رواية من أجل أبنائي تزوجتك الفصل الرابع 4 بقلم صفاء حسني
رواية من أجل أبنائي تزوجتك الجزء الرابع
رواية من أجل أبنائي تزوجتك البارت الرابع

رواية من أجل أبنائي تزوجتك الحلقة الرابعة
مي بتقول لخلود: “أنا عندي ليكي هدية، يا خلود، بس دي فيديو”.
خلود بتقول بفرحة: “هدية إيه يا قلبي؟”.
مي بتقول: “فيديو يجنن يعجبك”.
قبل ما مي تروح عند الديجي وتدي له الاسطوانة، رامي أخد شنطة أمه وبيجري بيها، وراح عند بسنت على المسرح.
ناهد بتِتنرفز أوي وبتقوم تجري وراه. هو راح عند مكان الديجي، وفتح الشنطة بعصبية، و فاضّ كل حاجة فيها.
ناهد: “عيب كده يا رامي، إيه اللي بتعمله ده؟ ماشي، هنروح ومش هُخرجّك تاني من دلوقتي لمدة أسبوع، مفهوم؟”.
رامي: “أنا آسف يا ماما، مش هعمل كده تاني”.
ناهد: “طب لم كل الحاجات في الشنطة”.
كان من ضمن الحاجات الموجودة اسطوانة تخص ناهد. رامي أخد الاسطوانة التانية وحطها، وهي بقيت تلّم بقية الحاجة، وأخدت رامي و روان.
ناهد: “إخواتكِ أشقياء أوي يا بسنت، وأنا شايفة كفاية كده، ونرجع”.
بسنت: “حاضر يا ماما، نِسَلّم على خلود ونروح”.
ناهد: “مفيش مشكلة، تعالي”.
ناهد وبسنت بِتِتجهوا ناحية عائلة خلود.
سها (أم خلود): “أنا بجد إتشرفت بلقاء حضرتك إنتِ وبسنت، خلود دايماً بتحكي عنها”.
ناهد: “الشرف ليا أنا أكتر، كل سنة وهي طيبة، ويارب تفرحي بيها وهي وأخواتها”.
سها: “تسلمي يارب، وتفرحي إنتِ كمان بِبَسنت وأخواتها، أنا بشبه عليكِ بس مش فاكرة شوفتك فين”.
ناهد: “أكيد في اجتماع أولياء الأمور”.
سها: “ممكن، إنتِ دايماً بتروحي”.
ناهد: “أحيانًا بحب أُشَارك ولادي كل حاجة”.
سها: “ربنا يخليهم ليكِ يارب”.
ناهد: “تسلمي، كلك ذوق”.
سها: “كنت عايزة نمرة حضرتك عشان أتواصل معاكي”.
ناهد: “بإذن الله، حاليًا مش معايا تليفون، بس وعد هتكوني أول واحدة تاخد الرقم، أبعتُه مع بسنت”.
سها: “في حد بيِستغني عن التليفون دلوقتي؟”.
ناهد: “أكيد لا، كان عندي، لكن باظ، و كِسِلت اشتري غيره”.
سها بتِحس بإحراجها، وخصوصًا لما خلود غمّزت لأمها: “إن شاء الله دقيقة هتصل بالسواق يرجعوكم”.
ناهد: “مفيش داعي، إحنا هنرجع بتاكسي”.
سها: “صعب جدًا تلاقي تاكسي داخل المدينة، وحضرتك دخلتي قلبي، ومش عايزة تحطي تكليف ما بينا”.
ناهد: “القلوب عند بعضها، تمام، إلا تشوفيه، دقائق”، وكان السواق جه في الوقت ده، كانت أسلاك الديجي حصل فيها لعبكة بسبب رامي، وكان بيفكّها.
مي: “ليه كل التأخير دي؟ متشغّل الفيديو، الديجي دقائق واشغله”.
ناهد خرجت من النادي، هي ولادها، وركبوا التاكسي، وراحوا. خلّص الديجي، ووضع الاسطوانة، ومى في عز فرحتها، رغم كانت متوترة للخطة تحصل فيها أي خطأ، ومع إضاءة هادئة، ظهرت صور ناهد وهي صغيرة، وشعرها، و بتضحك، وفي شخص بيصورها.
ناهد: “حسام، إنت بتعمل إيه؟ كفاية تصوير بقى”.
حسام: “لأ، طبعًا مش كفاية، أولاً إنتِ وشّك وش نجوم”.
ناهد بتبتسم: “وثانيًا؟”.
حسام: “عايز أحفظ كل ذكرى ما بينا على اسطوانة، ونفضل نتذكر اللحظات الحلوة”.
ناهد: “اللحظات بتفضل في القلب يا حبيبي، و ما دام عاوز كده، يبقى الذكرى لما نكون مع بعض”.
حسام: “إنتِ تؤمرّي”. بيظبط الكاميرا و بيقرب منها، و بيخطف قبلة من على خدّها.
ناهد بكسوف: “مش وقته ده يا حسام”.
حسام: “لأ، طبعًا وقته، أنا لسه في شهر العسل، و عايز أِشبع منك”.
ناهد بضحك: “شهر عسل إيه يا شيخ، إلا بعد سنة”.
بتقرب من بنتها بسنت وتحملها: “طب بسنت جبته إمتى بقى؟”.
حسام: “عشان أيامي معاكي كلها عسل، هو إلا يتجوز قمر زيكِ يزهق”.
ناهد بحزن: “بس القمر ده، كانت السبب تخسر أبوك، و اشتغلت عند الناس، بدل ما تشتغل في شركتك”.
حسام: “أوف، القمر ديما بتحب النكد والحزن، عيشي اللحظة يا بنت الحاج سمير الحسيني، هما اللي خسروا، مش أنا، بابا خسر يوم ما سمع لفارس، وفي يوم يعرف حقيقة فارس، بلاش نكد بقى”.
ناهد: “والله مش أقصد إنّكِد عليك، بس أنا عارفة إنّك تعبت في الحياة البسيطة دي، مش متعود عليها”.
حسام: “على حساب إنكِ بنت البواب يا بنتي، أبوكِ كان العمدة في كفر الشيخ، بس أبويا كان عايزني أتجوز بنت شريكه سها درويش”.
ناهد: “آه، عارفاها، بِسَمَع عنها كتير، دي جميلة جدًا ورقيقة جدًا، إنت اللي خسرت لما سبتها واتجوزتني”.
حسام بضحك: “أنا حبيبتي مجنون يعني، زعلانة عشانها؟ لأ يا حبيبتي، أنا مش رافضها هي إلا رفضتني”.
ناهد: “ليه بقى؟ هي تطول شاب قمر زيك؟”.
حسام بضحك: “هههه، قلبت عليها مرة واحدة ليه كده؟ طبعًا تطول، استِرحّي، بتحب صديقي محمود، وهو بيحبها، وكان مُحرّج يقول لي، لكن هي طلبت تقابلني لما عرفت إننا هنروح نتقدم ليها، واعترفت إنها بتحبه، وطلبت منّي أرفضها، لما خرجت كنت زعلان”.
ناهد بتِكشّيرة: “ليه بقى؟”.
حسام: “عقلك مش يروح بعيد، كنت زعلان من صديق عمري إنّه مش قال لي، وبعد اللقاء دي بس برضه كان السبب إنّي قابلتكِ”.
ناهد بضحك: “آه، لماكنت راجعة على بلدي، وأنا بعدي رايح محطة مصر، حضرتك كنت سرحان، وخبطتِ فيّا”.
حسام بضحك: “بيحِضنها، طب إنتِ فاكرّة؟ وقتِها فضلتِ تتكلمي فلاحّي، مش فهمت منك كلمة، بس وقعت في حبك، وكمان طلعتِ طالبة عندي في الجامعة. وقتِها صورتك صورة، وإنتِ مش واخدة بالك، و بتِرجعي رايح جاي، وقابلت محمود وسها، وورّيتهم صورتك علي إنك حبيبتي”.
ناهد بتقلب لغتها فلاحّي: “يا وِقعدكِ، متنيّلة، طب عملت كده ليه؟”.
حسام بضحك: “ههه، إنتِ قلبتِ تاني، أنا صدّقت، بَقيت أعرف أفهمك”.
ناهد: “بس ليه عملت كده بجد؟ واشمعنا أنا؟”.
حسام: “مش عارف ليه، ممكن وقتِها كنت عايز أعرف اللي كان صديق عمري، إلا كنتِ سِرّة مرة واحدة، اكتشف، خايف يواجهني، و ممكن فاكر إنّي عايز أخطفها، وعرفت شخصيته من وقتِها، إنّه بِيخلق وهم جوة وبيزّرعها، وبِيضحك في وشّك، وهو شاكك فيك، كان لازم أعرفه، مش أنا الصديق اللي بِيخون صحابه؟”.
ناهد: “ولسه بتِتّحدّت معاه، يعني، والا إيه؟”.
حسام: “لأ، هو حضر فرحنا هو وسها، بس بعدها إحنا سافرنا، وجينا هنا على اسكندرية، ومن وقتها عايش شهر عسل معاكي”.
ناهد: “يعني هما السبب إنّك تتجوزني وتزعل من أبوك، مش أنا، يبقى مش حبيّتني خالص؟”.
حسام: “عايزة إثبات أكتر من كده؟ إيه؟ إنّي بعشق التراب اللي بتِمشي عليه”. بيحملها، و بيقفل الكاميرا.
الجميع كانوا في زهول، قصة حب جميلة، نفسهم يعرفوا مين أبطالهم، وإيه علاقتهم بسها ومحمود.
محمود بيسحب سها للداخل.
سها في حيرة ومفاجأة: “بعد سنين طويلة، تكون إنت يا حسام، السبب في جوازي من محمود النهاردة، تكون السبب من إنقاذي من الحرب بين مي و مدام ناهد، بتكون مرات المرحوم حسام، صحبك، يا للصدفة العجيبة دي”.
محمود: “أكيد إنتِ مُدّبرةها، عايزة تِثبّتي إنّي مريض بزرع في قلبي الشك زي ما حسام قال، و إنكِ فعلاً مش كنتِ في وعيكِ، مش تقصدي تخونّي مع سيف صح؟”.
سيف بيدخل عليهم وبيتفاجئ: “يعني إنت كنت عارف وساكت، و بتضحك في وشي، وعينك فيها الف سؤال؟”.
محمود: “ما إنت كمان بصيت في وشي بكل عيون، وجحه، وإنت قبلها كنت في حضن مراتي”.
خلود بتيجي: “نعم أونكل سيف، وماما”.
وفجاة تشعر بدوار و بتقع مغمي عليها،
سها بتجري بسرعة، بتِحِمل بنتها، و بتحاول تُفقّها.
محمود بيبصّ لها بطريقة سخرية: “متحاوليش تعملي دلوقتي أم صالحة، إنتِ السبب في كل دا”.
سيف بيتدخل في الحوار: “مش هي السبب يا شريكي، حضرتك السبب في كل حاجة، بس الأول تجيب دكتور للبنت ، ونفض الحفلة والناس تمشي، وبعدها نتحاسب”.
محمود بيبص له بكل غضب: “إيه البجاحة دي كمان؟ ليكِ عين تتكلم، و تتحكم؟”.
سيف: “أنا مش هرد عليك”. و بيبدأ يتصل بدكتور، وبعدين بيتصل بأخو خلود، حازم.
سيف بيُنتظر الرد.
حازم قاعد مع خالد وإياد، أصحابه، اللي لسه في مرحلة الثانوية بسبب سقوطهم المستمر، أما هو تخرج من ثانوي عام بمجموع بسيط أدخله تجارة خاصة، وهو في السنة التانية، و بيروح كمان يتدرب مع سيف في الشركة، لأن سيف رغم سنه، لكن عنده حكمة، بيتعامل مع الشباب الصغير وكأنه من عمرهم، كانوا في ركن بعيد، خرجوا بعد ما بسنت خلّصت من الغناء عشان يشربوا ويضحكوا، و بيظهر ملامح حازم ذات البشرة القمحي وعيون العسلي، وهو سرحان في بسنت وجمالها البسيط، و صوتها الجميل، بيفوق على صوت التليفون، بيشوف سيف.
حازم: “أوف، عمي سيف، هو أنت حبيبي آه، وصاحبي، مفيش مشكلة، بس مش دايما كده فوق رأسي، وعلى طول مع العيلة، وفاكر نفسك وصي علينا”.
إياد: “أهدى يا عمّونا، ومتردّش عليه، هو فوق راسك في كل حتة كده ليه، ما يكونش أبوك؟”.
خالد: “هههه، فعلاً”.
حازم: “بلاش ظرف إنت و هو، هو بس بيحسّ بالونس في وسطنا، وهو ابن عم أمي، وصديق أبويا”.
إياد: “متدّقش كده، أنت بقيت رخم جدًا يا عمونا من يوم ما دخلت الجامعة، و أنت بقيت متعالي علينا، كد ليا ولا متضايق عشان سبت البنات الموزز في المدرسة، و خرجت؟”.
خالد: “إنت بتقول فيها بجد، أنا مش عايز أخرج منها عشانهم، و خصوصًا البت صاحبة أختك يا إياد، بت حكاية قمر إيه، و جمال إيه، بس مغرورة أوي، آه بالحق، أخبار الخطة عشان تقدر تتقرب من الشلة زي ما (مي) قالت، لو عملنا كده، نقدر ندخلها الشلة بالعافية”.
إياد: “لأ يا حبيبي، الخطة باظت”.
خالد: “ليه بقى؟”.
إياد: “لأ، إنت الدماغ اشتعلت عندك بدرّي، إنت مش شوفت الراجل اللي قرب بالعربية بتاعته”.
خالد: “آه، ماله؟ هو بص علينا بغضب، بس أكيد عمل كده عشان محدش ينتبه من الأمن، واستلم هو تكملة الخطة زي ما مي قالت”.
إياد: “لأ، للأسف، البت حليت في عينيه، واضح، وفرّكش الموضوع”.
خالد: “يعني روحها بعد ما هدومها اتبهدلت؟”.
إياد: “لأ يا ناصح، راح إشترى لها فستان فخم، و لابسته في الحفلة”.
خالد: “هي مين؟ أنا ما انتبهتش منها”.
إياد: “ما هي نفس البت اللي كانت بتغني”.
خالد: “يا خبر، الفستان بس لوحده غيرها، طب لو اتظبطت هتبقى إيه؟ صاروخ!”.
هنا حازم انتبه لكلامهم، لأنه طول الوقت بيشرب، و مش معاهم.
حازم: “مالها إللي كانت بتغني؟”.
إياد: “هههه، لأ، إنت كمان فاصل”.
حازم بجدّية: “أنا بتكلم بجد، مالها؟”.
خالد: “أهدى كده، البنت معانا في المدرسة، و مع أختك في الفصل، بس رغم إنّها قمر، بس بنت خنيقة و متكبرة”.
حازم: “بلاش غلط في حد، و لخص”.
إياد: “هقولك، أختك خلود و مي فكروا نعمل فيها مقلب، عشان تنضم للشلة، لأنّها شاطرة أوي، و عايزين ننجح بقى”.
حازم: “مقلب إيه؟ إنت هتنقطني كلمة كلمة، خلّص”.
خالد: “لأ، ما أختّه خرجت من المقلب، قال إيه، حَبّت البت وخلاص، مصلحتها معاها، وإحنا باي باي”.
حازم: “الله ما طولك يا روح”.
إياد: “متخافش أوي، مش لحقنا نعمل حاجة، عمك سيف فرّكش الخطة”.
حازم بِنَفَخ: “هتقول بوضوح ولا أسيبكم؟”.
إياد وخالد مستغربين.
إياد: “لأ، أهدى، هقولك”.
إياد: “أختي اتّفقت إنّي أنا وخالد نعاكسها بالعربية، و نِقطع فستانها، و تِقع على الأرض و تتبهدل هدومها، وبعد كده ييجي عمك وياخدها على الكلين، وهناك في الحمام في كاميرا تصوّرها وهي بالملابس الداخلية، و نروح نهدّدها”.
حازم بعصبية: “يا ولاد الجزمة، وإنت زى العبيط تمشي ورا أختك الصغيرة صح؟”.
إياد: “ما كل المحاولات فشلت مع البنت، حتى أختك خلود قربت منها وبقوا أصحاب، ورغم كده مرضيتش تدخل الشلة”.
خالد: “هههه، أصل نظامها، موس، من المدرسة للبيت، و من البيت للمدرسة، حتى الدروس مختارة، مجموعة البنات، يوم الجمعة، السبت”.
حازم: “يعني بنت محترمة، إنتوا مالكم بيها؟”.
إياد: “اتت إللي مالك، ناسي إن دي اللعبة إللي كنا بنلعبها مع البنات، وبعد كده تدخل في الشلة”.
حازم: “كانت وقاحة و كلام فارغ، و سيف دخل معاكم في الخطة، إزاي يسمح لنفسه بكده؟”.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من أجل أبنائي تزوجتك)