.
وقطعت حديت عديله اللي شردت عنيه بعد سيرة القطر وماعرفتهاش قالت ايه تاني وهي عتسألها:
صوح ياخاله هو القطر يتشاف من إهنه؟ يعني لو ركبت عالسطوح بتاع البيت أشوفه؟
ردت عليها عديله وهي مستغربه سؤالها:
له يابتي مهتشوفيهش.. كان زمان يبان قبل مايكبر الشجر ويعلى وفروعه تحجب الرؤيه.. وخصوصي شجر السيسبان اللي عيفط للسما فط.. بس يعني عتسألي عالقطر ليه؟
ردت عليها شام وهي عتتنهد بحسره:
له ابداً بس كنت عحب اشوفه وهو معدي.. أصله عيعدي من قدام بيتنا طوالي.
عديله: بصي ياااا.. اسمك ايه قولتيلي؟
-شام ياخاله.
عديله:عاشت الاسامي ياشامه.. بصي يامي أول هام اني جدتك عديله مش خالتك.. أني جده للاكبر منك يوبقي تقوليلي ياجدتي او ياستي كيف ماعيقولولي الباقيين.. ديه أول هام.
وتاني هام كل اللي كنتي عتعمليه فبيت ابوكي من لعب وتنطيط وفرجه عالقطورات إهنه تنسيه خالص.. من اول مارجلك خطت البيت ديه وجلع بيت ابوكي هملك على عتبة الدار وفارقك ودخلتى البيت من غيره.. هتتوحشيه صوح بس مهتتلاقيش معاه تاني.. والمفروض أمك اللي كانت قالَتلك الكلام ديه؛ بس عشان الظروف تلاقيها ماقالت ولا عادت.. فخدي النصيحه من خشم ستك ياشامه عشان تعرفي تعيشي.
والمره يابنيتي متنفعشي شوكتها توبقي واقفه هتلاقي الكل يتسابق عشان يكسرها.
والكلام ديه عيتقال للمره اللي داخله بيت جوزها بت بنوت وعلي شرفها ختم ربنا.
بس ليكي إنتي هيكون محتوم ولازمن تعملي بيه، وحاجه كمان.. اقطعي جسر الوصل اللي مابين ودنك وقلبك؛ عشان الشين اللي تسمعه ودنك مايلقاش طريق لقلبك ويروحله ويعشش فيه ويوجعه.
إسمعي من ودن وفوتي من التانيه.. والحديت عمره ما عيتعب غير اللي يحطه فباله يابنيتي.. يعني انتي لحالك اللي بيدك وجعك وبيدك راحة بالك.
هزتلها شام دماغها بتفهم، وعديله مدت يدها علي ربطة شام رفعتها علي راسها تاني وقالتلها:
عارفه إني وجعت راسك بحديتي الكتير، وإنك فيكي اللي مكفيكي، بس اني عامله علي موصلحتك.. ودلوك قومي عاودي لفرشتك ونامي وإنعميلك بهبابة دفى.
قامت شام وإتحركت عشان تروح أوضتها هي وكرار، لكنها وقفت ولفت وبصت لعديله والإحراج بان على وشها..
عديله: عايزه تسألي عليه ومستحيه صوح.. مهيرجعشي راح ينام حدا ضرتك.
بصتلها شام وديقت حواجبها بغرابه وهي عتستوعب إنها كمان داخله علي ضره!
لكن عديله قوام صححتلها الفكره وهي عتقولها:
قصدي على صاحبه ورفيقه ابو دراع
تخافيش.. جوزك انتي أول بخته وانشاله هتكوني الاخيره.. بس يعني لو الغيره فكرت فيوم تدخل قلبك على كرار مع المحبه لو دخلته يعنى.. اوعاكي تحطى أبو دراع في حسابات غيرتك، عشان ماهينوبك غير الوكل فحالك كيف حوريه أمه.
ردت عليها شام بنبرة تهكم:
له ياجده انتي فهمتيني غلط.. اني مكنتش هسال عليه كركار ديه ولا اسمه ايه، اني بس كنت عايزه اسألك علي فرشه افرشها في الأرض وانام عليها عشان هو نبه عليا منامش ففرشته.
ضحكت عديله علي كلمة كاركار وهي عتروح لمها وتقولها:
ديه حديت ساعة غضب وهيروح لحاله.. وهو يعني هيقدر يشوف كل الحلا ديه قدامه ويمسك حاله!
ديه مش بعيد يرجعلك دلوك وياخد اللي عيمل حاله زاهد فيه.
شام برجفه سرت فكل جسمها وهي عتفكر إن ممكن اللي حوصول معاها يوحصول تاني ردت عليها قوام:
له ميرجعشي.. واصلا مهينفعشي.. أني حايضه ومينفعشي يقرب مني واصل.
ردت عليها عديله وهي رايحه ناحية صندوقها الخشب الكبير:
ومالك اتنفضتي إكده كيف الملسوعه! مامسير رايتك الحمره تبيض، واللي مهيحصولش دلوك هيحصول فأي وكت لاحق.
ودلوك خدي الكليم واللحاف دول تعالي قليهم من الصندوق اني حيلي ممساعدنيش.. وتفرشيهم في الارض جار سريره باللطع وتنامي عليهم طول ماهو قاعد في الغرفه.. أما هو ومقاعدش تنامي عالسرير وتتغطي بغطاه وتطبعي ريحتك الحلوه فكل حاجه عيمسها، عشان يألف ريحتك ويعتادها ويوم ماتغيبي عنيه يدور عليكي كيف العيل التايه من أمه.
راحت شام على عديله وخدت الكليم واللحاف من الصندوق، وكان الحمل على يد وحده، واليد التانيه عتساعد مساعده، وراحت على أوضتها وهي عتحدت روحها وتضحك من جواها، عاللي عتديها النصايح اللي تعلق بيها واحد هي مطايقاش تشوفه قدام عنيها حتي..
وأول مادخلت الأوضه وردت الباب قلعت فستانها وراحت علي الصندوق اللي قالتلها حوريه ام كرار إنه فيه خلجات ليها وخدتلها جلابيه ولبستها، وفرشت فآخر زاويه في الأوضه ونامت واتلكلكت باللحاف القطن اللي كانت ريحة تراب الركنه فيه تكتم النفس، وبصت للسرير بفرشته البيضه الستان، وبصت لفستان عرسها المرمي عالأرض، واتبسمت بفرحه واتعدلت من نومتها وهي واعيه صابر عيفتح عليها باب الأوضه وداخل عليها بجلابية فرح بيضه ووقف يبصلها بشوق ولهفه، ومدلها يده وهي قامت منتوره راحتله واترمت فأحضانه وهي عتشهق بوجع وتشكيله بالدموع من اللي جرالها والعتب مخنوق فجوفها مش طالع غير فصوت أنين مكتوم..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نفق الجحيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى