روايات

رواية مهمة زواج الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الجزء السادس والثلاثون

رواية مهمة زواج البارت السادس والثلاثون

مهمة زواج
مهمة زواج

رواية مهمة زواج الحلقة السادسة والثلاثون

لم ينتهي حفل الزفاف بعد
فبعدما غادر معتصم منكسرا منهزما، انتهت الرقصة لتعود ريم الى مقعدها معتذرة من خالد عن عدم مقدرتها على المزيد من الرقص بسبب ارهاقها طيلة اليوم.
بينما استمرت شيرين في الغناء لتغني أغنيتها الثالثة و الأخيرة، فقد اتفق معها معتصم على ثلاث أغاني فقط اختارها بنفسه كتعبير منه عن مشاعره تجاهها..
بدأت موسيقى الأغنية تصدح رويدا رويدا، فقامت تيسير بوكز أدهم من ذراعه لتقول له و هي تشير برأسها الى ندى:
ـــ قوم ارقص مع مراتك… عوض الرقصة اللي زي الزفت اللي رقصتها معاها يوم فرحكو.
أخذ يزفر أنفاسه بضيق، فهو لا يريد الاجتماع بها مرة أخرى أيا كانت الأسباب بعدما جرحت كرامته بلا أدنى شعور بالذنب من جانبها، و لكن أمه نظرت له نظرة تحذيرية كناية عن عدم وجود فرصة للرفض، فقال بضيق بالغ:
ـــ ماما انتي عارفة اني ماليش في جو الرقص و الكلام الفارغ دا.
ناظرته بتغيظ شديد لتقول بسخرية:
ـــ يابني هو انا بقولك قوم اشقطلك واحدة ارقص معاها… دا انا بقولك قوم ارقص مع مراتك..
ضحكت روان لتقول:
ـــ يابني دي فرصة كل المتجوزين بيستنوها.. عارف لو مكانتش رجلي وارمة و الله ما كنت سايبة محمود..
ثم صدرت منها ضحكة لفتت انتباه ندى التي كانت شاردة في عالم آخر لتنظر لها بتساؤل، فردت عليها بنبرة ذات مغذى:
ـــ دا أدهم يا ستي عايز يرقص معاكي.
نظر لها شقيقها بغيظ فقالت تيسير بحماس و هي تدفع أدهم للوقوف:
ـــ يلا يلا بسرعة الأغنية بدأت..
اضطر ان يرضخ لرغبتها حفاظا على المظهر العام أمام الناس، فمد يده لندى التي عانقت كفه بكفها ليذهبا سويا الى ساحة الرقص.
وضعت كفيها على كتفيه على استحياء بينما هو أحاط خصرها بذراعيه و قلبه يدق بعنف من ذلك القرب الذي تمناه كثيرا و لكن لم يناله بعد..
بتوحشني
بتوحشــني وأنا وياك .. بتوحشــني وكل يوم بشوفه معاك
بيوحشــني وكل ثانيه مش وياك
بتدبحني .. وكل ليله بعيشها معاك
تفرحني تخوفني وتجرحني وأخاف بكره يفوت عمري
وأنا لسى بتوحشــني
يتوعدني آه مفيش بكره .. مفيش بعدوه .. مفيش ولا لحظه من غيرك
وترجع تاني تتأخر وتوحشــني .. واعمل إيه اعمل إيه مليش غيرك بيوحشــني
بترسملي حجات أكتر.. وعود اكبر وألقى نفسي من غيرك
وتبنيلي أمل تاني .. وأعيش تاني أعيش بعذابي من غيرك
وأنا وياك .. بتوحشــني
وأنا وياك .. بتوحشــني وكل يوم بشوفه معاك
بيوحشــني وكل ثانيه مش وياك
بتدبحني .. وكل ليله بعيشها معاك
تفرحني تخوفني وتجرحني وأخاف بكره يفوت عمري
وأنا لسى بتوحشــني
آاااااااهٍ يا الله…. ما بكِ يا شيرين!!… تضغطين على الجراح و انتي لا تدرين…
كانت كل كلمة يسمعها أدهم و كأنها تخرج من قلبه لتلك التي بين ذراعيه ساكنة، تتمايل معه بذهن شارد و ملامح حزينة…. تنظر في عينيه كل حين و كأنها ستأكله بعينيها و قد لاحظ ذلك جيدا… إذن لماذا الفراق؟!.. إن عينيها تصرخان بعشقه و يرى جيدا ذلك الهيام الذي تحاول إخفاؤه عنه بإخفاض عينيها حين تلتقي عيناه بهما.
و حين تطمئن أنه قد أبعد ناظريه عنها تعود و تتأمله من جديد و كأنها تراه لأول مرة… أو ربما لأنها تراه لآخر مرة.
“الشخص الذي يحبك هو أكثر شخص يتأملك حين يطمئن أنك لا تراه”
قرأها في أحد الكتب و تجسدها ندى له الآن بالحرف…
ـــ ليه؟!
نظرت له باستفهام، ليرد بوجع:
ـــ لما انتي بتحبيني بتعملي فينا كدا ليه؟!
لم ترد و انما اكتفت بتنكيس رأسها للأسفل ليسترسل بمزيد من الوجع:
ـــ ايه اللي غيرك فجأة؟!.. الليلة اللي قبل ما تنزلي فيها الكلية كنتي بتعترفيلي إنك بتحبيني من سنين..
معقول فجأة كدا عقلتي و حسيتي انك كنتي غلطانة؟!
توترت وصالها و أخذت تبحث في عقلها عن سبب مقنع، و لكن لم يسعفها عقلها لقول أي شيئ، فسألها بترقب:
ـــ ولا يمكن قابلتي في الكلية حب جديد؟!
اتسعت عينيها بصدمة مما وصل إليه عقله، لترد بانفعال مكتوم:
ـــ لا حب جديد ولا قديم يا أدهم… أنا حاسة اني هنفجر من الوجع اللي جوايا و انت زي ما تكون قاصد تزيدني منه.. من ساعة موت بابا و انا بنهار و انت مش حاسس… اه اعترفتلك بحبي ليك بس مش قادرة أكمل و انا ميتة من جوايا.. اديني فرصة اتعافى من المحنة اللي انا فيها…اديني فرصة بقى حرام عليك..
بدأت عينيها تتلألأ بالدموع، فقد جعلها تبوح بمشاعرها بعدما فاض بها الأمر، و لكن حمدت الله أنها استاطعت أن تتحكم في لسانها من أن يذل.
فضمها الى صدره حين أشفق عليها و قال بخفوت:
ـــ اهدي يا ندى الناس هتاخد بالها انك منفعلة و بتعيطي…
تمالكت نفسها حتى لا يلحظ الضيوف تغير شكلها خاصة أن الأعين كانت تتابعهم…
وضع كفه على ظهرها و الأخرى مازالت حول خصرها يتمايل معها على أنغام الاغنية الرومانسية و هو شاردا بكلامها..
إذن هي قصدت الابتعاد عنه لأنها نفسيا غير متزنة…غير مؤهلة نفسيا للانخراط معه في تلك الحياة الوردية التي رسمها برفقتها!…إنها تذكره بأخته ريم و مأساتها النفسية حين فقدوا أباهم…. شعر حينها أنه قد ظلمها خاصة حين لمس صدق نبرتها المهمومة و أنه قد ضغطها نفسيا.. و لكنه أبداً لم يكن يقصد أن يقسو عليها… لو شرحت له ما تمر به لما وصلا بهما الأمر الى ذلك النفق المسدود.
ـــ مقولتيش ليه كدا من الأول؟!.. بدل ما الشيطان يلعب في دماغي و يوصلني للافتراضات دي.
هتف بتلك الكلمات بعتاب و مازال يضمها الى صدره.
حرفيا تريد أن تبكي…. لم تعد تتحمل التمادي في الكذب و التمثيل الى هذا الحد، و لكنها ليس أمامها الآن إلا أن تجاريه فيما فهم منها لتقول:
ـــ أظن عزلتي في قوضتي كانت اكبر دليل على اني كنت فعلاً مش قادره أرجع لحياتي معاك.. و مع ذلك قاومت بس مقدرتش أضغط على نفسي أكتر من كدا و فضلت اتهرب منك يمكن تفهم أو تقدر بس انت فكرت في أسوأ الاحتمالات.
تنهد بضيق من نفسه، كم كانت بارعة في جعله يصدقها… لدرجة أنه قد تجاوز عن غضبه منها الأيام السابقة و قرر مساعدتها لتتخطى محنتها و ان تتطلب الأمر أن يعرضها على طبيب نفسي.
انتهت الأغنية سريعا و انتبها لذلك حين تعالت الصيحات من الحضور بعدما حيتهم المطربة بحرارة و قامت بتوديع العروسين و من ثم غادرت الفندق.
قبض أدهم على كف زوجته و عادا الى الطاولة و هو يشعر بقليل من الارتياح بعد تصريحاتها تلك، كما أن ندى شعرت و كأنها أزاحت عن كاهليها حملا ثقيلا، فعلى الأقل ستتركه و هو راضٍ عنها بعدما محت الظنون السيئة من رأسه و لو بالكذب.
بينما هناك في زاوية أخرى يجلس آسر برفقة مودة و هو شاردا تماما، فقد كان يتمنى لو كانت ميريهان معه الآن و رقص معها تلك الرقصة الرومانسية.
كان يختلس النظر بين الحين و الآخر الى شقيقتها و لكن هيهات… لم تستطع مودة أن تحل محلها بقلبه رغم يقينه بمحاولاتها التقرب منه بشتى الطرق، فحتى ذلك الزفاف طلبت منه الذهاب معه و آسر بطبعه شاب حنون فلم يتمكن من رفض طلبها رغم رفض عقله محاولاتها المتكررة للتقرب منه… هو يعشق ميريها و لن يكون لشقيقتها مهما فعلت.. أو هكذا يقنع نفسه.
آسر ما تيجي نرقص سلو مع بعض.
نظر لها آسر بصدمة، حتى أنها ندمت على ما تفوهت به، فهي لم تكن يوما متهورة او مندفعة في كلامها الى هذا الحد، فزجرها بنظرة حارقة ثم قال بانفعال:

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهمة زواج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى