روايات

رواية مهمة زواج الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الجزء الرابع والثلاثون

رواية مهمة زواج البارت الرابع والثلاثون

مهمة زواج
مهمة زواج

رواية مهمة زواج الحلقة الرابعة والثلاثون

عاد معتصم الى القاهرة بسيارته الخاصة، و قد قام بتوصيل صافية الى منزل شقيقته عائشة و انصرف مغادرا الى شركته بعدما أوصاها عليها.
كان معتصم يحمل حقيبة اللاب توب في يده حين كان يعبر من بوابة الاستقبال الخاصة بالشركة مرتديا بدلة رسمية سوداء و نظارة شمس تحيطه هيبة من الوقار.
وقف موظف الأمن احتراما له ليقف فجأة قبل أن يصل الى المصعد بعدما ناداه أحد موظفي الاستقبال:
ـــ معتصم باشا..
التفت ينظر له باستفهام فاسترسل الموظف باحترام:
ـــ الأستاذ دا جايب ظرف لنرمين هانم و بيسأل على مكتب السكرتيرة بتاعتها… ممكن حضرتك تاخده معاك في الأسانسير؟!
هز رأسه بموافقة فتتبعه الرجل و ترجل معه المصعد فسأله معتصم و هو يصغط على رقم الطابق:
ـــ حضرتك مندوب توزيع؟!
ـــ لأ يافندم…انا جاي من طرف حسين باشا صاحب معرض الحسين للسيارات.. باعتني بعقد العربية اللي نرمين هانم اشترتها امبارح.
هز رأسه بإيماءة و هو يفكر باستغراب لما ستشتري نرمين سيارة جديدة و هل ستشتريها دون أن تخبره؟!… و لكنه أضمر شيئا في نفسه.
حين وصل معتصم لطابقه قال:
ـــ مكتب نرمين هانم في الدور اللي فوق دا علطول.. و السكرتيرة اسمها مروة… ممكن لو ملقيتش مدام نرمين تسيبهولها و هي لما تيجي هتسلمهولها
أومأ الرجل بابتسامة ممتنة:
ـــ متشكر جدا يافندم..
أماء معتصم ثم توجه مباشرة الى مكتبه و ألقى حقييته و معها نظارته على سطح المكتب و هو مازال يفكر بفعلة نرمين التي أخفتها عنه.
وقف خلف النافذة الزحاجية يراقب الطريق و حين رأى ذلك الرجل يخرج من الشركة أسرع بالاتصال بمروة سكرتيرة نرمين لترد عليه بعد ثواني فيقول لها بنبرة صارمة:
ـــ مروة.. حسين صاحب معرض العربيات بعتلي ظرف فيه عقد عربية.. ابعتهولي حالا.
ـــ يافندم الظرف جاي باسم مدام نرمين.
ـــ أيوة بعته بالغلط… حصل لبس و كان فاكر ان نرمين اللي اشترت العربية… حالا تنزليلي العقد.
ـــ تمام يافندم.. ثواني و هكون عند حضرتك.
ـــ نرمين وصلت؟!
ـــ لأ لسة يافندم.
ـــ تمام متتأخريش.
بعد حوالي خمس دقائق كان الظرف على مكتب معتصم و بين يديه، و بمجرد أن خرجت مروة من المكتب قام بفتح الظرف و قرأ العقد ليجد أن اسم المشتري ليس نرمين و إنما كانت لشخص يدعى راغب كما أن الفاتورة الملحقة بالعقد باسم نرمين… إذن نرمين اشترت تلك السيارة الباهظة الثمن لذلك الشخص الغريب… لذلك أخفت عنه ذلك الأمر..
بدأت الشكوك تساوره و نيران الغضب تشتعل بصدره… هل قامت بالتعرف على رجل غيره و هي مازالت في شهور العدة… و الأدهى من ذلك تشتري له سيارة باهظة الثمن من آخر طراز؟!
هل جنت هذه أم ماذا؟!
نقح عليه عرقه الصعيدي و قام على الفور باستدعاء هشام و أعطاه العقد ليطلع عليه، الأمر الذي أيضا أثار شكوك هشام فقال معتصم بحدة:
ـــ هشام الراجل دا عايز أعرف عنه كل حاجة.. عرفها ازاي و بيشتغل ايه و علاقته ايه بيها بالظبط.. و ازاي قدر يستغلها بالطريقة دي… معاك رقم بطاقته و تليفونه مكتوبين في العقد… في خلال كام ساعة تكون جبتلي الراجل دا بأي طريقة.. عايزك لما توصله تستدرجه لمصنع ستة اكتوبر و اول ما تجيبوه هناك كلمني و هكون عندك في خلال ربع ساعة… تمام؟!
اومأ بموافقة:
ـــ حاضر يا معتصم… ربنا يقدرني و هحاول اوصله في أسرع وقت.
ـــ ضروري يا هشام تخلص الحكاية دي النهاردة… انا في نار جوايا و مش هتنطفي غير لما اوصل للحيوان دا.
ـــ ماشي انا هخرج حالا ابعت بطاقته لواحد حبيبي في السجل يجبلي كل بياناته و لما اعرف هو بيشتغل ايه هكلمه على اساس اني عميل و عايزه في شغل و هحاول اجرجره و اجيبهولك ع المصنع.
أومأ بامتنان:
ـــ هعتمد على الله و عليك يا اتش.
ـــ حبيبي يا عصوم انت تؤمر.
انصرف هشام تاركا صهره يفرك كفيه و هو يفكر و يتوقع و يرسم قصصا في خياله عن علاقة نرمين بذلك الرجل الى أن صرف عقله قليلا عن ذلك الأمر حتى يأتيه هشام بالخبر اليقين و استكمل باقي أعماله و اجتماعاته.
أتت نرمين لاحقا و قد نسيت مروة أمر ذلك العقد تماما و كذلك ظنت نرمين أن صاحب المعرض لم يرسله بعد او قد ربما يرسله في الغد.
انقضى النهار سريعا حين اتصل هشام بمعتصم و حين رد عليه قال ببسمة انتصار:
ـــ تمت المهمة بنجاح يا عصوم.
ـــ احجزه عندك في المخازن يا هشام.. ربع ساعة و هكون عندك
ـــ حصل يا باشا… و مربطينه كمان و معانا البودي جارد عشان لو لزم الأمر و اضطرينا نستعمل معاه العنف.
ـــ و أنا روحت فين… انا هعرف اجيب قراره كويس اوي.
ـــ و توسخ ايدك ليه يا عصوم؟!… تعالى بس و بعدين هنشوف.
ـــ تمام.. سلام.
هبط معتصم عبر المصعد الى الطابق السفلي و منه الى سيارته استقلها و قادها على أقصى سرعة الى أن وصل الى المخزن المحتجز به راغب.
كان راغب مقيد بالأغلال على كرسي متين و هو في حالة من الذهول.. لا يدري من الذي أتى به الى ذلك المكان و ما سبب وجوده..
و حين أقبل عليه معتصم و ملامحه لا تنذر بالخير عرفه على الفور، فدب الرعب في أوصاله و أيقن أنه هالك لا محالة… فيبدو أنه اكتشف أمره.. و لكن ترى كيف اكتشفه؟!
صُعق معتصم حين وجده شابا يافعا لا يتخطى الثلاثين حتى…. فهل نرمين مغرمة بمن هم أصغر منها بعشرات السنوات؟!
ـــ انت مين يلا و تعرف نرمين منين؟!
رد بنبرة مرتعشة:
ـــ نـ نرمين مين بس يا باشا؟!
صفعه بكفه صفعة قوية ثم زمجر به بشدة:
ـــ انت هنا مش في نيابة يا روح امك.. و ان مقولتش على اللي عندك كله يبقى قول على روحك يا رحمن يا رحيم.
رد و هو يبتلع ريقه بصعوبة:
ـــ يا باشا فهمني بس انت عايز تعرف ايه؟!
رد بصوت كالفحيح:
ـــ كل حاجة..اتعرفت على نرمين امتى و فين و ازاي؟!.. و ايه اللي يخليها تشتريلك عربية اخر موديل تمنها مليون جنيه؟!.. ماسك عليها ايه يلا انطق.
يبدو أنه لا مفر من الاعتراف و إلا سيكسر عظامه، و قد أدرك ذلك جيدا حين نظر لذلك الرجل العملاق الذي يقف خلف معتصم متأهبا لأمر الهجوم في أي لحظة، فأخذ يبتلع ريقه بصعوبة ثم قال بخوف:
ـــ هقولك يا باشا بس تطلعني من هنا سليم… و وعد مش هتشوف وشي تاني ولا هتعرض لسيادتك في أي حاجة.
رد معتصم بنبرة مخيفة:
ـــ لما اعرف الأول انت نيلت ايه و بعد كدا هقرر.
نظر له راغب برعب ثم التقط نفسا عميقا و بعدها بدأ يسرد له طريقة تعرفه على نرمين عبر شقيقها نادر و ما أسدى لها من خدمات و مساعدتها في تهكير هاتفه و هاتف ريم و كيف أنها قامت باستغلال ذلك في التفريق بينهما، و لكنه لم يتطرق الى استئجار السيدتان اللتين قامتا بالتهجم عليها حتى لا يزداد غضبه عليه، و أمر ذلك الفيديو الذي تم تصويره بين معتصم و نرمين حين كان مغيبا عن الوعي..
كان يستمع و هو في حالة من الذهول… كيف لتلك الأفعى أن يصل تفكيرها لهذا المستوى من الشر.. لقد ظن أنها قد استسلمت للأمر الواقع في مقابل بقائها بجواره كما طلبت منه في بادئ الأمر.. و لكنها كانت تضمر شرا وفيرا و تخطط و تنفذ و هو لا يدري.
أطلعه راغب على رسائل نرمين و مكالماتها المسجلة بينهما و مكالماتها لريم أيضا، فقد قام راغب بتهكير هاتف نرمين تحسبا لأي غدر منها و حتى يضغط على نقاط ضعفها كما يشاء.
انكشفت كل الأوراق أمام معتصم و اصبح كل شيئ واضح أمامه، و اكتشف الآن أن ريم لم تكذب عليه تماما كما كان يشعر طيلة الوقت، فقد كانت مشاعره تجاهها دوما صادقة، و أنها ابتعدت عنه حين ظنت أنه كذب عليها بادعائه بأنه لن يعود لنرمين و في ذات الليلة ينام بين أحضانها… تلك الملعونة نفذت الخطة و أحبكتها حبكة محكمة حتى وصلت لما أرادت.
لقد جعلت كل منهما كاذبا مخادعا في نظر الآخر و بمنتهى السهولة.
ـــ هتعمل ايه يا معتصم؟!
كان ذلك صوت هشام الذي انتزعه من صدمته و دوامة استنتاجاته.
نظر له بتفكير ثم نظر لذلك المذعور قائلا بنبرة مخيفة:
ـــ اسمع يلا.. زي ما ساعدتها في مراقبتي هتساعدني في مراقبتها و هتهكرلي موبايلها و كل حساباتها… عايز اكون انا المتحكم في كل حساباتها حتى حسابتها البنكية.
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال برجاء:
ـــ يا باشا اهكر موبايل اه بس حساب بنكي مش شغلتي.
رد بانفعال:
ـــ اتصرف… لو عايز تخرج من هنا على رجليك اعمل اللي بقوله بالحرف.
ـــ حـ حاضر يا باشا.. هشوف حد من معارفي يساعدني.. حـ حاضر..
ـــ و لو فكرت تغدر او تهرب هعرف ازاي أجيبك.. لاني ببساطة هعين واحد يراقبك زي ضلك.. و اي حركة كدا ولا كدا هيجيبك من قفاك و مش هيكون فيها سماح… انت فاهم..
رفع يديه أمام وجهه بخوف و هو يرتد للخلف قليلا متمتما:
ـــ فاهم… فاهم يا باشا.
نظر للحارس الضخم قائلا:
ـــ خليه مرمي هنا لحد ما اقولك سيبه يمشي..
و عينك متغفلش عنه
أومأ الحارس بإذعان ثم أخذ معتصم هشام و خرجا من المكان، و ركبا سويا السيارة و بمجرد أن تحرك بها معتصم تحدث الى صاحبه:
ـــ هشام.. هتاخد العقد و الفاتورة و تحطهم في ظرف جديد و مقفول كويس.. و كنت كلمت المحامي يعملي توكيل عام من نرمين ليا بس هي طبعاً متعرفش و لسة موقعتش عليه.. عايزك تحطها في خانة اليك و تمضي ع التوكيل من غير ما تاخد بالها.
قطب مابين حاجبيه بتفكير متسائلا:
ـــ و دي هعملها ازاي يا معتصم؟!
ـــ لما تدخل عليها بعقد العربية هتخاف تكون فتحته و اكتشفت لعبتها و هترتبك و تتلغبط.. و في عز لغبطتها هتحط التوكيل في وسط شوية ورق و تمضيها عليهم كلهم.. طبعاً من ارتباكها و خوفها مش هتركز هي بتمضي على ايه اصلا.
ـــ طاب هقولها ايه على الظرف دا.
ـــ هتقولها ان مندوب المعرض قابلك و سألك على مكتبها و انت قولتله انك طالعلها و أخدت منه الظرف عشان توصلوهولها.
استرسل معتصم بمكر:
ـــ عايزك توترها و تسألها كتير عن الظرف و بكدا هتمضي بسرعة عشان تخلص منك و تخرج و تسيبها.
رمقه هشام بذهول ليقول باعجاب:
ـــ يخربيت دماغك يا عصوم.. ايه يابني الدماغ دي؟!
ـــ دي أقل حاجة اعملها فيها نظير اللي عملته فيا انا و ريم… و رحمة ابويا و غلاوة أمي عندي مش هخلي حيلتها حاجة.. هشام بكرة الصبح تكون انجزت المهمة دي.. عايز بكرة ألاقي التوكيل متوقع عليه منها و موجود على مكتبي.
ـــ بسيطة ان شاء الله يا عصوم…… طاب و ريم؟!.. هتعمل معاها ايه.
تنهد معتصم بعمق و هو يقود ناظرا أمامه الى الطريق ثم قال و يخالجه شعور بالعجز و اليأس:
ـــ مش عارف.. هي دلوقتي مخطوبة و أكيد بعد الفيديو اللي شافته دا كرهتني و مش طايقة تشوف وشي.
ـــ بصراحة ليها حق… نرمين لعبتها صح.
رد بغضب بالغ و هو يعتصر المقود بيديه:
ـــ مش عايز اسمع اسمها تاني يا هشام.. سيرتها بقت بتعصبني.
قام بتوصيل هشام الى منزله ثم أدار سيارته و اتخذ طريقه الى شقته.
بمجرّد أن دلف شقته أتاه اتصال من عمر لينظر الى اسمه باستغراب، لقد نسي أمره تماما.. كما أنه نسي أن يُعفيه من مهمته بعدما افترق عن ريم الى أجل غير مسمى، و لكنه فتح الخط يجيبه بترقب، و بعدما تبادلا التحية قال عمر بحزن:
ـــ معتصم باشا.. يؤسفني اني اقولك اني عرفت ان الدكتورة ريم طبعت دعوات فرحها.. و الفرح هيكون الخميس الجاي في فندق الفورسيزون.
سكت معتصم مصدوما يحاول استيعاب ما سمعه للتو، حتى أن عمر ظن أن الاتصال قد انقطع
ـــ ألو.. معتصم باشا..
رد أخيرا بنبرة مهزومة:
ـــ عرفت ازاي؟!
ـــ يافندم ما انا متابع الدكتورة و مصاحب افراد الأمن اللي على بوابة الاسقبال و هما اللي قالولي انهم معزومين على فرح الدكتورة الخميس الجاي زي ما قولت لحضرتك… و كمان..
سكت عمر قليلا فحثه معتصم على التحدث، ليحمحم قائلا:
ـــ كتب الكتاب كان النهاردة.
بُهت معتصم و تجهمت ملامحه بصدمة كادت أن تودي بحياته، إذن كُتبت على اسم رجل آخر….. أصبحت ملكا لغيره.. ضاعت حبيبته من بين يديه و لا أمل في العودة.. أُغلقت كل الطرق المؤدية اليها..
أغلق عمر الاتصال حين سكت معتصم تماما مُشفقا على قلبه الجريح، بينما معتصم جلس على أقرب كرسي خلفه بعدما تخدرت حواسه من الصدمة، و أصبحت قدماه كالهلام غير قادرتان على حمله.
آلمه قلبه كثيراً و كأنه طُعن لتوه بسكين تلمة، لقد ذبحته حبيبته بلا شفقة… أخذ جسده يتصبب عرقا و ينتفض غير مصدقا ما حدث و كأنه مذبوح و روحه تستعد لمغادرة جسده.
بقي على ذلك الوضع لوقت لم يعلم مدته، الى أن عاد قليلا الى رشده و بدأ في لملمة شتات نفسه، فتوجه الى المرحاض يأخذ حماما باردا رغم برودة الجو، ليقف أسفل الماء الجاري البارد لوقت طويل و هو يتنفس بوتيرة سريعة و ملامحه متجعدة بحزن قاتل الى أن خرج أخيراً من المرحاض و استلقى على الفراش و هو يرتدي شورت قصير فقط، فقد أفقدته صدمته شعوره ببرودة الجو و أيضاً احساسه بالوقت.
توالت الذكريات على عقله و كأنه شريط سينيمائي يُعرض أمام عينيه، يشعر بحنين جارف تجاهها خاصة بعدما عرف بالمكيدة التي حاكتها نرمين للتفريق بينهما، لقد كان قاب قوسين او أدنى من عودتها له لولا ما فعلته تلك الأفعى، انما الآن… و كأنه فقد قطعة غالية من قلبه… و كأن روحه غادرت جسده… لو اكتشف ما عرفه اليوم من يومين أو بالأمس فقط؟!… ربما تغيرت الأقدار…
خانته دمعة فرت من جانب عينه أزالها سريعا، فالبكاء كالنساء ليس من شأنه ثم نهض يبحث عن قرص منوم لينام ربما يهرب من تلك المشاعر القاتلة، الى أن وجد شريط التقط منه قرصين تجرعهما بشربة ماء ثم اعتدل بفراشه متخذا وضعية النوم محاولا عدم التفكير او الاحساس بأي شيئ الى أن نام كيف و متى لا يدري…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهمة زواج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى