رواية منقذي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الكاتبة المجهولة
رواية منقذي البارت الثاني والعشرون
رواية منقذي الجزء الثاني والعشرون

رواية منقذي الحلقة الثانية والعشرون
في بيت آسر صديق عادل
فتح آسر باب الشقة ودخل وهو يخلع جاكيت بدلته بخفة، صوته يسبق خطواته:
آسر:
“السلام عليكم”
جيهان، والدته، خرجت من المطبخ تمسح يديها في فوطة المطبخ، وعلى وجهها ابتسامة دافئة:
جيهان:
“وعليكم السلام، نورت البيت يا ابني.”
دارين، أخته الكبرى، كانت جالسة على الكنبة، رفعت رأسها من الموبايل:
دارين:
“هو انت جيت بدري النهارده ولا أنا اللي متهيألي”
آسر:
“خلصت شغلي بدري، قلت أرجع أفطر معاكم… قصدي أتغدى.”
ضحكوا، فقالت والدته:
جيهان:
“تمام، على بال ما تاخد شاور وتغير هدومك، أكون حضّرت الأكل.”
آسر وهو يصعد السلم الداخلي:
“ماشي، خلوني أنزل ألاقي السفرة مليانة بقا ”
في تلك اللحظة – عند الباب
فتحت تاليا الباب ودخلت بابتسامة واسعة، شنطتها معلقة على كتفها.
جيهان:
“أهو القمر جه! عملتي إيه يا تاليا؟”
تاليا بحماس:
“قدّمت في شركة D.L Group،
والحمد لله حددولي معاد إنترفيو بعد بكرة!”
جيهان:
“ألف مبروك يا حبيبتي، ربنا يوفقك.”
دارين قامت من مكانها وفتحت ذراعيها:
دارين:
“ألف مبروك يا توتي! تستاهلي كل خير.”
تاليا:
“أنا هطلع أغير هدومي بسرعة وأنزل آكل، جعانة موت.”
جيهان:
“تمام يا قلب ماما، الغدا قرب يجهز.”
في الطابق العلوي في غرفة آسر
كان آسر يخرج من الحمام، شعره ما زال مبللًا، وبدأ في ارتداء ملابسه المنزلية. التقط هاتفه، وفتح قائمة الأرقام ثم ضغط على اسم عاصم.
عاصم (يرد سريعًا):
“أهوه اللي افتكرنا! فينك يا بني؟”
آسر وهو يضحك:
“كنت مزنوق في شغل كتير أوي اليومين دول، معلش.”
عاصم:
“ماشي يا عم الشغل، بس عادل سأل عليك.”
آسر بسرعة:
“عادل؟ عامل إيه؟ كنا عايزين نخرج سوا من زمان.”
عاصم:
“عادل تعبان، جاله دور سخونية كده، ومجاش الشركة النهارده.”
آسر (بقلق):
“إيه ده؟ طب هو كويس دلوقتي؟”
عاصم:
“أحسن، بس لسه مرهق شوية.”
آسر:
“خلاص، أنا هعدي عليكم بالليل أطمن عليه.”
عاصم:
“ماشي، هستناك.”
في الطابق السفلي
نزل آسر وهو يمسد شعره بفوطة صغيرة، ووجد والدته وأخوته دارين وياسين جالسين على السفرة.
ياسين ممسك بهاتفه، يلعب لعبة حماسية.
آسر:
“انت مش هتذاكر بقى يا ياسين؟! الموبايل هينجحك ولا إيه؟”
ياسين:
“ما أنا ذاكرت خلاص!”
جيهان (بحنق بسيط):
“ذاكر؟! دا مفتحش كتاب، قوله يا آسر.”
آسر وهو يضحك:
“ياسين انت امبارح ذاكرتطب والنهارده؟”
ياسين:
“هو يوم ويوم! يعني مذاكرة بالتقسيط.”
آسر ضربه بخفة على قفاه:
“ماشي يا بتاع التقسيط!”
ضحك الجميع، ثم نزلت تاليا وابتسمت لهم:
تاليا:
“ريحته الأكل طلعة تجنن، يلا نأكل بقى.”
جلسوا جميعًا وبدأوا في تناول الغداء.
آسر وهو يسكب العصير:
“ها يا تاليا، عملتي إيه النهارده؟”
تاليا:
“قدمت في شركة D.L Group، وعندي إنترفيو بعد بكرا.”
آسر (يفرح):
“دي شركة عادل وحسام، صحابي!”
تاليا:
“عادل اللي كنا عنده في كتب كتابه؟”
آسر:
“آه هو، اخو عاصم.”
تاليا تبتسم وهي تتذكر عاصم:
“ماشي… شكلها شركه محترمه.”
آسر (بمزاح):
“لو عايزة أوصي عليكي، عيوني… أكلم عادل وأخليه ميقبلكيش!”
تاليا تضحك:
“لأ شكراً، ماشي بمجهودي.”
آسر:
“ماما، أنا ناوي أعدي على عادل النهارده أطمن عليه، عرفت إنه تعبان.”
جيهان:
“ألف سلامة عليه، مالو؟”
آسر:
“كان سخن شوية، بس كويس دلوقتي. كنت أصلاً عايز أقعد معاه شوية.”
جيهان:
“ماشي يا حبيبي، سلّم لي عليه.”
تاليا:
“أنا عايزة أجي معاك!”
آسر:
“تيجي فين؟ ده صاحبي،هتيجي تعملي ايه
تاليا:
“وإيه يعني؟ أنا مش هقعد مع صاحبك، هقعد مع داليا… اتصاحبت عليها أوي ووحشتني.”
آسر:
“ما ينفعش دلوقتي، مره تانية ناخدك معانا.”
تاليا (تزن):
“طب ليه يعني؟ ما أنا مش هتقل عليك ولا هعمل مشاكل، وعد!”
ياسين فجأة:
“أنا كمان عايز أجي، إشمعنى تاليا؟ أنا مش بخرج خالص، ومحبوس!”
آسر (بضيق):
“هو إحنا رايحين نتفسّح؟”
ياسين:
“يا عم خرجنا مرة! حتى لو هنقعد في العربيه.”
آسر:
“خلاص… مش هاخد حد!”
جيهان (تضحك):
“حرام عليك، خدهُم يا آسر.”
آسر (مستسلم):
“ماشي… بس أوعوا تعملوا دوشة!”
تاليا وياسين بصوت واحد:
“حاضر!”
داخل الشركة كان حسام يخرج من مكتبه بسرعة وهو يرتدي جاكيته، اتجه بخطى ثابتة إلى مكتب عاصم، طرق الباب بخفة ثم فتح ودخل.
حسام:
“يا عاصم، أنا هطلع بدري النهارده، هعدي آخد جنى ومامتها على الدكتور.”
عاصم وهو ينظر إليه من فوق الأوراق:
“تمام، ماشي يا حسام، ربنا يقومها بالسلامة.”
حسام بابتسامة ممتنة:
“تسلم يا صاحبي، شكرًا.”
في الطريق، داخل سيارة حسام…
حسام أنهى المكالمة بابتسامة وهو يقول:
– “تمام يا جنا، أنا داخل عليكم دلوقتي.”
أغلقت جنا المكالمة من ناحيتها وهي تقول بحماس:
– “مستنينك يا حبيبي.”
عند وصوله إلى منزل جنا، صعد حسام إلى الشقة وطرق الباب.
فتحت له حماته، فابتسم وهو يقول بلطف:
– “ألف سلامة عليكِ يا طنط، عاملة إيه دلوقتي؟”
ابتسمت وهي ترد:
– “الحمد لله يا ابني، ما تحرمش منك. بس كنت ريحت نفسك، كنت أنا وجنى نروح وخلاص.”
– “لا يا طنط، تعبك راحة.”
ثم التفت إلى جنا، فابتسم وقال ممازحًا:
– “إيه الحلاوة دي؟”
احمرّت وجنتاها وهي ترد بخجل:
– “دي عيونك.”
– “لا، بجد شكلك محلو قوي النهارده شكلي هتهور علي خدود الفراولة دي
– “بلاش تهريج، عديني اما اركب بدل ما ست الكل هي اللي تيجي تتهور عليك
ضحك الاثنان، ثم ركبا السيارة وانطلقا.
في المستشفى…
دخلوا إلى عيادة الطبيب، وجلست جنى بجوار والدتها.
الدكتور نظر إلى التحاليل وقال:
– “السكر مش منتظم. هنظبط الأدوية ونظبط أكلك شوية.”
وصف لها الدواء، ثم أنهوا الكشف.
عند خروجهما، سألهم حسام بقلق:
– “عملتوا إيه؟ طمنيني.”
جنا ردت:
– “السكر مش مظبوط، بس الدكتور كتب لها على علاج وهي هتبدأ فيه.”
– “ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي، ربنا يتمم شفاكِ على خير.”
في طريق العودة…
وصلوا إلى منزل جنا وعند الباب، قالت له حماته بابتسامة حنونة:
– “اتفضل اطلع اتغدى معانا.”
– “ربنا يخليكي، بس أنا رايح لعادل، تعبان شوية ومش عايز أتأخر عليه.”
– “طب اطلع اشرب كوباية عصير بس، متكسرش بخاطري.”
ابتسم وقال:
– “حاضر مقدرش اردلك طلب.”
داخل الشقة جلس حسام على الأريكة، فدخلت حماته تحمل كوبين عصير مانجو وقدّمته له.
أخذ رشفة وقال مبتسمًا:
– “تسلم إيدك يا طنط، ده أحلى عصير مانجا شربته في حياتي!”
– “بالهناء والشفاء يا حبيبي.”
بعد دقائق من الحديث العائلي جنا نظرت إليه وقالت:
– “هو انت رايح لعادل ليه؟ مش كان معاكم في الشركة؟ ولا راح المستشفى؟”
– “لا، ده كان تعبان شوية ومجاش الشركة. قلت أعدي أطمن عليه.”
– “ألف سلامة عليه… طب إيه رأيك تاخدني معاك؟ أشوف داليا، وحشتني قوي من وقت اجازة الامتحانات.”
– “خلاص، هعدي عليكي بالليل.”
ثم وقف وهو يودّعهم وقال بابتسامة:
– “أنا همشي بقى دلوقتي… هشوفكوا على خير.”
– “مع السلامة يا حبيبي، وربنا يطمنك على صاحبك.”
في فيلا عادل داخل غرفتة
كان عادل يجلس مستندًا على الوسادة، تغطيه بطانية خفيفة، بينما داليا تجلس على طرف السرير، تمسك بيدها طبق شوربة وتُصرّ على أن تُطعمه بنفسها.
داليا بابتسامة حنونة:
– “خد كمان معلقة، ما تقولش شبعت.”
عادل بتنهيدة مرحة:
– “خلاص يا داليا… أنا شبعان بجد.”
داليا بإصرار، وهي ترفع المعلقة:
– “معلقتين كمان وبس، أوعدك.”
في المقابل، كانت لين تجلس على الأريكة المقابلة، تراقبهما بصمت، في عينيها لمعة حنان وارتياح نادر. شعرت بشيء يشبه الدفء يسري في قلبها، ذلك الشعور الذي لم تختبره منذ زمن طويل… الشعور بالأمان وسط عائلة حقيقية.
رن هاتف عادل، نظر إليه فوجد اسم “سليم” يضئ على الشاشة، رد سريعًا.
عادل:
– “أيوه يا سليم.”
سليم:
– “إزيك يا دكتور
عادل:
الحمد لله انت عامل ايه ووالدتك عامله ايه
سليم:
كويسين الحمد لله بس ماما لين وحشتها اوي وعايزة تيجي تشوفها النهارده لو معندكش مانع
عادل:
– “أكيد طبعًا، مستنيينكم.”
أنهى المكالمة، وما إن وضع الهاتف حتى رنّ مجددًا.
هذه المرة كان “آسر”.
آسر بخفة دم:
– “يا عم فينك؟ جاي أطمن عليك… سمعت إنك سخنت الدنيا كلها.”
عادل ضاحكًا:
– “تعالى يحبيبي البيت منور بيك.”
وبعدها، رنّ الهاتف مرة ثالثة. “حسام”.
حسام:
– “إيه يا عادل؟ السخونية عاملة ايه ؟ كنت هاجي بدري أطمن عليك، بس قلت أكلمك الأول.”
عادل:
– “تعالى يا عم، شكل أخويا عاصم بلغ النشرة الجوية كلها إن عندي حرارة.”
ضحك الجميع، ثم التفت إلى داليا التي ابتسمت وقالت:
– “هو عاصم أصله بيبلّش في بقه فوله… طبيعي جداً.”
عادل:
انزلي يداليا وصي علي السفرة تحت عشان اما ييجوا نتعشي سوا
داليا:
حاضر
ثم نظر إلى لين وقال بلطف:
– “سليم أخوكي ومامتك جايين النهاردة.”
لين بعينين تتسعان فرحًا:
– “بجد؟!
لين بصوت خافت:
– “هو… هو سليم وماما بس اللي جايين؟ ولا مازن… أو بابا؟”
عادل بعد لحظة صمت:
– “بصراحة معرفش. سليم قال أنا وماما، ما ذكرش أبوكي… فممكن ما ييجيش.”
أومأت لين برأسها بصمت
كان عادل يحاول النهوض من السرير سبقته لين بقلق :
– “استنى… خليك مكانك، أنا هساعدك.”
عادل بابتسامة مطمئنة:
– “أنا كويس، والله. بس مش هرفض مساعدتك يعني.”
مدت يدها تدعمه، فاستند عليها، ونظراتهما تلاقت للحظة… لا كلام، فقط صمت مشحون بشيء لم يُقال.
وصلا إلى المرآة، بدأ يغسل وجهه، وهي تقف خلفه تراقب ملامحه المنهكة بلطف
سكتا للحظة، ثم تحرّك عادل نحو السرير مجددًا، ولحقت به لين، تجلس على طرف الفراش.
عادل يلتفت إليها فجأة:
– “لين…”
لين ترد بهدوء:
– “هممم؟”
– “انتي… مرتاحة هنا؟”
نظرت له في صمت، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة وهادئة:
– “أنا حاسه إني وسط ناس بتحبني… وده كفاية أوي دلوقتي.”
ثم ضحكت وهي تقول:
– “بس لو بابا عرف إني مرتاحة، احتمال يعيد الحسابات.”
ضحك معها، ثم قال بنبرة خفيفة:
– “خليني أنا أتحمّل الحسابات دي.”
عادل وهو واقف قدامها:
– “مبسوط إنك هنا… بجد.”
لين ترد بهدوء وهي تبص في الأرض:
– “وأنا كمان… يمكن أكتر مما تتخيل.”
وبينما نظراتهما تلاقت مرة أخرى، كان كلٌ منهما يحمل في قلبه شعورًا أكبر من أن يُقال… لكنه لم يُقال. فقط، بَقِي.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي)