رواية من أجلك الفصل العاشر 10 بقلم أسماء ندا
رواية من أجلك الجزء العاشر
رواية من أجلك البارت العاشر

رواية من أجلك الحلقة العاشرة
بعد مرور أربع سنوات كان أدهم سقط مغشيا عليه عند أبواب الطابق الثالث فى القصر، ومع محاولته فتح عينيه بعد ان استمع الى صوت يعرفه جيدا ، صوت محفور داخل قلبه قبل ذاكرته، ينطق باسمه
” ادهم ، حبيبى ، فوق ، ادهم ، انا هنا يا حبيبى ”
فتح عينيه ببطء ثم نظر للتى تحتضن رأسه بين كفيها ، يستمع لصوتها وكأنه يأتى من بعيد، بعد لحظات حاول الاعتدال فى جلسته وهو يمسك بيديها حتى لا تحتفى وقال
“ماما، صح ، انتى هنا ، انت عايشه، كنتى فين ، انا دورت عليك فى كل مكان ، سألت كل اللى كانوا شغالين هنا ،محدش كان عارف مكانك ”
ابتسمت برقة ثم قبلت رأسه وقالت:
“تعالى الأول نقعد في أي مكان تاني بعيد عن هنا، أنا بكره المكان ده حتى بعد ما اتحرق لسه شايل ذكريات مؤلمة حرمتني منك.”
قام أدهم وهو يهز رأسه ويقول: “صح، تعالى نروح بيتي وأنا ههد القصر ده، أنا هسويه بالأرض.”
سمع صوت تاني بيقول: “طب وليه تهده؟ ما ممكن نستغله ونحوله لدار للمسنين والأيتام.”
لف أدهم وشه عشان يشوف حامد واقف جنب ست تقريبًا في سن حامد، فغمز له بمعنى مين دي.
ضحكت أم أدهم وقالت
“عمتك صابرين وهي السبب إني لسه عايشة لحد دلوقتي.”
ابتسم أدهم وحضن صابرين وهو بيقول “أنا عارف إنك اتظلمتي منهم زي ماما، اسألي حامد أنا دورت عليكي بس أنتِ اختفيتي أنتِ كمان.”
قالت صابرين: “تعالى، هاخدك للمكان اللي كنت فيه وهناك هتعرف كل حاجة.”
تحركوا جميعا ولم يترك ادهم يد والدته كان قلبه لا يصدق ويخشى أن تختفى ويجد أن كل ما هو به مجرد سراب، بعد ساعة وجد نفسه أمام أبواب دار لرعاية المرضى النفسيين ، نظر إلى أمه وقال
” انتى ، هما ، حطوكي هنا ”
قالت صابرين ” لا ، هما افتكروا انها ماتت وانا كنت هربت من شباك اوضتى ونزلت جريت ورى الحراس وخلتهم ياخدوها لمستشفى ، ادخل بس وهحكي لك على كل حاجه ”
دخل أدهم يتبع خطوات صابرين وحامد إلى الداخل وهو ينظر في جميع الاتجاهات، المكان يشبه فندقًا ضخمًا يملأ الحديقة أشخاص بزي موحد، كل منهم يتضح عليه المرض، كما يوجد أشخاص آخرون بزي موحد آخر زي طبي، وداخل المبنى اتضح أنه مقسم إلى سبعة أدوار، كل طابق به غرف حيث يكون لكل مريض غرفته الخاصة به، ثم دلفوا إلى غرفة في الطابق الأول بها باب على الحديقة، وفراش يوجد أمامه طقم أنتريه فخم وبالقرب منه طاولة صغيرة وفي الجانب يوجد مكتب فوقه صورة أدهم وهو طفل بين أمه وأبيه وهو في التاسعة، لقد كانت آخر صورة أخذها مع والديه، قال أدهم
” انتى كنت هنا السنين اللى فاتت دى كلها ”
جلست صابرين بجوار ام ادهم وقالت ” اقعد وهحكيلك انا، وبعدين ماما تحكى لك باقى اللى حصل ”
جلس ادهم بجوار والدته وجلس حامد فى مقعد بالقرب من صابرين وهو لم يغير نظره من عليها ، ينظر لها بعشق صافى فرأه ادهم لكنه فضل الانتظار حتى يعترف حامد بما فى قلبه دون ان يسأله، نظر الى صابرين باهتمام ، فبدأت هي الحديث
بعد ما أمك اتسجلت في المستشفى، على أساس إني لاقيتها في السكة وما أعرفش حاجة عنها، عشان كنت خايفة من فايز، أخدوا مني فلوس كتير عشان تقعد في المستشفى كام يوم، طلبوا مني أكتب البيانات، بس عشان فايز ما يعرفش وكمان أنا سني صغير سبت الورق فاضي ومشيت. وبعد كام يوم أخدت فلوس تانية من الفلوس اللي كان يزن بيحطها لي في البوسطة من ورا إخواتي عشان أكمل بيها تعليمي من غير ما احتاج لحد، كان قلبه حاسس إن في حاجة هتحصل له في الأيام الأخيرة قبل ما يموت، فخصص لي مبلغ مستخبي ينزل لوحده من فلوس الأراضي الزراعية من غير ما سوسن تعرف، وفعلاً بعد ما مات فضلت الفلوس تتضاف لحسابي من غير ما سوسن تحس. المهم لما رجعت المستشفى عرفت إنها فاقت بس مش فاكرة حاجة ومش بتتكلم وعايزين حد كبير يمضي على الورق، حتى لما عرضت عليهم فلوس أكتر من اللي المستشفى محتاجاه رفضوا، اضطريت أروح لجدك بس اتفقت معاه إنه ما يقولش إنه يعرف مكانها واللي يسأل عليها يقول زي ما فايز بيقول إنها هربت وما يعرفش مكانها.
بعد كده جدك وداها دار للمسنين بعد ما اتحايل على المديرة بحجة إنه كبير في السن ومش هيقدر يرعاها ولما عرفوا إني هدفع أي مبلغ يطلبوه وافقوا، وفضلت هي في الدار كام سنة، خلال السنين دي كنت كملت دراستي بس منازل من غير ما حد يعرف وبعد موت جدك بقيت أنا أهرب من القصر كل شهر مرة أروح الدار وأديهم فلوس بزيادة وأطمن عليها وأرجع، دخلت كلية طب بشري والحمد لله اتخرجت وعملت دراسات عليا في علم النفس وبعدين فتحت المكان ده في الأول كان صغير يعني دور واحد وجنينة وكانت مامتك هي اللي بتديره وواخدة بالها منه ودي أوضتها وفي نفس الوقت مكتبها، بعد اللي حصل وإن إخواتي قتلوا بعض وطليقي، اه طليقي ما أنا اتطلقت منه بعد أسبوع من جوازنا من غير ما حد يعرف وكنت بدفع له فلوس عشان يمثل إنه جوزي ومحدش يعرف منهم، المهم قبل ما يموت قال لي إنهم باعوا كل حاجة لواحد اسمه حامد وشركاه وتقريبًا حامد ده يعرف أدهم ابن أخويا بس هو ما كانش متأكد، يوم ما مات اتصل قال لي إنه جاي وعنده مفاجأة، بس مات قبل ما أعرف إيه هي، وبصراحة أنا خفت أدور على حامد ويطلع ما يعرفش حاجة عنك ويأذيني”
قال حامد: “أنا أذيكي، إزاي، ده أنتي النفس اللي بتنفسه، ده أنا رجعت أذاكر وأعيد ثانوية عامة تاني عشان أدخل كلية مخصوص لما عرفت من وافي إن في ورق بيثبت إنك مخلصة طب.”
ابتسمت صابرين بخجل، ولكن أمي قالت: “أيوه يعني عايز إيه؟”
بص حامد لأمي ثم لي وقام وخرج من الأوضة بسرعة، فهمست أمي: “روحي الحقيه، هو اللي لقاني هنا وكان سبب إني أفتكر كل حاجة وأخدني ليكِ، قولي له إن صابرين موافقة بس بشرط ينجح بتقدير يدخله كلية كويسة.”
ابتسم أدهم وقبَّل رأس أمه ونهض يجري خلف حامد، وبعد دقائق عاد به وخلفهم وافي وياسر ومعظم الأصدقاء. مرت الشهور وتزوج حامد من صابرين، وانتقلت الأم لتقيم مع أدهم داخل شقته، وتحول القصر إلى دار رعاية لكبار السن وللأطفال، وازدهر مكتب العمالة بعد أن وكَّل أدهم صديقه ياسر بإدارة الأراضي الزراعية وتشغيل الفلاحين بها، كما وكَّل سميح وبعضًا من أصدقائه في إدارة المصانع، وتفرغ هو لإدارة شركة التصدير والاستيراد، وأعاد حقوق صابرين لها، كما أعطى لأمه نصيبها من الأسهم كما لو أن قد وُزِّعت الأملاك عليهم بعد موت أبيه يزن.
وقف بجوار والدته في مكتبها داخل دار الرعاية وتنهد وهو ينظر إلى الحديقة المليئة بكبار السن والأطفال يلعبون حولهم وقال
” فقط من اجلك انت ”
انتهت القصة بقلم اسماء ندا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من أجلك)