روايات

رواية منقذي الفصل العشرون 20 بقلم الكاتبة المجهولة

رواية منقذي الفصل العشرون 20 بقلم الكاتبة المجهولة

رواية منقذي البارت العشرون

رواية منقذي الجزء العشرون

منقذي
منقذي

رواية منقذي الحلقة العشرون

في صباح اليوم التالي…
أشرقت أشعة الشمس على نافذة الغرفة، فتسللت خيوطها الذهبية بهدوء، لتمتد فوق وجه عادل الممدد على الأريكة. فتح عينيه ببطء، تنفس بعمق، ثم نهض وهو يتثاءب، واتجه إلى الحمّام ليأخذ شاورًا دافئًا، كما اعتاد كل صباح.
خرج بعد قليل وهو يجفف شعره، وبدأ يرتدي ملابسه استعدادًا للخروج. وأثناء ارتدائه للقميص، تحركت لين فوق السرير بخفة، فتحت عينيها على صوته، ثم قالت بخفوت ونعاس:
– صباح الخير…
التفت إليها عادل وابتسم ابتسامة خفيفة:
– صباح النور.
جلست لين على السرير، وهي تشعر ببعض الارتباك والتوتر. نظرت إليه خلسة، تفكر فيما قالته له بالأمس عن الطلاق، وتساءلت في داخلها إن كان قد ضايقه الأمر.
لكن عادل قطع شرودها بنبرة عادية:
– يلا، قومي البسي عشان ننزل نفطر.
رفعت حاجبيها بدهشة خفيفة، وقالت وهي تضحك:
– هتفطر معانا؟! غريبة!
ابتسم لها وقال:
– ليه يعني؟ أنا مش من العيلة ولا إيه؟
قالت وهي ما زالت تضحك:
– لأ، بس كل مرة بتقوم بدري وبتروح تاكل في الشغل على طول، فاستغربت يعني.
هز رأسه وقال:
– ماشي يا ستي، قلت أغير النهارده شوية.
ثم سعل فجأة، فرفعت لين نظرها إليه بقلق وقالت:
– إنت واخد برد ولا إيه؟
رد وهو يعدل ياقة قميصه:
– لأ عادي، دي كحة بسيطة، ما تقلقيش.
قامت لين من السرير وذهبت لتبدل ملابسها بسرعة، ثم عادت إليه وهي تضع لمساتها الأخيرة. نزل الاثنان معًا إلى الطابق السفلي.
في الأسفل، كانت سلمى جالسة على المائدة، وإلى جوارها عاصم يقرأ شيئًا في هاتفه، وداليا ترتشف فنجانًا من الشاي.
دخل عادل ولين، فقال الاثنان في صوتٍ واحد:
– صباح الخير.
ردت العائلة في ترحاب:
– صباح النور.
جلس عادل بجانب عاصم ولين بجانب داليا ، وألقت داليا نظرة سريعة على لين وابتسمت لها. ثم استأنف الجميع الإفطار في جوٍّ عائلي دافئ.
التفت عادل إلى داليا وسألها:
– إنتِ رايحة الجامعة النهارده؟
أجابت وهي تضع قطعة خبز في فمها:
– أيوه، عندي محاضرات من الصبح.
قال لها بابتسامة خفيفة:
– خدي بالك من نفسك.
ابتسمت وهي ترد:
– حاضر.
وبعد الانتهاء من الإفطار، وقف عاصم وعادل معًا استعدادًا للذهاب إلى الشركة، فألقى كل منهما السلام، ثم غادرا.
أما داليا، فاقتربت من لين، وطبعت قبلة على خدها قائلة:
– أشوفك بعدين يا لين، يومك جميل إن شاء الله.
ردت لين بودّ:
– وإنتِ كمان، ربنا يوفقك.
ثم خرجت داليا أيضًا متجهة إلى جامعتها، فيما بقيت لين في الصالة برفقة سلمى، والبيت بدأ يستعد ليوم جديد
، داخل شركة عادل…
وصل عادل إلى الشركة برفقة عاصم، فصعدا معًا إلى المكتب التنفيذي، حيث كان من المفترض أن يُعقد اجتماع مهم مع وفد شركاء أجانب للاتفاق على صفقة ضخمة.
جلس عادل على مكتبه وبدأ في مراجعة بعض الأوراق، بينما كان عاصم يقرأ جدول الاجتماع.
قال عادل بنبرة عملية:
– حضّر الملف بتاع الصفقة، والبيانات اللي اتفقنا عليها.
أومأ عاصم برأسه وبدأ في تجهيز المستندات. نظر عادل إلى الساعة، ثم التقط هاتفه المحمول واتصل بـ حسام الذي لم يكن قد وصل بعد.
– “أيوه يا حسام، فينك؟ الوفد خلاص داخل كمان عشر دقايق.”
جاء صوت حسام من الجهة الأخرى:
– “أنا وصلت أهو، طالع دلوقتي، خمس دقايق وهاكون عندكم.”
أنهى عادل المكالمة، ثم التفت لـ عاصم:
– “أنا هراجع كام نقطة كده قبل ما يدخلوا،
قال عاصم:
– “تمام، وانا هروح الحمام ثواني وجاي ”
خرج عاصم من المكتب متجهًا إلى دورة المياه. وفي طريقه، وقبل أن يدخل، فوجئ بصوت مألوف يناديه:
– “عاصم! صباح الخير.”
التفت، فوجد سحر واقفة أمامه، ترتدي زي العمل الرسمي، وعلى وجهها ابتسامة مترددة.
ردّ عليها باقتضاب دون أن يبادلها النظرات:
– “صباح النور.”
قالت محاولة فتح حديث:
– “هتحضر الميتنج النهارده؟”
– “أيوه.” قالها دون اهتمام.
تردد صمت لثوانٍ، ثم قالت بنبرة تجمع بين العتاب والرغبة في كسر الحاجز:
– “انت هتقضل تعاملني كدا لحد آمتا
ظهرت على وجه عاصم علامات الضيق، وزفر بضيق وقال وهو يمشي مبتعدًا:
– “مش وقته يا سحر.”
راقبته بعينيها حتى اختفى عن ناظريها، ثم تمتمت لنفسها:
– ” مهما عملت ، مش هسيبك بسهولة يا عاصم انت ليا.”
بعد قليل، في قاعة الاجتماعات…
دخل الوفد، وكان يتكون من ثلاثة رجال، أحدهم يتحدث العربية بينما الآخران أجانب. جلس الجميع على الطاولة، وبدأ عادل الحديث وهو يعرض عليهم مقترحات الصفقة الجديدة.
قال أحد أعضاء الوفد:
– “إحنا شايفين إن النسبة المقترحة مش مناسبة، والتكلفة أعلى من توقعاتنا.”
رد عادل بهدوء:
– “أنا فاهم وجهة نظركم، بس اسمحوا لي أوضح شوية حاجات. الجودة اللي بنقدمها في المشروع ده، أعلى من أي عرض في السوق، غير إننا متكفلين بخدمات ما بعد التنفيذ لمدة سنة كاملة بدون أي تكلفة إضافية.”
دخل حسام القاعة في ذلك الوقت، وأكمل النقاش بسرعة:
– “كمان إحنا بنديكم ضمانات قانونية كاملة، ولو حبيتوا نضيف بند للتأمين أو شرط جزائي، إحنا جاهزين.”
لكن الوفد ظل مترددًا، فتدخلت سحر التي كانت تجلس في الجهة المقابلة:
– “اسمحولي أقول حاجة. الدراسات اللي عملناها على السوق بتأكد إن العائد المتوقع من الصفقة دي أعلى بنسبة ٣٠٪ من أي صفقة تانية بنفس التكلفة، وده مبني على أرقام دقيقة وتحليل بيانات لمدة 6 شهور. ولو حبيتوا، أقدر أقدم لكم تقرير مفصّل دلوقتي.”
تبادل أعضاء الوفد النظرات، وبدأت علامات الاقتناع تظهر على وجوههم. نظر عادل إلى سحر، وبدا عليه الإعجاب بذكائها ومهنيتها، فابتسم وقال:
– “شكرًا يا سحر، مداخلتك فرقت كتير.”
وافق الوفد في النهاية على إتمام الصفقة، وتم توقيع البروتوكول المبدئي، ثم صافحوا الجميع وغادروا القاعة.
بعد الاجتماع…
بقي عادل، وعاصم، وحسام، وسحر، وكرم – أحد المحللين الماليين بالشركة – داخل القاعة لمراجعة بعض التفاصيل.
قال كرم:
– “برافو يا سحر، حقيقي كنتِ إضافة قوية في الميتنج ده.”
أضاف حسام:
– “أيوه فعلاً، مداخلتك جت في وقتها.”
قال عاصم ببرود وهو ينهض:
– “تمام، أنا هروح أكمل شغلي.”
ثم نظر إلى عادل:
– “لو احتجتني، هكون في المكتب.”
أومأ عادل برأسه، وقال:
– “ماشي، شكرًا يا جماعة، كل واحد يرجع مكانه.”
بدأ الجميع في الخروج من القاعة عدا حسام ، بينما وقف عادل لحظة يتأمل أوراق الصفقة، وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ترضي طموحه العملي.
جلس حسام على المقعد المقابل لـ عادل، وقد بدا عليه الرضا التام عمّا دار في الاجتماع. كان عادل يراجع بعض المستندات، فيما ألقى حسام بجسده على الكرسي، وقال مبتسمًا:
– “برافو يا عادل… الصفقة دي لو تمت، هتبقى نقلة كبيرة جدًا لينا.”
رفع عادل نظره إليه ورد بهدوء:
– “إن شاء الله، أنا متفائل بيها جدًا… خصوصًا بعد ما اقتنعوا بالمقترحات اللي قدمناها.”
– “ده غير إنك لعبتها صح… أنت عارف إن الناس دي مش بتقتنع بسهولة، بس العرض اللي قدمته والطريقة اللي أقنعتهم بيها، كانت ممتازة.”
ابتسم عادل وهو يسعل فجأة، فسأله حسام بقلق:
– “مالك؟ بتكح كده ليه؟ تعبان ولا إيه؟”
لوّح عادل بيده كأنه يهوّن عليه، وقال:
– “لا لا، ما تقلقش… مجرد برد خفيف كده، هيروح لوحده.”
– “طب ما أجيب لك علاج؟ عندي في المكتب شوية أدوية، ولا نروح المستشفي
ضحك عادل بخفة وقال:
– “يا عم سيبك… أنا كويس ”
– “زي ما تحب، بس لو لقيت نفسك تعبان ما تتأخرش… إحنا محتاجينك صاحي اليومين الجايين، خصوصًا لو الصفقة دي دخلت على التنفيذ بسرعة.”
أومأ عادل برأسه:
– “ماشي يا حسام، متشكر.”
نهض حسام من مقعده وهو يلتقط ملفًا من على الطاولة، ثم قال:
– “أنا هروح مكتبي أخلص شوية أوراق، ولو احتجتني كلّمني.”
– “تمام، شكرًا يا حسام.”
خرج حسام من المكتب تاركًا عادل وحده يراجع بعض الملفات، والسكون يسود المكان إلا من صوت تقليب الأوراق الخفيف، وسعال عابر بدأ يتكرر دون أن يُظهر عادل انزعاجًا.
في ساحة الجامعة – وقت الظهيرة
كانت جنا وداليا تجلسان في الكافتيريا الخاصة بالكلية، تتناولان بعض العصائر بينما يدور بينهما حديث جانبي كعادتهما.
قالت جنا وهي تمضغ قطعة من الشوكولاتة:
– “هو انتي سمعتي إن الدكتور إبراهيم مش هيكمل معانا؟”
رفعت داليا حاجبيها باستغراب:
– “ليه بس؟ ده كان شاطر جدًا، وشرحه سهل وممتع.”
هزّت جنى كتفيها:
– “مش عارفة والله، بيقولوا اترقّى أو اتنقل كلية تانية… إشاعات يعني.”
أنهتا جلستهما ودلفتا إلى المدرج حيث أوشكت المحاضرة على البدء. كانت القاعة ممتلئة بالطلبة، ولكنّ همسات الطالبات وتصرفاتهن كانت غير اعتيادية.
وبمجرد دخول الدكتور الجديد، انتشر الهمس والضحك الخافت في المدرج. كان الشاب في منتصف العشرينات، طويل القامة، أنيق، وذو ملامح جذابة تلفت الانتباه.
همست جنا وهي تميل نحو داليا:
– “هو ده الدكتور الجديد؟!”
ردّت داليا، وهي تلاحظ العيون المعلقة به:
– “واضح كده… بس هو إزاي لحق يبقى دكتور بالشكل ده؟ شكله صغير خالص.”
قهقهت جنا بصوت مكتوم:
– “مش شايفة البنات عمالين يبصوا له إزاي؟”
قالت داليا وهي تهز كتفيها بلا اهتمام:
– “عادي يعني… مفيهوش حاجة.”
غمزت جنا مازحة:
– “عادي إيه؟ ده الراجل بينوّر في الضلمة!”
ضحكت داليا بخفة:
– “ماشي يا ستّي، هقول لحسام يراجع شركة الكهربا يشوفوا النور شغال ولا لأ.”
انفجرتا ضحكًا في الوقت الذي كان الدكتور قد بدأ بالفعل في التعريف بنفسه والشرح، ثم فجأة وجه نظره نحوهما.
قال بصوت حازم:
– “أنا كنت بقول إيه؟”
ارتبكت داليا وقالت:
– “حضرتك ما كنتش بتقول حاجة… لسه بتتعرّف علينا.”
ابتسم ابتسامة ساخرة:
– “أنا بدأت أشرح فعلاً، يا دكتورة… وانتي مش مركزة خالص، وبتتكلمي مع اللي جنبك.”
سادت لحظة صمت، واحمر وجه داليا من الإحراج، بينما جنا التزمت الصمت أيضًا.
قال الدكتور بلهجة صارمة:
– “اتفضلوا اقعدوا… ولو حصل كلام تاني في وسط الشرح، هطلب منكم تخرجوا برّه.”
عادت الفتاتان للإنصات، وقد انكمشت داليا في مقعدها خجلًا، غير أن الدكتور استأنف شرحه بحماس ومهارة لفتت الانتباه، ولم يكن من السهل تجاهل تميّزه.
في نهاية المحاضرة – خارج المدرج
خرجت داليا وجنا من القاعة وهما تتأملان في مجريات ما حدث. قالت داليا بامتعاض:
– “إيه الدكتور الغلس ده؟ الدكتور إبراهيم كان أرحم منه بكتير.”
ضحكت جنا:
– “بس بصراحة ما ينكرش إن شرحه تحفة، وواضح إنه شاطر جدًا.”
أشاحت داليا وجهها وقالت:
– “ولو… ده وقفني قدام الدفعة كلها، وحرجني!”
ربتت جنا على ذراعها:
– “معلش، إحنا اللي كنا بنتكلم… مش هو اللي غلط.”
تنهدت داليا:
– “طب يلا نمشي، أنا فعلاً اتخنقت واتقفلت من اليوم كله.”
أومأت جنا موافقة:
– “ماشي، يلا بينا.”
قالت داليا مبتسمة رغم انزعاجها:
– “هوصلك على طريقي.”
– “أوكي يا ستي… يلا نروح.”
وغادرتا سويًا، وقد بدأ الغروب يرسم ملامحه على أجواء الجامعة.
في فيلا عادل – وقت العصر
جلست سلمى كعادتها في الصالون، تحت ضوء خافت يتسلل من النوافذ الكبيرة، تقرأ في المصحف بصوتٍ خاشعٍ هادئ. كانت صفحات القرآن تُقلب بأناملها بخفة، وملامح وجهها تنضح بالسكينة.
دخلت لين إلى الصالون بخطوات هادئة، ثم جلست إلى جوار سلمى دون أن تنطق، واكتفت بمراقبتها بصمت وهي تُنهي التلاوة. أغلقت سلمى المصحف برفق، ثم ابتسمت لها قائلة:
– “انتي كويسة يا لين؟ محتاجة حاجة؟”
أجابت لين بلطف:
– “لا، أنا كويسة الحمد لله.”
سادت لحظة صمت قصيرة قبل أن تبدأ الاثنتان في تبادل أطراف الحديث. كان الحوار بسيطًا، مليئًا بالمحبة والدفء. تحدثتا عن الأجواء، عن داليا، عن أيام الدراسة، وحتى عن الأكلات التي تحبها لين. ثم باغتت سلمى لين بسؤالها المباشر:
– “هو انتي وعادل عاملين إيه؟ تمام؟”
ابتسمت لين بخجل وأومأت:
– “الحمد لله… إحنا كويسين.”
ضحكت سلمى بخفة وقالت ممازحة:
– “طب ما فيش كده بيبي صغير في الطريق؟ أنا نفسي أبقى تيتا.”
احمر وجه لين خجلًا، وارتبكت، ثم قالت بصوت منخفض:
– “إن شاء الله يا طنط… يعني… ربنا يسهل.”
ضحكت سلمى مرة أخرى، وهي تضع يدها برفق فوق يد لين:
– “ربنا يفرح قلبي بيكم يا بنتي.”
في تلك اللحظة، سُمع صوت الباب يُفتح، ودخلت داليا بمرحها المعتاد، تنادي بصوتها العالي:
– “أنا جيت يا أهل الدار!”
هرعت داليا إلى والدتها، وقبّلتها بشدة:
– “وحشتيني يا ست الكل !”
ثم اتجهت إلى لين واحتضنتها قائلة:
– “وأنتي كمان يا عروسة البيت.”
ضحكت لين وردّت لها التحية، في حين قالت سلمى بحنان:
– “يلا يا داليا، روحي خدي شاور وغيري هدومك وتعالي، هنقعد ناكل سوا.”
قالت داليا:
– “مش هنستنى عادل وعاصم؟”
أجابتها سلمى:
– “أنا كلمت عاصم من شوية، قال لي إنهم في الطريق خلاص، مش هيتأخروا.”
هزّت داليا رأسها وقالت:
– “تمام، هاطلع بسرعة وهنزل.”
ثم صعدت وهي تغني بصوتٍ منخفض، لينعكس في البيت جوٌ من الألفة والطمأنينة.
دخل عادل إلى الفيلا برفقة عاصم، وقد بدت عليهما علامات الإرهاق بعد يومٍ طويل في العمل. توجه الاثنان مباشرة إلى غرفة الطعام، حيث كانت سلمى تجلس برفقة لين وداليا، وقد انتهين من إعداد المائدة.
ابتسم عادل وقال وهو يخلع سترته: – “السلام عليكم.”
ردّت سلمى بحنان: – “وعليكم السلام، حمد لله على السلامة .”
جلس الجميع حول الطاولة، وبدأوا في تناول الطعام. دار حديث خفيف بين عادل وداليا.
قال عادل وهو يتناول لقمة: – “ها يا داليا، أخبار الكلية إيه النهارده؟”
ردّت داليا بابتسامة: – “كلها محاضرات وروتين ممل… بس مشي الحال.”
ضحك عاصم وقال بمزاح: – “هو انتي أصلاً بتروحي الكلية؟! ده أنا فاكر آخر مرة شفناك فيها هناك كان من سنة!”
ردّت داليا بتحدي: – “وأهو رغم كده أنا شاطرة وجايبة تقديرات أعلى منك، ماشي يا بشمهندس
ضحك الجميع، إلا أن عادل بدأ يسعل مجددًا، فانتبهت سلمى وسألته بقلق: – “مالك يا عادل الكحه عندك من الصبح انت كويس
قال عادل باقتضاب وهو يشرب قليلاً من الماء: – “مافيش حاجة يا ، برد بسيط.”
أكملت لين الطعام بهدوء، لكنها كانت تراقب وجهه بتوتر. وبعد انتهاء العشاء، وقف عادل وقال: – “أنا طالع آخد شاور وأنام،كان يوم طويل.”
أومأ له الجميع، وصعد إلى غرفته. لحقت به لين بعد دقائق قليلة، لتجده يخلع قميصه ويبدو عليه التعب الشديد، بينما السعال لا يفارقه.
قالت له بلطف: – “أنت خدت علاج النهارده؟”
ردّ وهو يدخل الحمام: – “لا والله، كنت مشغول طول اليوم، ما لحقتش.”
تنهدت لين، ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت له مشروبًا ساخنًا، ثم صعدت إليه مجددًا.
ناولته الكوب وهي تقول: – “اتفضل، اشرب ده، يمكن يريحك شوية وخد الحباية دي بعده.”
ابتسم عادل: – “تسلمي يا لين.”
جلسا قليلًا يتحدثان. ثم قالت له ضاحكة: – “أنا النهارده المفروض أنام على الكنبة، فاكر؟
ضحك عادل وردّ: – “لأ يا ستي، اعتبري إن كل واحد له يومين وده يومي أنا على الكنبة.”
لين:” لا مش هينفع انت شكلك تعبان اصلا مش تبقي تعبان وكمان ضهرك واجعك”
عادل:”مين قالك ان انا تعب…. وما لبث ان اكمل حديثه حتي أصابه السعال من جديد
ضحكت لين بسخب ثم قالت:لا واضح انك كويس على الاخر
عادل:كويس بجد والله دا مجرد برد
بعد الحاح من عادل ذهبت لتنام على السرير، بينما استلقى هو على الأريكة، وقد بدا عليه التعب أكثر من أي وقت مضى.
في منتصف الليل…
استيقظت لين لتذهب إلى الحمام، فلاحظت أن الغطاء قد انزاح عن عادل، وأنه ينام بلا غطاء، ويتنفس بصعوبة.
اقتربت منه لتغطيه، فوضعت يدها على جبينه، ففوجئت بحرارته المرتفعة.
همست بقلق:دا سخن جدا
حاولت أن توقظه بلطف: – “عادل… فوق… عادل؟”
فتح عينيه بصعوبة وهمس بكلمات غير مفهومة، ثم أدار رأسه وتنهّدو بدت عليه علامات الهذيان.
ارتبكت لين، وترددت هل تذهب لتوقظ عاصم أم تتصرف بنفسها، لكنها حسمت قرارها سريعًا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى